09 - 02 - 2025, 12:56 PM | رقم المشاركة : ( 186951 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلفاء سليمان كانت شخصية داود الملك التقي والمتألم هي مركز سفر أخبار الأيام الأول. كانت شهوة قلبه أن يبني بيتًا للرب، لكن هذا الطلب رُفِضَ، لأنه كان رجل حروب، حتى وإن كانت لحساب مجد الله. نال داود وعدًا أن يُحَقِّقَ ابنه سليمان شهوة قلبه، وجاءت الأصحاحات التسعة الأولى من هذا السفر تبرز اهتمامه ببناء الهيكل، وكأن رسالته الوحيدة هي تحقيق هذا العمل، خاصة وأنه ظهر كملك السلام. الآن، جاءت تكملة السفر عن خلفاء سليمان كملوكٍ ليهوذا حتى سقطت المملكة تحت السبي البابلي، وتَحَقَّقَ الوعد الإلهي بالرجوع في السنة السبعين من السبي. يكاد يتخصص السفر في مملكة يهوذا متجاهلاً إلى حدٍ كبيرٍ مملكة إسرائيل المنشقة والمقاومة لبيت داود. يلاحظ في تاريخ هذه الحقبة الآتي: 1. مع اهتمام السفر بحذف أخطاء سليمان تمامًا، ليبرز أن ملك السلام الحقيقي الذي يبني بيت الله هو ابن داود ملك السلام الذي بلا خطية، والذي قيل عنه: "أنا أكون له أبًا، وهو يكون لي ابنًا (2 صم 7: 14)، "أنت ابني وأنا اليوم ولدتك" (مز 2: 7). هده الأقوال لا يمكن أن تنطبق على داود أو سليمان، إنما على حكمة الله المتجسد، ابن الله الوحيد، مُخَلِّص العالم، الذي هو من ذرية داود حسب الجسد. لهذا جاء الوعد الإلهي أن يعطيه وبنيه سراجًا كل الأيام (2 أي 21: 7). لقد بقي هذا السراج في البيت الملكي، أحيانًا خافتًا جدًا حتى ظهور الابن الموعود به في وسط الظلمة الحالكة، لكي يُشرِقَ بنوره على الجالسين في الظلمة. لقد بذل عدو الخير كل الجهد لكي يطفئ هذا السراج قبل مجيء ابن داود، لكن نعمة الله كانت تعمل عبر الأجيال، حتى يأتي ذاك الذي يُحَطِّم مملكة إبليس، ويُحَرِّر البشرية من أسره خلال الصليب. 2. خلال هذه الفترة، ظَنَّ عدو الخير أنه قادر أن يطفئ السراج تمامًا خلال الملوك الأشرار مثل يورام وأخزيا وآحاز وغيرهم. لقد جاء وقت كما في أيام أخزيا لم يبقَ من نسل داود سوى طفل صغير نجا من مذبحة الجنس الملكي. لم يكن ممكنًا للشيطان بكل عنفه وقسوته وخداعه أن يقف ضد نعمة الله العاملة لحساب خلاص البشرية. وكما يقول النبي: "من هو إله مثلك، غافر الإثم، وصافح عن الذنب لبقية ميراثه؟ لا يحفظ إلى الأبد غضبه. فإنه يسر بالرأفة. يعود ويرحمنا، يدوس آثامنا، وتُطرَح في أعماق البحر جميع خطاياهم" (مي 7: 18-19). 3. بعد الرجوع من السبي، صار الخط الخاص ببيت داود مستمرًا، لكن لم يعد بينهم ملوك، وتدريجيًا فقد امتيازاته الزمنية وإمكانياته المادية، حتى جاءت الصبية التقية والمخطوبة لنجارٍ فقيرٍ ليولد منها ملك الملوك، المسيا مُخَلِّص العالم ، ملك البرّ. بصليب ابن داود وقيامته وصعوده إلى السماء، ملك على قلوب المؤمنين من اليهود والأمم دون محاباة، وها هو يُعِّد المكان للعروس الملكة التي تجلس عن يمينه إلى الأبد. |
||||
09 - 02 - 2025, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 186952 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انقسام المملكة يُعتبَر الأصحاح العاشر الخط الفاصل بين حكم داود وسليمان من جانب، حيث كانت الأسباط في وحدة باسم بني إسرائيل وبين انقسام المملكة إلى مملكتين، مملكة يهوذا تضم سبطي يهوذا وبنيامين، بينما مملكة إسرائيل المنشقة تضم العشرة أسباط الأخرى. وهنا نلاحظ الآتي: 1. أن سبط بنيامين الذي ينتسب إليه شاول الملك المرفوض والمقاوم لداود صار السبط الوحيد المُتَّحد مع يهوذا. هذا من فضل نعمة الله الذي حَوَّل العداوة التي أثارها شاول ضد داود إلى صداقة بين السبطين أو هو مكافأة لداود بعد نياحته، فقد رَدَّ له محبته العجيبة لشاول المملوء كراهية له وذلك في أحفاد أحفاده. 2. ما يشغل هذا السفر هو سبط يهوذا بكونه السبط المُمَثِّل لشعب الله، والذي منه يأتي ملك السلام والبرّ متجسّدًا. أما الحديث عن مملكة إسرائيل، فلا تُذكَر إلا فيما يخص علاقتها بيهوذا. 3. شملت مملكة الشمال تسع أُسَر حاكمة، وقد انتشر الاغتيال بينها بهدف اغتصاب الحكم، وقد دامت لمدة 250 عامًا. أما مملكة الجنوب فدامت لمدة 350 عامًا، وتمسكت بالأسرة المالكة التي هي بيت داود حيث وعد الله داود أن تثبت المملكة التي يحكمها نسله إلى الأبد، إن حفظوا وصاياه. وقد جاء السيد المسيح مولودًا من نسل داود حسب الجسد، وهو ملك الملوك الذي يملك إلى الأبد. مع كل الأخطاء التي ارتكبها بعض الملوك الذين جاءوا من بيت داود، إلا أنه وُجِدَ بينهم ملوك اهتموا بالعبادة لله الحيّ. 4. سجَّلت لنا الأصحاحات 10-36 ملوك يهوذا. تسعة ملوك منهم كانوا صالحين، وعشرة ملوك كانوا أشرارًا. منسّى الذي ملك 55 سنة، بدأ كأشر ملك في تاريخ يهوذا، وختم حياته كأحد الملوك الصالحين، برجوعه إلى الله. رحبعام رفض مشورة الشيوخ الصالحين، وقَبِلَ مشورة أصدقائه الأشرار، فانقسمت في أيامه المملكة، وفقد عشرة أسباط. لقد بذل كل جهده لتقوية مملكته، وصارت قوية، لكنه عاد فعصى وصايا الله وناموسه (أصحاح 12). سدّ أذنيه عن مشورة الصالحين، والآن سدّ أذنيه عن الاستماع لله نفسه. الملك الشرير الثاني يهورام، تسلل الحسد إلى قلبه، فقتل إخوته بالسيف مع بعض رؤساء إسرائيل. تَمثَّل بالأمم، فعبد في المرتفعات، بدأ بعبادة الرب، لكن سرعان ما تسلَّلت عبادة الأوثان في يهوذا. ثمرة هذا الانحراف غزو الفلسطينيين لهم. الملك الشرير الثالث آحاز (2 أي 28)، تزايد في الشر، فقدم الملك أبناءه مُحرَقات في وادي بن هنّوم مثل الأمم. لذلك سمح الله للأراميين أن ينتصروا عليه، ويسبوا الكثيرين من شعبه. أرسل الله ملوكًا صالحين لتصحيح ما أفسده الأشرار. |
||||
09 - 02 - 2025, 01:00 PM | رقم المشاركة : ( 186953 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنبياء هذا العصر نظرًا لمقاومة عدو الخير بيت داود بعنفٍ، حتى لا يخرج منه من يملك إلى الأبد، وبسبب عدم أمانة الكثير من الملوك أنفسهم الذين من بيت داود، فقد اتَّسم ذلك منذ انقسام المملكة حتى السبي البابلي والعودة منه بظهور الكثير من الأنبياء. هؤلاء يؤكدون خطة الله للخلاص ومجيء ملك البرّ ابن داود، ويفتحون أبواب الرجاء. وفي نفس الوقت يحذرون الملوك والكهنة والشعب من التمادي في العصيان والاستهتار بالوصية الإلهية. كما أعلنوا عن تأديبات الله التي ستحل بهم، من بين هؤلاء الأنبياء، ورد الآتي: 1. ناثان النبي (2 أخ 9: 29). 2. أخيا الشيلوني (2 أخ 9: 29؛ 10: 15). 3. عدّو الرائي (2 أخ 9: 29؛ 12: 15؛ 13: 22). 4. شمعيا رجل الله (2 أخ 11: 2؛ 12: 5، 15). 5. عزريا بن عوديد (2 أخ 15: 1). 6. عوديد (2 أخ 15: 8). 7. حناني الرائي (2 أخ 16: 7). 8. ميخا (ميخايا) بن يملة (2 أخ 18: 7). 9. ياهو بن حناني الرائي (2 أخ 19: 2؛ 20: 34). 10. يحزئيل بن زكريا (2 أخ 20: 14). 11. أليعازر بن دوداهو (2 أخ 20: 37). 12. إيليا النبي (2 أخ 21: 12). 13. بعض أنبياء وزكريا بن يهوياداع (2 أخ 24: 19-20). 14. رجل الله (2 أخ 25: 7). 15. نبي (2 أخ 25: 15). 16. زكريا الرائي (2 أخ 26: 56). 17. إشعياء بن آموص (2 أخ 26: 22؛ 32: 32). 18. ميخا المورشتي (إر 26: 18). 19. بعض الرائين (الأنبياء) (2 أخ 33: 18-19؛ 2 مل 21: 10). 20. خلدة النبية (2 أخ 34: 22). 21. إرميا (2 أخ 35: 25؛ 36: 12، 21). 22. رسل وأنبياء (2 أخ 36: 15-16)؛ أوريا بن شمعي (إر 26: 20). لقد عَبَّرَ السيد المسيح عن مدى مقاومة القيادات والشعب للأنبياء، بقوله: "ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرَّامين ليأخذ أثماره، فأخذ الكرامون عبيده، وجلدوا بعضًا، وقتلوا بعضًا، ورجموا بعضًا. ثم أرسل أيضًا عبيدًا آخرين أكثر من الأول، ففعلوا بهم كذلك" (مت 21: 34-36). |
||||
09 - 02 - 2025, 01:01 PM | رقم المشاركة : ( 186954 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انشقاق في عصر رحبعام تجاهل أخبار الأيام أخطاء داود وسليمان، ليس للتغطية عليهما، إنما ليُقَدِّم الملكين بكونهما رمزين للمسيّا الملك الذي بلا خطية وحده. الآن يتحدث عما حدث من انقسام في أيام رحبعام للشعب (2 أي 10: 15). سُجِّلَت الظروف التي دفعت إلى انقسام المملكة في (1 مل 2: 1-24)، بنفس الطريقة التي وردت هنا، غير أن سفر الملوك اهتم بتسجيل أصول مملكة إسرائيل، أما سفر الأخبار فاهتم بأصول مملكة يهوذا. يروي الكتاب المقدس عن سليمان أنه أكثر ملوك إسرائيل حكمةً، لكن للأسف كان ابنه رحبعام غير حكيم، يسلك حسب مشورة الأشرار بروح العنف والقسوة، ولم يقبل مشورة الشيوخ أصحاب الخبرة. أحد المبادئ الرئيسية التي رَكَّز عليها سفر الأمثال لسليمان الحكيم هو عدم تجاهل مشورة أصحاب الخبرة والجري وراء اندفاعات الشبان الذين بلا خبرة. جهالة رحبعام وَذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ، لأَنَّهُ جَاءَ إِلَى شَكِيمَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ لِيُمَلِّكُوهُ. [1] رحبعام هو الابن الوحيد لسليمان الذي سَجَّل عنه التاريخ، وقد وُلِدَ لسليمان من نُعمة العمونية (1 مل 14: 31)، يُحتمَل أن تكون ابنة حانون ملك عمون. "رحبعام" معناها "سعة الشعب"، دُعِي هكذا تذكارًا لاستكمال اكتساب أرض الموعد التي لم يتم امتلاكها إلا في أواخر أيام داود (خر 34: 24). ذُكِرَ عنه أنه بسبب عدم حكمته انقسمت المملكة. يرى البعض أن سليمان تكلم عن نفسه، حين قال: "من ولد جاهلاً فلحزنه، ولا يفرح أبو الأحمق" (أم 17: 21). فقد تمرَّرت نفسه في أواخر أيامه حين أدرك أنه سيترك مملكته لابنه العديم الفهم. عَبَّر عن ذلك بقوله: "فكرهتُ كل تعبي الذي تعبت فيه تحت الشمس، حيث أتركه للإنسان الذي بعدي. ومن يعلم، هل يكون حكيمًا أو جاهلاً، ويستولي على تعبي الذي تعبت فيه، وأظهرت فيه حكمتي تحت الشمس؟ هذا أيضًا باطل... لأنه قد يكون إنسان تعبه بالحكمة والمعرفة وبالفلاح، فيتركه نصيبًا لإنسانٍ لم يتعب فيه. هذا أيضًا باطل وشر عظيم" (جا 2: 18-19، 21). لا يعلم الحكيم ماذا يفعل ورثته بما تعب فيه واقتناه، أما من يرتبط بالحكمة السماوية في حياته وسلوكه، فيورثهم البركة التي لا تضيع. ماذا ورَّث زكريا الكاهن واليصابات القدِّيس يوحنا المعمدان؟ صلواتهما الدائمة المقدسة وبرّهما في الرب. فكانت حياتهما سندًا له في البرية وهو محروم من رعايتهما المنظورة! 1. مع حكمة سليمان وإمكانياته ونيّته الصادقة، انحرف بزواجه بالوثنيات، وكان من ثمرة هذا أيضًا أن ابنه لم يسلك بفكر أبيه. 2. أخطأ سليمان في مبالغته في الإنشاءات، وفي الإنفاق على نسائه، فأثقل على شعبه من جهة الضرائب، وكان هذا عاملاً أساسيًا في انقسام المملكة. 3. يرى البعض في هؤلاء المتذمّرين أنهم نسوا ما فعله سليمان، حيث عاشت المملكة أربعين عامًا في سلامٍ ورخاء بلا حروب، وقد اتَّسم عصره بالرخاء للجميع. 4. هنا الخطأ مُشترَك، فالشعب تذمَّر ونسيَ بركات عصر سليمان، ومن جانب آخر رحبعام لبس تاج أبيه ولم يتمتع بعقله وحكمته. ولا تمتَّع بروح الرعاية الصادقة التي لجده داود. لم ينصت رحبعام لحكمة أيوب وتواضعه، إذ قال إنه لم يكن يرفض حق عبده وأمَته في دعواهما لديه (أي 31: 13). كان الشعب في حاجة إلى كلمات لطيفة من رحبعام، فيكونون له عبيدًا كل الأيام بكل سرورٍ [7]. فالكلمات الطيّبة لا تكلفنا إلا القليل من إنكار الذات، بها نقتني بركات لا حصر لها. شكيم اجتمع كل إسرائيل في شكيم ليُمَّلكوا رحبعام بن سليمان عليهم. تقع شكيم على بُعْدِ حوالي 40 ميلاً شمال أورشليم، وهي مركز لائق لاجتماع هام كهذا، فهي تقع في منطقة منسّى، وهذا أمر يبهج الشعب القاطن في الشمال. في شكيم توجد مقبرة يوسف (يش 24: 34). كان إبراهيم أب كل اليهود في شكيم (تك 12: 6)، وأيضًا يعقوب (تك 33: 18). وقام يشوع مع جميع أسباط إسرائيل بتجديد العهد مع الله في شكيم (يش 24). فاختيار شكيم كان يحمل إمكانية غرس روح الوحدة بين الشمال والجنوب، لكن للأسف تصرُّف رحبعام سبَّب انشقاقًا خطيرًا وتقسيم المملكة. حسن أن تم الاجتماع في شكيم، لكن للأسف لم نسمع عن تجديد العهد مع الله كما حدث عندما صار شاول ملكًا وأيضًا داود (2 صم 2: 4) وسليمان (1 مل 1: 28 الخ). إن صحّ لنا القول إن رحبعام عندما تسلَّم المملكة لم يكن الله أولاً في قلبه، ولم يشعر أنه تَسَلَّم هذا العمل من يديه. |
||||
09 - 02 - 2025, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 186955 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تطرّف المنقسمين 2 وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ، وَهُوَ فِي مِصْرَ حَيْثُ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ سُلَيْمَانَ الْمَلِكِ، رَجَعَ يَرُبْعَامُ مِنْ مِصْرَ. 3 فَأَرْسَلُوا وَدَعَوْهُ، فَأَتَى يَرُبْعَامُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ وَكَلَّمُوا رَحُبْعَامَ قَائِلِينَ: 4 «إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا، فَالآنَ خَفِّفْ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ الْقَاسِيَةِ وَمِنْ نِيرِهِ الثَّقِيلِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا فَنَخْدِمَكَ». 5 فَقَالَ لَهُمُ: «ارْجِعُوا إِلَيَّ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ». فَذَهَبَ الشَّعْبُ. 6 فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ الشُّيُوخَ الَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ أَمَامَ سُلَيْمَانَ أَبِيهِ وَهُوَ حَيٌّ قَائِلًا: «كَيْفَ تُشِيرُونَ أَنْ أَرُدَّ جَوَابًا عَلَى هذَا الشَّعْبِ؟» 7 فَكَلَّمُوهُ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ صَالِحًا نَحْوَ هذَا الشَّعْبِ وَأَرْضَيْتَهُمْ وَكَلَّمْتَهُمْ كَلاَمًا حَسَنًا، يَكُونُونَ لَكَ عَبِيدًا كُلَّ الأَيَّامِ». 8 فَتَرَكَ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ الَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ، وَاسْتَشَارَ الأَحْدَاثَ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ وَوَقَفُوا أَمَامَهُ، 9 وَقَالَ لَهُمْ: «بِمَاذَا تُشِيرُونَ أَنْتُمْ فَنَرُدَّ جَوَابًا عَلَى هذَا الشَّعْبِ الَّذِينَ كَلَّمُونِي قَائِلِينَ: خَفِّفْ مِنَ النِّيرِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا أَبُوكَ؟» 10 فَكَلَّمَهُ الأَحْدَاثُ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ قَائِلِينَ: «هكَذَا تَقُولُ لِلشَّعْبِ الَّذِينَ كَلَّمُوكَ قَائِلِينَ: إِنَّ أَبَاكَ ثَقَّلَ نِيرَنَا وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفْ عَنَّا، هكَذَا تَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ مَتْنَيْ أَبِي. 11 وَالآنَ أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيرًا ثَقِيلًا وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَمَّا أَنَا فَبِالْعَقَارِبِ». 12 فَجَاءَ يَرُبْعَامُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى رَحُبْعَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَمَا تَكَلَّمَ الْمَلِكُ قَائِلًا: «ارْجِعُوا إِلَيَّ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ». 13 فَأَجَابَهُمُ الْمَلِكُ بِقَسَاوَةٍ، وَتَرَكَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ، 14 وَكَلَّمَهُمْ حَسَبَ مَشُورَةِ الأَحْدَاثِ قَائِلًا: «أَبِي ثَقَّلَ نِيرَكُمْ وَأَنَا أَزِيدُ عَلَيْهِ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَمَّا أَنَا فَبِالْعَقَارِبِ». 15 وَلَمْ يَسْمَعِ الْمَلِكُ لِلشَّعْبِ، لأَنَّ السَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ اللهِ، لِكَيْ يُقِيمَ الرَّبُّ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ إِلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ، (وَهُوَ فِي مِصْرَ حَيْثُ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ سُلَيْمَانَ الْمَلِكِ) رَجَعَ يَرُبْعَامُ مِنْ مِصْرَ. [2] فَأَرْسَلُوا وَدَعُوهُ، فَأَتَى يَرُبْعَامُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ وَكلموا ِرَحُبْعَامَ، قَائلين: [3] إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا، فَالآنَ خَفِّفْ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ الْقَاسِيَةِ، وَمِنْ نِيرِهِ الثَّقِيلِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا فَنَخْدِمَكَ. [4] كان الشعب يئن من نير سليمان الثقيل، إذ لم يحمل روح أبيه داود الذي كان بالحق يحب شعبه، ويبذل نفسه من أجل خدمتهم. أما سليمان فلم يخدم شعبه، إنما ما كان يشغله تحقيق مشروعاته واشتياقاته التي بالغ فيها. أما رحبعام فلم يكن يشغله الإنصات إلى أنين الشعب. كان رحبعام لا يدرك مفهوم القيادة، إذ لم يكن راعيًا صالحًا كجده داود. قَسَّم سليمان الدولة من جهة مسئوليات العمل إلى اثنتي عشرة منطقة (1 مل 4: 7-19)، ويبدو أنه استثنى سبط يهوذا، تبع هذا أنه حين جنَّد مسئولين للعمل أعفى يهوذا من العمل (1 مل 5: 13-18). هذا ما سبق أن أشار إليه صموئيل النبي مُقَدَّمًا حين طلب الشعب إقامة ملكٍ عليهم كسائر الأمم. لقد حذَّرهم، قائلاً: "هذا يكون قضاء الملك الذي يملك عليكم: يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه لمراكبه وفرسانه... ويجعل لنفسه رؤساء ألوف ورؤساء خماسين، فيحرثون حراثته ويحصدون حصاده... وأنتم تكونون له عبيدًا" (1 صم 8: 11-18). v توجد بالحقيقة أمور أخرى كثيرة قادرة أن تهبنا دالة لدى الله، وتظهرنا بهيين ومُزكِّين، وأما أكثر الكل مما يجلب إرادة صالحة من الأعالي، فهو الاهتمام بقريبنا في حنوٍ، الأمر الذي طلبه المسيح من بطرس. القديس يوحنا الذهبي الفم vكم من تذمُّرات وجَّهها الشعب ضد موسى، ومع ذلك احتملها! وعندما أراد الرب أن ينتقم له منهم، فضَّل أن يُقَدِّمَ نفسه للموت لكي ينقذهم من الغضب الإلهي (خر 32: 32). بأي حُنُو كان يتكلَّم موسى مع الشعب، حتى بعدما أخطأوا في حقِّه! لقد أراحهم بأعماله، وعزَّاهم بنبوُّته عن المستقبل وشجَّعهم. مع أنه كان يتحدَّث مع الله كثيرًا، لكنَّه متى تحدَّث مع الشعب، كان يتكلَّم برقَّة وسرور. vلقد تأهَّل موسى أن يصير فوق كل الناس، حتى لم يقدروا أن ينظروا وجهه (خر 34: 30). وقد أسرهم، حتى أحبُّوه بسبب حنوُّه أكثر من إعجابهم بالمعجزات التي تمَّت على يديه. vداود أيضًا اقتفى آثار موسى، فإذ اختير ليحكم الشعب، كان رقيقًا وعطوفًا، منسحق الروح، مثابرًا، مستعدًا لإظهار المودَّة. فقبل أن يجلس على العرش، قدَّم نفسه للهلاك من أجل الكل (1 صم 17: 22)، وإذ صار ملكًا ساوى نفسه بالكل في الحرب، مساهمًا معهم في العمل. كان مشجِّعًا في المعارك، لطيفًا في الحكم (بين الشعب)، صبورًا على احتمال الشتائم، مستعدًا أن يحتمل الآخرين عن أن يرد الخطأ بخطأ. لهذا كان عزيزًا لدى الجميع... أحب الشجعان حتى الذين هم أعداؤه، مُفكِّرًا بأن العدالة تقتضي تكريم من احتملوا الكثير في الحرب، كما لو كانوا رجال جيشه. أُعجِبَ بأبنِير، القائد الشجاع مع أنه كان أحد خصومه، لذلك لم يحتقره عندما سأله السلام بل كرَّمه، صانعًا له وليمة خاصة (1 مل 2: 5). وعندما قُتِلَ في خيانةٍ حزن داود عليه ورثاه... إنه ليس بالأمر الهيِّن أن يُظهر ملك تواضعًا في أعماله، حاسبًا نفسه كأقل أفراد شعبه، رافضًا أن يأكل أو يشرب ماءً خاطَرَ آخرون بحياتهم وأحضروه. داود هذا، طلب أن يصب الله غضبه عليه بدلاً من أن يُصبَّ على الشعب، مقدِّمًا ذاته للملاك المهلك، قائلاً: "ها أنا أخطأت وأنا أذنبت، وأما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا. فلتكن يدك عليَّ وعلى بيت أبي" (2 صم 24: 17). القديس أمبروسيوس الراعي بالاسم لا يحب قريبه كنفسه، فيتهاون به حتى يأخذه اللص أو يخطفه الذئب. القديس يوحنا الدرجي |
||||
09 - 02 - 2025, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 186956 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v توجد بالحقيقة أمور أخرى كثيرة قادرة أن تهبنا دالة لدى الله، وتظهرنا بهيين ومُزكِّين، وأما أكثر الكل مما يجلب إرادة صالحة من الأعالي، فهو الاهتمام بقريبنا في حنوٍ، الأمر الذي طلبه المسيح من بطرس. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
09 - 02 - 2025, 01:11 PM | رقم المشاركة : ( 186957 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
vداود أيضًا اقتفى آثار موسى، فإذ اختير ليحكم الشعب، كان رقيقًا وعطوفًا، منسحق الروح، مثابرًا، مستعدًا لإظهار المودَّة. فقبل أن يجلس على العرش، قدَّم نفسه للهلاك من أجل الكل (1 صم 17: 22)، وإذ صار ملكًا ساوى نفسه بالكل في الحرب، مساهمًا معهم في العمل. كان مشجِّعًا في المعارك، لطيفًا في الحكم (بين الشعب)، صبورًا على احتمال الشتائم، مستعدًا أن يحتمل الآخرين عن أن يرد الخطأ بخطأ. لهذا كان عزيزًا لدى الجميع... أحب الشجعان حتى الذين هم أعداؤه، مُفكِّرًا بأن العدالة تقتضي تكريم من احتملوا الكثير في الحرب، كما لو كانوا رجال جيشه. أُعجِبَ بأبنِير، القائد الشجاع مع أنه كان أحد خصومه، لذلك لم يحتقره عندما سأله السلام بل كرَّمه، صانعًا له وليمة خاصة (1 مل 2: 5). وعندما قُتِلَ في خيانةٍ حزن داود عليه ورثاه... إنه ليس بالأمر الهيِّن أن يُظهر ملك تواضعًا في أعماله، حاسبًا نفسه كأقل أفراد شعبه، رافضًا أن يأكل أو يشرب ماءً خاطَرَ آخرون بحياتهم وأحضروه. داود هذا، طلب أن يصب الله غضبه عليه بدلاً من أن يُصبَّ على الشعب، مقدِّمًا ذاته للملاك المهلك، قائلاً: "ها أنا أخطأت وأنا أذنبت، وأما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا. فلتكن يدك عليَّ وعلى بيت أبي" (2 صم 24: 17). القديس أمبروسيوس |
||||
09 - 02 - 2025, 01:11 PM | رقم المشاركة : ( 186958 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
vلقد تأهَّل موسى أن يصير فوق كل الناس، حتى لم يقدروا أن ينظروا وجهه (خر 34: 30). وقد أسرهم، حتى أحبُّوه بسبب حنوُّه أكثر من إعجابهم بالمعجزات التي تمَّت على يديه. القديس أمبروسيوس |
||||
09 - 02 - 2025, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 186959 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
vكم من تذمُّرات وجَّهها الشعب ضد موسى، ومع ذلك احتملها! وعندما أراد الرب أن ينتقم له منهم، فضَّل أن يُقَدِّمَ نفسه للموت لكي ينقذهم من الغضب الإلهي (خر 32: 32). بأي حُنُو كان يتكلَّم موسى مع الشعب، حتى بعدما أخطأوا في حقِّه! لقد أراحهم بأعماله، وعزَّاهم بنبوُّته عن المستقبل وشجَّعهم. مع أنه كان يتحدَّث مع الله كثيرًا، لكنَّه متى تحدَّث مع الشعب، كان يتكلَّم برقَّة وسرور. القديس أمبروسيوس |
||||
09 - 02 - 2025, 01:13 PM | رقم المشاركة : ( 186960 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
vإنَّنا نقرأ عن حالات غير فريدة، بل حتى بالنسبة للملوك، عن مدى فاعليَّة اللطف "المحبَّة"، وبمقدار ضرر الكبرياء، والكلمات الثائرة، إذ أدَّت إلى زعزعة ممالك وإبادتها. القديس أمبروسيوس |
||||