منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 08 - 2017, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 18901 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الضعف الروحي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير
للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده.
رومية 28:8

الأشياء السيئة تحدث في الحياة. إبليس يلعب دورا في الأشياء السيئة التي تحدث. خطايانا أيضا تلعب دورا. عدم طاعة الله و الضعف الروحي يجلب أشياء مؤلمة. أحيانا يؤدبنا الله لكي يوقظنا من الكسل أو لكي يصحح لنا أخطاء في حياتنا. و لكننا نمتلك وعد رائع : إذا أحببنا الله و سعينا لتلبية ندائه في حياتنا فأبونا السماوي سوف يعمل من أجل أن كل الأشياء تعمل للخير.
أبي , أقدر وعدك أن كل الأشياء تعمل من أجل خيري سواء كانت أشياء جيدة أم سيئة. اطلب منك أيها الآب الحبيب أن تعطيني الإيمان لكي أصدق هذا الوعد في الأوقات المؤلمة و الصعبة. أطلب منك يا الله أن تعطيني الصبر لكي اثبت في ما أؤمن به في أوقات التجربة. أؤمن بوعودك يا إلهي الحبيب و أتوق لأرى ما ستفعله بي عندما تنتهى من عملك فيَّ . باسم يسوع أصلي . آمين.
 
قديم 29 - 08 - 2017, 03:36 PM   رقم المشاركة : ( 18902 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تكلا هيمانوت

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


معلومات شخصية الميلاد 1215 الوفاة 1313 الحياة العملية المهنة قس وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة تكلا هيمانوت هو أشهر قديس في إثيوبيا. وهو الوحيد الذي جائته أجنحة! بحسب القصص الدينية القبطية الأرثذوكسية والحبشية الأرثذوكسية[1] ومن الجدير بالذكر أن الاحتفالات بأعياد ميلاد القديسين نادرة جداً وتعد على أصابع اليد الواحدة، منهم يوحنا المعمدان، وتكلا. (دخول المسيحية للحبشة
"ملاك الرب كلَّم فيلبس قائلاً: قم اذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدر من أورشليم إلى غزة التي هي بري ة، فقام وذهب وإذا رجل حبشي خصي لكنداكة ملكة الحبشة، كان على جميع خزائنها، فهذا كان قد جاء إلى أورشليم، وكان راجعاً وجالساً على مركبة يقرأ سفر إشعياء النبي." (أع26:8)
هذا الحبشي عَمَّدهُ فيلبس بعد أن كلمه عن تجسد المسيح وصلبه وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب.. ونقل الإيمان لبلاده.. مع بقاء بعض العادات اليهودية.
وفي بداية القرن الرابع، رشم البابا أثاناسيوس فرومنتيوس أسقفاً على إثيوبيا، وسمّاه الأنبا سلامه، وكان ذلك عام 340 م، فنقل الأسرار المقدسة إلى البلاد، ومن هذا اليوم والكنيسة الإثيوبية تعيش في بنوّة لكرسي مارمرقس بالإسكندرية بكل محبة.
الأسرة المسيحية
عاش في إثيوبيا في القرن الثالث عشر أسرة مسيحية تقية، الزوج كاهن مُحِبّ لخدمة السيد المسيح اسمه "سجاز آب" أي "عطية الآب"، والزوجة ثرية جداً مُحِبّة للفقراء اسمها "سارة".
وكان شفيع الأسرة هو الملاك ميخائيل، فكانا يعملان له العيد كل 12 من الشهر القبطي، بإقامة القداس، وتعمل بعد ذلك وليمة للفقراء.
وكانت الزوجة عاقر (لا تنجب)، وكانت دائمة الطلبة أن يعطيها الله ولداً تفرح به، وكانت سارة تقضي معظم وقتها في الكنيسة، مشغولة بقراءة المزامير والأناجيل.. وأحبّت الفقراء جداً وتفانت في خدمتهم، حتى لقّبها الناس "أجزهاريا" أي "مُختارة الله".
وذات يوم فكّرت سارة في أن تهب كل ما لهم للفقراء، وأن يعتقوا العبيد الذين عندهم، وقالت لزوجها وإتقفا، وفعلا كذلك. الملاك ميخائيل شفيع الأسرة
وبعد سنوات كثيرة ملؤها السلام، ملك "موتملي" على أرض الداموت والشوا، وهو رجل وثني أغلق الكثير من الكنائس وحاول إحياء عبادة الأصنام.
وذات يوم هاجم "طلانس" حيث يعيش الأب الكاهن "سجاز آب" مع زوجته، فلما دخلا البلدة أصيبت بالذعر حتى كانوا يهربون هنا وهناك.
وانطلق "سجاز آب" إلى طريق يختبئ فيها، فتعقبه أحد الجنود ليقتله، حتى وصلا إلى بحيرة قريبة، فألقى بنفسه فيها من وجه الجندي، وهو يطلب الملاك ميخائيل.. وفي الحال أصبح الماء فوقه كالخيمة، وظهر له الملاك لِيُقَوّيه. ولما طال الوقت، ظنَّ الجندي أنه غرق، فأخبره الملاك بانصراف الجندي، فخرج في الحال. فقال له الملاك ميخائيل: "إن نجاتَك هي من أجل الطفل الذي سيخرج منك.." كما أخبره بأسرار كثيرة عن هذا الطفل، ثم حمله إلى البلد، وكان هذا في الثاني عشر من برمهات.
عاد الكاهن، ليعرف ما جرى، فرأى في كل بيت مناحة على فقيد أو منهوب، وأنهم أخذوا زوجته سارة لتقديمها إلى الملك الفاسِد مونتِملى كهدية.
نظر الملك بهاء وجه أجزهاريا القديسة، فأمر أن تُعْطى ثياباً فاخرة، وجواهر غالية للزينة، وتُحْفَظ في مدينة الآلهة حتى يتم زفافها إليه!
حزن سجاز آب على ما حدث لزوجته التي أحبها، وكان يخشى عليها من الملك الشرير، ولكنه ذهب في الحال إلى بيت الله. دخل الكنيسة وسجد أمام المذبح المقدس، وصار في تنهُّد وبكاء كثير مُختلطة بصلاة قلبية، يطلب فيها أن ينظر الله إلى زوجته المسبية. سارة والملاك
في الثاني والعشرين من برمهات.. كان الكاهن سجاز آب يُقَدِّم قربان القداس باسم زوجته سارة مع كل شعبه، وبينما هو يطوف بالبخور في الكنيسة ويضع الصليب المقدس على رؤوس الموجودين للبركة، رأى بين المُصَلّين امرأة تلبس ملابس غالية مثل ملابس الملوك، وقائمة للصلاة في مهابة كثيرة أمام الله، ففكّر في نفسه مَنْ تكون هذه؟!
ثم عاد إلى الهيكل فأكمل الصلاة، ولما فرغ من انصراف الشعب، افتقد الغرباء ومنهم هذه المرأة، ولما سألها عن حالها ومن أين أتت، قالت له.. إنني سمعت عن شخص يُدعى سجاز آب أنه قد سُبِيَت زوجته، فأتيت لأكون له زوجة!
رشم الكاهن نفسه بالصليب وقال له: "يا إبنتي، هل يتزوَّج الكاهِن مرة أخرى؟! لا تقولي هذا.. إن زوجتي محفوظة بيد الله وهو سَيُعيدها لي بسلام."
فابتسمت سارة فَرِحة بإيمان زوجها، وخلعت عنها برقعاً كانت تُغَطّي به وجهها، واندهش الزوج من هذه المُفاجأة، وسألها كيف أتت؟! فقالت له أن الملاك أنقذها، وأتى بها إلى الكنيسة. فسجد الإثنان أمام الله في الكنيسة، وشكراه على عنايته بها.
ثم أخبرت سارة زوجها بأنها قد صلَّت من أجل سلامتها، فظهر لها الملاك ميخائيل بأنها سوف تعود من أجل إبنها الآتي.. ولما بدأت مراسم الزواج وانتهت وبدأ الناس يُهنئون الملك بالزواج، حدثت بروق ورعود عظيمة اهتزّ لها المكان.. كان هذا قبيل مجئ الملاك ميخائيل لها وأنقذها وأحضرها للكنيسة.
وفي هذه الليلة رأى سجا زآب حلماً، فيه شمس في حجرة نومهما ونجوماً كثيرة ونور بهي على الأرض كلها.. وفي الليلة التالية ظهر لهما الملاك ميخائيل وأخبرهما بحمل الابن المبارك.
وفي الصباح وزّعا كثير مما كان قد تبقّى عندهما على الفقراء.. وكانوا يواظِبون على إقامة تذكار الملاك ميخائيل كل 12 من الشهر. ميلاد فرح صهيون (الانبا تكلا) في يوم 24 كيهك ولدت سارة طفلاً جميلاً وسُمّيَ "فرح صهيون" أو "فصح صهيون" أو "فرح الكنائس"، وأجرى الله منه عجائب مثل كلامه وهو ابن ثلاثة أيام، إشارة إلى أنه سيكون مُقَدَّساً للرب. وعَمَّداه في اليوم الأربعين من ميلاده.
حدث قحط شديد بالبلاد بعد سنة ونصف من ميلاد الصبي، حتى لم يكن ممكناً أن تحتفل أسرة القديس الصغير بعيد الميلاد القريب حتى أن الأم كانت آسفة على ذلك جداً، وذات يوم بينما هي تُصَلّى وتطلب من الله شيئاً تقدمه في عيد الملاك، وإذ هي تبكي وطفلها على ذراعها مسح دموعها، وأشار إلى داخل، فلما سارت به إلى حيث أشار، وجدت قليلاً من الدقيق في طبق، فلما اقتربت منه ووضع الطفل يده فيه فاض الطبق بالدقيق فإندهشت الأم، ثم بدأت تجمع القفف والزنابيل التي بالمنزل، فلم يبق شيء فارغ، وهكذا فعلت بالسمن والزيت والعسل.. وكان هذا في الثاني عشر من برمهات (تِذكار سبيها).
وقد أعطاه الله أيضاً موهبة حِفظ المزامير والكتاب المقدس.. في أحد الليالي، ظهر الملاك ميخائيل للأنبا كيرلس أسقف إثيوبيا في حلم، وقال له: "غداً يأتيك رجل أصفر اللون، ويسجد أمامك. هذا له ابنٌ مباركٌ، وهو مُختار لملكوت السموات، وهو عظيمٌ أمام الرب.. إرسمه شماساً ثم اتركه ينطلق بسلام."
وبعدما تم ما قاله الملاك، وفي طريق العودة، فكَّرا أن يبيتا في أقرب قرية حتى يمكنهما أن يأخذوا طعاماً، وكانت المدينة القريبة هي "أمحرا"، وكان أهلها لا يطعمون غريباً.
ولما دخلا المدينة، سأل الابن جماعة من الذين كانوا في الطريق عن مكان يمكن المبيت فيه، فأخذ واحداً منهم يشتمه ويضربه بدون سبب، فصرخ الشماس طالِباً معونة الملاك ميخائيل الذي خَلَّصه سريعاً، وأصاب الرجل الشرير بضرر.
لم يقدر الشماس المملوء من نعمة الروح القدس أن يرى هذا الإنسان، رغم أنه كان يضربه من وقت قليل، في هذه الحالة المؤلمة، فصلّى أن يرفع الله عنه هذه الآلام، فشفاه ملاك الله.. فآمن بالله وعائلته.
وبينما الأب مع ولده في الطريق مع أصحابهم (بعد قضاء ليلتهم في "أمحرا")، فرغ منهم الماء وقلَّ الطعام، فإنزوى القديس وصلّى بدموع أن يعطيهم الله ماء، فأجرى الله ينبوعاً من الصخر، فشربوا وأخذوا للطريق ماء.
وقد رغب الوالِدان في تزويج إبنهما، ولكنه رفض، وأخبرهم أنه قد نذر نفسه ليكون بتولاً كل الأيام. فقبل الوالدين أن يبقى بلا زواج، ولكن حسب عادة البلاد بقيت الفتاة معهم في المنزل كإبنتهم، إذ أحبت هي الأخرى ان تظل بتولاً.. ثم رُسَمَ كاهناً، ومن ذلك الوقت زادت صلواته وعبادته وأصوامه مع محبة مُتَّقِدة للجميع في أن يتعرَّفوا أكثر على المسيح ابن الله، وبقى مع والده يساعده في الخدمة، حتى انتقلت والدته "أجزهاريا" (سارة) إلى السماء في 12 مسرى، وبعدها بأيام قليلة انتقل والده أيضاً إلى السماء.
وفي يوم ما بينما كان يمارس هوايته في الصيد في الغابات كعادته، ظهر له رب المجد يسوع محمولاً على أجنحة الملائكة وأبرق حوله بنور عظيم قائلاً: "أنا هو إلهك، حافِظَك من طفولتك.. لا يعود عملك صيد الوحوش بل صيد الناس. ومن الآن لا يكون اسمك "فرح صهيون" بل "تكلا هيمانوت" (والذي يعني "فردوس الآب والابن والروح القدس"). ثم اختفت الرؤيا السماوية. +++++++++++++ كتانا تؤمن بالمسيح سمع القديس أن بلاد "كِتانا" يعبدون شجرة يسكن بها شيطان يخافون منه، ويسيطر عليهم جماعة من السحرة.
احتدَّت روح القديس تكلا هيمانوت، كيف يَسْتَعبِد الشيطان وأتباعه السحرة أبناء الله المخلوقين على صورته، فقام وذهب إلى تلك البلاد كما دعاه الله، وما أن اقترب من المدينة التي بها الشجرة، حتى سمع الشيطان صلواته، وصار يصرخ ويقول: "إبعدوا تكلا هيمانوت، إنه إنسان خطر عليكم، لا تدعوه يدخل المدينة، فهو شرير!"
فطلب القديس تكلا هيمانوت شفاعة الملاك ميخائيل ومعونة الله في هذا العمل لإنقاذ الشعب. فاقترب من الشجرة وطلب منها بإيمان قوي أن تتحرَّك وتتبعه، فكانت الشجرة تمشي في إتجاه خطواته، وكانت جذورها تُحْدِث صوتاً كالرعد عند انتزاعها من الأرض، فأصاب الرعب كثيرين، وكانت فروعها تقتل كثيرين في الطريق.. وكان الشيطان يصرخ ويقول: "لماذا تُعَذِّبني؟! أما يكفيك إنني تركت لك أرض "طلانس"؟ فأمره القديس أن يعترف أمام الناس أنه مُضِل، ويقر مَنْ هو الإله الحقيقي، فاعترف الشيطان أن المسيح هو الإله الحقيقي وحده.
ومن ذلك الوقت بدأ القديس يُعَلِّمهم الإيمان بالثالوث الأقدس، ثم عمَّدهم جميعاً، وبلغ عددهم 111.500، وأقام لهم كنيسة يتناولون فيها من الأسرار المقدسة. ومما ساعَد هذه البلاد على قبول الإيمان بالمسيح يسوع أن القديس تكلا هيمانوت بصلواته إلى الله أقام الذين ماتوا أثناء حركة شجرة الشيطان. وقد عَمَّد القديس نحو 60 ألفاً، وصارت "كتانا" كلها مسيحية.. ثم خرج القديس إلى برية "يكيس" للتفرُّغ للصوم والصلاة، وظل على هذا الحال طويلاً، وكان ملاك الله يرشده إلى ما يعمله كل حين، وذات يوم سمع صوتاً يناديه ثلاث مرات قائلاً: "امض إلى بلاد "الداموت" لأن لي هناك شعباً كثيراً، وابن لي كنيسة على اسم السيِّدة العذراء."
وفي طريق لـ"الداموت"، طاردته الشياطين، وكان ينتصِر عليهم بقوة الصليب المُحيي. ولما وصل بدأ في هدم الأصنام التي كان يعبدها الناس.
وقد عرف القديس أن الأمير به شيطان، فصلى القديس إلى الله وخرج منه الروح الشرير على شكل قرد. فآمن الأمير بالله واعتمد هو وزوجته وابنه. وذاع خبر قدرته على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين بصلاته إلى الله.
سمع الملك "موتملي" بخبر عِماد إبنه الأمير على يد القديس، فتألَّم كثيراً، وأرسل جنده إلى الأمير لِيُسَلِّم لهم القديس فرفض، ولما علم الملك بذلك، أرسل كثير من الجند للقبض على إبنه الأمير والقديس وإحضارهم مُقَيَّدين.
ولما وصلا إلى الملك، أمر بتعذيبهما كثيراً، لكن ملاك الله شفاهم. ثم تم إلقاؤهم بكهف ملئ بالوحوش، لكن أنقذهم الملاك مرة أخرى. وقد حاول الملك نفسه الهجوم على الأنبا تكلا هيمانوت برمح، فيبست يده وصار يصرخ من الألم، حينئذ وسوس له الشيطان أن كل هذه النكبات من هذين الرجلين، ولابد من قتلهما! فأصدر أمره أن يُعَلَّق الرجُلان على شجرتين في حديقة قصره، وما أن عُلِّق القديس من رقبته على الشجرة بالحِبال حتى مالَت الشجرة بجذعها القوي حتى لامَسَت أقدام القديس الأرض، ونزل بسلام. وإذا بأنوار بهية من السماء تضئ المكان فرفع الناس أنظارهم فرؤوا طغمات سمائية تُسَبِّح وتُمَجِّد الله.. وحدث هذا وغيره من الأمور حتى آمن الكثيرين، ثم الملك نفسه بعد ذلك. وفي يوم من الأيام ظهر له رب المجد يسوع وقال له: "امض إلى أرض "أمحرا" واسكن في ديرها إلى أن أُكَلِّمَك مرة أخرى، وهوّذا الملاك ميخائيل يكون معك."
وفي طريقه إلى "أمحرا" صادَف راهباً ذاهباً إلى دير وارتحل الإثنان على سحابة نورانية رتَّبها لهما الله حتى وصلا إلى الدير في يومين مع أن المدة تستغرِق شهوراً كثيرة.
ولما ذاع خبر القديس على أفواه الناس طلب من الله أن يُنَجّيه من المجد الباطل، فظهر له الملاك ميخائيل وأمره أن يذهب إلى دير "اسطفانوس". وفي الطريق صادَف القديس نهراً عميقاً لم يعرف كيف يعبره، فظهر له ملاك الرب وقال له أن يتبعه على وجه المياه، ثم اختفى الملاك وظلّ القديس سائراً كما لو كان على الأرض، حتى وصل إلى الجانب الآخر من البحيرة. وعاش هناك في نسك كثير بأصوام وصلوات وميطانيات..
وذات ليلة أراه الله مجد الدهر الآتي وأفراح القديسين في السماء، فَسُرَّت نفسه وفرح كثيراً والتهب قلبه بمحبة الله، حتى أن المنظر الذي رآه بأنواره التي تغمر السماوات وكل أرواح القديسين
ومن هناك خرج القديس تكلا هيمانوت إلى أرض "الفخراني" بإرشاد من الملاك، ذاهِباً إلى راهب قديس يُدعى "يوحنا"، وبقي عنده يتتلمذ على يديه 12 سنة في دير "ادوجواي".
ظهر ملاك الرب للقديس وأشار عليه أن يذهب إلى مغارة أسفل الوادي حيث أن الدير كان على قمة الجبل، فودَّع رئيس الدير وسأله أن يذكره في صلواته وخرج الرهبان ليودعوه، وكان الرهبان يربطون مَنْ يريد النزول من على الجبل بحبل (لأنه كان مُنحَدِراً بشدة). وفي أثناء نزول القديس، انقطع الحبل، وانزعج الرهبان جداً، ولكنهم شاهدوا ستة أجنحة تبرز من جنبيه تحمله إلى الأرض بسلام، فعاد الرهبان إلى الدير ممجدين الله على عظمته وعنايته بأولاده. ++++++++++++ سياحة الأنبا تكلا نزل القديس إلى برية واسعة فيها كثير من القديسين يصومون خمسة أيام، ولا يأكلون خبزاً مما في العالم؛ بل طعامهم من نباتات البرية وشرابهم من ندى السماء يومي السبت والأحد. وقد زار كثير من الأديرة والكنائس، واشتاقَت نفسه يوماً لزيارة القُدس بأورشليم، فسار قاصِداً تلك البلاد، وزار كذلك الأردن حيث تعمَّد السيد المسيح.
ثم ظهر له ملاك الرب وأخبره بأن يذهب إلى أرض "الصوفان"، فهناك سيكون قبره، وسوف تُبنى كنيسة على اسمه. +++++++++++++++
جهاد القديس الأخير استقر أخيراً القديس تكلا هيمانوت الحبشي في أرض "الشواريني" وبنى ديره المعروف باسم "البيانوس" وتلمذ رهباناً كثيرين وجاهَد في نُسْكٍ بأصوام وصلوات وميطانيات كثيرة.. ورأى أنه لكي يكون مُنتَبِهاً في الصلاة، يمكنه الوقوف على قدم واحدة! فكان يُصَلّي واقِفاً على رجله اليُمنى حتى جَفَّت هذه الساق وإنكسرت. فأخذها أبناؤه ولفّوها في لفافة. أما هو فكان يُصَلّي على الرِّجل الأخرى ولم يكن يخرج من مغارته ليرى النور، بل ظلَّ حبيساً بقية أيام حياته؛ إذ استغنى بالوجود مع الله عن كل عمل مُداوِماً على التسبيح والشُّكر. نياحة القديس لما أكمل القديس تكلا هيمانوت الإثيوبي القِس جهاده، وصار جسده كالخشبة المحروقة، ظهر له مخلصنا الصالح، وأعطاه السلام، وأعلمه أنه سيموت بداء الطاعون وأنه سينتَقِل إلى السماء مع ثلاثة من أولاده.
مرض ثلاثة من الرهبان بداء الطاعون، ثم مرض القديس وتألم الجميع معه بسبب الآلام الشديدة التي لهذا المرض.. ولما اقتربت ساعة نياحته نظر الرب يسوع مع القديسة العذراء مريم وملائكة كثيرين يتقدَّمهم ميخائيل رئيس جُند الرب حارِسهُ وشفيعه. وأضاءت مغارته بنور سماوي بهي، وفاحَت رائحة بخور جميلة جداً، فطلب أولاده أن يُصَلّي من أجلهم ليغفِر لهم الرب خطاياهُم، وللوقت صعدت روحه الطاهِرة بسلام إلى السماء، وكان ذلك في 24 مسرى، وبلغ عمره تسعة وتسعين سنة وثمانية شهور، وناحَت إثيوبيا على هذا القديس، وقد بكاه الكبير والصغير والذين عَرِفوا المسيح بواسطته.
أما أبناؤه فأخذوا جسده وكفَّنوه بإكرام جزيل بعد تحنيطه، ودُفِن في مغارته وبقي بها نحو 56 سنة وقد كانت خارج الدير.
وفي السنة ال57 لنياحته ظهر للأنبا "حزقيا" الذي كان بعد تلميذه "إليشع" وقال له: "قد حان الوقت لأن تنقِلني إلى الدير." وقد تمّ ذلك في احتفال مهيب، وقد أعطاه علامة على حضوره معهم بأنه بعدما يطوفوا به ثلاث مرات بالهيكل يوقد قنديل الزيت الذي يتركوه مُطفأ في شرقية الكنيسة.
وحدث أنه بعدما طيف بجسده الطاهِر ثلاثة مرات حول المذبح، أن قنديل الشرقية أضاء، ففرح الجميع لحضور القديس معهم. وقد حدث أثناء الطواف بالجسد أن داس الناس لكثرتهم رجلاً، فإنكسرت ساقاه، ولكنه حالما لمس جسد القديس قام صحيحاً في الحال، ودُفِن تحت المذبح بهيكل الكنيسة الذي يحمل اسمه بدير "ليبانوس"
 
قديم 30 - 08 - 2017, 01:11 PM   رقم المشاركة : ( 18903 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نيافة الانبا بيشوي والرد علي الاتهامات الكاذبة بخصوص مقتل هيباتيا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لبابا كيرلس الأول وجريمة قتل هيباتيا (3)
---------------------------------------
جزء من دراسة لنيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي
---------------------
(تتبع هاشتاج #البابا_كيرلس_الأول لمتابعه الرد على الإدعائات الكاذبه المثاره هذه الأيام) - ردا على صفحة إيجبتوس
عانى كيرلس هذا الإهمال في الأزمنة الحديثة، ففيما عدا رسائله المجمعية فهو غير مُمَثَل في الترجمة الفيكتورية الإنجليزية المتأخرة للآباء, Library of Nicene and Post-Nicene Fathers مكتبة آباء نقية وما بعد نيقية. ومما تسبب في ذلك، هو بلا شك تصويره في رواية شارلز كينجسلي الشهيرة "هيباتيا" في عام 1853م كشخص شرير قاسٍ وعديم الضمير. ومع ذلك فكل هذا يعطي أساسًا فقيرًا لفهم شخص اعتبره المسيحيون على الأقل منذ القرن السابع فصاعدًا "خاتم الآباء" .
ويجب هنا أن نتساءل لماذا صور تشارلز كينجسلي بخبث القديس كيرلس بهذه الصورة, ولماذا يكتب روائي عن مقتل هيباتيا بعد 1438 عام من الحدث نفسه, مستحضرًا في ذهنه مثل هذا التخيل القدحي الزائف عن القديس كيرلس وبابويته؟! وحيث إننا قد لا يمكننا الرد المباشر على هذا السؤال فإنه من الضروري أن نؤكد حقيقة أن أعمال كينجسلي ليست تاريخًا, ولا يجب أن تُقرأ على أنها مقالة تاريخية عن الخلاف الديني والاجتماعي في القرن الخامس في الإسكندرية ولكن بالحري كقصة خيالية. ونفس الكلام نقوله بالنسبة لرواية زيدان التي نحن بصددها والمملوءة بالأخطاء التاريخية والتزييف والافتراءات على الكنيسة ورجالها وعلى رأسهم البابا كيرلس الكبير.
يبرهن J.A. McGuckin بحق على أنها مجرد ثقافة غير مسئولة من جانب المؤرخين الذين اعتبروا أعمال كينجسلي تاريخًا أكثر منها خيالا. ونحن نكرر نفس الرأي بالنسبة لاعتبار رواية "عزازيل" تاريخًا وليس خيالاً, وهنا تكمن الخطورة, بالرغم من أنه يراوغ ويقول إنها مجرد رواية أدبية ثم يعود ليقول إن الأحداث التاريخية التي فيها هي أحداثًا صحيحة.
وعلى أساس ما قاله J.A. McGuckin فيما يخص انتقاد البرنامج الفيكتوري بقسوة للشخصية التاريخية للقديس كيرلس, فإننا نرى بوضوح أن هذا الوضع السياسي المتصلب يُعتبر بكل أسف ثقافة غير مسئولة أصبحت في النهاية تاريخًا يحكى بالخيال.
وفي Hypatia of Alexandria by M. Dzielska "هيباتيا الإسكندرية", التي كتبتها م. دزيلسكا, تعرض الكاتبة مراجعة للتاريخ في قصة هيباتيا ونقد الادعاءات ضد القديس كيرلس. وفي خطاب إلكتروني [e-mail] مع دزيلسكا قالت:
تاريخيًا لم يكن هناك ارتباط مباشر بين تحريض القديس كيرلس وقتل هيباتيا. بالرغم مما في كتابات دامسيوس Damascius’ (Life of Isidorus) من عبارات متحيزة تتهم كيرلس, فإن المصادر الباقية تجعل هذا العمل الإجرامي يظهر على أنه قتل له طابع سياسي وليس ديني, مرتبطًا بالضغوط الاجتماعية والصراعات المتضاربة التي حدثت في ذلك الوقت في الإسكندرية بين الجماعات المتنافسة داخل السلطات العلمانية والكنسية.
تقول سوزان ويسيل Susan Wessel في كتابها "القديس كيرلس والجدل النسطوري"
Cyril of Alexandria and the Nestorian Controversy: The Making of a Saint and of a Heretic
لم يتورط "البارابالاني" أبدًا، رسميًا في الفعل الأكثر إرهابية لذلك الزمان وهو مقتل هيباتيا. لأنه لم يُشر أي قانون من القوانين أبدًا إلى الحادث.
وأضافت في نفس الكتاب قائلة:
يبدو أنه من غير المحتمل أن يكون البلاط الإمبراطوري قد صدّق أن القديس كيرلس ومسانديه كانوا مسئولين عن "أعمال الإرهاب" التي ارتكبها "البارابالاني". لأنه في فبراير 418م، أصدر ثيئودوسيوس الثاني عدة قوانين جديدة استعادت سلطة كيرلس على "البارابالاني" مرة أخرى، ورفع عددهم إلى 600.
فلو كان القديس كيرلس و"البارابالاني" متورطين بغير التباس في مقتل هيباتيا، لَمَا كان الإمبراطور ثيئودوسيوس قد أعاد المجموعة لتكون تحت سلطة القديس كيرلس.
ربما يكون من المعقول ظاهريًا أن نخلص إلى أن مقتل هيباتيا يمكن أن يُعزى إلى مجموعة من المسيحيين المتوحشين، لم يكونوا من "البارابالاني"، ولكنهم اعتقدوا أن مقابلات هيباتيا الواضحة جدًا مع حاكم الإسكندرية هددت سلطة (أو قوة) القديس كيرلس في المدينة.
كذلك فإن في كتاب س.ج. دافيز:
S. J. Davis’ book, The Early Coptic Papacy: The Egyptian Church and its Leaders in Late Antiquity
يشرح دافيز أن الاتهامات ضد القديس كيرلس كانت على غير أساس وكانت غير دقيقة تاريخيًا في اتهامه بالقتل. وهو يُقَوِّض كل الاتهامات ضد القديس كيرلس بأن وضّح كيف أن الوضع كله كان معقدًا ومتفجرًا. ويشير أيضًا إلى أن "قتل هيباتيا كان على ما يبدو -ولو جزئيًا- نتيجة صراع معقد بين كيرلس وأوريستوس بخصوص السلطة الكنسية-القضائية [الشرعية]" . كذلك عندما نتحدث عن البيئة الاجتماعية غير المستقرة, في الإسكندرية بسبب قتل هيباتيا نذكر ما كتبه McGuckin في كتابه
St Cyril of Alexandria: On the Unity of Christ
"القديس كيرلس الإسكندري: في وحدانية المسيح":
نسب بعض المعلقين -وبالأخص أولئك الذين أرادوا أن يسيئوا إلى سمعة ولاهوت كيرلس- هذه الاتهامات من العنصرية والفتن والقتل له وانتقدوه بقسوة كزعيم للدهماء [مهيج أو خطيب شعبي يستغل الاستياء الاجتماعي لاكتساب نفوذ سياسي] له قليل أو بدون أية مباديء, وهذا نتيجة لقراءة الأحداث بسذاجة. فالحياة في القرن الخامس في أية مدينة بيزنطية كانت عنيفة بطريقة تبعد عن خيال وخبرة أغلب الحديثين. وعنف الرعاع كان تقريبًا جزءًا من نمط منظم للسلوك الاجتماعي راسخ الجذور في النظام الاجتماعي الروماني. كان على الأباطرة وحكام المقاطعات وبالفعل الأساقفة المسيحيين, الذين اتخذوا أكثر فأكثر قوة سياسية من القرن الرابع فصاعدًا, أن يعترفوا به ويعالجوه [يتعاملوا معه] .
والمؤرخ الأنجليكاني Canon W. Bright في كتابه
A History of the Church from the Edict of Milan, A.D. 313, to the Council of Chalcedon, A.D. 451. يدافع بوضوح عن القديس كيرلس قائلاً:
لم يكن كيرلس طرفًا [شريكًا] في هذا العمل الشنيع, ولكنه كان عمل الناس الذين صاح هو أصلاً بآلامهم. وإن لم يكن هناك هجوم [انقضاض] على الكنائس لم تكن هيباتيا قد قُتلت .
يقول كاتب سير القديسين الروماني الكاثوليكي المثقف Alan Butler في كتابه "سير القديسين" (Lives of the Saints, sub Jan. 28) إنه يعتبر كيرلس بريئًا, وقد احتكم إلى صمت أوريستوس وسقراط إزاء الجريمة. يميل كل من Walch, Schrِckh, Gibbon, and Milman إلى أن يُحَمِّل كيرلس مسئولية قتل هيباتيا ولكن الدلائل ليست كافية .
لم ينسب سقراط أي دور معين لكيرلس في الأحداث التي أدت إلى مقتل هيباتيا. ورأى فقط أن العمل العنيف جلب فيما بعد الانتقاد الشديد سواء لكيرلس أو لكنيسته. لا يوجد أي دليل مباشر أو يُعَوَّل عليه يدل على أن القديس كيرلس أَمَر بحدوث ضربة مشابهة للمافيا على هيباتيا .
لا يوجد تقرير موثوق به يربط مباشرة بين كيرلس ومقتلها .
. من ثم يظهر أنه لا يوجد أي إثبات أن. (القديس كيرلس) كان مذنبًا في هذه الجريمة البشعة .
وفي الحقيقة أنه إذا كان القديس كيرلس مسئولاً عن مقتل هيباتيا فإن الشخص الأول الذي كان سيأخذ موقفًا ضده ويدينه هو أوريستوس, وأول من سيعلن أنه مذنب هو سقراط. وحقيقة أن أحدًا منهما لم يفعل ذلك لهي أوضح دليل على براءته.
 
قديم 30 - 08 - 2017, 02:26 PM   رقم المشاركة : ( 18904 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

افْهَمْ مَا أَقُولُ. فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفهم
«افْهَمْ مَا أَقُولُ. فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ.»
(2تيموثاوس 2: 7)
كانت هذه طلبة الرسول بولس لابنه تيموثاوس، حيث أدرك بولس أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لتيموثاوس حتى يمكنه استيعاب الأمور الألهية التي يحدّثه عنها.
وإذا تَلفتَّ حولك أيها القارئ العزيز، تستطيع بسهولة أن تلاحظ الكارثه التي يسببها عدم الفهم فيمن حولنا؛ سواء بما يعتقدون أو كيف يفكرون، أو كيف يسلكون!
ولهذا السبب امتدح الكتاب المقدس الفاهمون بالقول :
«وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ،... إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ.»
(دانيآل12: 3).
ألا تتفق معي أيها القارئ العزيز أننا فى حاجة إلى هذه الفضيلة في هذه الأيام؟!
*
أولاً:
ما هو الفهم وأهميته؟
-1-
الفهم هو ببساطة استيعاب الأمور بطريقة صحيحة، والمقدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ. فأن تكون فاهمًا يعني أن تكون مُميِّزًا، وهذا ما طلبه الرسول بولس في صلاته لأجل مؤمني فيلبي

«وَهذَا أُصَلِّيهِ:
أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ،
حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ،»
(فيلبي1: 9، 10).
-2-

وقد نفهم في أمور العالم جيدًا، من أنشطته وعلومه وهذا رائع؛ لكن هناك نوعًا آخر أهم من الفهم يسمى بـالفهم الروحي كقول الوحي :
«..أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ»
(كولوسي1: 9)،
وهو فهم لأمور الله بروح الله، وأيضًا النظر إلى كل الأمور حولنا بمعايير الله المعطاة في كلمة الله.
-3-
عدم الفهم الروحي يجعلنا لا نفهم أمور الله، إذ نحاول تفسيرها بطريقة جسدية، فمرة قال الرب يسوع لتلاميذه :
«انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ»،
فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ:
«إِنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ خُبْزًا».

والرب لم يقصد الخبز بل قصد رياء الفريسين وتعاليمهم، هذا أحزن الرب وقال لهم :
«أَحَتَّى الآنَ لاَ تَفْهَمُونَ؟..»
(متى16: 6-9).
-4-
ولنأخذ مثالاً واضحًا للفهم الروحي، يوم أن قام رجل ليشتم داود، اسمه شمعي بن جيرا، وبالفهامة البشرية قرَّر رجال داود أن يقتلوه، لكن داود بالفهم الروحي أدرك الأمر بطريقة مختلفة تمامًا فقال لهم :
«دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا؟»
(2صموئيل16: 11)؛
أي أن داود فهم أن هذا كان معاملات من الرب معه!
ثانيًا:
خطورة الحياة بدون الفهم
يقول سليمان الحكيم :
« الذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى. الأَغْبِيَاءُ يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ. »
(أمثال27: 12).
فبينما الفهيم ينجو من فخاخ الشر بالبصيرة الروحية التي له من الرب، لكن عديم الفهم يؤذي نفسه!
ودعني أوضِّح ما أقصده بهذين المثلين:
-1-
اجتمع الأشرار يومًا على نحميا وهو يبني السور، وقصدوا أن ينزلوه من الشغل على السور، بهدف أن يحكوا معه عن أمر هام ثم يقتلوه. لكن الرب أعطى نحميا المصلي فهمًا فقال لهم :
«..إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيمًا فَلاَ أَقْدِرُ أَنْ أَنْزِلَ..»
(نحميا6: 3).
-2-

أما «.. الأَغْبِيَاءُ يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ.»،
(الأمثال 27: 12)
وهل من غباء وعدم فهم أكثر مما أظهره شمشون!
فلقد أستدرجته دليلة الشريرة ولم ينتبه، قالت له بوضوح :
«.. وَبِمَاذَا تُوثَقُ لإِذْلاَلِكَ؟»
ولم يفهم. ورويدًا رويدًا خدعته بكلامها المعسول حتى كشف لها سر قوته - ألا وهو كونه نذيرًا، أي مُكرسًا للرب والنتيجة، لحماقته، أن الأعداء حلقوا شعر رأس انتذاره، وفارقته قوته بل والرب أيضًا، فقلع الأعداء عينيه ومات أخيرًا مُهانًا بينهم
(راجع قضاة16).
ألا تشعر معي عزيزي، بحاجتنا الماسة إلى هذا الفهم الروحي، الذي يمنحنا الرب أياه، لحفظنا من السلوك الأهوج غير الواعي ومن الخطية ونتائجها المريرة :
«فَالْعَقْلُ يَحْفَظُكَ، وَالْفَهْمُ يَنْصُرُكَ،لإِنْقَاذِكَ مِنْ طَرِيقِ الشِّرِّيرِ،..»
(أمثال2: 11-12).
ثالثًا:
أروع الأمثلة المبهرة للفهم في التاريخ
يقدِّم لنا الكتاب المقدس أمثلة كثيرة ورائعة، لعظماء كانت الحكمة الإلهية منهجهم والفهم سمة حياتهم، ودعني أذكر لك مثالاً واحدًا فقط، وهو سليمان الحكيم.
طلب سليمان من الرب :
«فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْبًا فَهِيمًا لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ،»
(1ملوك3: 9).
ويقول الكتاب إن الرب أعطاه قلبًا حكيمًا ومميِّزًا. وبعد هذه الصلاة مباشرة، ظهر ثمار هذا الفهم الرباني في أروع صورة. فلقد جاءت إليه امرأتان معهما طفلاً واحدًا، وكل منهما تدّعي أنه طفلها. فماذا فعل هذا الفهيم؟!
يقول الكتاب:
« فَقَالَ الْمَلِكُ:
«اشْطُرُوا (شقوا نصفين) الْوَلَدَ الْحَيَّ اثْنَيْنِ، وَأَعْطُوا نِصْفًا لِلْوَاحِدَةِ وَنِصْفًا لِلأُخْرَى»

(1ملوك3: 25)!
وطبعًا لم يشطر الولد، بل قصد سليمان معرفة من هي الأم الحقيقية، وعرفها عندما صرخت أحداهما قائلة :
«أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ»!
وفي الحال عرف أن التي صرخت هي الأم الحقيقية؛ فأعطاها الطفل. ويقول الكتاب إن الشعب جميعًا :
«رَأَوْا حِكْمَةَ اللهِ فِيهِ».
فيا لروعة الفهم!
رابعًا:
من أين نحصل على هذا الفهم؟
-1-
أطلب من الرب:
صلَّى الشاب الصغير :
«فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْبًا فَهِيمًا»،
فأجابه الرب قائلاً :
«هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا»
(1ملوك3: 9، 12)،
وأصبح هذا الشاب هو الملك سليمان الحكيم، وشهد بهذا الاختبار قائلاً :
«لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ.»
(أمثال2: 6).
-2-

من كلمة الله:
يقول دانيآل
«فَهِمْتُ مِنَ الْكُتُبِ»
(دانيال9: 2)،

فبحق أن كل من التصق بكلمة الله وطبقها في حياته، امتلأ حكمة وفهمًا فهي :
« ..تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا.»
(مزمور19: 7).
-3-

بروح الله:
الامتلاء بروح الله الذي قيل عنه :
«.. رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ.»
(إشعياء11: 2).
أحبائي..
إن الرب إلهنا إله فهيم :
و« بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ. أَثْبَتَ السَّمَاوَاتِ بِالْفَهْمِ.»
(أمثال3: 19)،
وهو يريدنا أن نكون مثله، ولا سيما وسط عالم لا يفهم الله ولا أموره :
«لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ.»
(رومية3: 11).
لذلك لتكن صلاتنا للرب أن يحقِّق لنا هذه الطلبة الجميلة :
«لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ.»
(أفسس5: 17).
* * *
أشكرك أحبك كثيراً
وبركة الرب لكل خادم و قارئ
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين .

يسوع يحبك
 
قديم 30 - 08 - 2017, 02:27 PM   رقم المشاركة : ( 18905 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن أردت حقاً أن تدخل للإنجيل دخولاً صحيحاً

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



إن أردت حقاً أن تدخل للإنجيل دخولاً صحيحاً نافعاً لك، لتسمع صوت الله وتنال قوة وتشرب من مياه الحياة الصالحة، فاخلع نعليك لأن الأرض التي أنت واقف عليها مقدسة، والنعل ما هو إلا جلد حيوان ميت، والذي يعبر عن الأفكار والأعمال الميتة التي لنا والتي تحجب النور الصادر من كلمة الله الفعالة، فيُبطل مفعولها ولا تسري الحياة التي فيها إلينا أبداً، لأننا مشحونين بالأفكار الإنسانية المقنعة، والتي تزحم وتشغل تفكيرنا فتشل طاقتنا الروحية وتسد آذاننا على أن تسمع صوت الحق الخارج من الكلمة الصادرة من الله الحي لتشع حياته الخاصة فينا وتُنير لنا الحياة والخلود.
فيا إخوتي الله يُكلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه حسب التدبير، لأنه كلم موسى من خلال العُلية التي كانت إشارة بليغة للتجسد الإلهي حسب التدبير، وقد انطبق ذلك تمام الانطباق لأنه كلمنا في ابنه المتجسد في أواخر الأيام حسب الوعد، لذلك فأن المدخل الوحيد للكتاب المقدس هو الإخلاء والصليب، لأن ابن الله الحي اخلى نفسه آخذاً صورة عبد وإذ وجد في الهيئة كإنسان أطاع الاب حتى الموت موت الصليب، فدان الخطية في الجسد فصار لا دينونة الآن على الذين هم فيه، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح، ولذلك كل من لا يقبل أن يخلي نفسه من كل أفكاره الميتة، وأن يقبل إدانة الخطية في الجسد بفعل عمل نعمة الله فيه، مبرراً بعض الخطايا والذنوب على أنها شيء عادي أو طبيعي في الإنسان، فأنه لن يستفيد شيئاً من خلاص المسيح الرب، لأنه سيظل ميتاً في خطاياه ولن يفهم ويستوعب سرّ كلمة الحياة ولن ينعجن طبعه بها فيتغير عن شكله بتجديد ذهنه ليختبر إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة، وبالتالي لن يلبس المسيح الرب، وسيظل في زيه القديم البالي، ليس عنده ثوب العُرس اللائق لدخول الحفل العظيم الذي للمك.
وهذا هو سرّ فلس الكثيرين بكونهم لم يدخلوا بعد لإنجيل الخلاص وشفاء النفس الذي بدأ بنداء التوبة والإيمان بالإنجيل، لأن بدون توبة لن يوجد إيمان صحيح فعال بالإنجيل، لأن الرب قال بفمه الطاهر: توبوا وآمنوا بالإنجيل.
 
قديم 30 - 08 - 2017, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 18906 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بطيء الغضب كثير الفهم،
وقصير الروح معلي الحمق.
أمثال 29:14
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


رد الفعل السريع للعنف و التهديد و الإهانة توحي بالقوة لكثير من الناس هذه الأيام . رد الفعل السريع بسبب الغضب هو حماقة . رد الفعل هذا نادرا ما يأتي بالتأثير المطلوب على المدى البعيد و يعقد المشاكل التي يجب أن تحل. التعامل بصبر مع المشاكل و المواقف الجارحة يدل على التفاهم و هو مثمر على المدى البعيد.
أبي أسألك أن تعطينى الصبر و ضبط النفس . أعلم أن هذه الفضائل هي من ثمار الروح القدس لذلك أطلب منك أن تملأني من الروح القدس . من فضلك أعطني الفهم و الحكمة لكي أصمت حتى أصلي و أفكر أولا ً. باسم يسوع أصلي . آمين .
 
قديم 05 - 09 - 2017, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 18907 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بتفهمني وتحس بي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بتفهمني وتحس بي
الإنسان كائن اجتماعي، لا يستطيع أن يعيش بمفرده. هو دائمًا يبحث عن آخرين، يتحدث معهم، ويستمع إليهم. يسأل عنهم، ويسألون عنه. وواحدة من أهم أسباب شعور الإنسان بالسعادة، هو أن يشعر بقيمته لدى الآخرين، وكلنا نعلم أن لكل إنسان احتياج خاص، وهو طبيعي، وطريقة معينة يشعر معها بقيمته، وأهميته. فهناك من يشعر بقيمته عندما ينادونه باسمه، وآخر عندما يجد من يُصغي إليه بانتباه، وثالث عندما تنظر إليه مباشرة؛ فيشعر باهتمامك الشخصي به.
*
إن كان علماء النفس قد توصلوا لهذا الأمر عبر السنوات؛ فإن إلهنا المحب، والخالق العظيم يعلم تمامًا احتياجنا للشعور بالقيمة، والتقدير والاهتمام. لذلك فلا نندهش عندما نتأمل في حياة المسيح لنجد بعض التفاصيل الصغيرة التي تؤكد أنه كان يعلم تمامًا احتياج كل إنسان. وكان يتصرف معه بحسب احتياجه العميق للشعور بالقيمة.
*
دعوة الإنسان باسمه
من أهم الطُرق التي يشعر بها الإنسان بالقيمة والتقدير، فاسمه يخصّه وحده ومناداته باسمه تجعله يشعر بأنه ذو أهمية خاصة للمتكلم؛ وكم من مرات كان هذا الأمر سببًا في إدخال البهجة والسرور لقلوب الكثيرين، والعكس طبعًا في حالة نسيان الإسم.
إلهنا العظيم يعرف تمامًا حاجة الإنسان الشديدة لذلك؛ قال:
«دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي»
(إشعياء43: 1).
فهو لم يكتف فقط بدعوة الإنسان باسمه، إنما أعلن له عن التقدير والاهتمام الشخصي به بكلمة :
«أَنْتَ لِي».
وهذا ما كان يسوع يفعله، فقد نادى كثيرين بأسمائهم أثناء وجوده بيننا على الأرض، نادى:
مرثا، ومريم، وزكا، وبطرس، ويوحنا، وآخرين. كان يعرف جيدًا أهمية الاسم لدى الإنسان، ولم يكن يتأخر في نداء كل إنسان باسمه الشخصي.
*
الاحتياج للحوار والحديث
كان المسيح يعرف يقينًا أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج للحديث، ولهذا كان يقضي أغلب يومه بين الناس؛ يتكلم معهم، ويستمع إليهم بكل قبول وحب وانتباه. في يوم من الأيام كان المسيح في طريقة لإقامة ابنة يايرس من الموت، وجاءت نازفة الدم ولمست هدب ثوبه وشُفيت من نزيفها في الحال فوقف ودار بينه وبينها حديثًا :
(مرقس5: 30-33).
تخيل معي هذا المشهد العجيب؛ المسيح يذهب مسرعًا لإنقاذ فتاة صغيرة ماتت للتوِّ، ومن حوله جمع غفير. لكنه يتوقف ليسمع من امرأة مسكينة تفاصيل قصتها بالكامل، لقد قالت له الحق كله. حكت له متاعبها، وظروفها، وما تعانيه، وكيف تأملَّت من أطباء كثيرين. وكان المسيح واقفًا يُصغي باهتمام شديد لأنه يعلم أنها تحتاج للحديث، وللتعبير عما تعانيه منذ سنوات. كان المسيح دائمًا يستمع ويتحدَّث للناس؛ تحدث مع: السامرية، ونيقوديموس، وفي بيت عنيا مع لعازر ومريم ومرثا، ومع تلاميذه، استمع لوالد الشاب المصروع.
*
الاحتياج للمسة
واحدة من أهم احتياجات الإنسان، التي تجعله يشعر بقيمته وأهميته لدى الآخرين؛ اللمسات الرقيقة الحانية. يحتاج الإنسان لمن يلمسه؛ حيث يشعر بالدفء والأمان ويزول عنه الخوف. فعلها المسيح كثيرًا؛ ومن أشهر الأمثلة لذلك لمسته الشهيرة للأبرص :
«فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلاً لَهُ:
“إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي”
فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ:
“أُرِيدُ، فَاطْهُرْ”!»

(مرقس1: 40-41).
معروف أن الأبرص نجس، وممنوع أن يلمسه أحد لئلا يتنجس مثله. لهذا كان الأبرص يعيش طوال فترة مرضه محرومًا من اللمس، وهذا أمر قاسٍ جدًا على النفس. لذلك نجد المسيح هنا أول ما يفعله مع هذا المسكين؛ أن يلمسه. هو يحتاج للمسات السيد. ومن المؤكد أن هذا الأبرص قد شُفي نفسيًا بعد هذه اللمسة العجيبة. لم يكن الأبرص هو الوحيد الذي لمسه المسيح؛ لقد لمس الأعمى
(متى9: 29)، ولسان الأصم الأعقد (مرقس7: 33)، وأمسك ببطرس وهو يغرق (متى14: 31)، وبيد ابنة يايرس وأقامها (مرقس5: 41)، ويد حماة بطرس فتركتها الحمى (متى8: 15).
*
الاحتياج للنظرة
الأبناء يحاولون طوال الوقت لفت الانتباه لكي ينظر إليهم الناس. بينما هم يلعبون تجدهم يسترقون النظر من وقت لآخر إلى والديهم. إذا تفوقوا على أصدقائهم يلتفتون بسرعة إلى والديهم ليروا إن كانوا ينظرون إليهم أم لا. الإنسان يحتاج لنظرات الحب، والحنان، والقبول. يحتاج للنظرة التي تصاحبها ابتسامة الرضى. الجميع بلا استثناء يحبون من ينظر إليهم، بنظرات تعبِّر عن الاهتمام. كان المسيح ينظر للناس. يومًا إلتقى بشاب غني فنظر إليه وأحبه :
(متى19: 16؛ مرقس10: 21).

لأنه يعلم جيدًا أن الأغنياء يكون حولهم كثيرون يتصنَّعون الحب والتقدير، دون مشاعر حقيقية. لذلك كان المسيح يعلم تمامًا أن هذا الشاب الغني في حاجة لنظرة محبّة حقيقية، وليست تكرارًا لنظرات الحب المصطنعة. لقد استطاع المسيح بنظرة أن يقدِّم رسالة حب كاملة لهذا الشاب، الذي كان يحتاج للحب، هل ننسى أشهر نظرة نظرها المسيح في ختام حياته؛ نظرته لبطرس بعد أن أنكره. لقد نظر إليه بنظرة الحب والاشفاق والاهتمام
(لوقا22: 61)؛
حتى لا يسقط بطرس في هوة اليأس.
*
أخي.. أختي..
الله يعلم تمامًا كل احتياج لديك للتقدير والاحترام والشعور بالقيمة؛ وهو وحده القادر أن يسدّد احتياجك هذا مهما كان عظيمًا. ربما تشعر باليأس من شدة الشعور بالاحتياج للاهتمام، والشعور بالقيمة. ربما طلبت من بعض المقربين منك أن يهتموا بك، ولم تجد انتباهًا لما تقول، ولم تجد استجابة حقيقية تلبي احتياج شديد داخلك. ربما حاولت مرارًا كثيرة أن تتحدث إلى والدك ولم تجد وقته يسمح. وربما شعرت باحتياج لقضاء وقت بين أهلك وأصحابك لكن الظروف حالت دون ذلك. ربما أنت في حاجة شديدة لمن ينظر إليك باهتمام، أو من يُصغي إليك كثيرًا. أو من يناديك باسمك معلنًا أهميتك بالنسبة له. أقول لك بملء الفم:
المسيح يستطيع أن يعطيك كل ما تحتاج إليه وأكثر، يستطيع أن يلبي كل احتياج داخلك. الأكثر من ذلك أنه يعلم كل ما تحتاج إليه أكثر منك شخصيًا. اجلس أمامه. واقضي أوقاتًا خاصة في الصلاة وقراءة الكتاب المقدس، لتختبر أعظم حب، وأعجب اهتمام لم تختبره من قبل. إذهب إليه بكل ما تحتاج، وتكلَّم معه بكل ما لديك. واسكب نفسك أمامه. وثق أنك لن تعود كما كنت. ولن تقوم من أمامه محمَّلاً بثقل احتياجاتك ومتاعبك. إنما ستمتلئ فرحًا وراحة وسلام.

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 05 - 09 - 2017, 03:08 PM   رقم المشاركة : ( 18908 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دعوة الإنسان باسمه

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من أهم الطُرق التي يشعر بها الإنسان بالقيمة والتقدير، فاسمه يخصّه وحده ومناداته باسمه تجعله يشعر بأنه ذو أهمية خاصة للمتكلم؛ وكم من مرات كان هذا الأمر سببًا في إدخال البهجة والسرور لقلوب الكثيرين، والعكس طبعًا في حالة نسيان الإسم.
إلهنا العظيم يعرف تمامًا حاجة الإنسان الشديدة لذلك؛ قال
:

«دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي»

(إشعياء43: 1).
فهو لم يكتف فقط بدعوة الإنسان باسمه، إنما أعلن له عن التقدير والاهتمام الشخصي به بكلمة :
«أَنْتَ لِي».

وهذا ما كان يسوع يفعله، فقد نادى كثيرين بأسمائهم أثناء وجوده بيننا على الأرض، نادى:
مرثا، ومريم، وزكا، وبطرس، ويوحنا، وآخرين. كان يعرف جيدًا أهمية الاسم لدى الإنسان، ولم يكن يتأخر في نداء كل إنسان باسمه الشخصي.

 
قديم 05 - 09 - 2017, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 18909 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاحتياج للحوار والحديث
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كان المسيح يعرف يقينًا أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج للحديث، ولهذا كان يقضي أغلب يومه بين الناس؛ يتكلم معهم، ويستمع إليهم بكل قبول وحب وانتباه. في يوم من الأيام كان المسيح في طريقة لإقامة ابنة يايرس من الموت، وجاءت نازفة الدم ولمست هدب ثوبه وشُفيت من نزيفها في الحال فوقف ودار بينه وبينها حديثًا :
(مرقس5: 30-33).
تخيل معي هذا المشهد العجيب؛ المسيح يذهب مسرعًا لإنقاذ فتاة صغيرة ماتت للتوِّ، ومن حوله جمع غفير. لكنه يتوقف ليسمع من امرأة مسكينة تفاصيل قصتها بالكامل، لقد قالت له الحق كله. حكت له متاعبها، وظروفها، وما تعانيه، وكيف تأملَّت من أطباء كثيرين. وكان المسيح واقفًا يُصغي باهتمام شديد لأنه يعلم أنها تحتاج للحديث، وللتعبير عما تعانيه منذ سنوات. كان المسيح دائمًا يستمع ويتحدَّث للناس؛ تحدث مع: السامرية، ونيقوديموس، وفي بيت عنيا مع لعازر ومريم ومرثا، ومع تلاميذه، استمع لوالد الشاب المصروع.
*
 
قديم 05 - 09 - 2017, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 18910 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاحتياج للمسة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


واحدة من أهم احتياجات الإنسان، التي تجعله يشعر بقيمته وأهميته لدى الآخرين؛ اللمسات الرقيقة الحانية. يحتاج الإنسان لمن يلمسه؛ حيث يشعر بالدفء والأمان ويزول عنه الخوف. فعلها المسيح كثيرًا؛ ومن أشهر الأمثلة لذلك لمسته الشهيرة للأبرص :
«فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلاً لَهُ:
“إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي”
فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ:
“أُرِيدُ، فَاطْهُرْ”!»

(مرقس1: 40-41).
معروف أن الأبرص نجس، وممنوع أن يلمسه أحد لئلا يتنجس مثله. لهذا كان الأبرص يعيش طوال فترة مرضه محرومًا من اللمس، وهذا أمر قاسٍ جدًا على النفس. لذلك نجد المسيح هنا أول ما يفعله مع هذا المسكين؛ أن يلمسه. هو يحتاج للمسات السيد. ومن المؤكد أن هذا الأبرص قد شُفي نفسيًا بعد هذه اللمسة العجيبة. لم يكن الأبرص هو الوحيد الذي لمسه المسيح؛ لقد لمس الأعمى
(متى9: 29)، ولسان الأصم الأعقد (مرقس7: 33)، وأمسك ببطرس وهو يغرق (متى14: 31)، وبيد ابنة يايرس وأقامها (مرقس5: 41)، ويد حماة بطرس فتركتها الحمى (متى8: 15).
*
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025