15 - 09 - 2017, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 18961 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تتعدّى الوصية وصايا الله في كلمته، الكتاب المقدس، هي لصالح الإنسان. فالله، الذي خلق الإنسان، هو أولى من يعرف ما يفيده وما يضره. لذا فطاعة الوصاية بصفة عامة ضرورية، وتزيد أهميتها فيما يخصّ بند المتعة. تعدّى شمشون وصية تبدو بسيطة بألا يرتبط بأجنبية لئلا تميل قلبه إلى الآلهة الغريبة وممارساتها الوثنية. لقد كان كل ما يعنيه هو متعته : «لأَنَّهَا حَسُنَتْ فِي عَيْنَيَّ» (قضاة14: 3). كانت النتيجة المؤسفة أن تحوَّلت هذه المتعة إلى فخٍّ أَسَره، فأصبح يتنقل من واحدة إلى واحدة، وأصبح على استعداد للتضحية بأغلى ما في حياته، سرّ قوته، وإذ فعل ذلك خسر كل شيء: قوته، وعينيه، وكرامته، بل وحياته. لنفحص إذًا متعتنا، هل تتعارض مع وصايا الكتاب؟ * |
||||
15 - 09 - 2017, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 18962 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تتعدى حقوق الغير نِصفَ الوصايا على الأقل تتعامل مع حقوق الغير. فعندما يقول « لاَ تَسْرِقْ » فهو يمنعك من التعدي على ملكية الغير، وليس بأخذها فقط بل أيضًا بالقول « لاَ تَشْتَهِ ». أنها تقدس حياة الغير بكلمة « لاَ تَقْتُلْ »، وكرامة الغير بألا «تشهد على قريبك بالزور». أما في العهد الجديد فالمستوى أعلى؛ إنه يوصينا أن نعطي الغير ونحبهم ونضيفهم ولا نسيء إليهم ولا أدنى إساءة. ملك شرير اسمه آخأب : (1ملوك21) يملك الكثير، وله جار بسيط اسمه نابوت اليزرعيلي يملك حقل عنب لا يُقارَن بممتلكات آخاب. نفاجأ بأن متعة آخاب كانت أن يمتلك حقل نابوت متعدَيًا حقوق نابوت. وفي سبيل ذلك ارتكب فظائع وصلت لحد القتل. لقد حقَّق متعته، لكنه لم يهنأ بها إلا القليل جدًا. اسمع ما قيل له عن فم الرب: «هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضًا؟... فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلاَبُ دَمَكَ... قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ شَرًّا، وَأُبِيدُ نَسْلَكَ... لأَجْلِ الإِغَاظَةِ الَّتِي أَغَظْتَنِي، وَلِجَعْلِكَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ». لنتأكد أن متعتنا لا تقوم على اغتصاب حق الآخر، أو أهانته والتقليل من شأنه، ولا إزعاجه ومضايقته أو أذيته هو أو ممتلكاته. * |
||||
15 - 09 - 2017, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 18963 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تُستعبد قد تتحول المتعة إلى عبودية، حتى إن كانت متعة بريئة في حد ذاتها؛ فهناك من أفرط في الطعام إلى حد التخمة بل والموت، وهناك من زاد في الألعاب الإلكترونية أو الإنترنت إلى حد الإدمان. إن تحوَّلت المتعة إلى رغبة محمومة لا أستطيع مقاومتها ولا يمكنني أن أقول لها “لا” فقد أصبحت عبودية. وإن صارت تتحكم في مواعيدي وعاداتي وعلاقاتي وكلماتي وأفكاري وأحلامي..، فقد أصبحت سلسلة تربطني، والسلسلة مهما كان طولها هي عبودية. لقد دفع المسيح ثمنًا كريمًا ليحرِّرك؛ فلماذا تبقى في عبودية؟! انهض وانفض أي سلاسل عنك؟ عندما يجتمع الكل المشكلة أن العوامل الأربعة السابقة لا تأتي فرادى، بل كثيرًا تأتي مجتمعة. في خطية داود الشهيرة مثلٌ لذلك. فهو لم يلتفت إلى الوصية الصريحة : «لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ»، فكان أن تعدي الوصية : «لا تزن» وسقط في عصيان الوصية «لا تقتل»!! ثم إنه انشغل عن هدف الحياة. أليس هو ملك الشعب المسؤول عنه في السلم والحرب؟! فما بالنا نجده نائمًا إلى منتصف النهار في قصره والجيش يحارب حروب الرب؟! وعن انتهاكه لحقوق غيره فالحديث يطول. لقد تعدى حقَّ أوريا الحثي في امرأته، بل تعدى حقه في الحياة ذاتها!! أخيرًا وليس آخرًا، رغبته المحمومة استعبدته ونفت كل منطق من عقله، فلم يسمع لقول عبيده أن بثشبع زوجة رجل، ولا أفاقته أخبار الحرب، ولا موقف أوريا الشريف. علينا إذَا أن نلتفت إلى متعتنا ونختبرها في ضوء المعايير المذكورة. فالله يريد متعتنا، لكنه لا يريد لها أن تطوَّح بنا بعيدًا عنه ولا أن تسقطنا في شرور لا قِبَلَ لنا بها. أخيرًا أِترك معك ما قيل عن موسى: «بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ» (عبرانيين11: 24-26). وهنيئًا لمن كان هذا مبدأه. |
||||
15 - 09 - 2017, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 18964 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
4(لا)
4 .... لا قيل عن الله إنه : «يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ» (1تيموثاوس6: 17)، وإنه «يَفْعَلُ خَيْرًا... يَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا» (أعمال14: 17). فالله إذًا ليس ضد أن نتمتَّع، بل بالعكس هو يعمل على ذلك، وعلاقتنا به هي قمة المتعة. لكنه كأب حكيم لا يتركنا للمتعة لتتحكم في حياتنا وتصبح هي الحياة. لذا يضع لها حدودًا وضوابط. لم يقبَل آباؤنا أن يتركونا “نتمتع” بإشعال أعواد الثقاب (الكبريت)، ولا رضوا في أعمارنا الصغيرة أن يتركوننا نقود سيارة العائلة. لم يكن ذلك كُرهًا بل حبًّا؛ فهم يعلمون ضرر المتعة الأولى وضرورة تأجيل الثانية. ودعني أشاركك بأربعة من الضوابط، أو أربعة “لا” التي يمكننا أن نستنتجها من كلمة الله بها يمكن أن نحكم على ما يسرنا هل هو صحيح أم لا ؟! * -1- لا تتعدّى الوصية وصايا الله في كلمته، الكتاب المقدس، هي لصالح الإنسان. فالله، الذي خلق الإنسان، هو أولى من يعرف ما يفيده وما يضره. لذا فطاعة الوصاية بصفة عامة ضرورية، وتزيد أهميتها فيما يخصّ بند المتعة. تعدّى شمشون وصية تبدو بسيطة بألا يرتبط بأجنبية لئلا تميل قلبه إلى الآلهة الغريبة وممارساتها الوثنية. لقد كان كل ما يعنيه هو متعته : «لأَنَّهَا حَسُنَتْ فِي عَيْنَيَّ» (قضاة14: 3). كانت النتيجة المؤسفة أن تحوَّلت هذه المتعة إلى فخٍّ أَسَره، فأصبح يتنقل من واحدة إلى واحدة، وأصبح على استعداد للتضحية بأغلى ما في حياته، سرّ قوته، وإذ فعل ذلك خسر كل شيء: قوته، وعينيه، وكرامته، بل وحياته. لنفحص إذًا متعتنا، هل تتعارض مع وصايا الكتاب؟ * -2- لا تعوق الهدف لم يخلق الله الإنسان باطلاً : بِكُلِّ مَنْ دُعِيَ بِاسْمِي وَلِمَجْدِي خَلَقْتُهُ وَجَبَلْتُهُ وَصَنَعْتُهُ. (إشعياء43: 7) بل لكل إنسان هدف من حياته، عليه أن يعرفه وينشد : «أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ» (فيلبي3: 14). وبقدر ما بلغ هذا الهدف من السمو كان للحياة معنى، يجعلنا نطرح كل شيء في سبيله. هكذا عاش بولس صاحب هذه الأنشودة. وكان لجدعون هدف هام أن ينقذ شعبه من الحصار، فمن يذهب معه من رجال الحرب؟! لذا علَّمه الله طريقة يختار بها معاونوه؛ بأن يأخذهم عند مصدر للمياه (وكم هي ممتعة ومنعشة) وأمره أن يترك كل واحد يشرب بطريقته. من شَرِبَ بالطريقة الأسرع فهو المُهيَّأ لتحقيق الهدف، أولئك الذين لا يتعوقون من أجل متعهم، بل يأخذون كفايتهم سريعًا ليواصلوا طريقهم “نحو الهدف”. إن حياتنا أثمن من أن نصرفها في مجرد متع لا تحقِّق شيئًا في النهاية. حياتنا، بإمكانياتها العظيمة التي وهبنا الله إياها، تستحق أن تُعاش من أجل هدف عظيم يتناسب مع قيمة هذه الحياة في نظر الله. فهل عرفت هدف حياتك؟! إن كان لا؛ فابحث عنه جاهدًا! ولا ترضَ إلا بهدف عظيم يبقى تأثيره وقيمته أبدًا. اطلب من الله أن يكشف لك عن هدف الحياة. وإن كنت قد وجدته، فلا تدَع متع الحياة تمنعك منه. * -3- لا تتعدى حقوق الغير نِصفَ الوصايا على الأقل تتعامل مع حقوق الغير. فعندما يقول « لاَ تَسْرِقْ » فهو يمنعك من التعدي على ملكية الغير، وليس بأخذها فقط بل أيضًا بالقول « لاَ تَشْتَهِ ». أنها تقدس حياة الغير بكلمة « لاَ تَقْتُلْ »، وكرامة الغير بألا «تشهد على قريبك بالزور». أما في العهد الجديد فالمستوى أعلى؛ إنه يوصينا أن نعطي الغير ونحبهم ونضيفهم ولا نسيء إليهم ولا أدنى إساءة. ملك شرير اسمه آخأب : (1ملوك21) يملك الكثير، وله جار بسيط اسمه نابوت اليزرعيلي يملك حقل عنب لا يُقارَن بممتلكات آخاب. نفاجأ بأن متعة آخاب كانت أن يمتلك حقل نابوت متعدَيًا حقوق نابوت. وفي سبيل ذلك ارتكب فظائع وصلت لحد القتل. لقد حقَّق متعته، لكنه لم يهنأ بها إلا القليل جدًا. اسمع ما قيل له عن فم الرب: «هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضًا؟... فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلاَبُ دَمَكَ... قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ شَرًّا، وَأُبِيدُ نَسْلَكَ... لأَجْلِ الإِغَاظَةِ الَّتِي أَغَظْتَنِي، وَلِجَعْلِكَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ». لنتأكد أن متعتنا لا تقوم على اغتصاب حق الآخر، أو أهانته والتقليل من شأنه، ولا إزعاجه ومضايقته أو أذيته هو أو ممتلكاته. * -4- لا تُستعبد قد تتحول المتعة إلى عبودية، حتى إن كانت متعة بريئة في حد ذاتها؛ فهناك من أفرط في الطعام إلى حد التخمة بل والموت، وهناك من زاد في الألعاب الإلكترونية أو الإنترنت إلى حد الإدمان. إن تحوَّلت المتعة إلى رغبة محمومة لا أستطيع مقاومتها ولا يمكنني أن أقول لها “لا” فقد أصبحت عبودية. وإن صارت تتحكم في مواعيدي وعاداتي وعلاقاتي وكلماتي وأفكاري وأحلامي..، فقد أصبحت سلسلة تربطني، والسلسلة مهما كان طولها هي عبودية. لقد دفع المسيح ثمنًا كريمًا ليحرِّرك؛ فلماذا تبقى في عبودية؟! انهض وانفض أي سلاسل عنك؟ عندما يجتمع الكل المشكلة أن العوامل الأربعة السابقة لا تأتي فرادى، بل كثيرًا تأتي مجتمعة. في خطية داود الشهيرة مثلٌ لذلك. فهو لم يلتفت إلى الوصية الصريحة : «لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ»، فكان أن تعدي الوصية : «لا تزن» وسقط في عصيان الوصية «لا تقتل»!! ثم إنه انشغل عن هدف الحياة. أليس هو ملك الشعب المسؤول عنه في السلم والحرب؟! فما بالنا نجده نائمًا إلى منتصف النهار في قصره والجيش يحارب حروب الرب؟! وعن انتهاكه لحقوق غيره فالحديث يطول. لقد تعدى حقَّ أوريا الحثي في امرأته، بل تعدى حقه في الحياة ذاتها!! أخيرًا وليس آخرًا، رغبته المحمومة استعبدته ونفت كل منطق من عقله، فلم يسمع لقول عبيده أن بثشبع زوجة رجل، ولا أفاقته أخبار الحرب، ولا موقف أوريا الشريف. علينا إذَا أن نلتفت إلى متعتنا ونختبرها في ضوء المعايير المذكورة. فالله يريد متعتنا، لكنه لا يريد لها أن تطوَّح بنا بعيدًا عنه ولا أن تسقطنا في شرور لا قِبَلَ لنا بها. أخيرًا أِترك معك ما قيل عن موسى: «بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ» (عبرانيين11: 24-26). وهنيئًا لمن كان هذا مبدأه. * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
17 - 09 - 2017, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 18965 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قنية الحكمة كم هي خير من الذهب، وقنية الفهم تختار على الفضة. أمثال 16:16 ما هي أعظم الكنوز في الدنيا ؟ إنها بالتأكيد ليست الذهب و لا الفضة. الحكمة هي الكنز الذي لا يقدر بثمن . فهي تجعلنا نفهم ما هو ثمين و تجعلنا نفهم الحقيقة و ما هو الشيء الذي يستحق قلبنا و ما هو الذي لا يستحق . أبي السماوي و إله الدهور و المعطي كل شيء صالح و كل هدية قيمة. من فضلك باركني بالحكمة المقدسة و العملية لكي أعرف أكثر كيف أنك باركتني و بهذا استطيع أن أكون بركة لمن حولي . باسم يسوع . آمين . |
||||
17 - 09 - 2017, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 18966 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني مزامير 4:23 الموت هو أسوأ شيء في عالمنا هذا. لا نحب أن نفكر فيه و لا أن نتكلم عنه. ولكنه حقيقة لا يمكن إنكارها. نفقد أصدقائنا و أقاربنا بسبب الموت. و نحن أيضا سنواجه الموت يوما ما إلا لو قامت القيامة قبل أن نموت. اذن ما هو الضمان لمواجهة الموت؟ انه راعينا! فهو سوف يقودنا و يرشدنا و يحمينا و يريحنا في رحلتنا. و نحن كمسيحيين فنحن نثق في هذا الوعد لأننا نعرف أن يسوع هو راعينا الصالح. و لقد سار في هذا الطريق قبلنا ليؤكد لنا أن المشي في وادي ظل الموت لا ينتهي بالموت بل بالنصرة. أبي السماوي و راعيّ و مخلصي اشكرك لأني لن أواجه الموت وحدي . اسمع دائما لإرشادك و صوتك الذي يقودني في وادي ظل الموت و يجعلني أقف في محضرك الممجد و المقدس بفرح. باسم يسوع أصلي بثقة. آمين. |
||||
17 - 09 - 2017, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 18967 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لو هناك زانية مشهورة ومعروفة دخلت اجتماع صلاة، أو حضرت القداس الإلهي وطلبت أن تتناول على اساس انها تائبة، هل أحد سيصدقها ويعترف بتوبتها وهل يجوز فعلاً انها تتناول وهي مسيحية في الأساس لكنها عاشت في الزنا أكتر من 10 سنوات؟
__________________ في الحقيقة الكلام من فوق المنابر ما أسهله وما أروعه، لكن ما اصعب التنفيذ والتطبيق الواقعي العملي للأمور، لأن ما اسهل أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال. + فمن فوق المنابر وحسب العظات الإجابة طبعاً نعم، لأن من حقها تتوب وتتناول والمسيح الرب أتى ليخلص كل نفس تعود إليه وتطلبه من قلبها - دية الإجابة النموذجية المحفوظة. + لكن على مستوى الواقع العملي مين يصدق زانية معروفة ومشهورة ستشوة سمعة الكنيسة في وسائل الإعلام وفي كل مكان يُذكر فيه ان الزانية الفلانية دخلت الكنيسة واشتركت في الصلاة والخدام قبلوها وسطهم وكاهن ناولها - إيه يكون شكل هؤلاء سوى انهم سيتهمون بقبول الزنا، والكنيسة اشتركت في هذا الفعل وتحلله... فممكن تلاقي أنه ابتداء من الغفير لغاية أكبر واحد في الكنيسة سيقوموا بطرد سريع فوري لئلا تتشوه سمعة الكنيسة وتبقى محل التركيز الإعلامي وهياج الناس وحربهم ضد الكاهن والخدام في كل مكان، حتى في الكنائس الأخرى. لكن في الواقع المسيحي الأصيل، كل من يفعل هذا فقد طرد المسيح الرب شخصياً الذي اتى ليُخلِّص ما قد هلك، فالكنيسة مستشفى الله التي يتواجد فيها الأعمى والأعرج والكسيح والأخرس.. الخ، بمعنى أنها مكان خاص للمرضى والأموات بالخطايا والذنوب، لأنها تُقدِّم العناية الفائقة بروح الحياة في المسيح يسوع لهؤلاء جميعاً بلا استثناء، بل وعلى استعداد أن تتحمل وزرهم وتُتهم بنفس التهمه الموجهة إليهم، ل وعلى استعداد أن تموت لأجلهم بكل رحابة صدر وشكر، لأن المسيح الرب لم يخجل من أن يُجالس العشارين والخطاة، بل وترك الزانية ان تغسل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها، وقد اتهم من الناس أنه خاطي ويجالس العشارين والخطاة، وفي النهاية قدم نفسه ذبيحة كفارة عنهم وعن العالم كله. فمن يخدم قد باع نفسه للمسيح الرب ووضع كرامته تحت حذائه، مستعد ان يُتهم بابشع التهم بل ويموت ايضاً من أجل أن يعود خاطي وحد لراعي النفوس واسقفها شخص المسيح الرب المحب للعشارين والخطاة، المبرر الزناه وقابل توبة الزواني ببساطة وسهولة، وهو الذي استمع للذي رفع عينيه قائلاً: اللهم ارحمني انا الخاطي. وعموماً من ينسى نفسه ولا يدرك كم كان خاطئاً ورحمه الله حسب كثير رحمته وأعطاه نعمة ودعاه لخدمته، فهو الذي يتكبر وينتفخ ويظن أنه بار في عين نفسه فيرفض بكل عجرفة توبة غيره، ونسى أن ليس له سلطان ان يمنع أحد أو يحجب نعمة الله عن إنسان قال أنا تائب، فشدة ودينونة لتلك النفس التي تحاسب غيرها على خطاياها وتبرر نفسها مع أن من رحمها هو الرب لأن لم ولن يوجد إنسان في الخليقة كلها يستحق نعمة الله الموهوبة منه مجاناً بلا ثمن. |
||||
17 - 09 - 2017, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 18968 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العصر القبطى تاريخ من دموع ودم لا ندرك لماذا يستمر الشر؟، لماذا يغتال الفجر عند الصبح؟ هناك من يريد أن يستمر الليل وتصير دروبنا مظلمة، هذا هو حال تاريخنا، صراع ومؤامرات، وحشود وجنود يدخلون بلادنا ليغتالوا حلم الحضارة والنور الذي صارع لأجله أجدادنا، فذبحوا كل حلم حتي لا يولد وتعود حضارتنا من جديد. فدخلوا بلادنا بنوا القصور وجلسوا علي العروش، ولم تكن هذه إلا صوراً لنفوس مريضة لإذلال الشعوب ثم تتصارع العروش والجيوش ليأتي مريض أخر يحمل تشوهات نفسية وإنسانية. يدخل وبين يديه لجام جيوشه يطلقهم علي أجدادنا وبلادنا وحضارتنا يدمر ويسرق ويغتصب. هؤلاء الأباطرة والملوك لم يضعوا في حساباتهم أنهم يحكمون بشرا، بل الشعوب في تقديرهم ما هم إلا قطيع من الخراف يحكمونهم بعصا وسيف، وتكون المشكلة حين يكون للشعب وعي وحضارة، فيكون الصدام بين العصا وصمود الشعب، بين الوحشية والإنسانية، بين حاكم يريد أن يقهر شعب وشعبا له هوية وتاريخ يرفض الخنوع والقهر ويفضل الموت عن الاستسلام. مات جستنيان وقد كانت بيزنطة في حالة سيئة فقد ضعف الجيش من حروبه المتوالية، وفرغت خزينة الإمبراطورية. وفي مصر فقد ولَدت الوحشية التي تعامل بها مع الأقباط حالة من الغليان والنفور من كل ما هو روماني، فقد كان يريد أن يخضع الأقباط له ولإيمانه الخلقيدوني حتي إنه كان يرسل إلي رؤساء الأديرة ليأتوا إليه ومن يذهب يخيره بين الإيمان الخلقيدوني أو السجن، ومن لا يذهب إليه يطارده ويقتله. وبعد موته تولي جستين ابن أخيه العرش وانشغل بالصراعات الداخلية وتسديد ديون عمه، ولكنه أيضا عند رسامة البابا بطرس الرابع رفض أن يدخل الإسكندرية ليُثبت مكانة البطريرك الخلقيدوني الموجود بالإسكندرية. فظل البابا طريدا في الأديرة حتي نياحته. كما أنه استولي علي القمح من كل حقول مصر حتي يسد المجاعة الحادثة في الإمبراطورية مما أشعل الغليان في كل ربوع مصر. وحين استولي الفرس علي سوريا فقد عقله ومات مجنونا. وفي هذه الأثناء كان صديقه تيبريوس الثاني قد سيطر علي كل مفاصل الحكم بمساعدة زوجة الإمبراطور التي بعد موته تزوجت تيبريوس وصار امبراطورا عام 578م. وقد أنفق كثيرا لشراء ولاء الجيش وأحبه الشعب لأنه أبطل ضريبة الخبز التي فرضها جستين. وزوج ابنته إلي قائد الجيوش موريس وأعلنه أغسطس، وفي اليوم التالي مات تيبريوس ليجلس موريس علي العرش عام 582م. وكان عصره من أسوأ العصور واهتز العرش بثورات داخلية وحروب خارجية. وفي مصر خرجت ثورة عام 582م كادت تنهي الاستعمار الروماني تماما ولكنها لم تنجح. فقد قاد الثورة ثلاثة أخوة من البحيرة وهم ابسخيرون ومينا ويعقوب، وجمعوا جيشا من المصريين وأخذوا يحاربون الجيش الروماني وطردوه من الوجه البحري وأخذوا الجزية التي جمعها الرومان من المصريين. وزحفوا علي الإسكندرية فهرب الوالي وأرسل موريس جيشاً إضافيا ولكنهم استطاعوا محاصرته وهجموا عليه فتقهقر حتي قبرص. وكادت تنجح الثورة لولا إرسال موريس مندوبين يطلبون الصلح والمفاوضات وكانت هذه خدعة، فحين وافق الإخوة الثلاثة وأوقفوا الحرب كان جيشا آخر من القسطنطينية في الطريق وقبضوا عليهم وقتلوهم ودخلوا الإسكندرية مرة أخري. ولكنهم ذهبوا إلي البحيرة وحرقوا القري التي منها الثوار، وأصدر الإمبراطور مرسوماً بطرد كل الأقباط من كل الوظائف. وقامت ثورات أخري في أخميم وجرجا وكانت في كل مرة تفشل لضعف التسليح وعدم التدريب الجيد لأنها كانت ثورة شعب أعزل أمام جيوش مسلحة ومدربة علي الحروب، وكانت النتيجة هي حرق وقتل وإبادة جماعية. وفي القسطنطينية كان الشعب قد مل من كثرة الحروب التي بلا داع حتي إن الشباب كان يهرب من الجيش بذهابه إلي الأديرة، فأمر موريس بمنع الرهبنة. مما أثار استياء الشعب والكنيسة وتمرد عليه الجيش بقيادة فوكاس الذي كان عنده مائة عام ودخلوا إلي القصر وقبضوا علي موريس وعائلته وذبحوا أولاده الستة أمام عينيه وبعدها أعدموه. وصار فوكاس إمبراطوراً عام 602م وكان أشد قساوة من سابقيه واضطهد المصريين وازداد حال الشعب بؤسا أكثر، فقد أرسل أوامره بمضاعفة الفتك بالمصريين وخاصة البابا والأساقفة والكهنة لأنه كان خلقيدوني، والاستيلاء علي الكنائس وإعطائها للخلقيدونيين. وكان يحكم إفريقيا هرقل الكبير الذي جمع جيشا وحاول الاستقلال عن القسطنطينية وناصره المصريون واعترفوا به إلا أنه هُزم. وفي هذه الأثناء هجم الفرس علي أورشليم واستطاعوا الاستيلاء عليها وحرقوا ونهبوا كنائسها واستولوا علي خشبة الصليب المقدس وأخفوها في بلاد فارس إمعانا في إذلال القسطنطينية. وهرب سكان أورشليم وما حولها إلي مصر فاستقبلهم البابا وتضافر المصريون جميعا في استضافتهم لأنهم كانوا مئات الآلاف. لكن حدث ما هو أسوأ فقد زحف الفرس إلي الإسكندرية وهزموا جيوش بيزنطة، وفي طريقهم داست أقدامهم الوحشية كل ما وجدوه وهدموا ستمائة دير وكنيسة إلي أن دخلوا الإسكندرية. وهرب الوالي والجيش الروماني وحين دخلوها نادوا في كل الشوارع أن كل رجل يتراوح عمره ما بين ثمانية عشر حتي الخمسين يذهب إلي ساحة المدينة لأنهم سيوزعون عليهم أموالا وطعاما وكل ما فيه خير لهم، فتجمع ثمانون ألفا فحاصرهم جيش فارس وقتلهم كلهم وكانت الدماء تسير في الشوارع والأزقة في كل الإسكندرية. وظل الفرس يذهبون إلي كل مدن مصر حتي أسوان يقتلون ويهدمون الكنائس والأديرة طيلة مدة ست سنوات حتي طردهم هرقل الذي مع جلوسه علي العرش بدأت حلقة اضطهاد أخري للأقباط. والآن عزيزي القارئ أرجو أن ترهف السمع خلف أوراق التاريخ وداخل الكلمات المكتوبة لتجدها تنبض بدموع وآلام هذا الشعب الذي عاني كثيرا، وخلف الأبواب والجدران تستطيع أن تسمع أصوات آلام وصلوات ودموع الأقباط الذين ظُلموا واضُطهدوا عبر الزمن وطول التاريخ. مقالة بجريدة الاهرام بقلم |
||||
18 - 09 - 2017, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 18969 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حينما تمس النعمة القلب تقلب حياة الإنسان
وتنقله من الظلمة للنور في الحقيقة لم أتأثر كثيراً أو اتعجب من انتقال أحد من دين لدين، أو رجوع أحد لكي يحيا مع المسيح الرب، مثلما تأثرت بمعرفتي لبعض الأشخاص على الفيس وبخاصة بشخص محباً للزنا وكان يعمل في هذا المجال وله باع طويل في خبرة الدعارة وكان يتاجر بالناس وله أملاك وبيوت تختص بهذا العمل المُشين. فوجئت به يحدثني عن حياته الشخصية وانه تأثر بورقة وجدها صدفة ملقاه على الأرض ساقتها الريح لتلتصق بملابسهن فقرأها ووجد فيها حدث لقاء الرب مع المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل (أي في حالة تلبس) والكل حكم عليها بحسب شريعة موسى بالرجم، لكنه ذُهل من موقف المسيح الرب الذي بررها في النهاية ولم يحاكمهان وقال ان هذا الموضوع لم يفارق مخيلته بالرغم من أنه عند الوهلة الأولى لما قرأ الموضوع تعجب والقى الورقة بعيداً ومضى في طريقه لتدبير لقاء زنى.. ولكن النوم فارق جفونه والأحداث التي في الورقة تتردد في ذاكرته بكل حرف فيها، ولم يستطع ان ينام لمدة 3 ايام ومع ذلك لم يشعر بأي تعب أو إرهاق لأنه كان مشغول جداً بهذا الكلام العجيب، كيف يتم تبرأة إمرأة مقبوض عليها وهي في ذات الفعل، يعني القضية جاهزة ولا حاجة بعد لشهود، فلماذا لم يحكم عليها وكيف قبلها بهذه البساطة... في النهاية، في اليوم الثالث انهمرت الدموع من عينيه أول مرة في حياته، ولم يستطع ان يتمالك نفسه وبكى بكاء شديدن وببساطة طلب المسيح الرب أن يريح نفسيته المتعبة ويرفع ضيقة الشديد لأنه يشعر بالذنب والعار الذي لم يشعر به من قبل، ولم ينهي صلاته حتى شعر براحة عميقة وسلام يفوق كل تصور، فقام وجمع كل الأشياء الذي كانت عنده كنز غالي واحضر برميل من الصفيح الضخم وجمع كل من يعرفهم ووضع الصندوق في المنتصف وقال انظروا وشاهدوا هذا ما جمعته خلال 15 سنة من كنوز ذهبية وأموال كثيرة، ها هي كلها، ووضعها في الصندوق وولع فيها أمام الجميع، والكل كان ينظر بذهول تام، وقال بدئت هذا العمل وانا لا أملك شيءن وأخرج منه وانا لا أملك شيء، وتركهم ومضى. ثم انعزل بنفسه وكرس حياته للمسيح الرب يصلي ويقرأ كلامه الحي، يعمل عمل بسيط ويشهد للمسيح الرب الذي غير حياته كلها. حقاً أن المسيح الرب كان صادق في قوله لليهود:قال لهم يسوع الحق أقول لكم: "أن العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله" لأن يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به، وأما العشارون والزواني فآمنوا به وأنتم إذ رايتم لم تندموا أخيراً لتؤمنوا به (متى 21: 31، 32)
|
||||
19 - 09 - 2017, 05:59 PM | رقم المشاركة : ( 18970 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دكتور لوقا والرسول بولس
دكتور لوقا والرسول بولس الاسم «لوقا» - وفي اليونانية “لوكاس” - هو اختصار للكلمة اللاتينية “لوكيانوس” أي “حامل النور” أو “منير” أو “المستنير”. وهكذا يجب أن يكون كل مؤمن حقيقي، بإظهار حياة الرب يسوع المسيح، بنورها ولمعانها في حياتنا، ليتحقق فينا قول الرب: «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ (أي ليظهر المسيح فيكم) هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ (وليس لكي يمدحكم الناس، بل لكي) يُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى5: 16). ولنتذكر أيضًا تحريض بولس: «فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ» (فيلبي2: 15-16) وكم نشكر الله من أجل “لوقا” الذي استخدمه الروح القدس في كتابة إنجيله وسفر الأعمال، الضوئين العظيمين، اللذان سيبقيان يُنيران للأجيال، ما بقيت الأرض وما عليها! ولم يكن “لوقا” من تلاميذ الرب الاثني عشر : (لوقا6: 13)، ولا من السبعين تلميذًا الذين عيّنهم لخدمته : (لوقا10: 1)، بل كل ما نعرفه عنه ورد في الرسائل، حيث ذُكر اسمه فيها ثلاث مرات فقط : (كولوسي4: 14؛ فليمون23، 24؛ 2تيموثاوس4: 11). وهو لم يكن يهوديًا وإنما يونانيًا : (كولوسي4: 11)؛ وعليه يكون هو الكاتب الأممي الوحيد في الكلمة المُوحى بها من الله. ولا عجب في اختيار الروح القدس لهذا الأممي الذي يكتب إلى أمميٌّ نظيره: “ثَاوُفِيلُسُ” (لوقا1: 3؛ أعمال1: 1)، ليُعلن «أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (لوقا19: 10)، وأن إنجيل النعمة هذا هو لجميع الخطاة لكي يجدوا فيه كل بركات الله في شخص مُخلِّصهم الرب يسوع المسيح، دون استحقاق فيهم، ودون عمل منهم. * ولوقا – هذا الرجل الجبار العقل والذهن – كان يحلو له دائمًا الاختفاء ونكران الذات، فلم يضع اسمه مطلقًا ولو في ركن من أركان كتاباته، سواء في البدء أو الختام. ولم يتكلَّم عن نفسه بتاتًا باستثناء ما جاء في سفر الأعمال عندما يُغيّر ضمير الغائب : «مَرُّوا... وَانْحَدَرُوا... رَأَى (بُولُسُ) الرُّؤْيَا» إلى ضمير المُتكلِّم «طَلَبْنَا... مُتَحَقِّقِينَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُمْ...» (أعمال16: 8-15 وما بعدها). لقد كان لوقا مُتعلّمًا من سَيِّده الوداعة وتواضع القلب. وإذا كان : «الْعِلْمُ يَنْفُخُ» (1كورنثوس8: 1)، فإنه لم يفلح في أن ينفخ هذا الرجل الذي امتلأ – إلى جانب العلم – بالنعمة التي تحفظه من الغرور والانتفاخ. ومن المؤكد أنه كان متفقًا مع يوحنا المعمدان في قوله: «يَنْبَغِي أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ» (يوحنا3: 30). ليتنا نتعلَّم كيف نُخفي ذواتنا، وليكن شعار كل منا: «مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ» (غلاطية2: 20). ولا نعرف كيف آمن لوقا، ولا وقت انضمامه لكنيسة الله. وهو لم يكن مِن شهود العيان الذين رأوا الرب بالجسد، ولا موته وقيامته وصعوده. ومن قصة سفر الأعمال نتعلَّم أنه تعرَّف بالرسول بولس في رحلته التبشيرية الثانية في مدينة ترواس، ورافقه إلى فيلبي. وعاد ليلتقي بالرسول بولس في رحلته التبشيرية الثالثة في فيلبي، ثم رافقه إلى أورشليم، وظل معه مدة سنتين، وهي مدة سجنه الأول في أورشليم قبل ترحيله إلى رومية. ثم كان رفيقًا للرسول وهو في طريق ذهابه إلى رومية أخيرًا : (أعمال16: 9؛ 20: 6؛ 27: 1؛ 28: 16). وكان حاضرًا معه حين كتب رسالتيه إلى كولوسي وإلى فليمون. لقد كان لوقا أداة أعدها الله وجهزها – كعالم وطبيب – وجعله كاتبًا وباحثًا دقيقًا ومقتدرًا، ومؤرِّخًا موثِّقًا موثُوق به. ولكنه يبقى في النهاية خادمًا مسيحيًا مُدافعًا عن الحق الإلهي. وكان لوقا ملازمًا للرسول بولس في سجنه الأول الذي كُتبت منه رسالة كولوسي : «يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ لُوقَا الطَّبِيبُ الْحَبِيبُ» (كولوسي4: 14). وكلمة «الْحَبِيبُ» تعبير من جانب الرسول بولس لما يفعله معه لوقا. لقد رتب الرب لبولس أن يكون لوقا بجواره رفيقًا وصديقًا يؤازره في حمل خدمته التاعبة الثقيلة، وكان أيضًا عاملاً مع الرسول في خدمته (فليمون24). * وفي سجنه الثاني في رومية لم يبق من رفقاء الرسول بولس العاملين معه غير لوقا، ففي آخر رسائله قبيل استشهاده يقول الرسول بولس : «لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي» (2تيموثاوس4: 11). فَمِن رفقائه مَن ذهبوا في مشقات الخدمة. ومنهم مَن اقتنصهم العالم لمحبته مثل ديماس. ولكن كم هو جميل أن يرى الرسول هذا الطبيب الحبيب يقف بجواره عند ختام سعيه وجهاده. وكانت النعمة تُحرك قلبه، وإذ كان طبيبًا كان الرسول في شديد الحاجة إليه بالنسبة للشوكة التي سمح بها الرب له، ولازمت حياته : (2كورنثوس12: 7). وبحسِّه كطبيب كان يسند الرسول بولس أيضًا في مشقات خدمته، وما يتحمله من جَلْدٍ ورجم وضربات كثيرة. وبعنايته الطبية ومساعدته بالعلاج والدواء، كان يُخفف عنه الكثير. * كان لوقا يحمل القلب المُحبّ الجسور الذي يقف في لحظة المحنة إلى جوار صديقه، دون أن يتردد أو يتخلى أو يتراجع أو تبدو منه أقل شبهة في حبه ووفائه وولائه. وكان هو الوحيد الذي ظل أمينًا وبقي مع بولس حتى نهاية حياته. وأمانة لوقا لبولس تتضمن درسًا روحيًا لنا اليوم. فهل نحن مستعدون أن نتمسك ببولس وتعليمه حتى النهاية؟ إن “بولس” يُمثل الحق الإلهي (كلمة الله)؛ فقد أُعطيَّ له أن يكون خادمًا للكنيسة : «لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ اللهِ» (كولوسي1: 25)، فقد كان هو آنية الوحي الذي اختاره الرب لإعلان الحق الخاص بالكنيسة كجسد المسيح، ودعوة الكنيسة السَّماوية لانتظار ابن الله من السماء، والحق الخاص بحضور الروح القدس كأقنوم إلهي يسكن في المؤمن : (1كورنثوس6: 19)، وأيضًا حضوره لقيادة القديسين عندما يجتمعون للسجود والخدمة (1كورنثوس14). ولكن في رسالته الثانية لتلميذه تيموثاوس، والتي تكلمنا عن مشهد الظلمة والشر في الأيام الأخيرة للمسيحية، نقرأ قول الرسول: «أَنْتَ تَعْلَمُ هَذَا أَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ فِي أَسِيَّا ارْتَدُّوا عَنِّي» (2تيموثاوس1: 15). إنهم لم يرتدوا عن الرب، بل عن الرسول بولس؛ وبولس يمثل أمامنا صوت الوحي وتعاليم المسيحية السامية. ويا لها من صورة تمثل لنا أيام الظلمة الأخيرة التي نحن فيها. فالكثيرون لم يتركوا المسيح، ولم ينكروا إيمانه؛ أي الحقائق اللاهوتية الجوهرية : (رؤيا2: 13)، لكنهم بالأسف تحولوا عن كلام الرسول بولس، وتخلّوا عن التعاليم السامية التي نادى بها. فما أحرانا أن نتمسك ببولس وتعليمه حتى النهاية؟ ويا ليتنا لا ندع اليأس يملأ قلوبنا من الحالة العامة، فننفض أيدينا من جهة الحق الخاص بالكنيسة؛ الشهادة الغالية على قلب الله أبينا وقلب ربنا يسوع المسيح، حبيبنا وعريسنا، بل لتتشدد سواعدنا لنكون ممسكين اليوم بحق الإنجيل ونكون أمناء بكل ما جاء فيه لتوصيل كلمة الحياة كما كانوا هم هكذا نسير أمناء حتى النهاية ... * * * إلهنا ومخلصنا وشفيعنا يسوع أشكرك أحبك كثيراً بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||