14 - 05 - 2012, 07:05 PM | رقم المشاركة : ( 181 ) | ||||
† Admin Woman †
|
355 - بعد ان صُلب المسيح على جبل الجلجثة ورآه عدد غفير من الناس يموت ، انتشر الخبر وذاع بين الناس . مات المسيح ، ضاع الرجاء ، انتهت القصة . هلّل اليهود ، فرح الكتبة ، استراح الفريسيون ، استرخى الجُند الروماني . لكن التلاميذ رأوه يقوم ويظهر لهم ويتحدث اليهم ويأكل معهم ، المسيح قام ، امتلئت قلوبهم بخبر القيامة فبدأوا يعلنونه . وقف بطرس مملوءا ً بالروح القدس . الذي انكر المسيح امام جارية بقوة الروح القدس وقف شامخا ً امام الوف الجموع . أعلن بقوة ٍ قيامة المسيح ودعا الناس أن يتوبوا ويؤمنوا به ويعتمدوا باسمه ، و تحرك الروح القدس في النفوس وقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم ثلاثة آلاف . وبطرس ويوحنا وهما داخلان الهيكل رأيا رجلا ً أعرج عند باب الهيكل يستعطي . مد بطرس يده وامسك به واقامه بإسم يسوع المسيح فقام وانطلق يسبّح الله . جُن ّ جنون الكهنة وأمروا جند الهيكل أن يقبضوا عليهما ويضعوهما في الحبس ، وعندما حاكموهما وجدوا انهما يتمتعان بقوة ٍ خارقة وعرفوا انهما كانا مع يسوع فهددوهما واطلقوهما فانضما الى باقي الرفاق وكانوا مجتمعين معا ً يصلّون . ارتفعت القلوب والاصوات تسبّح الله وتمجده وتهتف له وتطلب تعضيده وعونه . قالوا : انظر يا رب الى تهديداتهم وامنح عبيدك ان يتكلموا كلامك بكل مجاهرة ، ولما صلّوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بكل مجاهرة ، بلا خوف ، بلا تردد ، بلا فتور ، بلا ضعف .
بدون روح الله لا تستطيع ان تجاهر بكلام الله . بدون روح الله لا يكون لكلامك قوة . بدون روح الله لا تتلذذ ان تنادي بخلاص الله . بدون روح الله لا تجد في نفسك رغبة . أعدَّ الله روحه ليتكلم بنا ويتكلم فينا . لا نستطيع شيئا ً بدون الروح القدس " سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ "( أعمال الرسل 1 : 8 ) . كم من مرة ٍ يحل بك فتور فتجد أيديك مسترخية وركبك مخلّعة ، لا تقوى على السير لتحمل الاخبار السارة للعالم ولا على العمل على رفع العناء عن المعذبين . تتعثر الكلمات على لسانك وتتوه منك الافكار وتختلط الصور وتتداخل . لا تحاول ان تجمع شتات نفسك وتعمل على استعادة قوتك ، لن تستطيع ، كُف عن المحاولة وتوقف واختلي بالرب وارفع قلبك معترفا ً باسمه . تطهّر ، تخلّص من الشوائب التي تعوق روح الله ، انفض خطاياك عنك وتحرك واطلب من الله ان يملئك بالروح القدس ، اطلب منه ان تمتلئ بروح القوة من جديد ولا بد ان يسمع الله ويستجيب ، لا بد ان تمتلئ بالروح القدس وتعود الحيوية اليك . الله يعدنا بالروح القدس ويأمرنا بأن نمتلئ به فيقول : " امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ " ( افسس 5 : 18 ) . اطلب وهو يسمع لك . |
||||
14 - 05 - 2012, 07:05 PM | رقم المشاركة : ( 182 ) | ||||
† Admin Woman †
|
356 - تُلم بنا خطوب وتحل بنا متاعب وتواجهنا صعوبات وتصدمنا مصائب ونرتمي على الارض نندب حظنا ونبكي بؤسنا ونحزن ونشكو ونتذمر وقد نغضب فتعلو شكوانا في احتجاج على الله وصراخ ٍ وبكاء ، وحين نهدأ بعد الثورة ونسكن امام الله بعد الزمجرة وحين نسكت نسمع صوت الله ونرى وجه الله ونحس بيد الله توجهنا وتعلمنا ، يوضح لنا الله ان ما حل بنا لصالحنا وما الم ّ بنا لفائدتنا وما صدمنا هو لخيرنا ، ويشير الله باصبعه الى الاشجار العالية والرياح تتلاعب بها وهي تلطمها ، تصدم الرياح رؤوسها فتحنيها ، تهز الرياح قممها فتتلوى وتترنح تحت ضرباتها ونتصور انها ستموت وتفنى وتنكسر وتسقط ، عكس ذلك ما تحدثه الرياح بها ، الرياح تهز رؤوس الاشجار لتتطاير حبات الخصب منها وتنقلها لتملئها بالثمر . بدون قسوة الرياح ما انتقل الخصب وامتلأت الاشجار بالخير والثمار . ويوجه الله نظرنا الى الاشجار الضعيفة شجر العليق وشجر الطيب الصغير ونرى الرياح تهب وتهزها وتكاد تقتلع جذورها الرقيقة الصغيرة وننحني على الشجيرات بعطف فتملأ انوفنا رائحتها الجميلة التي تملأ الجو حولها ، حملت الرياح اطيب الروائح واجملها ونشرتها على الكون حولها ووزعتها . لو لم تكن الرياح لبقيت الروائح مستترة مختبئة ً في اخدارها مخفية غائبة ، وننظر الى اصبع الله يوجه ابصارنا وبصائرنا نحو الاحجار الجامدة الجافة ، تهب الرياح عليها فتخلخلها من اماكنها وتحركها من سكونها وتجعلها تهوي وتسقط ، وتتصادم الاحجار معا ً ، تتضارب وتتصارع ، تتلاطم وتتساقط لكننا نرى في تصادمها واحتكاكها وحركتها نارا ً تخلق ونورا ً يظهر .يغني شاعر نشيد الانشاد ويقول : " اِسْتَيْقِظِي يَا رِيحَ الشَّمَالِ ، وَتَعَالَيْ يَا رِيحَ الْجَنُوبِ هَبِّي عَلَى جَنَّتِي فَتَقْطُرَ أَطْيَابُهَا " ( نشيد 4 : 16 ) . يا لها من طلبة تبدو غريبة ً عجيبة لكنها حقيقة ٌ لامعة مبهرة ، ريح الشمال العنيفة ، ريح الجنوب القوية تهب وتضرب وتلطم وتصدم ، فتبعثر الجنة وتفتتها وتعصرها وتنشرها فتقطر روائحها واطيابها .
القلب المغلق على فضائله الذي يختزن الخير فيه ويغلق عليه ابوابه يحتاج الى ريح الشمال تهاجمه وريح الجنوب تفتح ابوابه على الخير الذي به . القلب الجامد الصلب القاسي الذي يبقى وحده منطويا ً على نفسه يحتاج الى ريح الشمال تصدمه وريح الجنوب تحتك به ويُخرج نارا ً ونورا ً . قد يحتاج قلبك انت ايضا ً الى الرياح لينشر ما بداخله من اطياب . قد يحتاج قلبك انت ايضا ً الى رياح تحتك به لتُظهر النور الذي بداخله . |
||||
14 - 05 - 2012, 07:06 PM | رقم المشاركة : ( 183 ) | ||||
† Admin Woman †
|
357 - احيانا ً يحل بارضنا جفاف ، لا تمطر السماء ويحل بارضنا قحط ٌ وبوار ، تمر الايام ثقيلة ً تجر خلفها فقرا ً وجوعا ً وحاجة ، وتخلو المخازن من الغلال . نتصور ان السماء قد نضبت مواردها ، جفت يانبيعها وانقطع خيرها . نتصور ان الله قد نسينا ، أغمض عينيه عنا . قبض يديه علينا ، ونحزن ونبكي ونكتئب ولا نجد حولنا الا اياما ً عجافا ً وخرابا ً وجفافا ً، ويطير فوق رؤوسنا عصفور ، عصفور ٌ دقيق صغير يشدو ويغني ويغرد ونتأمل جناحيه المصفقين ونسمع شدوه الفرح وقفزاته الراقصة على الغصن . هو لا يزرع ، لا يحرث ولا يروي ولا يلقي بالارض بذورا ً ، لا يزرع ولا يحصد . من أين يجيء طعامه ؟ من المخازن ؟ هو لا يجمع و يكوّم في المخازن ، ليس له شيء لكنه يأكل ويشبع ، يأكل يوما ً بيوم ، خبزه كفافه يأتي اليه حيث هو . ويصلي حبقوق النبي فيقول : " فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ . يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي .اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي ، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِل ِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي ." ( حبقوق 3 : 17 – 19 ) . وسط اليأس ، وسط الفقر التين لا يُزهر ، الكروم لا تُثمر ، الحقول جدباء لا تعطي طعام لا غنم ولا بقر ، وسط ذلك كله ايمان ورجاء ، انتظار للرب وثقة ٌ فيه ، ايمان ٌ قوي ٌ راسخ . لو فقدتُ كل غال ٍ وثمين ، لو هاجمني الجوع والعطش ، لو لم اجد ما اسد به رمقي ، لو اصبح بيتي خرابا ً ، لو زال عزي ومجدي وبهائي ، لو ضاعت اموالي وفقدتُ ثروتي ، لكنني افرح بالرب هو طعامي وشرابي ، هو عزي ومجدي ، هو غناي َ وكفايتي . في كربي وضيقي أهرع الى الرب وأجد عنده الفرج والراحة والسعادة . في ظلمتي وعسر حالي ارتمي على صدره وأجد عنده الفرح والمحبة والبهجة والنصرة . حين تمر وسط حقولك وتجدها جافة خربة ، حين لا تجد زرعا ً ولا ثمرا ً . حين تفرغ مخازنك ، حين يجف ماء ينبوعك تأمل طيور السماء وتعلّم . حين تسير في وادي الحزن ، حين يحاصرك الظلام ، حين تنهمر الدموع ، حين تحيط بك الخطوب ، حين تهاجمك الشدائد تأمل زنابق الحقل وتعلّم . حين يتركك الاصدقاء ويهجرك المحبون ، حين تجد نفسك وحيدا ً ، حين تجد الفراغ حولك حين لا تجد أحد بجوارك أنظر اليه هو قريب ٌ منك ، ابتهج بالرب هو قريب ٌ ويداه مملوئتان خيرا ً ، ابتهج بالرب هو معك يؤنس وحدتك .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:06 PM | رقم المشاركة : ( 184 ) | ||||
† Admin Woman †
|
358 - وصل الى علم المسيح وهو بين تلاميذه والجماهير ملتفة حوله خبر مرض لعازر وكانت مرثا ومريم هما اللتان ارسلتا الى يسوع تستنجدان به وتطلبانه ، ولم يهرع المسيح الى لعازر ، لم يترك الجموع والتلاميذ ويهرول الى بيت عنيا ، بعكس ذلك يكتب يوحنا البشير ويقول " فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ." ( يوحنا 11 : 6 ) . يومان كاملان مكثهما المسيح حيث كان برغم ما سمع عن مرض لعازر . يومان كاملان ترك فيهما مرثا ومريم تنتظران ويا له من انتظار ثقيل . سمع التلاميذ خبر مرض لعازر واندهشوا لتباطؤ المسيح وتأنيه في الذهاب الى لعازر ، وبقيت الاختان في البيت بجوار فراش المريض تراقبان حركة النهار وتنتظران . ويكتب يوحنا الرسول في بشارته قائلا ً " وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ." ( يوحنا 11 : 5 ) . التأخير ليس لنقص المحبة بالعكس نرى ان التأخير كان بدافع المحبة . الله في هذا يريد ان يعلّمنا ان كل معاملات الله معنا ترتكز على محبته لنا . حين تهاجمنا احزان ، حين تتحطم قلوبنا ، حين تدمع عيوننا ، حين تنكسر نفوسنا ، نجد الله في كل ذلك يحبنا ، يسمح بالحزن ان يحل بحياتنا لا لنقص محبة ٍ بل بدافع محبة . حين تواجهنا آلام وتنحني ظهورنا وتئن قلوبنا وتتحطم قوانا نجد الله يسمح بكل ذلك لأنه يحبنا ، يسمح بالالم والتعب والمشقة لا لنقص المحبة بل بدافع المحبة . حين تعكّر صفو حياتنا مصائب ، حين تنزل بنا نوازل ، حين تزلزل سلامنا زلازل نجد الله خلف ذلك كله لأنه يحبنا يسمح بالمصائب والمتاعب لا لنقص المحبة بل بدافع المحبة . الله يعرف ويسمح بما يحدث لمجده ولصالحنا ، الله يوجد في ذلك كله ويراقبه بدقة ، ولما سمع بخبر مرض لعازر قال : " هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ " ( يوحنا 11 : 4 ) . برغم انتظار الاختين القاسي ، برغم المرارة التي شعرتا بها والساعات تمر والموت يحل ، برغم ذلك لم تشكا بمحبة المسيح لهما ولاخيهما ، لم تشكا في مجيئه ، لم تيأسا . بعد ان اغمض لعازر عينيه ، بعد ان رحل عن الحياة ، بعد ان رحل وكفناه ، بعد ان حمله الرجال وذهبوا به خارج البيت ، بعد ان دفنوه ودحرجوا الحجر ، كانتا تنتظران يسوع ، كانتا تعرفان انه قادم لا محالة ، لا بد انه سيجيء . لكن المسيح لم يسرع الى بيت احبائه ليشفي المريض ويكفكف دموع الاختين ، لم يفعل ذلك بالعكس ، لما سمع انه مريض مكث في الموضع الذي كان فيه يومين ، هذه هي محبة الله التي تتأنى حتى في اشد ساعات الحياة خطرا ً ، انتظر ، انتظره فهو يحبك ، تأكد ، تأكد من مجيئه فهو يحبك .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:06 PM | رقم المشاركة : ( 185 ) | ||||
† Admin Woman †
|
359 - برغم معرفتنا اننا اولاد الله لنا كل الحق في بركات الحياة ومباهجها . برغم مكانتنا لدى الله ومكاننا في قلبه ، برغم معرفتنا بحبه الشديد لنا ، تفزع قلوبنا ويهتز يقيننا وترتجف نفوسنا حينما نمر في تجربة ٍ مظلمة . حين تغرب شمس النهار ، حين ينسحب النور ويتراجع امام جحافل الظلام نرتعب . لا احد يسعد بالظلام ، لا احد يحب الليل لكن في الليل تتجمع قطرات الندى الرطبة ، في الليل ، في السكون ، بعد رحيل الشمس واختفاء النور يصنع الله الندى . يرنم بنو قورح ويقولون " طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ . عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا. أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ . يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ . " ( مزمور 84 : 5 ) . في وادي البكاء يعبرون ، قطرات الدموع تتراكم وتتجمع وتصبح ينبوعا ً ، هكذا الله ، أبونا الذي يغزل من متاعب الحياة بساطا ً حريريا ً نعبر عليه ، الذي يحول الشوك الذي تحت اقدامنا كفوف راحة ترفعنا ، هو تعزيتنا ، هو عزنا ، نتعزى به ونفرح ونستريح وتبتهج قلوبنا ، يتحول انكسار القلب الى فرحة ، يتحول دمع العين الى ينبوع يتفجر بهجة ، يتحول الالم راحة والفشل نجاحا ً والهزيمة ُ نصرة ً والضعف قوة ، وحين نفرح نحمل بشارة الفرح للآخرين ، حين نتعزى نعزي الآخرين . نستطيع ان نعزي الآخرين بالتعزية التي بها نتعزى ، نتعزى ونعزي . في وسط النهار والشمس ترسل اشعتها تلسع الوجوه والابدان حملت المرأة السامرية جرتها وذهبت الى بئر الماء تستقي وتملأ الجرة . ارادت ان تهرب من انظار قومها العدوانية وتعليقاتهم القاسية لكنها وجدت غريبا ً جالسا ً على البئر ، لم يهاجمها أو يسيء اليها ، طلب منها ماء ً ليشرب وفي ترددها ودهشتها عرض عليها ماء ً حيا ً ، وفي لهفتها للحصول على ذلك الماء الحي نسيت كل الناس ، طلبته لنفسها فقط ، لكنها ما ان عرفت ان مصدر هذا الماء الحي هو المسيح الذي ينتظرونه ، ما ان عرفت ذلك حتى تركت جرتها وذهبت الى المدينة تصرخ في الناس ، صاحت فيهم : هلموا انظروا ، تعالوا معي الى المسيح مشتهى وانتظار الدهور . حملت لهم ما حصلت عليه ، آمنت وارادتهم ان يشاركوها في الايمان به . هل حصلت على الايمان الحي ؟ هل تذوقته ؟ هل ارتويت منه ؟ هل اكتفيت ومن حولك الا تريد ان يشاركوك الارتواء منه ؟ هل عبرت في وادي البكاء ؟ هل اختبرت الينبوع ، ينبوع الماء الحي ؟ إن كنت عبرت واختبرت إن كنت قد عرفت وذقت وجربت ، إن كنت قد تعزيت فعليك ان تعزي الآخرين بالتعزية التي بها تعزيت ، هذه مسؤوليتك . نحن لا نأخذ فقط ، نحن نعطي أيضا ً مما أخذنا . نحن لا نرتوي فقط ، نحن نقدم الارتواء .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:06 PM | رقم المشاركة : ( 186 ) | ||||
† Admin Woman †
|
360 - نعيش حياتنا كلها نواجه تحديات وتجارب واختبارات كثيرة متنوعة . والله لا يسمح ان نواجه ما لا نستطيع ان نواجهه او نجرَّب بما هو فوق طاقتنا ، وإن كانت التجربة كبيرة صعبة والاختبار شديدا ً يوفر لنا رجاء ً وقوة ً مناسبة ، تجربة ٌ تحتاج الى قوة وقوتنا غير كافية . نصارع وتبدأ مقاومتنا في التهاوي ، حيويتنا تخبو وارادتنا تتخاذل وايدينا تخور وركبنا تتخلع واقدامنا تترنح ، ويوفر لنا قدرته ، يمدنا بقوة ٍ من لدنه ، نرفع وجوهنا الى فوق ، اليه ، فندرك عظمة قدرته الفائقة ِ نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته ، ونتماسك ونجمع قوانا قبل ان تزول ونتشدد في شدة قدرته وقوته ونواجه التجربة ونصمد امامها ونصد هجماتها وبقوته ندحرها وننتصر ، تجربة ٌ تحتاج الى حكمة ، الى تعقل ٍ وفهم وادراك وحسن تصرف ذهني ، وتقف عقولنا عاجزة ً لا تفهم وادراكنا قاصرا ً لا يعي ولا يفطن ، وفي وسط حيرتنا وترددنا وتردينا في الظلام نرفع وجوهنا الى فوق ٍ اليه ، ويسرع الهنا ويعطينا روح الحكمة والاعلان في معرفته ِ وينير عيون اذهاننا ويقود عقولنا ويفتح عيون وعينا ونواجه التجربة بحسب غنى حكمته ، دائما ً وفي كل وقت يوفر لنا القوة ، يوفر لنا الحكمة بسخاء ٍ بلا حدود ، يوفر لنا القدرة والصحة والحيوية ، يوفر لنا الغنى بكثرة ٍ بلا حساب ، لا من قوته بل بحسب قوته ، لا من غناه بل بحسب غناه ، لا بقدر ما نحتاج من قوة ٍ لمواجهة التجربة ، قوة ٌ بقدر التجربة ، لا بقدر ما نحتاج من حكمة ٍ لمواجهة التجربة ، حكمة ٌ بقدر التجربة ، لا بقدر ما نحتاج من غِنى لمواجهة التجربة ، غِنى ً بقدر التجربة . قوة ٌ بحسب قدرته ، وحكمة ٌ بحسب حكمته ، وغٍنى ً بحسب غِنى مجده فهو يعطي بحسب ذاته هو ، يعطي ما يتفق وعظمته هو ، يُعطي بحسب غٍنى مجده ِ ويؤيدنا بروحه ، بالروح القدس ، " اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ " ( 2 تيموثاوس 1 : 7 ) . ويملئنا بروحه ، الروح القدس الذي ننال قوة كل القوة حين يحل الروح القدس علينا . حين يحل المسيح بالايمان في قلبك يحل فيك بكل ما بالمسيح من قدرات ، تحل فيك محبة المسيح ، تمتلئ بمحبته فتحب جميع الناس ، الاصدقاء والاعداء . تمتلئ بقوته فتحرك الجبال وتصنع المعجزات وتعمل ُ اعظم الاعمال . تمتلئ بحكمته فتتكلم كمن له سلطان ، تتكلم كلمات النعمة ، تمتلئ بملئه وتصل الى الكمال الى كل ملء الله . هل فيكَ روح الله ؟ هل يحل ُّ فيك َ المسيح ؟ فليحل المسيح بالايمان في قلبك الآن والى آخر الحياة .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:07 PM | رقم المشاركة : ( 187 ) | ||||
† Admin Woman †
|
361 - في وسط الهيكل رأى النبي اشعياء السيد الرب جالسا ً على كرسي عال ٍ ومرتفع ، رأى السرافيم يغطون أعينهم ووجوههم ويصرخون : قدوس قدوس قدوس ، وبالمقارنة رأى نفسه انسانا ً نجس الشفتين ساكنا ً بين شعب ٍ نجس الشفتين ، رأى الملك رب الجنود ، رأى السيد ، سيد كل الارض ، رأى القدوس سيد السماء ، فارتمى على وجهه يصرخ : " وَيْلٌ لِي إِنِّي هَلَكْتُ " ... شاول القوي صاحب السلطان لدى رؤساء الكهنة وهو يحمل رسائل الادانة ، رسائل حكم بالقتل على اتباع المسيح ، يسير بطريقه الى دمشق بكل قوة ، فوق جواده يسير في الطريق مختالا ً وبجواره حرس ٌ اشداء يصاحبونه ، في وسط الطريق ابرق حوله نور ، نور ٌ شديد قوي اسقطه على الارض . ارتمى وسط التراب ، طار من على كتفيه ردائه ، هوى على ركبتيه ، صفعته الكلمات : " شَاوُلُ ، شَاوُلُ ...... أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ " . ارتعب امام قوة الصوت وارتجف . من وسط التراب رفع وجهه وفي ترجي واستعطاف سأل : " يَارَبُّ ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ " . امام قوة الله ظهرت قوته ضعفا ً ، تبدد غروره ، سقط على ركبتيه امامه . وفي رسالته الى افسس يقول : " بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ " . امام قداسة الله كل ُ قداسة الانسان نجاسة ، امام قوة الله كلُّ قوة الانسان ضعف . وهناك في البستان وسط الظلام بعيدا ً عن التلاميذ خرّ المسيح على وجه ( متى 26 : 39 ) بكل الخضوع والانكسار ، بكل التبجيل والاحترام ركع المسيح في البستان ، ركع وسجد واحنى ركبتيه امام ملك الملوك ورب الارباب سيد السماء والارض . أمام جلال المسيح المقام وهو في وسط التلاميذ يظهر لهم ويكشف يديه لتوما وصرخ التلميذ الامين من كل قلبه بكل ايمان ٍ وتصديق ٍ وقال " رَبِّي وَإِلهِي " . وانت ترى قدرة الله حولك في مخلوقاته التي صنعها بيده بكل القوة لا تمنع نفسك ان تحني قلبك وركبتيك وتصرخ بايمان : ربي والهي . وانت تمر في تجربة وترى الضغوط حولك تحاصرك وتتراكم فوقك ، يتقدم الله نحوك ويمد يده ويرفع الضغوط ويحمل الاثقال عنك فلا تمنع نفسك من ان تحني قلبك وركبتيك وتصرخ بايمان : ربي والهي . وانت تجد نفسك ناجحا ً في عملك رابحا ً في تجارتك سعيدا ً في اسرتك ، تجد قلبك ينحني وركبتيك تركعان وانت تصرخ بايمان : ربي والهي . هو يستحق كل التمجيد والتقديس والشكر والتكريم والخضوع والخشوع امامه . نحن نعبده حبا ً ، نسبّح له ونسجد اعترافا ً به ربا ً والها ً .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:07 PM | رقم المشاركة : ( 188 ) | ||||
† Admin Woman †
|
362 - قال الله لعبده ابراهيم : " أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ . سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً ، فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَأُكَثِّرَكَ كَثِيرًا جِدًّا ...... وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ " . ومرت السنوات متتابعة وما تزال سارة عاقرا ً وابراهيم ليس له ولد ، وشاخ ابراهيم وجف ينبوع سارة ولم ينسى ابراهيم عهد الله ومواعيده ، وحين حل الموعد ُ حقق الله وعده وولدت سارة اسحق ابن الموعد متمم عهد الله . ترك يعقوب بيته وهرب من وجه اخيه وفي وسط البرية توسد حجرا ً ونام ورأى حلما ً وسلما ً بين السماء والارض وملائكة الله صاعدة ً ونازلة ً عليه ، وقال الله لعبده يعقوب " أَنَا الرَّبُّ .... الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ ..... وَهَا أَنَا مَعَكَ ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ " . وتغرب يعقوب في في ارض خاله لابان وعاش سنوات طوال في خدمته ولم يشك في وعود الله ومواعيده وعاد الى الارض وتملكها هو واولاده . عند جبل حوريب ووراء البرية ظهر الله لعبده موسى وهو يرعى الغنم ، ظهر له في عليقة كنار ٍ مشتعلة ، العليقة لا تحترق ونادى الله موسى من العليقة ، امره ان يخلع حذائه لأن الموضع الذي يقف عليه ارض ٌ مقدسة فخلع حذائه وكلفه الله ان يذهب الى ارض مصر ليحرر شعبه من يد فرعون ومن عبوديته وقال موسى للرب : " لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ .... أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ . " فقال الرب لموسى : انا هو الرب " اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ " وذهب موسى حسب وعد الله وتكلم مع فرعون واستطاع اخيرا ً ان يخرج الشعب من مصر . الله وهب لك ولي ولكل مؤمن ٍ به مواعيد عظمى وثمينة لنحيا عليها ونتمسك بها ، مواعيد وعهودا ً كبيرة عظيمة ، منذ صرنا اولاد الله ولنا هذه المواعيد نرتكز عليها . قد يبدو العالم حولك قاتما ً مظلما ً . قد ترتفع الحروب حولك وتحيط بك . قد تعلو الامواج وتلطم سفينة حياتك . قد ترعد السماء وتنهمر السيول . وسط ذلك كله تقف مواعيد الرب لك وعهوده ووعوده اطواق نجاة ، تمسك بها بكلتا يديك ، الق ِ بكل ثقلك عليها ، ضع كل ايمانك فيها ، لا تخف ، لا تهتز ولا تشك . الله وعد وهو يحفظ وعده لك . مواعيد الله العظمى والثمينة قد وهبها لنا بالمجد والفضيلة ، وهبها لنا لنحيا عليها ونعتمد بالكامل عليها لا لنعتبرها حلية ولعبة ً وتحفة . الله يعد ُ ويفي ، الله يقول وينفّذ ، الله يحافظ على كلامه ، اتخذه عونا ً لك ، اجعل مواعيده اسلحة ً تحارب بها الاعداء وتنتصر .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:07 PM | رقم المشاركة : ( 189 ) | ||||
† Admin Woman †
|
363 - الحياة مليئة بالهموم ونواجه متاعب وشدائد فيها ، منذ سقوط آدم والمتاعب تحل بنا ونحاول قدر استطاعتنا ان ننفض عنا تلك الهموم ونلقي بها بعيدا ً ونسعى لكي نتخلص من تلك المتاعب ونرميها من على اكتافنا بعيدا ً لكن البعض منها يظل ممسكا ً بنا او نظل نحن ممسكين به لا نتركه وبعد ان يستقر الهم في القلب او يستوي التعب و الشدة على الكتف تبدأ هموم ٌ اخرى تسقط على الهموم القديمة وتبدأ متاعب جديدة تستقر علينا ، وتتراكم الهموم وتتكاثر وتتزايد المتاعب وتتفاقم وتتضاعف وكلما حاولنا ان ننفض الهموم فشلنا وقد كثرت والمتاعب ايضا ً ثقلت فيهاجمنا اليأس ويغزو حياتنا الفشل وتزداد معيشتنا قسوة ً وشقاء وكثيرٌ من الناس يهربون من ذلك بالهروب من الحياة ، يقتلون انفسهم وينتحرون ، وبعض المهمومين تضغط الهموم على عقولهم فتضيع ويفقدون عقولهم ويجنّون . المؤمن المحروس بعناية الله يواجه الهموم المتراكمة بالايمان بالله والاعتماد عليه ، اذا فشل في نفضها عنه يأتي بها الى الله وانشاء الله رفعها عنه أو رفعه فوقها . قد يمد الله يده ويأخذ عنه اثقاله ويحملها او يضع يده تحت كتفه ويقويه على حملها . المؤمن لا يخشى سقوط الهموم عليه فهناك عند الله له مخرجا ً منها . يقول سليمان الحكيم في سفرالجامعة 11 : 3 " إِذَا امْتَلأَتِ السُّحُبُ مَطَرًا تُرِيقُهُ عَلَى الأَرْضِ ." .
قد لا يريد الله ان يحمل عنك همك ، قد يرى ان لا يرفع عنك ثقلك ، قد يسمح بأن تتساقط الهموم وتتجمع وقد لا يمانع في ان تكبر الاثقال وتتزايد وبعد ذلك يجعل من همومك سلما ً تصعد عليه الى مرتفعات البهجة وبعد ذلك يجعل من اثقالك رافعة ً ترفعك الى اعلى ، الى المجد والرفعة . كلما تكاثرت السحب ، كلما أسود ْ لونها ، كلما ثَقُلَ حملها اراقته مطرا ً . الذرات الثقيلة على عاتق السحب ، الذرات السوداء تسقط مطرا ً وخيرا ً ، تروي الارض ، تغذي الزرع ، تأتي بالزهور والورود والثمار . لا تخشى الهموم ، لا تخشى المتاعب والصعاب ، لا تخشى الغيوم السوداء . في طيات الهموم فرح ، في داخل المتاعب نصرة ، في قلب الغيوم مطر . ما اقرب الله لك وقت الحزن ، هو بجوارك دائما ً وقت الضيق . افحص الهموم والمتاعب التي تسقط في طريقك تجد يد الله تتحرك معها . كل غيم ٍ ينقشع ، كل سواد ٍ يبتعد ، كل هذا يختفي . الشمس الساطعة الدافئة هناك وراء السحب ، المطر الوفير المملوء بالخير دائما ً فوق الغيوم . |
||||
14 - 05 - 2012, 07:07 PM | رقم المشاركة : ( 190 ) | ||||
† Admin Woman †
|
364 - انظر حولك ، هل ترى الطبيعة حولك ؟ لوحة ٌ زاهية رائعة ُ اللون . اسمع الاصوات ، اتسمع معزوفة الطبيعة التي تصدح وتملأ الجو بالالحان ؟ ما اعظم خليقة الله ، ما اروعها " مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ." ( مزمور 104 : 24 ) " لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ . بِنُورِكَ نَرَى نُورًا." ( مزمور 36 : 9 ) . مهما كانت مشاعرك اليوم ، مهما كانت مشاغلك ، مهما كانت افكارك ، اذا نظرت حولك اذا اصغت السمع تدخل السعادة الى قلبك والبهجة ُ الى حياتك . كثيرون يسيرون مغمضي العيون ، مسدودي الاذان ، بؤساء مساكين . الله خلق العالم بفن ٍ وعمل الخلائق بحكمة وانشأ الوجود بجمال ٍ خارق . يقول غوته الشاعر الالماني : ان الطبيعة هي ثوب الله نسجته اصابع الله في منسج الزمن . العالم بشمسه ِ المشرقة ، العالم بنجومه المتألقة ، العالم باقماره اللامعة ، العالم باشجاره الباسقة ، العالم بزهوره الفائحة ، العالم بحدائقه الغنّاء ، العالم بجباله الشاهقة ، العالم ببحوره الممتدة ، العالم بوديانه الغائرة ، العالم هذا بكل ما فيه ، بكل من فيه ، العالم بكل خلائقه هو عالم الله . هذا العالم عالم الله " اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ." ( مزمور 19 : 1 ) . هذا العالم الجميل هو عالم الآب السماوي ، عالم ٌ خلقه الله للانسان ليتمتع به . واذا كانت الخطية والشر قد دخلا العالم وافسداه وجعلاه يُنبت شوكا ً وحسكا ً لكن الخليقة حسب وعد الله " سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ " ( رومية 8 : 21 ) . تفاعل مع الخليقة الجميلة حولك ، ابحث عن خليقة الله التي خلقها لك ، تمتع بها ، اجعلها تعيش داخلك طاهرة ً نقية جيدة ً صالحة جميلة . تعلّم منها ، تناسق معها ، حاكيها وقلّبها . كن رقيقا ً كالنسيم مثمرا ً كالكرمة . كن صافي القلب كالسماء متسع الرحمة كالبحر هادئا ً كالقمر وديعا ً كالطير . تناسق وتجاوب معها ، تعرف الله اكثر ، تحب الله اكثر ، تشكر الله اكثر . تأمل عطاء الوردة تعطي رائحتها لجميع من حولها ، رائحة ً دائمة ، يا لعطاء الله . تأمل عمق البحر ممتلئ دائم بالماء ، ازرق صاف ٍ عميق ، يا لعمق محبة الله . ابحث عن الخليقة حولك ، ابحث في خليقة الله التي ابدعتها يديه . تعلّم من الخليقة ، ذُب فيها تنبع داخلك ينابيع سعادة حية . انظر الى الطبيعة وانبهر بها . انصت اليها وهي تتكلم وتتحدث بصوت عال ٍ . اختبر مجد الله واعرف محبة الله وتعلّم عناية الله .
|
||||
|