منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 08 - 2017, 04:12 PM   رقم المشاركة : ( 18751 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح في العلية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(يوحنا 14-16)

بعد أن رسم المسيح فريضة العشاء الرباني، ألقى على تلاميذه حديثاً يشغل الأصحاحات 14-16 من بشارة يوحنا. يبتدئ بقوله: "لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون باللّه فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلتُ لكم. أنا أمضي لأُعدَّ لكم مكاناً، وإنْ مضيتُ وأعددتُ لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً". أليس هذا كلاماً مدهشاً جداً من إنسان يعلم جيداً أنه قبل غروب شمس الغد يكون تلاميذه الذين يكلّمهم هكذا، مشتَّتين يختبئون من أمام أعدائه وأعدائهم؟ ويكون هو جثة هامدة على صليب بين لصين؟ فبأي حقٍ يتكلم كغالبٍ وليس كمغلوب؟ وماذا نقول في كلماته التالية: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. الذي رآني فقد رأى الآب. الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي، فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً، ويعمل أعظم منها، لأني ماضٍ إلى أبي. مهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن".
ثم يأتيهم بأعظم مواعيده، لأن عليه يتوقف حُسن مستقبلهم، وكيان كنيسته، ونجاح أفرادها في كل الأزمان. قال: "أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم. وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلّمكم كل شيء، ويذكّركم بكل ما قلتُه لكم". ويكرر كلاماً في ارتباط المحبة له مع حفظ وصاياه، ويبيّن النتيجة الجميلة لحفظ وصاياه في قوله: "إنْ أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً".
أي تفسير لهذا كله إلا أن المسيح - اللّه الذي ظهر في الجسد - يقول هذا الكلام العظيم بسلطان إلهي عظيم... هو رئيس السلام الذي كان السلام موضوع بشارة الملائكة عند ولادته، فيقول: "سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا". ليس "عليه السلام" كالأنبياء بل "منه السلام" كما صرح بذلك الرسل في الرسائل. ولكي لا يستسلموا للحزن يقول: "لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى أبي، لأن أبي أعظم مني".
ثم تنتقل أفكاره من تلاميذه إلى ما يجري في المدينة بقربهم في نصف الليل، لأنه يرى ما يرونه من التجمهُر في دار رئيس الكهنة، استعداداً لأعظم جريمة في التاريخ. ويرى ليس فقط الرؤساء وأعوانهم، وحركات الإسخريوطي الخائن بينهم، بل يرى أيضاً رئيس الشياطين الذي يقوده هؤلاء في مكائدهم الأثيمة، دون أن يشعروا بحضوره الروحي بينهم. ووقفته ورؤيته في كلامه عند قوله: "لا أتكلم معكم أيضاً كثيراً، لأن رئيس هذا العالم يأتي، وليس له فيّ شيء". كان للشيطان رئيس هذا العالم في كل نبي شيء. لكن ليس للشيطان شيء في ابن الإِنسان، الكامل الخالي من كل خطية وخطأ.
 
قديم 05 - 08 - 2017, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 18752 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح يصلي لأجل تلاميذه


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(يوحنا 17)


بعد أن انتهى المسيح من تعليمه، رفع عينيه نحو السماء في الصلاة، وقدم الصلاة المؤثرة الشفاعية التي هي أعظم ما كُتب من صلواته، وتستحق أن يدرسها المطالع بدِقَّة في الإنجيل، وأن يلاحظ اتّفاقها مع الخطاب الذي سبقها. وفيها ردَّد نغمة المجد ونعمة الوحدة. نراها خالية من الأنين والحزن بالرغم من الظروف الخارجية الداعية إلى ذلك، بل نراها عامرة بأصوات المجد والابتهاج والوحدة. وإليك بعض ما جاء فيها:
"أَيُّهَا الْآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً، إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الْإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الْأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. وَالْآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الْآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ. "أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلَامَكَ. وَالْآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ، لِأَنَّ الْكَلَامَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِأَنَّهُمْ لَكَ. وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ. وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هؤُلَاءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الْآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ" (يوحنا 17:1-12).
تكشف هذه الصلاة عن محبة عجيبة لا متناهية في قلب المسيح نحو تلاميذه، تتجاوز منهم إلى كل من يؤمن بالمسيح بواسطة كلامهم، ونحن منهم. وهي أساس الرجاء بالخلاص، لأنه ما دام المخلِّص المقتدر يحب هكذا، ويتعهد للآب أن يحفظ جميع الذين أعطاهم له الآب حتى لا يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك، يحقُّ لكل مؤمن حقيقي أن يثق بأن هذا المخلص سيحفظه ويصلحه ويقدمه أخيراً أمام عرش الآب مكمَّلاً.
بعد الصلاة والخطاب سبَّحوا، ثم خرج المسيح ومضى كالعادة مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون إلى جبل الزيتون. أما تسبحتهم فكانت تلك الترتيلة التي رنموها وقت الانصراف بعد عشاء الفصح. فكم كان تأثُّر التلاميذ وهم يرنمون: "اكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ. أَصَابَتْنِي شَدَائِدُ الْهَاوِيَةِ. كَابَدْتُ ضِيقاً وَحُزْناً. الرَّبُّ لِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي الْإِنْسَانُ. الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا. مُبَارَكٌ الْآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ. بَارَكْنَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ. الرَّبُّ هُوَ اللّهُ وَقَدْ أَنَارَ لَنَا. أَوْثِقُوا الذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ. احْمَدُوا الرَّبَّ لِأَنَّهُ صَالِحٌ، لِأَنَّ إِلَى الْأَبَدِ رَحْمَتَهُ" (مزامير 116:3، 118:6 و22-29).
 
قديم 05 - 08 - 2017, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 18753 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خطاب المسيح في العلية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(يوحنا 14-16)

بعد أن رسم المسيح فريضة العشاء الرباني، ألقى على تلاميذه حديثاً يشغل الأصحاحات 14-16 من بشارة يوحنا. يبتدئ بقوله: "لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون باللّه فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلتُ لكم. أنا أمضي لأُعدَّ لكم مكاناً، وإنْ مضيتُ وأعددتُ لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً". أليس هذا كلاماً مدهشاً جداً من إنسان يعلم جيداً أنه قبل غروب شمس الغد يكون تلاميذه الذين يكلّمهم هكذا، مشتَّتين يختبئون من أمام أعدائه وأعدائهم؟ ويكون هو جثة هامدة على صليب بين لصين؟ فبأي حقٍ يتكلم كغالبٍ وليس كمغلوب؟ وماذا نقول في كلماته التالية: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. الذي رآني فقد رأى الآب. الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي، فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً، ويعمل أعظم منها، لأني ماضٍ إلى أبي. مهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن".
ثم يأتيهم بأعظم مواعيده، لأن عليه يتوقف حُسن مستقبلهم، وكيان كنيسته، ونجاح أفرادها في كل الأزمان. قال: "أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم. وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلّمكم كل شيء، ويذكّركم بكل ما قلتُه لكم". ويكرر كلاماً في ارتباط المحبة له مع حفظ وصاياه، ويبيّن النتيجة الجميلة لحفظ وصاياه في قوله: "إنْ أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً".
أي تفسير لهذا كله إلا أن المسيح - اللّه الذي ظهر في الجسد - يقول هذا الكلام العظيم بسلطان إلهي عظيم... هو رئيس السلام الذي كان السلام موضوع بشارة الملائكة عند ولادته، فيقول: "سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا". ليس "عليه السلام" كالأنبياء بل "منه السلام" كما صرح بذلك الرسل في الرسائل. ولكي لا يستسلموا للحزن يقول: "لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى أبي، لأن أبي أعظم مني".
ثم تنتقل أفكاره من تلاميذه إلى ما يجري في المدينة بقربهم في نصف الليل، لأنه يرى ما يرونه من التجمهُر في دار رئيس الكهنة، استعداداً لأعظم جريمة في التاريخ. ويرى ليس فقط الرؤساء وأعوانهم، وحركات الإسخريوطي الخائن بينهم، بل يرى أيضاً رئيس الشياطين الذي يقوده هؤلاء في مكائدهم الأثيمة، دون أن يشعروا بحضوره الروحي بينهم. ووقفته ورؤيته في كلامه عند قوله: "لا أتكلم معكم أيضاً كثيراً، لأن رئيس هذا العالم يأتي، وليس له فيّ شيء". كان للشيطان رئيس هذا العالم في كل نبي شيء. لكن ليس للشيطان شيء في ابن الإِنسان، الكامل الخالي من كل خطية وخطأ.
مَثَل الكرمة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الْآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلَامِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ" (يوحنا 15:1-4).
في هذه الكلمات أوضح المسيح العلاقة المتينة بينه وبين المؤمنين به، عندما شبَّه ذاته بالكرمة وشبَّههم بالأغصان، وعلَّمهم أن المهم فيه وفيهم هو الإثمار، لأن بهذا يتمجد اللّه.. إنه يُظهِر أثماره بواسطتهم كما تُظهِر الكرمة أثمارها بواسطة أغصانها. أما الذين لا يثمرون فيُقطَعون ويُحرَقون. والوسيلة الوحيدة والكافية للإثمار هي الثبات فيه، أي الالتصاق التام به. فأيُّ انفصال بين الكرمة والغصن يمنع الإِثمار، ويجفف الغصن ويميته. والثبوت فيه يحقق ثبوت فرحه فيه، وهذا ما يرغب ويقصد أن يتمتعوا به. وما أعجب تفكير المسيح وتكلُّمه بالفرح في هذه الساعة الهائلة!
ثم صرح المسيح برُكن متين لإيمانهم هو أنه اختارهم قبل أن يختاروه. وجعل طاعتهم لوصيته الجديدة (التي هي المحبة الأخوية) برهان محبتهم له. وذكّرهم أنه لم يتصرف معهم حسب حقوقه كسيد مع عبيده، بل كحبيب بين أحباء. ويقول برهاناً لذلك: "لأني أعلمْتُكم بكل ما سمعتُه من أبي". وشجعهم لأجل سنوات الاضطهاد التي تنتظرهم قائلاً إن العالم قد أبغضه أولاً، وإنه تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلهم أنه يقدم خدمة للّه، وإن سبب عدم إيضاحه لذلك من البداية أنه كان معهم بالجسد، "فليس العبد أعظم من سيده. ولا التلميذ أفضل من معلمه". وسبب بُغْض العالم هو أشرف سبب، لأنهم ليسوا من العالم ليحبهم، ولأن العالم لا يعرف الآب ليحب أولاده، أو ليحب الابن الوحيد الذي نزل من حضنه في السماء.
حزن التلاميذ كثيراً من كلام المسيح هذا، لأنه فوق حزنهم على تأكيده بأنه سيتركهم، طلب منهم أن يتوقعوا الاضطهاد المميت، فنبَّههم إلى فوائد المصيبة الأولى، أي تركه إياهم، فقال: "لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم؟ أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إنْ لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. لكن إنْ ذهبت أرسله إليكم. متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمعه يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية. كل ما هو للآب فهو لي".
ثم كرر المسيح إشارته السابقة إلى أنهم سيتركونه عن قريب وحده، ولكننا لا نجد في كلامه أقل غيظ أو مرارة، بل بالعكس. لأنه يقول: "كلَّمتُكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم".
المسيح يصلي لأجل تلاميذه

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(يوحنا 17)

بعد أن انتهى المسيح من تعليمه، رفع عينيه نحو السماء في الصلاة، وقدم الصلاة المؤثرة الشفاعية التي هي أعظم ما كُتب من صلواته، وتستحق أن يدرسها المطالع بدِقَّة في الإنجيل، وأن يلاحظ اتّفاقها مع الخطاب الذي سبقها. وفيها ردَّد نغمة المجد ونعمة الوحدة. نراها خالية من الأنين والحزن بالرغم من الظروف الخارجية الداعية إلى ذلك، بل نراها عامرة بأصوات المجد والابتهاج والوحدة. وإليك بعض ما جاء فيها:
"أَيُّهَا الْآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً، إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الْإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الْأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. وَالْآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الْآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ. "أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلَامَكَ. وَالْآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ، لِأَنَّ الْكَلَامَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِأَنَّهُمْ لَكَ. وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ. وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هؤُلَاءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الْآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ" (يوحنا 17:1-12).
تكشف هذه الصلاة عن محبة عجيبة لا متناهية في قلب المسيح نحو تلاميذه، تتجاوز منهم إلى كل من يؤمن بالمسيح بواسطة كلامهم، ونحن منهم. وهي أساس الرجاء بالخلاص، لأنه ما دام المخلِّص المقتدر يحب هكذا، ويتعهد للآب أن يحفظ جميع الذين أعطاهم له الآب حتى لا يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك، يحقُّ لكل مؤمن حقيقي أن يثق بأن هذا المخلص سيحفظه ويصلحه ويقدمه أخيراً أمام عرش الآب مكمَّلاً.
بعد الصلاة والخطاب سبَّحوا، ثم خرج المسيح ومضى كالعادة مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون إلى جبل الزيتون. أما تسبحتهم فكانت تلك الترتيلة التي رنموها وقت الانصراف بعد عشاء الفصح. فكم كان تأثُّر التلاميذ وهم يرنمون: "اكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ. أَصَابَتْنِي شَدَائِدُ الْهَاوِيَةِ. كَابَدْتُ ضِيقاً وَحُزْناً. الرَّبُّ لِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي الْإِنْسَانُ. الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا. مُبَارَكٌ الْآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ. بَارَكْنَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ. الرَّبُّ هُوَ اللّهُ وَقَدْ أَنَارَ لَنَا. أَوْثِقُوا الذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ. احْمَدُوا الرَّبَّ لِأَنَّهُ صَالِحٌ، لِأَنَّ إِلَى الْأَبَدِ رَحْمَتَهُ" (مزامير 116:3، 118:6 و22-29).
 
قديم 07 - 08 - 2017, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 18754 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من منّا لم يختبر الخوف يوماً ؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من منّا لم تلاحقه المخاوف من المجهول ؟ أو من تجربة أمور جديدة، أو من شبح الفشل وسخرية الآخرين فوقع تحت سيطرة الخوف ؟
إن وجود المسيح بحياتنا، يرفعنا فوق المخاوف ويحرّرنا من قيودها، لنواجه بمحبّته التي تملأ قلوبنا هجمات ابليس نحونا. فإدراكنا لمحبة الله غير المحدودة تطرح الخوف خارجاً. وحالما نسلّم له مخاوفنا يملأ قلوبنا بالفرح والسّلام الدائمين .
 
قديم 07 - 08 - 2017, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 18755 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أما تعلم ما هذه ؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فأجاب الملاك الذي كلمني وقال لي: أما تعلم ما هذه ؟. فقلت: لا يا سيدي. فأجاب وكلمني قائلا : هذه كلمة الرب إلى زربابل قائلا: لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود. — زكريا 5:4-6
هناك أوقات في حياتنا الروحية نواجه فيها تحديات أكبر من إمكانياتنا و قوتنا. زربابل واجه تحدي من هذا النوع. أرسل الله له رسول لكي يذكره و يذكرنا من خلاله أن أعظم انتصاراتنا لن تكون بفضل قوتنا و قدرتنا. الانتصارات العظيمة سوف تحدث عندما نثق أن قوة الله أعظم من ضعفنا و من عجزنا. السؤال الحقيقي الذي يجب أن نسأله لأنفسنا بسيط جدا و هو: في حياتنا الشخصية, أين نضع ثقتنا؟ و ما هو مصدر راحتنا؟ هل هي في قدراتنا و مواهبنا و رؤيتنا و مهاراتنا أم في الله؟
 
قديم 07 - 08 - 2017, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 18756 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق.
كورنثوس الأولى 6:13
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المحبة لها أفراحها. أحد هذه الأفراح في ما هو حقيقي و أصلي و صحيح — الحق ! كتلاميذ للمسيح, نحن لسنا مخادعين ولا غشاشين في علاقاتنا. بل نحن صادقين و لنا شفافية و ود. لماذا؟ لأن المحبة الحقيقية تفرح بالحق.
يا الله إله المحبة و الحق, و أنت تسكب من محبتك في قلبي من خلال روحك القدوس, من فضلك نقي محبتي لكي تكون صادقة و أصيلة بدون مكر أو خداع. بإسم يسوع أصلي. أمين.
 
قديم 08 - 08 - 2017, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 18757 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السيدة مريم.. فى عيون الطوائف المسيحية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«الكاثوليك»: معصومة من الخطية و«الإنجيلية»: لا نتفق مع رأى ولادتها دون دنس و«الأرثوذكسية»: أعظم نساء الكون

التفوا حول «الصليب» مؤمنين بالمسيح موتا وصليبا وقيامة، واختلفوا على من أنجبته ليكون مخلصًا وإلها وفق العقيدة المسيحية، يرى البعض العذراء رمزًا لقمة القداسة وآخرون ينظرون للدنس والخطية الأولى الموروثة من آدم أبوالبشرية.
العذراء فى عيون الطوائف المسيحية على الأراضى المصرية «أرثوذكس وكاثوليك وإنجيليين».
الكاثوليكية
حيث قال الأنبا أنطونيوس عزيز مطران الجيزة للكنيسة الكاثوليكية، إن العذراء مريم هى سيدة الحبل بلا دنس، وفق العقيدة الكاثوليكية هى العذراء المعصومة من الخطيه الأصلية خطيئة آدم الأول والتى تتوارثها البشرية كلها.
وأضاف مطران الكنيسة الكاثوليكية، أن الله منح العذراء وحدها وبصفة خاصة نعما دون غيرها ليس لمجهودها الذاتى منها بينما هبة من الخالق دونما ترث الخطية الجدية عن آدم «أبىالبشرية، مؤكدًا أن الله اصطفاها وعفاها من الخطية الأولى قبل أن تحبل بالمسيح بحد قوله.
واستشهد المطران أنطونيوس عزيز بما ورد بالكتاب المقدس، حينما تحدث الله مع العذراء مريم، وقال لها: «أيتها الممتلئة نعمة»؛ مشددًا على أنه دليل غير قابل للتفكير بأنها ممتلئة نعمة وتخلو من الخطية الجدية ومولودة بلا دنس قبل أن تشبو وتحمل بالمسيح.
وتابع المطران أنطونيوس، إن الاتهامات الموجهة إلينا بأننا نعبد العذراء غير صحيح فكيف لنا أن نترك عبادة الخالق ونعبد مخلوقا، ولكننا نكرمها فهى سلطانة القديسين وتعد أكثر الأعياد فى الكنيسة للاحتفاء بالسيدة العذراء مريم، فكل القديسين نحتفل بعيد ميلادهم ونياحتهم، ولكن للعذراء مريم ثمانية أعياد، ونصوم الصوم بالكامل والذى يتخلله الصلوات والمديح.
الأرثوذكسية
من جانبه قال الأنبا أغابيوس أسقف ديرمواس، إن ما يردده البعض بأن السيدة العذراء مريم بلا دنس هو كلام غير صحيح، مؤكدًا أن خليقة الله كلها بلا دنس كخليقة، وأن المولود الوحيد الذى كان بلا دنس هو السيد المسيح، فالعذراء ليست إلها.
وأضاف أغابيوس، أن السيدة العذراء إن كانت ولدت بلا خطية فكيف عندما قابلت اليصابات والدة يوحنا المعمدان قالت لها «تبتهج روحى بالله مخلصى» فإن كانت قد ولدت بلا خطية كيف قالت تلك الكلمات إن السيد المسيح هو مخلصها، وهنا إذا كانت السيدة العذراء قد خلصت من الخطية فما معنى الخلاص بالمسيح، مؤكدا أنه وفق العقيدة الأرثوذكسية «العذراء مريم» هى صاحبة القداسة أم السيد المسيح ونكرمها ونؤمن بها كوالدة المخلص، ولكنها فى درجة عالية من القداسة أعلى من كل القديسين، ولكنها من حيث الولادة مثلها مثل كل البشر.
وشدد على أنه إن لم تكن وارثة للخطية مثل باقى البشر ما كانت تمكنت من أن تلد السيد المسيح بكل مجده، والذى بحلوله فى جسدها قدسه وهى أعظم النساء فى الكون.
وتابع: «الكنيسة تضع شفاعتها قبل الملائكة ورؤساء الملائكة، فهى والدة الإله، وهى الملكة القائمة عن يمين الملك، وتصوم الصوم بأكمله ويتخلله الصلوات والمديح».
الإنجيلية
بينما ترى الإنجيلية العذراء مريم أعظم نساء العالم، وقال القس الدكتور إكرام لمعي، أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية، «إن عقيدة الكنيسة الإنجيلية تكرم وتقدر وتجُل العذراء مريم، وتعتبرها سيدة نساء العالم وحاملة الله المخلص» على حد تعبيره.
وأضاف: «أن إيماننا وتقديرنا للعذراء نابع مما ورد بالكتاب المقدس بتقديرها وإجلالها كونها والدة الآلهة، بينما يحمل جموع البشر الدنس بالوراثة من الوالدين القدامى آدم وحواء».
وتابع: «جموع البشر جاءت ولادتهم من أب وأم وهى علاقة مقدسة كونها داخل إطار زواج مقدس، بينما حمل العذراء كان من الروح القدس – ولكننا لا نتفق مع ولادتها دون دنس – كونها مولودة وارثة للخطية كسائر البشر». وأشار إلى أن إيمان الكنائس الأخرى وتخصيص فترات صوم باسم العذراء لم يرد بالكتاب المقدس وعن قدسيتها والتعبد لها هو نابع من طقوس كنسية لم تكن من الكنيسة الأولي، ولكهنا طرأت على الكنيسة وقام أحد الأساقفة بإقرارها.
وشدد على أن صوم العذراء لا يطبق بالكنيسة الإنجيلية، منوهًا بأن ما يتبعونه تقليد متوارث ووضعى وليس نصا، هناك نصوص كتابية واضحة بالكتاب المقدس بفرض صيام أو غيره.
واختتم لمعى أن الكنيسة الإنجيلية تعتمد فى إيمانها على ما ورد بالكتاب المقدس، وتتمسك بتعاليمه ولا تقبل أن تضيف أو تحذف منه فهو كلمة الله الموحى بها من الله.
 
قديم 08 - 08 - 2017, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 18758 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا تواضروس يكتب عن
الرضا فى حياة مريم «أنا أمة الرب»
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بقلم البابا تواضروس الثانى
صوم العذراء مريم هو أحد الأصوام المحبوبة للكنيسة كلها، فأمنا العذراء مريم كنز من الفضائل، ومهما تحدثنا عنها وعن شخصيتها وعن حياتها لن نوفيها حقها، وهى التى نتشفع بها ونشعر بأنها فخر جنسنا البشرى، وعندما نذكر فضائلها نجدها عديدة جدا، ولكننا سنتحدث عن إحدى الفضائل القوية جدا، التى نحتاجها فى زماننا وهى فضيلة حياة الرضا.

نلاحظ أنه على مستوى الأسرة والفرد والمجتمع والعالم، أن حياة التذمر تزداد وتتسع، لكن عندما يأتى ذكر أمنا العذراء مريم نتذكر كيف أنها كانت إنسانة راضية، وناجحة.

القديس بولس الرسول وهو فى السجن وفى قمة آلامه يقول: قد تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه (فى 4:11) فنرى الكثيرين الذين يمتلكون كل شىء ولديهم من النعم الكثير، ولكنهم ليسوا سعداء ومتذمرون من حياتهم، رغم أن نعم الله لهم كثيرة جدًا، وهذا الضعف قد يصيب الإنسان المكرس الذى يعيش فى أسرة، وقد يصيب الإنسان الذى يعيش إما بمفرده أو داخل المجتمع.

الرضا هو شعور إيمانى وإيجابى وهو شعور داخل القلب الهادئ والنفس الهادئة، وهذا الشعور يعبر فى الإنسان عن قبول الحياة التى يقدمها الله له، وأهم شىء فى حياة الرضا هو الإحساس الدائم بالحضرة الإلهية، وأن ننظر فى كل أمور حياتنا إلى يد الله التى تعمل ونشكر الله على عطاياه مهما كانت صغيرة، وأن يشعر الإنسان بأن الله يدبر هذا الكون، وأنه ما زال يرعاه وهذا ما قاله داود النبى: جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا أتزعزع (مز 16: 8).
صفات فضيلة الرضا
1- أن يرضى الإنسان بالاختيار والقرار الذى يتخده، وعليه أن يتحمل مسئولية إنجاح هذا الاختيار، فالكتاب يقول: ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء (لو 9: 62) وعلى الإنسان أن ينتبه إلى حروب التشكيك التى يوقعه فيها عدو الخير، فـراعوث الموآبية تعرضت لآلامات شديدة وتغربت عن وطنها وتوفى زوجها، ولكن عندما نقرأ قصتها نرى كم كانت راضية بمصيرها، ووالدة القديس يوحنا ذهبى الفم، وكانت فتاة جميلة توفى زوجها فى الحرب بعد وقت قليل من زواجها وعاشت لولديها، ورغم أن ابنتها توفيت، وأراد ابنها أن يترهب، عاشت حياة الرضا، وربت ابنها الذى صار فيما بعد القديس يوحنا ذهبى الفم.

2- الرضا بالخدمة والمسئولية، فأحيانًا الإنسان يقارن نفسه بالآخر ولكنه يتعب لأن لكل إنسان وزناته، فيجب ألا يقارن نفسه بالآخر، فهذه المقارنة تجعل الإنسان يقع فى خطية التذمر وعدم الرضا فآباء البرية يقولون إن كثير التنقل قليل الثمر، ويجب على الإنسان أن يثبت لأن الله يرسم الحياة بدقة.

3- الرضا بالآخر، ونجده فى الزواج والعمل والخدمة، من خلال الرضا بالشريك الآخر، فالكتاب يقول: اثنان خير من واحد لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة، لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه (جا 4: 10،9) فإحدى علامات الرضا أن يكون الإنسان راضيًا بشركائه.

4- الرضا بالظروف أو البيئة، تمر علينا أحداث وظروف ومتغيرات، فالله ترتيبه جميل فى كل يوم، ويرتب كل شىء لخيرنا حتى لو لم يكن ترتيبه مواتيًا لنا أو يسبب ضيقًا، ولكن يجب أن نرضى بالظروف البيئية، ونصلى صلاة الشكر فى كل حال ووقت وحين.
جوانب حياة الرضا
1- هى طبيعة شخصية فى الإنسان تكونت من خلال النشأة والتربية والتكوين، فإحدى أهم الفضائل التى يجب أن نزرعها فى الطفل الصغير سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة هى فضيلة الرضا فالكثير من الآباء والأمهات يشكون من عدم رضاء أبنائهم، وعدم فرحهم بما يقدمه آباؤهم لهم.

2- الرضا أسلوب ونمط فى الحياة اليومية فعلى الرغم من أن أمنا العذراء مريم كانت صغيرة السن، وتعيش فى مجتمع شبه مغلق وجاءتها بشارة الملاك التى كانت تسمع لأول مرة فى التاريخ، كان ردها تعبيرا عن تمام حياة الرضا: هو ذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك (لو 38:1)، مع أنه بالمقاييس الإنسانية والاجتماعية هذا الأمر مرفوض تمامًا، فهى فتاة عذراء وصغيرة السن، ولكن الرضا هو أسلوب حياة، فقد تربت على قبول الكلمة والبشارة وقبول حياة الرضا.

3- علامة نجاح فالإنسان الراضى هو دائمًا ناجح فى حياته، وليس المقصود بالإنسان الراضى السلبى أو المستكين، ولكنه الإنسان الإيجابى الناجح فى كل عمل تمتد إليه يده.

ذلك الإحساس بالرضا يبدأ عندما ندرك أن الله هو كل ما نحتاج فالمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث وضع كتابًا عنوانه الله وكفى الذى يعد أعظم كتاب كتبه قداسته، فى اختبار روحى صميم يعبر عن حياة الرضا، وكل ما نحتاجه نجده فى حضور الله، فالإنسان المحظوظ هو من يملأ الله قلبه ولذلك الرضا فى جانب آخر من جوانبه هو حياة الاكتفاء، وهو أصعب درس فى الحياة أن يكون الإنسان مكتفيًا بما لديه، وهذه هى قمة الحياة الروحانية.

فالله خلق المسكونة كلها وجهز الحياة بأفضل ما يكون وأوجد آدم، ولكى يكمل سعادته وشعوره بإنسانيته أوجد معه حواء ككائن عاقل، وبدأت قصة الخليقة والسقوط بعدم الرضا، ولذلك حياة الخطية تبدأ بعدم الرضا ومثل ذلك الابن الضال الذى كان يعيش مكرمًا فى بيت أبيه، ولكنه لم يكن راضيًا وبدأ يتسرب له شعور بعدم الاكتفاء فسليمان الحكيم يقول: النفس الشبعانة تدوس العسل (أم 7:27) وهذا الشبع يتمثل فى الرضا والقلب البشرى مهما وضع فيه لن يمتلئ، فأحد الفلاسفة يقول إن الإنسان بئر من الرغبات الإنسان الذى يتذمر يخسر دائمًا.
 
قديم 08 - 08 - 2017, 12:11 PM   رقم المشاركة : ( 18759 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تعرفون مصدر الهالة فوق رأس القديسين؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أصل الهالة التي غالباً ما تُقرَن بالقديسين وتوجد منها أشكال مثلثة ومربعة… ومسدّسة!
في الثقافة والفنّ الغربيين، كثيراً ما نرى الهالات التي تُعتبر رموزاً قلائل هم الذين يعرفون تفسيرها الفعلي. لهذه الدوائر الذهبية التي نشاهدها أيضاً في الرسوم المتحركة والصحف والأفلام، وحتى في بعض الصور الرمزية، قصة مذهلة.
يعلم الجميع أن الهالة ترمز إلى القداسة، وبالتالي إلى فضائل ذاك الذي توجد حول رأسه. لكن مصدرها قديم جداً والمدهش أنها تستمد جذورها من الثقافة الوثنية.
نجد آثارها في المجلد الثامن عشر من ملحمة الإلياذة للشاعر اليوناني هوميروس: “أخيل العزيز على زوس نهض؛ وعلى كتفيه القويين، وضعت أثينا درعها المهدّب؛ وأحاطت الإلهة العظيمة رأس البطل بسحابة ذهبية أضرمت عليها شعلة متألقة”.
هذه الإشارات إلى هذه الهالة من النور التي تتوّج الأبطال كثيرة في الأدب اليوناني القديم. بصورة سريعة، بدأت رسوم هذه الأوصاف تزدهر، وانتقلت من الأدب اليوناني إلى الأدب اللاتيني، وتدريجياً حلّت دائرة النور وراء الرأس محل الهالة المنيرة.
مزيج متقدّم من عدة تأثيرات
في الأزمنة الأولى، لم يكن المسيحيون يستخدمون الهالة كرمز لتمييز القديسين أو الملائكة. فضلاً عن ذلك، كانت أشعّة النور مخصصة لرسوم المسيح. وكانت الهالة مستخدمة للشهادة لجلالة آخر الأباطرة الرومان، بالإضافة إلى أباطرة رومان في الشرق، في سبيل إبراز نفوذهم.
في القرن الرابع، ظهرت الهالة في الفن المسيحي كصفة للأشخاص، وبخاصة كصفة إلهية. فعندما كان يُصوَّر الله، مصدر النور، كان يُصحب بهذه الدائرة المنيرة التي سرعان ما أصبحت تُزين هامة جميع القديسين.
مع ذلك، كان القديسون يُمثَّلون بإكليل غار على رؤوسهم أو بأكاليل عادية في الأزمنة الأولى من الفن المسيحي. وكأي تقليد فني، شكل تقليد الهالة ثمرة مزيج متقدم من عدة تأثيرات تعايشت في السابق.
في وقت لاحق، ظهرت أنواع أخرى من الهالات. فاستُخدم مثلث نورٍ للإشارة إلى أقانيم الثالوث الثلاثة، وكانت الهالة الدائرية مخصصة للقديسين والملائكة. أما الهالة المربعة النادرة وغير المعروفة كثيراً كانت تهدف إلى تمييز الأشخاص الذين لا يزالون أحياء منهم مثلاً رعاة الآداب. كذلك، اختُرعت هالات سداسية بصورة استثنائية لتمييز فضائل أو صور مجازية.
وعلى مر القرون، أصبح الفنانون يرسمون القديسين بشكل أكثر واقعية، فأُهمل استخدام الهالة قبل أن يختفي بوضوح من الرسوم الدينية. مع ذلك، تشكّل الهالة جزءاً من الثقافة الغربية. وترتبط رمزيتها دوماً بالقداسة. تبقى إذاً مصدر إلهام عميق كأحد العناصر الرئيسية في تاريخ الفن عبر العصور.
 
قديم 08 - 08 - 2017, 12:11 PM   رقم المشاركة : ( 18760 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تعرفون مصدر الهالة فوق رأس القديسين؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أصل الهالة التي غالباً ما تُقرَن بالقديسين وتوجد منها أشكال مثلثة ومربعة… ومسدّسة!
في الثقافة والفنّ الغربيين، كثيراً ما نرى الهالات التي تُعتبر رموزاً قلائل هم الذين يعرفون تفسيرها الفعلي. لهذه الدوائر الذهبية التي نشاهدها أيضاً في الرسوم المتحركة والصحف والأفلام، وحتى في بعض الصور الرمزية، قصة مذهلة.
يعلم الجميع أن الهالة ترمز إلى القداسة، وبالتالي إلى فضائل ذاك الذي توجد حول رأسه. لكن مصدرها قديم جداً والمدهش أنها تستمد جذورها من الثقافة الوثنية.
نجد آثارها في المجلد الثامن عشر من ملحمة الإلياذة للشاعر اليوناني هوميروس: “أخيل العزيز على زوس نهض؛ وعلى كتفيه القويين، وضعت أثينا درعها المهدّب؛ وأحاطت الإلهة العظيمة رأس البطل بسحابة ذهبية أضرمت عليها شعلة متألقة”.
هذه الإشارات إلى هذه الهالة من النور التي تتوّج الأبطال كثيرة في الأدب اليوناني القديم. بصورة سريعة، بدأت رسوم هذه الأوصاف تزدهر، وانتقلت من الأدب اليوناني إلى الأدب اللاتيني، وتدريجياً حلّت دائرة النور وراء الرأس محل الهالة المنيرة.
مزيج متقدّم من عدة تأثيرات
في الأزمنة الأولى، لم يكن المسيحيون يستخدمون الهالة كرمز لتمييز القديسين أو الملائكة. فضلاً عن ذلك، كانت أشعّة النور مخصصة لرسوم المسيح. وكانت الهالة مستخدمة للشهادة لجلالة آخر الأباطرة الرومان، بالإضافة إلى أباطرة رومان في الشرق، في سبيل إبراز نفوذهم.
في القرن الرابع، ظهرت الهالة في الفن المسيحي كصفة للأشخاص، وبخاصة كصفة إلهية. فعندما كان يُصوَّر الله، مصدر النور، كان يُصحب بهذه الدائرة المنيرة التي سرعان ما أصبحت تُزين هامة جميع القديسين.
مع ذلك، كان القديسون يُمثَّلون بإكليل غار على رؤوسهم أو بأكاليل عادية في الأزمنة الأولى من الفن المسيحي. وكأي تقليد فني، شكل تقليد الهالة ثمرة مزيج متقدم من عدة تأثيرات تعايشت في السابق.
في وقت لاحق، ظهرت أنواع أخرى من الهالات. فاستُخدم مثلث نورٍ للإشارة إلى أقانيم الثالوث الثلاثة، وكانت الهالة الدائرية مخصصة للقديسين والملائكة. أما الهالة المربعة النادرة وغير المعروفة كثيراً كانت تهدف إلى تمييز الأشخاص الذين لا يزالون أحياء منهم مثلاً رعاة الآداب. كذلك، اختُرعت هالات سداسية بصورة استثنائية لتمييز فضائل أو صور مجازية.
وعلى مر القرون، أصبح الفنانون يرسمون القديسين بشكل أكثر واقعية، فأُهمل استخدام الهالة قبل أن يختفي بوضوح من الرسوم الدينية. مع ذلك، تشكّل الهالة جزءاً من الثقافة الغربية. وترتبط رمزيتها دوماً بالقداسة. تبقى إذاً مصدر إلهام عميق كأحد العناصر الرئيسية في تاريخ الفن عبر العصور.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024