11 - 09 - 2017, 02:20 PM | رقم المشاركة : ( 18951 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جون كالفن وُلِدَ "جون كالفن" في "نويون" في فرنسا، وإذ كان والده (كاتباً عدلاً) يعمل لصالح أسقف المدينة، استحصل له على رتبتين كنسيّتين، طامحاً إلى أن يصير ابنه كاهناً في الكنيسة الكاثوليكيّة. لكن، عندما اختلف الأب مع الأسقف، أرسل ابنه إلى جامعة باريس، حيث تفوّق في التّحصيل العلميّ، ودخل بعدها مدرسة الحقوق في "أورليان". وقد عُرِفَ "كالفن" بمحبّتهِ الدّراسة والعلم منذ البداية. كما أنّه برع في العبارة الأدبيّة، وكان أوّل مؤلَّف له كتاباً عن "سنيكا" (Senica)، الخطيب والسّياسي الرّوماني ( 4 ق م- 65 م)، وقيل عن هذا المؤلَّف إنّه شهادة مُقنِعة لميوله البروتستانتيّة الّتي نمّاها في باريس في أثناء دراسته. بعد هذا الكتاب، ركّز "كالفن" جهده في الدّراسات الكتابيّة، وعندما انتُخِبَ صديقه "نيقولاس كوب" رئيساً لجامعة باريس، ساعده على كتابة خطابه الأوّل الّذي انتقدا فيه الممارسات الكنسيّة الخاطئة، وطالبا بالإصلاح الرّوحي كما كان يُنادي "مارتن لوثر". وعندما افتُضِحَ أمرُ قناعاتِهِ المُصلِحَة، شُنّت حملة ضدّه، فهرب وصديقه "كوب" من باريس، وجالا في فرنسا وسويسرا وإيطاليا لمدّة ثلاث سنوات. خلال هذه الفترة تخلّى عن رتبه الكنسيّة، وصارت معتقداتُه تتبلوَر أكثر فأكثر حتّى آلت إلى تجديده الرّوحيّ وتكريسه للرّب. لقد كان "كالفن" في طبيعته خجولاً وصارماً، وميّالاً إلى أن يحيا حياة عالِمٍ، إلاّ أنّ ظروفاً عديدة حملته على التّجوال والنّضال من أجلِ الإيمانِ البروتستانتيّ. وعلى الرّغم من صغر سنِّهِ، ألّفَ "كالفن" في العام 1534، أوّل كتاب دينيّ له بعنوان Psychopannicia، هاجم فيه عقيدة رقاد النّفس بعد الموت. ثمّ كتب مقدّمة للتّرجمة الفرنسيّة للكتاب المقدّس الّذي كان ممنوعاً عن العامّة. وفي العام 1536، وعندما كان عمره 27 سنة، وَضَع، في "بازل" في سويسرا، كتاباً في اللاّهوت النّظاميّ عنوانه: "مبادئ الإيمان المسيحيّ" Institutes of Christian Religion، افتتحه برسالة موجّهة إلى الملك الفرنسي "فرنسيس الأوّل" يُدافِع فيه عن البروتستانت، ويدحض آراء الّذين كانوا يُشوّهون سمعتهم. فيما بعد، صار هذا الكتاب المقتدِر بالتّفسير، المقياس للبروتستانتيّة المُصلَحة، وقد تُرجم إلى مُعظم اللّغات الحيّة المعروفة في أيّامنا. دعاهُ صديقه "غيّوم فاريل" إلى المجيء إلى مدينة "جنيف" في سويسرا، فمكث فيها قليلاً، قبل نَفيِه إلى "ستراسبورغ"، حيث عاش أفضل سني حياته على الرّغم من فقره. هناك تزوّج من أرملة صديقه الخادم الأنّاببتست "أيدليت دو بور"Idelette De Bure،الّتي وَلَدت له ابناً وحيداً عاش بضعة أيّام ثمّ مات. وفي العام 1549، ماتت زوجته ولم يتزوّج ثانية على الرّغم من حاجته إلى مَنْ يهتمّ به، إذ كان مُهمِلاً لصحّته بسبب كثرة أعماله ونشاطه في الخدمة والرّعاية والتّأليف والقيادة. وفي "ستراسبورغ"، وضع كتاب ترنيم وعبادة إنجيليّ، وكتب تفسيراً لرسالة رومية، وأسّس كنيسة فرنسيّة بحسب العهد الجديد، وهكذا ذاع صيته كلاهوتيٍّ لامع. أمّا نظرته إلى الإنسان فكانت نظرة واقعيّة تنسجم مع كلمة الله؛ فالإنسان، بالنسبة إليه، كان فاسداً بالكلّيّة في أخلاقه وقدراته الذّهنيّة. كما آمن "كالفن" بأنّه من دون إعلان سماويّ لا يستطيع الإنسان أن يُدرِكَ الحقّ الإلهيّ، وأنّ الفضائل تصير رذائل من دون نعمة الله. أمّا مُجمل تفكير "كالفن" فيتمحور حول سيادة الله المطلقة، واختياره مَنْ يشاء للخلاص وتقريره مصائر البشر. فالمختارون في العهد القديم هم اليهود، أمّا في العهد الجديد، فهناك إسرائيل جديدة، هي الكنيسة المسيحيّة. أمّا الكنيسة فلا يعرفها البشر إلاّ إذا اختبروا الإيمان الصّحيح وعاشوا حياة صالحة ومارسوا الفرائض كما يجب. في 13 أيلول 1541، عاد "كالفن" و"فاريل" إلى "جنيف" ليُنقِذا الإيمان المُصلَح فيها، فوجدا المدينة في شرّ أخلاقيّ عظيم. فابتدأ "كالفن" بالإصلاح للحال، حيث عدّل قوانين المدينة، ووضع النّظم الإداريّة للكنيسة، وراجع كتاب العبادة والتّرانيم الّذي كان قد وضعه في "ستراسبورغ". وفي العام 1559، أقنع الشّعب بأنّ الأكاديميّة الموجودة لا بدّ من أن تتحوّل إلى جامعة تُخرّج الشّباب للعمل في الخدمة العامّة. أمّا هدفه فكان تحويل مدينة "جنيف" إلى "مدينة مقدّسة" تتوافق مع مشيئة الله. كلّ هذا رفع من مستوى الحياة في "جنيف"، وجعل منها إحدى أقوى مُدن القرن السّادس عشر. وبالفعل، صارت مدينة "جنيف"، في أيّام "كالفن"، مجتمعاً فاضلاً يعيش بحسب أخلاقيّات الكتاب المقدّس، يُمنع فيه الرّقص، والفحش، والعربدة، ولعب الورق، والمقامرة، والسّكر، وحضور المسرح الفاسد، وأمور أخرى رأى "كالفن" أنّها لا تليق بالمسيحيّين. كما وصارت ملاذاً للمُضطهدين من كافّة مدن فرنسا، وهولندا، وإنكلترا، وسكوتلاندا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهنغاريا، وبولندا، وغيرها من بلدان أوروبا. وغالباً ما كان هؤلاء النّاس يعودون إلى بلدانهم كمُرسَلين، يحملون رسالة الإنجيل كما سمعوها من منبر "كالفن" في "جنيف". كان أثر "كالفن" في تطوير اللّغة الفرنسيّة والمناهج الدراسيّة والتّفكير والعلوم والسّياسة والتّاريخ كبيراً جدّاً، ممّا جعل منه الرّجل الأكثر تأثيراً، بين معاصريه، في تطوير ثقافة أوروبا والغرب وحضارتهما. أمّا الأثر الأكبر ل"كالفن" فكان في الدّراسات الكتابيّة واللاهوت، حيث كتب تفسيراً لثلاثة وعشرين سفراً من العهد القديم، ولكافّة أسفار العهد الجديد، ما عدا سفر الرّؤيا. كما كان غزير المواعظ والكتابات المتفرّقة في موضوعات كانت تهمُّ معاصريه. وما زالت كتُب "كالفن" وتفاسيره تُطبع وتُنشر إلى أيّامنا هذه، ويستفيد منها الملايين من المؤمنين بالمسيح والمُتمسّكين بتعاليم الإنجيل المقدّس في الكنائس المشيخيّة والجمهوريّة والمعمدانيّة. ينتقد الكثيرون "جون كالفن" مُحاولين إظهاره رجلاً صعب المراس، وغير مُحبٍّ للحياة، وقاسياً في أحكامه. إلاّ أنّ مَنْ يدرس حياته ورسائله بدقّة، يجده إنساناً مسيحيّاً مُحبّاً الآخرين، ومُكرَّساً وأميناً في حياته الرّوحيّة، وخادماً نشيطاً، يعمل بجدٍّ لقضيّة المسيح ولانتشار الإنجيل ولخير الإنسان العام. لقد عاش "كالفن" ما آمن به، ولم يُعِر حياته الشخصيّة كثيراً من الاهتمام على الرّغم من قروح معدته، وبقي يعمل، بشكل مُكثّف، بلا كلل لمجد من أحبّه ومات عنه، إلى يوم وفاته وانتقاله إلى الأمجاد، في 27 أيار 1564. |
||||
11 - 09 - 2017, 02:21 PM | رقم المشاركة : ( 18952 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكونت نيكولاس فون زنزندورف (1700- 1760) امتلأت صفحات تاريخ الكنيسة من أبطال أحبّوا يسوع كثيرًا وشَعروا بحاجة ماسّة لحضوره في حياتهم. ينتمي الكونت زنزندورف الى هذه القافلة من القدّيسين. وقد كَوَّنت شركته مع الله العنصرَ الأساسي لحياتِه المسيحيّة، فكان حضورُه المبارَك ظاهرًا في كلّ أعماله. وجاء اعترافه الشَّهير معبِّراً عن شعار حياته، "تمتلكني رغبة قويّة، إنَّها يسوع، وحده يسوع." تميّزت شخصيته بتنوّع فريد جعل منه إنساناً مُتكاملاً. كان في وقت واحد شاعِرًا ولاهوتيًّا وراعيًا ومرسَلاً وقانونيًّا. أَلْهَمَ الكِبار وأثَّر في الصِّغار وكَرَّس كلّ قدراته لهدف واحد أن يَنشُرَ في البَشَر مَعرفة المسيح مخلِّصِه. وُلدَ الكونت نيكولاس لودفيغ فون زنزندورف في ساكسوني شرقي ألمانيا عام 1700. ترعرَعَ وسط عائلة نَبيلة من أرقى عائلات أوروبا. توفّيَ والدُه بعد ستّة أسابيع من ولادته. وعاش بعد زواج أمّه مع جدّته التقيّة الّتي أمضت معه أوقاتًا طويلةً في الصّلاة ودراسة الكتاب المقدس. انفطر قلب الصّبي عندما أُلحق في مدرسة داخليّة ورأى الإزدراء . بالمسيحيّة الحقيقيّة. واجهَ زنزندورف صراعًا قويًّا في صِغره بينَ رغبته في درس الكلمة والإنطلاق للخدمة، وبين واجبه كَكونت في إدارة ما وَرثهُ عن والده. عرف زنزندورف وفي وقتٍ باكرٍ من حياته، سِرَّ عالم الصّلاة وقوّة الشركة الحقيقيّة مع الله، فأصبح رجل صلاة بكل ما في الكلمة من معنى. أثّر هذا العنصر كثيرًا في إعادة إحياء الكنيسة المورافيّة بعد ذلك. في عام 1715، وكان له من العمر ستّة عشر عامًا، سعى جاهدًا لتأسيس أكثر من سبع مجموعات صلاة في المدرسة التي يتعلّم فيها. وهكذا شجّع أربعة من رفاقه لإقامة نهضة روحيّة. أنشأوا حلَقة صلاة، وتطوَّرَت مع الوقت حتّى باتَت جمعيّة أُطلِق عليها اسم "منظّمة حبّة الخردَل". كانت غاية أولئكَ الشّبان نشر الإنجيل من خلال مواقعهم السّياسيّة والإجتماعيّة. وأعلنوا التزامَهم بخدمة المسيح والإيمان به وحده. امتلكَ كلّ فرد من أعضاء الجمعيّة خاتماً نُقِشَ عليه: "نَحيا لا لأنفسنا". لُخّصَت أهداف الجمعيّة بثلاثة نقاط: الولاء للمسيح، واللّطف مع الجميع، وإعلان الإنجيل للخليقة كلّها. ومع مرور الوقت توسَّعَت أعمال الجمعيّة وانضمَّ الكثير من حكّام وساسة أوروبا إليها، ومنهم ملك الدّنمارك ونائبٌ بريطانيًّ. يأتي مَثَل حبّة الخردَل من الكتاب المقدَّس عندما شبَّهَ يسوع ملكوت الله بحبّة الخردل وهي أصغَر البذور على الأرض، ولكن متى زُرِعت "تَصِيرُ أَكْبَرَ جَمِيعِ الْبُقُولِ وَتَصْنَعُ أَغْصَانًا كَبِيرَةً حَتَّى تَسْتَطِيعَ طُيُورُ السَّمَاءِ أَنْ تَتَآوَى تَحْتَ ظِلِّهَا." (مرقس 32:4). ووضعَ يسوع أيضًا تحدّيًا أمام تلاميذه حينَ قال: "لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ." (متى 20:17). بالإضافة الى الصلاة، ظهر شغفه بالمسيح في محبّته للنّفوس الهالكة. فتوّجه لتبشير العالم مع مجموعة من القدّيسين المحصورين بمحبّة يسوع والمجهّزين بقوّة الصلاة. استطاع أن يُلهِب فيهم الحماس للعمل الإرسالي بالتطلّع إلى صليب الجلجثة وحدث القيامة المجيد، قائلا، "هذا هو الحمل المنتصر، فلنتّبعه." أظهر في مثال حياته كما في عِظاته أنِّ الدّين هوَ سلوك وأسلوب حَياة وليس فقط مجموعة من العقائد الإيمانيّة، وأنّ المسيحيّ هو إنسان يؤمن بالمسيح وليس بالمسيحيّة كدين وطائفة. علّم عن الولادة الثانية مستندًا الى حديث يسوع مع نيقوديموس في انجيل يوحنا الاصحاح الثالث. وهكذا ظَهر تأثير التَّقَويَّة (pietism)، التي نَشأ في ربوعها منذ صغره، في كتاباته وتعاليمه وسلوكه. لم تنتهِ خدمة الكونت زنزندورف هنا، فقد ارتبط اسمه وثيقًا بالإخوة الموارفيّين مع بدايات القرن الثامن عشر. استقبَلَ اللاجئين الهاربين من موطنهم في بوهيميا ومورافيا بسبب المضايقات والإضطهاد العنيف في سبيل إيمانهم بالمسيح. رَحَّبَ بهم في بلدة صغيرة في ساكسوني، ووفَّرَ لهم ملجأً وطعامًا. وأصبحَت هذه البلدة مَقرًّا للمورافيّين وقد عُرِفَت باسم Hernhut، ومعناها "عناية الله". وما لبث أن رحلَ زنزندورف مع عائلته من قصره وانتقلَ للعَيش وسط المورافيين الذين وجدوا فيه المحامي والرئيس والمنظِّم. فكانَ يَخدمهم ويُقيم حلقات صلاة ودرس كلمة الله. وأرسل خدّامًا للتبشير في جزر الهند الغربيّة. وبعدها أُرسلَ الكثيرون للخدمة في مناطق مختلفة من العالَم لتَتميم المأموريّة العُظمى، منها افريقيا وأميركا الجنوبيّة وآسيا. وهناك واجهَتهم اضطهادات وعداوات وأمراض مُميتة، إلا أنَّ الله لَم يتركهم واستطاعوا نشر الإنجيل ومحبّة الله ونعمته حَيثما ذهبوا. من أعمال زنزندورف الهامّة التي قام بها أيضًا كان تجديد الشركة الرسوليّة. اجتهد لتأسيس مجتمع من القدّيسين حيث يكون "كلّ شيء مشتركًا" كما في كنيسة أعمال الرسل. يعيش المؤمنون فيه بمحبّة، يؤازرون بعضهم، يصلون، ويهتمّون بالغير. تحقّقت رغبته هذه في البلدة الصغيرة الّتي أسّسها. كان محور الشركة في هذا المجتمع الجديد هو الحاجات والاهتمامات المشتركة، بالإضافة الى الوحدة والأخوّة المسيحيّة التي شدّد عليها كثيرا زنزندورف في تعاليمه. في عام 1738 زار جون وسلي هذا المكان البهيج وتأثّر به فدوّن في جريدته: "كنت أحبّ لو أمضي بقيّة حياتي هنا. متى تملأ المسيحيّة الأرض كما يغطّي الماء البحر؟" يجب أن ننوّه هنا أنَّ وسلي اهتدى الى الايمان الكتابيّ والولادة الجديدة بواسطة المورافيّين بينما كان عائدًا يائسًا من جَولة تبشيريّه في الولايات المتحدة. فعُرِف زينزندورف تاريخيًّا بمؤسِّس وقائد الكنيسة المورافيّة المتجدِّدة. كما وأنَّه كتَب ولحَّنَ أكثر من ألفَي ترنيمة. وأعطى الكونت زيندورف أهميّة كبرى للنساء ضمن الجماعة المسيحيّة إذ قد احترم شخصهنّ وموقعهنّ وإيمانهنّ ودورهنّ. وكان في ذلك سابقًا لعصره. لم تَكُن حياته خالية من الأخطاء لكن من يَدرس سيرته لا يقدر إلاّ أن يتأثّر بتلك النّيران المقدسة التي اشتعلت فيه نتيجة حبّه للرَّب. كان مُستعدًّا أن يَستَشْهد في سبيل إيمانه. من كتاباته، "لا توجد سعادة أكثر من العيش بالقرب من يسوع، ولا يوجد شَقاء أكثر من افتقاد حضوره وبركاته، ولا توجد مصيبة أكبر من إغضابه، ولا توجد حياة إلاّ فيه." إنّ سبب نجاح زنزندورف هو ولاؤه الكامل ومحبّته الشديدة للمسيح يسوع. هذا ما يجب أن يفعله المسيحيّون في هذه الأيام. الكنيسة المسيحيّة المعاصرة ضعيفة روحيًّا لأنها تَلتَهي بأمور العالم والمادّة أكثر من الصلاة، ولأنها غير أَمِينة لتَعاليم المسيح، ولأنّها انغمست في الأنانيّة مُتجاهِلة الّذين أَحبَّهم الله وأرسل ابنه لِيَفديهم مِن الهلاك الأبديّ. يحتاج العالم المسيحيّ إلى تَوبة حَقيقيّة. وتحتاج الكنيسة أيضًا عمالقة إيمان أمثال الكونت نيكولاس زنزندورف |
||||
11 - 09 - 2017, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 18953 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفيلسوف الواعظ: جوناثان إدواردز (1703- 1758) لاهوتيّ وفيلسوف وعالم في الوقت نفسه. إنّه أحد أعظم المفكّرين والكتّاب بشهادة فلاسفة الأدب واللّغة. اعتبره بعضهم بشير "الحركة الرّومانسيّة" في الأدب الإنكليزيّ. وعلى الرّغم من وفاته منذ أكثر من مئتي عام، لا يزال أثر كتاباته قويًّا في الحياة الفكريّة والدّينيّة والأدبيّة في الولايات المتّحدة، إلى يومنا الحاليّ. كان اسم "جوناثان إدواردز" الأكثر ارتباطًا بالـ"النّهضة الكبرى" الّتي بدأت في العام 1734 في الولايات المتّحدة، واستمرّت حتّى العام 1742، وأثمرت مئات الآلاف مِمّن رجعوا عن شرورهم وسلّموا حياتهم إلى المسيح. قال عنه "مارتن لويد جونز": "لو طُلِب إلَيّ أن أصف رجال الفكر اللاّهوتيّ وأقارنهم بقمم الجبال، لاعتبرت "مارتن لوثر" و"جون كالفن" جبال الهملايا، و"جوناثان إدواردز" قمّة "إيفرست". فما تمتّع به "إدواردز" من فكر ومنطق وإدراك لم يعرفه . أحد من رجال الفكر اللاّهوتيّ". نابغة يتحوّل واعظًا للتوبّة وُلِد "جوناثان إدواردز" في 5 تشرين الأوّل من العام 1703. كان ذكيًّا جدًّا، وكان يُبدي اهتمامًا كبيرًا بالأمور العلميّة، فتعلّم اللّغات اليونانيّة واللاّتينيّة والعبرانيّة وهو في سنّ الثّانية عشرة. دخل جامعة "Yale" في سنّ الثّالثة عشرة، حيث أنهى تحصيله الجامعيّ بعد أربع سنوات، ثمّ عمل مدرِّسًا في الجامعة. في العام 1727 عُيّن مساعدًا للرّاعي في كنيسة "نورثامبتون" الّتي كان يرعاها جدّه "سولومون ستودارد". بعد وفاة جدّه، عُيّن "إدواردز" راعيًا للكنيسة، واستمرّ في رعايتها حتّى العام 1750. في أثناء رعايته لها حصلت نهضة روحيّة عارمة كانت مُنطلقًا للنّهضة الكبرى الّتي عمّت الولايات الأخرى، واستمرّت لأكثر من ثماني سنوات. حين طُلِب إليه ترك الرّعاية بسبب وعظه العنيف ضدّ الخطيّة وإصراره على سَنّ قوانين أكثر صرامة فيما يتعلّق بعضويّة الكنيسة، ذهب إلى القبائل الهنديّة، حيث عمل بينهم كمُرسَل وواعِظ، وكتب أعظم مؤلّفاته الفكريّة واللاّهوتيّة. في 29 أيلول عام 1757، دُعي إلى كليّة "نيو جرسي"، التي صارت فيما بعد جامعة "برِنْستون"، لإلقاء محاضرات فيها، فأصيب بداء الجدريّ، الّذي كان منتشرًا في المنطقة، وتوفّي بسببه في 22 آذار عام 1758. إعداده المواعظ وكيفيّة إلقائها اعتاد "ادواردز"، منذ أيّام الدّراسة، أن يستفيق باكرًا عند السّاعة الرّابعة، وأن يدرس لثلاث عشرة ساعة يوميًّا، وأن يحمل القلم والمحبرة دائمًا لتسجيل أيّة فكرة تراوده. وقد استمرّت هذه العادات معه فساعدته كثيرًا في وعظه، إذ كان يقضي وقتاً طويلاً في إعداد عظاته الّتي كان يكتبها بالكامل. كما كان لمعرفته الكتابيّة الهائلة وصفائه الفكريّ دور كبير في تمكينه من معالجة أصعب المواضيع بشكل بنّاء ومفيد وواضح ومُمتع وطبيعيّ وسهل. وكان لقراءاته الكثيرة أثر بالغ في إثراء عظاته بالأفكار وإغنائها بالمواضيع. لم يُطِل في وعظه، إنّما سعى لجعله مُنظّمًا جدًّا، ومُرتبطًا بشكل وثيق بموضوع العظة، وبالتّالي مُكثّفًا بالمعلومات والأفكار والمشاعر العفويّة، والأفكار اللاّهوتيّة الصّعبة الّتي قدّمها بشكل بسيط وسهل. أمّا صوته فلم يكن قويًّا جهوريًّا، إلاّ أنّه كان يتكلّم بوضوح ودقّة، ويفصل بين الجملة والأخرى. وكانت كلماته غنيّة بالأفكار، وقد استطاع من خلالها جذب المستمعين إليه. كان مظهر "إدواردز" يُوحي بالهيبة والصّفاء، ولم يعتمد الضّجّة والحركات الإيمائيّة للفت الانتباه، بل ركّز على المضمون الّذي يُخاطب العقل. وكان يقرأ عظته قراءة، إلاّ أنّه لم يعتبر هذا الأسلوب هو الأمثل، وقد تمنّى، في نهاية أيّامه، لو أنّه لم يعتَد على هذا الأسلوب ليتمكّن من الكلام بحريّة وعفويّة أكثر. تأثير وعظه في السّامعين اعتُبر "إدواردز" أحد أركان "النّهضة الكبرى" وأبطالها في أميركا وبريطانيا، في القرن الثّامن عشر. وما ميّز حياته هو أنّه كان يعيش بحسب ما يعلّمه، وكان حريصًا جدًّا على كلماته وأفعاله وإنتقاء أصدقائه لتتناسب مع المبادئ الكتابيّة الّتي نادى بها. وقد أوْلى "إدواردز" أهميّة عظمى لمعرفة الطّبيعة البشريّة كي يتمكّن من مخاطبة النّاس بما يحتاجون إليه، فكان يعرف الكثير عن حياة النّاس الدّاخليّة، خطاة كانوا أم قدّيسين. كما أنّه كان مملوءًا من الرّوح القدس، فأثّر وعظه في السّامعين تأثيرًا كبيرًا على الرّغم من ضعفه الجسديّ وبنيته الهزيلة. ولعلّ أشهر عظاته المؤثّرة، عظة "خطاة بين يدَيْ إله غاضب"، الّتي ألقاها في 8 تمّوز 1741، والّتي وصَفَ فيها حالة جهنّم واستحقاق الخطاة لها بسبب خطاياهم، إلاّ أنّ يد الله وحدها هي الّتي تمنعهم من السّقوط في لهيبها وتُعطيهم فرصة أخرى للتّوبة. لكنّهم، إنْ لم يستفيدوا من رحمة الله هذه، فسيكونون مُستحقّين لنار جهنّم ولغضب الله على خطاياهم. وقد قيل إنّه، بينما كان "إدواردز" يقرأ هذه العظة المكتوبة، كان الرّجال والنّساء الحاضرين أمامه يسقطون عن المقاعد متمسّكين بها بينما يصرخون طالبين الرّحمة والغفران من الله، وكان صوت نحيب التّائبين ونُواحهم يملأ كلّ أرجاء الكنيسة. وامتلأت أنفس كثيرين بالرّجاء والسّرور إذ نالوا الغفران وتعزية الرّوح القدس، في تلك اللّيلة |
||||
11 - 09 - 2017, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 18954 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جون وِسْلي عندما وطأتْ قدماه أرض "جورجيا"، ليُبشّر الهنود الحمر، كان المُرسَل الشّابّ "جون وِسْلي" واثقًا بنفسه وبصلابته المقدّسة وبقدراته التّنظيميّة، الّتي ساعدته على مواجهة مهمّة تبشير الوثنيّين ورعاية سكّان المستعمرات. وهو ظنّ أنّ نجاحه في قيادة طلاّب "النّادي الرّوحيّ" في جامعة أوكسفورد في قراءة الكتاب المقدّس بجدّيّة، والصّلاة وحضور العشاء الرّبّاني بشكل منتظم، ستسمح له بقيادة الهنود وسكّان المستعمرات بسهولة. إلاّ أنّ محاولة "وِسْلي" التّبشيريّة واجهت فشلاً ذريعًا. فقد اكتشف أنّ الهنود خطاة عنيدون لا يمكن تغييرهم أو حتّى السّيطرة على تصرّفاتهم. أمّا سكّان المستعمرات فقد قابلوا قواعده السّلوكيّة بازدراء وعدم مبالاة. وابتعد عنه رفقاؤه في الخدمة بسبب تشدّده وشجبه لكلّ مظاهر التّزيّن في أثناء العبادة، ورفضه رعاية المنشقّين عن الكنيسة أو حتّى ممارسة خدمة دفنهم. وقد ازدادت خدمته في "جورجيا" سوءًا عندما تزوّجت الفتاة الّتي كان "وِسْلي" يحبّها، من رجل آخر، فرفض حضورها إلى مائدة الرّبّ. الأمر الّذي أدّى . إلى قيام زوجها الحانِق بمقاضاة "وِسْلي" بسبب تشويهه سمعة زوجته. وهكذا انتهت مهمّة "وِسْلي" التّبشيريّة الأولى. وفي أثناء عودته إلى إنكلترا، كان لـ"جون وِسْلي" الوقت الكافي للتّأمّل وإعادة التّفكير في تجربته المريعة، وممّا كتبه في هذا المجال: "لقد ذهبتُ إلى أمِريكا لأَهْديَ الهنود، ولكن مَن سيَهْديَني؟" وفيما كان يتأمّل في حالته الّتي وصل إليها، والعار الّذي قد يُصيب مستقبله كلّه بسبب فشل خدمته في "جورجيا"، كان الخوف من الموت يُروّعه منذ كان على متن السّفينة المبحرة إلى "جورجيا"، والّتي تعرضت لعاصفة هوجاء كادت تُغرقها. إلاّ أن وجود مجموعة من المؤمنين "الموراڤيّين" الّذين كانوا يُنشدون التّرانيم ويُسبّحون الله على متن السّفينة، جعله يتساءل عن سبب عدم خوفهم وعن قدرتهم على التّرنيم وسط عاصفة رهيبة كهذه. بعد عودته إلى إنكلترا بوقت قصير، اكتشف "وِسْلي" سرّ أولئك "الموراڤيّين". لقد التقى بأحد وعّاظهم، "بيتر بوهلر"، الّذي أخبره عن أهميّة الولادة الثّانية وحقيقة التّبرير بالإيمان بيسوع المسيح بصرف النّظر عن أعمال التّقوى الشّخصيّة. وفي أثناء تفكيره في هذه الحقائق، قادته نعمة الله إلى حضور اجتماع صغير في أحد شوارع العاصمة، حيث سمع مقاطع من تفسير "مارتن لوثر" لرسالة بولس الرّسول إلى أهل رومية، فحصلت العجيبة في حياته. قال "وِسْلي" عن اختباره هذا: "لقد شعرت بدفءٍ غريب في قلبي. ولأوّل مرّة وضعتُ كلّ ثقتي في المسيح، وحده، للخلاص، وأنا متأكّد من أنّه خلّصني من كلّ خطاياي ومن سلطان الخطيّة والموت عليّ". في تلك اللّيلة من العام 1738، اكتشف "وِسْلي" سرّ الحياة والخدمة. لم يكن السّرّ في قوّته الشّخصيّة الّتي سبّبت له الفشل، بل في يسوع المسيح. إنّ ثقته بالمسيح، وليس بنفسه، جعلته يصير واحدًا من أعظم المبشّرين الّذين أطلقتهم إنكلترا في ذلك الوقت، إلى جانب صديقه "جورج ويتْفيلد". لقد كانت تجربته التّبشيريّة الفاشلة سببًا في تحويل أنظاره عن نفسه إلى المسيح يسوع. هذه هي قصّة "جون وِسْلي"، الواعظ "الأنغليكانيّ" المكتئِب والمُحبَط، الّذي رأى المسيحيّة الأصيلة في مؤمنين "موراڤيّين" بسطاء، واكتشف سرّ الخدمة بعد سماعه تفسيرًا لموضوع الخلاص في رسالة رومية. مَن يدرس حياة "وسلي" يجد أنّ التّدريب اللاّهوتيّ والعلميّ وحده لا يخلق رجلاً روحيًّا يستخدمه الله، بل إنّ اختبار نعمة الله المخلّصة هو ما يجعل من الإنسان أداة نافعة للملكوت. |
||||
12 - 09 - 2017, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 18955 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عجزو عن نقل جثمانه بعد الف عام من نياحته تعرف علي معجزة يوحنا المعمدان التي ادهشت الخليفة الفاطمي داخل الجامع الأموي الكبير في دمشق وتحت هذه القبّة يُحفظ جزءٌ من رفات القديس يوحنا المعمدان، وهو على الأرجح من رأس القديس، وذلك منذ أن كان كنيسة كبيرة شيّدها الروم البيزنطيين في القرن الرابع الميلادي على اسم هذا القديس، وقبل أن يتمّ تحويله الى “الجامع الأموي” في القرن الثامن الميلادي، بعد احتلال العرب لبلاد الشام! في العهد الخلافة الفاطمية، وهو أشدّ العهود قهراً واضطهاداً للمسيحيين في بلاد الشام، أمر والي دمشق بإزالة قبر القديس يوحنا المعمدان من مكانه داخل الجامع الأموي. فما أن باشر العمّال المُكلّفون عملهم، ومع ضربات المطرقات والمعاول الأولى لإزالة المقام، حتى نَفرَ من الضريح سيلٌ غزيرٌ من الدماء وجرى باتّجاه منطقة “باب مصلى” التي كانت عبارة عن ميدان الحَصى الذي كانت تجري عليه سباقات الخيل في الماضي، وتقع عند تقاطع شوارع ابن عساكر – المجتهد – الميدان – الزاهرة. فأُصيب العُمّال بالذُعر الشديد والذهول! وسرعان ما انتشر الخبر في دمشق كلّها، وجاء والي الشام بنفسه لينظر ما حدث، وسارع الأئمّة والمشايخ الى المكان وبدأوا بالأدعية والصلوات من أجل ايقاف جريان الدم، ولكن دون جدوى.! عندها أُبلغَ مطران دمشق الذي توجه إلى المكان يرافقه رجالٌ من الكهنة والشمامسة والرهبان الأرثوذكس، فلمّا وصلوا الى المكان بدأوا يتلون الصلوات… عندئذ توقف الدم عن الجريان والامتداد، وبدأ بالانكفاء والانقطاع تدريجياً حتى دخوله الضريح. بعد ذلك تراجع الوالي عن قراره وأمر بإبقاء المقام داخل الجامع الأموي على حاله. |
||||
12 - 09 - 2017, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 18956 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ايها الخدام والخادمات اعلموا واحذروا
يا إخوتي أنظروا لملك الدهور، فالمسيح الرب لم يأتي ليتعظم من الناس ويجلس على الكراسي العظيمة ويقف فوق المنابر ويكون له شرف وكرامة الخدمة والكل يعظمه ويمدح صلاحه في كل مكان، بل في وداعة وتواضع قلب تمنطق بمنشفة كالعبيد وانحنى يغسل الأقدام، فأن لم يكن عند أحدكم هذه الروح عينها فاعلموا أن خدمتكم ينقصها المسيح الرب شخصياً. |
||||
12 - 09 - 2017, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 18957 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الهجرة الشرعية وغير الشرعية الهجرة الشرعية وغير الشرعية تتوق الناس للهجرة من بلادها إلى بلاد أخرى سعيـًا وراء لقمة العيش أو لتحسين الدخل أو هربًا من ظروف قاسية من ناحية المعيشة أو الناحية الأمنية. ولكن الهجرة لها ضوابطها وقوانينها الدولية؛ فمن يريد الهجرة من بلد إلى آخر عليه أخذ تأشيرة للدخول من سفارة البلد التي يريد الهجرة إليها. وبالتالي انقسم الناس إلى فريقين في تعاملهم مع فكرة الهجرة؛ فبعضهم يهاجر هجرة شرعية، والبعض الآخر هجرة غير شرعية. وإليك عزيزي القارئ الهجرتين: * الهجرة الشرعية يسعى المهاجر فيها جاهدًا ليسلك الطرق القانونية مثل جواز السفر وتأشيرة الدخول إلى البلد التي يهاجر إليها وكل الأوراق المطلوبة. وبالنسبة للمؤمن لا بد أن يأخذ المشورة الإلهية أولاً، أو بلغة السفر والهجرة يأخذ أولاً تأشيرة السماء. والكتاب المقدس مليء بالقصص التي تؤيد الهجرة الشرعية التي لا تتحرك إلا بأمر الرب، على سبيل المثال: أول وأشهر مُهاجر هجرة شرعية، بأمر الرب، هو إبراهيم أبو المؤمنين : «وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: "اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً"» (تكوين12: 1-2). وهنا نلاحظ أن الرب عندما يعطي تأشيرة الهجرة يعطي معها ضمان بالبركة. وقصص كثيرة من كلمة الله عن عائلات هاجروا هجرة شرعية بأمر الرب على سبيل المثال لا الحصر: يعقوب «فَكَلَّمَ اللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَقَالَ: “يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ!”. فَقَالَ: “هأَنَذَا”. فَقَالَ: “أَنَا اللهُ، إِلهُ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ مِنَ النُّزُولِ إِلَى مِصْرَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ. أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ إِلَى مِصْرَ”» (تكوين2:46-4). لاحظ الكلمات الآتية في النص: “لا تخف - أجعلك أمة عظيمة - أنا أنزل معك”. ما أروع هذه الضمانات! الشونمية: «وَكَلَّمَ أَلِيشَعُ الْمَرْأَةَ الَّتِي أَحْيَا ابْنَهَا قَائِلاً: “قُومِي وَانْطَلِقِي أَنْتِ وَبَيْتُكِ وَتَغَرَّبِي حَيْثُمَا تَتَغَرَّبِي، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا بِجُوعٍ فَيَأْتِي أَيْضًا عَلَى الأَرْضِ سَبْعَ سِنِينٍ”. قَامَتِ الْمَرْأَةُ وَفَعَلَتْ حَسَبَ كَلاَمِ رَجُلِ اللهِ، وَانْطَلَقَتْ هِيَ وَبَيْتُهَا وَتَغَرَّبَتْ فِي أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَ سِنِينٍ» (2ملوك8: 1-2). أكبر هجرة شرعية: هي هجرة شعب الله من أرض مصر إلى أرض كنعان وهذه بأمر الرب. وأجلّها هجرة الرب يسوع وهو طفل صغير مع يوسف ومريم إلى مصر. * الهجرة غير الشرعية وهذه الهجرة في منتهى الخطورة؛ فإذا دخل إنسان بلد ما بطريق غير مباشر أو غير قانوني وهو ما يسمى “الهجرة غير الشرعية” وضُبِطَ على الحدود؛ فلا بد أن يُتَخَذ معه كافة الإجراءات. وأحيانًا يؤدي الأمر إلى فقدان الحياة. والخطر الأكبر عندما تكون الهجرة ليست أفرادًا بل عائلات. كما رأينا أكثر من حادثة تناقلتها وكالات الأنباء وأشهرها الحادثة الأخيرة التي حدثت في بلادنا بغرق مركب في البحر المتوسط بكل من فيها ومعظمهم عائلات. وهذا ليس بجديد، فيذكر لنا الكتاب المقدس عن قصص مأساوية لعائلات قررت الهجرة غير الشرعية، وكانت مأساتهم يندى لها الجبين. ونذكر على سبيل المثال أيضـًا بعض الأمثلة: عائلة لوط: قصة مأساوية من القصص الأسرية التي فكَّرت في الهجرة غير الشرعية، فقد كانت هذه الأسرة تتمتع برغدة العيش والاستقرار الأمني والأسري، ولكن رب الأسرة، عندما راودته أحلام الهجرة إلى بلد آخر، رأى أن الحياة هناك أفضل من بلاده؛ فشدّ ترحاله ومعه أسرته وكل ما يملك، وذهب إلى تلك البلاد. ولكنه لم يضع في الحسبان ثقافة هذه البلاد إنهم يصيرون الحرية فرصة للجسد، لدرجة أن هذه البلاد تمارس أنجس أنواع الرزيلة مثل الشذوذ، وتضرب بكل القيم والمُثُل عرض الحائط. ونظرًا لممتلكات هذا الرجل الكثيرة، لم يحاسَب من أحد، بل على العكس رحبوا به في هذا البلد، لدرجة أنه أخذ منصبًا سياسيـًا فيها، وكبرت بناته فتزوجن من أهل تلك البلد، إلا الصغيرتين اللتين كانتا لم تتزوجا بعد. ولكن كان الشر يستفحل في هذه البلاد يومًا بعد يوم، فأنذرهم الله إنذارًا شديدًا بأن أهاج عليهم قوات تحالف من أربع دول مجاورة وخرجوا من المعركة خاسرين بأخذ نساءهم أسرى وممتلكاتهم غنائم، ولكن الرب حررهم بأن أرسل إليهم إبراهيم على رأس جيش من قوات تحالف أيضًا، وبذلك حرَّر لوطًا من الأسر. ولكن رجع لوط وسكن في سدوم بلد الهجرة، ولم يتّعظ ولم يأخذ إعتبارًا لنفسه، بل استمر هناك في هذه الهجرة غير الشرعية، والتي لم تكن تتفق مع فكر الله. قرر الله القضاء التام على سدوم وعمورة وكل مدن الدائرة، بسبب شرهم، وذلك بأن أمطر عليها عاصفة كبريتية مشتعلة، فأحرقت الكل ولم ينج من هذا الحريق إلا لوط وابنتاه اللتان لم تتزوجا، وخسر كل شيء زوجته وبناته المتزوجات وممتلكاته، ولم يخرج من سدوم إلا بثقافة سدوم النجسة، حتى عندما ذهب إلى الجبل ليختبئ هناك هو وابنتيه سقتاه خمرًا ومارستا معه الرزيلة بحجة إقامة نسل لأبيهما، ومنهما خرج شعبي موآب وبني عمون. * عائلة نعمي وأليمالك: هذه قصة مأساوية أخرى، فقد هاجرت هذه العائلة دون أخذ تأشيرة من الرب، وذلك بحثًا عن لقمة العيش. وتغربت في بلاد موآب الذين يعبدون كموش الإله الذي يقدّمون له أطفالهم محرقات. وهناك فقدت نعمي زوجها، وبعدها فقدت ولديها، ورجعت قائلة : «لِمَاذَا تَدْعُونَنِي نُعْمِي، وَالرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي وَالْقَدِيرُ قَدْ كَسَّرَنِي؟» (راعوث1: 21). هذه هي الهجرة غير الشرعية. عزيزي القارئ إذا كنت تفكر في الهجرة فمن فضلك كن حريصًا أنه لا بد أن تأخذ تأشيرة من السماء قبل تأشيرة من سفارة الدولة التي تريد الهجرة إليها، وأحذر من الطرق الملتوية في الهجرة غير الشرعية. والرب يباركك * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
12 - 09 - 2017, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 18958 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخدمة تفتقر روح الأبوة
انتبهوا يا إخوتي فالخدمة لا تحتاج للشكل الإداري ولا لكثرة المسابقات والرحلات وغيرها من الأنشطة، ولا حتى التبرعات رغم أهميتها وضرورتها لسد حاجات الناس، بل تفتقر لروح الأبوة والمثال الحي المتجسد فيه ملكوت الله، الذي يشع منه نور الحياة الجديدة في المسيح يسوع. فنحن حقاً نفتقد لروح الأبوة داخل الكنيسة، والنفوس تفتقر للاحتضان الأبوي ليسندها ويعطيها (بالنعمة التي نالها من الله) الدواء الفعال لنفسيتها المشروخة وقلبها الموجوع، أنين الشباب ارتفع في كل مكان وازداد جداً صراخه الداخلي الصامت والذي نادراً - في هذه الأيام - أن يُصغي إليه أحد، فهو جوعان لبر الله، عطشان يبحث عن الماء الحي، مفتقر لرؤية نور وجه الله الحي. فكثيرون لا ينتبهون لفقدان روح الأبوة الحقيقية كموهبة إلهية فعالة في الكنيسة، لأنها فعلاً غائبة تماماً ووجودها شديد النُدرة، وشباب وشبات كثيرين في أمس الحاجة أن يمسك بأيديهم أب، يسندهم ويريهم طريق البر وحياة الشركة من الناحية الواقعية العملية الفعالة، يقدم لهم الغذاء الروحاني النازل من عند أبي الأنوار، يرشدهم في طريق النور ليسيروا باستقامة ليتجنبوا العثرة والتخبط في الطريق. آه يا سيدنا الرب مد يدك بالشفاء العاجل لكل قلب مجروح بالخطية والإثم، |
||||
12 - 09 - 2017, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 18959 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سيرة القديسة ثيؤدرة التائبة نشأت في القرن الخامس الميلادي في عهد الإمبراطور زينون من أبوين شريفين بالإسكندرية أتسمت بالجمال البارع مع الحياة التقوية والغني . تزوجت شابا غنيا تقيا وكانت حياتهما مملوءة سلاما وفرحا السجن . وفي وسط مظاهر الغنى تعرف عليها شاب غني أعجب بحكمتها واتزانها وكان تقيا وطاهرا فصارت بينهما دالة . ولكن عدو الخير بدأ بعد فترة يلقي فيه بزار الفكر الشرير من جهة ثيؤدورة وتزايدت الحرب حتى وجد الشاب فرصة وصارح ثيؤدورة بأفكاره من جهتها فصدمت إذ كانت ترى فيه النقاوة وأنتهر ته . مرت الأيام وتزايدت الأفكار حتى سقطا في الخطية لم يعرف أحد ما حدث خاصة والكل يعلم أنهما طاهران لكن ثيؤدورة لم تحتمل نفسها وفي صراعها صارحت رجلها بما حدث والدموع تنهمر من عينيها ولم يعرف الزوج ماذا يعمل لأنه كان يثق في زوجته وصديقه . وتحولت حياتهما إلى دموع لا تنقطع وأخيرا قررت أن تترك العالم لتقضي بقية أيامها في توبة فحلقت شعر رأسها وتزيت بزي الرجال وانطلقت ليلا إلى دير الاناطون بالدخيلة بالإسكندرية حاليا . وهناك سألت رئيس الدير أن يقبلها فأراد أن يختبرها فتركها على الباب طوال الليل وسط البرد الشديد وفي الصباح وجد أن عينيها قد تورمتا بسبب البكاء فسمح لها بالدخول وعرفت باسم الراهب تاؤدور أو تادرس . عاشت القديسة في هذا الدير تمارس خدمة فلاحة البساتين محتملة كل تعب بفرح وسرور وصلواتها لا تنقطع وسط أتعاب العمل . واتسمت بالطاعة والوداعة مع النسك الشديد . وقد وهبها الله عطية صنع المعجزات فذاع صيتها ووفد على الدير كثيرون يطلبون بركتها وكان زوجها يئن بلا انقطاع لا يعلم مكانها وكان مشتاقا أن يطمئن على خلاصها فقدم بدموع صلوات وفي غمرة حزنه ظهر له ملاك يسأله أن يذهب إلى كنيسة القديس بطرس خاتم الشهداء ليجدها بجوار الكنيسة بمفردها . ولما أنطلق لم يجد هناك سوى راهبا يقود جمالا وكان هو نفسه ثيؤدورة التي لم يعرفها زوجها لتغير شكلها بسبب شدة نسكها . أما هي فعرفته وحيته فرد عليها التحية ولما رأى عدو الخير أنها أفلتت من مخالبه حرك امرأة شريرة توجهت إلى رئيس الدير تشكو أن هذا الراهب أفسد عفتها . وقد احتملت القديسة السخرية بتسليم كامل دون أن تدافع عن نفسها حتى لا يعرف أحد سرها . وطردت من الدير مع الرضيع لمدة سبع سنوات في البرية . فذاقت فيها كل تعب وألم خاصة من أجل الطفل البريء وكانت تجاهد حاسبة أن ما جرى لها من قبيل التأديب وإذ أظهرت كل ثبات مع التوبة سمح لها رئيس الدير بالعودة مع الطفل بعد أن وضع عليها قانونا قاسيا . وطلب منها أن تبقى في قلايتها مع ابنها ولا تقابل أحدا خارج الكنيسة . نياحتها: رأى رئيس الدير في حلم كأن السماء قد انفتحت وظهر عرش تجلس عليه عروس جميلة بجوارها ملاك، فلما سأل عن العروس قيل له إنها الراهب ثيؤدور، فقام في الحال متجهًا نحو قلاية الراهب ليسمعه يحدث الابن المنسوب إليه، قائلًا : [يا ولدي، لقد قاربت شمسي أن تغيب ولا ألبث أن أفارقك. لكني أتركك بين يدي أب عطوف، هو الله أب اليتامى جميعًا. وأملي وطيد أن رئيس الدير لا يتخلى عنك وأن يعطف الرهبان عليك. يا ولدي لا تبحث عن أصلك ونسبك. إن خير الأنساب هو يأتينا من الفضيلة. لا تنظر إلى الأمجاد العالمية، لأن الرجل السعيد ليس هو الرجل المجيد. ولقد قال الرب يسوع: طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. صلِ لأجل الخطاة، كن عونًا للضعيف، ولا تتوان في طريق الكمال. اخدم قريبك كما لو كان سيدك، لكي تكون مقبولًا عند المسيح يسوع الذي لأجلنا أخذ صورة عبد. كن مواظبًا على الصلاة لئلا تدخل في التجارب. وإذا هاجمتك التجربة فاصمد لها. وإذا انتهت التجربة فلا تمل عن الصلاة، لئلا تعود إليك فتتغلب عليك. فإذا اتبعت يا ولدي نصائحي هذه ومشوراتي فإن الله يكون معك ويحفظك من الشرير ومن سائر الأعداء.] وقف رئيس الدير خارج القلاية يستمع حتى النهاية، فتأكد أن هذا الراهب مُفترى عليه، وإذ طرق الباب ليدخل وينال بركته قبل رحيله دخل فوجده قد أسلم الروح. أقبل الرهبان إلى جثمان الراهب ثيؤدور ليعلنوا أسفهم على ما صدر منهم بعد ان سمعوا من رئيس الدير ما قد رآه وسمعه، وإذ أرادوا دفنه أدركوا أنها امرأة للحال انتشر الخبر في كل الإسكندرية، وجاء الكثيرون يطلبون بركتها. عندئذ أدرك زوجها أنها امرأته، فجاء يبكي بمرارة متذكرًا كيف أنه سبق فرآها ولم يعرفها حين كانت تقود الجمال. توسل لدى رئيس الدير أن يقبله راهبًا ويكمل بقية أيامه في ذات قلايتها. أما الصبي فكان ينمو في النعمة حتى أحبه الجميع واختير في ما بعد رئيسًا للدير. +++++++++++++++++++++++ ثيؤدورة : كلمة معناها عطية الله بطرس : دعاة يسوع "صفا" وهي كلمة أرامية، يقابلها باليونانية كلمة بطرس ومعناها حجر أو صخر ثاؤذورس : ثاؤذورس ، تادرس ، تاوضروس إسم معناه موهوب من الله |
||||
13 - 09 - 2017, 02:48 PM | رقم المشاركة : ( 18960 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعليم مخادع مُقدم باسم الحق
وهو عكس إعلان الإنجيل الصريح واحد ماشي ورا فكرة المسيح وحده ولغى الثالوث القدوس الظاهر في العهد الجديد ومش محتاج أصلاً كل هذا التفسير المعوج، لكن يبدو أنها ارتداد لبدعة سابليوس القديمة من ايام يوحنا الرسول الذي كتب رسالته الولى ضد هذا الفكر المشوش، والكلام الملتوي المقدم بتعليم فاسد كان كالتالي _________________________________ من هو ابن الله فى البداية وقبل كل شيىء ، ينبغى أن نفهم أن ليس لله ابن حرفى، لا بالخلق ولا الولادة فى الأزل. . ********** حينما نقول لقب "ابن الإنسان" فإننا نتحدث عن "إنسان" لأن ابن الإنسان هو إنسان فالإنسان شأنه شأن كل مخلوقات الرب الإله يعمل كجنسه ، وهكذا الحيوانات والطيور والأسماك والنباتات ، كلٌ يعمل كجنسه تك 1 : 11 - 21 . لكن لا يُمكن أن يقول أحداً عن نفسه لكونه إنسان إبن إنسان أنه "آدم" لأن آدم أخرج كجنسه وقد تكاثر وتعدد وهو ليس واحد. أما متى قولنا لقب "ابن الله" فإننا نتحدث عن "الله ذاته فى الطبيعة البشرية" ، لأن الله ليس مثل مخلوقاته يُمكن أن يعمل كجنسه (حاشا) سواء بالخلق أو بالتكوين الذاتى؛ الذى يخفونهُ تحت أسم الولادة الطبيعية الذاتية.. فهو القائل عن نفسه: أنا يهوه وليس آخر. لا إله سواي. إش 45: 5، أنا يهوه ولا إله آخر غيري. إش 45: 21، يهوه إلهنا ربٌ واحد. تث 6 : 4 . و"الله" لكونه واحد فى الذات والكينونة والتعيُن والشخصية، ولا يمكن أن يتعدد؛ لذلك حين أطلق الكتاب على الرب يسوع أنه "ابن الله" لو 1 : 35 . كما قال هو عن نفسه: فهم اليهود أنه هو الله ذاته فى صورة البشر لذلك أرادوا رجمه يو 5 : 18. فمُستحيل أن نقول كما أن "ابن الإنسان" "إنسان" ، فإن "ابن الله" هو "إله" ، لأن الله واحد منذ الأزل وإلى الأبد ، ولا يُمكن أن يكون له ابن أو "آخر" يُعادله بأى شكل من الأشكال أو تحت أى صورة من الصور . وعليه فإن الرب يسوع ليس هو "نور من نور" ولا "إله من إله" كما وصفه مجمع نيقية سنة 325م (حاشا لله أنها جريمة سيُعاقب عليها كل من سوّلت لهم نفوسهم بهذا التجديف) كما أنه مُستحيل أن يكون هو الابن المخلوق من الله "بصفته إله" ولا المُعتبر "أنه إله" ، لأن الله لا يُمكن أن يخلق "إله خالق" يأخد مكانه فى كل شيىء لدرجة أن تتعبد له كل الشعوب . دا 7 : 14 !! كيف وهو القائل عن نفسه : أنا يهوه هذا أسمى ومجدى لا اُعطيه لآخر . إش 42 : 8 . ثم أن الوضع على هذا النحو لا يُعدّ مجد بل احلال وتنازل ، وهذا مُستحيل . فالأب الجسدى مهما بلغ حُبه لابنه ، لا يُمكن أن يُعطيه اختصاصاته أبداً !! كما أن الرب يسوع ليس هو أيضاً الابن المولود من الذات الإلهية أزلاً ؛ إذ أن هذا يجعل مع الله آخر من ذات جنسه وكل هذا تجديف باطل . إذاً الابن هو كما قال الكتاب : الله فى الجسد . 1تى 3 : 16 ، حلول ملء اللاهوت فى الجسد . كو 1 : 19 ، 2 : 9 . . فالابن هو الله الآب المنظور كو 1 : 15 - هو بهاء الآب ورسم جوهره المُتعيّن فى الجسد . عب 1 : 3 ومن له أذنان للسمع فاليسمع. ___________________________________ طبعاً الكلام كله تحوير مقصود من واحد حب يفلسف الأمور وماشي وراء بدعة المسيح وحده، مظهراً في كلام تاني كتير - لم أحضره لأنه طويل للغاية - أن العهد الجديد بيشير للمسيح وحده إذ أنه بيعتبر كل كلام عن الآب هو الله في طبيعته اللاهوتية، وعن الابن في حلول ملئ اللاهوت جسدياً، والروح القدس هو صورة اتحاد الله بالنفس بعد ما قام المسيح، فالمسيح بيعتبروه هو الآب والروح القدس، لأن بيعتبروا ان كل هذه اسماء متعدده للمسيح الله الظاهر في الجسد.. طبعاً أنا مش قصدي أكت رد على هذه ابدعة لأنه مش محتاج رد وهي مش بدعة جديدة خالص دية مردود عليها من القديس يوحنا الرسول نفسه وآباء القرن الثاني والثالث، لكن للأسف الناس علشان يرتاح عقلها من موضوع الثالوث ارتاحوا لهذه الفكرة فمالوا لما هو غريب عن إعلان العهد الجديد نهائياً، وده كله بسبب فلسفة الفكر التي طرحت كثيرين جرحى ومعظمهم كان لهم صورة العلم والتقوى، فضاع منهم رسالة الإنجيل وتاهوا في مزالق خطرة وساروا وراء أفكار مشوشة كثيرة لأننا وصلنا لجيل يعشق أن يتفلسف فتاه وسط خضم معارك دامية بين الناس وبعضها، وللأسف معظم من سار وراء أفكار غريبة كانوا اكثر ناس التزام في كنائسهم وبيدافعوا عن عقائدهم بشراسة، لكن التقلبات النفسية والعقيدية والفكرية نتاج الفلسفة وأن القلب ليس مع الله فعلياً ولم ينالوا انفتاح البصيرة بالروح لأن كله عندهم علم وفكر ليس فيه إعلان ولا حياة حقيقية مع الله... ربنا يرحم الجميع لأنه ينبغي أن نصلي كثيراً جداً من أجل النفوس الضائعة |
||||