منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 09 - 2017, 01:26 PM   رقم المشاركة : ( 18991 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا قتلوا يسوع مصلوباً بدلاً من قتله رجماً أو بحد السيف؟
ولماذا صلبوه مع لِصَّين؟ ما حدث ليس مجرّد صدفة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لوقا 32:23-43 “وَجَاءُوا أَيْضاً بِاثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مُذْنِبَيْنِ لِيُقْتَلاَ مَعَهُ. وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى جُمْجُمَةَ صَلَبُوهُ هنالك مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ. وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا. وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضاً مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ: خَلَّصَ آخَرِينَ فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ. وَﭐلْجُنْدُ أَيْضاً سْتَهْزَأُوا بِهِ وَهُمْ يَأْتُونَ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَلاًّ قَائِلِينَ: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ الْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ. وَكَانَ عُنْوَانٌ مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانِيَّةٍ وَرُومَانِيَّةٍ وَعِبْرَانِيَّةٍ: هَذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُودِ. وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا! فَانْتَهَرَهُ الآخَرُ قَائِلاً: أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ. ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: ﭐذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ”. ٭
ما نختاره اليوم يحدد مسيرة حياتنا الأرضية. ٭ما نختاره في حياتنا الأرضية، يؤثر على مسيرة حياتنا حتى في الأبدية. ٭وأصعب اختيار، هو الاختيار بين الحياة والموت. لأننا كثيراً ما نسيء الاختيار، معتقدين أن ما اخترناه هو الأفضل، كما نقرأ في سفر الأمثال 12:14 “تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ”. وعندما نأتي بالرّوح إلى الجلجثة، وننظر إلى صليب ربّنا يسوع المسيح، يبرز أمامنا أصعب سؤال، بل أخطر سؤال في الوجود: هل أقبل الصّليب وأومن بالمصلوب وأنال الحياة الأبدية؟ أم أرفض الصّليب، وأنكر المصلوب، ومن ثمَّ أقاسي العذاب الأبدي؟

إذا عدنا إلى القراءة من لوقا 32:23-43، نجد أن الجلجثة شهدت موت لِصَّين مع ربّنا يسوع المسيح، فالرّب يسوع لم يمت وحيداً، بل مات بين أثمة مجرمين. وهذه الحقيقة تظهر مدى قسوة قلوب من صلبوا رب المجد يسوع: فلماذا قتلوه مصلوباً، بدلاً من قتله رجماً أو بحد السيف؟ ولماذا صلبوه مع لِصَّين؟

تخبرنا سجلات التاريخ أن الفُرس هم أول من استخدم الصّليب كوسيلة للإعدام. ثم جاء الاسكندر الكبير وجعل الصّليب وسيلة شائعة للقتل والإعدام. وبعد الاسكندر جاءت الإمبراطورية الرومانية، وتبنى حكام روما الصلب كوسيلة لإعدام أسوأ أنواع النّاس المجرمين من عبيدٍ ولصوصٍ وقراصنةٍ من الأشخاص الذين لا يحملون الجنسية الرومانية.
إذاً:
كان الموت على الصّليب هو أبشع أنواع الموت.
كان الموت على الصّليب مصدر عار فظيع للمصلوب.
كان موت الصّليب قمة الإذلال للمصلوب، حيث يعلَّق المجرم ويأتي النّاس للسّخرية وللشّماتة به.
وهذا الموت المُذل والفظيع هو ما اختاره النّاس لربّنا وفادينا يسوع المسيح.
وهذا ما اختاره رجال الدين اليهود من كتبة وفريسيين وصدوقيين.
وهذا ما نفذه جنود روما بأمرٍ من الوالي بيلاطس البنطي.

ولم يكتفِ أعداء ربّنا يسوع المسيح بهذا الأسلوب الفظيع في قتله، بل أرادوا الإمعان في إذلاله وإهانته بأن صلبوه بين لِصَّين مجرمين.

كان هنالك ثلاثة صلبان في الجلجثة، وعلّق عليها ثلاثة أشخاص: صليب رب المجد يسوع، وصليب المذنب الأول، وصليب المذنب الثاني. ولم يعلم من رتب صلبهم أن ما عمله لم يكن صدفة مجرّدة، بل أن ما حدث تم بالضبط بحسب مشيئة الله التي أعدها منذ القدم.

نقرأ في سفر أعمال الرسل 27:4-28 “لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ الَّذِي مَسَحْتَهُ هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ”. وفي عظته المشهورة في يوم الخمسين أو العنصرة، خاطب بطرس الرسول رجال إسرائيل قائلاً لهم عن صلب ربّنا يسوع المسيح: “هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ”. (أعمال الرسل 23:2). فما تم كان بالضبط حسب مشورة الله وعلمه السَّابق، وهو بالضبط ما سبق لأنبياء الله القدماء أن كتبوه بالوحي عن موت ربّنا يسوع المسيح: نقرأ في إشعياء 12:53 “وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ”. وفعلاً صلب مع أثمة. 9:53 “وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ”. مزمور 20:34 “يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ”.

لا بد أن تتم كل كلمة من كلام الله كما أوحى للأنبياء. وموت الرّب يسوع على الصّليب بين لِصَّين مذنبين كان بالضبط بحسب ترتيب الله وعلمه السابق.

صلبوا ربّنا يسوع المسيح بين لِصَّين، ولزيادة عذابه ولتحقيره بشكلٍ مفرط، صلبوه في الوسط، لأن الذي يصلب في الوسط كان يعلق بواسطة دق المسامير بيديه ورجليه لأنه كان يعتبر أسوأ الأشرار المصلوبين، فصالبو ربّنا اعتبروه أسوأ من الرجلين اللذين صلبا معه، مع أن بيلاطس نفسه شهد قائلاً أنه لم يجد فيه أية علَّة. صلبوا ربّنا يسوع كمجرمٍ مثل بقية الأشرار واللّصوص: فهو لليهود، كان مجدفاً لأنه قال أنه إبن الله، أي مساوٍ للآب في الجوهر. وللرومان كان ملكاً منافساً لقيصر. فاتفق الفريقان على صلبه بأبشع وسيلة كانت معروفة في أيامهم؛ أي بالصلب.

والآن دعونا نتصور بمخيلتنا صلبان الجلجثة:
كانت هنالك ثلاثة صلبان. والصلبان كانت متشابهة في الشكل والمنظر، ولكنها تحمل اختلافاً عظيماً في الجوهر. ثلاثة صلبان انتصبت في الجلجثة، وكل صليب له معنى ورسالة تختلف تماماً عن غيره من الصلبان: كان هنالك صليب المعطي. وكان هنالك أيضاً صليب القابل والمستسلم. وأخيراً كان هنالك صليب الرافض والمعاند. كان هنالك صليب من مات من أجل الخطيّة. وكان هنالك صليب من مات عن الخطيّة. وكان هنالك صليب من مات في الخطيّة. كان هنالك ثلاثة صلبان: صليب الخلاص والفداء. صليب الإيمان والقبول. وصليب الخطيّة والرفض. وكان هنالك ثلاثة أشخاص: المخلِّص، الذي مات من أجل الخلاص. والقديس، الذي نال الخلاص. والخاطئ، الذي رفض الخلاص. كان هنالك في الجلجثة ثلاثة حقائق متعلقة بخلاص الله للجنس البشري: 1. المخلِّص: الذي يحب الجميع، والذي مات عن الجميع. 2. والقديس: الذي آمن بالمخلِّص وحصل على الحياة الأبديَّة. 3. والهالك: الذي رفض المخلِّص وحصل على العذاب الأبدي.

الصّليب الأول: صليب الفداء، صليب المحبّة، صليب ربّنا يسوع المسيح: وضعوا صليب ربّنا يسوع في الوسط، وهو أعظم صليب. ووضعه في الوسط أو في المركز يجب أن يذكرنا دائماً أن الصّليب هو في مركز إيماننا المسيحي، وأن موقفنا من الصّليب يحدد مصيرنا الأبدي. لقد ظهرت محبة الله في أوضح وأقدس وأعظم صورها على صليب الفداء، أي الصّليب الذي عُلق عليه رب المجد يسوع. في الواقع أننا عندما ننظر إلى صليب ربّنا يسوع نتعلم الدرس الحقيقي الأول عن حكمة الله وعظمة محبته لنا نحن الخطاة.

لم يمت ربّنا يسوع المسيح شهيداً من أجل قضية أو عقيدة أو مبدأ. ولم يمت ربّنا يسوع لأنه كان مجرماً. بل مات لأنه اختار طوعاً أن يدفع بدمه الطاهر والكريم ثمن خطايانا جميعاً. نقرأ في رسالة كورنثوس الثانية 21:5 “لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ”.

نحن البشر الخطاة. نحن المجرمون في أقوالنا وأفكارنا وأعمالنا. نحن المستحقون غضب الله. ولكن من عظمة محبته لنا، وهو القدوس البار، مات من أجلنا نحن الخطاة والأشرار. نقرأ في بطرس الأولى 24:2 “الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ (أي خشبة الصّليب)، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ”، وفي رسالة العبرانيين 27:9-28 “وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ، هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ”.

نحن البشر الخطاة. نحن المجرمون في أقوالنا وأفكارنا وأعمالنا. نحن المستحقون غضب الله. ولكن من عظمة محبته لنا، وهو القدوس البار، مات من أجلنا نحن الخطاة والأشرار.
نقرأ في بطرس الأولى 24:2 “الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ (أي خشبة الصّليب)، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ”، وفي رسالة العبرانيين 27:9-28 “وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ، هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ”.
ما أعظم هذه المحبّة التي في قلب الله نحونا نحن البشر، محبة بلغت حد الموت، موت الصّليب. فقد اختار ربّنا يسوع طوعاً موت الصّليب من أجلنا. أعطى حياته لنا لنحيا معه. هو يحبنا بلا حدود، ولأنه يحبنا، دفع ثمن خطايانا بدمه، كما نقرأ أيضاً في رسالة رومية 8:5 “وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا”.
الله يحبنا أيها الأعزاء: الله يحبك ويحبني بشكل شخصي. الله يريد لك ولي خلاصاً أكيداً وأبدياً وتاماً، الله دفع ثمن خطايانا بدم الرّب يسوع المسيح. فما هو ردنا، هل نقبل المحبّة فنحيا؟ أم نرفض المحبّة فنموت؟!
الصّليب الثاني: صليب الرفض، صليب الخطيّة والإصرار عليها. صليب التمرد والتجديف: نقرأ في لوقا 39:23 أنه “وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!”. فهذا المذنب، هذا الخاطي، هذا اللّص، هذا الإنسان البعيد عن الله، رفض أن يقبل حقيقة شخص الرّب يسوع باعتباره إبن الله، أي الله المتجسد من أجل خلاص العالم. قال الرّب يسوع في يوحنا 24:8 “فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ”. وهذا اللّص مات في خطاياه لأنه لم يؤمن باسم إبن الله مخلص العالم الوحيد. وهذا الإنسان سخر برب المجد يسوع مع أنه كان في أرذل ساعات حياته: فقد كان معلّقاً على صليب العار وعلى وشك الموت، أي كان يعيش آخر لحظات حياته، ومع ذلك أصر على الاستمرار في الخطيّة والشر والعناد. لقد كان إنساناً عنيداً، ذا قلب جاحد ومليء بالمرارة، حتى آخر ثانية في حياته. كان هذا اللّص مثل المخلِّصِ، معلقاً على الصّليب. كانت أمامه فرصة رائعة أن يموت مع المخلِّص. وعيناه رأت المخلِّص، ومع ذلك رفض المخلّص ونعمة غفران الخطايا.
الصّليب الثالث: صليب القبول، أو صليب الذي نال الخلاص والحياة الأبديَّة، أو صليب التوبة: نقرأ في لوقا 32:23 أنهم “وَجَاءُوا أَيْضاً بِاثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مُذْنِبَيْنِ لِيُقْتَلاَ مَعَهُ”. والحقيقة هي أنهما ليسا المذنبين الوحيدين، بل كلنا مذنبون، كلنا خطاة، كلنا ضللنا، ومال كل واحدٍ منا في طريق خاص به وبعيدٍ عن الله، وكلنا يجب أن نتوب معترفين بخطايانا ومعترفين بأن دم الرّب يسوع المسيح وحده يطهرنا من كل خطيَّة، وهذا تماماً ما فعله اللّص الثاني.
نلاحظ في لوقا 40:23-42 أموراً كثيرة عن اللّص الثّاني: 1. وبخ زميله على ما نطق به من عبارات تجديف بحق الرّب يسوع: “أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟”. 2. اعترف بالخطيّة حيث قال: “أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا”. 3. اعترف ببر الله وقداسة الرّب يسوع، حيث قال عن الرّب يسوع: “وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ”. 4. اعترف بأن يسوع هو الرّب حين قال: “ﭐذْكُرْنِي يَا رَبُّ”. 5. أظهر رجاء حيّاً بالحياة الأبدية: “ﭐذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ”. 6. جسّد شوقاً وحنيناً إلى دخول ملكوت الرّب يسوع المسيح.
تغيرت عدة أمور في آخر لحظات حياته: لم يعد يطيق الخطيّة، بل وبَّخ زميله. واعترف بخطاياه الشخصيّة، واعترف بيسوع ربّاً لحياته، وآمن بأن يسوع قادر أن يعطيه الحياة الأبدية. نعم. لقد آمنَ بالرّب يسوع، واعترف بخطاياه، وقبله رباً على حياته. لا بد وأن كلمات الرّب يسوع التي قالها وهو معلق على الصّليب قد فعلت فعلها في قلب اللّص الثاني. نقرأ في لوقا 34:23 “يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ”. فقد سمع هذا اللّص المصلوب بجانب الرّب يسوع عبارة تدل على المحبّة والغفران، وهي محبة ليست نحو أحباء، بل نحو من صلبوه وعذبوه. وهكذا أدرك اللّص الثاني أن الرّب يسوع هو فعلاً إبن الله، وهو فعلاً يريد الغفران والخلاص حتى لأشر الخطاة. ولم يخيِّب الرّب يسوع رجاء هذا الإنسان التائب، بل أكد له على خلاصه وحصوله على الملكوت رأساً حينما خاطبه قائلاً: “إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ”. (لوقا 43:23).
يعلمنا صليب التوبة أن طريق الخلاص سهل للغاية: فقط التوبة وطلب الغفران والطهارة بدم الرّب يسوع المسيح. كذلك نتعلم أن طريق الخلاص لا يحتاج لطقوس دينية وأعمال بر جسدية، بل ثقة بشخص الرّب يسوع وما عمله من أجلنا على الصّليب. يذكّرنا اللّص الذي تاب ونال الحياة الأبدية، أنه لا يهم من أية عائلة أو طائفة أو مركز اجتماعي نحن، بل ما يهم هو أن دخولنا السماء يعتمد على علاقتنا بالرّب يسوع. فإن وثقت بالرّب يسوع المسيح ستدخل السماء. إن اعترفت بخطاياك، فسيغفر لك الله بالتأكيد. إن رفضت المسيح ستنال العقاب الأبدي. إن عشت بالخطيّة وبقيت مصراً عليها، فسيمكث عليك غضب الله.
فهل أنت مستعد أن تختار الآن؟! ما هو موقفك؟ ماذا ستختار اليوم؟ اللّص الأول رفض الرّب يسوع المسيح، واستهزأ بأهمية وروعة وضرورة الخلاص. اللّص الثاني قبل يسوع المسيح رباً لحياته، وحصل على الخلاص والحياة الأبدية.
الجلجثة هي ميدان صراع، فمن هو المنتصر: أنت أم الشيطان؟ فأمامك خيار يحدد مصيرك الأبدي. ما هو اختيارك: العصيان أو التوبة؟ الرفض أو القبول؟ باختيارك تحدد مصيرك الأبدي؟! هل تبقى في الخطيّة وتحصد العذاب الأبدي؟ أو أن تموت عن الخطيّة، أي تتوب وتحصل على انتصار أبدي في السّماء؟ وإن مُتَّ عن الخطيّة، عش بقية حياتك لمن مات من أجلك، واعترف بأنه ربك ومخلصك الوحيد.
 
قديم 28 - 09 - 2017, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 18992 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العبقرية في تبرير الخطية ووضعها في إطار القناعة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دليل قاطع على أنها ساعة الظلمة الحاضرة التي تملك على العقل وتزرع فيه كلام الحكمة الإنسانة المقنع، وهي حكمة مُقنعة ظلمتها واضحة لكل من امتلأ بالنور وسار في طريق الحق والحياة، لكنها حلوة ومحببة لكل إنسان يتعامل بعواطفة الغير متزنة لأنها غير خاضعة للعقل المستنير.

+ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. الْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً؛ عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ (يوحنا 8: 34 - 36؛ رومية 6: 6)
 
قديم 28 - 09 - 2017, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 18993 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ليس لنا شركة او نصيب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن قلت إني أحب الله ولم تحفظ وصاياه، ومع ذلك تبررها وتحور معناها، وتفرح بالإنجيل وتصلي دائماً وتخدم في الكنيسة، فاعلم يقيناً أنك تكذب وتغش نفسك، وأن الظلمة ملكت وفارقك النور، ولم يعد لك نصيب في الحياة ولا شركة مع الله ولا القديسين.
فتب سريعاً لأنك مثل النائم من الخمرة الثقيلة التي خدرت كل حواسه، ولم يعد يشعر بكل من حوله، فأن لم تستفيق فأن سطوة الظلمة ستقودك للهلاك دون أن تدري لأنك كالحالم بين اليقظة والنوم، تحلم بكل ما هو جميل وجليل، لكنك في الواقع في حالة مُزرية فاقداً العقل والتعقل مُغيباً عن الواقع.
 
قديم 28 - 09 - 2017, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 18994 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سؤال عن طرد وعزل الشواذ

سؤال من أحد الأحباء يقول: أنا لا أحب المثلية وينبغي أن نقاومها بشدة ونطرد كل من يفعلها ونعزلة سواء من الكنيسة أو المجتمع او من اي مكان، فهل يجوز طرد إنسان من الكنيسة لو علمت انه يمارس هذه العادة الصعبة؟
+ الإجابـــــــــــــة:
أولاً ينبغي أن تفرق ما بين الخطية والخاطي الذي يفعلها، الخطية مرفوضة شكلاً وموضوعاً أمام الله وأمام الناس، لكن الخاطي نفسه أو من يفعلها فهو يحتاج معونة ورحمة ويد تنتشله من حالة الظلمة التي يحيا فيها، لأن كرامته مجروحة ومهدورة بسبب مزلة الخطية، ففي داخله جرح عميق ينزف بغزارة حتى خارت كل قواة وتورط أكثر في دائرة الخطية المغلقة، التي تحطم نفسيته كل يوم وكل ساعة، وهو محتاج يد تضع المطهر القوي وتضمد الجرح، لأنه مثل المريض الجريح، الذي التفت الناس حوله لتجرح فيه أكثر وتُهينه أكثر مما أهانته الخطية، وزادوا من ثقله حتى حولته لعنيد يقاومهم بكل شكل وصورة لأنه لم يجد من يرأف بحاله كما فعل المسيح الرب مع التي أُمسكت في ذات الفعل.
فالخاطي (كإنسان) محبوب عند الله الحي بالرغم من أن خطيئته غير مقبولة ومرفوضة شكلاً وموضوعاً، لكن هو كشخص غير مرفوض بل الدعوة مقدمه إليه لكي يعود لله الحي، فلو أتى لله بكل قلبه فهو يمد له يد المعونة، ربما مش يُشفى في الحال ويحتاج وقت، لكنه يحتاج خدام ذبحوا ذواتهم ونزلوا من كبرياءهم ليجلسوا عن أقدام كل خاطي ليغسلوها ويطيبوا نفسه بأطياب التوبة، ويحتملوه بصبر عظيم مع تقديم أصوام وصلوات من أجله ليلاً ونهاراً، ويتفقوا مع كاهن الكنيسة أن يرفعوا صلوات في قداسات خاصة من أجله، ويستمروا على هذا المنوال بصبر عظيم إلى أن يُشفى، وحتى لو تم الشفاء يستمروا في الرعاية ولا يكفوا عنها أبداً، لأن الوحدة بلا هدف قاتلة وبخاصة لمن وقع تحت حرب الجنس بأي شكل، فعلاجة التواجد في وسط إخوة احباء أتقياء يحيطوا به ليتقوى ولا يضعف أو يعود لما تخلص منه.
ثانياً: الخطية الظاهرة في النهاية ما هي إلا ثمرة ظلمة داخلية مسيطرة، بمعنى أن ما يظهر في الخارج بيعبر عن فعل أهواء داخلية كانت بذرة مزروعة خفية وارتوت ونمت، تحتاج أن تُقتلع بعمل نعمة الله، لأنه مثل الأعراض الخارجية التي تُعبر عن نوع المرض، فالزنا والقتل والسرقة والشذوذ.. الخ، حالات مرضية مختلفة لكن سببها ودوافعها ظلمة أهواء تحرك الإنسان لأنها تُسيطر عليه، فلا تنظر لهذه الخطية على اساس أنها افظع من غيرها، بل لا يوجد فرق بينها وبين الزنا أو القتل أو حتى داء السرقة أو الغضب كحالة مستمرة.. الخ، المشكلة فقط ان الناس بتركز وتنظر للخارج، ولا تستطيع أن تُفرق بين الإنسان المغلوب من أهواء قلبة الخفية ومش قادر يتخلص منها لأنه لا يستطيع ان يقاوم أو من كثرة الأيام وتسلط العادة مش قادر يخرج منها، وبين من هو مستبيح مجرم فاجر قاصد أنه يفعل كل شيء بتبجح وخباثة يريد أن يورط الناس في خطيئته، لأن هناك فرق عظيم بين الحالتين.
فالإنسان الشرير الخبيث الذي يُريد ان يورط الجميع، يبنغي أن يُرفض ويُعزل، أما المسكين الواقع تحت ضغط يفوق طاقته ولا يستطيع ان يخرج من الفخ الواقع فيه تحت ضغوط كثيرة، لا ينبغي أن نكون اليد التي تدفعه للتخلص من حياته او الدخول في يأس أو نزيد فوق جرحه جروح بلا شفاء.
فعملنا كخدام أننا نترفق بالخطاة لأننا معهم محسوبين والله هو من رحمنا، لأن لم ولن يوجد إنسان واحد بلا خطية، وكل الخطايا متساوية لأن نبعها واحد وهو حالة ظلمة مسيطرة على النفس، ربما علاج كل خطية مختلف مثل الأمراض، الكل بيشترك في انه اسمه مريض، لكن كل مرض وله خطورته الخاصة، ففي أمراض بسيطة ولا تحتاج علاج قوي وهناك أمراض بشعة صعب الشفاء منها بسهولة وتحتاج لعلاج قوي مع الصبر الشديد والتأني.

باعتذر عن التطويل لكن أحببت أوضح الصورة لكي ننظر لعمل المسيح الرب الذي كان يجلس مع العشارين والخطاة، لأنه في الأساس لم يأتي ليدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة، وأن لم نحيا كخدام بنفس ذات الروح عينه فلن نصلح أن نكون خداماً لمخلص العالم، بل سنقاوم الله ونصير طاردين لأحباء المسيح الرب على وجهٍ خاص، لأن الشخص المرفوض من قدام الله هو الشخص المتكبر العنيد المملوء من كل عجرفة الذي يفعل الخطية عن تجبر وعِنادٍ مقاوماً لله ورافضاً للوصية، وأيضاً الإنسان الرافض للخطاة عن تعنت ناسياً تطهير خطاياه وقبول الرب له بالرغم من أن خطاياه كانت عظيمة.
 
قديم 28 - 09 - 2017, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 18995 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شفتا الصدّيق تعرفان المرضي ، وفم الأشرار أكاذيب
أمثال 32:10
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يا الله الآب المحب و الرحيم من فضلك نقي قلبي من كل شر و كره و نفاق و محاباة و حقد و شهوة و طمع. باسم يسوع القوي من فضلك انزع عني كل شر و تجربة قد تفسد قلبي و تجرح روحي . املأ قلبي بالمحبة و النعمة و الصلاح و الغيرة المقدسة و الصبر و الاحساس و الشجاعة و الايمان و التسامح . اعطني فطنة كي اعرف أي من هذه الفضائل احتاج في أي وقت. قدسني و قدس جسدي و روحي و نفسي بروحك القدوس. باسم يسوع أصلي . آمين.
 
قديم 28 - 09 - 2017, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 18996 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

متاعب الحياة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نرى بولس الرسول يستخدم هذا المصطلح في 2 كورنثوس أص 12 ع 7، أمر مؤلم “أعطاه” الله لبولس (على الأرجح مرض معين) كي لا يرتفع من كثرة الأعلانات والرؤى التي كلمه بها الله بل وأراه اياها (انظر أص 12 المذكور، من العدد الأول لغاية ع 4)، ولا شك ان هذه الشوكة كانت مؤلمة جدا لدرجة ان بولس طلب من الرب ثلاث مرات ان يفارقه.
اخي الحبيب، لكل مؤمن بالمسيح “شوكة”، قد تختلف من واحد لاخر ولكنها قائمة، فلا نهاب، فهي من “صنع” الله نفسه يعطيها لكل شخص يعرفه، ولماذا ؟؟؟
كي لا نتكبر … كي ندرك دائما كلما وكيفما تحركنا اننا بشر ضعاف، ترابيون لا فضل لنا، بل “فضل القوة لله لا منا” وانه “لا يسكن فينا شئ صالح”.
هذه الشوكة ترينا كم نحن بحاجة للرب، وبالرغم من المها فنعمة الله كافية لأن تستر هذه الشوكة وتجعلنا نقبلها ونتعايش معها، كل بحسب ما قسم الرب بحكمته، والأروع من كل ذلك ان قبولنا هذه الشوكة سيجعل قوة الله تحل فينا بقوة، وعندما ادرك بولس هذه الحقيقة هتف بكل فرح: “فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح” (ع 9) ويستمر في العدد الذي يليه ويؤكد “لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والأضطهادات والضيقات لأجل المسيح، لأني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي” (ع 10).
اخي الحبيب، ان قوة الله تظهر وتسطع فقط في ضعفنا البشري، والمؤكد والمذكر ايانا لهذا الضعف هو الشوكة، لذلك لندرك كم نحن ضعفاء
كي تحل علينا قوة المسيح
 
قديم 28 - 09 - 2017, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 18997 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع هو الحق
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحق الأخرس, ورد هذا المصطلح في مزمور 58 ع 1، فما هو هذا الحق؟ كيف يمكن لل- “حق” ان يكون اخرس، فصاحب الحق لا بد ان يتكلم بالحق. اذا اكملنا بقية الأصحاح لأدركنا ان هذا الحق الأخرس ما هو الا “الحق البشري” او “قضاء بني ادم” كما يسميه المزمور في العدد الأول، اولئك الذين يتكلمون بالمستقيمات من الخارج ولكن بالداخل مملوءون شرورا.
اذن الحق بدون عمل الحق هو حق اخرس وهو الشر بذاته، وهذا ايضا هو اللوم الذي القاه الرب يسوع على الكتبة والفريسيين، فهم من الخارج “انقياء” ومن الداخل “مشحونون رياء واثما” (انظر من فضلك انجيل متى اص 23 ع 28 – يمكنك ان تقرا كل الأصحاح كيف يلوم الرب الكتبة والفريسيين على انهم يقولون ولا يعملون) وهذه نتيجة صاحب الحق الأخرس: شرور، كبرياء، رياء، جهل، عمى روحي وما الى ذلك من خطايا بشعة، واما نهايتهم فهي “ليذوبوا كالماء ليذهبوا” (انظر ع 7 من المزمور واص 23 من متى).
اذن، كل من يفتش عن الحق فلن يجده عند البشر وانما الحق الألهي هو الحق الحقيقي، فيسوع قال “انا هو الطريق والحق والحياة” وسبق سليمان الحكيم
واخبرنا بوحي الروح القدس “اما حق الأنسان فمن الرب” (امثال 26:29) … نعم، هذا هو الحق الذي ينبغي ان يتكلم، فلنتمسك بالحق يسوع نفسه الذي قال ايضا “وتعرفون الحق والحق يحرركم” وطالما افتتح الرب كلامه بالقول “الحق الحق اقول لكم” … نعم، يسوع هو الحق المتكلم
 
قديم 29 - 09 - 2017, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 18998 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو الذهن؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو الذهن؟ (1)
عندما خلق الله الإنسان، أراده كائنًا متميّزًا؛ يفكّر، ويفهم، ويستنتج، ويعرف، ويدرك، ويقدّر العواقب، ويتّخذ القرار، ويكون مسؤولاً عنه. لذلك أعطاه القدرات التي تمكّنه من ذلك. فقد خلقه روحًا ونفسًا وجسدًا
(1تسالونيكي 23:5).
ونفهم من الكتاب أن الروح هي مركز المعرفة والإدراك في الإنسان :
« لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ ..»
(1كورنثوس 11:2)
وإن كانت الروح الإنسانية هي أول وأهم مراكز المعرفة في الإنسان، فالذهن، أو العقل، هو الوسيلة التي تستخدمها الروح للقيام بهذه العمليات، سواء بالتفكير بما يصل إليه أو استيعابه، أو استخلاص النتائج المترتبة عن هذه المعارف.

هذا الجزء في تركيب الإنسان هو الذي يربطه بالله، لأن :
« اَللهُ رُوحٌ »
(يوحنا 24:4).
وعندما نفخ في أنف آدم نسمة حياة، وضع فيه شيئًا منه لكي يشبهه. هذا الشيء هو الروح، بما فيها من إدراك وفهم :
«وَلكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحًا، وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ. [تعطيهم فهمًا]
(أيوب 8:32)
وأرجو ملاحظة أن كلمات:
ذهن، وعقل، وفكر، وفهم، ومعرفة،
ترد كلّها في الكتاب المقدس وقد تحمل معاني مختلفة، وأحيانًا مترادفة؛ كما ترتبط بها ألفاظ أخرى كمثل:
تعقّل، وصحو، وذكاء، وغباء، وحكمة، وحماقة، وجهل،
متوقّفة على حسن أو سوء استخدام هذه الإمكانيات.
والروح، والإمكانيات العقلية عند الإنسان، هي التي تميّزه عن الحيوان. فالحيوان يتكوّن من جسد ونفس فقط، وإمكانيات المعرفة عنده محدودة، :
« إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ.»
(مزمور 20:49)
أيضًا عندما تكبّر نبوخذنصر وارتفع قلبه، حكم الله عليه أن يصير مثل الحيوان ويأكل العشب كالثيران، ونفّذ ذلك بأن نزع عنه عقله. وعندما أراد الله أن يرجعه إلى عالم البشر بعد تنفيذ الحكم، يقول هو عن نفسه :
«وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الأَيَّامِ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي،..»
(دانيآل 34:4)
وعندما رجع إليه عقله، عاد مرة أخرى إنسانًا.
*
ماذا فعلت الخطية بذهن الإنسان؟
نجح الشيطان في الجنة في التشويش على ذهن حواء :
«..كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ ..»
(2كورنثوس 3:11)
وعندما تجاوبت معها، تسرّبت إليها الأفكار الخاطئة عن الله؛ فصدّقت المرأة كلام الحية وكذّبت الله؛ عندئذ دخلت الخطية، التي ملأت قلب الإنسان بميول ورغبات كثيرة خدمة لشهواته. هذه الميول تفرض نفسها على ذهن الإنسان ليفكّر في تنفيذها. وأصبحت هي الأمور التي تلمع أمام ذهن الإنسان الطبيعي وتجذبه ليسير وراءها. وهذا هو الذي جعل المرأة ترى الشجرة جذّابة جدًا أمام عينيها. فغلب لمعان الشجرة وبريقها أمام عيني حواء، وأمام ذهنها، على التحذير من الموت في حالة الأكل منها. فابتعدت فكرة العقاب عن الذهن، ولمعت حلاوة الشجرة والمكسب من وراء الأكل :
« فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، ..»
(تكوين 6:3)
وهكذا أضحت الأفكار التي تغزو الذهن وتفرض نفسها عليه، تأتي من القلب :
« لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ،سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. »
(مرقس 21:7- 22)
وأصبح الذهن خاضعًا لرغبات القلب هذه. الدافع يبدأ من القلب، والذهن يخطّط وينفذ، مثلما حدث مع يهوذا :
« ..وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ،»
(يوحنا 2:13)
ثم بعد ذلك خطّط ذهنه لتنفيذ أشرّ فكرة خرجت من قلب إنسان.
لكن، حتى في علاقة الإنسان بالله، عمل الشيطان، وما زال يعمل جاهدًا، ليحجب نظر الإنسان حتى لا يرى الأمور على حقيقتها، بل يعميه فلا يرى الأمور كما يعلنها الله
«... الْهَالِكِينَ ،الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ،( ويستهدف هذا العمل الحيلولة دون استخدام الناس أذهانهم في إدراك الحقيقة) لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، »
(2كورنثوس 3:4- 4)
وما زال الشيطان يجاهد في إلهاء أذهان الناس عن الله، لكي يسلكوا :
« بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ ..(والسبب في ذلك حالة القلب ).. بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ.»
(أفسس 17:4-18)
عندما يتحرك الذهن ليحقّق رغبات القلب ويخدمها، تصبح معظمة أمامه فلا يقف أمامها متسائلاً:
هل هي صحيحة أم خاطئة؟
هل عواقبها النهائية حسنة أم سيئة؟
هل الله مصادق عليها أم لا؟
ماذا يـمكن أن تكون خصائص هذا الذهن؟!
للحديث بقية .. أن يتأنى الرب في المجيء
فكن دائماً مستعدا
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 29 - 09 - 2017, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 18999 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ثبت خطواتي في كلمتك ، ولا يتسلط علي إثم.
مزامير 133:119
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كلمة الله هي نور لطريقنا المظلم في عالم غير مضمون.
يجب أن تكون مقياسنا للصواب و الخطأ للخير و الشر.
من أجل أن كلمة الله و ارادته تؤثر في حياتنا
فلقد أنقذنا من كل الممارسات المدمرة
التي من الممكن أن تدمر حياتنا.
أيها الإله العظيم الذي يحيي الموتى
و يقيم الساقطين من فضلك اجعل قلبي يبتهج بحقك
و ساعدني لكي اتمم مشيئتك.
قويني لكي اتحرر من كل قيود ابليس التي تتحكم فيَّ
. باسم يسوع أصلي. آمين.
 
قديم 29 - 09 - 2017, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 19000 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أولريخ زوينغلي
(1484-1531)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يُعتبر "أولريخ زوينغلي" أحد أهمّ قادة الإصلاح الإنجيليّ إلى جانب "لوثر" و "كالفن". وُلِد في "ويدهاوس"، "سان غال"، في سويسرا، وأظهر بشائر مبكرة تعِد بنجاحات مستقبليّة في مجالي العلم والثّقاقة. تلقّى علومه في "بيرن" و "فيينّا" ثمّ التحق بجامعة "بازل"، حيث انكبّ على دراسة العلوم الإنسانيّة. وتأثّر بالمُصلِح "توماس ويتنباخ" الّذي رعاه ووجّههُ نحو الإيمان بسلطان الكتاب المقدّس المُطلَق والوحيد، وبالخلاص بالنّعمة، وبالإيمان بيسوع المسيح وحده.
رُسم "زوينغلي" كاهناً كاثوليكيّاً وخدم أبناء الأبرشيّة في "غلاروس" (1506-1516)، وفي "إنسيدلن" (1516-1518) الّتي كانت مركزاً للحجّاج، وهناك بدأ يواجه نظام بيع صكوك الغفران. إلى أن دُعيَ ليكون كاهناً للشّعب، حيث راح يُلقي المواعظ الدّينيّة في كاتدرائيّة "زوريخ" الكبرى في أوائل عام 1519.
في العام 1516، استعار "زوينغلي" إحدى نسخ العهد الجديد اليونانيّة الّتي أبرزها "إيراسموس"، ونسخها لتكون خاصّته، ثمّ راح يدرسها بتعمّق. وأظهر "زوينغلي" تقدّماً ملحوظاً في المعارف الكتابيّة، وبخاصّة عند تفسير رسائل بولس الرّسول والموعظة على الجبل. واستخدم
.
في التّفسير فلسفة أفلاطون، مُشدّداً على الجوانب الأخلاقيّة للإيمان المسيحيّ. وبعد مصارعة طويلة في معالجة مسألة المذهب الحسّيّ المبنيّ على الافتراضات المحتَمَلَة، غير المثبّتة ببراهين كتابيّة، صار أشدّ إخلاصاً للكتاب المقدّس. وفي العام 1518، تبنّى موقفاً مُعادياً لنظام القرون الوسطى، المتعلّق بالذّخائر و العمل التّكفيريّ الّذي يفرض عقوبات ذاتيّة يُنزِلها الآثم بنفسه تعبيراً عن توبته. وكان لانتشار الطّاعون عام 1519 ولاطّلاعه على أفكار "لوثر" الّلاهوتيّة أثرهما في اقتياده إلى اختبار التّجديد بالرّوح القدس.
بدأت ملامح الإصلاح في "زوريخ" تظهر في بدايات العام 1519، عندما أعلن "زوينغلي" تصميمه على تفسير الكتاب المقدّس في عظاته مبتدئاً من إنجيل متّى. وفي العام 1522 قرّرت سلطات زوريخ عقد مناظرة عامّة يواجه فيها "زوينغلي" جمهور الحاضرين، وبعدها تُقرِّر السّلطات المُنتَخَبَة المذهب الدّيني الذّي سوف تعتنقه المدينة والمقاطعة. أعدّ "زوينغلي" وثيقة البنود السّبعة والسّتّين الّتي أكّد فيها الخلاص بالإيمان، وسلطان الكتاب المقدّس، ورئاسة المسيح للكنيسة، وأدان الممارسات غير الكتابيّة في كنيسة روما؛ ففاز "زوينغلي" بالمناظرة، وأُعطيت أفكاره الوضع القانونيّ الّلازم لإقرارها. وهكذا، بدأ الإصلاح في مقاطعات سويسرا الشّماليّة بقرارات حكوميّة بعد مناظرة قُدّمت فيها الآراء المختلفة. وفي عام 1525 أكمل "زوينغلي" الإصلاح في "زوريخ"، ليحين بعدها دور مدينة "برن"، الّتي اتّجهت أيضاً نحو الإصلاح بعد مناظرة اشترك فيها "زوينغلي"، مُقدِّماً فيها وثيقة اسمها "الأطروحات العشر"، الّتي انتهت في العام 1528 بقبول مبادئ الإصلاح. بعدها ابتدأ "زوينغلي" بكتابة العديد من الكرّاسات، كما ساعد على تأليف الاعترافات (قوانين الإيمان) ليعزّز انتشار الإيمان المُصلَح.
وفي خريف 1529، التقى "زوينغلي" مع المُصلِح الألمانيّ "مارتن لوثر" في "ماربورج"، فاتّفقا حول أربع عشرة نقطة من نقاط البحث الخمس عشرة، واختلفا حول حلول المسيح في عناصر المناولة. فقد قادته مناقشاته مع المصلِحين الألمان حول عشاء الرّبّ، إلى التّشكيك في ما قاله "لوثر" عن حضور مادّي حقيقيّ للمسيح في عناصر مائدة الرّبّ، أي الخبز والكأس. كما شكّك أيضاً في اعتقاد "مارتن بيوسر"، الّذي قال بحضور روحيّ حقيقيّ للمسيح. وأصرّ "زوينغلي" على كون عشاء الرّبّ تذكاراً رمزيّاً وليس إعادةً لعمل الكفّارة، وعلى نَيل المؤمن بركة روحيّة عندما يتأمّل في موت المسيح من أجله ويتذكّره. وقد عرض، في هذا السّبيل، البراهين والحجج ومضى يفنّدها من الكتاب المقدّس.
أمّا في ما يختصّ بالمعموديّة، فقد خالف "زوينغلي" الـ"أنّابابتيست" (جناح من المُصلِحين الرّاديكاليّين الّذين نادوا بإعادة المعموديّة للمؤمنين)، على الرّغم من العلاقة الطّيّبة الّتي كانت تربطه بهم في بادئ الأمر. فهو كان يُنادي بالسّلطان المُطلَق للكتاب المقدّس ويتمسّك به، ولم يكن ليسمح بأن يتضمّن الدّين ما لا يمكن إثباته ببراهين كتابيّة واضحة ودقيقة. إلاّ أنّه ارتبك عندما طلب منه الـ"أنابابتيست" نصوصاً كتابيّة تدعم ممارسته لمعموديّة الأطفال، ممّا قاده إلى الانفصال عنهم.
وفي ما يخصّ اللاهوت، كان "زوينغلي" جبريّاً، يؤمن بالقضاء الإلهيّ بشكلٍ قويّ، وذلك من دون أن يُظهِر فهماً كاملاً لارتباط الأفكار الكتابيّة الرّئيسة الّتي انطلق منها "كالفن" في مناقشته لموضوع الاختيار. أمّا من ناحية العبادة، فقد أزال الأورغن من كاتدرائيّة "زوريخ" في العام 1527، اعتقاداً منه بأنّ العهد الجديد لا يسمح باستخدام الآلات الموسيقيّة في الكنائس، بينما يسمح بها في المناسبات الخاصّة.
ولم يتردّد "زوينغلي" في تحقيق الإصلاح بدعمٍ من سلطة مجلس "زوريخ"، إذ إنّه آمن بأنّ السّلطة النّهائيّة تكمن في المجتمع المسيحيّ ككلّ، وهذه السّلطة العامّة تُمارَس عمليّاً من خلال حكومة مدنيّة مُنتَخَبة تُمارِس أعمالها على أساس سلطان الكتاب المقدّس. واستمرّت حكومة مدينة "زوريخ"، حتّى بعد وفاته، في مُمارسة دور مهيمن في الشّؤون الكنسيّة. هذا التّداخل بين الدّولة والكنيسة راق، فيما بعد، لملكة إنجلترا "إليزابث الأولى"، في حين كان المُصلِحان "كالفن" و "جون نوكس" يحارِبان من أجل تحقيق استقلاليّة الكنيسة وحصولها على حكمٍ ذاتيّ يتيح لها إدارة شؤونها الخاصّة. إلاّ أنّ الحرب الّتي اشتعلت عام 1531، والّتي تزامنت مع فرض "زوينغلي" الإصلاح في بعض المقاطعات السويسريّة، ألزمته بالنّزول إلى أرض المعركة ليرعى جنوده، فقُتل، وخَلَفه "هاينريش بولينجر".
لقد كان "زوينغلي" ذاك الرّجل النّبيل الّذي أرسى أساسات الإيمان المُصلَح في سويسرا الألمانيّة، وذاك القائد المثَقَّف الدّيمقراطيّ الّذي تميّز بإخلاصه الشّديد لسلطة الكتاب المقدّس، والتزامه المتين به، وعمله الدّؤوب على نشر الإصلاح الإنجيليّ، وهذا ما جعله قائداً مُصلِحاً بامتياز. أمّا بروتستانتيّة "زوينغلي"، فقد اعتُبِرَت أكثر عقلانيّةً وأشدّ توافقاً مع الكتاب المقدّس من نظام "لوثر" الّلاهوتيّ.
منقول عن رسالة الكلمة, العدد: 5، أيار 2006, بقلم: سيدة جبارة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024