02 - 08 - 2017, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 18711 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سؤال عن سلطان المسيح "وَجَاءُوا أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي فِي الْهَيْكَلِ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ، وَقَالُوا لَهُ: "بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا، وَمَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟" فَأَجَابَ يَسُوعُ: "وَأَنَا أَيْضاً أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً. أَجِيبُونِي، فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا: مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ أَجِيبُونِي". فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: "إِنْ قُلْنَا مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَإِنْ قُلْنَا مِنَ النَّاسِ". فَخَافُوا الشَّعْبَ. لِأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ عِنْدَ الْجَمِيعِ أَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ نَبِيٌّ. فَأَجَابُوا: "لَا نَعْلَمُ". فَقَالَ يَسُوعُ: "وَلَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا" (مرقس 11:27-33). بعد أن طهر المسيح الهيكل، اجتمع رؤساء اليهود ليقرروا الخطة التي يتخذونها لتنفيذ غايتهم في صلب المسيح. ولم يروا وسيلة لإسقاطه إلا فصل قلوب الشعب عنه أولاً بواسطة أسئلة يجعلونها أشراكاً يصيدونه بها. وهم يرجون أن يجيب عنها بما يجعل الشعب ينفر منه، حتى إذا حاولوا أن يقبضوا عليه لا يعارضهم الشعب. فبينما كان المسيح يتمشَّى في الهيكل، سألوه عن مصدر سلطانه الذي استعمله في تطهير الهيكل، لأنهم هم وكلاؤه ورؤساؤه، وقد تسلموا سلطانهم على الهيكل قانونياً من أسلافهم بالمَسْح والرسامة مع تصديق الحكومة. أما هو فمِن أين سلطانه؟ قد نسوا السلطة النبوية في تاريخهم. لأنه منذ مئات السنين لم يظهر نبي إلا المعمدان، الذي لم يؤمن به الرؤساء - والسلطة النبوية في كل الأزمان، تأتي رأساً من الله الذي يُقيم الأنبياء دون استشارة أو استئذان، ودون تقيُّد بالتسلسل. ذكَّر المسيح الذين سألوه بسلطان المعمدان، آخر الأنبياء وأعظمهم، وبشهادة المعمدان له أنه ابن الله، وطلب منهم أن يقرروا أولاً مصدر سلطان المعمدان. فإن اعترفوا أنه أخذه من مصدر سماوي يدينون نفوسهم لأنهم لم يقبلوا رسالة المعمدان. وإن أنكروا يخشون أن يرجمهم الشعب الذي كان يعتبر المعمدان نبياً حقيقياً، فلجأوا في حيرتهم إلى الكذب وقالوا: "لا نعلم" فأنزل جوابهم الكاذب على رؤوسهم احتقار الشعب لهم. ورفض المسيح أن يقول لهم بأي سلطان يتصرف، لأنه عرف خفايا قلوبهم الرافضة. |
||||
02 - 08 - 2017, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 18712 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل الابنين "مَاذَا تَظُنُّونَ؟ كَانَ لِإِنْسَانٍ ابْنَانِ، فَجَاءَ إِلَى الْأَوَّلِ وَقَالَ: يَا ابْنِي، اذْهَبِ الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي. فَأَجَابَ: مَا أُرِيدُ. وَلكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيراً وَمَضَى. وَجَاءَ إِلَى الثَّانِي وَقَالَ كَذلِكَ. فَأَجَابَ: هَا أَنَا يَا سَيِّدُ. وَلَمْ يَمْضِ. فَأَيُّ الِاثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الْأَبِ؟" قَالُوا لَهُ: "الْأَوَّلُ". قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالّزَوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللّهِ، لِأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ، وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَانِي فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيراً لِتُؤْمِنُوا بِهِ" (متى 21:28-32). سكت رؤساء اليهود، لكن المسيح لم يسكت، بل ضرب لهم مثلاً بابنين أمرهما أبوهما ليعملا في كرمه، فرفض الابن الأول أمر أبيه، ثم ندم وأطاع. أما الابن الثاني فوعد بالقيام بالعمل لكنه لم ينفِّذ. أخطأ الابن الأول في قوله وأصاب في فعله. أما الابن الثاني فخطيته كانت التقصير بالفعل، الذي هو أعظم كثيراً من التقصير بالقول. وقصد المسيح بذلك أن الرؤساء المعترضين عليه يعلّمون الشريعة، فأقوالهم حسنة. لكنهم يخالفونها فلا يعملون مشيئة الله. بينما غيرهم لا يتظاهرون بالتديُّن كثيراً، لكنهم يحفظون الشريعة الإلهية أكثر من الرؤساء. ثم لما سألهم: "أي الابنين عمل إرادة أبيه؟" أجابوه: الأول. فأوضح لهم أن قصة المعمدان قد برهنت أن العشارين والزواني يشبهون الابن الأول، لأنهم تابوا عن شرورهم لما سمعوا وعظ المعمدان واعتمدوا منه. بينما الفريسيون يشبهون الابن الثاني المذموم، لأنهم يدَّعون التقوى بأقوالهم ويخالفونها بأفعالهم، فجوابهم يثبت أفضلية العشارين والزواني عليهم. |
||||
02 - 08 - 2017, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 18713 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَثَل الكرامين الأردياء
"اِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجاً، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الْأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الْأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الِابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟" قَالُوا لَهُ: "أُولئِكَ الْأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلَاكاً رَدِيّاً، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الْأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا". قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ". وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ، لِأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ" (متى 21:33-46). ثم قدم المسيح مثلاً يسمَّى "الكرامين الأردياء" كشف فيه عن خطية رؤساء الشعب في ما ينوونه عليه وما سيتمّمونه في هذا الأسبوع. هؤلاء الكرامون بعدما أهانوا وقتلوا الرسل الذين أرسلهم المالك ليأخذوا حقَّه من الأثمار، قتلوا أخيراً ابنه الوحيد ليثبتوا استبدادهم في الكرم. ولما سألهم المسيح: "ماذا يفعل صاحب الكرم بهؤلاء الأشرار؟" أجابه البسطاء منهم: "أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاً ردياً، ويسلّم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها". أما الذين أدركوا حقيقة المثل فأجابوا: "حاشا". فصدَّق المسيح على جوابهم بقوله: "إن ملكوت الله يُنزع منكم، ويُعطى لأمةٍ تعمل أثماره". وذكرهم بقول نبيهم داود أن"الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ" (مزمور 118:22). فالذين يقاومونه يترضضون، أما الذين يقاومهم هو فيُسحَقون. فحفظ الرسول بطرس هذا القول وأعاده لما اضطهده هؤلاء الرؤساء بعد صعود المسيح، وسجله بعد ذلك في رسالته الأولى (أعمال 4:11 ، 1 بطرس 2:7). |
||||
02 - 08 - 2017, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 18714 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَثَل عرس ابن الملك "يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً صَنَعَ عُرْساً لِابْنِهِ، وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا الْمَدْعُوِّينَ إِلَى الْعُرْسِ، فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا. فَأَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ قَائِلاً: قُولُوا لِلْمَدْعُوِّينَ: هُوَذَا غَدَائِي أَعْدَدْتُهُ. ثِيرَانِي وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ، وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى الْعُرْسِ! وَلكِنَّهُمْ تَهَاوَنُوا وَمَضَوْا، وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ، وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ، وَالْبَاقُونَ أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ وَشَتَمُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ. فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ غَضِبَ، وَأَرْسَلَ جُنُودَهُ وَأَهْلَكَ أُولئِكَ الْقَاتِلِينَ وَأَحْرَقَ مَدِينَتَهُمْ. ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ: أَمَّا الْعُرْسُ فَمُسْتَعَدٌّ، وَأَمَّا الْمَدْعُوُّونَ فَلَمْ يَكُونُوا مُسْتَحِقِّينَ. فَاذْهَبُوا إِلَى مَفَارِقِ الطُّرُقِ، وَكُلُّ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ فَادْعُوهُ إِلَى الْعُرْسِ. فَخَرَجَ أُولئِكَ الْعَبِيدُ إِلَى الطُّرُقِ، وَجَمَعُوا كُلَّ الَّذِينَ وَجَدُوهُمْ أَشْرَاراً وَصَالِحِينَ. فَامْتَلَأَ الْعُرْسُ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ. فَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ، رَأَى هُنَاكَ إِنْسَاناً لَمْ يَكُنْ لَابِساً لِبَاسَ الْعُرْسِ. فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ. حِينَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ، وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الْأَسْنَانِ. لِأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ" (متى 22:2-14). أغاظ مثل الكرامين الأردياء الرؤساء، لأن المسيح قاله لدينونتهم، فجددوا السعي لإلقاء القبض عليه. ولكن خوفهم من الشعب قيَّد أيديهم، فتركوه ومضوا. لكن المسيح لم يمض، لأنه لم يكن قد أكمل بعد تعليمه الوداعي في الهيكل، فزاد مثلاً ثالثاً يسمَّى مثل عرس ابن الملك. قال إن الملك صنع عرساً لابنه، وأعطى كل واحد من المدعوين حُلة ملكية. ولما دخل الملك ليرحب بالمتّكئين الذين امتلأ العرس منهم، رأى إنساناً لم يكن لابساً لباس العرس، بل اكتفى بثوبه الذي أتى به، لأنه كان يعجبه أكثر من الثوب الذي أهداه الملك لجميع المدعوين. كان يفتخر بثوبه هو. ورفض أن يماثل الآخرين. كما لم يرد أن يكون تحت فضل الملك في أمر كسوته. ولما سأله الملك عن سبب مخالفته نظام العرس، سكت. وكان سكوته برهاناً كافياً لذنبه، فنال جزاءه. لأن نظام الملوك إعدام كل من يخالف أوامرهم. فقال الملك لرجاله: "اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان". ولم يكن طرده من حضرة الملك لشرٍّ فعله، بل لخير أهمله. فمهما كان الإنسان صالحاً في عيني نفسه وأعين الآخرين، فإن الله يعاقبه على اكتفائه ببره، وإهماله ارتداء ثوب البر الذي يقدّمه له الله. في هذه الأمثال الثلاثة المتوالية: "مثل الابنين، ومَثَل الكرّامين الأردياء، ومثل عرس ابن الملك" صرَّح المسيح بأن رفض الرؤساء له يقابله قبول العشارين له. وأن رفض الأمة له يقابله قبول الأمم الأخرى له في ما بعد. أما قول المسيح في آخر المثل إن "كثيرين يُدعون وقليلين يُنتخَبون" فلا نرى أنه يشمل الأزمنة كافة، بل أنه يشير خصوصاً إلى زمانه، ولا سيما إلى الأمة اليهودية. |
||||
03 - 08 - 2017, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 18715 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مريم المجدلية
لوحة لمريم المجدلية مريم المجدلية من أهم الشخصيات المسيحية المذكورة في العهد الجديد وتعتبر من أهم النساء من تلاميذ المسيح والشاهدة على قيامته وأول الذاهبين لقبره حسب ماذكره الانجيل. (وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ)(لو2:8) (11 أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ، 12 فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا. 13 فَقَالاَ لَهَا:«يَا امْرَأَةُ، لِمَإذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا:«إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!». 14 وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15 قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«يَا امْرَأَةُ، لِمَإذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ:«يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ». 16 قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. 17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ إذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى إِلهِي وَإِلهِكُمْ». 18 فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا.)(يو20) صورة تمثل يسوع المسيح يظهر لمريم المجدلية بعد قيامته تعتبر من أهم التلميذات ليسوع المسيح، وتعتبر رمزا للإنسان الخاطئ الذي يتوب. ولها مكانة عالية هي أول من ظهر لها المسيح بعد موته حسب ما جاء في إنجيل يوحنا(يو20). واعترف بمريم المجدلية قديسة ويحتفل بها في 22 تموز \يوليو من كل عام. ايمانها بالمسيح شفاها يسوعالمسيح بأن أخرج منها سبعة شياطين، وكانت إحدى النساء اللاتي كن يخدمنه في الجليل (لو 8: 1-2)، وكانت حاضرة عند صلبه وذهبت إلى القبر مع اثنتين آخرتين فوجدن القبر فارغًا). ويقول القديس مرقس في إنجيله أنها أول من ظهر لهم السيد المسيح بعد قيامته (مر 16: 9)، ويضيف القديس يوحنا أن السيد أعطاها رسالة لتنقلها إلى الاخوة (يو (20: 11-18). من ضمن النساء اللاتي يُذكَرن في الإنجيل: "المرأة الخاطئة" (لو 7: التي لم يُذكَر اسمها، ومريم من بيت عنيا ومرثا أختها (لو 10: 38-43).وبحسب التقليد الشرقي فإنهن - بالإضافة إلى المجدلية - يُعتَبَرن ثلاثة أشخاص مختلفين، أما حسب التقليد الغربي فإنهم يتبعون القديس غريغوريوس الكبير في اعتبارهن شخصًا واحدًا (المرأة الخاطئة ومريم أخت مرثا ومريم المجدلية)، إلا أن رأي القديس أمبروسيوس بعد ذلك أن يُترَك هذا السؤال بدون إجابة. وبسبب هذا التقليد الغربي، يُنظَر إلى القديسة مريم المجدلية كنموذج مذهل للإنسان التائب. ومنذ سنة 1969م أُخِذ في الاعتبار التقليد الشرقي في التقويم الروماني الجديد، وتُعيِّد لها الكنيسة الكاثوليكية في الثاني والعشرين من شهر تموز. |
||||
03 - 08 - 2017, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 18716 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حوار مريم المجدليَّة مع يسوع القائم
يُعَيَّدُ لها مع النِّسوة حاملات الطِّيب في الأحد الثَّاني من الفصح وفي20 تموّز. رافقَتْ يسوع إلى حيث صُلِبَ (متَّى 27: 55-56). هي شاهِدَة لقيامة المسيح. لقد ذاقت مريم المجدليَّة قوّة القيامة قبل القيامة العامَّة، كما ذاقت معاناة الآلام والصَّلب. اشتهَرَتْ بشجاعتها مع مريم الأخرى. كان لها يسوع بديلاً عن كلِّ مخلوق. * * *
كانت مريم المجدليَّة وحدها بعد انصراف التِّلميذَين بطرس ويوحنا التِّلميذ الآخَر الَّذي كان يسوع يحبُّه. قالت للملاكَين بثياب بيض: “إنَّهم أَخذوا سيِّدي ولست أعلم أين وضعوه” (يوحنا 20: 13). “اِنحنَتْ إلى القبر وهي تبكي” (يوحنا 20: 11). “لست أعلم” تُذَكِّرُنا بحادثة قانا الجليل حيث “رئيس المتَّكأ لم يكن يعلم من أين هي الخمر”. وكذلك السَّامريَّة، بحسب كلام يسوع، لم تكن تعلم عطيَّة الرَّبّ (يو 4: 10). تُذَكِّرُنا أيضًا بتلميذَي عمواس حين كان يسوع سائِرًا معهما دون أن يعرفاه (لوقا 24: 16). الرَّدُّ على هذا السُّؤال يأتي قريبًا جدًّا. الجواب هو يسوع بالذَّات، “مَنْ تَطْلُبِين”. ظنَّت أوَّلاً أنَّه البستانيُّ، أَتَى أخيرًا الجواب: “مريم”. قالت له: “رابُّوني”، الَّذي تفسيره يا معلِّم، وكأنَّ المجدليَّة تأخذ مكانَنا نحن الَّذين نفتِّشُ عن المسيح شوقًا إليه فيتراءَى لنا في لحظةِ صَحْوَةِ صلاة، في لقاء سرِّيّ، ونقول له: “ربّي وسيّدي!”. هذا يذكِّرنا بموقفٍ مشابِه، موقف توما عند صراخه: “ربّي وإلهي”. ربَّما عند هتافها “رابُّوني” ارتَمَتْ مريم المجدلية عند قدمَي يسوع لتقبِّلَهُما كما في الماضي (راجع متى 28: 9)، أو أنَّها أَسْرَعَتْ لتلمسَه. لذلك قال لها يسوع: “لا تلمُسِيني”!. عليكِ أوَّلاً أن تذهبي إلى إخوتي وتقولي لهم إنِّي أَصْعَدُ إلى أبي. أين أنت يا يسوع الآن؟ الآنَ أعلم أين تمكُث. هذا الَّذي سوف يُحَوِّلُ دموعَ مريم إلى فرح ودموعي أيضًا. هناك سنمكث مع أحبَّائنا إن كنَّا جديرين برحمة الله. فهل نقول معها: “قد رأيتُ الرَّبَّ وبأنَّه قال لي هذا”؟!.. أفــرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما |
||||
03 - 08 - 2017, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 18717 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مريم المجدلية واعلان بشرى القيامة
من الواضح أنه كان للنساءِ دورٌ كبيرٌ في حياةِ السيدِ المسيح ورسالتِه وتعاليمِه وأمثالِه ومعجزاتِه، ويطولُ بنا الحديثُ لو أردنا التطرق الى هذا الموضوعِ من جميعِ جوانبه، فقد نحتاجُ الى كتابٍ برمته لا بل إلى أطروحةِ دكتوراه، لذلك سأكتفي بدورهن في القيامة انطلاقاً من إنجيل هذا الأحد. أولاً وقبل كل شيء علينا أن نقفَ وقفةَ إجلالٍ واحترامٍ لأمِنا وسيدتِنا مريم العذراء التي وقفت تحت صليب يسوع ابنها وشاركته في آلامه على الجلجلة واحتضنته بعد أن أُنزِلَ عن الصليب ووضعته في القبر. وهنا لنا عبرٌ ودروسٌ في الصبرِ والصمتِ والاستسلامِ لإرادة الله وقبولِ الألمِ والتضحيةِ بأغلى ما نملك والمشاركة في الفداء، ولكن أيضاً الايمان الواثق الصادق وتحقيق مخطط الله وكذلك انتظار القيامة بثقة، ومن هنا لا يذكر الانجيل بأنها ذهبت عند فجر الأحد لزيارة القبر كما فعلت النسوة الأخريات لثقتها بأنه سيقوم ولكن أيضاً وبحسب التقليد لأنه عند قيامته ظهرَ لها أولاً ليفرحها بقيامته ويطمئنها بأنه حقق رسالته وانتصر على الموت وقام ظافراً. بكلمة واحدة مريم هي مثال المرأة المؤمنة الواثقة التي تعيش الألم بملئه ولكن تحيا بالأمل، لذلك فإنها ستلعب دوراً محورياً في لململة شمل التلاميذ بعد القيامة وخاصة بعد الصعود "وكانوا يواظبون جميعا على الصلاة بقلب واحد، مع بعض النسوة ومريم أم يسوع ومع إخوته" (أعمال 14:1) لكي تكون الشاهدة على انطلاقة الكنيسة يوم العنصرة وحلول الروح القدس، بالفعل إنها الأم التي أعطاها يسوع ليوحنا ولنا وللكنيسة من أعلى الصليب عندما قال: "هذه أمك"! وهنا نأتي لدور النساء الأخريات: فعند صليب يسوع وقفت أمه وأخت أمه مريم امرأة قلوبا ومريم المجدلية.. ومن التلاميذ كان واقفا فقط يوحنا التلميذ الحبيب.. والسؤال أين باقي التلاميذ؟ والعبرة هي شجاعة النساء وقت الألم والخطر لا بل عظم محبتهن وتضحيتهن، فامرأة غسلت قدميه بدموعها ومسحتها بشعرها، وامرأة مسحت وجه يسوع بمنديل في درب آلامه، والنساء هنا يقفن تحت الصليب وينزلنه عن الصليب ويكفننه ويدفننه في القبر.. وما أن انبثق فجر الأحد الا وذهبن مبكرات الى القبر ليطيبنه بالعطور والطيوب ومتسائلات من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر وكأنهن وحدهن وليس معهن رجال..! وعندما يكتشفن حدث القيامة يرجعن مسرعات الى التلاميذ المختبئين في العلية لإعلان بشرى القيامة، يا لشجاعتهن وجرأتهن وإيمانهن...! حتى بعض التلاميذ لم يصدقوهن وشككوا في روايتهن كما رأينا في انجيل تلميذي عمواس بأن "أن نسوة منا قد حيرننا، فإنهن بكرن إلى القبر فلم يجدن جثمانه فرجعن وقلن إنهن أبصرن في رؤية ملائكة قالوا إنه حي". ويذكر الانجيل أسماء هذه النسوة: "ورجعن من القبر، فأخبرن الأحد عشر والآخرين جميعا بهذه الأمور كلها، وهن مريم المجدلية وحنة ومريم أم يعقوب، وسائر النسوة اللواتي معهن أخبرن الرسل بتلك الأمور" والغريب في الرواية الانجيلية بأنه التلاميذ لم يصدقوهن لا بل شككوا في اقولهن: "فبدت لهم هذه الأقوال أشبه بالهذيان ولم يصدقوهن". بينما النسوة فقط صدقن وآمنن لدرجة أنهن أسرعن لنقل البشرى للتلاميذ... وهنا نفهم بأن النساء أقرب لا بل أسرع في الايمان والتقوى والتصديق ولا أبالغ إن قلت بأنهن أقوى في نقل البشرى بشجاعة. وهنا نصل الى انجيل اليوم وبالذات الى دور مريم المجدلية التي كانت حاضرة وقت الصلب، فقد كانت محبتها قوية كالموت، دفعتها للوقوف بجوار السيد المسيح حتى موته على الصليب، حينما اختبأ جميع التلاميذ، ماعدا يوحنا، فقد ظلت قريبة من ربها راكعة قرب صليبه خلال تلك الساعات الطويلة المرهقة والمفجعة في الجلجثة. أما في حدث القيامة، ونجد في انجيل القديس يوحنا روايتين: الأولى بأنها "في يوم الأحد جاءت مريم المجدلية إلى القبر عند الفجر، والظلام لم يزل مخيما، فرأت الحجر قد أزيل عن القبر". وهنا لم تخفي الامر بل "أسرعت وجاءت إلى سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي أحبه يسوع، وقالت لهما: "أخذوا الرب من القبر، ولا نعلم أين وضعوه" وهنا يذهب التلميذين بطرس ويوحنا للتأكد مما قالته. أما الرواية الثانية فإنها "كانت واقفة عند القبر في خارجه تبكي. فانحنت نحو القبر وهي تبكي" وهنا تكتشف حدث القيامة من الملاكين ولكن أيضاً تلتقي بالقائم الذي ظنته البستاني، وهنا تعرفه من صوته عندما ينطق اسمها "مريم" وتجيب بكلمة "رابوني" ويقول لها: "لا تمسكيني، إني لم أصعد بعد إلى أبي، بل اذهبي إلى إخوتي، فقولي لهم إني صاعد إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم". وهنا بالفعل تصبح رسولة المسيح ومبشرة القيامة الأولى: "فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ بأن "قد رأيت الرب". وبأنه قال لها ذاك الكلام. لم يكن إيمان مريم المجدلية معقداً، بل كان مباشراً وصريحاً وصادقاً أصيلاً. فقد كان شغفها بالإيمان والطاعة أكثر من اهتمامها بتفهم كل الأمور. وقد أكرم يسوع إيمانها البسيط كإيمان الأطفال بأن شَرّفَها بأول ظهور له بعد قيامته، كما كلفها بأول رسالة عن قيامته.. فالحب يدفع المؤمن للقاء مع القائم من الأموات في أول فرصة ممكنة، مريم المجدلية التي التصقت بالسيد المسيح حتى آخر لحظات الدفن تمتعت بأول أخبار القيامة المفرحة المجيدة، فكانت أول كارزة بالقيامة. من هاتين الروايتين نستنتج: شغف المجدلية بالمسيح، لهفتها في البحث عنه، حزنها على فقده، فرحها بلقائه، ومعرفتها له بعد قيامته، واسراعها في نقل البشرى للتلاميذ. ففي الروايتين هي التي تبشر بالقيامة وتخبر التلاميذ. انها لا تستطيع أن تخفي فرحها وتحتفظ به لنفسها، فمثل هذا الخبر العجيب الغريب المدهش المبهر لا يمكن أن يُخفى، لأنه حدث فريد من نوعه لا بل غير معقول ولذلك قد يكون غير مقبولاً ومع ذلك فهي تؤمن وتسرع وتخبر بدون خوف ولا وجل من أن يتهمونها بالجنون أو التخريف. ونحن، الرجال والنساء، هل نؤمن بالقيامة وهل نشهد للقيامة في حياتنا مثل مريم العذراء، ومثل مريم المجدلية، ومثل نساء الانجيل ومثل التلاميذ والرسل في الجماعة المسيحية الاولى: "وكان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع تصحبها قوة عظيمة، وعليهم جميعا نعمة وافرة" (أعمال 33:4)؟ |
||||
03 - 08 - 2017, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 18718 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفتاه التي كرست كل مالها لمخلصها هي الفتاة التي أشرفت على كل ما يحتاج إليه المسيح من طعام وشراب ولباس ولعلها هي التي نسجت له القميص الذي اقترع عليه يوم الصليب، وهي الفتاة التي كانت تحرص على أن يظل الصندوق عامرًا حتى ولو سرق منه يهوذا ما سرق، كان المال أحد الوزنات التي تملكها هذه الفتاة، ولقد أجادت استعماله مع زميلاتها الفتيات. أيتها السيدات الثريات ما أحوجكن إلى تعلم هذا الدرس، قد لا تستطعن أن تخرجن بأنفسكن للخدمة كالسيد وتلاميذه، وقد لا يكون لكن من الظروف والمجهود والاستعداد ما يمكنكن من التبشير والتعليم والوعظ، وقد لا تكون هذه بعض نصيبكن من هبات الله ووزناته، ولكنكن تستطعن أن توفرن على كل خادم تعب التفكير في حاجات الجسد والانشغال بها. أريد أن تقفن من الخدمة موقفًا مثيلاً لموقف ولدين من أبيهما الخادم. كان جون استرلنج واعظًا غيورًا متجولاً، يريد لكلمة الله أن تسمع في كل مكان، وقد قضى مرة أسبوعًا يعظ في خدمة ناجحة على جمع كبير في كنيسة من كبريات الكنائس، وقد اقترح أحد المتقدمين في حضور هذه الخدمات على المجتمعين جمع مبلغ من المال لمعونة هذا الواعظ، فأجاب راعي الكنيسة: إن هذا كان يسره لو أن استرلنج يقبل معونة، وذكر الراعي أن لهذا الخادم ولدين، كان يتمنى أبوهما أن يخرج أحدهما للخدمة، غير أنهما لم يشعرا بدعوتها، وانصرفا إلى التجارة فوفقا فيها توفيقًا كبيرًا، وطلبا من والداهما أن يجول كما يريد شرقًا وغربًا لخدمة الله، وأن يصرف ما يشاء في رحلاته، وألا ينتظر من أحد أي مساعدة مالية، وإنهما كفيلان بتوفير كل ما يحتاج إليه، ولقد قضى هذا الرجل خدمته يتابعه ولداه في كل مكان بكل رغباته واحتياجاته المادية. |
||||
03 - 08 - 2017, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 18719 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفتاه التي كرست كل وقتها لمخلصها وتكريس الوقت فيما أظن أصعب وأقسى من تكريس المال، فلقد رأيت كثيرين يقدمون أموالهم بعواطف بعضها سام وبعضها خفيض ولكنها على أي حال لن ترقى إلى ذلك الانصراف الكلي لخدمة السيد، كانت مريم ومن معها متابعات السيد أينما رحل، شأنهن شأن النساء اليهوديات المتعبدات اللواتي كن، كما يحدثنا جيروم، يتتلمذان للربيين، ويسرن وراءهم في روح عميقة من التبعد والولاء والخدمة. رسم أحد المصورين صورة قدم مرفوعة لترقي درجات سلم كتب عليها: «التعود على الذهاب إلى بيت الله». وكتب في أسفل الصورة: «أكبر خطوة في حياة أي إنسان» وكم عجز كثيرون وثقلت أقدامهم عن بلوغ هذه الخطوة،... كان لوثر يحس أن اليوم الذي لا يقضي فيه ساعتين صباحًا على ركبتيه يوم ضائع، وكان يوحنا ويسلي يرى ضرورة قضاء أربع ساعات يوميًا في شركة تعبدية مع المولي حتى يشبع منه ويحدثه بمشكلاته، ونحن يا تري كم نعطي لله من أوقاتنا وكم نجلس في حضرته العلية، وكم نهمس في أذنيه بأشواقنا وآمالنا وآلامنا؟ أخشى أن أقول إن ما نواجه من جدب وإفلاس وضعف وفقر وعجز يرجع إلى قصر الشركة معه وضيق وقتها. |
||||
03 - 08 - 2017, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 18720 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة مريم المجدلية ومحبتها لئن كان المال في هيكل مريم القدسي بمثابة الدار الخارجية، والقدس هو الوقت، فالمحبة هي قدس الأقداس، وهنا يطرح المرء قلمه في رهبة وتلعثم وعجز إزاء هذه المحبة النادرة العجيبة، بل هنا يقف المرء في انحناء وخشوع إزاء أنبل ما أراق القلب الإنساني من عواطف على الأرض، قد لا يكون لمريم عمق محبة العذراء، أو علو محبة يوحنا، أو طول محبة بولس، أو عرض محبة بطرس، ولكن من يجاريها في جزالة محبتها وفخامتها وعذوبتها ورعتها وقوة انبعاثها.. حين وقف منها توماس ميلر وحاول أن يدرك كنهها، وسر ما فيها من جمال ورغادة ونور لم يجد لها وصفا أصلح من ذلك الوصف الرمزي البديع الذي وضعه ماثيسون على لسان الكنيسة، وفيه يتمثلها فتاة يحاول رجل - هو العالم - وقد أخذ بجمالها وشذاها أن يردها عن سيدها ومحبها فتجيبه: «إن ما يعجبك في ليس شيئًا أصيلاً بل هو انعكاس... إنه الزرقة تتلون بها مياه البحر، والحمرة تصطبغ بها وجنة الورد، لقد طبعها في قلبي نور عظيم، نور المحبة، لقد رأيت واحدًا حولني، هو الذي أتبعه في الوديان وأرقي وراءه فوق التلال، قال الناس أنه ميت، ولكن هذا ليس حقًا، انه نور أيامي، والأزهار المبثوثة في طريقي، إنه اللحن الذي أتغنى به، ولو أمكنني أن أغني من الصباح حتى الليل لما رددت غير مقطع واحد: «أحبه. أحبه. أحبه». وفي الجلجثة والبستان بدت هذه المحبة عجبًا حين اتشحت بالحزن وكساها ثوب الألم لقد انتصرت على كل عوامل الضعف البشري، وضربت أمثل الآيات في الوفاء والولاء والتكريس، لقد تابعت المجدلية المسيح في المحاكمة وعلى الصليب وفي القبر، وكامبل مورجان يؤكد بملاحظته الدقيقة، إنها قضت الليل كله تجاه القبر حتى ختم في صباح اليوم التالي، وفي يوم القيامة كانت أسبق الجميع إليه، بل كانت بين أورشليم والقبر جيئة وذهاباً لا تعرف استقراراً وبينما يرجع بطرس ويوحنا مندهشين متعجبين لا تترك هي القبر بل تسكب أمامه دموع المحبة الوفية الحزينة، كما أن رؤياها للملاكين، ومن ظنته البستاني، وحديثها معهما ومعه، يجلان في روعتهما وحقيقتهما عن أسمى خيال طرق فكرًا بشريًا،... لقد تعلمت من المجدلية كيف تنتصر المحبة على الخوف والرهبة، وكيف تعلو على الجبن والمصانعة، وكيف ننسى الأعياء والتعب، وكيف تنفرد بالولاء والشهادة المنتصرة في أدق الظروف، لقد تعلمت منها كيف أقف إلى جانب مخلصي، حتى ولو انفض الجميع من حوله، وبدا الليل قاتمًا حالكًا مظلمًا، وأن أسعى إليه لأعبر له عن ولائي، ولا انتظر غيري سعي أو لم يسع، وأن تكون محبتي متحركة نشطة ملتهبة لا تعرف السكون أو الصمت أو الجمود، وألا يؤثر فيَّ رجوع الجميع عنه حتى ولو كان بينهم أفضل تلاميذه، بل وأن يكون لي من قوة الحب، ما يشغلني عن منظر الملائكة مهما كان جميلاً، وعن حديثهم مهما كان عذباً، بل لقد تعلمت منها أن أنسى ضعفي وخوفي وقصوري ونقصي وانفرادي، وأن أشهد له وأعترف به وأسعى إليه، في أية حالة كنت وكانت الظروف حولي. ضع هذه العبارات أمامك: «فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي ووضعه في قبره الجديد.. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاة القبر». «وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر والظلام باق». «فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه». «فمضى التلميذان أيضًا إلى موضعهما أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي». «فظنت تلك إنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه».. ضعها أمامك ترى جلال محبة مريم وعظمتها. |
||||