19 - 05 - 2012, 08:31 PM | رقم المشاركة : ( 181 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اﷲِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ» (يوحنا الأولى1:4). نحن نعيش في عصر تتكاثر فيه البدعُ بسرعة مذهلة، وفي الواقع لا توجد بدعٌ جديدة بل هي مجرّد تنوّع في الفرق الهرطيقية التي ظهرت في أيام العهد الجديد، إنما تنويعها هو الجديد وليست مبادءها الأساسية. عندما يقول يوحنا أنه ينبغي علينا أن نمتحن الأرواح، فهو يقصد بأنه يجب علينا أن نمتحن جميع المعلّمين بواسطة كلمة اﷲ لكي نتمكّن من الكشف عن أولئك الذين يُزيِّفون. هناك ثلاثة مجالات أساسية تَفضَح فيها البِدع نفسها كونها مُزِّيفة، ولا يوجد أية فرقة يمكنها أن تنجح في كل هذه الإختبارات. إن معظم الفرق البِدعيَّة تشوبها عيوب خطيرة بما يتعلق وتعليمها للكتاب المقدس، فهي لا تقبله على أنه كلمة اﷲ المعصومة وأنه إعلان اﷲ الأخير للإنسان، بل تمنح قادتها سلطة مساوية للكتاب المقدس، وتدَّعي بأنّهم حصلوا على إعلانات جديدة من الرَّب ويتباهون «بحق جديد»، ينشرون ترجماتهم الخاصة للكتاب والتي بواسطتها يحرِّفون ويحجبون الحقائق ويقبلون بنداء التقاليد وكأنها معادلة لكلمة الكتاب ويتعاملون مع كلمة اﷲ بالخداع. إن معظم فِرق البدَع هرطيقية في تعليمها بما يختص بربّنا، فهي تنكر أنه اﷲ، أي الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس، وقد تُسلِّم بأنه إبن اﷲ، لكن بقولها هذا تقصد أنه غير معادلٍ للّه الآب، وغالباً ما تنكر أن يسوع هو المسيح وتُعلّم أن المسيح كان تأثيراً إلهيًّا حلَّ على يسوع الإنسان، وتنكر أيضاً ناسوت المخلّص الحقيقي الخالي من الخطيئة. ثمة مجال ثالث تدان فيه الفِرق البدعية يتعلق بما يعلمونه بخصوص طريق الخلاص، فتنكر أن الخلاص بالنعمة بالإيمان بيسوع المسيح وحده، وكل منها تُعلّم إنجيلاً آخر، أي أن الخلاص يكون بالأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة. عندما يقف دُعاة هذه الفِرق على أبواب بيوتنا، ماذا ينبغي أن يكون ردّنا؟ لا يترك لنا يوحنا مجالاً للشك «فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ» (يوحنا الثانية11،10). |
||||
19 - 05 - 2012, 08:32 PM | رقم المشاركة : ( 182 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اﷲِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اﷲِ» (كورنثوس الثانية2:4). لاحظنا في الصفحة السابقة ثلاثة مجالات تكشف هذه الفرق فيها عن أنفسها على أنها غير صادقة مع الإيمان المسيحي الذي سُلّم مرّة واحدة للقديسين، وهناك صفات أخرى تتّصف بها هذه الفِرق ينبغي ألاّ نعيها فقط بل أن نتجنّبها أيضاً بإحتراس في كنائسنا. فمثلاً، يبني قادتهم ما يمكننا أن ندعوه بدعة الشخصية بحيث يضعون أنفسهم مُسحاء حقيقيين وصانعي عجائب. غالباً ما يمارس رجالهم الحماسيون سيطرة إستبدادية قاسية على جمهورهم طالبين الخضوع ومهدّدين بالعقاب الرهيب لمن لا يطيعهم. في كثير من الأحيان يدَّعون أنهم مالكو الحق الوحيدون، ويدَّعون كذلك بإفتخار بمميّزات معينة، وينتقدون كل الجماعات التي لا تتّفق معهم، ويزعم بعضهم أنهم يجمعون ما بين أفضل العقائد الأخرى وبذا يكونون الكلمة الأخيرة. إنهم يلمِّحون على أن لا أحد يمكنه أن يكون سعيداً ما لم ينضم إلى خفايا أسرارهم. إنهم يحاولون عزل أعضاء جماعتهم عن كافة المعلمين الآخرين، وعن كلِّ من يعترف أنه مؤمن وعن كتب كتبها آخرون ولم يكتبها قادتهم. إنهم يحددون طريقة حياة ناموسية تصبح نظاماً إستعبادياً، يُسوّون ما بين القداسة وممارسة بعض الطقوس التي يقوم بها أشخاص بقواهم الذاتية بدلاً من حياة مقدسة. إنهم يسلبون الناس ماديّاً عن طريق أنظمة التلاعب النفسي الذكي. يعيش قادتهم حياة بذخ ورفاهية بينما ينحدر الكثير من الناس إلى حافة الفقر. إن الكثير من هذه الفِرق سارقو خراف، يقومون بغزوات على مؤسسّات دينية أخرى بدلاً من محاولة تبشير غير المُبَشَّرين. إنهم يشدّدون على عقيدة واحدة أو بضع عقائد مُهمِلين كل الإهمال المجالات الأساسية للإعلان الإلهي. إنهم يعاملون كل الذين يُعَلّمون الحق كأعداء. وهكذا يسأل بولس الغلاطيين الناموسيين، «أَفَقَدْ صرْتُ إِذاً عَدُوّاً لَكُمْ لأَنِّي أَصْدُقُ لَكُمْ؟» (غلاطية16:4). من المؤسف جداً أن تتسلّل هذه الأفكار أو الممارسات إلى الكنيسة المسيحية الحقّة. لكن ما دمنا في الجسد فعلينا جميعاً أن نحترز منهم مدفوعين بالغيرة. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:33 PM | رقم المشاركة : ( 183 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً» (متى13:9). إن اﷲ يهتم بطريقة معاملتنا للآخرين أكثر من عدد الطقوس الدينية التي نمارسها. إنه يفضّل رحمة لا ذبيحة، ويضع الأخلاق العملية فوق الطقوس. قد يبدو غريباً أن نقرأ بأن اﷲ لا يرغب بالذبائح لأنه هو الذي أسَّس نظام الذبائح في المقام الأول، لكن لا يوجد تناقض، ولئن كان صحيحاً أنه هو من أمَرَ الناس أن يأتوا بالذبائح والتقدمات، فإنه لم يقصد أن تحلَّ هذه مكان العدل واللطف «فِعْلُ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ أَفْضَلُ عِنْدَ الرَّبِّ مِنَ الذَّبِيحَةِ» (أمثال3:21). لقد دوّى أنبياء العهد القديم ضد الناس الذين مارسوا كل الطقوس الصحيحة ومع هذا خَدعوا وظلموا أقرباءهم، فقال لهم إشعياء أن اﷲ قد كره محرقاتهم وأعيادهم طالما ظلّوا يظلمون المساكين واليتامى والأرامل (إشعياء10:1-17)، وقال لهم أن رغبة ﷲ الثابتة تتمثَّل في معاملة عُمّالهم بعدل، وإطعام الجائع وكِساء الفقير (إشعياء6:58، 7)، وما لم تكن حياتهم مستقيمة فكأنهم يقدمون رأس كلب أو دم خنزير (إشعياء3:66). قال عاموس للشعب أن يتوقّفوا عن ممارسة شعائرهم الدينية لأن ﷲ مستمرٌ بكراهيته لهذه الطقوس حتى يتدفَّق العدل والرحمة مثل سَيلٍ عظيم (عاموس21:5-24)، وحذّر ميخا أيضاً من أن اﷲ يريد الحق أكثر من الطقوس، حقّ الإنصاف والعدل والرحمة والتواضع (ميخا6:6-8). لقد سَخِرَ الرَّب يسوع من الفريّسيين في أيامه لأنهم تظاهروا بالتديّن بصلوات طويلة بينما طردوا الأرامل من منازلهم (متى14:23)، وكانوا حريصين على إعطاء اﷲ عشراً من نعناع بستانهم، لكن هذا لا يمكنه أبداً أن يحلَّ محل عمل العدل والإيمان (متى23:23) فمن غير المُجدي بالنسبة لنا أن نأتي بتقدماتنا للرَّب إذا كان لأخينا شكوى علينا (متى24:5)، لأن التقدمة تُقبل فقط بعد إصلاح السوء. إن حضور الكنيسة بإنتظام لن يخدُم أبداً كغطاء لعدم أمانتنا في شغلنا خلال الأسبوع، ولا فائدة من تقديم سلّة حلوى لوالدتنا في عيد الأم إذا كنا نعاملها بكراهية خلال السنة، أو إهداء قميصاً لوالدنا في يوم عيده إذا كنا لا نظهر له المحبة والإحترام في باقي الأوقات. لا يمكن خداع اﷲ بالمظاهر والطقوس الخارجية، فهو يرى القلب وسلوكنا اليومي. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:35 PM | رقم المشاركة : ( 184 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«خلّص يَا رَبُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ الأُمَنَاءُ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ» (مزمور1:12). إن الناس الأمناء هم صنف مُعرّض للإنقراض، إنهم يختفون سريعاً من الجنس البشري، وبما أن داود بكى زوالهم في أيامه، فإننا غالباً ما نتعجب كيف سيشعر لو عاش في أيامنا؟ عندما نتحدث مع شخص أمين، ونحن نقصد واحداً جديراً بالثقة ويمكن الإعتماد عليه، فإن مثل هذا إذا وعد فهو يحفظ وعده، وإذا كانت تقع عليه مسئولية فهو يتممها، وإذا كانت عليه إلتزامات فإنه يوفيها، فهو مُخلص لأصدقائه إخلاصاً تاماًّ. أما غير الأمين فهو يعيِّن لقاءات ثم ينكأ عن الإلتزام بها أو يختلق أعذاراً لتأخره، يوافق على تعليم مجموعة في صفّ مدرسة الأحد ولكنه يفشل في تعيين بديلٍ عنه إذا لم يتمكّن من الحضور، فإنه إنسان لا يمكنك الإعتماد عليه لأن كلمته لا تعني شيئاً، ولا عجب في قول سليمان «سِنٌّ مَهْتُومَةٌ وَرِجْلٌ مُخَلَّعَةٌ الثِّقَةُ بِالْخَائِنِ فِي يَوْمِ الضِّيقِ» (أمثال19:25). إن اﷲ يبحث عن رجال ونساء أمناء، إنه يريد وكلاء أمناء ليهتمّوا بمصالحه (كورنثوس الأولى2:4)، ويريد معلّمين مُخلِصين ليُعلمّوا حقائق الإيمان المسيحي العظيمة (تيموثاوس الثانية2:2)، ويريد مؤمنين مُخلِصين للرَّب يسوع، يشاركونه الرفض ويحملون صليبه، ويريد أناساً لا يتنازلون عن ولائهم لكلمته الموحى بها والصادقة والمعصومة، ويريد مؤمنين مُخلِصين لإجتماعهم المحلي بدل التنقُّل من كنيسة إلى أخرى كالبدو المتديّنين، إن اﷲ يريد قدّيسين مُخلِصين للمؤمنين الآخرين ولغير المخلَّصين أيضاً. وكما هو الحال في جميع الفضائل الأخرى فإن الرب يسوع هو مثالنا المجيد، والشاهد الصادق والأمين (رؤيا14:3)، «رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللّهِ» (عبرانيين17:2)، «أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (يوحنا الأولى9:1). كلامه حق، وعوده صادقة وطرقه ثابتة إلى الأبد. على الرغم من أن الإنسان قد لا يُعيرُ إهتماماً كبيراً للأمانة، لكن ﷲ يُعيرُ هذه أهمية، وقد أثنى الرَّب يسوع على أمانة تلاميذه بهذه الكلمات «أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً» (لوقا29،28:22)، والمكافأة الأخيرة للأمانة هي سماع ثنائه، «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ… أُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى21:25). |
||||
19 - 05 - 2012, 08:37 PM | رقم المشاركة : ( 185 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا» (صموئيل الثاني23:2). كان داود في قمة بهجته عندما جاء بتابوت العهد إلى أورشليم ووضعه في الخيمة التي أعدّها له بشكل خاصّ. ومع شعوره بأن هذا كان واحداً من أعظم إنجازاته وأحد أكثر اللحظات مجداً في مسيرته، فقد رقص الملك أمام الرَّب بكل قوته، لكن زوجته ميكال سخرت منه بسبب ما اعتبرته سلوكاً مُشيناً، وكنتيجة مباشرة لموقفها المُنتقِد لم تلد طفلاً إلى يوم وفاتها. نتعلّم من هذا أن روح الإنتقاد ينتج العُقم، وبالطبع عندما نقول ذلك، فنحن لا نتحدث عن النّقد البنّاء، فإن كان النّقد صحيحاً فينبغي أن نرحّب به ونستفيد منه. هناك عدد قليل من الأصدقاء في الحياة الذين يحبوننا بما يكفي لإبداء نقدٍ بنّاء. ولكن النقد الهدّام يمكن أن يكون مُدمِّراً، ويمكن أن يُدمِّر عمل ﷲ في حياة شخص ما ويمكنه إبطال التقدم المُحرَز خلال السنوات، في بضع دقائق. في حادثة داود، يُمثّل تابوت العهد المسيح متَّخذاً مكانه في أورشليم مما يُمثّل أيضاً المسيح متوّجاً في قلوب البشر، وعندما يحدث ذلك للمؤمن الممتلىء بالروح لا يَسعه إلا أن يعبّر عن إمتلائه وحماسه، وهذا غالباً ما يثير العِداء عند غير المؤمنين وأحياناً إحتقار مسيحيين آخرين، إلا أن روح النقد تؤدي حتماً إلى العُقم. إن روح النقد يمكن أن تؤدي أيضاً إلى العُقم ليس في حياة الفرد فقط ولكن في إجتماع الكنيسة المحلية كذلك. خُذ على سبيل المثال، إجتماع يتعرضّ فيه الشباب دائماً لسيل من الإنتقادات المستمرة، فيُنتقدون لأجل طريقة لبسهم وتصفيف شعرهم ولأجل صلواتهم العلنيّة وموسيقاهم، وبدل تدريبهم بكل صبر، يتوقّع القادة منهم أن يكونوا ناضجين فور إيمانهم، وسرعان ما ينجرف هؤلاء الشباب بعيداً إلى إجتماعات أكثر ملاءمة، ويُترك ذلك الإجتماع ويُهمل. فلنكن حذرين من مثال ميكال لأن الإنتقاد الشديد لا يضرّ بالضحية فقط لكنه ينتقم من كل من يمارسه، وهذا الإنتقام هو العُقم الروحي. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:38 PM | رقم المشاركة : ( 186 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَأبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ ألْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأرْضِ» (تكوين3:12). عندما دعا اﷲ إبراهيم ليكون رئيساً لشعبه الأرضي المُختار، وعد بأن يبارك أصدقاء الشعب ويَلعن أعداءه. فقد عانى الشعب اليهودي على مر القرون العداء والتمييز بشكل لا يوصف، لكن لعنة اﷲ لم ترتفع عن دعاة اللاساميّة أبداً. لقد تآمرَ هامان لإبادة الشعب اليهودي في بلاد فارس، مستدرجاً الملك ليوقِّع مرسوماً لا يمكن تغييره، ولأوّل وهلة بدا وكأن كل شيء يسير في صالحه، لكن بعد ذلك أخذت العقبات غير المتوقعة تتطوَّر، فقد بدأ المتآمر اللّدود يتعثّر من خيبة أمل إلى فشل وحتى إلى إعدامه في نهاية المطاف على حبل المشنقة الذي أعده لمردخاي اليهودي. ثم قام أدولف هتلر الذي لم يتعلّم الدرس من التاريخ، فأنشأ مخططاً وحشياً ليمحو اليهود في معسكرات الإبادة وغرف الغاز والأفران والقتل الجماعي، وكان يبدو أن لا شيء يستطيع منعه، لكن المدّ والجَزر تغيَّرا بعد ذلك، فمات بطريقة مخزية مع عشيقته في ملجأ في برلين. إن معاداة الساميّة ستصل إلى أبشع ذروتها خلال الضيقة العظيمة، وسوف يُسَلَّم اليهود للعذاب والموت وسيكونون مكروهين من جميع الأمم، وسيتم قتل أعداد هائلة منهم، لكن ستتوقف هذه الخطة عند عودة الرَّب يسوع المسيح شخصياً، فالذين اضطهدوا اليهود سيُقضى عليهم والذين صادقوا إخوة يسوع سيُدخلون الملكوت. لا ينبغي لمؤمن حقيقي أن يسمح لنفسه أبداً بأن يتلوَّث بأي أثر من معاداة الساميّة، فإن الربّ مخلّص الشعب وصديقه الحقيقي والأمين كان ولا يزال يهودياً، لقد استخدم ﷲ الشعب اليهودي كي يعطي بواسطتهم الكتاب المقدس ويحفظه، وعلى الرغم من أن اﷲ قد ترك الأمَّة اليهودية مؤقّتاً لأنها رفضت المسيح مخلّصاً لها، لكنه لا يزال يحب شعب اليهود إكراماً لآبائهم، ولا يمكن لأي شخص يكره اليهود أن يتوقع بركة ﷲ في حياته وخدمته. «إسْأَلُوا سَلاَمَةَ أُورُشَلِيمَ: «لِيَسْتَرِحْ مُحِبُّوكِ…» (مزمور6:221)، واليوم أيضاً سيستريح كل من يحب الشعب العبري |
||||
19 - 05 - 2012, 08:38 PM | رقم المشاركة : ( 187 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً» (يوحنا الأولى17:4). هاهنا واحدة من حقائق العهد الجديد التي تصدمنا بجرأتها المطلقة، ونحن لا نجرؤ على لفظ هذه الكلمات لو لم نرها في الكتاب المقدس، لكنه حقٌ مجيد ويمكننا أن نبتهج به ونفرح. في أي معنى نتشبَّه بالمسيح في هذا العالم؟ إن عقولنا تفكِّر أولاً وبشكل تلقائي بالطرق التي لا نُشبهه بها. فنحن لا نشاركه في صفات الألوهيّه، مثل قدرته المطلقة، معرفته المطلقة وحضوره المطلق لأننا مملوؤون بالخطيئة والفشل في حين أنه مطلق الكمال، ونحن لا نحب كما يحب ولا نغفِر كما يغفر. كيف نُشبهُه إذاً؟ تفسِّر لنا الآية «بِهَذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ في هَذَا الْعَالَم هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً». لقد عمِلت محبة ﷲ في حياتنا لكي لا نرتعب عند الوقوف أمام كرسي قضاء المسيح، وسبب ثقتنا هو أنه عندنا هذا الشيء المشترك مع المخلّص، فالدينونة أصبحت خلفنا، ونحن مثله فيما يختص بالدينونة، لقد حمل دينونة خطايانا على صليب الجلجثة وحل مسألة الخطيئة مرة وإلى الأبد لأنه أخذ عقاب خطايانا فلن نعود نتحمله نحن، ويمكننا أن نرنّم بكل ثقة، «الموت والدينونة من خلفي؛ النعمة والمجد أمامي؛ كل عُباب الدينونه توالت على يسوع؛ هناك فَقدَتْ كل قوتّها». وكما أن الدينونة قد صارت تماماً ماضياً بالنسبة إليه، كذلك هي بالنسبة لنا أيضاً، ويمكننا القول «لا دينونة، ولا جحيم لي؛ عيناي لن ترى عذاباً ولا نارا؛ ولا حكم عليَّ، لأن الرَّب الذي يحبنّي سوف يحفظني تحت جناحيه». نحن مثله ليس فقط بما يتعلق بالدينونة لكن أيضاً بما يختص بالقبول أمام اﷲ. ولأننا فيه نقف أمام اﷲ بنفس النعمة التي فيها يقف المسيح، «قريب جداً قريب من اﷲ ولا يمكنني أن أكون أقرب من ذلك، لأنني في شخص إبنه أكون قريباً كقُربه هو». أخيراً، نحن نشبه المسيح لأننا محبوبون من ﷲ الآب تماماً كما أحب المسيح، وفي صلاته كرئيس كهنة قال الرَّب يسوع: «أَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي» (يوحنا23:17). وهكذا فإنه ليس من قبيل المبالغة أن نقول: «عزيز أنا عزيزٌ على اﷲ؛ لا يمكنني أن أكون أكثر معزَّة، لأنه بالمحبة التي أحبَّ بها إبنه، أحبني أنا أيضاً». وهكذا فهذه حقيقة مباركة، لأَنَّهُ كَمَا المسيح فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:39 PM | رقم المشاركة : ( 188 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ» (أمثال24:18). بالرغم من أن جميع الترجمات الصادرة حديثاً تُترجِم هذه الآية بشكل مختلف إلا أن الترجمة الإنجليزية القديمة(King James Version) تحتفظ بالحقيقة القيِّمة بأن الصداقة تزدهر بالعناية بها ولكنها تموت بإهمالها. كُتِب في مقال إفتتاحي لمجلة القرار ( Decision) «الصداقات لا تحدث صدفة، بل يجب العناية بها» وبإختصار، علينا أن نعمل عليها، إنها ليست مبنية على مجرد الأخذ، لكنها مبنية على العطاء، ليست للأوقات الجيدة فحسب، لكن للأوقات السيئة أيضاً، نحن لا نُخفي إحتياجاتنا عن الصديق الحقيقي ولا نتمسك به لكي نحصل منه على المساعدة فقط. الصديق الجيد جدير بأن نحافظ عليه، إنه يقف إلى جانبك عندما تُتَّهم زوراً، إنه يمتدحك لأجل كل ما يستحق المديح ويكون صادقاً في الإشارة إلى النواحي التي تحتاج إلى تحسين، إنه يبقى على إتصال بك مدى السنين مشاركاً في أفراحك وأحزانك. إن المحافظة على التواصل أمر ذو أهميّة، ويمكن عمل ذلك عن طريق الرسائل، أو البطاقات أو بإتصال هاتفي أو زيارات، لكن الصداقة طريق ذات إتجاهين، فإذا قَصَّرتُ عن الإستمرار بالرّد على الرسائل فكأنني أعتبر الصداقة لا تستحق الإستمرار أو أنني مشغول جداً، أو لا أرغب بالإزعاج، أو أكره كتابة الرسائل. إن القليل من الصداقات يمكنها البقاء مع الإهمال المتواصل. إن رفض التواصل في كثير من الأحيان يكون شكلاً من أشكال الأنانية، فنحن نفكِّر بأنفسنا وفي الوقت والمجهود والثمن، أما الصداقة الحقيقية فتفكِّر بالآخرين:- كيف يمكننا أن نشجّع أو نعزّي، أن نُبهِج أو نساعد، وكيف يمكن أن نخدم بالطعام الروحي. كم نحن مدينون لأصدقاء وقفوا إلى جانبنا مع كلمات معطاة من الروح عندما كانت الحاجة على أشدها! مررت بأوقات في حياتي عندما كنت أشعر بأن روحي منحنية بسبب خيبة أمل عميقة في خدمة مسيحية، فكتب لي أحد الأصدقاء الذي لم يكن يعلم البتة عن إثباطي رسالة مبهجة حيث اقتبس من إشعياء4:49، «أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ عَبَثاً تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغاً أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي»، لقد كانت تلك الكلمات هي التي احتجتها بالضبط لكي ترفع من معنويّاتي وتعيدني إلى العمل. كتب تشارلز كنجزلي يقول: «هل يمكن نسيان صديقْ؛ هل يمكن نسيان وجه الذين فرَّحونا حتى النهاية؛ والذين شجّعونا في سباقنا؟ عظيم دَيْنُنا لنفوس تمثلت بإذاً؛ لا يمكن أن ننساهم حتى ولو حاولنا». لمعظمنا يوجد بِضع أصدقاء مقربين في الحياة، فإذا كان الأمر كذلك فينبغي أن نبذل كل ما في طاقتنا لنحافظ على هذه الصداقات قوية وسليمة. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:41 PM | رقم المشاركة : ( 189 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ». (بطرس الأولى7:5) ممكن أن تحيا حياة طويلة في الإيمان لكنك لم تتعلّم أن تلقي كل همّك على الرب. يمكن أن نحفظ آيات عديدة عن ظهر قلب أو نعظ للآخرين، لكننا لم نمارس هذا الوعد في حياتنا. نعرف لاهوتياً أن الله يعتني بنا، مهتم بأمورنا وهو قادر أن يهتم بأعظم قلق يمكن أن نتخيّله. ومع كل هذا نُصرّ على تقلّبنا وقلقنا في فراشنا ليلاً، منزعجين، متهيّجين ونفتكر بالأسوأ. ليس من الضروري أن تسير الأمور هكذا. لديَّ صديق يواجه مشاكل ووجع رأس أكثر من أي منّا. لو كان ليحتمل كل هذا بنفسه لصار كالمجنون. ماذا يفعل؟ يأخذ أموره إلى الرب ويتركها هناك، ينهض عن ركبتيه، يدخل فراشه، يرنّم بضع أعداد من ترنيمة ثم يهجع إلى النوم دون عناء. قال بيل برايت مرّة لصديقه ليروي إيمز، «ليروي، لقد وجدت تعزية كبيرة في بطرس الأولى 7:5. استنتجت في حياتي أنني يمكن إمّا أن أحمل أثقالي بنفسي أو يحملها يسوع عنّي. لا يمكننا نحن الإثنين أن نحملها، ولهذا صمّمت أن أُلقي أثقالي عليه.» صمّم إيمز أن يجرّب بنفسه. كتب يقول، «دخلت غرفتي وابتدأت بالصلاة. وعملت تماماً كما قال لي بيل. كنت ولمدّة أشهر طويلة أعاني من وجع في معدتي. فابتدأت أشعر أن الألم بدأ يتركني. لقد اختبرت إنقاذ الرب. كلاّ، لم تفارقني المشكلة ولا زالت حتى اليوم. لكن الحِمل زال. لا أقضي ليالي قلقاً أو أغفو متألمّاً. أستطيع بكل أمانة أن أواجه الأحمال بروح فرحة وشاكرة من كل القلب.» يستطيع أغلبنا أن نتماثل مع الشخص الذي كتب، «إنها إرادة الرب أن أُلقي همّي عليه كل يوم. ويطلب منّي ألاّ أُلقي إيماني. لكننّي أتصرّف بحماقة عندما أؤخذ على حين غرّة فألقي بإيماني وأحمل همومي.» يَقول لنا المخلّص دوماً: لا تحمل الهمَّ وحدك، كثير عليك هذا. العمل عملي وحدي وعملك أن تستريح بي. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:42 PM | رقم المشاركة : ( 190 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«هَا أَنَا يَا رَبُّ… إِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ» (لوقا8:19). حالما فتح زكّا قلبه للرَّب يسوع، أعلَنت له الغريزة الإلهية أنه ينبغي عليه التعويض عن الماضي. يبدو من النص بأن هناك شكاًّ فيما إذا قد خدع أحداً، لكن من المعقول الإعتقاد بأن كلمة «إن» تعني «بما أننّي» في حياة جابي الضرائب الغني هذا. لقد حَصَّلَ أموالاً جمَّة بالخداع وقد عرف ذلك وإنه مصمّم على أن يقوم بعمل ما حيال ذلك. إن التعويض لهو عقيدة كتابية جيّدة وممارسة كتابية صالحة. عندما نتجدد يجب إعادة ما أخذناه بغير حق إلى مالكه الشرعي. إن الخلاص لا يُعفي الشخص من تصحيح أخطاء الماضي، فإذا ما سرق مالاً قبل الخلاص، فإن نعمة الله بمعناها الحقيقي تتطلب منه إعادة هذا المال، وحتى الديون الشرعية المُتعاقد عليها في أيامه الماضية قبل التجديد لا تُلغَى بالولادة الجديدة. قبل سنوات عديدة، عندما خَلُصَ مئات من الناس في مدينة بلفاست بواسطة خدمة الواعظ وو.ب. نيكلسون، كان على المصانع المحلية أن تبني سقائف ضخمة لخزن أدوات العمل المسروقة والتي أعادها المؤمنون الجدد. إن سقائف عملاقة تلزم في كل بلد لخزن الغنائم التي أخذها أفراد الجيش فقط، ناهيك عن تسرُّب العديد من الأدوات والمعدّات والبضائع التي تتدفق بصورة غير مشروعة من المصانع والمكاتب والمخازن. من الناحية المثالية، عندما يتم الترجيع من قِبل المؤمن ينبغي أن يتم ذلك باِسم الرَّب يسوع. فعلى سبيل المثال، «أنا سرقت هذه الأدوات عندما عملت عندك منذ سنوات لكنني في الآونة الأخيرة نِلتُ الخلاص وحياتي قد تغيّرت بواسطة الرَّب يسوع المسيح، لقد أُثقلَ على قلبي أن أعيد هذه الأدوات وأطلب منك الصفح»، فإنه بهذه الطريقة يعود المجد للمخلّص حيث ينتمي. نعم هناك ظروف، حيث يتعين علي، على سبيل الشهادة المسيحية، دفع فوائد عن الأموال التي سُرقت، وذبيحة الإثم في العهد القديم هي ظلال لهذه الفكرة حيث كان مطلوباً التعويض بزيادة الخُمس عن الضرر الناجم. ولكنني أعترف أن هناك حالات، وبسبب مرور وقت طويل أو تغيُّر في الأوضاع، لا يعود من الممكن التعويض، وبما أن الرب يعرف ذلك، فإن تم الإعتراف بالخطيئة، فهو يرضى بالرغبة الصادقة وكأنني قمت بالتعويض فعلاً، لكن فقط في مثل هذه الحالات التي يكون فيها التعويض أمراً مستحيلاً. |
||||
|