12 - 05 - 2012, 07:42 AM | رقم المشاركة : ( 181 ) | ||||
† Admin Woman †
|
القيامة والحياة أنا هو القيامة والحياة. مَنْ آمن بي ولو ماتَ فسيحيا، وكلُّ مَن كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد ( يو 11: 25 ، 26) عبارة «أنا هو .. الحياة» تعني ليس فقط أن الرب يسوع هو مانح الحياة، ولكن، كما شهد عنه يوحنا الحبيب: «فيهِ كانت الحياة» ( يو 1: 4 ). وعبارة «أنا هو القيامة» تعني أنه قادر على إقامة البشر من الأموات. والمسيح لم يُصلِ إلى الآب لكي يُقيم مَنْ أقامهم، نظير إيليا أو أليشع أنبياء الله في العهد القديم. ففي قصة لعازر «صرخ (المسيح) بصوتٍ عظيم: لعازر، هلُمّ خارجًا! فخرج الميت» (ع43، 44). قال واحد من رجال الله: عندما أكون مريضًا، فأنا أحتاج إلى طبيب وليس إلى كتاب طبي، وعندما أتعرض لمشكلة أحتاج إلى محامي وليس إلى كتاب قانوني، وعندما أواجه الموت أحتاج إلى المسيح «القيامة والحياة» وليس إلى كتاب عن الموت وأهواله، أو القبر وعذابه. «أنا هو القيامة والحياة» ـ هذا إعلان المسيح عن نفسه ـ «مَن آمن بي ولو ماتَ فسيحيا، وكلُّ مَن كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد» ـ وهذا وعد منه لكل مَن يؤمن بشخصه. وكما أن الإعلان ثنائي، أيضًا الوعد ثنائي. «أنا هو القيامة» يقابله وعده القائل «مَن آمن بي ولو مات فسيحيا»، أي أنه من ضمن المؤمنين بشخصه، سوف يتعرض البعض للموت الطبيعي، أي انفصال الروح عن الجسد. هؤلاء المؤمنون سيُقيمهم المسيح في مجيئهِ الثاني القريب. «أنا هو .. الحياة» يقابله وعده القائل «كل مَن كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد»، ففي مجيء المسيح الثاني سوف يكون هناك مؤمنون أحياء، هؤلاء لن يموتوا إلى الأبد. هذه الحقيقة المُفرحة يوضحها الرسول بولس في تسالونيكي4: 13- 18 «ثم لا أُريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين .. الراقدون بيسوع سيُحضرهم الله أيضًا معه .. إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين. لأن الرب نفسه .. سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السُحب لمُلاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حينٍ مع الرب». ليت هذه الكلمات تكون سبب تعزية وتشجيع لك لتؤمن بشخص المسيح وبكلامه فتختبر حياة القيامة. . |
||||
12 - 05 - 2012, 07:43 AM | رقم المشاركة : ( 182 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ينبغي الرباعية إن كان أحدٌ لا يُولَد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله ... ينبغي أن تُولدوا من فوق ( يو 3: 5 ، 7) في كل من الآيات يوحنا3: 7، 14، 30؛ 1كورنثوس15: 25 نجد الكلمة «ينبغي»؛ كلمة صغيرة ولكنها لها معنى عظيم وقوي: فالأولى تُشير إلى حاجة الإنسان، وهي صحيحة بالنسبة للبشر عمومًا «ينبغي أن تُولدوا من فوق» ( يو 3: 7 ). قد توجد فوارق كثيرة وعظيمة في الحالات الاجتماعية والأدبية، ولكن إن كان الإنسان متدينًا أو شريرًا كما يقول الناس، فإنه في الحالتين في حاجة ماسة لأن يُولد ثانيةً. وهذه الحقيقة تبقى ثابتة، وهي أنه إن لم يولد الإنسان ثانيةً فليس له الحق في الدخول إلى السماء، لأن الرب يؤكد ذلك بقوله مرة أخرى إنه إذا لم يولد الإنسان من الماء والروح، فإنه لا يستطيع أن يدخل ملكوت الله (ع5). فكلمة الله يجب أن تجد مكانًا في النفس بواسطة قوة الروح القدس حتى يمكن أن يولد الإنسان ثانيةً. وروح الله ليس فقط يبكت الإنسان على الخطية، ولكنه يوجِّه ذلك الإنسان إلى مخلِّص الخطاة، وهذا يقودنا إلى كلمة «ينبغي» الثانية «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 14 ، 15). كخاطئ حياتي خاسرة تالفة، ولذلك فإني أحتاج إلى حياة جديدة، هذا يمكن فقط بواسطة الإيمان بالمخلِّص الوحيد. في ضيقتي وحاجتي الشديدة، يحوِّل الروح القدس عيني إلى الجلجثة، وهناك أرى الرب يسوع بديلي مائتًا من أجل خطاياي، لكي لا أهلك بل تكون لي الحياة الأبدية. وإذ أُولد ثانيةً ويصير يسوع المسيح مخلِّصي، تواجهني «ينبغي» للمرة الثالثة «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص» ( يو 3: 30 ). إنه من امتياز الخادم أن يُعلن المسيح للآخرين كالمخلِّص، ولكن الخادم الحقيقي الأمين يجتهد أيضًا أن يختفي خلف سيده حتى يتمجد المسيح. والآن لنأتِ إلى «ينبغي» الرابعة «لأنه يجب (ينبغي) أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه» ( 1كو 15: 25 ). كم يملأ قلوبنا فرحًا أن نعرف أن الرب يسوع سيأخذ عن قريب مكانه الحقيقي. لمَّا كان هنا على الأرض، قُدِّمَ له صليب، بينما كان يجب أن يُقدَّم له تاج، ولكن كان يجب أن يتألم قبل أن يدخل مجده. والآن قد انتهت كل آلامه وهو ينتظر يوم المجد، حينما يتبوأ مكانه الحقيقي الخاص به، إذ سيجلس على العرش كالملك الذي يملك بالبر. |
||||
12 - 05 - 2012, 07:44 AM | رقم المشاركة : ( 183 ) | ||||
† Admin Woman †
|
قلب جيحزي وقلب نعمان وقال: هوذا قد عرفت أنه ليس إلهٌ في كل الأرض إلا في إسرائيل، والآن فخُذ بَرَكة من عبدك ... وألحَّ عليه أن يأخذ فأبى ( 2مل 5: 15 ، 16) أبى أليشع أن يقبل بَرَكة من يد نعمان، فقد كان يريد أن نعمان يرجع إلى بلاده شاهدًا أن إله إسرائيل لم يأخذ شيئًا إلا برصه، وأن فضته وذهبه لم ينفعاه شيئًا عند ذلك الإله الكريم. لم يكن أليشع ليشوِّه جمال نعمة الله بواسطة أخذه فضة أو ذهب من شخص غريب، أما جيحزي فقد أفسد قصد سيده النبيل لأنه لم يستطع أن يعرف قوة نعمة الله، ولا أمكنه أن يرتفع إلى مستوى أفكار سيده، بل قد مال قلبه وراء الذهب والفضة فقال: «حيٌ هو الرب، إني أجري وراءه وآخذ منه شيئًا»، فلم يستطع أن يقول كسيده: «حيٌ هو الرب الذي أنا واقف أمامه» (ع16، 20)، لأن أليشع كان واقفًا في حضرة الله في جو النعمة، وهذا هو السر في إبائه وترفعه. أما جيحزي فأحب المال لذلك لم يقدِّر قيمة تشويه نعمة الله، وأخذ ثمنًا من نعمان على تطهيره، ونسيَ أنه ليس هو وقت لأخذ فضة وثياب. ويا له من شخص تعيس، فقد نال شهوته ولكنه خرج من لَدُن سيده أبرص كالثلج. وهذا إنذار خطير لمَن يحبون المال، فالذين يريدون أن يأخذوا مال العالم يجب أن يأخذوا أيضًا بَرَص العالم. وما أجمل أن ننتقل من تأملنا في جيحزي وقلبه المملوء بالطمع إلى التأمل في نعمان وقلبه المملوء بالشكر والثناء لإله إسرائيل. فقد انجذب قلب نعمان وراء ذلك الإله الذي سدّ أعوازه بلا فضة ولا ثمن «فقال نعمان: ... لا يقرِّب بعد عبدك مُحرقة ولا ذبيحة لآلهة أخرى بل للرب» (ع17). فقد ترك نعمان بيته أبرص نجسًا، والآن يرجع إليه عابدًا طاهرًا. يا له من تغيير عظيم قد حصل في لحظة من الزمان، هي اللحظة التي فيها خضع نعمان لطريق الله، فكان العمل من الله، وما كان على نعمان إلا أن يخضع ثم يعبد. وإذ ترك نعمان برصه أراد أن يحمل معه مذبحًا ليقدم عليه ذبائح للإله الحي الحقيقي. هذا من جهة النتيجة العملية فيما يختص بالعبادة، وفيما يختص بالسلوك. فمن الواضح أن نعمان قد تغيَّر سلوكه إذ قد نشأت فيه أفكار جديدة وإحساسات جديدة، وابتدأ يشعر شعورًا جديدًا بمسؤولية لم يكن يعرفها من قبل، فقبل تطهيره كانت كل مجهوداته منصرفة إلى الخلاص من البَرَص، أما الآن فقد تحولت تلك المجهودات إلى كيفية السلوك أمام الله الذي طهَّره «فعند سجودي في بيت رمّون يصفح الرب لعبدك عن هذا الأمر» (ع18). |
||||
12 - 05 - 2012, 07:45 AM | رقم المشاركة : ( 184 ) | ||||
† Admin Woman †
|
المرض لأجل مجد الله فلما سمع يسوع، قال: هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به ( يو 11: 4 ) رأى الرب أن مرض لعازر فرصة لإظهار مجد الله لا لإظهار عواطف المحبة الشخصية مهما كانت صادقة وحارة. وتبارك اسمه، فقد كانت محبته لعائلة بيت عنيا صادقة وشديدة، كما نقرأ «وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر»، إلا أن مجد الله كان في نظر الرب المبارك المعبود أولى وأهم من كل اعتبار آخر، فلم تكن للمحبة الشخصية أدنى سلطان عليه، بل كان مجد الله هو الذي يُدير حياته، فمن المذود إلى الصليب، في الموت والحياة، كل كلمة نطق بها وكل عمل قام به، كل سبيل سار فيه، كل خدمة أدّاها، في كل هذا كان قلبه متمسكًا بمجد الله بقصد ثابت وعزم راسخ لم يتحول عنه قط. فإن كان من الحسنى أن نجده صديق في ضيقة، فتمجيد الله أحسن وأفضل. ولنثق بأن عائلة بيت عنيا لم تلحق بها أية خسارة من جرّاء تأخر الرب الذي أفسح المجال لإشراق مجد الله بلمعانه وبهائه. هذا حق يجب أن لا يغرب عن بالنا في تجاربنا وضيقاتنا. هذا حق خطير، متى أدركناه أصبح منبعًا لتعزيات فائضة وبركات جزيلة، ويعيننا على احتمال المرض وتكبد الألم والعبور في الموت والثَكَل والحزن والفقر. ما أهنأنا إذا استطعنا القيام بجانب فراش المرض وهتفنا قائلين: «هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله»، وهذا هو امتياز الإيمان، والمؤمن الحقيقي له أن لا يقف في غرفة المرض فقط، بل عند باب القبر، ويرى أشعة مجد الله تضيء مشاهد المرض والموت. قد يستهزئ الكافر ويسخَر المُلحد من القول: «هذا المرض ليس للموت» فيشرع في الاعتراض والإتيان بالدليل، وإقامة الحُجة أن لعازر قد مات فعلاً. أما الإيمان فلا يحكم حسب الظاهر، بل يأتي إلى الله فيجد حلاً لكل صعوبة وعقدة. وفي هذا سمو في الترفع الأدبي الصحيح وحقيقة حياة الإيمان، فالإيمان يرى الله متعاليًا فوق الظروف، بانيًا حُججه على مَنْ هو الله لا على ما هي الظروف، فالمرض والموت لا يُحسبان شيئًا أمام قوة الله التي تتلاشى الصعاب من سبيلها. قوة الله والإيمان يقولان عن الصعاب كما قال يشوع وكالب لإخوتهم غير المؤمنين: إن سكان الأرض هم طعامنا. |
||||
12 - 05 - 2012, 07:46 AM | رقم المشاركة : ( 185 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أدلة وحي الكتاب المقدس .. تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ( 2بط 1: 21 ) ما أكثر عدد أدلة وحي الكتاب المقدس، وما أكثر تنوعها. فقد كان انتصارًا علميًا باهرًا عندما طبَّق العالِم بيتر جانسون النِسَب المُعطاة لفُلك نوح من 2000 سنة قبل المسيح، على السفن التي تسير في المحيطات، ومنذ ذلك التاريخ وكل سفن المحيط تُبنى طبقًا لهذه النسب العلمية! مَن سوى الله أوحى إلى نوح أن يبني فُلكه بهذه النسب الدقيقة التي لم يكتشفها العِلم إلا منذ 1600 سنة بعد المسيح. أيضًا عجيب سبْق المعرفة في الكتاب كما يُرى في النبوات بميلاد المسيح وحياته وموته وقيامته، قد تناولتها نبوات العهد القديم، ورأينا تحقيقها حرفيًا. المعروف أنه إذا تحقق حَدَث أو تخمين واحد يكون من حُسن الحظ، وإذا تحقق اثنان أو ثلاثة يكون أمرًا جديرًا بالاعتبار، لكن ماذا نقول عن تحقيق مئات النبوات حرفيًا؟ فعلى سبيل المثال في ميخا5: 2 عن ميلاد المسيح في مدينة بيت لحم. كما نقرأ عن ولادته من عذراء في إشعياء7: 14، وعن بنوته الأزلية ولاهوته في مزمور2: 7؛ 110: 1؛ إش9: 6، وعن آلامه وموته في مزمور22؛ 69؛ 102؛ إش50؛ 53، وعن قيامته في مزمور16: 10. وأخيرًا، فالكتاب المقدس له تأثير فوق الطبيعة على الإنسان، ونستطيع أن نلمس ذلك في عصر الإمبراطورية الرومانية الذي اشتهر بالوحشية والبطش، فماذا سوى التأثير المعجزي الذي كان يجذب أُناسًا بالآلاف في تلك الأيام إلى المصلوب، ويجعلهم في صلابة وإصرار يواجهون وسائل الموت المرعبة بهتاف الانتصار؟ ولقد جذب رجالاً ونساء بالآلاف بعيدًا عن المؤثرات العالمية، ليضحّون بالمركز والثروة من أجل المسيح؟ هذا قليل من كثير مما يتصف به كتابنا المقدس ـ كتاب الله. فهل تريد أن تعرف الحق، فتش عنه في هذا الكتاب. وتعلَّم منه. قال رجل الله داربي: ”إن لي إيمانًا عميقًا ثابتًا في الكتاب المقدس، بواسطته تجددت واستنرت ونلت الحياة والخلاص. لقد حصلت بواسطته على معرفة الله. والتعبد أمام كمالات الرب يسوع المخلَّص الوحيد، ومنه حصلت على الفرح والقوة والتعزية لنفسي“. |
||||
12 - 05 - 2012, 07:50 AM | رقم المشاركة : ( 186 ) | ||||
† Admin Woman †
|
خدَّاه كخميلة الطيب حبيبي ... خدَّاه كخميلة الطيب وأتلام رياحين ذكية ( نش 5: 10 - 13) إن الأعداد التي تُشير إلى ضرب سيدنا وربنا يسوع على خده، تُرينا أن خدَّي العريس يرسمان أمامنا صورة رمزية لاتضاعه بالنعمة، هذا الاتضاع الذي عرَّضه إلى قسوة الإنسان واحتقاره له. لقد تنازل ـ له المجد ـ إلى الحد الذي جعله عُرضه لاستهزاء البشر واحتقارهم له «بذلت ظهري للضاربين، وخدَّيَّ للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق» ( إش 50: 6 ). وفي ميخا5 نقرأ عنه ـ له المجد ـ بأن «مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل» (ع2)، فقد أتى من مجده الإلهي الأزلي ليُولد كطفل في بيت لحم أفراته. ويا له من تنازل عجيب! ثم من جهة المستقبل فإنه «يقف ويرعى (قطيعه) بقدرة الرب، بعظمة اسم الرب إلهه» (ع4)، وهذا هو جلاله المَلكي في الدهر الآتي. ولكنه بين ”أيام الأزل“ في الماضي، وجلاله الملكي في الزمن الألفي العتيد، قد تنازل بنعمة غنية، وصار قريبًا من البشر حتى تجاسر الإنسان الحقير على لطمه وضربه على خدِّه «يضربون قاضي إسرائيل بقضيبٍ على خدِّه» (ع1). أوَلم تتم هذه النبوة حرفيًا؟ نعم، فإن خدّيه الطاهرتين اللذين كثيرًا ما بللتهما دموع العطف والشفقة؛ دموع الحنان والمحبة، قد لُطما فعلاً، كما غطتهما قُبلات يهوذا الغاشة ( مت 26: 67 ؛ مر14: 65؛ لو22: 64؛ يو8: 22). ويا له من جمال فاتن تراه عين الإيمان في ربنا المبارك. نعم، إن اتضاعه في حياته وفي موته فوق الصليب، الذي جعله مُهانًا ومرذولاً من الناس، يُرى في عيون قديسيه ومُحبيه في جمال فائق «فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة (أي هو كريم)» ( 1بط 2: 7 ). وإن كان المسيح مُمجدًا الآن في الأعالي، ولكنه لا يزال إلى الآن في زمان رفضه من هذا العالم، فالبشر على أتم استعداد أن يلطموه اليوم كما في الماضي، ومن بين هؤلاء كثيرون ممن يُسّمون باسم المسيح، إذ ما أكثر المُلحدين الذين ينكرون مجد أقنومه الإلهي والأزلي، ولا يؤمنون بقيمة عمله الفدائي ولا بوحي كلمته! أَليست هذه بمثابة لطمات على خدَّيه؟ إنه لا يزال مجروحًا في بيت مَنْ يدَّعون أنهم أحباؤه، ولكن يا له من امتياز لأولئك الذين أدركوا قيمته التي تفوق التقدير، أن تكون لهم شركة معه في آلامه وهوانه! |
||||
12 - 05 - 2012, 07:51 AM | رقم المشاركة : ( 187 ) | ||||
† Admin Woman †
|
لماذا لا نهتم؟ (2)لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها ( مت 6: 32 ) تأملنا في الأسبوع الماضي في بعض أسباب عدم الاهتمام، ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذه الأسباب، فنقول: خامسًا: لا إيمان في الاهتمام. هنا يضع الرب أصبعه تمامًا على موضع العِلة، يوضح أن هذا الاهتمام يشتمل في طياته على قلة الإيمان وعلى عنصر الشك في أمانة الله، أو في صلاحه أو في قدرته، أو فيها جميعًا. فيقول في متى6: 30 «فإن كان عُشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرح غدًا في التنور، يُلبِسهُ الله هكذا، أَ فليس بالحري جدًا يُلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟» أَ ليس عجيبًا أن المؤمن الذي وضع ثقته في الله في أمر خلاصه الأبدي، يعود فيشك في الله في مسألة أعوازه الزمنية أو اليومية؟ نعم أكرر قائلاً: أَ ليس هذا أمرًا غريبًا حقًا؟! سادسًا: وثنية الاهتمام. فيقول في متى6: 32 «فإن هذه كلها تطلبها الأمم». ونحن نعرف أن الأمم بلا إله وبدون المسيح وبلا رجاء ( أف 2: 12 )، وكما حذرنا الرسول بولس من أن نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم ( 1تس 4: 13 )، فإن المسيح هنا يحذرنا أن نقلق كالأمم الذين لا إله ولا مسيح لهم. فالأمم الذين لا يعرفون الله ليس لديهم سوى هذه المسائل يسعون إليها، أما المؤمن فإنه مثل سيده الذي قال مرة: «أنا لي طعامٌ لآكل لستم تعرفونه ... طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله» ( يو 4: 32 ، 34). سابعًا: عدم لياقة الاهتمام. إذ يقول الرب «لأن أباكم ... يعلَم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها» ( مت 6: 32 ). أَ ليست هي كلمات عظيمة تملأ النفس بالثقة والرجاء «إن أباكم يعلم». مَن هو الله بالنسبة لنا؟ إنه الآب المحب الحكيم. هناك أبيات شعرية بالإنجليزية تُترجم كالآتي: قال عصفور لزميله: لماذا نجد البشر دائمًا قلقين؟ أجابه زميله: يبدو أنه ليس لهم أب حنون يعتني بهم كما يعتني بنا! مع أن العكس هو الصحيح، فعندما تحدَّث الرب عن الطيور، لم يَقُل: أبوها السماوي، بل «أبوكم السماوي يقوتها». فهو ليس أبا الطيور لكنه أبونا. ويا له من امتياز أن يصبح الله أبانا. نعم، إنه لأجلنا، وليس لأجل الطيور أرسل الله ابنه الحبيب، وبذله على الصليب، لكي لا نهلك بل تكون لنا الحياة الأبدية. |
||||
12 - 05 - 2012, 07:52 AM | رقم المشاركة : ( 188 ) | ||||
† Admin Woman †
|
إلى المنفردين أشبهت قوق البرية. صرت مثل بومة الخِرَب. سهدت وصرتُ كعصفورٍ منفردٍ على السطح ( مز 102: 6 ، 7) أيها القارئ العزيز: هل أنت منفرد ليس مَن يرثي لك أو يسندك؟ هل نضب أمامك كل مَعين بشري؟ أقول لك الآن: تشجع، أمامك رجاء أيها المسكين المنفرد، فقط لو كنت تصغي. ها صدى وعد قيل منذ أيام القِدَم «الله مُسكِّن المتوحدين في بيتٍ (أي عائلة)» ( مز 68: 6 ). هذه هي رسالتي إليك فدعها تستقر في أعماق قلبك. ولكن يجب أن تعرف أن يسوع المسيح الذي يمكن أن نسميه بحق ”المنفرد الأعظم“ قد اختبر الحقيقة المُرَّة الموصوفة في مزمور102: 6، 7. لقد انفرد الرب يسوع على الصليب لما شرب كأس غضب الله المُرَّة. لقد صرخ ولم يجد قلبًا واحدًا يردد صدى صراخه. لقد اختبر رب المجد وحشة الجلجثة. صار مثل قوق البرية أو بومة الخِرَب، وكعصفورٍ منفردٍ على السطح، ولقد صُلب كما من ضعف. ثُقبت يداه ورجلاه وكُلِّل رأسه بإكليلٍ من شوك، وعلى وجهه الجليل جرت بصقات الاستهزاء والاحتقار. وكانت السماء من فوقه كالنحاس. لقد تُرك من الله. تأمل أيها القارئ العزيز، ابن الله مائتًا من أجل خطايانا، هناك في جوف الظلمة الدامسة، ليوفي حق العدالة نيابةً عن البشر. أيها القارئ المنفرد المستوحش، ارفع بصرك نحو الصليب، فيسوع المسيح هو صديقك الحبيب. أخبره بآلامك. فرِّغ قلبك وما فيه من همّ لديه. نعم هو الآن في السماء لكن المجد لم يغيِّر فيه شيئًا. وكما كان بالأمس لما وطأت قدماه هذه الأرض، هكذا هو أيضًا الآن وهو على عرش أبيه في السماء. هو يُجيبك، ولكن قبل كل شيء يجب أن تعرف يسوع المسيح كمخلِّصك. إن كنت تستمع الآن لدعوته فإنك سترى كم هو سهل أن تعالج مشكلة خطاياك، ويا لسعادتك إذ تستطيع أن تقول: ”لي سلام مع الله بربنا يسوع المسيح“. وإذ تسوى هذه المسألة، تجد لنفسك عائلة عظيمة. ونحن نقرأ في إنجيل يوحنا: «وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله» ( يو 1: 12 ). فإن آمنت بالرب يسوع المسيح تصبح من الآن فصاعدًا أحد أفراد بيت الإيمان «أهل بيت الله» ( أف 2: 19 ) ولن تشعر بالوحدة فيما بعد. |
||||
12 - 05 - 2012, 07:53 AM | رقم المشاركة : ( 189 ) | ||||
† Admin Woman †
|
إنسانٌ به روحٌ نجسٌ! ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسانٌ به روحٌ نجس، كان مسكنه في القبور، ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل ( مر 5: 2 ، 3) في حادثة الإنسان الذي به روح نجس، نرى صورة حية لتعاسة الإنسان تحت سلطان إبليس. نجد إنسانًا «كان مسكنه في القبور» وهذا يذكّرنا دائمًا بأن الموت يُخيِّم بظله على هذا العالم الذي نعيش فيه. فكل قوة إبليس موجهة لكي تقود الناس إلى الموت «السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويُهلك» ( يو 10: 10 ). فهو يبذل كل اجتهاد لكي يسرق منا كل بركة روحية ولكي يقتل الجسد ويُهلك النفس ( مر 5: 1 - 5). ثانيًا: تُرينا هذه الحادثة عجز الإنسان الكامل عن أن يخلِّص نفسه أو الآخرين من قوة إبليس. فلقد فشلت كل المحاولات التي بُذلت لترويض هذا الرجل المسكين. وهكذا في يومنا الحاضر فشلت كل القوانين الأرضية في الحد من الشر والعنف والفساد المتفشي في العالم. ثالثًا: نتعلم من هذه الحادثة أنه بالرغم من عجزنا وفسادنا التام، إلا أننا نجد في شخص المسيح النعمة والقوة القادرة على أن تخلِّصنا من سلطان إبليس. لقد كان الروح النجس متمكنًا من ذلك الرجل المسكين، فكان جسده مسكنًا وأداة للشيطان يعمل ويتكلم من خلاله. ولكن الشياطين كان لا بد لها أن تنحني في حضرة ذاك الذي يعرفون تمامًا أنه ابن الله، والذي يملك كل السلطان لأن يُحدر بهم إلى الهلاك الذي يستحقونه. قد يجهل الناس مجد وسلطان المسيح، ولكن الشياطين تعرفه، وإذ عرفوا أنهم لا بد أن يخرجوا بكلمة المسيح، طلبوا منه أن يرسلهم إلى الخنازير، فأذِنَ لهم، وفي الحال ظهرت القوة المدمرة التي لهذه الأرواح. وهكذا اندفع القطيع للتو من على الجرف إلى البحر وهلك ( مر 5: 6 - 11). رابعًا: نتعلم من هذه الحادثة أنه بالرغم من أن قوة الشيطان مُذلة للبشر، إلا أن وجود الله لم يكن مُحتملاً بالنسبة لهم، مع أنه كان بينهم وعنده كل القوة والنعمة والرغبة في أن يخلِّص ( مر 5: 14 ). وإذ خرج أهل المدينة «ليروا ما جرى» واجهوا في الحال دلائل نعمة المسيح وقوته إذ نظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون «جالسًا ولابسًا وعاقلاً»؛ صورة جميلة للنفس التي تحررت من سلطان إبليس وأتت لتستريح عند قدمي المسيح، ليست في حالة العري الذي يوجب الدينونة، ولكن لابسة ومتبررة أمام الله، مكتسية بالمسيح كبرّها، وفي حالة التعبد، بعد أن تصالحت مع الله، وانتفى كل أثر للعداوة. هل تمتعت، عزيزي القارئ، بهذا الخلاص العظيم؟ |
||||
12 - 05 - 2012, 07:55 AM | رقم المشاركة : ( 190 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أرخبس .. عاثر مدعو للإكمال أرخبس المتجند معنا ( فل 1: 2 ) وقولوا لأرخبس: انظر إلى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها ( كو 4: 17 ) يقول عنه بولس أولاً: «أَرخبس المتجند معنا»( فل 1: 2)، ويا له من لقب شريف! فالرسول بولس هنا يراه جنديًا صالحًا ليسوع المسيح، متأهبًا لحمل السلاح، مستعدًا لتحمل المشقات، ليتمم مقاصد قائده الأعلى، السيد المبارك. ومن مدحه في مُستهل رسالة رقيقة مُفعمة بكلمات المدح كرسالة فليمون، نستطيع أن نستنتج أنه كان كذلك بالفعل، ولزمان ليس بقليل. والأرجح أن أرخبس كان شابًا صغيرًا، وأنه كان ابن فليمون. ولكن، من أسف، أن ذاك الذي كان يومًا من أمثال واحد كبولس، الذي لم تكن نفسه ثمينة عنده حتى يتمم بفرح سعيه، نسمع رنة الأسى في صوت بولس نفسه وهو يقول عنه: «قولوا لأرخبُّس: انظر إلى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها» ( كو 4: 17 ). وليس لدينا ما يكفي لاستنتاج الأسباب التي أدَّت إلى نكوصه وتقاعسه عن خدمته. فربما أنه فشل من قلة نتائج، أو أُحبط من مُفشلات خارجية، أو ضُرب بالشعور بالنقص وعدم الكفاية، أو رأى الخدمة صغيرة، أو سمع كلامًا ثبَّط من عزيمته .. تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة، هي التوقف عن الخدمة. فإن كنت أنا أو أنت «أرخبُّس» اليوم، وبغضّ النظر عن الأسباب، فلنسمع همس السيد، الذي وإن كان مُعاتبًا لكنه داعيًا بنغمة التشجيع، وكأنه يقول: ”أَ لم تأخذ الخدمة مني؟ فلماذا تقاعست؟! أَ ليست الخدمة عظيمة بعظمة مَنْ أعطاك إياها؟! أم أن الخدمة في متطلباتها أعظم ممّن أعطاها؟! أَلعل كلام الناس، أو قلة الثمار، أو كثرة التعب، أو أي شيء آخر، أعظم من خدمة أعطيتها أنا لك؟! هيا انظر إلى الخدمة التي أعطيتك. وهيا قُم بعزم الرجال لتتمم ما قبلت مني يومًا“. والآن، وإن كنا لا نعلم ردّ فعل أرخبُّس، لكني أصلي أن يقوم كل أرخبُّس في الحاضر ليتمم الخدمة التي أخذها من الرب، صغرت أو كبرت. عزيزي .. هل فشلت في خدمتك يومًا؟ هل فررت يومًا هاربًا من أتعاب، مذعورًا من ضيقات؟ هيا إذًا إلى ذاك الفخاري الأعظم. اقضِ معه الوقت في الخفاء، وادعه ليعمل في حياتك بطرق عجيبة. لا تستعجله، بل انتظره ليُظهر فيك كل حنكته وعظمته. واستمتع بيد الفنان تعمل فيك، وإن آلمتك. |
||||