منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 10:54 AM   رقم المشاركة : ( 185651 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






خَادِمٌ لِلْكُلِّ
(مرظ©: ظ£ظ¥)

إن كل كاتب إنجيل يُقدِّم جانبًا مختلفًا لشخصية الرب يسوع. ومن الملاحظ عامة أن مرقس يُقدمه كالخادم الكامل، والآية المفتاحية في هذا الإنجيل هي: «لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (مرظ،ظ*: ظ¤ظ¥). لقد جاء ليخدم، وبحياته أظهر لنا ما معنى أن تكون «خَادِمًا لِلْكُلِّ» (مرظ©: ظ£ظ¥؛ ظ،ظ*: ظ¤ظ¤).

إلا أن واحدًا من أجمل الأمثلة لخدمة ربنا لا نجدها في إنجيل مرقس، بل في إنجيل يوحنا. وعندما نتذكر أن يوحنا يقدم لنا الرب يسوع كابن الله، يصير المثل أكثر تعبيرًا ففي العدد الافتتاحي ليوحنا ظ،ظ£ نجد الرب يسوع يقوم عن العشاء ليفعل ما لم يفعله سواه! فابن الله «خَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا» (يوظ،ظ£: ظ¤، ظ¥).

التنازل

أليس هذا عجيبًا؟ لقد سبق ووضع جانبًا ثياب المجد التى كانت له أبدًا، ولبس جسمًا إنسانيًا، والآن وضع نفسه أكثر: «أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ» (فيظ¢: ظ§)، وعلى ركبتيه ذهب من تلميذ إلى آخر، يغسل أرجلهم المتسخة الملتهبة المُتعبة؛ أمر لم يكن أي مِن تابعيه على استعداد أن يقوم به. يا لها من نعمة!

لم ينسَ بطرس هذه الحادثة مطلقًا. ففي الوقت الذي شعر فيه أنه من الخطأ أن يغسل الرب قدميه، شرح له الرب أنه كان ليترك لتلاميذه مثالاً عمليًا للخدمة المتضعة (يوظ،ظ£: ظ¦، ظ،ظ¥)، لذلك بعدها بسنوات تذكر بطرس الخدمة الطائعة المتضعة، والاحتمال الصابر المتأني الذي ظهر في المسيح، وكتب: «لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ» (ظ،بطظ¢: ظ¢ظ،). دعونا نتأمل بعض هذه الخطوات المُسجلة في إنجيل مرقس، وبعض لمحات الخدمة الحقيقية التي وُهِبَت لنا.

عندما نفتح إنجيل مرقس نكتشف أن الرب يسوع سبقه خادم آخر مُمهّدًا له الطريق، وهو يوحنا المعمدان. وأول ما تلاحظه عن يوحنا أنه رسول قد أرسل: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ» (مرظ،: ظ¢). فأن يُرسَل شخصًا فهذا يتضمن أنه كان مدعوًا. والدعوة تتطلب طاعة. فإن كنا لنخدم الرب فلا بد أن يدعونا أولاً، ويجب أن نطيع الدعوة. فكيوحنا، وكالرب يسوع نفسه لا بد أن نُرسَل أولاً.

الشخصية

إن الشخصية دائمًا أهم من العمل. ويكشف لنا مرقس في إنجيله بعض السمات الواجب توافرها في حياة الخادم. والسمة الأولى هي الاتضاع، وهو ما ظهر جليًا في حياة يوحنا المعمدان، عندما وجه الرجال والنساء بعيدًا عن نفسه إلى الواحد “الأَقْوَى مِنّه”، «قَائِلاً: يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ» (مرظ،: ظ§، ظ¨).

إن الاتضاع هو نعمة لا تأتينا تلقائيًا. ففي يوم من الأيام، وفى الطريق إلى كفرناحوم حدثت مشاجرة بين التلاميذ «فِي مَنْ هُوَ أَعْظَمُ»، فاستلزم الأمر درسًا من الرب: أن العظمة الحقيقية تكمن في أن تكون «خَادِمًا لِلْكُلِّ»، وفى قبول أذل الناس باسم الرب (مرظ©: ظ£ظ£–ظ£ظ§).

وبعد ذلك ليس بكثير، أُثير الموضوع مرة أخرى، عندما تقدم يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي، ليطلبا مركز الصدارة في الملكوت الآتي، ومرة أخرى علَّمهم الرب بصبر الحاجة إلى الاتضاع، وكان هذا الحدث هو السبب في العبارة التى سبق وذكرناها عن سبب خدمته: «لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (مرظ،ظ*: ظ£ظ£-ظ¤ظ¥).

من السمات الأخرى التى يجب أن تميز حياة الخادم هي التحنّن والصلاة «لَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا، فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا، فَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا» (مرظ¦: ظ£ظ¤). فالخادم المتضع دائمًا ما يعتبر الآخرين أفضل من نفسه، وبالتالي يتَحَنَّنَ على من يراهم في احتياج.

والصلاة أيضًا لا بد أن تُميّز حياة الخادم، فيسوع الخادم الكامل «فِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ» (مرظ،: ظ£ظ¥). فالخدمة المؤثرة لا يمكن أن تتم دون صلاة. لقد اختبر الرب يسوع المقاومة من كل من الشيطان (مرظ،: ظ،ظ¢، ظ،ظ£)، ومن عائلته (مرظ¦: ظ¢، ظ£)، وكذلك علينا أن نتوقع المقاومة نحن أيضًا، ولهذا السبب فإن الصلاة في غاية الأهمية.

الخدمة

يسجل لنا مرقس وقائع عدة تكشف لنا بالضبط ما تتضمنه الخدمة. فالرجال الأربعة الذين حملوا صديقهم المفلوج على سرير، يُعلمونا ضرورة المثابرة في العمل الهام، بالإتيان بالمحتاجين إلى الرب يسوع (مرظ¢: ظ،-ظ¤). والرب يسوع نفسه «جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ»، وأعلن أن تعليمات السبت لا يمكن أن تطغى على أعمال الرحمة (أعظ،ظ*: ظ£ظ¨؛ مرظ£: ظ¤، ظ¥)، وكذلك علينا أن نسعى لفعل الخير مثله.

إن السمة العظمى للخادم هي التسليم الكامل لله. لقد امتدح المُخلِّص أرملة فقيرة، واعتبر فلساها الصغيرين مبلغًا يُعد أكبر من كل فضلة الأغنياء، لأنها أعطت الكل (مرظ،ظ¢: ظ¤ظ،-ظ¤ظ¤). وليس بعد هذه الأيام بكثير، أعطى الرب يسوع كل ما له، عندما وضع حياته لأجلنا على صليب الجلجثة.

إن خدمة كهذه مُكلّفة، لكن محبة الرب لنا تثبت أن أي خدمة نقدّمها له ليست مُكلّفة جدًا. وسنتعلم أكثر عن الخدمة كلما تأملنا في الخادم الكامل ونسعى - بمعونة الروح القدس - أن نكون أكثر شبهًا به.

 
قديم يوم أمس, 10:57 AM   رقم المشاركة : ( 185652 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






خَادِمٌ لِلْكُلِّ
(مرظ©: ظ£ظ¥)

إن كل كاتب إنجيل يُقدِّم جانبًا مختلفًا لشخصية الرب يسوع. ومن الملاحظ عامة أن مرقس يُقدمه كالخادم الكامل، والآية المفتاحية في هذا الإنجيل هي: «لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (مرظ،ظ*: ظ¤ظ¥). لقد جاء ليخدم، وبحياته أظهر لنا ما معنى أن تكون «خَادِمًا لِلْكُلِّ» (مرظ©: ظ£ظ¥؛ ظ،ظ*: ظ¤ظ¤).

إلا أن واحدًا من أجمل الأمثلة لخدمة ربنا لا نجدها في إنجيل مرقس، بل في إنجيل يوحنا. وعندما نتذكر أن يوحنا يقدم لنا الرب يسوع كابن الله، يصير المثل أكثر تعبيرًا ففي العدد الافتتاحي ليوحنا ظ،ظ£ نجد الرب يسوع يقوم عن العشاء ليفعل ما لم يفعله سواه! فابن الله «خَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا» (يوظ،ظ£: ظ¤، ظ¥).
 
قديم يوم أمس, 10:59 AM   رقم المشاركة : ( 185653 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




التنازل

أليس هذا عجيبًا؟ لقد سبق ووضع جانبًا ثياب المجد التى كانت له أبدًا، ولبس جسمًا إنسانيًا، والآن وضع نفسه أكثر: «أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ» (فيظ¢: ظ§)، وعلى ركبتيه ذهب من تلميذ إلى آخر، يغسل أرجلهم المتسخة الملتهبة المُتعبة؛ أمر لم يكن أي مِن تابعيه على استعداد أن يقوم به. يا لها من نعمة!

لم ينسَ بطرس هذه الحادثة مطلقًا. ففي الوقت الذي شعر فيه أنه من الخطأ أن يغسل الرب قدميه، شرح له الرب أنه كان ليترك لتلاميذه مثالاً عمليًا للخدمة المتضعة (يوظ،ظ£: ظ¦، ظ،ظ¥)، لذلك بعدها بسنوات تذكر بطرس الخدمة الطائعة المتضعة، والاحتمال الصابر المتأني الذي ظهر في المسيح، وكتب: «لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ» (ظ،بطظ¢: ظ¢ظ،). دعونا نتأمل بعض هذه الخطوات المُسجلة في إنجيل مرقس، وبعض لمحات الخدمة الحقيقية التي وُهِبَت لنا.

عندما نفتح إنجيل مرقس نكتشف أن الرب يسوع سبقه خادم آخر مُمهّدًا له الطريق، وهو يوحنا المعمدان. وأول ما تلاحظه عن يوحنا أنه رسول قد أرسل: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ» (مرظ،: ظ¢). فأن يُرسَل شخصًا فهذا يتضمن أنه كان مدعوًا. والدعوة تتطلب طاعة. فإن كنا لنخدم الرب فلا بد أن يدعونا أولاً، ويجب أن نطيع الدعوة. فكيوحنا، وكالرب يسوع نفسه لا بد أن نُرسَل أولاً.


 
قديم يوم أمس, 11:00 AM   رقم المشاركة : ( 185654 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الشخصية

إن الشخصية دائمًا أهم من العمل. ويكشف لنا مرقس في إنجيله بعض السمات الواجب توافرها في حياة الخادم. والسمة الأولى هي الاتضاع، وهو ما ظهر جليًا في حياة يوحنا المعمدان، عندما وجه الرجال والنساء بعيدًا عن نفسه إلى الواحد “الأَقْوَى مِنّه”، «قَائِلاً: يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ» (مرظ،: ظ§، ظ¨).

إن الاتضاع هو نعمة لا تأتينا تلقائيًا. ففي يوم من الأيام، وفى الطريق إلى كفرناحوم حدثت مشاجرة بين التلاميذ «فِي مَنْ هُوَ أَعْظَمُ»، فاستلزم الأمر درسًا من الرب: أن العظمة الحقيقية تكمن في أن تكون «خَادِمًا لِلْكُلِّ»، وفى قبول أذل الناس باسم الرب (مرظ©: ظ£ظ£–ظ£ظ§).

وبعد ذلك ليس بكثير، أُثير الموضوع مرة أخرى، عندما تقدم يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي، ليطلبا مركز الصدارة في الملكوت الآتي، ومرة أخرى علَّمهم الرب بصبر الحاجة إلى الاتضاع، وكان هذا الحدث هو السبب في العبارة التى سبق وذكرناها عن سبب خدمته: «لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (مرظ،ظ*: ظ£ظ£-ظ¤ظ¥).

من السمات الأخرى التى يجب أن تميز حياة الخادم هي التحنّن والصلاة «لَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا، فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا، فَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا» (مرظ¦: ظ£ظ¤). فالخادم المتضع دائمًا ما يعتبر الآخرين أفضل من نفسه، وبالتالي يتَحَنَّنَ على من يراهم في احتياج.

والصلاة أيضًا لا بد أن تُميّز حياة الخادم، فيسوع الخادم الكامل «فِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ» (مرظ،: ظ£ظ¥). فالخدمة المؤثرة لا يمكن أن تتم دون صلاة. لقد اختبر الرب يسوع المقاومة من كل من الشيطان (مرظ،: ظ،ظ¢، ظ،ظ£)، ومن عائلته (مرظ¦: ظ¢، ظ£)، وكذلك علينا أن نتوقع المقاومة نحن أيضًا، ولهذا السبب فإن الصلاة في غاية الأهمية.
 
قديم يوم أمس, 11:01 AM   رقم المشاركة : ( 185655 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الخدمة

يسجل لنا مرقس وقائع عدة تكشف لنا بالضبط ما تتضمنه الخدمة. فالرجال الأربعة الذين حملوا صديقهم المفلوج على سرير، يُعلمونا ضرورة المثابرة في العمل الهام، بالإتيان بالمحتاجين إلى الرب يسوع (مرظ¢: ظ،-ظ¤). والرب يسوع نفسه «جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ»، وأعلن أن تعليمات السبت لا يمكن أن تطغى على أعمال الرحمة (أعظ،ظ*: ظ£ظ¨؛ مرظ£: ظ¤، ظ¥)، وكذلك علينا أن نسعى لفعل الخير مثله.

إن السمة العظمى للخادم هي التسليم الكامل لله. لقد امتدح المُخلِّص أرملة فقيرة، واعتبر فلساها الصغيرين مبلغًا يُعد أكبر من كل فضلة الأغنياء، لأنها أعطت الكل (مرظ،ظ¢: ظ¤ظ،-ظ¤ظ¤). وليس بعد هذه الأيام بكثير، أعطى الرب يسوع كل ما له، عندما وضع حياته لأجلنا على صليب الجلجثة.

إن خدمة كهذه مُكلّفة، لكن محبة الرب لنا تثبت أن أي خدمة نقدّمها له ليست مُكلّفة جدًا. وسنتعلم أكثر عن الخدمة كلما تأملنا في الخادم الكامل ونسعى - بمعونة الروح القدس - أن نكون أكثر شبهًا به.
 
قديم يوم أمس, 11:03 AM   رقم المشاركة : ( 185656 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تدعو المسيحية كما يظن البعض إلى التشكيك الدائم للوصول لليقينية. هذه خدعة شيطانية يفضحها الرسول في رسالة غلاطية. فالمسيحية تنطلق من اليقين، وليس من الشك. كثيرًا ما يوصي بولس بالثبات على ما تعلمنا وأيقنا، ولا يوصي أبدًا بمحاولة التشكيك الدائم التي تعكس عدم الإيمان في مصدر التعليم. ففي رسالة غلاطية ظ،: ظ© يقول للغلاطيين «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا (ملعون أو محروم)». وهنا يقول الرسول بولس عكس ما يدَّعيه البعض؛ أن المؤمن ينبغي أن يكون دائمًا منفتحًا لمراجعة معتقداته. وبالرغم من أن هذه الجملة فيها شيء من الصحة، وليست صحيحة كليًا، إلا أن استخدامها في الآونة الاخيرة كان كمَن يقول حقَّا يُراد به باطل، لهدم الإيمان. بل ويقول البعض إن أسوأ ما يمكن أن يحدث للمؤمن هو أن يظن أنه عرف الحق. فلو أن ما يدّعيه البعض صحيحًا، لما قال الرسول بولس لهم، إنه لو أتى أحد بتعليم يخالف ما تعلمتم فليكون ملعونًا أو محرومًا. وبذلك يدعوهم الرسول أن لا يكونوا منفتحين لمراجعة ما تعلموه وأيقنوه مرة. بل يدعوهم لأن يثبتوا في تعليم الانجيل الذي تعلموه من الرسول بولس.

يقول البعض إن الشك في المعتقدات هو الأمل الوحيد للمؤمنين حاليًا. حسنًا! ولكن الكتاب يقول إن الثبات على تعليم الكتاب هو الأمل. أظن أن التضاد واضح بين الاتجاهين. يريد الرسول بولس أن المؤمنين يتمسكوا بالإيمان الذي بُشّروا به في البداية «الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ» (يهظ£). جيد أن أراجع ما تعلّمت من كلمة الله، وهنا يجب أن أصل لمرحلة أخرى يسميها الكتاب ”اليقين“. اسمع الرسول بولس يُخاطب ابنه وتلميذه تيموثاوس قائلاً: «وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ» (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¤). لذلك يضع الكتاب «تَعَلَّمْتَ» أولاً، ثم «أَيْقَنْتَ» ثانيًا. ومتى وصلت لمرحلة اليقين، فيجب أن أتمسك تمامًا بما يقول الكتاب، وليس أن أظل دائم الشك في كل شيء كما يريد البعض. فهذا يعكس عدم إيمان في كلمة الرب. وبالمناسبة يستحيل الوصول لليقين لو كان الحق نسبيًا كما يظن الكثيرون. فمبدأ نسبية الحقائق لا يعطي فرصة مطلقًا لليقين.
 
قديم يوم أمس, 11:04 AM   رقم المشاركة : ( 185657 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ماذا لو أتى أحدهم بتعليم غير ما تعلمناه؟


يقول بولس في غلاطية ظ¢: ظ¤، ظ¥ إن موقفه منهم كان واضحًا «لَمْ نُذْعِنْ لَهُمْ بِالْخُضُوعِ وَلاَ سَاعَةً، لِيَبْقَى عِنْدَكُمْ حَقُّ الإِنْجِيلِ». في يومنا هذا يدعو البعض لإعطاء حرية إبداء الآراء في كل الأمور، وسماعها مرة واثنين وثلاثة، والتهادن معها. حسنًا، لم يكن هذا موقف الرسول بولس. قد يتهم البعض مَن يحذو حذو الرسول بولس أنه لا فرق بينهم وبين داعش شيء. فلقد تم استغلال مواقف داعش الشريرة لتكون ”بعبع“ و”تهمة“ يُتهم بها كل مَن يريد أن يتصدى للخطإ داخل كنيسة الله، باعتبار أنه لا يُتيح حرية العقيدة، تمامًا كما تفعل داعش. مع أن الفرق واضح فداعش تقتل وتذبح وتُهلِك مَن لا يدين بعقيدتها، بينما الرسول بولس، ومن يحذون حذوه، لا يقتلون ولا يذبحون، لكنهم يتصدون بشجاعة للأخطاء التعليمية التي تحاول التسلل داخل الكنيسة، ويقولون بوضوح لمَن ينشر التعليم الكاذب: ”هذا التعليم غير مقبول، ولا مُرحَب به في كنيسة الله. إن أردت أن تُعلّم هذا التعليم فلا تفعل هذا بيننا“.

وغني عن البيان أن الرب أعطى للكنيسة هذا السلطان لكي تحكم على مَن ينشر تعاليم كاذبة ألا يكون داخلها. أما إن أراد أن ينشره خارجها فما سلطانها؟ تمامًا كما فعل بطرس مع سيمون؛ لم يسمح له بالتواجد داخل الكنيسة، ولكن حين خرج إلى خارج، وأخذ ينشر فكره، فهل لنا أن نحكم عليه؟ كلا بالطبع. لكن من حق الكنيسة أن تحكم على من بداخلها «لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ؟ أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ» (ظ،كوظ¥: ظ،ظ¢، ظ،ظ£).

ملخص القول إن المسيحية لا تُعطي في الحقّ ديمقراطية أو فرصة للتعددية. وهذا في قمة الوضوح من مواقف وتعليم الرسول بولس في رسالة غلاطية.
.
 
قديم يوم أمس, 11:05 AM   رقم المشاركة : ( 185658 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



في رسالته الأولى لتيموثاوس يصف الرسول بولس مَن يُعلِّم بتعليم لا يوافق التعليم الصحيح بأنه «قَدْ تَصَلَّفَ، وَهُوَ لاَ يَفْهَمُ شَيْئًا»، وبأنه مِن ضِمن «أُنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ»، ويُوصي الرسول تَجَنَّبْ مِثْلَ هَؤُلاَءِ» (ظ،تيظ¦: ظ£-ظ¥). أظن أن هذه الصفات لو أُطلقت اليوم على مَن يُعلّمون تعاليم لا توافق التعليم الصحيح، سيُقال على من يصفهم بذلك إنه إرهابي، ومتزمت، يُطلق الأحكام، وكأنه مكان الله. حسناً! الرسول بولس فعل هذا. فهل الرسول بولس كان إرهابيًا ومتزمتًا؟ ما لزوم وجود مثل هذه الآيات في الكتاب المقدس إن لم يكن هذا حكم يمكن إطلاقه في نفس الظروف التي دعت بولس لإطلاقه في القرن الأول؟

قرأت هذه الجملة مؤخرًا على أحد صفحات التواصل الاجتماعي: ”لا يحق لأحد أن يفرض قناعاته على أحد“، وهي حق. فليس لي أن أفرض ما أنا مقتنع به من كلمة الله على شخص آخر. ولكن إن أراد هذا الآخر أن يكون في شركة مع جماعة المؤمنين، مع كنيسة الله، فليس من حقه أيضًا أن يفرض عليهم تعاليم لا تتفق مع كلمة الله؛ دستور ونور الكنيسة الوحيد.
 
قديم يوم أمس, 11:06 AM   رقم المشاركة : ( 185659 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هل ينجح المعلمون الكذبة؟
وهل تنتشر أكاذيبهم ويصدقها الكثيرون؟ في واقع الأمر هذا ما يحدث عادة. ولكن انتشار التعليم الكاذب ليس دليلاً على صحته ولا على نجاحه مطلقًا. بل إن موافقة الأكثرية على التعليم الخاطئ تُذكرنا بقول الرسول بولس لتيموثاوس أن تعاليم أولئك، الذين زاغوا عن الحق، ستنتشر بكثرة في الأيام الأخيرة، كمثل انتشار الغرغرينا، حتى لا يمكن إيقافها «وَأَمَّا الأَقْوَالُ الْبَاطِلَةُ الدَّنِسَةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ، وَكَلِمَتُهُمْ تَرْعَى كَآكِلَةٍ (غرغرينا)». إنهم «يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ»، فلن يكون هناك حد للتعاليم الخاطئة التي سينشرها أولئك الذين قال عنهم في نفس الفقرة إنهم «يَقْلِبَانِ إِيمَانَ قَوْمٍ» (ظ¢تيظ¢: ظ،ظ¤-ظ،ظ¨). فتعاليمهم الكاذبة ستقضي على الأخضر واليابس، ولن تتوقف عند حد معين. فلن يكتفي المعلمون الكذبة بهدم بعض تعاليم كلمة الله، بل سيتقدمون رويدًا رويدًا ليهدموا أسس الإيمان المسيحي. سوف لا يخجلون يومًا من إنكار خلاص الله من خلال صليب المسيح (بدأنا نسمع بعض التعاليم التي تتجه نحو هذا الفكر)، وسيتبجحون يومًا ما وهم ينكرون لاهوت المسيح. ليتنا لا ننخدع حين نرى الجمع ينجرف وراء أولئك المعلمين. هذا ما قاله بولس منذ الفي عام ونراه في يومنا حادثًا بوضوح.
 
قديم يوم أمس, 11:07 AM   رقم المشاركة : ( 185660 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ثم يقول الرسول بولس لتيموثاوس «وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ» (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¤). فبعد أن أكثر الرسول بولس من تحذيراته لتيموثاوس بخصوص التعليم والمعلمين الكذبة، يُوجِّهه لئلا يفصل بشكل مطلق التعليم عن شخص المعلم وتوجهه العام. وينصحه بأن يحرص ألا يتعلم فقط تعليمًا صحيحًا، بل يكون عارفًا ممن يتعلم. فأن أسمع التعليم المسيحي من أحد المُعلمين، وأنصح الآخرين بسماعه، يقتضي أن أكون مستريحًا ومصادقًا على مجمل تعليمه المسيحي، وليس فقط الجزئية التي أعجبتني. فلا تقل لي: ”هذا الشخص ينكر الوحي اللفظي لكلمة الله، لكن لديه تعليم رائع بخصوص صليب المسيح“. الحق المسيحي لا يتجزأ. ويجب أن يكون توَّجه المُعلم صحيحًا في الحق كله، وليس في بعض أجزاء منه. وهنا أحذر أحبائي جميع اولاد الله؛ إذا رأيت معلمًا زاغ وانحرف عن الحق، فأرجوك لا تظن في نفسك الفطنة أن تتخير من كلامه الصحيح من الخطإ. اهرب لحياتك! ولا تعد تسمعه كمعلم مسيحي. ما لا يؤخذ كله لا يترك كله، مبدأ لا نجده في كلمة الله بخصوص التعليم.

والسؤال الحرج هنا: ”ماذا عن سلوك المعلم؟“ قد يكون هناك معلم مسيحي وتوَّجهه سليم بشأن الحق، لكن بعض سلوكياته جسدية. أقول وإن كان الخادم مسؤولاً مسؤولية خطيرة أمام الرب أن يسلك بقداسة لئلا يُجلب إهانة لكلمة الله التي يُعلّم بها، إلا أن سلوك الخادم لن يُغير من الحق الذي يعظ به. لكن تعليمه الخاطئ حتمًا سيُغير من الحق الذي يعلم به. لذلك، ومع أنه خير لمن لا يسلك سلوكًا مسيحيًا صحيحًا ألا يُعلّم بالكلمة لئلا يُجلب عليها إهانة، إلا أن خطره أقل كثيرًا من ذاك الذي يعلم تعليمًا مغلوطًا. فبخصوص السلوك لن تجد مَن لا يُخطيء. بولس أخطأ، برنابا أخطأ، أنبياء العهد القديم كانت لهم سقطاتهم. وكلنا لنا سقطاتنا في سلوكنا. وإن كان هذا أمرًا مشينًا، إلا أن خطورة التعليم الخاطئ تتخطى خطورة السلوك الخاطئ. ما دام التعليم صحيحًا فهناك أمل في تغيير السلوك. أما إن فسد التعليم الذي ينشئ السلوك ... فبماذا يصلح؟

(أكرر أن النقطة السابقة ليست مبرراً للسلوك الخاطئ الذي يصدر من أي خادم، بل هي مجرد فقط وضع للأمور في نصابها. من الأفضل لو كان المعلم سلوكه جسدي أن يتوقف عن التعليم على الأقل حتى ينصلح حال سلوكه)
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025