يوم أمس, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 185721 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عوننا جاء من الله الذي صنع السماء والأرض(مز 124: 8) |
||||
يوم أمس, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 185722 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع يعطي فرح للمكسورين راحه للنفوس المتضايقه |
||||
يوم أمس, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 185723 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإعداد لبناء بيت الرب يكشف هذا الأصحاح عن غاية الحديث عن شخصية الملك سليمان، فقد تجاهل هذا السفر الجانب السياسي في حياة سليمان كما في حياة أبيه داود، وركَّز على دورهما في الحياة التعبدية، وعلاقة الشعب بالله. اتَّسم سليمان باتساع الفكر والقدرة على التدبير بحكمةٍ ونظامٍ، مع نعمة من قبل الله لتعمل معه القيادات وكل الشعب (2 أخ 1: 2). كما دخل في علاقات تجارية مع مصر والحثّيين والأراميّين (2 أخ 1: 16-1-7). الآن نراه يُصدِر أمره ببناء بيت الرب، ويقوم بالإعداد له في الداخل والخارج، بروح التواضع والشهادة الحيَّة لله الذي لا تسعه سماء السماوات [6]. 1. الإعداد الداخلي للبناء 1 وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاسْمِ الرَّبِّ، وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ. 2 وَأَحْصَى سُلَيْمَانُ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُل حَمَّال، وَثَمَانِينَ أَلْفَ رَجُل نَحَّاتٍ فِي الْجَبَلِ، وَوُكَلاَءَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ. يُقَدِّم لنا سليمان منهجًا للبناء، سواء الروحي أو الزمني، وهو أن يبدأ بالداخل قبل أن يسأل الإنسان عن احتياجاته من الخارج. وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاِسْمِ الرَّبِّ وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ. [1] أصدر سليمان أمره ببناء بيت لاسم الرب، وأيضًا لبناء القصر الملكي. ويُلاحَظ في أمره هذا أنه يُعلِنُ عن أولوية بيت الرب، وفي نفس الوقت لا يتجاهل احتياجات الدولة، أي بناء قصر لإدارة شئون الدولة. فالعمل الروحي لا يعني التراخي أو الإهمال أو تجاهل الالتزامات والمسئوليات الزمنية. هذا ولم يطلب بيتًا له لراحته الشخصية وإبراز عظمته، إنما طلب بيتًا لمُلْكِه، أي لخدمة الدولة، لاستقبال رعيته، كما يُمَثِّل شرفًا للدولة بين الدول الأخرى. وكأن البيت الأول لمجد الله، والثاني للصالح العام. فهو لا يطلب ما لنفسه، بل بالأكثر ما هو للرب ولإخوته. جاء في النص العبري الأصلي: "وبيت مَلَكي له"، استُخدِم لإدارة المملكة، وكقصر لسكناه. احتاج هذا القصر إلى تخطيطٍ على مستوى عالٍ، استغرق التخطيط والبناء حوالي ثلاثة عشر عامًا (1 مل 7: 1-12). ورث سليمان عن أبيه اشتياقات قلبه، وحَقَّق ما كان يحلم به داود، إذ كان يترنم قائلاً: "واحدة سألت من الرب، وإيّاها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر جمال الرب، وأَتفرَّس في هيكله" (مز 27: 4). "لا أدخل خيمة بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي وسنًّا لعينيَّ، ولا نومًا لأجفاني، حتى أجد مقامًا للرب، مسكنًا لعزيز يعقوب" (مز 132: 3-5). في البرية كان الشعب يأتي بتقدمات وذبائح إلى الخيمة المتنقلة، والآن إذ استقروا في أرض الموعد، وبذل داود النبي مجهودات ضخمة لتوسيع المملكة. حان الوقت أن يُبنَي بيت الرب، خاصة وأن داود أَعدَّ الكثير من المواد والتصميمات وتهيئة القادة والشعب للعمل. وَأَحْصَى سُلَيْمَانُ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ حَمَّالٍ، وَثَمَانِينَ أَلْفَ رَجُلٍ نَحَّاتٍ فِي الْجَبَل،ِ وَوُكَلاَءَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ. [2] يرى البعض أن شخصية سليمان تختلف عن شخصية داود أبيه، فداود الراعي البسيط المُحِب لشعب الله والخادم لهم بكل قلبه، بينما سليمان الشخص صاحب الشهرة بالحكمة التي وُهِبَتْ له من الله لإقامة منشئات لاسيما هيكل الله. داود القائد العسكري، الذي انشغل بالمعارك منذ صباه لحساب شعب الله، مُتَّكِلاً على الله واهب النصرة. أما سليمان فرجل السياسة، الذي حاول أن يكسب الأمم المحيطة به، تسنده في تحقيق مشروعاته. كان داود القائد المثالي الصانع المستقيم في عينيّ الرب، حتى حُسِبَ المقياس الذي به يُقَيِّم كل ملك من ملوك يهوذا، أما سليمان فكان مثاليًّا في حكمته، رصيده هو أنه بنى الهيكل (يو 10: 23؛ أع 3: 11؛ 5: 12) الذي يشتهي اليهود إلى يومنا هذا إعادة بنائه. يرى البعض أن سليمان ظَنَّ أنه قد سما بشعبه، إذ دخل به إلى أسرة الأمم، ودخل في معاهدات تجارية سبَّبت ازدهارًا ومجدًا لشعبه في أيامه. لكن التكلفة كانت ثقيلة ومُرَّة بعد موته وإلى أجيال طويلة، فقد تَسَبَّبت سياسته في انحطاط شعبه روحيًّا. 2. يطلب رجلاً ماهرًا من ملك صور 3 وَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حُورَامَ مَلِكِ صُورَ قَائِلًا: «كَمَا فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي إِذْ أَرْسَلْتَ لَهُ أَرْزًا لِيَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا يَسْكُنُ فِيهِ، 4 فَهأَنَذَا أَبْنِي بَيْتًا لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِي لأُقَدِّسَهُ لَهُ، لأُوقِدَ أَمَامَهُ بَخُورًا عَطِرًا، وَلِخُبْزِ الْوُجُوهِ الدَّائِمِ، وَلِلْمُحْرَقَاتِ صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَلِلسُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَمَوَاسِمِ الرَّبِّ إِلهِنَا. هذَا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. 5 وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنَا بَانِيهِ عَظِيمٌ لأَنَّ إِلهَنَا أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ. 6 وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، لأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُهُ! وَمَنْ أَنَا حَتَّى أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا إِلاَّ لِلإِيقَادِ أَمَامَهُ؟ 7 فَالآنَ أَرْسِلْ لِي رَجُلًا حَكِيمًا فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالأُرْجُوَانِ وَالْقِرْمِزِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ، مَاهِرًا فِي النَّقْشِ، مَعَ الْحُكَمَاءِ الَّذِينَ عِنْدِي فِي يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ أَعَدَّهُمْ دَاوُدُ أَبِي. وَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حُورَامَ مَلِكِ صُورَ، قَائِلاً: كَمَا فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي، إِذْ أَرْسَلْتَ لَهُ أَرْزًا لِيَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا يَسْكُنُ فِيه ِ[3] بعد أن أحصى سليمان الرجال العاملين في دولته، لجأ إلى ملك صور بأسلوبٍ روحيٍ وديعٍ وحكيمٍ. أرسل سليمان إلى حورام ربما يشكره على تهنئته بتجليسه ملكًا، وفي نفس الوقت يطلب مساعدته في بناء هيكل للرب. وهنا نلاحظ الآتي: أ. يبدأ رسالته بالكشف عن العلاقات الطيبة التي كانت بين حورام ملك صور وداود أبيه، وكأن علاقته ترجع إلى علاقة صداقة قديمة وأصيلة لا تشوبها شائبة [3]. لقد تحدَّث داود مع حيرام بخصوص بناء بيت الرب وعن العهد مع الله (2 صم 7). فطلب سليمان من ملك صور علامة على تنمية صداقة أصيلة تسودها المودة. ب. إنه لا يُقِيم نصبًا تذكاريًّا لأبيه، إنما يُقِيم هيكلاً لله الذي لا تسعه السماوات والأرض. ما كان يشغل سليمان ليس مجده الزمني ولا مجد أبيه، بل مجد الله الحيّ. ج. في شيءٍ من الوضوح يكشف سليمان لحورام عن هدفه من بناء بيت الرب إلهه ألا وهو لكي يمارس الشعب بكهنته الآتي: · لكي يقدّس له [4]، أي يشهد له بأنه قدوس، مُتشبِّها بالسيرافيم إذ يقولون: "قدوس" ثلاث مرات (إش 6: 3)، مكررين ذلك بلا انقطاع. · يوقد أمامه بخورًا عطرًا [4]، مُتشبِّهًا بالمخلوقات الحية والقسوس السمائيين الواقفين أمام الخروف ولهم كل واحدٍ قيثارات وجامات من ذهبٍ، مملوءة بخورًا هي صلوات القديسين (رؤ 5: 8) · يُقَدِّم خبز الوجوه الدائم [4]. · يُقَدِّم مُحرَقات صباحية ومسائية [4]. · يمارس احتفالات أسبوعية (السبوت) وشهرية (الأهلّة) وسنوية (مواسم الرب إلهنا)، بجانب اليوبيل الخ [4]. في صداقته مع ملك صور لا يُداهِن، بل يشهد لله "لأن إلهنا أعظم من جميع الآلهة... سماء السماوات لا تسعه [5-6]. لقد خشي سليمان أن يظن حيرام أن الله إله إسرائيل مثل آلهته الوثنية التي يحصرونها في هياكلهم. ج. مع اعتزازه بالله في تواضعٍ، يكتب بغير خجلٍ: "من أنا حتى أبني له بيتًا للإيقاد أمامه؟! [6]. فمع رغبته في بناء بيتٍ عظيمٍ، ليس من وجه للمقارنة بين عظمة البيت وعظمة الرب نفسه. أراد أن يؤكد للملك أن الله ليس مثل آلهة الأمم، يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي (أع 17: 24). إنما يبني البيت، لكي يجد الكهنة والعابدون موضعًا يُعَبِّرون فيه عن حُبِّهم لله، ورغبتهم في العبادة له. د. ما يطلبه سليمان هو أن يمده حورام برجلٍ قائدٍ حكيمٍ وذي خبرة. فسليمان لديه رجال مهرة في أورشليم ويهوذا، الذين سبق فعيَّنهم أبوه داود (1 أي 22: 15)، وهو محتاج إلى قائدٍ يستطيع أن يقود هؤلاء المهرة. كان ملك صور يُمَثِّل الأمم الذين لم ينجح الشعب في طردهم أو في استعبادهم، لكن يُمَثِّل القلة التي يمكنها قبول الإيمان بالإله، وكان هؤلاء مقبولين كشركاء في هذا العمل العظيم: تشييد بيت للرب. يكشف خطاب سليمان لحورام ملك صور عن النظرة الكتابية للهيكل أو بيت الرب. أولاً: يكشف السفر خاصة هذه الرسالة أن عمل سليمان الملك الرئيسي هو بناء الهيكل وتنظيم العبادة فيه، وانشغال الأمة كلها باللقاء مع الله خلال العبادة. يبدو كأنه ليس لسليمان وحكمته وأنشطته شيء سوى هذا الهيكل. ثانيًا: تأكيد أن الله لا يُحَد بمكانٍ ما، وأن الله يُعلِنُ عن حضوره من أجل شعبه، لينعم باللقاء معه، والتعبير عن الحب المتبادل بين الله والبشرية خاصة شعبه. ثالثًا: اهتمام سليمان بمساهمة حورام ورجاله في بناء الهيكل، يُعَد الطريق للكشف عن دعوة الأمم لإنجيل المسيح. الأمر الذي كان الله يُعِد اليهود لقبوله عبر كل تاريخهم وخلال أنبيائهم. فقد وُجِدَ أيوب وهو ليس من نسل إبراهيم، وسُجِّلَ باسمه سفر من أسفار الكتاب المقدس. كما قيل عنه: "كان هذا الرجل كاملاً ومستقيمًا يتقي الله، ويحيد عن الشر" (أي 1: 1). وجاء الوعد الإلهي لإبراهيم نفسه: "أما أنا فهوذا عهدي معك، وتكون أبًا لجمهورٍ من الأمم" (تك 17: 4). يقول الرب: "آتي بهم إلى جبل قدسي، وأفرحهم في بيت صلاتي، وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي، لأن بيتي بيت الصلاة يُدعَى لكل الشعوب" (إش 56: 7). v "ليس نبي مقبولاً في وطنه" (لو 4: 24). إذ كانت عناثوث وطن إرميا (إر 11: 21) لم تُحسِن استقباله. وأيضًا إشعياء وبقيَّة الأنبياء، رفضهم أبناء وطنهم، أي أهل الختان... أما نحن الذين لا ننتسب للعهد بل كنَّا غرباء عن الوعد، فقد استقبلنا موسى والأنبياء الذين يعلنون عن المسيح، استقبلناهم من كل قلوبنا أكثر من اليهود، الذين رفضوا المسيح، ولم يقبلوا الشهادة له. العلامة أوريجينوس لأُوقِدَ أَمَامَهُ بَخُورًا عَطِرًا، وَلِخُبْزِ الْوُجُوهِ الدَّائِمِ، وَلِلْمُحْرَقَاتِ صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَلِلسُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَمَوَاسِمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا. هَذَا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. [4] قام الملك سليمان بشرح معنى تشييد الهيكل لحورام بطريقة تختلف عما ورد في سفر الملوك، وقد أبرز سليمان مفهوم بيت الرب: 1. بيت الله يسكن فيه وسط شعبه [3)، أي يُمَثِّل الحضرة الإلهية. 2. بيت الله الشخصي مع كل مؤمن: "لاسم الرب إلهي" [4]. 3. بيت القداسة تفوح فيه رائحة البخور العطر [4]. إذ يقول: "لأُقَدِّسَهُ لَهُ"، يدعونا أن نتشبَّه بالسيرافيم الذين رآهم إشعياء النبي، القائل: "رأيت السيد جالسًا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل. السيرافيم واقفون فوقه لكل واحدٍ ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه، وباثنين يغطي رجليه، وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس، رب الجنود، مجده ملء كل الأرض" (إش 6: 1-3). للقديس كيرلس الكبير تعليقات رائعة عن هذا النص تمس التزامنا بالحياة المقدسة والعبادة المقدسة التي تليق بتقديمها لله القدوس. v إنهم يطيرون، إذ ليس لديهم ما يثقلهم وينزل بهم. أذهانهم دائمًا مرتفعة نحو الله؛ سلطانهم في الأعالي، لا يتأملون في السفليات، كما نفعل نحن، بل يحفظون عقولهم في الأفكار العلوية غير المنطوق بها. أفواههم تُقَدِّم تسبيحًا؛ يعترفون بالتبادل في نظامٍ دون مللٍ، كما أرى ذلك، إنما بطريقة تسمح للآخرين أن يُقَدِّموا كرامات مدائح بتسابيح الحمد، حيث أن كل شيءٍ في الأعالي يُمارَس بترتيبٍ دقيقٍ... يقولون: "قدوس" ثلاث مرات، ويختمون لحن الحمد برَبِّ الصباؤوت، فيشيرون إلى الثالوث القدوس بطبيعة لاهوتية واحدة. في اعترافنا نقول إن الآب موجود، وهكذا الابن والروح القدس. لا يوجد اختلاف في الطبيعة لتُمَيِّز بين هؤلاء، بل لاهوت واحد يُدرَك في ثلاثة أقانيم. هذا يؤكده لنا السيرافيم المقدسين أنفسهم، الذين يقولون إن الأرض كلها مملوءة من مجده، سبق فأخبروا مُقَدَّمًا عن المستقبل عن سرِّ التجسد للمسيح. قبل أن يصير الكلمة جسدًا، بالحقيقة كان الشيطان المنتقم، التنين، المرتد، يسيطر على الأرض التي تحت السماء، وكانت الخليقة تُعبَد عوض الخالق صانعها. ولكن إذ صار الكلمة جسدًا، امتلأت كل الأرض بمجده، وكل ركبةٍ تنحني له وكل قبيلة ولسان يعترف ويخدمه، كقول الكتاب المقدس. قَدَّم داود الطوباوي تلك الصرخة مقدمًا بالروح، قائلاً: "كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب" (مز 86: 9؛ في 2: 10-11)[2]. القديس كيرلس الكبير 5. بيت الحب الكامل، يُقَدِّم المؤمن كل حياته مُحرَقة كاملة ليلاً ونهارًا. أشار سليمان إلى المُحرَقات ولم يُشِرْ إلى ذبيحة الخطية أو ذبيحة الإثم، فإن السفر هنا لا يتحدث عن الخطايا وغفرانها، إنما ينقلنا كما إلى السماء عينها، حيث التسبيح الدائم ومُحرَقات الحُبِّ الكامل. 6. بيت الفرح المستمر، للاحتفال بالسبوت والأهلة ومواسم الرب إلهنا [4]. يقصد بمواسم الرب الأعياد السنوية الكبرى، وهي الفصح وعيد الأسابيع (البنطقستي) وعيد المظال (لا 23: 4-44؛ تث 16: 1-17). وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنَا بَانِيهِ عَظِيمٌ، لأَنَّ إِلَهَنَا أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ. [5] وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا؟ لأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُهُ، وَمَنْ أَنَا حَتَّى أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا إِلاَّ لِلإِيقَادِ أَمَامَهُ! [6] كثيرًا ما تحدَّث العهد القديم عن سماء السماوات (تث 10: 14؛ 1 مل 8: 27؛ 2 أي 6: 18؛ نح 9: 6؛ مز 68: 33، مز 148: 4). يقول بولس الرسول عن نفسه إنه "اختُطِفَ هذا إلى السماء الثالثة" (2 كو 12: 2). جاء في الترجوم Targum: [لأن السماوات السفلية والسماوات الوسطى والسماوات العليا لا تستطيع أن تحويه، بكونه هو الذي يعضد كل الأشياء بذراعه بسلطانه. السماء هي كرسي مجده، والأرض موضع قدميه، العمق وكل العالم مسنود بروح كلمته... فمن أنا لأبني له بيتًا؟] كان اليهود يعتقدون بوجود سبع سماوات، وجاء في العهد القديم "سماء السماوات" التي غالبًا ما يُقصَد بها السماء الثالثة، حيث العرش الإلهي ومسكن القديسين مع السمائيين في الحياة الأبدية. ويرى البعض مثل أمبروسيايتر أن القديس بولس اختُطِفَ مرتين، مَرَّة إلى السماء الثالثة، وأخرى إلى الفردوس الذي انطلق إليه اللص اليمين عندما صُلِبَ السيد المسيح. فَالآنَ أَرْسِلْ لِي رَجُلاً حَكِيمًا، فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ، وَالأُرْجُوانِ وَالْقِرْمِزِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ، مَاهِرًا فِي النَّقْشِ مَعَ الْحُكَمَاءِ، الَّذِينَ عِنْدِي فِي يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ أَعَدَّهُمْ دَاوُدُ أَبِي. [7] أثبتت الآثار والحفريات أن الإسرائيليين لم يكونوا خبراء في الفنون. إن كان الله قد اختار بني إسرائيل قديمًا كشعبٍ له، إنما لإعداد الطريق حتى يأتي مُخَلِّص العالم من سبط يهوذا، يفتح أبواب السماء لكل الأمم والشعوب. جاء في إشعياء: "وبنو الغريب يبنون أسوارك، وملوكهم يخدمونك... وتنفتح أبوابك دائمًا، نهارًا وليلاً لا تغلق، ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم" (إش 60: 10-11). وجاء في زكريا: "والبعيدون يأتون ويبنون في هيكل الرب، فتعلمون أن رب الجنود أرسلني إليكم" (زك 6: 15). يفتح سليمان أبواب السماء للشعوب والأمم، فإن البيت الذي يُبنَي لله الذي لا تسعه السماوات ولا سماء السماوات، فهل يقتصر على شعبٍ مُعَيَّن؟ إنه بيت الله خالق السماء والأرض، حيث يُسَرُّ باجتماع كل الشعوب معه ومع خدامه الطغمات السماوية. 3. طلب أفضل أنواع الخشب وَأَرْسِلْ لِي خَشَبَ أَرْزٍ وَسَرْوٍ وَصَنْدَلٍ مِنْ لُبْنَانَ، لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَبِيدَكَ مَاهِرُونَ فِي قَطْعِ خَشَبِ لُبْنَانَ. وَهُوَذَا عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ. [8] وَلْيُعِدُّوا لِي خَشَبًا بِكَثْرَةٍ، لأَنَّ الْبَيْتَ الَّذِي أَبْنِيهِ عَظِيمٌ وَعَجِيبٌ. [9] كما طلب منه رجلاً يكون عظيمًا في مهارته وإدارته، هكذا طلب أيضًا أن تكون المواد المستخدمة لإقامة بيت الرب من أفضل الأصناف، "لأن البيت الذي أبنيه عظيم وعجيب" [9]. 4. التعهُّد بإعالة العاملين وَهَئَنَذَا أُعْطِي لِلْقَطَّاعِينَ الْقَاطِعِينَ الْخَشَبَ، عِشْرِينَ أَلْفَ كُرٍّ مِنَ الْحِنْطَةِ طَعَامًا لِعَبِيدِكَ، وَعِشْرِينَ أَلْفَ كُرِّ شَعِيرٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَثِّ خَمْرٍ، وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَثِّ زَيْتٍ. [10] يتعهَّد الملك سليمان بأنه سيكون سخيًّا جدًا في إعالة العاملين. أَكَّد سليمان لحورام أنه لا يُقَدِّم للعاملين "خبزًا وماءً" بل بما يكفي ويفيض من القمح والشعير والخمر والزيت. ما يشغله ليس فقط أن يُعطِيهم أجرًا حسنًا، بل ويهتم بتغذيتهم وراحتهم، إذ يُقَدِّم لهم "خمرًا". كان الشعير والخمر والزيت العادي يُعطَى كطعامٍ للعمال الغرباء[4]. 5. رسالة ملك صور إليه 11 فَقَالَ حُورَامُ مَلِكُ صُورَ بِكِتَابَةٍ أَرْسَلَهَا إِلَى سُلَيْمَانَ: «لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحَبَّ شَعْبَهُ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكًا». 12 وَقَالَ حُورَامُ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، الَّذِي أَعْطَى دَاوُدَ الْمَلِكَ ابْنًا حَكِيمًا صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ، الَّذِي يَبْنِي بَيْتًا لِلرَّبِّ وَبَيْتًا لِمُلْكِهِ. 13 وَالآنَ أَرْسَلْتُ رَجُلًا حَكِيمًا صَاحِبَ فَهْمٍ «حُورَامَ أَبِي»، 14 ابْنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنَاتِ دَانَ، وَأَبُوهُ رَجُلٌ صُورِيٌّ مَاهِرٌ فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالْحِجَارَةِ وَالْخَشَبِ وَالأُرْجُوانِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ وَالْكَتَّانِ وَالْقِرْمِزِ، وَنَقْشِ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ النَّقْشِ، وَاخْتِرَاعِ كُلِّ اخْتِرَاعٍ يُلْقَى عَلَيْهِ، مَعَ حُكَمَائِكَ وَحُكَمَاءِ سَيِّدِي دَاوُدَ أَبِيكَ. 15 وَالآنَ الْحِنْطَةُ وَالشَّعِيرُ وَالزَّيْتُ وَالْخَمْرُ الَّتِي ذَكَرَهَا سَيِّدِي فَلْيُرْسِلْهَا لِعَبِيدِهِ. 16 وَنَحْنُ نَقْطَعُ خَشَبًا مِنْ لُبْنَانَ حَسَبَ كُلِّ احْتِيَاجِكَ، وَنَأْتِي بِهِ إِلَيْكَ أَرْمَاثًا عَلَى الْبَحْرِ إِلَى يَافَا، وَأَنْتَ تُصْعِدُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ». فَأَجَابَ حُورَامُ مَلِكُ صُورَ بِرِسَالَةٍ إِلَى سُلَيْمَانَ: لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحَبَّ شَعْبَهُ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكًا. [11] أسلوب سليمان المملوء حكمة ووقارًا وتكريمًا لملك صور، كان له فاعليته على حورام، إذ كتب إليه يُهَنئ شعب إسرائيل بملكه الحكيم: "لأن الرب أَحَبَّ شعبه جعلك عليهم ملكًا" [11]. لم يقل لأن الرب يُحِبُّك جعلك ملكًا، بل "لأن الرب أَحَبَّ شعبه". فالقادة الصالحون عطية عظيمة يُقَدِّمها الله للشعب المقدس والمحبوب لدى الله. جاءت إجابة حورام على رسالة سليمان تكشف عن انتشار معرفة الرب بين الأمم، كما توحي بتفاعل الأمم مع إنجيل المسيح ومسرَّتهم به. يمكننا القول بأن حورام هنا أَعَدَّ الطريق رمزيًا لكنيسة الأمم. أولاً: قام حورام ملك صور بدور كرينليوس القائد الأممي وأهل بيته والذين جمعهم في بيته للقاء مع سمعان بطرس، والاستماع إليه، والتمتُّع بالعماد. ثانيًا: يُعَد هذا العمل الطريق لما فعله الرسول بولس في اهتمامه بخدمة أهل الغرلة أو الأمم، وتجاوبهم لكرازته. إجابة حورام تليق بالأمميين العطشى لمعرفة الحق الإنجيلي والإيمان به[5]. وَقَالَ حُورَامُ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، الَّذِي أَعْطَى دَاوُدَ الْمَلِكَ ابْنًا حَكِيمًا صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ، الَّذِي يَبْنِي بَيْتًا لِلرَّبِّ وَبَيْتًا لِمُلْكِهِ. [12] شهد حورام أن الرب قد أَحَبَّ شعبه، إذ جعل سليمان عليهم ملكًا، لأنه ابن داود الحكيم صاحب معرفة، يبني بيتًا للرب وبيتًا لمملكته. أليس في هذا نبوة عند شهادة الأمم لسليمان الحقيقي ربِّ المجد ابن داود الذي هو حكمة الله، بنى كنيسة العهد الجديد بيتًا أبديًا مركز ملكوته السماوي؟! يتطلع ملك صور إلى سليمان ليس فقط كعطية صالحة من الرب لشعبه، بل وعطية صالحة لأبيه داود: "الذي أعطى داود الملك ابنًا حكيمًا صاحب معرفة وفهم" [12]. الابن الحكيم والفهيم عطية من الله لأسرته. واضح من أسلوب الملك حورام أنه قد تعرَّف على الله الحيِّ خلال علاقته مع داود كما من رسالة ابنه سليمان، إذ كتب: "مبارك الرب إله إسرائيل الذي صنع السماء والأرض" [12]. كان شعب إسرائيل يسلك بروح التقوى والاستقامة، وذلك بفضل تقوى داود وسلوكه، له أثره على الشعوب المجاورة مثل صور. وعلى العكس حين كان الشعب يعبدون آلهة الأمم المجاورة، في نفس الوقت تثور هذه الأمم ضدهم، وتنتصر عليهم وتذلهم. حين يداهن الإنسان الشرَّ، فالشرُّ نفسه يهلكه ويُفقِده كرامته وإمكانياته. وَالآنَ أَرْسَلْتُ رَجُلاً حَكِيمًا صَاحِبَ فَهْمٍ، اسْمُهُ حُورَامَ أَبِي [13] حورام أبي: في الأصل Huram Abi كلمة "أبي" هنا لا تعني والد الملك، إنما هو لقب فيه تكريم لرئيس أو سيد العاملين الذي يحمل لهم نوعًا من الأبوة[6]. (ابْنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنَاتِ دَانَ وَأَبُوهُ رَجُلٌ صُورِيٌّ) مَاهِرٌ فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالْحِجَارَةِ وَالْخَشَبِ وَالأُرْجُوانِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ وَالْكَتَّانِ وَالْقِرْمِزِ، وَنَقْشِ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ النَّقْشِ، وَاخْتِرَاعِ كُلِّ اخْتِرَاعٍ، يُلْقَى عَلَيْهِ مَعَ حُكَمَائِكَ وَحُكَمَاءِ سَيِّدِي دَاوُدَ أَبِيكَ. [14] أرسل إليه رجلاً حكيمًا تجري في عروقه دماء إسرائيلية وأممية، فوالدته من بنات دان[7]، ووالده صوري. يشير هذا الرجل الحكيم إلى كنيسة العهد الجديد التي تضم أعضاء من أصلٍ يهودي بجانب أعضاء من أصلٍ أممي. وَالآنَ الْحِنْطَةُ وَالشَّعِيرُ وَالزَّيْتُ وَالْخَمْرُ، الَّتِي ذَكَرَهَا سَيِّدِي فَلْيُرْسِلْهَا لِعَبِيدِهِ. [15] وَنَحْنُ نَقْطَعُ خَشَبًا مِنْ لُبْنَانَ حَسَبَ كُلِّ احْتِيَاجِكَ، وَنَأْتِي بِهِ إِلَيْكَ أَرْمَاثًا عَلَى الْبَحْرِ إِلَى يَافَا. وَأَنْتَ تُصْعِدُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. [16] قَدَّم عقد معاهدة بين الملكيْن: ملك صور يُقَدِّم لسليمان كل احتياجاته، ويأتي بها إلى يافا، ويُقَدِّم سليمان كل احتياجات للعاملين [15-16]، ذُكِرَتْ هذه المعاهدة في 1 مل 5: 8-9. 6. شركة الأجنبيين في العمل 17 وَعَدَّ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ الرِّجَالِ الأَجْنَبِيِّينَ الَّذِينَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، بَعْدَ الْعَدِّ الَّذِي عَدَّهُمْ إِيَّاهُ دَاوُدُ أَبُوهُ، فَوُجِدُوا مِئَةً وَثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفًا وَسِتَّ مِئَةٍ. 18 فَجَعَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفَ حَمَّال، وَثَمَانِينَ أَلْفَ قَطَّاعٍ عَلَى الْجَبَلِ، وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ وُكَلاَءَ لِتَشْغِيلِ الشَّعْبِ. وَعَدَّ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ الرِّجَالِ الأَجْنَبِيِّينَ الَّذِينَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ الْعَدِّ الَّذِي عَدَّهُمْ إِيَّاهُ دَاوُدُ أَبُوهُ، فَوُجِدُوا مِئَةً وَثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفًا وَسِتَّ مِئَةٍ. [17] يقصد بالأجنبيين الكنعانيين الذين سكنوا الأرض قديمًا ولم يطردهم بنو إسرائيل. فَجَعَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفَ حَمَّالٍ، وَثَمَانِينَ أَلْفَ قَطَّاعٍ عَلَى الْجَبَلِ، وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ وُكَلاَءَ لِتَشْغِيلِ الشَّعْبِ. [18] استخدم سليمان الأجنبيين الذين لم يكن لهم حق الميراث في أرض الموعد، أن يكونوا حمّالين وقاطعي حجارة، وكان عددهم كبيرًا في ذلك الوقت، بلغوا مئة وثلاثة وخمسين ألفًا وستمائة. لم يستخدمهم للسخرة، بل ليكسبوا معيشتهم بسخاء، إذ جاءت الوصية: "لا تظلم غريبًا". كان بجانب ما لكنعان من خيرات بسبب أرضها الخصبة، كان مشروع بناء الهيكل ضخمًا ينتفع منه الكثيرون. هذا بجانب بناء قصر المملكة وغيره من المشروعات التي قام بها. من وحي 2 أي 2 ماذا تريد يا رب أن أفعل؟ v اخترتَ داود الصبي أصغر إخوته. استخفَّ به والده وإخوته، أما أنت فلا تستخف بالصغار. أخذتَ هذا الراعي الصغير، وأجلسته على العرش يرعى شعبك. عِوَض المزمار الذي يجمع الغنم حوله، أقمته مُرَتِّل إسرائيل الحلو. v اخترتَ ابنه سليمان ملكًا حكيمًا في شبابه. وهبته الحكمة من الأعالي. ومع الحكمة وهبته الغِنَى والمجد والصيت الحسن. وضع في قلبه أن يبني لك بيتًا، يا من لا تسعك السماوات والأرض. v وهبته حكمة ونعمة وتدبيرًا حسنًا. أشرك ملك صور في بناء بيتك المقدس. ودعا الأجنبيين للعمل لحسابك يا أيها القدوس. وجد نعمة في أعين الجميع. وبحكمته لم يستغل محبتهم، بل قَدَّم لهم احتياجاتهم مُقابِل عملهم. v يا من اخترتَ داود وسليمان، ووهبت لكل منهما العمل حسب مواهبه وإمكانياته. تُرَى ماذا تريد يا رب أن أفعل؟ اكشف عن عيني، لأدرك ما هي رسالتي. أمسك بيدي وقُدني حتى تتشدَّد أعماقي. فأعمل لا في رخاوةٍ وصغر نفسٍ. إنما بك أستطيع كل شيءٍ. هَبْ لي ألا أنحرف يمينًا ولا يسارًا. إنما بروحك القدوس ألتزم بالطريق الملوكي! كن قائدي ومُعيني وملجأي، فلا أتوقَّف قط عن العمل حسب إرادتك المقدسة. بناء بيت الرب سرد سفرا الملوك أحداث بناء بيت الرب بأكثر تفصيلٍ عمَّا ورد هنا في أخبار الأيام. 1. مكان وزمان بناء الهيكل 1 وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، فِي جَبَلِ الْمُرِيَّا حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ، حَيْثُ هَيَّأَ دَاوُدُ مَكَانًا فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ. 2 وَشَرَعَ فِي الْبِنَاءِ فِي ثَانِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. في تفسيرنا لسفر الخروج الأصحاح 25 رأينا أن الأب ميثوديوس يقول: [تنبأ اليهود عن حالنا، أما نحن فنتنبأ عن السماويات؛ حيث أن الخيمة (أو الهيكل) هي رمز للكنيسة، وأما الكنيسة فهي رمز السماويات.] وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ فِي جَبَلِ الْمُرِيَّا، حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ، حَيْثُ هَيَّأَ دَاوُدُ مَكَانًا فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ. [1] هذا الأصحاح هو الموضع الوحيد في الكتاب المقدس الذي أعلن أن موقع الهيكل هو جبل المريّا، الذي قَدَّم فيه إبراهيم ابنه إسحق ذبيحة مُحرَقة (تك 22: 2). أُقِيمَ الهيكل في الموضع الذي فيه تمَّ أول رمز أو إشارة عملية لذبيحة الابن الوحيد الجنس، يُقَدِّمها الآب لخلاص البشرية. هذا هو أساس بيت الله وغايته؛ التمتُّع بذبيحة الفداء التي قدمها السيد المسيح. v إبراهيم حسب إيمانه، التصق بوصية كلمة الله، وبفكرٍ مستعدٍ قَدَّم ذبيحة لله، ابنه الوحيد المحبوب. وذلك لأن ما يُسر الله أن يُقَدِّمَ لحساب كل نسله ابنه المحبوب الوحيد ذبيحة لفدائنا. القديس إيريناؤس لم يكن سليمان في حاجة إلى دراسة موقع الهيكل، فقد سبق فحُدِّد له الموقع مُسبّقًا (1 أي 21: 18؛ 22: 1)، وذلك لإراحة باله، وحرصًا على الوقت وتجنُّبًا للمناقشات الطويلة بين القادة حول اختيار موقعٍ مناسبٍ لبنائه. تمَّ الموقع بناء على اختيار إلهي، اتَّسم بالآتي: أ. كان في أورشليم، لأن هذه المدينة اختارها الرب، والمكان اختاره الرب ليكون اسمه فيه. هذا وقد دُعِيَت السماء "أورشليم العُليا" (غل 4: 26). ب. على جبل المريّا، وهو الجبل الذي قَدَّم عليه إبراهيم ابنه إسحق مُحرَقة (تك 22: 2). وقد أعطى الله لإبراهيم كبشًا يُقَدِّمه عِوَض إسحق ابنه، وكان ذلك رمزًا لذبيحة السيد المسيح. كان لائقًا أن يُبنَى البيت على ذبيحة المسيح الكفَّارية عن العالم كله. ج. في هذا الموضع ظهر الرب لداود وأجابه بنارٍ (1 أي 21: 18، 26)، وهناك قَدَّم داود ذبيحة كفَّارة عن الخطأ الذي ارتكبه. د. المكان اشتراه داود من ماله، ولم يَقْبَلْ أن يُقَدِّمَ الذبيحة على أرض موهوبة له، اشتراها خلال إرشاد إلهي. ه. أُقِيم الهيكل في بيدر أرونا اليبوسي، حتى يُدرِكَ الأمم أن الله هو إله البشرية كلها، وليس خاصًا باليهود دون بقية الأمم. و. ورد في التقليد اليهودي قصة خاصة باختيار هذا الموقع. قيل إن أخيّن كانا يعيشان في هذه المنطقة. أحدهما متزوج والآخر أعزب. كان الأخ المتزوج لأجل محبته لأخيه وشعوره بأن أخاه محتاج إلى مصاريف كثيرة للإعداد للزواج، كان في كل ليلةٍ يحمل غلاّت من مخازنه، ويذهب بها في الخفاء ليضعها في مخازن أخيه. أما الأخ الأعزب فكان يشعر بأن أخاه وهو متزوج ويعول أسرة يحتاج إلى مصاريف كثيرة، فيمارس نفس العمل كل ليلةٍ. في الصباح كان كل منهما يجد أن مخازنه لم تنقص، بل تزاد بسبب بركة الرب له. وفي إحدى الليالي التقى الاثنان وكل منهما يحمل من غلاّته ليضعها في مخازن أخيه. سأل كل منهما الآخر عمًّا يفعله. تعانق الاثنان، ومن فرحهما بحبهما لبعضهما البعض بكيا. في هذا الموقع حيث أُعلن الحب الأخوي، اختار الله أن يُبنَى بيته المُقَدَّس، بيت الحب الإلهي والأخوي. وَشَرَعَ فِي الْبِنَاءِ فِي ثَانِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. [2] أما عن زمان بدء العمل، فقيل إنه لم يبدأ العمل حتى العام الرابع من مُلْكِ سليمان [2]. لم تمضِ الثلاث السنوات في مناقشات، فقد كان الموقع مُحَدَّدًا، والرسم المعماري مُعَدًّا. إنما كان هذا العمل الضخم يحتاج إلى إعدادات كثيرة. وكان عدد العمال ضخمًا جدًا، وربما احتاج البعض أن ينهي ما في يديه من أعمال ليتفرَّغ تمامًا لهذا العمل. 2. أبعاد الهيكل وزينته 3 وَهذِهِ أَسَّسَهَا سُلَيْمَانُ لِبِنَاءِ بَيْتِ اللهِ: الطُّولُ بِالذِّرَاعِ عَلَى الْقِيَاسِ الأَوَّلِ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَالْعَرْضُ عِشْرُون ذِرَاعًا. 4 وَالرِّواقُ الَّذِي قُدَّامَ الطُّولِ حَسَبَ عَرْضِ الْبَيْتِ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَارْتِفَاعُهُ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ، وَغَشَّاهُ مِنْ دَاخِل بِذَهَبٍ خَالِصٍ. 5 وَالْبَيْتُ الْعَظِيمُ غَشَّاهُ بِخَشَبِ سَرْوٍ، غَشَّاهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ نَخِيلًا وَسَلاَسِلَ. 6 وَرَصَّعَ الْبَيْتَ بِحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ لِلْجَمَالِ. وَالذَّهَبُ ذَهَبُ فَرَوَايِمَ. 7 وَغَشَّى الْبَيْتَ: أَخْشَابَهُ وَأَعْتَابَهُ وَحِيطَانَهُ وَمَصَارِيعَهُ بِذَهَبٍ، وَنَقَشَ كَرُوبِيمَ عَلَى الْحِيطَانِ. 8 وَعَمِلَ بَيْتَ قُدْسِ الأَقْدَاسِ، طُولُهُ حَسَبَ عَرْضِ الْبَيْتِ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ جَيِّدٍ سِتِّ مِئَةِ وَزْنَةٍ. 9 وَكَانَ وَزْنُ الْمَسَامِيرِ خَمْسِينَ شَاقِلًا مِنْ ذَهَبٍ، وَغَشَّى الْعَلاَلِيَّ بِذَهَبٍ. وَهَذِهِ أَسَّسَهَا سُلَيْمَانُ لِبِنَاءِ بَيْتِ الله: الطُّولُ (بِالذِّرَاعِ عَلَى الْقِيَاسِ الأَوَّلِ) سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَالْعَرْضُ عِشْرُون ذِرَاعًا. [3] وَالرِّواقُ الَّذِي قُدَّامَ الطُّولِ حَسَبَ عَرْضِ الْبَيْتِ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَارْتِفَاعُهُ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ، وَغَشَّاهُ مِنْ دَاخِلٍ بِذَهَبٍ خَالِصٍ. [4] سُلِّمَتْ أبعاد الهيكل لسليمان من أبيه داود، فلم يوجد ما يدعو لتغيير الأبعاد. يُلاحَظ في وصف الهيكل أنه يتَّسم بارتفاعٍ عالٍ جدًا بالنسبة لطوله وعرضه، فالطول كالعرض عشرون ذراعًا، بينما ارتفاعه مائة وعشرون. كان ارتفاع القدس ثلاثون ذراعًا، أما الرواق الذي كان أمام القدس ولم يُذكَرْ في سفر الملوك فكان مبنى مستقلاً مرتفعًا أمام القدس. وَالْبَيْتُ الْعَظِيمُ غَشَّاهُ بِخَشَبِ سَرْوٍ غَشَّاهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ نَخِيلاً وَسَلاَسِلَ. [5] بالنسبة لزينة الهيكل، فقد كان عمل الأخشاب رائعًا للغاية، ومع هذا فكان مُغشَّى بذهبٍ خالصٍ [5]. كان البيت العظيم مُغَشَّى بخشب السرو، الذي غشاه بذهبٍ خالصٍ، وجعل عليه نخيلاً وسلاسل. من جهة الخشب الذي يُستخدَم في بيت الرب فيرى العلامة أوريجينوس أنه خشب لا يسوس يشير إلى العلم أو العفة التي لا تشيخ[2] ولا تفسد. أما عن الذهب، فكما سبق فكررنا في تفسيرنا للكتاب المقدس يشير إلى السماء، والنخيل يشير إلى النصرة، والسلاسل تشير إلى الوحدة وارتباط الكل معًا كما بسلاسل ذهبية. هذا ما تتسم به كنيسة المسيح إذ تحمل الفكر السماوي، وتتمتع دومًا بحياة النصرة في جهادها ضد إبليس والخطية، وأن يتحد كل أعضائها معًا كجسدٍ واحدٍ للرأس المسيح، وعروسه السماوية المقدسة. يرى العلامة أوريجينوس أن الذهب هو الإيمان الذي يجعل من القلب سماءً، لذا يُشِير إلى السماويات، كما يُشِير إلى القديسين بكونهم سماءً يسكن الله في قلوبهم. يقول: [إن آمنت تُقَدِّم قلبك وعقلك ذهبًا!... لأجل ذلك فإن موسى وهو يُمَثِّل الناموس الروحي يعلن "خذوا من عندكم" (خر 35: 5). إن كنتم تستطيعون أن تأخذوا هذه الأشياء من عندكم، فهي إذن في داخلكم. تستطيع أن تُقَدِّم للرب شيئًا من مشاعرك، ومن كلماتك الخ.] ويرى الأب ميثوديوس أن الذهب يُشير إلى حياة البتولية، إذ يقول: [لقد أمر بالذهب (أن تصنع منه أدوات داخل قدس الأقداس) لسببيْن: أولاً أنه لا يصدأ، وثانيًا أن لونه إلى حدٍ ما يُقارب لون الشمس. بهذا فهو يناسب البتولية التي لا تحمل شيئًا دنسًا أو غضنًا، إنما تشع دائمًا بنور الكلمة. خلالها نقف قريبين من الله، داخل قدس الأقداس وأمام الحجاب بأيدٍ غير دنسة كالبخور، نقدم الصلوات للرب رائحة ذكية مقبولة، في مجامر الأربعة وعشرين قسيسًا (الذهبية) التي هي صلوات القديسين.] وَرَصَّعَ الْبَيْتَ بِحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ لِلْجَمَالِ. وَالذَّهَبُ ذَهَبُ فَرَوَايِمَ. [6] كان الذهب من ذهب فروايم، من أفضل أنواع الذهب. وَغَشَّى الْبَيْتَ: أَخْشَابَهُ وَأَعْتَابَهُ وَحِيطَانَهُ وَمَصَارِيعَهُ بِذَهَبٍ، وَنَقَشَ كَرُوبِيمَ عَلَى الْحِيطَانِ. [7] نقش كروبيم على الحيطان، فقدس الأقداس يُمَثِّل عرش الله السماوي بوجود تمثالي الكاروبيم، والحجاب مزين بالكاروبيم [14] الذين لن يسمحوا بالدخول إلى عرش الله لغير حاملي السمات السماوية، حتى الحيطان مزينة بالكاروبيم، لأن بيت الرب سماء ثانية! وَعَمِلَ بَيْتَ قُدْسِ الأَقْدَاسِ طُولُهُ حَسَبَ عَرْضِ الْبَيْتِ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ جَيِّدٍ سِتِّ مِئَةِ وَزْنَةٍ. [8] وَكَانَ وَزْنُ الْمَسَامِيرِ خَمْسِينَ شَاقِلاً مِنْ ذَهَبٍ، وَغَشَّى الْعَلاَلِيَّ بِذَهَبٍ. [9] كانت العوارض والأعتاب والجدران والمصاريع مغشَّاة بالذهب. إن كان الهيكل يشير إلى قلب المؤمن كقول الرسول بولس: "أنتم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1 كو 3: 16)، والذهب يشير إلى السمائيات، فإنه يليق بالمؤمن أن تكون كل حياته الداخلية وسلوكه تحمل سمة سماوية. أيضًا قدس الأقداس الذي طوله كما عرضه عشرون ذراعًا، كله مُغشَّى بالذهب. حتى المسامير كانت من الذهب، وأيضًا علاليه أو سقفه مُغشَّى بالذهب. تَزيَّن الهيكل بأحجار كريمة بكونه رمزًا للسماء، إذ كل جدرانها وأبوابها وأساساتها مُزيَّنة بحجارة كريمة ولؤلؤ (رؤ 21: 18-21). 3. الكاروبان في قدس الأقداس 10 وَعَمِلَ فِي بَيْتِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ كَرُوبَيْنِ صَنَاعَةَ الصِّيَاغَةِ، وَغَشَّاهُمَا بِذَهَبٍ. 11 وَأَجْنِحَةُ الْكَرُوبَيْنِ طُولُهَا عِشْرُونَ ذِرَاعًا، الْجَنَاحُ الْوَاحِدُ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَمَسُّ حَائِطَ الْبَيْتِ، وَالْجَنَاحُ الآخَرُ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَمَسُّ جَنَاحَ الْكَرُوبِ الآخَرِ. 12 وَجَنَاحُ الْكَرُوبِ الآخَرِ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَمَسُّ حَائِطَ الْبَيْتِ، وَالْجَنَاحُ الآخَرُ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَتَّصِلُ بِجَنَاحِ الْكَرُوبِ الآخَرِ. 13 وَأَجْنِحَةُ هذَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ مُنْبَسِطَةً عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَهُمَا وَاقِفَانِ عَلَى أَرْجُلِهِمَا وَوَجْهُهُمَا إِلَى دَاخِل. وَعَمِلَ فِي بَيْتِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ كَرُوبَيْنِ صَنَاعَةَ الصِّيَاغَة،ِ وَغَشَّاهُمَا بِذَهَبٍ. [10] إذ كلمة "كروب" معناها "معرفة"، يرى العلامة أوريجينوس أن الكروبين يوصفان بأنهما ذهبيًان، لأنهما يشيران إلى فيض المعرفة (السماوية)[5]. وَأَجْنِحَةُ الْكَرُوبَيْنِ طُولُهَا عِشْرُونَ ذِرَاعًا، الْجَنَاحُ الْوَاحِدُ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَمَسُّ حَائِطَ الْبَيْتِ، وَالْجَنَاحُ الآخَرُ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَمَسُّ جَنَاحَ الْكَرُوبِ الآخَرِ. [11] وَجَنَاحُ الْكَرُوبِ الآخَرِ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَمَسُّ حَائِطَ الْبَيْتِ، وَالْجَنَاحُ الآخَرُ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَتَّصِلُ بِجَنَاحِ الْكَرُوبِ الآخَرِ. [12] إن كان طول أجنحة الكاروبين معا عشرين ذراعًا، خمسه أذرع لكل جناحٍ، فالجناحان مبسوطان ليشغلا كل عرض قدس الأقداس، وكأن قدس الأقداس يُمَثِّل السماء ولا يوجد فيها إلا من يحمل سمة السماء. يليق بكل البشر، إذ يلتقون بالرب أن يتمتعوا بالسمات السماوية، ولا يكون للتراب موضع في قلوبهم. وَأَجْنِحَةُ هَذَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ مُنْبَسِطَةً عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَهُمَا وَاقِفَانِ عَلَى أَرْجُلِهِمَا وَوَجْهُهُمَا إِلَى دَاخِلٍ. [13] قبل بناء الهيكل كان الكاروبان على غطاء تابوت العهد، وكان حجمهما صغيرًا نسبيًّا. أما بعد بناء الهيكل، فصار حجمهما كبيرًا. كان كل جناح يمتد خمسة أذرع. كان الكاروبان واقفين، جناح كل منهما يلمس جناح الآخر، والثاني يتلامس مع الحائط. فامتداد الأربعة أجنحة المبسوطة تبلغ 20 ذراعًا، أي بعرض قدس الأقداس [8، 12-13]. كان وجهاهما متجهًا إلى الداخل نحو تابوت العهد. يظهران كخادميْن لله غير المنظور، وكأنهما يدعوان كل المؤمنين من كهنة ولاويين وشعب أن يشتركوا معهما في العبادة لله، لا أن يتعبَّدوا لهما. 4. حجاب الهيكل وَعَمِلَ الْحِجَابَ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ وَكَتَّانٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ كَرُوبِيمَ. [14] يحجب حجاب الهيكل القدس عن قدس الأقداس. يكشف هذا الحجاب عن حاجة البشرية، حتى المُتعبِّدين لله في المصالحة مع الله، حتى يمكنهم العبور إلى السماويات. هذا تحقَّق بصليب السيد المسيح، حيث انشق حجاب الهيكل، ليس بيدٍ بشرية، بل بعمل المُخَلِّص نفسه. صُنِعَ الحجاب من مواد مختلفة وألوان متنوعة: أسمانجوني وأرجوان وقرمز وكتَّان [14]. الأسمانجوني الأزرق يُشِير إلى السماء؛ والأرجوان يرتديه الملوك، والقرمز لون الدم، والكتَّان الأبيض يشير إلى الطهارة والنقاوة. هكذا يليق بالمؤمن أن يحمل السمة السماوية، ويسلك كملكٍ صاحب سلطان لا يخشى قوات الظلمة، ويتمتع بدم السيد المسيح الغافر للخطايا، ويعيش في طهارةٍ وعفةٍ! سبق لنا الحديث عن ما يرمز إليه كل من الأسمانجوني والأرجوان والقرمز والكتَّان في تفسير الخروج أصحاح 25: يرى العلامة أوريجينوس أن الأرجوان يُشِير إلى ضياء المحبة[6]، كما يُشِير أيضًا إلى النار[7]. فالمسيحي الحقيقي يحمل في قلبه نارًا، هي نار الروح القدس الذي يُنِير الطريق، والذي يحرق الأشواك الخانقة للنفس. يُشِير القرمز إلى دم السيد المسيح المُخَلِّص، فإن القرمز الذي نُقَدِّمه هو شهادتنا له حتى الدم، إذ يقول الرسول: "من أجلك نُمَات كل النهار"؛ كان القرمز يُشِير إلى الاستشهاد سواء بسفك دم المؤمنين في عصور الاستشهاد أو حياة الإماتة اليومية من أجل الرب. البوص (الكتان) المبروم: إذ يُشِير البوص إلى الجسد، فكونه مبرومًا أي تحت الضبط والقمع[8]، كقول الرسول: "أُقمِعْ جسدي وأستعبده" (1 كو 9: 27). فكل جهاد لضبط الجسد والتحكُّم فيه في المسيح يسوع هو تقدمة لبيت الرب. 5. العمودان وَعَمِلَ أَمَامَ الْبَيْتِ عَمُودَيْنِ، طُولُهُمَا خَمْسٌ وَثَلاَثُونَ ذِرَاعًا، وَالتَّاجَانِ اللَّذَانِ عَلَى رَأْسَيْهِمَا خَمْسُ أَذْرُعٍ. [15] وَعَمِلَ سَلاَسِلَ كَمَا فِي الْمِحْرَابِ، وَجَعَلَهَا عَلَى رَأْسَيِ الْعَمُودَيْنِ، وَعَمِلَ مِئَةَ رُمَّانَةٍ، وَجَعَلَهَا فِي السَّلاَسِلِ. [16] وَأَوْقَفَ الْعَمُودَيْنِ أَمَامَ الْهَيْكَلِ، وَاحِدًا عَنِ الْيَمِينِ، وَوَاحِدًا عَنِ الْيَسَارِ، وَدَعَا اسْمَ الأَيْمَنِ يَاكِينَ، وَاسْمَ الأَيْسَرِ بُوعَزَ. [17] نُصِبَ عمودان أمام الهيكل، ارتفاع كل منهما حوالي 18 ذراعًا (1 مل 7: 15)، وقد دُعيا ياكين وبوعز، ومعناهما "الأساس، والقوة". يرى البعض أن هذيْن العمودين يشيران إلى بيت داود الذي أسسه الرب (2 صم 7)، ويستمر بقوة الرب. توجد سلاسل على رأس العمودين تُشِير إلى وحدة الأمة كلها، وإن كانت تضم الأسباط. إن كانت الوحدة في العهد القديم رُمِزَ إليها بسلاسلٍ تربط الأعمدة، فقد أعطانا الرب جسده، حتى يصير الكل أعضاء مختلفة في جسدٍ واحدٍ، لها رأس واحد، وهو ربنا يسوع المسيح. تحذير مع ما تَمَتَّع به سليمان من امتيازات كنواله الحكمة وبناء بيت الرب وغيرهما، الأمور التي يبدو بها أنه فاق أبيه فيها، فإن هذه الامتيازات تُدِينه بالأكثر ما لم يُحسن استخدامهما. يقول القديس مار يعقوب السروجي إنه حين كان سليمان الحكيم بهيًا أنزل الله نارًا على قربانه، علامة قبوله ورضاه عليه، وحين ذبح للشياطين طرحه من أمام وجهه. ففي إجابته على التساؤل: لماذا اختار الرب العارف بكل شيءٍ يهوذا تلميذا له؟ ولماذا خلق الشيطان الذي يقاوم الحق الإلهي؟ قال: v إن قلتَ لماذا اختاره عارف الكل، وهو يعرف بأنه غاش وغير صادقٍ؟ اختاره وهو جميل ونقي وطاهر، وليس فيه عيب ووديع ومستقيم ومملوء حبًا لابن الله. وبعد أن اختاره وكان لائقًا ومملوءًا جمالاً، تَغَيَّر وفقد جماله وصار بغيضًا. وإن قلت: إن كان يعرف بأنه سيتغير، فلماذا أعجبه جماله الوقتي غير الثابت؟ يمكن قول الكثير ضد هذه الأمور، لو وُجِدَت المحبة فلتسمعها بإفرازٍ. لو تصرف فاحص الكل حسب معرفته، لأبطل تدبير القدرة الخالقة. لَمَا أدخل آدم الذي خلقه في الفردوس، ولما أمره بألا يأكل من الشجرة (تك 2: 17). ولَمَا خلق الشيطان مع الملائكة، ولا صنع الحية الماكرة التي أضلَّت (تك 3: 1). ولتعطلت مسيرة القدرة الخالقة المستقيمة، ولَمَا جاء العالم إلى الوجود كما صار. لو تصرف حسب معرفته، لما صوَّر المُجَدِّف في بطن أمه. ولَمَا أعطى للوثني أن يبصر النور، ولا أتَى نهائيًا بالكافر إلى العالم. أنْزَل عارف الكل ذاته كما إلى اللامعرفة من أجل مراحمه الكثيرة لخليقته. جبل آدمَ، وكان يعرف بأنه لا يطيعه، وبالرغم من معرفته لم يرد أن يبطل (خلقته) بكونه العارف. أدخله إلى الجنة، وهو عارف أنه لا يثبت فيها، وبإرادته الصالحة أدخله حتى يمكث هناك. أوصاه كثيرًا بألا يأكل من الشجرة، ولو تصرَّف حسب معرفته لما أمره. هكذا أيضًا مع أنه عارف بأن الشيطان سيسقط، خلقه مع طغمة السمائيين. صنع للكافر فمًا ولسانًا، وهو يعرف أنه سيكفر به، ولم يحرمه منهما. رب آدم أدخله إلى الجنة ليبقى في الجنة، أما خروجه منها بعد أن أذنب فيعود إليه. أمره أن يحفظ نفسه من الشجرة، وإذ لم يحفظها كما أُمِرَ، فهذا يعود إلى إرادته. خلق الشيطان مع طغمة آل ميخائيل ليُسَبِّحَه، فحسد وسقط من حريته. حين اختار ربنا يهوذا وهو عارف أنه سيُسَلِّمه، شابه أيضًا أباه في أعماله. إذ كان جميلاً دعاه للبشارة مع الجميلين، وبعد أن صار مرذولاً خلطه مع الصالبين. أبوه أيضًا لا يرذل الناس ما داموا جميلين، لأنه انزل النار على قربان سليمان (2 أي 7: 1). حين كان (سليمان) جميلاً استجاب له بالصلاة، ووهبه النار، وبعد أن صار خادمًا الذبائح الوثنية، طرحه من عنده (1 مل 11). وعد ابن الله أيضًا يهوذا كرسيًا (مت 19: 28)، ولأنه جحده أنزله وأعطاه المشنقة أجرًا له (مت 27: 5). القديس مار يعقوب السروجي لتُقِمْ هيكل قدسك العجيب في داخلي! v اسمح لي يا أيها السماوي أن أتساءل: ماذا كانت مشاعر الطغمات السماوية، وهي تراك تتجسَّد في أحشاء البتول من أجلي؟ السماء ليست بطاهرة أمامك، يا أيها القدوس؟ السماء والأرض لا تسعانك، يا أيها الغير محدود! السمائيون يعجزون عن إدراك أسرارك الفائقة! كيف نزلتَ إلى أرضنا، يا من تهابك كل الطغمات السماوية؟ v نزلتَ إلينا لتُقِيمَ من الترابيين شِبْه سمائيين! تُقِيمنا من المزبلة، وبروحك القدوس تجعلنا هيكلاً لك! v أقام سليمان لك هيكلاً في جبل المُريّا، حيث قَدَّم إبراهيم ابنه إسحق مُحرَقة لك بالنيّة والحُبّ. وقَدَّم داود ذبيحة لتغفر له، وتنقذ شعبك من الوباء! وها أنت رب سليمان ومخلصه، تُقِيم هيكلك في داخلي. بروحك القدوس تُحَوِّل أعماقي إلى جبل المُريّا الجديد، بل وتُقِيم من قلبي جلجثة عجيبة. تُعلِنُ قوة صليبك وبهجة قيامتك في داخلي! v غَشَّى سليمان بيتك بخشب سرو، بذهبٍ خالصٍ. وها أنت تكسو قلبي بالبتولية التي لا تفسد، وتُحَوِّل ترابي إلى طبيعة شبه سماوية. v رصَّع سليمان بيتك بالحجارة الكريمة للجمال. وها أنت بروحك القدوس تُزَيِّن نفسي، يهبني شركة الطبيعية العجيبة، أصير بنعمتك أيقونة حيَّة لك. يأخذ مما لك ويخبرني. يمنحني الحُبَّ والفرح والسلام والعفة والصلاح! يُشرِق بالنور فيَّ، فيُبَدِّد ظلمتي! v لم يكن مُمكِنًا لإنسانٍ أن يدخل قدس الأقداس، سوى رئيس الكهنة مَرَّة واحدة في السنة. هوذا أنت تسكن فيَّ، مع أبيك السماوي والروح القدس. يا لعظم حُبِّك للبشرية! أقمتها من سقوطها، ورفعتها الأثاث المعدني والأواني المقدسة ورد أثاث الهيكل في (1 مل 7: 13-51). كان لهذا الأثاث أهميته في هيكل الرب، وفي نفس الوقت يحمل رموزًا تَمِسُّ حياة المؤمن في العهد الجديد. بدون هذا الأثاث الذي عيَّنه الرب لم يكن ممكنًا للكهنة أن يمارسوا خدمتهم التي تُسر الرب. يُقَدِّم لنا العلامة أوريجينوس الإجابة على هذا السؤال في حديثه عن خيمة الاجتماع وأثاثاتها، وهو ينطبق أيضًا على الهيكل. v يستطيع كل منا بناء خيمة اجتماع لله داخل نفسه. وكما ذكر الأولون أن خيمة الاجتماع تُمَثِّل العالم كله، وكل فردٍ فيها يستطيع أن يحمل صورة العالم، فلماذا إذًا لا يُكَمِّل كل منا صورة خيمة الاجتماع في داخله؟! لا بد من تأسيس أعمدة الفضيلة في داخله؛ تشير الأعمدة الفضية إلى طول الأناة والتعقل. فأحيانًا يبدو الشخص صبورًا ولكن بدون تعقلٍ، مثل هذا الشخص عنده أعمدة، ولكن ليست فضية، الإنسان الذي يتألم بسبب كلمة الله، ويكرز بها بشجاعة، هو شخص يتحلَّى بالأعمدة الفضية ويحتمي فيها... يمكن أيضًا أن توسّع القصور داخلك عندما يتَّسع القلب حسب الكلمة التي أوصى بها الرسول أهل كورنثوس، قائلاً: "كونوا أنتم أيضًا مُتَّسعين" (2 كو 13:6). ويستطيع الإنسان أيضًا أن يُحَصِّنَ نفسه بعوارض، حينما يرتبط بوحدة المحبة. ويمكنه أن يقف على الأسس الفضية عندما يتأسس في ثبات كلمة الله النبوية والرسولية. يمكنه أن يُزَيِّن رؤوس الأعمدة بتيجان، إذا كان تيجانه هي الإيمان بالمسيح، لأن "رأس كل رجل هو المسيح" (1 كو 3:11). ويمكن للإنسان أن يُقِيمَ في نفسه عشرة دياراتي، وذلك حينما يتعمَّق لا في كلمة أو اثنتين أو ثلاث كلمات من الشريعة، ولكن يتمتَّع باتِّساع المعنى الروحي للوصايا العشر للناموس وعندما يُثمِر ثمر الروح: فرح، سلام، طول أناة، وداعة، لطف، تعفف، إيمان، صلاح، وبالأخص عندما تُضَاف المحبة فوق كل تلك الثمار. لتكن هذه النفس يقظة: لا تعطي نعاسًا لعينيها، ولا نومًا لأجفانها، ولا راحة لصدغها، حتى تجد مسكنًا لإله يعقوب (مز 4:131-5). أقول، ليرسخ في تلك النفس مذبح دائم ثابت، تُقَدَّم عليه الصلوات للتمتُّع برحمة الله، يُقَدَّم أيضًا عليه الكبرياء وضحايا كعجل مُسَمَّن مذبوح بسكين الاعتدال، فيُذبَح بها الغضب ككبشٍ، وتُقَدَّم كل اللذات والشهوات كماعزٍ وجداءٍ. ليعرف كيف يحفظ من الذبيحة للكهنة الذراع اليمنى والصدر والفك إشارة إلى الأعمال الصالحة، والأعمال اليمينية (أي لا يحتفظ بأي نوعٍ من الشر)، والصدر الذي يرمز إلى القلب المستقيم والفكر المُكرَّس لله، أما الفك فيُمَثِّل كلمة الله المنطوقة. ليُدرِك الإنسان وجوب وضع المنارة في مقدسه الداخلي، وينير سرجها دائمًا، ويمنطق نفسه، فيكون هو نفسه كالعبد الأمين الذي ينتظر رجوع سيده من العرس (لو 35:12-36). يقول الرب عن تلك السُرج: "سراج الجسد هو العين" (مت 6: 22). ليضع المنارة ناحية الجنوب لكي تتطلَّع نحو الشمال، لأنه حينما تنير السرج، أي يلتهب القلب الداخلي يترقَّب ناظرًا جهة الشمال على الدوام، يترقَّب ذاك الذي "هو من الشمال" حيث شهد "قدرًا منفوخة ووجهها من جهة الشمال"، لأن الشر يلتهب من الشمال" (إر 13:1-14). فليكن الإنسان إذًا يقظًا على الدوام مترقبًا خداع عدوه وعلى استعدادٍ دائمٍ لمواجهة حروبه حتى إذا ما بدأ هجومًا وزحف نحوه يصده. يقول بطرس الرسول أيضًا: "إبليس خصمكم كأسدٍ زائرٍ يجول ملتمسًا من يبتلعه هو" (1 بط 8:5). ليضع المائدة وعليها اثنتا عشرة خبزة جهة الشمال ومتجهة نحو الجنوب. يشير الخبز إلى الكلمة الرسولية في العدد والقوة. وباستمرارية استخدامها كما أمر الرب موسى أن يوضع الخبز دائمًا أمام الرب، ويتجه الإنسان نحو الجنوب مُترقِّبًا قدوم الرب، "لأن الرب سيأتي من تيمان"، كما هو مكتوب لأنها في الجنوب. ليضع مذبح البخور في أعماق قلبه، ليقول مع الرسول: "نحن رائحة المسيح الذكية" (2 كو 2: 15). ليكن لكل إنسانٍ تابوت عهد يحتفظ فيه بلوحي الشريعة حتى "يلهج في ناموس الله نهارًا وليلاً" (مز 2:1)، وليصبح فكره كتابوت العهد ومكتبة تضم كتب الله، لأن الأنبياء طوّبوا الذين يحفظون وصاياه" في ذاكرتهم (مز 105 (106):3). ليحفظ الإنسان أيضًا في داخل قلبه قسط المن إشارة إلى جمال وعذوبة فهم كلمة الله، وليحفظ أيضًا عصا هرون إشارة إلى التعليم الكهنوتي وقد أزهرت بتأديب مستقيم (العصا للتأديب والتهذيب). بالإضافة إلى كل تلك الأمور السماوية فليرتدِ ملابس رئيس الكهنة. هذا هو أثمن عمل يمكن أن يقوم به الإنسان، إذ يقوم بدور رئيس الكهنة. يرى البعض أن تلك المهمة هي مراقبة القلب، ويرى آخرون أنها الفهم العقلي أو المادة الفكرية. ولكن مهما أطلقوا عليها من أسماء، فهي تبقى تعني الجزء (من النفس) الذي له القدرة على الميل الأساسي نحو الله. فلنُزَيِّن إذًا هذا الجزء الذي فينا بالثياب والجواهر الثمينة وبجبّة كهنوتية طويلة. هذه الجبة تكسو القدمين، وتُغَطِّي الجسم كله، وهذا إشارة إلى أن يكتسي الإنسان كله بثوب العفة. ويرتدي أيضًا الرداء الخارجي المُزَيَّن بالجواهر إشارة إلى الأعمال الحسنة: "فيروا أعمالكم الحسنة، ويُمَجِّدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16)... ليكن لرئيس الكهنة أغطية على أعضائه الداخلية، فتُغَطِّي أجزاء جسمه الخاصة، فيكون "مقدّسًا جسدًا وروحًا" (1 كو34:7)، طاهرًا في فكره وأعماله. ليضع جلاجل (أجراسًا) على أذيال جبّة الرداء، وكما يقول الكتاب إنه عندما يدخل المقدس يعطي صوتًا ولا يدخل في سكونٍ (خر 35:28). هذه الأجراس التي تعطي صوتًا على الدوام تُوضَع في هدب الثوب. أظن أن الغرض من هذا في رأيي هو ألا تصمت عن ذكر الأيام الأخيرة ونهاية العالم، بل دائمًا تضرب الأجراس وتحاور وتتحدَّث، متفقةً مع ذاك الذي قال: "أذكر أواخر أيامك فلا تخطئ" (سيراخ 40:7)، بهذه الطريقة يَتَزيَّن إنساننا الداخلي ليصير رئيس كهنة لله، مستحقًا لا للدخول إلى القدس فقط، بل أيضًا إلى قدس الأقداس، ويقترب من عرش الرحمة حيث الشاروبيم، فيتراءى له الله. والقدس إشارة إلى الحياة المقدسة في العالم الحاضر، أما قدس الأقداس الذي يدخله (رئيس الكهنة) مرة واحدة في السنة رمزًا للعبور إلى السماويات حيث عرش الرحمة، ويُوجَد الجالس على الشاروبيم، حيث يُعلِن الله ذاته في القلب النقي، إذ يقول الرب: "لأن ها ملكوت الله داخلكم" (لو 21:17)". العلامة أوريجينوس 1. المذبح النحاسي وَعَمِلَ مَذْبَحَ نُحَاسٍ طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَارْتِفَاعُهُ عَشَرُ أَذْرُعٍ. [1] من يقترب من الهيكل من جهة الشرق يجد مدخل ساحة دار الكهنة. في هذا المدخل يأتي الشعب بذبائحهم وتقدماتهم التي يحضرونها للرب. على اليمين من جهة الجنوب يوجد المذبح النحاسي، حيث توجد النار مشتعلة على الدوام، والكهنة يُقَدِّمون الذبائح (خر 27: 1-8؛ 38: 1-7). المذبح النحاسي هنا هو نظير المذبح الموسوي في جبعون (2 أخ 1: 6؛ خر 38: 30)، ولكنه أكبر منه. الأشياء المصنوعة من النحاس هي مذبح المُحرَقات [1]، والبحر المسبوك والمراحض لحمل الماء [2-6]، وغشاء لمصاريع أبواب دار الكهنة [19]، وبعض أواني المذبح وغيرها [10-18]. لم يُذكَر المذبح النحاسي في سفر الملوك. كان يُقدَّم عليه المُحرَقات، وكان أكبر بكثير من المذبح الذي عمله موسى في خيمة الشهادة الذي كانت أبعاده خمسة أذرع مربعة، أما المذبح في هيكل سليمان فكانت أبعاده عشرين ذراعًا مُربّعة، فقد تزايد شعب إسرائيل، وأصبح كثير العدد وغنيًا، وكان الأمل أن يكون أكثر تقوى خلال خبرة الشركة مع الله عبر هذه الأجيال. كان من المتوقع أن تكون التقدمات لمذبح الله بوفرة كثيرة عما كان سابقًا، لذلك صُنِعَ على سعة كبيرة ليوضع عليه كل التقدمات. فالله قد وسع حدودهم، وكان من المناسب أن يوسعوا مذابحه. فما نُقَدِّمه يجب أن يكون على قدر ما يُعطَى لنا. كان ارتفاع المذبح عشرة أذرع لكي ما يتمكَّن الشعب الذي يعبد في الدار الخارجية من رؤية ذبائح المُحرَقة، فيتأثر قلبه بذلك، فيُقَدِّم توبة عن خطاياه، قائلاً: إنه من رحمة الله أنني لم أُهلك، وأن هذه الذبيحة قد قُبِلَت كفارة عن ذنبي. ولعلّهم بهذا ينقادون إلى معرفة الذبيحة العظيمة التي ستُقَدَّم في ملء الزمان، ذبيحة المسيح! ولعل قلوبهم تُحَلِّق في السماويات، عندما يرون صعود دُخَّان الذبائح. لم يذكر الكتاب المقدس كيف كان يصعدون ويحملون الذبائح إلى المذبح، فالبعض يعتقد أنهم كانوا يصعدون كما على تلٍ، دون أن يستخدموا درجات (سلالم)، لأن هذا تمنعه الشريعة (خر 20: 26). يرى البعض أنه كان بلا شكٍ يوجد درج مائل للصعود إلى المذبح. في عظات العلامة أوريجينوس على سفر يشوع يُقَدِّم لنا صورة حية عن خدمة المذبح والذبائح في العهد القديم كرمزٍ لما تَحَقَّق بذبيحة السيد المسيح على الصليب. v يجب علينا شرح موت موسى، لأنه إن فهمنا كيف مات موسى، ندرك كيف يملك المسيح. فحينما ترى خراب أورشليم والمذبح بلا ذبيحة ولا تقدمة ولا كهنة أو لاويين، حينما ترى كل ذلك قل إن موسى خادم الرب قد مات. وحينما ترى أنه لا يوجد أحد يأتي ثلاث مرات (في السنة) ليقف أمام وجه الرب، أو يُقَدِّم تقدمات في الهيكل، أو يذبح حمل الفصح، ويأكل خبزًا بدون خميرة، أو يُقَدِّم البكور أو يكرس الطفل البكر، حينئذ تدرك موت موسى خادم الرب. ولكن حينما ترى دخول الأمم الإيمان وبناء الكنائس وتقديس المذبح بدم يسوع المسيح الثمين بدلاً من دم الذبائح، وتدرك عدم انشغال الكهنة واللاويين بدماء التيوس والعجول، بل بكلمة الله بواسطة نعمة الروح القدس، حينئذ يمكن القول إن السيد المسيح أخذ الرئاسة خلفًا لموسى... حينما ترى المسيح فصحنا قد ذُبِحَ، وتأكل خبز الإخلاص الذي بلا خميرة، وتُثمر الأرض الجيدة للكنيسة تثمر ثلاثين وستين ومائة، أقصد الأرامل والعذارى والشهداء. وحينما ترى شعب بني إسرائيل يزدادون، أي الذين وُلِدوا ليس من دم ولا من مشيئة رجل ولا من مشيئة جسد، ولكن من الله قد وُلِدوا فصاروا أبناء الله، هؤلاء الذين كانوا قد تشتَّتوا وقد جمعهم إلى واحدٍ في شخصه. حين ترى أيضًا حفظ الناس ليوم السبت، لا بترك العمل، ولكن بنزع الخطية، حينما تتم كل تلك الأمور، حينئذ تدرك أن موسى عبد الرب قد مات، وأن المسيح ابن الله له كل الرئاسة." العلامة أوريجينوس 2 وَعَمِلَ الْبَحْرَ مَسْبُوكًا عَشَرَ أَذْرُعٍ مِنْ شَفَتِهِ إِلَى شَفَتِهِ، وَكَانَ مُدَوَّرًا مُسْتَدِيرًا وَارْتِفَاعُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَخَيْطٌ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا يُحِيطُ بِدَائِرِهِ. 3 وَشِبْهُ قِثَّاءٍ تَحْتَهُ مُسْتَدِيرًا يُحِيطُ بِهِ عَلَى اسْتِدَارَتِهِ، لِلذِّرَاعِ عَشَرٌ تُحِيطُ بِالْبَحْرِ مُسْتَدِيرَةً، وَالْقِثَّاءُ صَفَّانِ قَدْ سُبِكَتْ بِسَبْكِهِ، 4 كَانَ قَائِمًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا، ثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى الشِّمَالِ، وَثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى الْغَرْبِ، وَثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى الْجَنُوبِ، وَثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى الشَّرْقِ، وَالْبَحْرُ عَلَيْهَا مِنْ فَوْقُ، وَجَمِيعُ أَعْجَازِهَا إِلَى دَاخِل. 5 وَغِلَظُهُ شِبْرٌ، وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَأْخُذُ وَيَسَعُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ بَثٍّ. 6 وَعَمِلَ عَشَرَ مَرَاحِضَ، وَجَعَلَ خَمْسًا عَنِ الْيَمِينِ وَخَمْسًا عَنِ الْيَسَارِ، لِلاغْتِسَالِ فِيهَا. كَانُوا يَغْسِلُونَ فِيهَا مَا يُقَرِّبُونَهُ مُحْرَقَةً، وَالْبَحْرُ لِكَيْ يَغْتَسِلَ فِيهِ الْكَهَنَةُ. وَعَمِلَ الْبَحْرَ مَسْبُوكًا عَشَرَ أَذْرُعٍ مِنْ شَفَتِهِ إِلَى شَفَتِهِ، وَكَانَ مُدَوَّرًا مُسْتَدِيرًا، وَارْتِفَاعُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَخَيْطٌ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا يُحِيطُ بِدَائِرِهِ. [2] على شمال المدخل نحو الجانب الجنوبي من ساحة دار الكهنة، يوجد البحر المسبوك عوض الحوض الصغير الذي كان قائمًا في ساحة خيمة الاجتماع (خر 30: 17-21؛ 38: 8). يقف هذا الحوض على ظهر 12 تمثالاً لثيران، ربما تشير هذه الثيران إلى أسباط إسرائيل الاثني عشر (2 مل 16: 17)، وهي في مجموعات، تتكوَّن كل منها من ثلاثة تماثيل للثيران كل منها في اتجاهٍ مختلفٍ. كان الكهنة يلتزمون أن تكون أياديهم وأرجلهم نظيفة، وإلا تَعَرَّضوا للموت (خر 30: 20). تشير المياه التي للشرب في الكتاب المقدس إلى الروح القدس (يو 7: 37-39). بينما مياه الاغتسال تشير إلى كلمة الله (مز 119: 9؛ يو 15: 3؛ أف 5: 25-27). إذ يعمل الكهنة في الهيكل يحتاجون إلى المياه للاغتسال وإلى كلمة الله لغسل قلوبهم بالروح القدس واهب النقاوة والقداسة والتجديد المستمر. هذا ما أعلنه السيد بغسله أقدام التلاميذ قبل تناولهم من جسده المقدس ودمه الكريم في خميس العهد. كان هذا البحر مثل اللقَّان في كنيسة العهد الجديد، أو مثل المغطس في الكنائس القديمة. يليق بنا أن تغتسل ضمائرنا بالتوبة الحقيقية، لكي نخدم الله الحيّ (عب 9: 14)، كما يليق بنا أن نُطَهِّر أيادينا وقلوبنا (يع 4: 8)، حتى نسمع كلمات السيد المسيح: "الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل قدميه"، ويتجدد بتوبته كلما دخل ليخدم (يو 13: 10). يرى يوسيفوس المؤرخ اليهودي أنه دُعِي بالبحر من أجل ضخامة حجمه. ويرى البعض أنه حمل هذا الاسم من أجل عمله الرمزي، فبحر سليمان يرمز للمياه الأولى في الخليقة حيث كان روح الله يرف عليها. المذبح والبحر هما رمزان لمثيلهما في الهيكل السماوي المصنوع ليس بأيادٍ بشريةٍ. وَشِبْهُ قُثَّاءٍ تَحْتَهُ مُسْتَدِيرًا يُحِيطُ بِهِ عَلَى اسْتِدَارَتِهِ، لِلذِّرَاعِ عَشَرٌ تُحِيطُ بِالْبَحْرِ مُسْتَدِيرَةً، وَالْقِثَّاءُ صَفَّانِ قَدْ سُبِكَتْ بِسَبْكِهِ [3] كَانَ قَائِمًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا، ثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى الشِّمَالِ، وَثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى الْغَرْبِ، وَثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى الْجَنُوبِ، وَثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى الشَّرْقِ، وَالْبَحْرُ عَلَيْهَا مِنْ فَوْقُ، وَجَمِيعُ مُؤَخَّرَاتِهَا إِلَى دَاخِلٍ. [4] وَسُمْكُهُ شِبْرٌ، وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَأْخُذُ وَيَسَعُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ بَثٍّ. [5] كان البحر أو الحوض متسعًا. يعتقد المفسّرون الربيُّون أن الكهنة اعتادوا أن يستحمّوا فيه، يغطسون فيه [6]. وَعَمِلَ عَشْر مَرَاحِضَ، وَجَعَلَ خَمْسًا عَنِ الْيَمِينِ وَخَمْسًا عَنِ الْيَسَارِ لِلاِغْتِسَالِ فِيهَا. كَانُوا يَغْسِلُونَ فِيهَا مَا يُقَرِّبُونَهُ مُحْرَقَةً، وَالْبَحْرُ لِيَغْتَسِلَ فِيهِ الْكَهَنَةُ. [6] يوجد عشر قواعد من نحاس مُزَيَّنة بأسود وثيران وكروبيم وعلى كل قاعدة حوض يسع 230 جالونًا من الماء. هذه القواعد بأحواضها موجودة في ساحة الكهنة على اليمين، وهي قائمة على عجلات يُمكِن بسهولة تحريكها، تُستخدَم في غسل الذبائح، وربما في تنظيف الهيكل بوجه عام. عندما تتسخ المياه، تُفرَّغ في مكان مناسب، وتُملأ الأحواض بمياه نظيفة من البحر المسبوك. هذه القواعد الحاملة للأحواض في غاية الجمال بزخارفها الكثيرة، لكي يدرك الكهنة واللاويون والشعب أن الله يرى في القداسة والنقاوة جمالاً خاصًا، وليس من عزلٍ بين القداسة والجمال (خر 28: 2؛ مز 29: 2؛ 69: 6، 9؛ 110: 3). بالنسبة للمرحضة، في خيمة الاجتماع وجدت مرحضة واحدة، لأن جميع الكهنة كانوا من سبط لاوي، ولا يجوز حتى للملوك أن يمارسوا العمل الكهنوتي. أما في الهيكل حيث يشير إلى كنيسة العهد الجديد، فوجدت عشر مراحض، خمسًا عن اليمين وخمسًا عن اليسار، لأن كهنة العهد الجديد لا يرتبطون بسبط مُعَيَّن ولا أُمَّة مُعيَّنة، إذ في المسيح ليس يهودي ولا يوناني، إنما جميع الكهنة مستترون في رئيس الكهنة الأعظم السماوي، ربنا يسوع المسيح. كانوا يغسلون فيها ما يُقَرِّبونه مُحرَقة [6]، فكما وجب أن يغتسل الكهنة، كذلك تُغسَل الذبائح. ونحن يلزمنا أن نطرح بكل حرصٍ كل الأفكار الشريرة. 3. المنائر الذهبية والموائد 7 وَعَمِلَ مَنَائِرَ ذَهَبٍ عَشَرًا كَرَسْمِهَا، وَجَعَلَهَا فِي الْهَيْكَلِ، خَمْسًا عَنِ الْيَمِينِ وَخَمْسًا عَنِ الْيَسَارِ. 8 وَعَمِلَ عَشَرَ مَوَائِدَ وَوَضَعَهَا فِي الْهَيْكَلِ، خَمْسًا عَنِ الْيَمِينِ وَخَمْسًا عَنِ الْيَسَارِ. وَعَمِلَ مِئَةَ مِنْضَحَةٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَعَمِلَ مَنَائِرَ ذَهَبٍ عَشَرًا كَرَسْمِهَا، وَجَعَلَهَا فِي الْهَيْكَلِ خَمْسًا عَنِ الْيَمِينِ، وَخَمْسًا عَنِ الْيَسَارِ. [7] المكان المُتَّسِع والذي لا يصل إليه نور النهار يحتاج إلى هذه المنائر. بالغ يوسيفوس في قوله بأنه في الهيكل وُجِدَ عشرة آلاف شمعدان. تشبه المنارة التي كانت في خيمة الاجتماع. كلمة الله هي سراج مُنِير يضيء في عالمٍ مظلمٍ. في أيام موسى كانت منارة واحدة، وهي أسفار موسى الخمسة (التوراة). إضافة منارات أخرى هنا تشير إلى إضافة أسفار أخرى مقدسة. فالنور يتوهَّج أكثر، والمنائر أي الكنائس تتزايد (رؤ 1: 20). أَسَّس موسى منارة واحدة هي الكنيسة اليهودية، لكن هيكل الإنجيل تضاعف فيه، ليس بسبب كثرة المؤمنين من اليهود، بل تضاعفت أيضًا الكنائس من كل الأمم والشعوب. وَعَمِلَ عَشَرَ مَوَائِدَ، وَوَضَعَهَا فِي الْهَيْكَلِ، خَمْسًا عَنِ الْيَمِينِ، وَخَمْسًا عَنِ الْيَسَارِ. وَعَمِلَ مِئَةَ مِنْضَحَةٍ مِنْ ذَهَبٍ. [8] في 1 مل 7: 48 يذكر مائدة وجوه واحدة، لأن غاية السفر تأكيد قيام مملكة إسرائيل التي تُعَد الطريق لمجيء المسيا المُخَلِّص، أما 2 أي 4: 8، فيُشِير إلى عشر موائد في الهيكل، خمسًا على اليمين، وخمسًا على اليسار، وكأن كنيسة العهد الجديد كرمزٍ للسماء تفتح أبوابها لإسرائيل الجديد الذي يذوب فيه اليهود وسط الأمم، فيُقَدِّم المسيح نفسه خبزًا سماويًا للشعوب القادمة من المشارق والقادمة من المغارب، أي من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها دون محاباة لأمةٍ معينةٍ. ربما كان يوضع اثنتا عشرة خبزة على كل مائدة، فكلما كبر بيت الرب كبرت أيضًا الخدمة. ففي بيت أبي هناك خبز يكفي جميع الأسرة. كان لهذه الموائد مائة منضحة أو طبق من ذهب، فإن مائدة الرب مُعدَّة حسنًا. 4. أبواب دار الكهنة 9 وَعَمِلَ دَارَ الْكَهَنَةِ وَالدَّارَ الْعَظِيمَةَ وَمَصَارِيعَ الدَّارِ، وَغَشَّى مَصَارِيعَهَا بِنُحَاسٍ. 10 وَجَعَلَ الْبَحْرَ إِلَى الْجَانِبِ الأَيْمَنِ إِلَى الشَّرْقِ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ. وَعَمِلَ دَارَ الْكَهَنَةِ وَالدَّارَ الْعَظِيمَةَ وَمَصَارِيعَ الدَّارِ، وَغَشَّى مَصَارِيعَهَا بِنُحَاسٍ. [9] كانت أبواب دار الكهنة مُغطَّاة بالنحاس [9]، حتى لا تتأثَّر بعوامل الجو التي تتعرَّض لها؛ وقد ذُكرت أبواب النحاس في مز 107: 16. وَجَعَلَ الْبَحْرَ إِلَى الْجَانِبِ الأَيْمَنِ إِلَى الشَّرْقِ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ. [10] 5. أواني مقدسة وغيرها 11 وَعَمِلَ حُورَامُ الْقُدُورَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَنَاضِحَ. وَانْتَهَى حُورَامُ مِنْ عَمَلِ الْعَمَلِ الَّذِي صَنَعَهُ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ فِي بَيْتِ اللهِ: 12 الْعَمُودَيْنِ وَكُرَتَيِ التَّاجَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ الْعَمُودَيْنِ، وَالشَّبَكَتَيْنِ لِتَغْطِيَةِ كُرَتَيِ التَّاجَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ الْعَمُودَيْنِ، 13 وَالرُّمَّانَاتِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ لِلشَّبَكَتَيْنِ، صَفَّيْ رُمَّانٍ لِلشَّبَكَةِ الْوَاحِدَةِ لِتَغْطِيَةِ كُرَتَيِ التَّاجَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى الْعَمُودَيْنِ. 14 وَعَمِلَ الْقَوَاعِدَ وَعَمِلَ الْمَرَاحِضَ عَلَى الْقَوَاعِدِ، 15 وَالْبَحْرَ الْوَاحِدَ وَالاثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا تَحْتَهُ، 16 وَالْقُدُورَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَنَاشِلَ وَكُلَّ آنِيَتِهَا، عَمِلَهَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ «حُورَامُ أَبِي» لِبَيْتِ الرَّبِّ مِنْ نُحَاسٍ مَجْلِيٍّ. 17 فِي غَوْرِ الأُرْدُنِّ سَبَكَهَا الْمَلِكُ فِي أَرْضِ الْخَزَفِ بَيْنَ سُكُّوتَ وَصَرَدَةَ. 18 وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ كُلَّ هذِهِ الآنِيَةِ كَثِيرَةً جِدًّا لأَنَّهُ لَمْ يُتَحَقَّقْ وَزْنُ النُّحَاسِ. 19 وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ كُلَّ الآنِيَةِ الَّتِي لِبَيْتِ اللهِ، وَمَذْبَحَ الذَّهَبِ وَالْمَوَائِدَ وَعَلَيْهَا خُبْزُ الْوُجُوهِ، 20 وَالْمَنَائِرَ وَسُرُجَهَا لِتَتَّقِدَ حَسَبَ الْمَرْسُومِ أَمَامَ الْمِحْرَابِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. 21 وَالأَزْهَارَ وَالسُّرُجَ وَالْمَلاَقِطَ مِنْ ذَهَبٍ. وَهُوَ ذَهَبٌ كَامِلٌ. 22 وَالْمَقَاصَّ وَالْمَنَاضِحَ وَالصُّحُونَ وَالْمَجَامِرَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، وَبَابَ الْبَيْتِ وَمَصَارِيعَهُ الدَّاخِلِيَّةَ لِقُدْسِ الأَقْدَاسِ وَمَصَارِيعَ بَيْتِ الْهَيْكَلِ مِنْ ذَهَبٍ. وَعَمِلَ حُورَامُ الْقُدُورَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَنَاضِحَ، وَانْتَهَى حُورَامُ مِنْ عَمَلِ الْعَمَلِ الَّذِي صَنَعَهُ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ فِي بَيْتِ الله: [11] الْعَمُودَيْنِ وَكُرَتَيِ التَّاجَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ الْعَمُودَيْنِ وَالشَّبَكَتَيْنِ، لِتَغْطِيَةِ كُرَتَيِ التَّاجَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ الْعَمُودَيْنِ [12] هنا نرى نبذة مختصرة للأشياء المصنوعة من النحاس. يلاحظ هنا الآتي: 1. كان حورام صانعًا ماهرًا ومدقِّقًا وملتزمًا، فقد أنجز كل ما طُلِبَ منه [11]. دعاه ملك صور "حورام أبي"، ودعاه سليمان أيضًا هكذا، لأنه قد أبدع في عمله، وحُسِبَ أبًا لكل الصنَّاع المهرة. 2. كان سليمان كريمًا جدًا، فقد عمل آنية كثيرة جدًا [18] من كل نوعٍ، حتى يتم العمل في الهيكل بسرعة، ولكي توجد أواني تُستخدَم متى تلفت آنية. جاءت التبرعات بسخاءٍ، وأعطى هو أيضًا بسخاءٍ. وعندما عمل ما يكفي من الأواني لذلك الحين لم يستطع أن يستخدم ما تبقَّى من النحاس لأغراضه الخاصة، لأنه كان مُخصَّصًا لله، ويجب أن يُستخدَم لخدمته فقط. وَالرُّمَّانَاتِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ لِلشَّبَكَتَيْنِ، (صَفَّيْ رُمَّانٍ لِلشَّبَكَةِ الْوَاحِدَةِ لِتَغْطِيَةِ كُرَتَيِ التَّاجَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى الْعَمُودَيْنِ). [13] وَعَمِلَ الْقَوَاعِدَ، وَعَمِلَ الْمَرَاحِضَ عَلَى الْقَوَاعِدِ [14] وَالْبَحْرَ الْوَاحِدَ وَالاِثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا تَحْتَه [15] وَالْقُدُورَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَنَاشِلَ وَكُلَّ آنِيَتِهَا، عَمِلَهَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ حُورَامُ أَبِي لِبَيْتِ الرَّبِّ مِنْ نُحَاسٍ مَجْلِيٍّ. [16] فِي غَوْرِ الأُرْدُنِّ سَبَكَهَا الْمَلِكُ فِي أَرْضِ الْخَزَفِ بَيْنَ سُكُّوتَ وَصَرَدَةَ. [17] وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ كُلَّ هَذِهِ الآنِيَةِ كَثِيرَةً جِدًّا، لأَنَّهُ لَمْ يُتَحَقَّقْ وَزْنُ النُّحَاسِ. [18] وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ كُلَّ الآنِيَةِ الَّتِي لِبَيْتِ الله وَمَذْبَحَ الذَّهَبِ، وَالْمَوَائِدَ وَعَلَيْهَا خُبْزُ الْوُجُوهِ [19] مذبح الذهب: يوجد أمام الحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس. عليه يُقَدِّم الكهنة بخورًا في الصباح والمساء، وهم يهتمون بالمنارة الذهبية (خر 30: 1-10؛ 37: 25-29). يشير رفع البخور إلى رفع الصلوات لله (مز 141: 1-2؛ رؤ 5: 8، لو 1: 8-10). أعطى الله لموسى الخلطة الخاصة بالبخور الذي يُقدم في خيمة الاجتماع والهيكل (خر 30: 34-38)، هذه الخلطة لا يجوز لأحد أن يستخدمها لغرض آخر. في يوم الكفارة يستخدم رئيس الكهنة الدم لغسل المذبح الذهبي وتطهيره (خر 30: 10). لا نستطيع أن نقترب إلى الله بدون دم السيد المسيح الكفَّاري؛ إذ لا يجوز لنا الاقتراب إلا بأيادٍ طاهرةٍ وقلبٍ نقيٍ (مز 24: 3-5). كان يُحرَق عليه البخور، ربما صُنِعَ بحجمٍ كبيرٍ كما حدث بالنسبة للمذبح النحاسي. هنا فقط يشير الكتاب المقدس إلى كثرة من موائد خبز الوجوه. وَالْمَنَائِرَ وَسُرُجَهَا لِتَتَّقِدَ حَسَبَ الْمَرْسُومِ أَمَامَ الْمِحْرَابِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ [20] وَالأَزْهَارَ وَالسُّرُجَ وَالْمَلاَقِطَ مِنْ ذَهَبٍ. وَهُوَ ذَهَبٌ كَامِلٌ. [21] وَالْمَقَاصَّ وَالْمَنَاضِحَ وَالصُّحُونَ وَالْمَجَامِرَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. وَبَابَ الْبَيْتِ وَمَصَارِيعَهُ الدَّاخِلِيَّةَ لِقُدْسِ الأَقْدَاسِ، وَمَصَارِيعَ بَيْتِ الْهَيْكَلِ مِنْ ذَهَبٍ. [22] من وحي 2 أي 4 ما أعظم عمل يديك في داخلي؟! v مَنْ يستطيع أن يبني هيكلك سواك؟! من يقوم بتأسيسه غير نعمتك؟! لتؤسس في داخلي أعمدة الفضيلة الفضية. كلمتك هي الأعمدة التي يقوم عليها بناء نفسي. ليتني أتحلَّى بك، يا كلمة الله الكلِّي الجمال! v لتوسِّع تخوم هيكلك فيَّ، فيكون موضع سرورك ورضاك. يتَّسِع بالحُبِّ لك ولكل إخوتي. فلا يكون للكراهية أو الحسد أو الكبرياء موضع في أفكاري. ولا تخرج كلمة جارحة من فمي. v لتُقم منارة ذهبية في داخلي. تشرق بنور برِّك، فتتبدد كل ظلمة فيَّ. بنورك لا يقدر رئيس مملكة الظلمة أن يتسلَّل داخلي. v لتُقِم مائدة خبز الوجوه المُشبِعة. فلا أقتات بمحبة العالم وملذّاته. إنما أتمتع بخبز الملائكة، فتشبع نفسي. أقتات بجسدك المحيي ودمك الكريم. فأتمتَّع بالحياة الأبدية. v ليصعد بخور عطر كما إلى السماء. لتكون صلواتي مقبولة لديك. تحمل رائحتك الذكية، فتدخل إلى عرشك الإلهي. v اقبلْ حياتي ذبيحة حب، مُحرَقة كاملة أمامك. ليس لي ما أُقَدِّمه لك من عندي. هَبْ لي أن أُقَدِّم لك مما تهبني. قَدِّس عواطفي وأحاسيسي وكلماتي، لأُقَدِّم الحب، ذبيحة مرضية أمامك. v لتكن كل طاقاتي ومواهبي ووزناتي أواني مقدسة لك، لا تتوقَّف عن الخدمة والعبادة والتسبيح لك. إلى أمجادٍ فائقةٍ. هيّئتها لتتمتع بالبنوة لك. وها أنت تُعِد لها ميراثًا لا يفنى! هَبْ لقلوبنا وعقولنا وعواطفنا وأحاسيسنا، أن تصير خورُس يُسَبِّح اسمك بلا انقطاع. يشارك الطغمات السماوية حياتهم. أي هيكل هذا الذي من صُنْعِ يديك؟! |
||||
يوم أمس, 03:43 PM | رقم المشاركة : ( 185724 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإعداد لبناء بيت الرب يكشف هذا الأصحاح عن غاية الحديث عن شخصية الملك سليمان، فقد تجاهل هذا السفر الجانب السياسي في حياة سليمان كما في حياة أبيه داود، وركَّز على دورهما في الحياة التعبدية، وعلاقة الشعب بالله. اتَّسم سليمان باتساع الفكر والقدرة على التدبير بحكمةٍ ونظامٍ، مع نعمة من قبل الله لتعمل معه القيادات وكل الشعب (2 أخ 1: 2). كما دخل في علاقات تجارية مع مصر والحثّيين والأراميّين (2 أخ 1: 16-1-7). الآن نراه يُصدِر أمره ببناء بيت الرب، ويقوم بالإعداد له في الداخل والخارج، بروح التواضع والشهادة الحيَّة لله الذي لا تسعه سماء السماوات [6]. الإعداد الداخلي للبناء 1 وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاسْمِ الرَّبِّ، وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ. 2 وَأَحْصَى سُلَيْمَانُ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُل حَمَّال، وَثَمَانِينَ أَلْفَ رَجُل نَحَّاتٍ فِي الْجَبَلِ، وَوُكَلاَءَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ. يُقَدِّم لنا سليمان منهجًا للبناء، سواء الروحي أو الزمني، وهو أن يبدأ بالداخل قبل أن يسأل الإنسان عن احتياجاته من الخارج. وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاِسْمِ الرَّبِّ وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ. [1] أصدر سليمان أمره ببناء بيت لاسم الرب، وأيضًا لبناء القصر الملكي. ويُلاحَظ في أمره هذا أنه يُعلِنُ عن أولوية بيت الرب، وفي نفس الوقت لا يتجاهل احتياجات الدولة، أي بناء قصر لإدارة شئون الدولة. فالعمل الروحي لا يعني التراخي أو الإهمال أو تجاهل الالتزامات والمسئوليات الزمنية. هذا ولم يطلب بيتًا له لراحته الشخصية وإبراز عظمته، إنما طلب بيتًا لمُلْكِه، أي لخدمة الدولة، لاستقبال رعيته، كما يُمَثِّل شرفًا للدولة بين الدول الأخرى. وكأن البيت الأول لمجد الله، والثاني للصالح العام. فهو لا يطلب ما لنفسه، بل بالأكثر ما هو للرب ولإخوته. جاء في النص العبري الأصلي: "وبيت مَلَكي له"، استُخدِم لإدارة المملكة، وكقصر لسكناه. احتاج هذا القصر إلى تخطيطٍ على مستوى عالٍ، استغرق التخطيط والبناء حوالي ثلاثة عشر عامًا (1 مل 7: 1-12). ورث سليمان عن أبيه اشتياقات قلبه، وحَقَّق ما كان يحلم به داود، إذ كان يترنم قائلاً: "واحدة سألت من الرب، وإيّاها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر جمال الرب، وأَتفرَّس في هيكله" (مز 27: 4). "لا أدخل خيمة بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي وسنًّا لعينيَّ، ولا نومًا لأجفاني، حتى أجد مقامًا للرب، مسكنًا لعزيز يعقوب" (مز 132: 3-5). في البرية كان الشعب يأتي بتقدمات وذبائح إلى الخيمة المتنقلة، والآن إذ استقروا في أرض الموعد، وبذل داود النبي مجهودات ضخمة لتوسيع المملكة. حان الوقت أن يُبنَي بيت الرب، خاصة وأن داود أَعدَّ الكثير من المواد والتصميمات وتهيئة القادة والشعب للعمل. |
||||
يوم أمس, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 185725 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَأَحْصَى سُلَيْمَانُ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ حَمَّالٍ، وَثَمَانِينَ أَلْفَ رَجُلٍ نَحَّاتٍ فِي الْجَبَل،ِ وَوُكَلاَءَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ. [2] يرى البعض أن شخصية سليمان تختلف عن شخصية داود أبيه، فداود الراعي البسيط المُحِب لشعب الله والخادم لهم بكل قلبه، بينما سليمان الشخص صاحب الشهرة بالحكمة التي وُهِبَتْ له من الله لإقامة منشئات لاسيما هيكل الله. داود القائد العسكري، الذي انشغل بالمعارك منذ صباه لحساب شعب الله، مُتَّكِلاً على الله واهب النصرة. أما سليمان فرجل السياسة، الذي حاول أن يكسب الأمم المحيطة به، تسنده في تحقيق مشروعاته. كان داود القائد المثالي الصانع المستقيم في عينيّ الرب، حتى حُسِبَ المقياس الذي به يُقَيِّم كل ملك من ملوك يهوذا، أما سليمان فكان مثاليًّا في حكمته، رصيده هو أنه بنى الهيكل (يو 10: 23؛ أع 3: 11؛ 5: 12) الذي يشتهي اليهود إلى يومنا هذا إعادة بنائه. يرى البعض أن سليمان ظَنَّ أنه قد سما بشعبه، إذ دخل به إلى أسرة الأمم، ودخل في معاهدات تجارية سبَّبت ازدهارًا ومجدًا لشعبه في أيامه. لكن التكلفة كانت ثقيلة ومُرَّة بعد موته وإلى أجيال طويلة، فقد تَسَبَّبت سياسته في انحطاط شعبه روحيًّا. |
||||
يوم أمس, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 185726 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يطلب رجلاً ماهرًا من ملك صور 3 وَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حُورَامَ مَلِكِ صُورَ قَائِلًا: «كَمَا فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي إِذْ أَرْسَلْتَ لَهُ أَرْزًا لِيَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا يَسْكُنُ فِيهِ، 4 فَهأَنَذَا أَبْنِي بَيْتًا لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِي لأُقَدِّسَهُ لَهُ، لأُوقِدَ أَمَامَهُ بَخُورًا عَطِرًا، وَلِخُبْزِ الْوُجُوهِ الدَّائِمِ، وَلِلْمُحْرَقَاتِ صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَلِلسُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَمَوَاسِمِ الرَّبِّ إِلهِنَا. هذَا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. 5 وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنَا بَانِيهِ عَظِيمٌ لأَنَّ إِلهَنَا أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ. 6 وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، لأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُهُ! وَمَنْ أَنَا حَتَّى أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا إِلاَّ لِلإِيقَادِ أَمَامَهُ؟ 7 فَالآنَ أَرْسِلْ لِي رَجُلًا حَكِيمًا فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالأُرْجُوَانِ وَالْقِرْمِزِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ، مَاهِرًا فِي النَّقْشِ، مَعَ الْحُكَمَاءِ الَّذِينَ عِنْدِي فِي يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ أَعَدَّهُمْ دَاوُدُ أَبِي. وَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حُورَامَ مَلِكِ صُورَ، قَائِلاً: كَمَا فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي، إِذْ أَرْسَلْتَ لَهُ أَرْزًا لِيَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا يَسْكُنُ فِيه ِ[3] بعد أن أحصى سليمان الرجال العاملين في دولته، لجأ إلى ملك صور بأسلوبٍ روحيٍ وديعٍ وحكيمٍ. أرسل سليمان إلى حورام ربما يشكره على تهنئته بتجليسه ملكًا، وفي نفس الوقت يطلب مساعدته في بناء هيكل للرب. وهنا نلاحظ الآتي: أ. يبدأ رسالته بالكشف عن العلاقات الطيبة التي كانت بين حورام ملك صور وداود أبيه، وكأن علاقته ترجع إلى علاقة صداقة قديمة وأصيلة لا تشوبها شائبة [3]. لقد تحدَّث داود مع حيرام بخصوص بناء بيت الرب وعن العهد مع الله (2 صم 7). فطلب سليمان من ملك صور علامة على تنمية صداقة أصيلة تسودها المودة. ب. إنه لا يُقِيم نصبًا تذكاريًّا لأبيه، إنما يُقِيم هيكلاً لله الذي لا تسعه السماوات والأرض. ما كان يشغل سليمان ليس مجده الزمني ولا مجد أبيه، بل مجد الله الحيّ. ج. في شيءٍ من الوضوح يكشف سليمان لحورام عن هدفه من بناء بيت الرب إلهه ألا وهو لكي يمارس الشعب بكهنته الآتي: · لكي يقدّس له [4]، أي يشهد له بأنه قدوس، مُتشبِّها بالسيرافيم إذ يقولون: "قدوس" ثلاث مرات (إش 6: 3)، مكررين ذلك بلا انقطاع. · يوقد أمامه بخورًا عطرًا [4]، مُتشبِّهًا بالمخلوقات الحية والقسوس السمائيين الواقفين أمام الخروف ولهم كل واحدٍ قيثارات وجامات من ذهبٍ، مملوءة بخورًا هي صلوات القديسين (رؤ 5: 8) · يُقَدِّم خبز الوجوه الدائم [4]. · يُقَدِّم مُحرَقات صباحية ومسائية [4]. · يمارس احتفالات أسبوعية (السبوت) وشهرية (الأهلّة) وسنوية (مواسم الرب إلهنا)، بجانب اليوبيل الخ [4]. في صداقته مع ملك صور لا يُداهِن، بل يشهد لله "لأن إلهنا أعظم من جميع الآلهة... سماء السماوات لا تسعه [5-6]. لقد خشي سليمان أن يظن حيرام أن الله إله إسرائيل مثل آلهته الوثنية التي يحصرونها في هياكلهم. ج. مع اعتزازه بالله في تواضعٍ، يكتب بغير خجلٍ: "من أنا حتى أبني له بيتًا للإيقاد أمامه؟! [6]. فمع رغبته في بناء بيتٍ عظيمٍ، ليس من وجه للمقارنة بين عظمة البيت وعظمة الرب نفسه. أراد أن يؤكد للملك أن الله ليس مثل آلهة الأمم، يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي (أع 17: 24). إنما يبني البيت، لكي يجد الكهنة والعابدون موضعًا يُعَبِّرون فيه عن حُبِّهم لله، ورغبتهم في العبادة له. د. ما يطلبه سليمان هو أن يمده حورام برجلٍ قائدٍ حكيمٍ وذي خبرة. فسليمان لديه رجال مهرة في أورشليم ويهوذا، الذين سبق فعيَّنهم أبوه داود (1 أي 22: 15)، وهو محتاج إلى قائدٍ يستطيع أن يقود هؤلاء المهرة. كان ملك صور يُمَثِّل الأمم الذين لم ينجح الشعب في طردهم أو في استعبادهم، لكن يُمَثِّل القلة التي يمكنها قبول الإيمان بالإله، وكان هؤلاء مقبولين كشركاء في هذا العمل العظيم: تشييد بيت للرب. يكشف خطاب سليمان لحورام ملك صور عن النظرة الكتابية للهيكل أو بيت الرب. أولاً: يكشف السفر خاصة هذه الرسالة أن عمل سليمان الملك الرئيسي هو بناء الهيكل وتنظيم العبادة فيه، وانشغال الأمة كلها باللقاء مع الله خلال العبادة. يبدو كأنه ليس لسليمان وحكمته وأنشطته شيء سوى هذا الهيكل. ثانيًا: تأكيد أن الله لا يُحَد بمكانٍ ما، وأن الله يُعلِنُ عن حضوره من أجل شعبه، لينعم باللقاء معه، والتعبير عن الحب المتبادل بين الله والبشرية خاصة شعبه. ثالثًا: اهتمام سليمان بمساهمة حورام ورجاله في بناء الهيكل، يُعَد الطريق للكشف عن دعوة الأمم لإنجيل المسيح. الأمر الذي كان الله يُعِد اليهود لقبوله عبر كل تاريخهم وخلال أنبيائهم. فقد وُجِدَ أيوب وهو ليس من نسل إبراهيم، وسُجِّلَ باسمه سفر من أسفار الكتاب المقدس. كما قيل عنه: "كان هذا الرجل كاملاً ومستقيمًا يتقي الله، ويحيد عن الشر" (أي 1: 1). وجاء الوعد الإلهي لإبراهيم نفسه: "أما أنا فهوذا عهدي معك، وتكون أبًا لجمهورٍ من الأمم" (تك 17: 4). يقول الرب: "آتي بهم إلى جبل قدسي، وأفرحهم في بيت صلاتي، وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي، لأن بيتي بيت الصلاة يُدعَى لكل الشعوب" (إش 56: 7). v "ليس نبي مقبولاً في وطنه" (لو 4: 24). إذ كانت عناثوث وطن إرميا (إر 11: 21) لم تُحسِن استقباله. وأيضًا إشعياء وبقيَّة الأنبياء، رفضهم أبناء وطنهم، أي أهل الختان... أما نحن الذين لا ننتسب للعهد بل كنَّا غرباء عن الوعد، فقد استقبلنا موسى والأنبياء الذين يعلنون عن المسيح، استقبلناهم من كل قلوبنا أكثر من اليهود، الذين رفضوا المسيح، ولم يقبلوا الشهادة له. العلامة أوريجينوس |
||||
يوم أمس, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 185727 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v "ليس نبي مقبولاً في وطنه" (لو 4: 24). إذ كانت عناثوث وطن إرميا (إر 11: 21) لم تُحسِن استقباله. وأيضًا إشعياء وبقيَّة الأنبياء، رفضهم أبناء وطنهم، أي أهل الختان... أما نحن الذين لا ننتسب للعهد بل كنَّا غرباء عن الوعد، فقد استقبلنا موسى والأنبياء الذين يعلنون عن المسيح، استقبلناهم من كل قلوبنا أكثر من اليهود، الذين رفضوا المسيح، ولم يقبلوا الشهادة له. العلامة أوريجينوس |
||||
يوم أمس, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 185728 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَهَئَنَذَا أَبْنِي بَيْتًا لاِسْمِ الرَّبِّ إِلَهِي لأُقَدِّسَهُ لَهُ، لأُوقِدَ أَمَامَهُ بَخُورًا عَطِرًا، وَلِخُبْزِ الْوُجُوهِ الدَّائِمِ، وَلِلْمُحْرَقَاتِ صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَلِلسُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَمَوَاسِمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا. هَذَا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. [4] قام الملك سليمان بشرح معنى تشييد الهيكل لحورام بطريقة تختلف عما ورد في سفر الملوك، وقد أبرز سليمان مفهوم بيت الرب: 1. بيت الله يسكن فيه وسط شعبه [3)، أي يُمَثِّل الحضرة الإلهية. 2. بيت الله الشخصي مع كل مؤمن: "لاسم الرب إلهي" [4]. 3. بيت القداسة تفوح فيه رائحة البخور العطر [4]. إذ يقول: "لأُقَدِّسَهُ لَهُ"، يدعونا أن نتشبَّه بالسيرافيم الذين رآهم إشعياء النبي، القائل: "رأيت السيد جالسًا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل. السيرافيم واقفون فوقه لكل واحدٍ ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه، وباثنين يغطي رجليه، وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس، رب الجنود، مجده ملء كل الأرض" (إش 6: 1-3). للقديس كيرلس الكبير تعليقات رائعة عن هذا النص تمس التزامنا بالحياة المقدسة والعبادة المقدسة التي تليق بتقديمها لله القدوس. v إنهم يطيرون، إذ ليس لديهم ما يثقلهم وينزل بهم. أذهانهم دائمًا مرتفعة نحو الله؛ سلطانهم في الأعالي، لا يتأملون في السفليات، كما نفعل نحن، بل يحفظون عقولهم في الأفكار العلوية غير المنطوق بها. أفواههم تُقَدِّم تسبيحًا؛ يعترفون بالتبادل في نظامٍ دون مللٍ، كما أرى ذلك، إنما بطريقة تسمح للآخرين أن يُقَدِّموا كرامات مدائح بتسابيح الحمد، حيث أن كل شيءٍ في الأعالي يُمارَس بترتيبٍ دقيقٍ... يقولون: "قدوس" ثلاث مرات، ويختمون لحن الحمد برَبِّ الصباؤوت، فيشيرون إلى الثالوث القدوس بطبيعة لاهوتية واحدة. في اعترافنا نقول إن الآب موجود، وهكذا الابن والروح القدس. لا يوجد اختلاف في الطبيعة لتُمَيِّز بين هؤلاء، بل لاهوت واحد يُدرَك في ثلاثة أقانيم. هذا يؤكده لنا السيرافيم المقدسين أنفسهم، الذين يقولون إن الأرض كلها مملوءة من مجده، سبق فأخبروا مُقَدَّمًا عن المستقبل عن سرِّ التجسد للمسيح. قبل أن يصير الكلمة جسدًا، بالحقيقة كان الشيطان المنتقم، التنين، المرتد، يسيطر على الأرض التي تحت السماء، وكانت الخليقة تُعبَد عوض الخالق صانعها. ولكن إذ صار الكلمة جسدًا، امتلأت كل الأرض بمجده، وكل ركبةٍ تنحني له وكل قبيلة ولسان يعترف ويخدمه، كقول الكتاب المقدس. قَدَّم داود الطوباوي تلك الصرخة مقدمًا بالروح، قائلاً: "كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب" (مز 86: 9؛ في 2: 10-11)[2]. القديس كيرلس الكبير 5. بيت الحب الكامل، يُقَدِّم المؤمن كل حياته مُحرَقة كاملة ليلاً ونهارًا. أشار سليمان إلى المُحرَقات ولم يُشِرْ إلى ذبيحة الخطية أو ذبيحة الإثم، فإن السفر هنا لا يتحدث عن الخطايا وغفرانها، إنما ينقلنا كما إلى السماء عينها، حيث التسبيح الدائم ومُحرَقات الحُبِّ الكامل. 6. بيت الفرح المستمر، للاحتفال بالسبوت والأهلة ومواسم الرب إلهنا [4]. يقصد بمواسم الرب الأعياد السنوية الكبرى، وهي الفصح وعيد الأسابيع (البنطقستي) وعيد المظال (لا 23: 4-44؛ تث 16: 1-17). |
||||
يوم أمس, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 185729 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v إنهم يطيرون، إذ ليس لديهم ما يثقلهم وينزل بهم. أذهانهم دائمًا مرتفعة نحو الله؛ سلطانهم في الأعالي، لا يتأملون في السفليات، كما نفعل نحن، بل يحفظون عقولهم في الأفكار العلوية غير المنطوق بها. أفواههم تُقَدِّم تسبيحًا؛ يعترفون بالتبادل في نظامٍ دون مللٍ، كما أرى ذلك، إنما بطريقة تسمح للآخرين أن يُقَدِّموا كرامات مدائح بتسابيح الحمد، حيث أن كل شيءٍ في الأعالي يُمارَس بترتيبٍ دقيقٍ... يقولون: "قدوس" ثلاث مرات، ويختمون لحن الحمد برَبِّ الصباؤوت، فيشيرون إلى الثالوث القدوس بطبيعة لاهوتية واحدة. في اعترافنا نقول إن الآب موجود، وهكذا الابن والروح القدس. لا يوجد اختلاف في الطبيعة لتُمَيِّز بين هؤلاء، بل لاهوت واحد يُدرَك في ثلاثة أقانيم. هذا يؤكده لنا السيرافيم المقدسين أنفسهم، الذين يقولون إن الأرض كلها مملوءة من مجده، سبق فأخبروا مُقَدَّمًا عن المستقبل عن سرِّ التجسد للمسيح. قبل أن يصير الكلمة جسدًا، بالحقيقة كان الشيطان المنتقم، التنين، المرتد، يسيطر على الأرض التي تحت السماء، وكانت الخليقة تُعبَد عوض الخالق صانعها. ولكن إذ صار الكلمة جسدًا، امتلأت كل الأرض بمجده، وكل ركبةٍ تنحني له وكل قبيلة ولسان يعترف ويخدمه، كقول الكتاب المقدس. قَدَّم داود الطوباوي تلك الصرخة مقدمًا بالروح، قائلاً: "كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب" (مز 86: 9؛ في 2: 10-11). القديس كيرلس الكبير |
||||
يوم أمس, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 185730 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنَا بَانِيهِ عَظِيمٌ، لأَنَّ إِلَهَنَا أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ. [5] وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا؟ لأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُهُ، وَمَنْ أَنَا حَتَّى أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا إِلاَّ لِلإِيقَادِ أَمَامَهُ! [6] كثيرًا ما تحدَّث العهد القديم عن سماء السماوات (تث 10: 14؛ 1 مل 8: 27؛ 2 أي 6: 18؛ نح 9: 6؛ مز 68: 33، مز 148: 4). يقول بولس الرسول عن نفسه إنه "اختُطِفَ هذا إلى السماء الثالثة" (2 كو 12: 2). جاء في الترجوم Targum: [لأن السماوات السفلية والسماوات الوسطى والسماوات العليا لا تستطيع أن تحويه، بكونه هو الذي يعضد كل الأشياء بذراعه بسلطانه. السماء هي كرسي مجده، والأرض موضع قدميه، العمق وكل العالم مسنود بروح كلمته... فمن أنا لأبني له بيتًا؟] كان اليهود يعتقدون بوجود سبع سماوات، وجاء في العهد القديم "سماء السماوات" التي غالبًا ما يُقصَد بها السماء الثالثة، حيث العرش الإلهي ومسكن القديسين مع السمائيين في الحياة الأبدية. ويرى البعض مثل أمبروسيايتر أن القديس بولس اختُطِفَ مرتين، مَرَّة إلى السماء الثالثة، وأخرى إلى الفردوس الذي انطلق إليه اللص اليمين عندما صُلِبَ السيد المسيح. |
||||