![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 188861 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس يوحنا الذهبي الفم أمثلة يلزمنا أن نقتدي بها في حياتنا حتى النفس الأخير. نصائح للوالدين: 1. اختيار اسمه: يرى القديس أن أول درس يُقَدِّمه الوالدان لطفلهما هو اختيار اسمه، فقد عالج هذا الموضوع في شيء من الإطالة، مُطالِبًا ألا يُدعى الطفل باسم أحد أفراد الأسرة، بل باسم أحد الشهداء أو الرسل أو الأساقفة (فصل 47). وكأنه أراد من الوالدين أن يُدرِكا أن طفلهما ينتسب للأسرة السماوية أكثر مما لهما أو لعائلتهما. فالطفل يعتز باسمه الذي ناله ليتشبَّه بالشهداء والرسل والأساقفة، مُقَدِّمًا قلبه بالكامل مُكرَّسًا للرب. تتكون علاقة حب بين الطفل والقديس حامل اسمه في الرب، تنمو هذه العلاقة مع الزمن، ويود الطفل أن يتشبَّه به، ويطلب صلواته عنه، لكنه لا يصير صورة مطابقة له، لأن لكل مؤمن شخصيته الفريدة، إنه ابن فريد للرب![2] بناء على هذه النصيحة يرى البعض أن أول هدية تُقَدَّم للطفل في عيد ميلاده (أو عماده) هي أيقونة القديس الذي يحمل الطفل اسمه. وإذا كان عيد القديس في يوم غير عيد ميلاد الطفل أو عماده، تقيم الأسرة احتفالاً بعيد القديس بكونه عيدًا خاصًا بالطفل حامل اسمه. 2. تعليمه الرضا والقناعة: اهتم القديس بتوجيه الوالدين لطفلهما نحو الرضا والقناعة، وكما يقول الحكيم: "القليل مع مخافة الرب خير من كنزِ عظيم مع همٍ. أكلة من البقول حيث تكون المحبة، خير من ثورٍ معلوفٍ ومعه بغضة" (أم 15: 16-17). 3. توجيهه نحو الأسفار المقدسة: يطالب القديس يوحنا الذهبي الفم الآباء أن يُوَجِّهوا أطفالهم إلى التمتُّع بالكتاب المقدس ودراسته. فالوالدان يجنيان أول ثمرة من هذا التوجيه، حيث يُدَرِّبهما الكتاب المقدس على الطاعة للوالدين، فيجد الوالدان في أبنائهما روح الوداعة والطاعة لهما. ومن الجانب الآخر، يبدو أن بعض الآباء كانوا يخشون من اهتمام أبنائهم بالكتاب المقدس أن يميلوا إلى الحياة الرهبانية. لذلك يوضح القديس أن الأطفال الذين يعيشون في العالم متى نموا في القامة صاروا في حاجة إلى التدرُّب على كلمة الله أكثر من الرهبان، لأنهم يواجهون مواقف مثيرة وتجارب أكثر منهم. فإن كان كثيرون يهتمون بتعليم أبنائهم لينالوا مراكز سامية في القصر الملكي أو خلافه، يتعرَّضون لروح الكبرياء والعجرفة، فمن يستطيع أن يروضهم عن هذا الفكر؟ إنهم في حاجة إلى الكتاب المقدس أكثر من الرهبان لأجل ترويضهم. v لما كان تقديم النصح للأبناء ضروريًا، يوجه الرسول خطابه إلى الآباء، قائلاً: "وأنتم أيها الآباء... ربوهم بتأديب الرب وإنذاره" (أف 6: 4). أتريد أن يكون ابنك مطيعًا؟ ربِهِ من البداية على تعليم الرب وتهذيبه. لا تظن أنه ليس من الضروري أن يصغي الطفل إلى الأسفار المقدسة، فإن أول ما يسمعه منها هو: "أكرم أباك وأمك" (خر 20: 12)، وفي الحال تبدأ تجني مكافأتك. لا تقل إن الكتاب المقدس للرهبان، هل أريد أن أجعل ابني راهبًا؟ لا. ليس من الضروري أن يكون راهبًا. اجعله مسيحيًا! لماذا تخاف من أمر صالحٍ؟ فإنه يليق بكل أحدٍ أن يعرف التعاليم الكتابية، وهذا أمر حقيقي لازم للأطفال... لنُقَدِّم أنفسنا قدوة لهم، فنُعَلِّمهم منذ سنواتهم المُبَكِّرة أن يدرسوا الكتاب المقدس. v مع من يتحدث الراهب؟ مع حوائط قلايته، أم مع بطانيته (غطائه)؟ مع الصحراء أم مع الشجيرات؟ مع التلال أم الأشجار؟ هكذا إنه ليس في حاجة إلى ذات التعليم بالرغم من الحقيقة أنه يصارع لكي يصير كاملاً في ذاته وليس أن يُعَلِّمَ الآخرين، بل يُعَلِّم نفسه. ما هو الموقف بالنسبة للذين يعيشون في هذه الحياة (في العالم)؟ إنهم في حاجة ماسة إلى هذا التعليم، لأن الإنسان في العالم يواجه مصادر كثيرة للتجارب، أكثر من الراهب. وإن أردتم أن تعرفوا، فإنه بمثل هذا التعليم يكون الشخص موضع السرور أكثر من الكل. يبدأ الكل يوقره، عندما يرونه أنه ليس بغضوبٍ، ولا بطالبٍ السلطة. إذ تعرفون هذا، دَرِّبوا أبناءكم على معرفة الرب وإنذاره! وإن كان الإنسان فقيرًا فما الموقف؟... فإن هذا التعلُّم لن يسيء إليه، لأنه لا يخدم بين رجال الحاشية الملكية، بل بالعكس يصير موضع إعجاب الآخرين... فإن كان المظهر الخارجي (للفلاسفة) وحده، ظل الفلسفة المجرد، يمكنه أن يرفع من شأن الإنسان، فماذا يُقَال عن الحب نحو الحكمة الحقيقية واهبة الاستنارة؟ أما يبدأ كل أحدٍ يحترم مثل هذا الإنسان؟ أما يثقون فيه دون تحفُّظ، فيأتمنونه على بيوتهم ونسائهم وأطفالهم؟ v اخبروني، أية أشجار هي الأفضل؟ ألسنا نُفَضِّل الأشجار القوية في الداخل، فلا تؤذيها عواصف الأمطار أو البَرَدْ أو عواصف الرياح أو أي نوع من الجو القاسي، بل تتعرَّض لهذا كله دون حاجة إلى أسوار أو حدائق تحميها؟ من يحب الحكمة بالحق يكون هكذا، ويكون له غناه الذي سبق لنا وصفه. ليس لديه شيء وهو يملك كل شيءٍ؛ لديه كل شيءٍ وليس لديه شيء. السور لا يحمي القوة الداخلية، ولا يكون الحائط سندًا طبيعيًا، بل هما حماية صناعية... الإنسان الغني بالحق هو المحب الحقيقي للحكمة، لا يحتاج إلى شيءٍ من هذه الأمور، ولهذا ينصحنا الرسول الطوباوي أن نُرَبِّي أولادنا بتأديب الرب وإنذاره (أف 6: 4)... v لنُرَبِّ أولادنا بإنذار الرب وتعليمه، فتكون لنا مكافأة عظيمة محفوظة لنا. فإن كان الفنانون الذين يصنعون تماثيل، ويرسمون صورًا للملوك، يصير لهم تقدير عظيم، ألا الله يبارك ربوات المرات الذين يعلنون ويزينون صورته الملكية (لأن الإنسان صورة الله)؟ عندما نُعَلِّم أولادنا أن يكونوا صالحين ولطفاء، ومسامحين (فإن هذه كلها سمات تُنسَب لله)، وأن يكونوا أسخياء، ويُحِبُّوا الناس زملاءهم، ويحسبوا هذا الزمن الحاضر كلا شيءٍ، فإننا نغرس الفضيلة في نفوسهم، ونعلن صورة الله فيهم. هذا إذن هو واجبنا: أن نُعَلِّمَ أنفسنا وأولادنا في تقوى، وإلا بماذا نجيب أمام كرسي المسيح للحكم؟ إن كان الإنسان الذي له أبناء عصاة لا يتأهَّل ليكون أسقفًا، فكيف يتأهَّل لملكوت السماوات؟ 4. سَلِّمه في يدي الرب! v لماذا ترفضون الاقتداء برجال ونساء العهد القديم القديسين؟ أخبروني! خاصة أنتن أيتها الأمهات، فلتفكرن في حنة كمثال، اُنظرن ماذا فعلت. لقد أحضرت ابنها الوحيد صموئيل إلى الهيكل حينما كان لا يزال طفلاً! من منكن لا تريد أن يكون ابنها مثل صموئيل الذي هو أفضل من ملكٍ على العالم كله ربوات المرات؟ تقولين: "هذا مستحيل!، فإن ابني لن يكون عظيمًا هكذا مثله! لماذا هذا الأمر مستحيل؟ لأنكِ بالحقيقة أنتِ لا تريدين هذا. أودعيه في يدي ذاك القادر أن يجعله عظيمًا. ومن هو هذا؟ الله! أودعت حنة صموئيل في يدي الله. لم يكن رئيس الكهنة عالي قادرًا بالحقيقة أن يُشَكِّلَه، فقد فشل في تشكيل ابنيه. إن إيمان الأم وغيرتها جعلا كل شيء ممكنًا. لقد كان ابنها البكر والوحيد. لم تكن تعرف هل سيكون لها ابن آخر غيره، ومع هذا لمتقل قط: "سأنتظر حتى يكبر، ويذوق مباهج العالم، على الأقل في صبوته". لا، فقد رفضت مثل هذه الأفكار كلها. كان لها هدف واحد، كيف استطاعت من البدء أن تُكَرِّسَ بهجة قلبها لله. لتخجلوا أيها الرجال أمام حكمة هذه المرأة. لقد قَدَّمت صموئيل لله، وعند الرب تركته. بهذا تبارك زواجها بالأكثر، لأن غايتها الأولى هي الأمور الروحية. لقد كَرَّست بكر رحمها لله، فنالت بعد ذلك أبناء كثيرين. لقد رأت صموئيل مُكَرَّمًا حتى في هذه الحياة. إن كان الناس يردون التكريم بالتكريم، أما يرده الله بالأكثر لمن يكرمه؟ إنه يعطي الكثير جدًا حتى لمن لا يكرمونه نهائيًا! إلى متى نبقى هكذا ككتل جسدية؟ إلى متى نلتصق بالأرض؟ ليصر كل شيءٍ في المرتبة التالية بعد اهتمامنا بأولادنا، فنربيهم في تعليم الرب وإنذاره (أف 6: 4). 5. اهتمام الله نفسه بتربية الأبناء: يُحَدِّثنا القديس يوحنا الذهبي الفم عن اهتمام الله نفسه بتربية الأبناء، فإن هذه النفوس ثمينة في عينيه. فهو الذي خلق في الوالدين الأبوة والأمومة، خلال هذا الدافع "الوالدية" يشعر كل من الأب والأم بالالتزام بتربية الطفل. وضع الله في الناموس وصايا وشرائع تكشف عن اهتمامه بتربية الأبناء. يرى الذهبي الفم أن من اهتمام الله بتربية الأطفال أنه طالب الأبناء بالطاعة للوالدين، ليُقَدِّم بنفسه المكافأة للمطيعين، ومن جانب آخر ليبعث في الوالدين اعتزازًا أكثر بأطفالهم. فالأطفال هم موضع اهتمام الله نفسه. v يُعطِي الله نفسه اهتمامًا عظيمًا بتربية الأبناء. هذا هو السبب الذي لأجله وضع مثل هذا الانجذاب الطبيعي في الوالدين نحو أطفالهما، وذلك لكي يضع الوالدين في مركز يُلزِمهما برعاية أطفالهما بالضرورة. لقد شرع قوانين خاصة بهذا الاهتمام، وأسس أعيادًا تأمرنا أن نوضح معانيها. لقد لخص معنى الفصح في التعليم التالي: "وتخبر ابنك في ذلك اليوم قائلاً: من أجل ما صنع إليّ الرب، حين أخرجني من مصر" (خر 13: 8). صنع نفس الأمر بخصوص الشريعة. فعندما تحدَّث عن البكر، أضاف مرة أخرى: "ويكون متى سألك ابنك غدًا قائلاً: ما هذا؟ تقول له: بيدٍ قوية أخرجنا الرب من مصر، من بيت العبودية. وكان لما تقسى فرعون عن إطلاقنا، أن الرب قتل كل بكرٍ في أرض مصر، من بكر الناس إلى بكر البهائم، لذلك أنا أذبح للرب الذكور من كل فاتح رحم، وأفدي كل بكرٍ من أولادي" (خر 13: 14-15). خلال هذا كله يأمره الله أن يقود أطفاله إلى معرفة الله. حتى بالنسبة للأطفال أنفسهم أمرهم الله كثيرًا بخصوص الوالدين، مكافئًا المطيعين، ومجازيًا العاصين، حتى يجعلهم في موضع أكثر اعتزازًا عند الوالدين. 6. تقدير قيمة الطفل وقدراته يتطلع القديس الذهبي الفم إلى الطفل في تقديرٍ عجيبٍ واعتزازٍ به، فيرى في الأطفال فلاسفة في تكوينهم، مصارعين في تداريبهم، ومواطنين يَتَشَكَّلون ويتهيأون للسكنى الأبدية في السماء (فصلا 38 و39). يرى فيهم أن قدرات عظيمة تتحقق خلال التداريب الجادة. يرى في الطفل مدينة ذات أبواب أو مداخل كثيرة. فالنفس يقطنها حُكَّام أو قضاة صالحون، وأيضًا أشرار غير موقرين. لذا يحتاج الطفل إلى نواميس تضبط التصرُّفات الخاطئة. فالتسيب يقود إلى دمار المدينة (فصول 23-26). أما أبواب المدينة التي تحتاج إلى حراسة، فهي الحواس الخمس: اللسان (التذوق والكلام) والنظر والشم واللمس والسماع (فصول 27-37). 7. التحذير من العقوبات البدنية! حقًا يوضح القديس أن وضع قواعد للسلوك دون تحقيقها عمليًا تجعلها قواعد باطلة (فصل 26)، وأيضًا التهديد بالعقوبة دون التنفيذ لغو (فصل 30). فالتأديب والحزم أمران هامان، لكنه يحذر الآباء من استخدام العقوبات البدنية. ففي رأيه أن الأب الحكيم (أو الأم) يلزمه أن يكف عن الاستخدام المستمر للعقوبة البدنية، أو ما يدعوها بالعصا. فإن استخدام العصا يقود الطفل إلى الاستخفاف بها وعدم المبالاة بالعقوبة، كما لا تُوَلِّد فيه محبة الفضيلة. ليخشى الطفل العقوبة، لكن لا يسقط دومًا تحتها (فصل 30). 8. ليكن تعليم الطفل وتدريبه حسب قدراته يرى القديس في قول الرسول: "لا تغيظوا أولادكم" (أف 6: 4؛ كو 3: 21) دعوة إلى عدم مطالبة الطفل بأكثر من قدراته وإمكانياته، فلا يليق المبالغة في تعليمه (فصل 52)، حتى لا يحل به الرعب. 9. التعليم بالقدوة رَكَّز القديس على دور الوالدين كقدوة في حياة أبنائهما، وإذ يطلبان منهم أن يكونوا فلاسفة ومصارعين ومواطنين سمائيين، يليق بالوالدين أن يكونا هكذا حتى يَتَمَثَّلَ بهما أبناؤهم عمليًا. 10. الاهتمام بمن لهم تأثير على الطفل يؤكد القديس ضرورة اهتمام الوالدين بالتدقيق في اختيار من لهم تأثير على أبنائهما، فلا يسمحان لمن يلتصق بهم أن يروي لهم قصصًا تافهة وخزعبلات، بل يسمع أبناؤهما قصصًا من الكتاب المقدس بطريقة مُبهِجة، مع إعطاء الفرصة للحوار والنقاش. هذا ولا يليق تجاهل الحديث عن الجانب التأديبي من قبل الرب للأشرار مع توضيح محبة الله لنا. بهذا يلزم التدقيق في اختيار مربية الأطفال. 11. الاهتمام بتقديس حواس الطفل لم يتكلم عن حاسة الشم كثيرًا، إلا أنه أكد ألا يبالغ الوالدان في الروائح العطرة، فإن غاية الأنف أن تستنشق الهواء لصالح الجسم، لا أن تتنعم بالروائح العطرة. يرى البعض أن هذا الأمر تافه، لكن القديس يؤكد ما هو خلاف ذلك (فصل 54). 12. نقاوة القلب ركَّز القديس على اهتمام الوالدين بتوجيه طفلهما نحو نقاوة القلب الداخلي، فيُعَلِّمانه المحبة وطول الأناة خاصة مع الخدم (فصول 66-69)، ومع إخوته الأصغر منه (فصل 74)، وأن يعامل الخدم كأخوة له (فصل 72). 13. العفة والطهارة في حياة أبنائنا يطالب القديس الوالدين ألا يسمحا لطفلهما بالذهاب إلى المسارح، حتى لا يتسلل الانحلال الجنسي إليه (فصل 77). هذا من الجانب السلبي، أما من الجانب الإيجابي فيليق بهما مساندته بحفظ صوم يومي الأربعاء والجمعة ليتمتع بحياة الطهارة والعفة. يطالبهما أن يشجعاه على الزواج المبكر بعد أن يتمتع بالحياة الناضجة المستقيمة لحفظ طهارته. 14. أولوية الحكمة في تربية الأبناء يبرز القديس أهمية دور الوالدين في تمتُّع الطفل بالحكمة التي تهبه ضبط النفس (فصل 85)، وتقدم له مفاهيم سليمة للثروة والشهرة والقوة، حيث تزرع في قلبه مخافة الرب (فصل 85)، ويشتهي السماويات لا الأرضيات. بالحكمة يكون مواطنًا صالحًا يمارس الشئون السياسية دون أن يخطئ (فصل 89). v إن علمناهم من البداية حُبَّ الحكمة الحقيقية، ستكون لهم ثروة أعظم وأفضل مما يجلبه الغنى. إن تَعَلَّم طفل التجارة أو نال تعليمًا عاليًا في مهنة مُربِحة للغاية، فإن هذا كله يُحسَب كلا شيءٍ إن قورن بفن التخلي عن الغنى. إن أردت أن تجعل طفلك غنيًا عَلِّمه هذا. يكون بالحقيقة غنيًا، ذاك الذي لا يشتهي الممتلكات العظيمة، ولا يحيط نفسه بالثروة، بل لا يطلب شيئًا! v لا تسأل كيف يمكنه أن يَتَمَتَّع بعمرٍ طويلٍ هنا، بل كيف يَتَمَتَّع بحياة أبدية لا نهائية في الحياة العتيدة. قَدِّمْ له الأمور العظيمة، لا التافهة. لا تُجاهِد لتجعل منه خطيبًا بارعًا، بل عَلِّمه أن يحب الحكمة الحقيقية. إنه لا يعاني من شيء إن كانت تنقصه كلمات بارعة، لكن إن نقصته الحكمة، فإن كل بلاغة العالم لا تقدر أن تُعِينَه... لست أقصد أن التعليم الزمني بلا قيمة وأن نتجاهله، وإنما يلزم ألا نرتبك به في مبالغة! 15. حفظهم من العادات الوثنية أشار القديس يوحنا الذهبي الفم في مقاله هذا إلى ضرورة حفظ الأطفال من العادات الوثنية. هذه الوصية لازالت لها أهميتها في هذا الجيل بطريقٍ أو آخر. فإننا نلاحظ ما قد تَسلَّل إلى الكنيسة في الغرب مثل فكرة Santa Claus الذي يُقَدِّم الهدايا في عيد الميلاد المجيد Christmas، وأرنب القيامة Easter Bunny، حتى كاد هذا الأمر يقضي على المفهوم الروحي لعيدي الميلاد والقيامة (الفصح المسيحي)، وقد بدأ يتسلَّل الأمر ذاته إلى الشرق. يليق بنا في عيد الميلاد التركيز على ميلاد السيد المسيح كهبة قَدَّمها الآب للبشرية مع توضيح أن قصة Santa Claus مستوحاة عن شخصية القديس نيقولاوس المُحِب للعطاء. أما في عيد القيامة فنهتم أن نُقَدِّمَ في أحد الشعانين السعف مع عمل صلبان وقلوب منها، وتوضيح دخول السيد المسيح إلى قلوبنا، أورشليم الداخلية، وتأكيد عمل الفداء والخلاص للعالم كله. 16. عدم بث مفاهيم خاطئة في أذهان الأبناء يُحَذِّر القديس الآباء من إعطاء أسماء لامعة لأخطاء جسيمة وتصرُّفات غير لائقة، مما يُفسِد حياة الأبناء ويدفعهم إلى الانحلال والتسيُّب. v إنه لأمر شرير بما فيه الكفاية أن تحث أبناءك على ممارسة ما هو ضد وصايا المسيح، بل وتُلبِس هذه الممارسات قناعًا تحت أسماء برّاقة. فتدعو حضور سباقات الخيل والمسارح بصورة مستمرة "حياة اجتماعية". واقتناء الغنى "حرية". والتهور "انفتاحًا". والإسراف والتبذير "ممارسة إنسانية". والظلم "رجولة". وكأن هذا الخداع ليس فيه الكفاية فتدعو الفضائل بأسماء مهينة، فالاحتشام تدعوه "نقصًا في التعليم"، والوداعة "جبنًا"، والعدالة "ضعفًا"، والتواضع "خنوعًا"، وعدم الغضب "عجزًا". وكأنك تخشى أن يسمع ابنك الأسماء الحقيقية للفضائل والرذائل، فيهرب من الفضائل بكونها وباءً... وما هو أشر أنك تحثهم على فعل الشر، ليس فقط بكلماتك بل وبأفعالك... التي تظلم نفوسهم... إنك تبذل كل الجهد لكي تمدَّ ابنك بخادمٍ وفرسٍ ومَلْبَسٍ فاخرٍ، لكنك لا تريد أن تفكر أن يكون هو نفسه صالحًا. لا، إنك تهتم بالصخور والأشجار، ولا تعطي أدنى اهتمام للنفوس. تفعل كل شيء لتطمئن أن يوجد تمثال جميل وسقف ذهبي لبيتك، أما النفس التي هي أثمن من كل التماثيل الذهبية، فليس لها اعتبار لديك... عندما ترى ابنك مريضًا في الجسد، لا تحتاج إلى من يسألك لكي يكون في صحة جسمية كاملة وقوية. على العكس، فإنك تستخدم كل وسيلة حتى يصير جسمه في صحة جيدة ولا يعود إليه المرض ثانية. لكن عندما تكون نفوس الأبناء مريضة، يقولون إنهم ليسوا في حاجة إلى علاجٍ، وبعد هذا يتجاسرون ويدعون أنفسهم آباء! 17. اهتم بخلاص أولادك! v إننا لا نبخل عن بذل كل جهدٍ واستخدام كل وسيلة لتعليم أطفالنا العلوم الزمنية، حتى يخدمون السلطات الزمنية حسنًا. أما معرفة الإيمان المقدس وخدمة الملك السماوي، فهي أمور ليست بذات قيمة عندنا. نسمح لهم بحضور المسارح، ولا نهتم بذهابهم إلى الكنيسة والوقوف فيها بوقارٍ. إن كنا نحاسبهم عما تعلموه في المعاهد العالمية، فلماذا لا نسألهم عن ما سمعوه في بيت الرب؟ 18. الاهتمام بتعليم الأبناء وتدبير الأمور الزمنية تركيز القديس على الحكمة السماوية وتدريب الأبناء خلال كلمة الله لا يعني تجاهل تعليم الأبناء بالعلوم الزمنية وتدبير الأمور الزمنية لهم. v تقول: "ماذا؟ هل نطلب الحكمة ونترك كل ما هو أرضي؟" لا، أيها المكرمون جدًا، فإن هذا ليس فيه حب للحكمة، بل نقص لها، مما يُدَمِّر كل شيء ويفسده. 19. تشجيع الأبناء على التكريس كما أن الآباء القديسين يسندون أبناءهم، وتبقى بركة هؤلاء الآباء تسند أحفادهم إلى أجيال كثيرة، هكذا الأبناء القديسون الذين يُكَرِّسون قلوبهم وحياتهم يكونون سندًا لآبائهم. فمن أجل داود النبي بارك الرب ابنه سليمان وبعض أحفاده كحزقيا الملك، وأيضًا كان صموئيل النبي الذي جاء ثمرة صلوات أمه هو سرّ بركة أيضًا لأمه. v لنسمح لأبنائنا أن يخدموا الله. نقودهم ليس فقط إلى الهيكل كما حدث مع صموئيل، وإنما إلى السماوات عينها ليخدموا معًا مع الملائكة ورؤساء الملائكة. فإنه يُمكِن لأي شخص أن يرى ذاك الذي يكرس حياته لمحبة الحكمة بالحق سيخدم مع الملائكة. لهذا فإن مثل هؤلاء الأبناء يقفون بدالة عظيمة ليس عن أنفسهم فقط، وإنما أيضًا عنا نحن. فإن كان بعض الأبناء ينالون عونًا من الله من أجل آبائهم، فبالأكثر يمكن للآباءأن ينالوا عونًا من أجل أبنائهم. ففي الحالة الأولى يأتي العون من خلال الطبيعة، أما في الحالة الثانية فيأتي العون من خلال التربية، التي هي أهم بكثير من الطبيعة. إنني آتي إليكم ببراهين من الكتاب الإلهي. لم تكن لحزقيا الملك الفاضل التقي دالة بأعماله ليواجه الخطر العظيم الذي هَدَّده، فقد خلص بواسطة الله من أجل فضيلة أبيه كما قال الله نفسه: "سأدافع عن هذه المدينة كدرع، من أجلي، ومن أجل عبدي داود" (2 مل 19: 34). يقول بولس في رسالته إلى تيموثاوس عن الأمهات: "ولكنها (الأم) ستخلص بولادة الأولاد، أن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقُّل" (1 تي 2: 15). يمتدح الكتاب المقدس أيوب، لأنه كان مستقيمًا بلا عيب، بارًا وتقيًا ويحيد عن الشر (أي 1: 1) كما أيضًا لأجل اهتمامه بأبنائه (أي 1: 5). 20. رَبِّ ابنك فلا يُرَبِّيه الزمن! v إن جاهد الآباء الصالحون ليُقَدِّموا لأبنائهم تربية صالحة، لا نحتاج إلى شرائع وقضاة ومحاكم ولا إلى عقوبات. فإن الذين يُنَفِّذون العقوبات، إنما وُجدوا بسبب عدم وجود أخلاقيات فينا. 21. جريمة الإهمال في تربية الأبناء كثيرًا ما حَذَّر الذهبي الفم الوالدين من الإهمال في تربية أبنائهما، مُظهِرًا مدى خطورة هذه الخطية التي يحسبها أحد الخطايا الخطيرة للغاية، فلم يتردَّد عن أن يدعوها قتلاً للأطفال. v لنفترض أنك تتمم وصايا الناموس في كل الأمور الأخرى، لكنك غير أمين في هذه الوصية الواحدة، فإنك تُعاقَب بشدةٍ. أصغ إلى هذا من خلال تاريخ الشعب القديم. فإنك ترى أية عقوبة مُرعِبة حَلَّت على الآباء الذين أهملوا في تربية أبنائهم. كان بين اليهود كاهن موقر بسبب شخصيته الوديعة، اسمه عالي. كان لهذا الكاهن ابنان سَلَّما نفسيهما لكل رذيلة. لم يُبالِ الأب بهذا الأمر، بل استخفَّ به، وقد تعدَّى فسادهما الحدود فانتهرهما، لكن ليس بحماسٍ لائق وسلطان. كان يلزم أن يعاقبهما بحزمٍ شديدٍ حتى يوقف هذا الاعتداء. لم يفعل شيئًا من هذا. إنما اكتفى بتقديم نصيحة، قائلاً: "لماذا تعملون مثل هذه الأمور؟ لأني أسمع بأموركم الخبيثة من جميع هذا الشعب" (1 صم 2: 24). هل هذا هو ما كان يجب أن يقوله؟ لقد عصيا ذاك الذي هما مدينان له بوجودهما، ومع هذا لازال يقبلهما كعضوين في أسرته. كانت نصيحته باطلة بلا نفع. لا، بل كان يلزمه أن يرعبهم، ليقتلع هذا العمى من قلبيهما. يا لها من نصيحة باطلة! لم يكن ابنا عالي ينقصهما مثل هذه النصيحة. إنها كلمات بلا فائدة! يا لها من وداعة أثيمة، بها صارا ضحيتين! لقد بدأت الحرب، وصار البائسان غنيمتين للأعداء. وإذ علم الأب عما حلّ بهما من نكبةٍ سقط على الأرض، وانكسرت رقبته ومات (1 صم 4: 18)! لقد قُلْتُ لكم حالاً إن الآباء الذين لا يهتمون بتربية أبنائهم في نشأة مسيحية هم قتلة لأبنائهم. أليست هذه حقيقة؟! من ينبغي أن يلومه عالي بسبب موت ابنيه؟ يلزمه أن يلوم نفسه! حقًا إن سيف العدو قتلهما، لكن إهمال أبيهما الباطل هو الذي صوَّب ضدهما الضربة. إذ فارقهما العون السماوي ظهرا عريانين أمام سهام الفلسطينيين. لقد دمَّر الأب نفسه ودَمَّرهما. غير أننا نرى ذات الأمر أمامنا يوميًا. كم من آباء لا يريدون أن يأخذوا على عاتقهم هذا العمل بإصلاح عقوق أبنائهم وجموحهم؟ إنهم كمن يخشون مضايقة أبنائهم، لئلا بسلطان الكلمات القاسية يسيطرون على الميول الفاسدة. وما هي النتيجة؟ يزداد اعتلالهم، وتقودهم حصانتهم من العقوبة إلى ارتكاب معاصٍ جنائية. ينقادون إلى المحاكم، ويموت هؤلاء البائسون على أيدي المعاقبين. أنتم ترفضون حقوقكم الشخصية عليهم، فتدفعون بهم إلى عقوبات مدنية، وتقتص العدالة البشرية حقها العنيف منهم. أنتم تخشون إهانتهم بعقوبة خفيفة في حضوركم، ولكن أية إهانة مُرعِبة تحل عليكم، عندما لا يعود يرى الأب ابنه حوله، والذين يتهمونه يلاحقونه في كل موضع، ولا يجسر بعد أن يظهر في أي مكان! v الإهمال في تربية الأبناء هو أحد الخطايا العظمى. هو أعلى درجات عدم التقوى... إن لم نهتم بخلاص أولادنا، نسقط تحت أقسى أنواع العقوبة. أنتم تعرفون قصة عالي رئيس الكهنة الواردة في الأسفار المقدسة. كان شيخًا مسنًا، كاهنًا معروفًا، حكم الأمة اليهودية بلا خطأ لمدة عشرين عامًا، عاش في وقتٍ لا يحتاج إلى حزمٍ شديدٍ في الحياة. ومع هذا لم يستطع أن يُبَرِّرَ نفسه، بل على العكس، هلك بطريقة مُرعِبة في كارثة، لأنه لم يهتم بسلوك ابنيه كما ينبغي. حُسِبَ ذنب إهماله، خطأ فادحًا غطى على كل سمات عالي وأعماله الصالحة. فكم تكون دينونتنا نحن الذين نعيش في عهد مملوء بالأكثر بحب الحكمة، ولسنا نمارس فضائل عالي؟ v لا يأتي فساد الأطفال من فراغ، بل من الجنون الذي يلحق بالآباء نحو الاهتمامات الأرضية. الاهتمام بالأرضيات وحدها، واعتبار كل شيء غيرها ليس بذي قيمة، يدفعهم لا إراديًا نحو إهمال نفوس أطفالهم. أقول، إن هؤلاء الآباء (ولا يظن أحد أن هذه الكلمات تتولد فيّ عن غضب)، أشر من قتلة الأبناء. الأول يفصل الجسم من النفس، أما الآخر فيطرح كليهما معًا في نيران جهنم. الموت أمر محتم حسب النظام الطبيعي، أما المصير الثاني، فيُمكن للآباء تجنبه لو لم يؤدِ إهمال الآباء إليه. الموت الجسماني يمكن أن ينتهي في لحظة بالقيامة حينما تحل، لكن لا توجد مكافأة تنتظر النفس المفقودة. إنها لا تنعم بالقيامة، بل تعاني آلامًا أبدية. هذا يعني أنه ليس بغير عدلٍ ندعو هؤلاء الآباء أشر من قتلة الأبناء. إنه ليس بالأمر القاسي أن تسن سيفًا، وتمسك به باليد اليمنى، لتغرسه في قلب طفلٍ مثلما أن تُحَطِّمَ النفس وتذلها، فإنه ليس من شيءٍ يعادل النفس. 22. يهيِّئهم للزواج المقدَّس يبدو كما رأينا أن البعض كانوا يخشون على أولادهم من دراسة الكتاب المقدَّس لئلاَّ يعشقوا الحياة الرهبانية الزاهدة، فأوضح لهم القدِّيس أن الإنسان الذي يعيش في العالم - إن صحت العبارة – أكثر احتياجًا إلى كلمة الله لكي تُهَذِّبَه وتقدِّسه، فيحيا مقدَّسًا وناجحًا في حياته وفي معاملاته مع الغير. الآن يؤكد القدِّيس حاجة الأبناء إلى التربية المقدسة لتهيئتهم للزواج المقدَّس. v إن وضعنا حدودًا (للأبناء) في سنٍ مبكرٍ، فلا نحتاج بعد إلى مجهودٍ عظيمٍ هكذا، بل بالعكس يصير ذلك عادة وقانونًا لهم. لا نسمح لهم أن يمارسوا ما فيه لذَّة، وفي نفس الوقت ضار، لن نسرُّهم لمجرد أنهم أطفال، فإن هذا يضرهم أكثر من أي شيء وهم شباب... لنأخذ لهم زوجات في سنٍ مبكر، حتى يتحدوا مع عرائسهم بأجسام طاهرة غير فاسدة... من كان عفيفًا قبل الزواج هكذا يكون بعد الزواج. أما الذين تعلَّموا الزنا قبل الزواج، فيفعلون ذات الأمر بعده. مكتوب في الأسفار الإلهية "كل خبزٍ حلو للزاني" (سيراخ 23: 17). لهذا السبب يوضع تاج على الرأس (في الهيكل)، علامة النصرة، أنهما داخلان إلى حجال العرس غير منهزمين، ولا مقهورين بالشهوة. أما من ينكب على محبة اللذة، مُسَلِّمًا نفسه للزواني، فما الحاجة لأن يوضع التاج على رأسه حيث أنه منهزم؟ لنغرس هذا فيهم، ولنعلِّمهم ذلك، ونهددهم بكل الطرق. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 188862 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هُوَ فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَرَمَّمَهَا. [3] اعتلى يوآش العرش بعد ملكين فاسدين وكان سنُّه سبع سنوات، مما تسبَّب في تأخير البدء العملي في الإصلاح. تَكَرَّر نفس الأمر عندما تولَّى يوشيا العرش بعد ملكين فاسدين، وكان في الثامنة من عمره. أما بالنسبة لحزقيا فتولَّى العرش وهو ابن خمس وعشرين سنة، لذلك بدأ في الإصلاح في السنة الأولى من تولِّيه العرش. يصعب علينا أن نُصَوِّر مدى حُزْنِ حزقيا، إذ عبد أبوه الأوثان، وأغلق أبواب الهيكل، ولم يكن ممكنًا لحزقيا أن يفتح أبوابه أثناء حياة أبيه. حتمًا كانت نفسه في غاية المرارة. يرى البعض أن أباه أغلق أبواب الهيكل في وجه الشعب، لكن كان بعض اللاويين يدخلون فأبقوا على استمرار اشتعال النار المقدسة، حتى جاء حزقيا، ففتح أبواب الهيكل حيث وجدوا النار مشتعلة، ولا تحتاج إلى إعادة اشتعالها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 188863 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ وَجَمَعَهُمْ إِلَى السَّاحَةِ الشَّرْقِيَّةِ [4] الساحة الشرقية: يُقصَد بها مكان فسيح أمام الباب الشرقي لدار الهيكل الخارجية[3]. جمع حزقيا الكهنة واللاويين، لكي ينزعوا الرجاسات التي صنعها أبوه، وكأنه قد اعترف عمليًّا بخطأ أبيه، مُعلِنًا رغبته الجادة في تصليح ما أفسده والده. لقد اعترف أن آباءه خانوا الرب، وعملوا الشر في عينيه وتركوه [6]، لا لنَقْدهم، إنما لكي ينطلق مع القادة والشعب إلى إصلاح الفساد. هكذا يليق بالمؤمن لا أن يَستسلِمَ للحزن على الماضي، بل أن يعالج الفساد الذي حلَّ به وبإخوته في إيجابية عملية مثل حزقيا. حسن أن نبكي على أخطائنا، لكن لا نقف في يأسٍ، بل بالنعمة الإلهية ننطلق للعمل بروح الرجاء والقوة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 188864 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَقَالَ لَهُمُ: اسْمَعُوا لِي أَيُّهَا اللاَّوِيُّونَ، تَقَدَّسُوا الآنَ، وَقَدِّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِكُمْ، وَأَخْرِجُوا النَّجَاسَةَ مِنَ الْقُدْسِ [5] لقد جمع الملك الكهنة واللاويين، وأدخلهم إلى الساحة الشرقية، وطالبهم بالتقديس، بإزالة كل مظاهر العبادة الوثنية والمذبح الأشوري، وإزالة الرجاسات التي كانت مرتبطة بالعبادة الوثنية. وأيضًا إزالة الأوساخ بسبب وقف الخدمة في أيام آحاز. هذا التصرُّف يكشف عن فتورهم متى قورن بغيرته. v في العالم الظاهر إذا ذهب ملك ليُقِيم زمانًا (في مدينة) واتفق أنه نزل بيتًا فيه نجاسة ما، فإنه يُنظم ويُزين بزينات متنوعة ويُبخر بروائح عطرة، فكم بالحري يحتاج بيت النفس الذي يأتي الرب ليستريح فيه إلى زينات كثيرة لكي يدخله ويُقِيم فيه، ذاك الذي هو نفسه نقي من كل دنسٍ وعيبٍ. هكذا يكون القلب، إذ فيه يحل الله وكل الكنيسة السماوية. v إذًا يجب على كل منا أن يجتهد بإخلاص، ولا يقصر في الفضيلة، وأن يؤمن ويطلبها من الرب لكي يصير الإنسان الباطن منه شريكًا في المجد في هذه الحياة الحاضرة، وتكون للنفس شركة في قداسة الروح (1 يو 3:1) حتى إذا تطهرنا من دنس الخطية، يكون لنا في القيامة ما نستر به عري أجسادنا عند قيامها، ونغطي به عيوبنا ويحيينا ويريحنا في ملكوت السماوات إلى الأبد. القديس مقاريوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 188865 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v إذًا يجب على كل منا أن يجتهد بإخلاص، ولا يقصر في الفضيلة، وأن يؤمن ويطلبها من الرب لكي يصير الإنسان الباطن منه شريكًا في المجد في هذه الحياة الحاضرة، وتكون للنفس شركة في قداسة الروح (1 يو 3:1) حتى إذا تطهرنا من دنس الخطية، يكون لنا في القيامة ما نستر به عري أجسادنا عند قيامها، ونغطي به عيوبنا ويحيينا ويريحنا في ملكوت السماوات إلى الأبد. القديس مقاريوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 188866 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v في العالم الظاهر إذا ذهب ملك ليُقِيم زمانًا (في مدينة) واتفق أنه نزل بيتًا فيه نجاسة ما، فإنه يُنظم ويُزين بزينات متنوعة ويُبخر بروائح عطرة، فكم بالحري يحتاج بيت النفس الذي يأتي الرب ليستريح فيه إلى زينات كثيرة لكي يدخله ويُقِيم فيه، ذاك الذي هو نفسه نقي من كل دنسٍ وعيبٍ. هكذا يكون القلب، إذ فيه يحل الله وكل الكنيسة السماوية. القديس مقاريوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 188867 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لأَنَّ آبَاءَنَا خَانُوا وَعَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِنَا وَتَرَكُوهُ، وَحَوَّلُوا وُجُوهَهُمْ عَنْ مَسْكَنِ الرَّبِّ، وَأَعْطُوا قَفًا [6] لم يتَّهِم حزقيا أباه وحده بما بلغ إليه الحال من فساد، إنما ساهم كثيرون فيه سواء من ملوك أو كهنة أو لاويين أو حتى الشعب، لذلك قال: "لأن آباءنا خانوا وعملوا الشر في عينيّ الرب إلهنا وتركوه". حسن لنا أن نذكر أمانة وإخلاص الكثير من آبائنا عبر الأجيال، لكن لا ننسى أيضًا رخاوة البعض وإهمالهم، بل وخيانة البعض وجحدهم للإيمان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 188868 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَأَغْلَقُوا أَيْضًا أَبْوَابَ الرِّوَاقِ، وَأَطْفَأُوا السُّرُجَ، وَلَمْ يُوقِدُوا بَخُورًا، وَلَمْ يُصْعِدُوا مُحْرَقَةً فِي الْقُدْسِ لإِلَهِ إِسْرَائِيلَ. [7] اعترف حزقيا الملك عن الشرور التي ارتكبها آباؤه، وكأنه قد ارتكبها هو، ويريد التوبة عنها. 1. حوّلوا وجوههم عن بيت الرب [6]. أخطر خطية، إن صحَّ التعبير، هي إعطاء القفا لا الوجه للرب، أي انحراف القلب وتركه للرب. الأمر الذي كثيرًا ما عاتب الرب شعبه عليه. على لسان إرميا النبي: "قائلين للعود أنت أبي، وللحجر أنت ولدتني، لأنهم حولوا نحوي القفا لا الوجه، وفي وقت بليتهم يقولون قم وخلصنا" (إر 2: 27). "فلم يسمعوا ولم يميلوا أذنهم، بل ساروا في مشورات وعناد قلبهم الشرير، وأعطوا القفا لا الوجه" (إر 7: 24). "وقد حوَّلوا لي القفا لا الوجه، وقد عَلَّمتهم مُبَكِّرًا ومُعَلِّمًا، ولكنهم لم يسمعوا ليقبلوا أدبًا" (إر 32: 33) "لأن شعبي عمل شرِّيْن: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم آبارًا، آبارًا مشققة لا تضبط ماء" (إر 2: 13). 2. أغلقوا باب الرواق [7] حتى لا يدخل أحد إلى بيت الرب، ويتمتَّع بالشركة معه. فإنهم لم يدخلوا ولم يدعوا الداخلين أن يدخلوا. هذا هو عمل عدو الخير، أن يستخدم كل وسيلة ليَحْرِمَ البشر من الدخول إلى بيت الله، لأنه أيقونة السماء. اهتم سفر المزامير أن يُقَدِّمَ للمؤمنين مزامير المصاعد أو الدرجات (مز 120– مز 134) ليدركوا أنهم صاعدون إلى بيت الرب الذي هو أيقونة السماء. يبدو أنها كانت كُتَيِّبًا صغيرًا، يستخدمه الصاعدون إلى بيت الرب في أورشليم. v لماذا إذن الذين يسكنون في أورشليم لا يتزعزعون إلى الأبد، إلا لأنه توجد أورشليم أخرى تشتاقون أن تسمعوا عنها؟ إنها أُمنا التي نئن لأجلها ونتنهَّد في رحلتنا هذه، لكي ما نرجع إليها... أورشليم الأبدية، أمنا جميعًا التي في السماء. القديس أغسطينوس لما كان عدو الخير هو رئيس مملكة الظلمة، فإنه لا يحتمل النور الإلهي، لذا يحث الملوك الأشرار على إطفاء السُرج. v عظيمة هي محبَّة المسيح الذي أعطى كل ألقابه لتلاميذه، فيقول: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12) ومع ذلك يعطي من طبعه لتلاميذه، قائلاً: "أنتم نور العالم" (مت 5: 14). يقول: "أنا هو الخبز الحيّ" (يو 6: 31)، ونحن جميعًا خبز واحد (1 كو 10: 17). يقول: "أنا هو الكرمة الحقيقيّة" (يو 15: 1)، ويقول لك: "غرستُك كرمة سورَق زرع حق كلها" (إر 2: 21). v إن أردتم أن تجدوه، فالشمس قد أشرقت الآن، تعالوا مثل هؤلاء النسوة، بمعنى ليته لا يكون في قلوبكم ظلام الشر، لأن شهوات الجسد والأعمال الشريرة هي ظلام. من كان في قلبه ظلام من هذا النوع لا يعاين النور ولا يدرك المسيح، لأن المسيح هو نور. انزعوا الظلام منكم يا إخوة، أي انزعوا عنكم كل الشهوات الخاطئة والأعمال الشريرة، وليكن لكم الطيب الحلو، أي الصلاة بغيرة، قائلين مع المرتل: "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك" (مز 141: 2)... إن أردتم أن تعاينوا الرب وتأتوا إلى بيتكم السماوي، يلزمكم ترك الشر، مثابرين على الثبات في الصلاح الذي بدأتم إياه. القديس أمبروسيوس القديس أغسطينوس 4. لم يوقدوا بخورًا: يشير تقديم البخور إلى الصلاة، وكما جاء في سفر الرؤيا عن المخلوقات الحيّة الأربعة والأربعة وعشرين قسّيسًا أنهم كانوا يُقَدِّمون بخورًا "هي صلاة القديسين" (رؤ 5: 8).v تهب المزامير النفس الطمأنينة، وتعطيها السلام، وتَهدئ فيها بلبلة الأفكار وتراكم الشهوات. هذا الكتاب هو كتاب المحبَّة... هو سلاح ضد الشيطان... هو سبب راحة بعد تعب النهار... هو تعزية الشيوخ، هو باعث أفراحنا وأحزاننا المقدَّسة... هو نشيد رائع، هو صوت الكنيسة، هو بخور زكي الرائحة. القديس باسيليوس الكبير 5. ولم يصعدوا مُحرَقة: كانت الذبائح بكل أنواعها تُشير إلى جوانب مُتعدِّدة لصليب السيد المسيح. تشير المُحرَقة إلى ذبيحة المسيح الذي بحُبِّه للبشرية ارتفع على الصليب فداءً للمؤمنين. شركتنا مع المسيح المصلوب تجعلنا أشبه بمُحرَقة أو ذبيحة حب لله.v ما هي المُحرَقات؟ احتراق الذبيحة بالنار بكاملها؛ عندما يُوضَع الحيوان على المذبح ويحترق بالنار، فيُدعَى مُحرَقة. ليت النيران الإلهية ترفعنا بكليتنا إلى فوق، ونلتهب بالكامل... ليس فقط نفوسنا ترتفع بنار الحكمة هذه، بل وجسدنا أيضًا، إذ ينال الخلود. ليُقدَّم إذًا كمُحرَقة فيُبتلع الموت! القديس أغسطينوس v لنُقَدِّم نفوسنا ذبيحة بالصوم. فإننا لا نستطيع أن نُقَدِّمَ لله ما هو أفضل من هذا. يؤكد النبي ذلك بقوله: "الروح المنسحق ذبيحة لله، والقلب المتواضع لا يرذله الله". قَدِّمْ يا إنسان نفسك لله. قَدِّمْ تقدمة الصوم. افعلْ هذا لتجعل نفسك ذبيحة طاهرة، ذبيحة مقدسة، ذبيحة حية تبقى لك وأنت تُقَدِّمها لله. الأب بطرس خريستولوجوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 188869 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اهتم سفر المزامير أن يُقَدِّمَ للمؤمنين مزامير المصاعد أو الدرجات (مز 120– مز 134) ليدركوا أنهم صاعدون إلى بيت الرب الذي هو أيقونة السماء. يبدو أنها كانت كُتَيِّبًا صغيرًا، يستخدمه الصاعدون إلى بيت الرب في أورشليم. v لماذا إذن الذين يسكنون في أورشليم لا يتزعزعون إلى الأبد، إلا لأنه توجد أورشليم أخرى تشتاقون أن تسمعوا عنها؟ إنها أُمنا التي نئن لأجلها ونتنهَّد في رحلتنا هذه، لكي ما نرجع إليها... أورشليم الأبدية، أمنا جميعًا التي في السماء. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 188870 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أطفأوا السرج: تشير السرج إلى النور الإلهي، فقد أشرق السيد المسيح نور العالم على الجالسين في الظلمة لكي يصيروا بروحه القدوس نورًا للعالم. لما كان عدو الخير هو رئيس مملكة الظلمة، فإنه لا يحتمل النور الإلهي، لذا يحث الملوك الأشرار على إطفاء السُرج. v عظيمة هي محبَّة المسيح الذي أعطى كل ألقابه لتلاميذه، فيقول: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12) ومع ذلك يعطي من طبعه لتلاميذه، قائلاً: "أنتم نور العالم" (مت 5: 14). يقول: "أنا هو الخبز الحيّ" (يو 6: 31)، ونحن جميعًا خبز واحد (1 كو 10: 17). يقول: "أنا هو الكرمة الحقيقيّة" (يو 15: 1)، ويقول لك: "غرستُك كرمة سورَق زرع حق كلها" (إر 2: 21). v إن أردتم أن تجدوه، فالشمس قد أشرقت الآن، تعالوا مثل هؤلاء النسوة، بمعنى ليته لا يكون في قلوبكم ظلام الشر، لأن شهوات الجسد والأعمال الشريرة هي ظلام. من كان في قلبه ظلام من هذا النوع لا يعاين النور ولا يدرك المسيح، لأن المسيح هو نور. انزعوا الظلام منكم يا إخوة، أي انزعوا عنكم كل الشهوات الخاطئة والأعمال الشريرة، وليكن لكم الطيب الحلو، أي الصلاة بغيرة، قائلين مع المرتل: "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك" (مز 141: 2)... إن أردتم أن تعاينوا الرب وتأتوا إلى بيتكم السماوي، يلزمكم ترك الشر، مثابرين على الثبات في الصلاح الذي بدأتم إياه. القديس أمبروسيوس |
||||