04 - 08 - 2017, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 18721 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الهي القدوس اعترف أنني أحيانا لا أكون صبور و أتضايق عندما لا أجد الاستجابة التي أريدها لصلواتى . من فضلك أجعل قلبى الشكاك يهدأ. من فضلك ذكر روحي بغنى نعمتك. أملأ نفسي بالثقة و الراحة من روحك القدوس . انا اؤمن أنك تريد أن تمنحني النعمة و البركة, لذلك حتى عندما لا أفهم الأمور السيئة التي تحدث لي فأنا أثق أنك تعمل من أجل أن كل الأشياء تعمل لخيري و لمجدك. بإسم يسوع. أمين |
||||
04 - 08 - 2017, 01:52 PM | رقم المشاركة : ( 18722 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"شياطين المجدلية "
شياطين المجدلية "..مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ،" (لوقا 2:8). سبعة شياطين سكنوا جسد مريم المجدلية، وتسلّطوا عليها، وضربوها بالأمراض، ودفعوها إلى تصرفات قبيحة، حتى التقت بالرب يسوع المسيح وأخرج منها هذه المجموعة من الشياطين، فاستراحت روحياً، وعقلياً، وجسدياً، وتبعت المسيح في حياته حتى يوم صلبه، وكانت أول من رآه بعد قيامته. وقبل أن نستطرد في الحديث عن شياطين المجدلية، لا بد لنا أن نتحدث عن: أصل الشياطين. * ما أصل الشياطين؟ وجود الشياطين حقيقة مؤكدة... ويبدو من قراءة الكتاب المقدس، أنهم كائنات روحية شاركوا إبليس في عصيانه ضد الخالق القدوس العظيم وأطلق عليهم الكتاب المقدس اسم : "الأرواح النجسة". وفي قدرة الشياطين أن يسكنوا أجساد البشر كما سكنوا جسد مريم المجدلية وغيرها.. كذلك في قدرتهم أن يسكنوا أجساد الحيوانات كما سكنوا في قطيع الخنازير في كورة الجدريين بعد أن أخرجهم المسيح من جسد الرجل المجنون : "فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ. وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ، فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ." (مرقس 13:5). • الشياطين أرواح نجسة، يمكن أن تصيب من تسكن في جسده بالعمى، والخرس : (متى 22:12) أو تصيبه بالصرع : (مرقس 20:9)، أو بالجنون : (مرقس 2:5 و15)، أو بشتى الانحرافات الجنسية والنفسية والروحية. وكان الرب يسوع يأمر الأرواح النجسة بالخروج من أجساد الناس فتخرج، وعندما قدّم الأب ابنه المصاب بالخرس والصرع إلى يسوع تراكض الجمع حوله : "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ الْجَمْعَ يَتَرَاكَضُونَ، انْتَهَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ قَائِلاً لَهُ: «أَيُّهَا الرُّوحُ الأَخْرَسُ الأَصَمُّ، أَنَا آمُرُكَ: اخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَدْخُلْهُ أَيْضًا!» فَصَرَخَ وَصَرَعَهُ شَدِيدًا وَخَرَجَ." (مرقس 25:9-26). وقد أعطى الرب يسوع لتلاميذه الاثني عشر السلطان على الأرواح النجسة حتى يخرجوها إذ قال لهم: " اِشْفُوا مَرْضَى ...أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ." (متى 8:10). وستسكن الشياطين سكان العالم غير المؤمنين بالمسيح المصلوب لتجمعهم للقتال في معركة هرمجدون. " وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ، لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ... فَجَمَعَهُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّونَ»." (رؤيا 13:16-16). * شياطين المجدلية والآن بعد أن عرفنا القليل عن أصل الشياطين ننتقل للحديث عن شياطين المجدلية، وقد اخترت لها أسماء.. وفي اعتقادي أن هذه الشياطين تسكن الكثيرين في هذه الأيام.. وهي سر خراب الأسر، والأفراد، والجماعات.. والسبب في سقوط نجوم لمعت في سماء الخدمة ثم تدهورت وسقطت إلى الحضيض، فإلى هذه الشياطين السبعة: * -1- شيطان الخطايا الجنسية هذا الشيطان يصوّر العلاقات الجنسية تصويراً مغرياً، ويدفع الكثيرين والكثيرات إلى الخيانة الزوجية، وإلى الشذوذ الجنسي، سواء كان شذوذ الرجل أم شذوذ المرأة، ويصور للناس أن زواج الرجل بالرجل، والمرأة بالمرأة يجب أن يكون مقبولاً. والرب القدوس يعلن في كلمته أن غضبه معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم... على فجور الرجال الذين اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور.. وعلى فجور النساء اللواتي استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة (رومية 18:1 و26-27). "لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ [المأبون هو الرجل الذي يأخذ مكان الأنثى] وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ،... يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ." (1كورنثوس 9:6-10). • -2- شيطان محبة المال هذا الشيطان سكن قلوب الكثيرين، وتغلل إلى النظام الكنسي فجعل الإنجيل تجارة تدرّ الملايين.. وغرّر بكثيرين ليقضوا حياتهم في جمع الثروة التي لا بدّ أن يتركوها يوماً لآخرين. وقد كتب بولس الرسول عن الذين خضعوا لشيطان محبة المال فقال: "وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ.لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ." (1تيموثاوس 9:6-10). • -3- شيطان الكبرياء هذا الشيطان يتلوّن بعدة ألوان... فهناك شيطان كبرياء العلم، فيظن من يسكنه هذا الشيطان أنه يعرف ويفهم كل شيء وهو في الواقع يجهل الكثير.. وهناك شيطان كبرياء السلطة... وشيطان كبرياء الغنى، وشيطان كبرياء الجنس، وهو الشيطان الذي تسلط على عقل "هتلر" فأطلق على الألمان اسم "الجنس الآري" أي الجنس النقي الذكي... وبهذا الكبرياء قاد ألمانيا والعالم كله إلى حرب مات فيها الملايين... اذكر دائماً أنه : "قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ." (أمثال 18:16). • -4- شيطان القتل قال يسوع لليهود الذين رفضوه وأرادوا أن يقتلوه: " أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، " (يوحنا 44:8). شياطين القتل تسكن أجساد الذين يقتلون الأبرياء باسم الله أو بدافع الحقد والحسد.. الله محبة ولا يمكن أن يأمر أحد بالقتل بغير سبب. وحوادث القتل التي نسمع عنها كل يوم في شوارع العاصمة واشنطن، والمدن الكبرى في أمريكا، وفي بلاد إنجلترا، وفي مصر، وفي العراق، وفي أفغانستان، وفي أسبانيا، وفي العالم كله هي بدافع الشياطين التي سكنت أجساد القتلة.. ومصيرهم نقرأ عنه هذه الكلمات: " وَأَمَّا ..وَالْقَاتِلُونَ... فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، " (رؤيا 8:21). أذكر أن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وكل قاتل نفس ليس له حياة أبدية (1يوحنا 15:3). • -5- شيطان المسكرات والمخدرات هذا الشيطان له تأثير رهيب... فهو يدفع من يسكن جسده إلى إدمان المسكرات والمخدرات. " لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ؟ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْرَ، الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ." (أمثال 29:23-30). هذا ما تفعله الخمر... أما المخدرات... المارجـوانا، والكوكاييـن، والحشيـش، والهيروين، وباقي القائمة فهي توقف العقل عن التفكير السليم، وتصوّر لمن يتعاطاها عالماً خيالياً يختلف تماماً عن عالم الواقع.. وكم قضت جرعة زائدة على كثيرين من المدمنين، فماتوا في ريعان شبابهم وعزّ قوتهم وأوج شهرتهم. • -6- شيطان الجمال القبيح كيف يتفق الجمال مع القبح؟ يصير الجمال قبحاً حين تستخدمه المرأة الجميلة لإغراء الآخرين! يصير الجمال قبحاً حين تتصرّف المرأة بغير عقل في زينتها وملابسها! "خِزَامَةُ ذَهَبٍ فِي فِنْطِيسَةِ خِنْزِيرَةٍ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ الْعَدِيمَةُ الْعَقْلِ." (أمثال 22:11). الجمال هبة الله للمرأة... وهبات الله يجب أن تُستخدم لمجده وكرامته. • -7- شيطان عبادة الأصنام عرف يوحنا الرسول أنه من الممكن أن ينحرف المؤمنون إلى عبادة الأصنام، فكتب في آخر آية من رسالته الأولى الكلمات: "أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ." (1يوحنا 21:5). ما هو الصنم الذي تتعبّد له في قلبك؟ المعبود هو الذي يشغل فكرك وقلبك عن محبة الله والتعبّد له.. وشيطان عبادة الأصنام يمكن أن يدفعك لعبادة صنم غير الله. × صنم العلم الكاذب الاسم، الذي تسلّط على عقلك بالليل والنهار، فدفعك للشك في وجود الله... وفي وحي الكتاب المقدس.. وفي حقيقة الخلق المباشر... خلق الله للإنسان بلا تطوّر وخلق العالم من العدم. × صنم علاقة غير شريفة تسيطر على عواطفك وأفكارك. × صنم عادة تضر جسدك كالتدخين... السيجارة التي لا تستطيع أن تعيش بدونها. × صنم تعاطي المخدرات وهو صنم انتشر وجوده في العالم كله رغم القوانين الحكومية التي تحاربه. • أخرج المسيح من مريم سبعة شياطين... وفي سلطانه أن يحرّرك من كل ما ذكرت من الشياطين... وهذه كلمات المسيح: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ... فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا." (يوحنا 34:8 و36). فلماذا تعيش تحت عبودية الشيطان من أي نوع كان؟! آمن بالرب يسوع المسيح وهو يفتح عينيك فتتحرر من سلطان الشيطان وتنال بالإيمان به غفران خطاياك ونصيباً مع المقدسين. * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
04 - 08 - 2017, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 18723 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس اندراوس الرسول نياحته 4 كيهك هو اخو بطرس الرسول , ولأن اندراوس يهودى الاصل فان اسمه اندراوس قد لا يكون اسمه الحقيقى من حيث انه ليس اسما اراميا او عبريا . و يدعى اندراوس باليونانية و معناه الرجل , و بالانجلزية أندرو , و يلقب فى التقليد الارثوذكسى بروتوكليتوس اى أول المدعويين، بحسب التقليد الكنسى فأن أندراوس ولد فى بيت صيدا قرب بحر الجليل (بحيرة طبرية) وكان يعيش مع بطرس فى مدينة كفر ناحوم، كان اندراوس تلميذاً ليوحنا المعمدان ويعد ذلك أصبح من أوائل من تبعوا يسوع المسيح وبحسب الإنجيل فأن أندراوس كان من بين مجموعة التلاميذ الأكثر قرباً ليسوع والذين أختصهم لمعاينة أحداث مهمة للغاية، وقد ذكر مرة واحدة فقط فى سفر أعمال الرسل . بحسب المؤرخ الكنسى أوسابيوس القيصرى (275-339م) فإن أندراوس قام بالتبشير بالديانة المسيحية فى آسيا الصغرى وسيكثيا وعلى طول ساحل البحر الأسود حتى نهر الفولغا لذلك فقد أصبح القديس الشفيع الرئيسى لكل من روسيا ورومانيا. ويعد تقليدياً أول أساقفة بيزنطة (قسطنطينية) وقد أختير أن يمضى إلى مدينة اللد وإلى بلاد الأكراد، فدخل مدينة اللد وكان أكثرها قد آمن على يدى بطرس، وكان معه تلميذه فليمون وهو شجى الصوت، فأمره أن يصعد المنبر ويقرأ.فلما سمع كهنة الأوثان بمجىء أندراوس الرسول أخذوا حرابهم وأتوا إلى الكنيسة ووقفوا خارجاً ليسمعوا مااذا كان يجدف على الهتهم ام لا ، فسمعوه يقرأ قول داود النبى: " أصنامهم فضة وذهب عمل أيدى الناس، لها أفواه ولاتتكلم، لها عين ولاتبصر، لها آذان ولاتسمع لها مناخر ولاتشم، لها أيد ولاتلمس، لها أرجل ولاتمشى ولاتنطق بحناجرها. مثلما يكون صانعوها بل كان من يتكل عليها" (مز4:115- 8 ) فأبتهجت قلوبهم من حسن صوته ولانت عواطفهم ودخلوا الكنيسة وخروا عند قدمى أندراوس الرسول، فعلمهم ومن ثم آمنوا بالسيد المسيح فعمدهم وكل من بقى من عابدى الأوثان. ثم خرج من عندهم وأتى إلى بلاد الأكراد ومدن أكسيس وأرجناس وأسيفوس، وكان قد مضى مع برثولماوس قبل ذلك إلى مدينة عازرينوس وكان أهلها أشراراً لايعرفون الله. فلم يزالا يبشرانهم ويعلمانهم حتى أهتدى إلى معرفة الله جمع كثير منهم بسبب الآيات والعجائب التى صنعاها أمامهم. أما الذين لم يؤمنوا فقد تآمروا عليه، وأرسلوا يستدعونه حتى اذا أقبل عليهم يثبون عليه ويقتلونه، فلما وصل إليه الرسل وسمعوا تعاليمه الحسنة ورآوا بهجة وجهه النورانية آمنوا بالسيد المسيح ولم يعودوا إلى الذين أرسلوهم. وحينئذ عزم غير المؤمنين على الذهاب إليه وحرقه فلما أجتمعوا حوله لتنفيذ عزمهم صلى الرسول إلى الرب فرآوا ناراً تسقط عليهم من السماء فخافوا وآمنوا. وشاع ذكر الرسول فى جميع تلك البلاد وآمن بالرب كثيرون، ومع هذا لم يكف كهنة الأوثان على طلب آندراوس حيث ذهبوا إليه وأوثقوه وضربوه كثيراً، وبعد أن طافوا به المدينة عرياناً القوه فى السجن حتى اذا كان الغد يصلبونه. وكانت عادتهم اذا أماتوا أحداً صلباً أنهم يرجمونه أيضاً، فقضى الرسول ليلة يصلى إلى الله، فظهر له السيد المسيح وقواه. وقال له: " لاتقلق ولاتضجر فقد قرب أنصرافك من هذا العالم" ، وأعطاه السلام وغاب عنه، فابتهجت نفسه بما رأى. ولما كان الغد أخذوه وصلبوه على خشبة ورجموه بالحجارة حتى تنيح، فأتى قوم من المؤمنين وأخذوا جسده المقدس ودفنوه. وقد ظهرت منه آيات وعجائب كثيرة. يُعتقد بأنه قتل صلبا فى مدينة باتراى فى اليونان وكان صليبه على شكل حرف x وبسببه أخذ هذا الشكل من الصلبان لاحقاً أسم صليب القديس أندراوس، وبحسب التقليد الكنسى فأن جثمانه دفن فى مدينة باتراى وبعد ذلك نُقل منها إلى القسطنطينية ومن هناك نقل مرة أخرى إلى بلدة سميت باسم القديس أندراوس تقع على الساحل الشرقى لأستكلندا، وتتحدث القصص الشعبية المحلية عن أن جثمان هذا القديس بيع للرومان على يد الكهنة المحليين مقابل أن ينشأ الرومان خزان مياه للمدينة، وفى السنين التالية حفظ الجسد فى مدينة الفاتيكان ولكنه أعيد لمدينة باتراى اليونانية عام 1964م بأمر من البابا بولس السادس. أن صندوق جثمان الرسول أندراوس والذى يحتوى على أصبعه وجزء من جمجمته محفوظ اليوم فى كنيسة أندراوس فى مدينة باتراى فى مقام خاص، ويقام له أحتفال مميز فى 30 من نوفمبر / تشرين الثانى من كل عام. يقدم أنداروس فى معظم الايقونات واللوحات على أنه رجل عجوز متكىء على صليبه ذو الشكل x وهناك عدة أماكن يظن بأنها تحتوى على جزء من جثمانه وهى:- بازيليك القديس أندراوس، باتراى – اليونان قبة القديس أندراوس، أمالفى – أيطاليا كاتدرائية القديسة مريم، إيدينبورغ ( الضريح الوطنى للقديس أندراوس) إسكتلندا كنيسة القديسيين أندراوس وألبيرت، وآرسو- بولندا. يوجد كتاب سمى بــ " أعمال أندراوس" وهو من كتب الأبوكريفا ( الكتب الغير قانونية بالنسبة للكنيسة ) تحدث عنه أوسابيوس القيصرى وآخرون، يصنف هذا الكتاب ضمن مجموعة الكتب التى تتحدث عن أعمال الرسل ويتوقع أنه تمت كتابته فى القرن السادس، تم تنقيح هذا الكتاب ونشره بواسطة قسطنطين فإن تيشوندروف فى المانيا عام 1821م. القديس أندراوس، فى التراث، هو الرسول الذى دعاه الرب يسوع أولاً، وأسمه معناه الشجاع أو الصنديد أو الرجل الرجل . كان تلميذاً ليوحنا المعمدان أول أمره (يوحنا 35:1) فلما كان يوم نظر فيه معلمه الرب يسوع ماشياً بادر أثنين من تلاميذه كانا واقفين معه بالقول: " هوذا حمل الله"! (يوحنا 36:1) فتبع التلميذان يسوع. "فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان؟ فقالا ربى الذى تفسييره يامعلم أين تمكث؟ فقالا لهما تعاليا وأنظرا. فأتيا ونظرا أين يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم. وكان نحو الساعة العاشرة" ( يوحنا 38:1 -39) . أندراوس كان واحداً من الأثنين. من تلك الساعة صار للرب يسوع تلميذاً. إثر ذلك، أقبل أندراوس على أخيه بطرس وأعلن له: " وقد وجدنا مسياً الذى تفسيره المسيح" ( يوحنا 41:1)، ثم أتى به إلى يسوع. موطن أندراوس وبطرس كان الجليل الأعلى، وعلى وجه التحديد بيت صيدا فيها ومنها فيليبس الرسول أيضاً (يوحنا44:1). كانت مهمة أندراوس كأخيه بطرس صيد السمك (مرقص16:1) ، وكان له بيت فى كفر ناحوم (مرقص29:1). ورد أسمه ثانياً فى لائحة الرسل، فى كل من أنجيلى متى (2:10) لوقا (14:6) بعد بطرس، فيماورد رابعاً فى كل من أنجيل مرقس (16:3) وأعمال الرسل من 13:1 بعد بطرس ويعقوب ويوحنا. أقصر ماورد ذكر أندراوس الرسول فى أنجيل يوحنا، فإلى ماسبق ذكره نلقاه فى الإصحاح السادس رقم 8 يبلغ الرب يسوع، قبل تكسير الخبز والسمك، بأن " هنا غلاماً معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. ولكن ماهذا لمثل هؤلاء". ونلقى أندراوس مرة أخرى فى الأصحاح الثانى عشر حينما تقدم يونانيين إلى فيلبس وسألوه قائلين نريد أن نرى يسوع " فأتى فيليبس وقال لأنداروس ثم قال أندراوس وفيلبس ليسوع. وأما يسوع فأجابهما قائلاً قد اتت الساعة ليتمجد إبن الإنسان" ( 20- 23) . هذا جل مانستمده عن اندراوس الرسول من الأناجيل وأعمال الرسل. أما فى التراث، فقد أورد أفسافيوس فى تاريخه أنه كرز بالأناجيل فىسكيثيا، أى إلى الشمال والشمالى الشرقى من البحر الأسود، وفى آسيا الوسطى، بين كازخستان و أوزباكستان. كما ذكر كل من أيرونيموس وثيودوريتوس أنه بشر فى أقليم أخانية فى جنوبى اليونان، فيما آشار نيقيفوروس إلى آسيا الصغرى وتراقيا، فى البلقان، شمالى البحر الإيجى. وفى بيزنطية، التى كانت أنئذ مدينة متواضعة، يقولون أن القديس أندراوس اقام عليها أستاخيس، أول أسقف. ويقولون أيضاً أنه رفع الصليب فى كييف وتنبأ بمستقبل المسيحية بين الشعب الروسى. والقديس أندراوس شفيع أسكتلندا حيث يبدو أن سفينة غرقت بالقرب من المكان المعروف باسمها هناك وكانت تحمل بعض بقايا القديس. اما رقاد الرسول فكان أستشهاداً على صليب مافتىء معروفاً منذ القديم باسم صليب القديس أندراوس وهو على شكل x . جرى ذلك فى باتريا فى أخائية اليونانية حيث نجح الرسول فى هداية الوثنيين إلى المسيح إلى درجة أثارت القلق لدى أجايتوس الحاكم، لاسيما بعدما أكتشف أن زوجته ماكسيمللا قد وقعت فى المسيحية هى أيضاً. وكان صلب أندراوس مقلوباً. لكن عدالة الله شاءت أن يقضى الحاكم بعد ذلك بقليل عقاباً. اما رفات القديس قتوزعت فى أكثر من مكان، إلا أن جمجمته عادت أخيراً إلى باتريا فى 26 آيلول 1974م، فيما بقيت له يد في موسكو والبقية هنا وهناك. الرسول أندراوس تعيد له الكنيسة فى 30 تشرين الثانى هو أخو بطرس الرسول وكان صياداً أيضاً كان فى الأصل تلميذ يوحنا المعمدان. بشر الانجيل فى سيكيثيا بيزينطية والأراضى على طول نهر الدانوب وروسيا وحول البحر الاسود وأخيراً فى اليونان . عذبه الحاكم Aegeatus وصلبه. ويعتقد أن صليبه كان بشكل حرف x ويعرف اليوم باسم " صليب القديس أندراوس" . أستشهاد القديس أنداروس أحد الإثنى عشر رسولاً السنكسار فى 4 كيهك فى مثل هذا اليوم أستشهد القديس اندراوس الرسول أخى بطرس، صلاته تكون معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين. |
||||
04 - 08 - 2017, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 18724 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح يجاوب على أسئلة شيوخ اليهود ثم يسألهم كما يطلب المحارب المغلوب حلفاء جدداً لعله ينتصر أخيراً، تحالف رؤساء اليهود مع خصومهم من الهيرودسيين أنصار الملك هيرودس. وبعد أن تشاوروا اتفقت القوة السياسية مع الدينية على هجوم جديد. ما لقيصر لقيصر "ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْماً مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: "يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ، لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللّهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟ نُعْطِي أَمْ لَا نُعْطِي؟" فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: "لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ اِيتُونِي بِدِينَارٍ لِأَنْظُرَهُ". فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: "لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟" فَقَالُوا لَهُ: "لِقَيْصَرَ". فَأَجَابَ يَسُوعُ: "أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ". فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ" (مرقس 12:13-17). كانت الحيلة أن الهيرودسيين يتظاهرون بالتديُّن لكي يصطادوا المسيح ويمسكوه بكلمة، فيسلِّموه إلى حكم الوالي وسلطانه. فتقدموا إليه وتملَّقوه واستشاروه إن كانوا يدفعون الجزية للحكومة الرومانية أو لا يدفعونها، أملاً أن يمسكوه في شبكتهم مهما كانت إجابته، فإن قال بدفع الجزية ينفر الشعب منه، لأنهم ضجروا من هذه الضريبة التي هي علامة استعبادهم للرومان، ولأنهم ينتظرون مجيء المسيح ليحررهم منها. وكانوا يسألون: "كيف يمكن أن يكون المسيح ملك إسرائيل - كما هتف له الشعب بالأمس في الهيكل، ويحكم أن ندفع الجزية لقيصر؟". وإن أجاب بعدم دفعها كما يرغب الهيرودسيون (وهو ما كانوا يرجّحونه) يحصلون على حجة كافية ليسلموه للحكومة، كمثير للفتنة ضد القيصر الذي وضع هذه الضريبة. علم المسيح رياءهم وخبثهم، وأن الجواب الذي يروق للفريسيين لا يروق للهيرودسيين - ومع ذلك اتفق الفريقان على امتحانه، فأجاب: "لماذا تجربونني يا مراؤون؟ أروني معاملة الجزية". ولما أتوا بدينار. كانت صورة الإمبراطور مرسومة عليه. ومعنى هذا أنهم يعترفون بسلطان قيصر عليهم. فقال: "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله". أي أعطوا كل ذي حق حقه. بهذا الجواب حطم الشَّرَك المنصوب له، ونطق بهذا القول المأثور قاعدة للواجبات في الدين والدولة. فلم يقدروا أن يمسكوه بكلمة قدام الشعب وتعجبوا من جوابه وسكتوا، وتركوه ومضوا. من تعليم المسيح هذا نرى أن الواجبات للدولة مقدسة وضمن الواجب الديني... ليس السؤال: هل نخضع لقيصر أم لله، لأن الخضوع للاثنين واجب، والخضوع لقيصر في ما لا يخالف الخضوع لله هو من أصل الخضوع لله، لأن الله هو الذي سمح لقيصر أن يتسلَّط عليهم. فعليهم أن يخضعوا لهذا التأديب. وكما تذكِّرهم صورة القيصر على الدينار، بما عليهم له، يجب أن تذكّرهم صورة الله التي خُلق فيها الإنسان، بما عليهم لله. إله أحياء، لا إله أموات "وَجَاءَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنَ الصَّدُّوقِيِّينَ، الَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ، وَسَأَلُوهُ: "يَا مُعَلِّمُ، كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ لِأَحَدٍ أَخٌ، وَتَرَكَ امْرَأَةً وَلَمْ يُخَلِّفْ أَوْلَاداً، أَنْ يَأْخُذَ أَخُوهُ امْرَأَتَهُ، وَيُقِيمَ نَسْلاً لِأَخِيهِ. فَكَانَ سَبْعَةُ إِخْوَةٍ. أَخَذَ الْأَوَّلُ امْرَأَةً وَمَاتَ، وَلَمْ يَتْرُكْ نَسْلاً. فَأَخَذَهَا الثَّانِي وَمَاتَ، وَلَمْ يَتْرُكْ هُوَ أَيْضاً نَسْلاً. وَهكَذَا الثَّالِثُ. فَأَخَذَهَا السَّبْعَةُ، وَلَمْ يَتْرُكُوا نَسْلاً. وَآخِرَ الْكُلِّ مَاتَتِ الْمَرْأَةُ أَيْضاً. فَفِي الْقِيَامَةِ، مَتَى قَامُوا، لِمَنْ مِنْهُمْ تَكُونُ زَوْجَةً؟ لِأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِلسَّبْعَةِ". فَأَجَابَ يَسُوعُ: "أَلَيْسَ لِهذَا تَضِلُّونَ، إِذْ لَا تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلَا قُوَّةَ اللّهِ؟ لِأَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ الْأَمْوَاتِ لَا يُزَوِّجُونَ وَلَا يُزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلَائِكَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْأَمْوَاتِ إِنَّهُمْ يَقُومُونَ: أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى، فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ، كَيْفَ كَلَّمَهُ اللّهُ قَائِلاً: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنْتُمْ إِذاً تَضِلُّونَ كَثِيراً" (مرقس 12:18-27). أخيراً اتفقت جميع الأحزاب الكبرى الدينية والسياسية على مهاجمة المسيح هذا اليوم الأخير في الهيكل، فانضمَّ الصدوقيون إلى الفريسيين والكتبة ورؤساء الكهنة وشيوخ الشعب، ونصبوا للمسيح شركاً آخر علقوه علىفلسفتهم الطبيعية. كان الصدوقيون يستخفُّون بالدِّين إجمالاً، ولا يؤمنون بالقيامة ولا الملائكة ولا الأرواح، فكان يُنتظر منهم أن يسألوا سؤالاً هزلياً جدياً، ليثيروا الاستهزاء بالمسيح. وبما أن أفكارهم كانت جسدية، فقد لفّقوا مشكلة تتصل بالعالم الروحي الذي تسكنه الأرواح بعد الموت الجسدي. كانت شريعة موسى توجب على إخوة كل رجل متزوج يموت دون أن ينجب نسلاً أن يتزوج أحدهم بأرملة المتوفَّى ليقيم للأخ الميت نسلاً. ولأجل غايتهم الهزلية تخيل الصدوقيون امرأة تزوجت بسبعة إخوة، الواحد بعد الآخر. وسألوه لمن من هؤلاء السبعة تكون زوجة في القيامة؟ كان الفريسيون يشاركون المسيح في الإيمان بالقيامة وبعالم الأرواح، فهزيمته هنا أمام الصدوقيين تكون هزيمة لهم أيضاً. ونجاح المسيح في الجدل، يساعد الفريسيين من هذا الوجه. ولو أنه يكون مصيبة عليهم، لأنه يرفع مقام المسيح فيتعلَّق الشعب به أكثر من قبل. نلاحظ في جواب المسيح على الصدوقيين أنه ترفَّق بهم أكثر مما بالفريسيين، وتلطَّف في توبيخهم، لأنه كان يحسب رياء الفريسيين أشر من كفر الصدوقيين، فلم ينطق عليهم بالويل أو يناديهم: "يا مراؤون". بل أجاب: "أليس لهذا تضلون، إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله؟" إن خطية الصدوقيين أخف من خطيئة الفريسيين الذين يعرفون ولا يعملون بما يعرفونه. وأعطاهم المسيح برهاناً من أسفارهم الموسوية أن الله ليس إله أموات بل إله أحياء. إذاً توجد قيامة حقيقية. وهو سبحانه روح. إذاً يوجد عالم روحي واسع وأعظم جداً من العالم المادي. فلو كانوا يعرفون الكتب المقدسة لما كانوا ينكرون القيامة. ولو كانوا يعرفون قوة الله لما حددوها وحصروها في عالم الماديات الصغير. وأفهم المسيح سامعيه أن العالم الروحي لا يقاس تماماً على العالم المادي، فالزيجة الجسدية لا وجود لها هناك، إذ يكون كل من له نصيب في قيامة الأبرار كملائكة الله في السماوات. فبُهت الجموع من تعلميه، وفرح بعض الكتبة بفشل الصدوقيين أكثر مما تكدروا لانتصار المسيح، وقالوا له: "يا معلم، حسناً قلت". وتوقف قليلاً تيار الاعتراض على هذا المعلم الناصري، ولم يتجاسروا أيضاً أن يسألوه عن شيء. الوصية العظمى "فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَناً، سَأَلَهُ: "أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟" فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: "إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الْأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ". فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: "جَيِّداً يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لِأَنَّهُ اللّهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ، وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ، وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ، وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ، وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ، هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ". فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْلٍ قَالَ لَهُ: "لَسْتَ بَعِيداً عَنْ مَلَكُوتِ اللّهِ". وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ" (مرقس 12:28-34). ثم سأله أحد علماء الشريعة المعروفين بالكتبة، وهو يريد أن يمتحن معرفته بالناموس: "يا معلم، أية وصية هي العظمى في الناموس وأول الكل؟" أجاب المسيح إن أول كل الوصايا هي "اسمع يا إسرائيل: الرب إلهك رب واحد، وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل مقدرتك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء". ثم وصف المسيح عالِم الشريعة هذا بأنه "ليس بعيداً عن ملكوت الله". فهل عرف عالِم الشريعة أن حالة الذي ليس بعيداً عن الملكوت ولا يدخله، هي حالة أصعب من الذي هو بعيد؟ ما أمرَّ هلاك الواقفين عند باب الملكوت. قال الرب لربي "ثُمَّ سَأَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: "كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ لِأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ ابْنُهُ؟" وَكَانَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ" (مرقس 12:35-37). ترقب المسيح وهو يعلّم في الهيكل فرصة اجتماع الفريسيين ليمتحنهم كما امتحنوه، فطلب منهم تفسير هذه الآية في مزامير داود: "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: "اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي" (مزمور 110:1). هنا تُكلِّم العزة الإلهية شخصاً يسميه ربَّه. وهذا الشخص حسب تفسير اليهود جميعاً هو المسيح، وفي ذات الوقت هو المسيح ابن داود. فكيف يكون بشراً محضاً، ويكون ربَّ داود وابن داود في الوقت نفسه؟ لا يحل هذه المعضلة إلا القول بطبيعة المسيح المزدوجة التي تجعله رب داود من جهة لاهوته، وابن داود من جهة ناسوته، وهذا هو الوصف الذي يطلقه سفر الرؤيا على المسيح "أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ" (رؤيا 22:16). فبما أنهم ينكرون لاهوته لم يستطع أحد أن يردّ بكلمة. فأسكت جميع معانديه وأسعد الجمع الكثير بكلامه. ويناسب هنا أن نذكر الشهادة التي قدمها سابقاً رسل خصومه الفريسيين بقولهم: "لم يتكلم قط إنسان هكذا مثلُ هذا الإنسان". ويؤيد العدد الذي لا يُحصى من الذين سعدوا بكلامه من ذلك الوقت إلى يومنا هذا. المسيح يمدح عطاء الأرملة "وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاساً فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيراً. فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ. فَدَعَا تَلَامِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الْأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لِأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا" (مرقس 12:41-44). ثم انتقل المسيح من قسم الهيكل الداخلي إلى الدار الخارجية التي كانوا يسمُّونها دار النساء (لأنهم كانوا يسمحون بدخول النساء إليها). وكان هناك ثلاثة عشر بوقاً مخصّصة لوضع التقدمات النقدية لخدمة الهيكل وأعمال الرحمة. وكان العابدون بعد غياب طويل يعودون في أيام العيد العظيم ليقدِّموا لهذا المعبد الفريد مبالغ وافرة، فجلس المسيح تجاه الأبواق في محل "الخزانة" يراقب العابدين وهم يدفعون عطاياهم. فلما وضعت أرملة فلسين، وهي أقل قيمة يجوز تقديمها، دعا تلاميذه لينظروا وقال "إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة، لأن الآخرين ألقوا من فضلتهم، وأما هي فألقت كل معيشتها". للعطاء أهمية كبيرة في الدين، وقد علّم المسيح أن مقياس السخاء ليس مقدار التقدمة، بل مقدار ما يبقى للمعطي بعد أن يقدمها. ويخطئ الذين يقدمون في الإحسان قليلاً ويسمُّونه "فلسي الأرملة"، لأن هذا الاسم لا يُطلق على العطاء القليل، إلا إن كان كل ما عند المعطي. قدمت الأرملة ما عندها متكلة على العناية الإلهية التي تدبر كل أعوازها، ولذلك نالت مدح المسيح على محبتها لله، وعلى ثقتها في عنايته. اليونانيون يطلبون المسيح "وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلَاءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ، وَسَأَلُوهُ: "يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ" فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لِأَنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا: "قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الْإِنْسَانِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الْأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الْآبُ. اَلْآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الْآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ. وَلكِنْ لِأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ. أَيُّهَا الْآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ". فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: "مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضاً". فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفاً وَسَمِعَ، قَالَ: "قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ". وَآخَرُونَ قَالُوا: "قَدْ كَلَّمَهُ مَلَاكٌ". أَجَابَ يَسُوعُ: "لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ" (يوحنا 12:20-30). من المشرق البعيد أتى قوم، هم المجوس العلماء، ليروا المسيح في طفولته. والآن أتى قوم آخرون من المغرب البعيد من اليونان بلاد العلماء، ليروا المسيح في خاتمة خدمته. وقفوا في الدار الخارجية من الهيكل، وهي المكان المخصص لعبادة اللّه لغير اليهود، يقدمون العبادة للإله الواحد إله إسرائيل. وأبلغوا تلميذ المسيح فيلبس شوقهم لرؤية المسيح. وحدَّث فيلبس أندراوس، واتفقا أن يقولا لسيدهما هذا الأمر. رأى المسيح في أولئك اليونانيين مقدمةً للجمهور الذي لا يُحصى من الأمم المزمعين أن يطلبوه بالإيمان، فقال: "قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان". سيتمجد بالرغم من رفض أمته له، فلا يكون هذا فشلاً له ولا لعمله. التقى المسيح باليونانيين وقال لهم: "الحق الحق أقول لكم، إنْ لم تقع حبةُ الحنطة في الأرض وتمُتَ، فهي تبقى وحدها، ولكن إنْ ماتت تأتي بثمر كثير. من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية". كلّمهم عن موت هو مقدمة الحياة - هو موته الفدائي ليحيي نفوساً بلا عدد. وهو موت المؤمن عن الخطية ليحيا للبر. في هذا الوقت وفي هذا المقام اعترف المسيح أن نفسه اضطربت لشدة هول ساعة موته. لكن بما أنه قد أتى من السماء لأجل هذه الساعة، هل يمكن أن يطلب التخلُّص منها؟ كلا ثم كلا. لأن طلبه الوحيد هو أن يتمجد اسم الآب. فصلَّى أوجز صلواته وآخرها في الهيكل قائلاً: "أيها الآب مجد اسمك". فأكرم الآب هذا التسليم التام وإنكار الذات، وجاء صوت من السماء يقول: "مجدت وأمجد أيضاً". عندما غلب المسيح إبليس في البرية وقت التجربة، أرسل الآب له ملائكةً جاءت وصارت تخدمه، لكن هذه الغلبة الجديدة على تجربة الاستعفاء من الصليب وما يتعلق به أشهُر من تجربة البرية، وهذه الساعة أعظمُ من تلك. فأسْمَعَ الآبُ صوتَه للمرة الثالثة في حياة المسيح على الأرض. أما أعداؤه فسمعوا صوتاً دون أن يفهموا الكلام، فقالوا: "قد حدث رعد". وأما مريدوه فسمعوا كلاماً، لكن غير مفهوم، فقالوا "كلَّمه ملاك". لكن المسيح الذي وحده فهم كلام الصوت، أكَّد لجميع السامعين أنه لم يكن لأجله بل لأجلهم، وإنْ لم يكن مفهوماً عندهم.. جاءهم صوت اللّه تأييداً لشخص المسيح وتعليمه، فبواسطة هذه الغلبة الجديدة أثبت المسيح مرة أخرى صلاحيته كمخلّص العالم. وصلاحيتُه تضمن نجاحه، لأنه بارتفاعه على الصليب "يجذب إليه الجميع". وهذا الجاذب الفعال لا يزال يشتغل بنجاحٍ في العالم، فوق ما كان يتصوره بشر. يجذب الأفراد ويجذب الشعوب، ولا يتوقف عن عمله الخلاصي، إلى أن تُسمع الأصواتُ في السماء قائلة: "قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الْآبِدِينَ" (رؤيا 11:15). |
||||
04 - 08 - 2017, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 18725 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما لقيصر لقيصر "ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْماً مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: "يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ، لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللّهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟ نُعْطِي أَمْ لَا نُعْطِي؟" فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: "لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ اِيتُونِي بِدِينَارٍ لِأَنْظُرَهُ". فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: "لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟" فَقَالُوا لَهُ: "لِقَيْصَرَ". فَأَجَابَ يَسُوعُ: "أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ". فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ" (مرقس 12:13-17). كانت الحيلة أن الهيرودسيين يتظاهرون بالتديُّن لكي يصطادوا المسيح ويمسكوه بكلمة، فيسلِّموه إلى حكم الوالي وسلطانه. فتقدموا إليه وتملَّقوه واستشاروه إن كانوا يدفعون الجزية للحكومة الرومانية أو لا يدفعونها، أملاً أن يمسكوه في شبكتهم مهما كانت إجابته، فإن قال بدفع الجزية ينفر الشعب منه، لأنهم ضجروا من هذه الضريبة التي هي علامة استعبادهم للرومان، ولأنهم ينتظرون مجيء المسيح ليحررهم منها. وكانوا يسألون: "كيف يمكن أن يكون المسيح ملك إسرائيل - كما هتف له الشعب بالأمس في الهيكل، ويحكم أن ندفع الجزية لقيصر؟". وإن أجاب بعدم دفعها كما يرغب الهيرودسيون (وهو ما كانوا يرجّحونه) يحصلون على حجة كافية ليسلموه للحكومة، كمثير للفتنة ضد القيصر الذي وضع هذه الضريبة. علم المسيح رياءهم وخبثهم، وأن الجواب الذي يروق للفريسيين لا يروق للهيرودسيين - ومع ذلك اتفق الفريقان على امتحانه، فأجاب: "لماذا تجربونني يا مراؤون؟ أروني معاملة الجزية". ولما أتوا بدينار. كانت صورة الإمبراطور مرسومة عليه. ومعنى هذا أنهم يعترفون بسلطان قيصر عليهم. فقال: "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله". أي أعطوا كل ذي حق حقه. بهذا الجواب حطم الشَّرَك المنصوب له، ونطق بهذا القول المأثور قاعدة للواجبات في الدين والدولة. فلم يقدروا أن يمسكوه بكلمة قدام الشعب وتعجبوا من جوابه وسكتوا، وتركوه ومضوا. من تعليم المسيح هذا نرى أن الواجبات للدولة مقدسة وضمن الواجب الديني... ليس السؤال: هل نخضع لقيصر أم لله، لأن الخضوع للاثنين واجب، والخضوع لقيصر في ما لا يخالف الخضوع لله هو من أصل الخضوع لله، لأن الله هو الذي سمح لقيصر أن يتسلَّط عليهم. فعليهم أن يخضعوا لهذا التأديب. وكما تذكِّرهم صورة القيصر على الدينار، بما عليهم له، يجب أن تذكّرهم صورة الله التي خُلق فيها الإنسان، بما عليهم لله. |
||||
04 - 08 - 2017, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 18726 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إله أحياء، لا إله أموات "وَجَاءَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنَ الصَّدُّوقِيِّينَ، الَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ، وَسَأَلُوهُ: "يَا مُعَلِّمُ، كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ لِأَحَدٍ أَخٌ، وَتَرَكَ امْرَأَةً وَلَمْ يُخَلِّفْ أَوْلَاداً، أَنْ يَأْخُذَ أَخُوهُ امْرَأَتَهُ، وَيُقِيمَ نَسْلاً لِأَخِيهِ. فَكَانَ سَبْعَةُ إِخْوَةٍ. أَخَذَ الْأَوَّلُ امْرَأَةً وَمَاتَ، وَلَمْ يَتْرُكْ نَسْلاً. فَأَخَذَهَا الثَّانِي وَمَاتَ، وَلَمْ يَتْرُكْ هُوَ أَيْضاً نَسْلاً. وَهكَذَا الثَّالِثُ. فَأَخَذَهَا السَّبْعَةُ، وَلَمْ يَتْرُكُوا نَسْلاً. وَآخِرَ الْكُلِّ مَاتَتِ الْمَرْأَةُ أَيْضاً. فَفِي الْقِيَامَةِ، مَتَى قَامُوا، لِمَنْ مِنْهُمْ تَكُونُ زَوْجَةً؟ لِأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِلسَّبْعَةِ". فَأَجَابَ يَسُوعُ: "أَلَيْسَ لِهذَا تَضِلُّونَ، إِذْ لَا تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلَا قُوَّةَ اللّهِ؟ لِأَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ الْأَمْوَاتِ لَا يُزَوِّجُونَ وَلَا يُزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلَائِكَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْأَمْوَاتِ إِنَّهُمْ يَقُومُونَ: أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى، فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ، كَيْفَ كَلَّمَهُ اللّهُ قَائِلاً: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنْتُمْ إِذاً تَضِلُّونَ كَثِيراً" (مرقس 12:18-27). أخيراً اتفقت جميع الأحزاب الكبرى الدينية والسياسية على مهاجمة المسيح هذا اليوم الأخير في الهيكل، فانضمَّ الصدوقيون إلى الفريسيين والكتبة ورؤساء الكهنة وشيوخ الشعب، ونصبوا للمسيح شركاً آخر علقوه علىفلسفتهم الطبيعية. كان الصدوقيون يستخفُّون بالدِّين إجمالاً، ولا يؤمنون بالقيامة ولا الملائكة ولا الأرواح، فكان يُنتظر منهم أن يسألوا سؤالاً هزلياً جدياً، ليثيروا الاستهزاء بالمسيح. وبما أن أفكارهم كانت جسدية، فقد لفّقوا مشكلة تتصل بالعالم الروحي الذي تسكنه الأرواح بعد الموت الجسدي. كانت شريعة موسى توجب على إخوة كل رجل متزوج يموت دون أن ينجب نسلاً أن يتزوج أحدهم بأرملة المتوفَّى ليقيم للأخ الميت نسلاً. ولأجل غايتهم الهزلية تخيل الصدوقيون امرأة تزوجت بسبعة إخوة، الواحد بعد الآخر. وسألوه لمن من هؤلاء السبعة تكون زوجة في القيامة؟ كان الفريسيون يشاركون المسيح في الإيمان بالقيامة وبعالم الأرواح، فهزيمته هنا أمام الصدوقيين تكون هزيمة لهم أيضاً. ونجاح المسيح في الجدل، يساعد الفريسيين من هذا الوجه. ولو أنه يكون مصيبة عليهم، لأنه يرفع مقام المسيح فيتعلَّق الشعب به أكثر من قبل. نلاحظ في جواب المسيح على الصدوقيين أنه ترفَّق بهم أكثر مما بالفريسيين، وتلطَّف في توبيخهم، لأنه كان يحسب رياء الفريسيين أشر من كفر الصدوقيين، فلم ينطق عليهم بالويل أو يناديهم: "يا مراؤون". بل أجاب: "أليس لهذا تضلون، إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله؟" إن خطية الصدوقيين أخف من خطيئة الفريسيين الذين يعرفون ولا يعملون بما يعرفونه. وأعطاهم المسيح برهاناً من أسفارهم الموسوية أن الله ليس إله أموات بل إله أحياء. إذاً توجد قيامة حقيقية. وهو سبحانه روح. إذاً يوجد عالم روحي واسع وأعظم جداً من العالم المادي. فلو كانوا يعرفون الكتب المقدسة لما كانوا ينكرون القيامة. ولو كانوا يعرفون قوة الله لما حددوها وحصروها في عالم الماديات الصغير. وأفهم المسيح سامعيه أن العالم الروحي لا يقاس تماماً على العالم المادي، فالزيجة الجسدية لا وجود لها هناك، إذ يكون كل من له نصيب في قيامة الأبرار كملائكة الله في السماوات. فبُهت الجموع من تعلميه، وفرح بعض الكتبة بفشل الصدوقيين أكثر مما تكدروا لانتصار المسيح، وقالوا له: "يا معلم، حسناً قلت". وتوقف قليلاً تيار الاعتراض على هذا المعلم الناصري، ولم يتجاسروا أيضاً أن يسألوه عن شيء. |
||||
04 - 08 - 2017, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 18727 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوصية العظمى "فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَناً، سَأَلَهُ: "أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟" فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: "إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الْأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ". فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: "جَيِّداً يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لِأَنَّهُ اللّهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ، وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ، وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ، وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ، وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ، هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ". فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْلٍ قَالَ لَهُ: "لَسْتَ بَعِيداً عَنْ مَلَكُوتِ اللّهِ". وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ" (مرقس 12:28-34). ثم سأله أحد علماء الشريعة المعروفين بالكتبة، وهو يريد أن يمتحن معرفته بالناموس: "يا معلم، أية وصية هي العظمى في الناموس وأول الكل؟" أجاب المسيح إن أول كل الوصايا هي "اسمع يا إسرائيل: الرب إلهك رب واحد، وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل مقدرتك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء". ثم وصف المسيح عالِم الشريعة هذا بأنه "ليس بعيداً عن ملكوت الله". فهل عرف عالِم الشريعة أن حالة الذي ليس بعيداً عن الملكوت ولا يدخله، هي حالة أصعب من الذي هو بعيد؟ ما أمرَّ هلاك الواقفين عند باب الملكوت. |
||||
04 - 08 - 2017, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 18728 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال الرب لربي "ثُمَّ سَأَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: "كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ لِأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ ابْنُهُ؟" وَكَانَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ" (مرقس 12:35-37). ترقب المسيح وهو يعلّم في الهيكل فرصة اجتماع الفريسيين ليمتحنهم كما امتحنوه، فطلب منهم تفسير هذه الآية في مزامير داود: "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: "اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي" (مزمور 110:1). هنا تُكلِّم العزة الإلهية شخصاً يسميه ربَّه. وهذا الشخص حسب تفسير اليهود جميعاً هو المسيح، وفي ذات الوقت هو المسيح ابن داود. فكيف يكون بشراً محضاً، ويكون ربَّ داود وابن داود في الوقت نفسه؟ لا يحل هذه المعضلة إلا القول بطبيعة المسيح المزدوجة التي تجعله رب داود من جهة لاهوته، وابن داود من جهة ناسوته، وهذا هو الوصف الذي يطلقه سفر الرؤيا على المسيح "أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ" (رؤيا 22:16). فبما أنهم ينكرون لاهوته لم يستطع أحد أن يردّ بكلمة. فأسكت جميع معانديه وأسعد الجمع الكثير بكلامه. ويناسب هنا أن نذكر الشهادة التي قدمها سابقاً رسل خصومه الفريسيين بقولهم: "لم يتكلم قط إنسان هكذا مثلُ هذا الإنسان". ويؤيد العدد الذي لا يُحصى من الذين سعدوا بكلامه من ذلك الوقت إلى يومنا هذا. |
||||
04 - 08 - 2017, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 18729 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح يمدح عطاء الأرملة "وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاساً فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيراً. فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ. فَدَعَا تَلَامِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الْأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لِأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا" (مرقس 12:41-44). ثم انتقل المسيح من قسم الهيكل الداخلي إلى الدار الخارجية التي كانوا يسمُّونها دار النساء (لأنهم كانوا يسمحون بدخول النساء إليها). وكان هناك ثلاثة عشر بوقاً مخصّصة لوضع التقدمات النقدية لخدمة الهيكل وأعمال الرحمة. وكان العابدون بعد غياب طويل يعودون في أيام العيد العظيم ليقدِّموا لهذا المعبد الفريد مبالغ وافرة، فجلس المسيح تجاه الأبواق في محل "الخزانة" يراقب العابدين وهم يدفعون عطاياهم. فلما وضعت أرملة فلسين، وهي أقل قيمة يجوز تقديمها، دعا تلاميذه لينظروا وقال "إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة، لأن الآخرين ألقوا من فضلتهم، وأما هي فألقت كل معيشتها". للعطاء أهمية كبيرة في الدين، وقد علّم المسيح أن مقياس السخاء ليس مقدار التقدمة، بل مقدار ما يبقى للمعطي بعد أن يقدمها. ويخطئ الذين يقدمون في الإحسان قليلاً ويسمُّونه "فلسي الأرملة"، لأن هذا الاسم لا يُطلق على العطاء القليل، إلا إن كان كل ما عند المعطي. قدمت الأرملة ما عندها متكلة على العناية الإلهية التي تدبر كل أعوازها، ولذلك نالت مدح المسيح على محبتها لله، وعلى ثقتها في عنايته. |
||||
04 - 08 - 2017, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 18730 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اليونانيون يطلبون المسيح "وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلَاءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ، وَسَأَلُوهُ: "يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ" فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لِأَنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا: "قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الْإِنْسَانِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الْأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الْآبُ. اَلْآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الْآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ. وَلكِنْ لِأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ. أَيُّهَا الْآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ". فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: "مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضاً". فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفاً وَسَمِعَ، قَالَ: "قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ". وَآخَرُونَ قَالُوا: "قَدْ كَلَّمَهُ مَلَاكٌ". أَجَابَ يَسُوعُ: "لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ" (يوحنا 12:20-30). من المشرق البعيد أتى قوم، هم المجوس العلماء، ليروا المسيح في طفولته. والآن أتى قوم آخرون من المغرب البعيد من اليونان بلاد العلماء، ليروا المسيح في خاتمة خدمته. وقفوا في الدار الخارجية من الهيكل، وهي المكان المخصص لعبادة اللّه لغير اليهود، يقدمون العبادة للإله الواحد إله إسرائيل. وأبلغوا تلميذ المسيح فيلبس شوقهم لرؤية المسيح. وحدَّث فيلبس أندراوس، واتفقا أن يقولا لسيدهما هذا الأمر. رأى المسيح في أولئك اليونانيين مقدمةً للجمهور الذي لا يُحصى من الأمم المزمعين أن يطلبوه بالإيمان، فقال: "قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان". سيتمجد بالرغم من رفض أمته له، فلا يكون هذا فشلاً له ولا لعمله. التقى المسيح باليونانيين وقال لهم: "الحق الحق أقول لكم، إنْ لم تقع حبةُ الحنطة في الأرض وتمُتَ، فهي تبقى وحدها، ولكن إنْ ماتت تأتي بثمر كثير. من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية". كلّمهم عن موت هو مقدمة الحياة - هو موته الفدائي ليحيي نفوساً بلا عدد. وهو موت المؤمن عن الخطية ليحيا للبر. في هذا الوقت وفي هذا المقام اعترف المسيح أن نفسه اضطربت لشدة هول ساعة موته. لكن بما أنه قد أتى من السماء لأجل هذه الساعة، هل يمكن أن يطلب التخلُّص منها؟ كلا ثم كلا. لأن طلبه الوحيد هو أن يتمجد اسم الآب. فصلَّى أوجز صلواته وآخرها في الهيكل قائلاً: "أيها الآب مجد اسمك". فأكرم الآب هذا التسليم التام وإنكار الذات، وجاء صوت من السماء يقول: "مجدت وأمجد أيضاً". عندما غلب المسيح إبليس في البرية وقت التجربة، أرسل الآب له ملائكةً جاءت وصارت تخدمه، لكن هذه الغلبة الجديدة على تجربة الاستعفاء من الصليب وما يتعلق به أشهُر من تجربة البرية، وهذه الساعة أعظمُ من تلك. فأسْمَعَ الآبُ صوتَه للمرة الثالثة في حياة المسيح على الأرض. أما أعداؤه فسمعوا صوتاً دون أن يفهموا الكلام، فقالوا: "قد حدث رعد". وأما مريدوه فسمعوا كلاماً، لكن غير مفهوم، فقالوا "كلَّمه ملاك". لكن المسيح الذي وحده فهم كلام الصوت، أكَّد لجميع السامعين أنه لم يكن لأجله بل لأجلهم، وإنْ لم يكن مفهوماً عندهم.. جاءهم صوت اللّه تأييداً لشخص المسيح وتعليمه، فبواسطة هذه الغلبة الجديدة أثبت المسيح مرة أخرى صلاحيته كمخلّص العالم. وصلاحيتُه تضمن نجاحه، لأنه بارتفاعه على الصليب "يجذب إليه الجميع". وهذا الجاذب الفعال لا يزال يشتغل بنجاحٍ في العالم، فوق ما كان يتصوره بشر. يجذب الأفراد ويجذب الشعوب، ولا يتوقف عن عمله الخلاصي، إلى أن تُسمع الأصواتُ في السماء قائلة: "قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الْآبِدِينَ" (رؤيا 11:15). |
||||