وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[Mary Naeem]

انكم لستم لانفسكم للقديس يوحنا ذهبي الفم والقديس اغريغوريوس النيصي

اذاً ماذا يعنى بعباره ” انكم لستم لانفسكم ” وماذا يريد ان يحقق من وراء هذا ؟ يريد ان يجعلهم ان لا يخطئوا , وان لا يتعبوا شهوات انفسهم غير اللائقه لاننا بالحقيقه نريد لانفسنا اموراً كثيره غير لائقه حين انه من الواجب علينا ان نضبط انفسنا وهذا ممكن بالنسبه لنا ,لانه ان لم يكن هذا ممكناً لنا , فأن النصيحه ستكون في غير موضعها .

لاحظ كيف ان القديس بولس قد حقق ما يريد ,فبعدما قال ” لستم لاأنفسكم” لم يقل انكم تحت ضغوط او اكراة ,لكنه اضاف “لأنكم قد اشتريتم بثمن ” ثم يستطرد قائلاً ” فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التى هى لله” يقول ذلك لكى نهرب من الزنا , ليس فقط بالجسد بل وبأرواحنا ونفوسنا ايضاً والا نفكر ابداً في الزنا , لأنه ان فعلنا عكس ذلك ستتخلى عنا النعمه وعندما يكتب الرسول بولس في اجسادكم وفي ارواحكم التى هي لله فهو يريد ان يذكرنا بأستمرار بأن كل شيء هو لله ,الجسد والنفس ,والروح , لاحظ كيف انه يرجع كل شيء للمسيح وكيف يسمو بنا الى السماء , اذ يقول انت اعضاء في جسد المسيح وهيكل الروح القدس لا تصيروا اذ اعضاء للزنا بل اعضاء في جسد المسيح وهذه الامور يذكرها لكى يظهر في نفس الوقت محبه الله تجاه البشر,فجسدنا هو له وقد انقذنا من سلطان الخبيث ( اى الشيطان ) فلو كان جسدكم غريباً .اى ليس ملكاً لكم فلن يكون لكم الحق في اهانه جسد غريب وخاصه لو كان الجسد ملكاً لالهكم , ولا ان تنجسوا هيكل الروح وطالما ذاك الذي يقتحم منزلا غريباًويستمتع بكل ما فيه , يعاقب بشده فكم يكون عقاب ذاك الذي يجعل هيكل الملك ملجأ لصوص,فكر في مقدار الشرور التى سيعانيها

المرجع :

الذي يزنى يخطىء لجسده للقديسين يوحنا ذهبي الفم واغريغوريوس النيصي ترجمه سعيد حكيم يعقوب

صــــ 30 ,31

[Mary Naeem]

توافق العهدين القديم والجديد في ان الابن له سلطان .

القديس يوحنا ذهبي الفم

القديس يوحنا ذهبي الفم في عظته الخامسه يتكلم عن توافق العهد القديم والجديد في ان المسيح له سلطان قائلاً:

هل ترون كيف ان العهد الجديد يتفق مع القديم وكيف كلاً منهما يبين ان المسيح له سلطان ؟

لكن ماذا عن هذا ؟ لنفترض ان المسيح صنع الانسان لكنه وهو يصنعه تصرف فقط كخاضع ( للاب ) . يكفي هذا النزاع السخيف غير اللائق ! لأنه عندما قال الله ” لنعمل الانسان ” لم ” يَضف علي صورتك التى هي اقل من صورتى ” ولا قال ” علي صورتى التى هي اعظم من صورتك ” بل ماذا قال الله ؟ ” علي صورتنا كشبهنا ” (تل 1:26) وبكلامه بهذه الطريقه اظهر انه يوجد صوره واحده للاب والابن . لانه لم يقل ” صور ” بل قال ” صورتنا ” لا يوجد صورتان غير متساويتان . بل نفس الصورة المتطابقه للابن والاب .

لهذا السببب قيل ان الابن يجلس عن يمين الاب , لكى تعلموا ان لهما نفس الكرامه والقوة

الجلوس علي العرش بنفس الكرامه وبالضبط بنفس الطريقه هي علامه قوة ربوبيه الوقوف بجانب العرش هى علامه قوة خاضع يفعل ما يؤمر به لكى تعرفوا ان هذا حقيقي , اسمعوا ما يقوله دانيال : ” كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايا ز الوف . تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه ” ( دا 7:9,10) وايضا اشعياء قال ” رايت السيد ( الرب ) جالسا علي كرسي عال (عرش) والسيرافيم واقفون حولع ويخدمونه ” ( اش 6:1,2) وميخا قال ” رايت الرب جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يسارة ” ( 1مل 22:19)

هل ترون انه في كل هذه النصوص القوات السماويه واقفه تخدم بينما الرب جالس؟ لذلك عندما ترون ان الابن ايضا جالس عن يمين الاب لا تظنوا ان كرامته هى كرامه من هو يخدم ومن هو ادنى منه . ينبغي لكم ان تلاحظوا ان كرامته هى كرامه سيد ( رب ) له سلطان

ان بولس فهم كلا الشيئين وهما ان تقف بجانب ونلازم يليق بمن يخدم . لكن الجلوس هو علامه لمن يعطون اوامر وتوصيات . انظر كيف ميز بينهما عندما يقول ” عن الملائكه يقول الصانع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار ( هب 1:7) ” واما عن الابن كرسيك يا الله الى دهر الدهور ( عب 1:8) وبواسطه الكرسي يرينا القوة الملوكيه للأبن

لذلك حيث ان حديثنا قد برهن بكل هذه النصوص ان الابن لم يَقيم كمن هو يخدم , بل ان له كرامه تليق بسيد , لنعبده كرب لنا بسبب انه مساو في الكرامه للأب . وهو بنفسه اوصانا بعمل هذا عندما قال ” لكى يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب ” ( يوحنا 5:23)

المرجع :

كتاب مساو للأب في الجوهر للقديس يوحنا ذهبي الفم الطبعه الثانيه صـــــــــ 100,101

[Mary Naeem]

مساواه الابن بلاب في الازليه

يقول القديس امبروسيوس

بالطبع انا لا ارغب في ان نثق في افكارنا الشخصيه , بل لنقتبس من الكتب المقدسه , فأنا لم اقل من نفسي : في البدء كان الكلمه ” ( يوحنا 1:1) , ولكننى اسمعها في الكتب المقدس , وانا لم اختلق ( هذا النص ) ولكنى اقرأ ما يقرأه الجميع , لكن للأسف لا يفهمه الجميع , وحينما تقرأ تلك الايه , نسمعها جميعاً , ولكن لا يستوعبها الجميع , اذ ” قلب البعض قد غلظ واذانهم قد ثقلت ” ( اعمال 28:27) , اعنى اذان استعداداهم الداخلى .فالجسد لا بخطىء, اذ انه يؤدى وظائفه ويستقبل باستمرار ما تسمعه الاذن بل ان الذهن هو المترجم الذي يعاكس السمع الصالح وهو الذي يرفض سماع ما قيل وفهم وما قرأ .

فلماذا تسد اذانك بشمع ورصاص …؟ انت تسمه بلا رغبه وبأذدراء . انت تسمع لذلك انت بلا عذر كأنك تسمع .

في البدء كان الكلمه

بالتالى , حينما نقرأ : ” في البدء كان الكلمه ” فأنت تسمع . واذا سألتك من يقول هذا .. فسترد بالتأكيد انه يوحنا صياد السمك . ولكنه لا يتكلم بهذا كصياد للسمك , بل كصياد لعقول البشر لأنه لم يعد بعد يصطاد السمك بل صار يحى البشر ( انظر لوقا 5:10 ) تلك الكلمات ليست كلماته , بل كلمات من وهبه قوة الاحياء … ومن احياء المسيح , وتعلم ما نطق به يوحنا , فقد ادرك ان المسيح هو الكلمه . وهكذا , منذ ان عرف يوحنا , ممتلئاً من الروح القدس , ان بدايه الكلمه لم تكن زمنيه بل فوق الزمن , ترك العالم . ولما ارتقي في الروح فوق كل بدايه ” في البدء كان الكلمه ” اى لتبقي السماوات دونه لانها لم تكن قد خلقت بعد طالما انه ” في البدء كان الكلمه ” فبالرغم من ان السماوات لها بدايه , الا ان الله ليس له بدايه . والكتب المقدس تقول : في البدء خلق الله السموات والارض ( انظر تكوين 1:1) ان الفعل ” خلق ” شيء والفعا ” كان ” شيء اخر فما ” خُلق” له بدايه وما ” كان ” ليس له بدايه ولكنه كائن من قبل فليبق الزمن ايضا دونه لان الزمن قد خَلق بعد السماوات فلتبق الملائكه ورؤساء الملائكه كذلك دونه . صحيح اننا لم نعرف تحديدا بدايه الملائكه , ولكن هذا يعنى انه كان هناك زمن حينما لم تَخلق . لانهم لم ” يكونوا ” بل صارت لهم بدايه في وقت معين . اذن , ان لم استطع اكتشاف بدايه اولئك الذين لهم بالتأكيد بدايه , كيف يتسنى لى اكتشاف بدايه الكلمه .

والكلمه كان عند الله

هكذا كان اعلن يوحنا الالوهيه الازليه التى للكلمه بشكل واضح ولئلا أحد ابديه الكلمه عن الاب , اذ اننا نؤمن ان ما للأب هو بعينه للأبن , اضاف الصياد الصالح قائلا ” والكلمه كان عند الله ” ما قاله يوحنا ينبغي يوحنا يَفهم على النحو التالى ” كان الكلمه مثلما كان الاب , حيث انه هو والاب معاً, وكان الكلمه ايضاً في الاب , وكان دائماً مع الأب ” وبالتأكيد, حينما نقرأ عن الاب انه ” كان” هكذا نقرأ عن الابن انه ” كان “

فلماذا تدعى فهمك للمعنى الكامن وراء ( هذه الاقوال ) , بينما انت لم لم تفهم من الاساس القراءة ؟ فمن طبيعه الكلمه ان يكون مع الاب , ومن طبيعه الاب ان يكون مع الكلمه , وكلمات يوحنا التى نقرأها تقول : ” والكلمه كان عند الله ” . لذلك اذ كان هناك – بحسب رأيك الشخصي – زمنا كان الكلمه فيه غير موجود فبالتالي سيكون الاب ايضا غير موجود , الكائن مع الابن , غير موجود منذ البدء . لاننى اتعلم بواسطه الكلمه ومن خلاله افهم ان الله ( الاب ) موجود وكائن . فأن كنت اؤمن ان الكلمه ازلى وهذا ما اؤمن به , لن اشك مطلقا في ازليه الاب ولكن ان كنت اظن ان ميلاد الابن من الاب هو ميلاد زمنى , فسيصبح الابن مجرد مخلوق يَشبه بقيه المخلوقات , وبالتالى سيكون الاب ( الكائن مع الابن ) خاضع للبدايه الزمنيه هو ايضاً ولكن ان كنت تشك في ازليه الاب , لانه ليس من طبيعه الله ان تكون له بدايه , وان كنت لا تشك اذن في ازليه ابنه عموماً لكى نرتبك بسبب استخدام الفاظ بشريه مثل ” الكلمه ” و ” الابن ” فقد حسم القديس يوحنا الامر حين قال : وكان الكلمه الله ” لكى يبرهن بكل وضوح علي مساواة الابن للأب

المرجع :

كتاب سر تجسد الرب لقديس امبروسيوس ترجمه ريمون يوسف صـــــ20-23

[Mary Naeem]

هل طبيعه الكلمه تغيرت بعد التجسد

للقديس امبروسيوس

اباءنا في نيقيه قد اقروا في هذه القوانين ان كلمه الله من جوهر واحد مع الاب , غير قائلين ان الجسد له هذا الجوهر الواحد ايضاً, واعترفوا ان الكلمه من جوهر الاب اما الجسد فمأخوذ من العذراء . (اش14:7)” ها العذراء تحبل وتلد ابناً” لانها نالت قوة وحملت ابناً وقد ولدت هذا الابن بنفسها وهذا ما اعلنه غبريال الملاك في كلمات واضحه قائلاً :” القدوس المولود منك يدعى ابن الله ” ( لو 35:1) يقول ” منك” حتى تعرف انه ولد منها كأنسان … لان بولس يقول ” الذي سبق فوعد به بواسطه انبيائه في الكتب المقدسه , عن ابنه الذي صار من نسل داوود من جهه الجسد ” (رو1:2,3) والى اهل غلاطيه يقول : ” ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولوداً من امرأه ,مولوداً تحت الناموس ” (غلا 4:4 ) والى تلميذه تيموثاوس يقول : اذكر يسوع المسيح المقام من الاموات , من نسل داوود ” ( 2تى 8:2)

ولهذا استلم المسيح منا ما قد سبق ووهبنا اياه كخاصته ( الجسد ) حتى يفتدينا مما لنا ( الموت ) ومن فيضه الالهى يمنحنا ما لم يكن لنا ( الحياه الابديه ) . اذن قدم المسيح ذاته بحسب طبيعتنا , حتى يصنع من داخل طبيعتنا عملا يفوق قدرتنا والمقصود بهذا العمل هو الذبيحه التى من خلالها قد نلنا الجعاله . واذا بحثت في حياه المسيح ستجد اموراً كثيرة , احياناً تكون امور طبيعيه واحيان اخري ستجدها امور فوق الطبيعه . لان بحسب طبيعتنا كان في الرحم , وولد, ورضع , واضجع في مذود , اما كون عذراء تحبل به وتلده ,فتلك الامور غير طبيعيه لقد حدث كل هذا حتى تؤمن ان من جدد بميلاده تلك الطبيعه هو الله وان الذي ولد بحسب الطبيعه هو انسان

لذلك اخطأ البعض حين اعتقدوا بأن طبيعه الكلمه ذاتها تغيرت تلك الطبيعه لا يمكن ان تتغير كما يقول الرب نفسه ” لانى انا الرب لا اتغير ( ملا6:3) وكما يقول ايضا بولس : ” يسوع المسيح هو هو امساً واليوم والي الاب ” ( عب 8:13)

المرجع :

سر التجسد الالهى للقديس امبروسيوس ترجمه ريمون يوسف صــــــــــ 40-41

[Mary Naeem]

من انكر الروح القدس انكر الاب والابن

يقول القديس امبروسيوس




من ينكر الروح القدس ينكر الاب والابن ايضاً لان الروح هو روح الله وهو نفسه روح المسيح



Reference


Ambrose Milan. (1997). Three books of St. Ambrose on the Holy Spirit H. DeRomstein, E. DeRomstein & H. T. F. Dacworth, trans.). In the Fathers of Nicaea and the post-Nicaea Series II volume. X (100)

who has denied the Spirit has denied also the Father and the Son, since the same is the Spirit of God Who is the Spirit of Christ.

[Mary Naeem]

الايمان بأمور لا ترى للقديس اغسطينوس

هناك اناس يعتقدون ان الديانه المسيحيه يلزم السخريه منها وليس التمسك بها , وذلك لانه لا يمكن اثباتها بأمور مرئيه , بل ان الناس فيها مطالبون بلأيمان بأمور لا ترى ونحن ندحض فكر هؤلاء الحكماء في اعين انفسهم الذين لايريدون ان يصدقوا ما لا يستطيعون ان يروة بعيونهم , فأننا لا نستطيع بالطبع ان نُظهر للعيون البشريه هذه الامور الالهيه التى نؤمن بها لكننا نستطيع ان نُظهر للفكر البشري انه يمكننا تصديق حتى الاشياء التى لا تري

بدايه يجب ان نقول لهؤلاء الذين بحماقتهم قد اعطوا لعيونهم الجسديه اهميه جعلتهم لا يصدقون كل ما يرون

بهذه العيون : كم من امور يصدقونها بل ويعرفونها ولكنها لا ترى باعينهم تلك ؟ هذه الامور غير محصاه توجد في عقولنا نفسها –مع العلم ان طبيعه هذ العقل ذاته ايضاً انه غير مفحوص –كالايمان الذي نصدق امراً ما والفكر الذي به نحكم بأن نصدق الشيء او لا نصدقه , بلاضافه الي امور اخري كثيرة , هذه الامور جميعها غريبه عن انظار العيون الجسديه . وبرغم من ذلك كم هي مكشوفه وواضحه ومؤكده لعيون فكرنا الداخليه ؟ اذا كنا بدون شك ندرك وجود الايمان والافكار رغم انه لا يمكن رؤيتهما بلاعين الجسديه فكيف لانؤمن بالمسيح اذن ؟

2: لكن قد يقولون ان الامور التى في العقل , نستطيع بواسطه العقل نفسه ان نميزها فليس لنه حاجه ان نراها بعيون الجسد , لكن تلك الامور التى تطالبنا بأن نؤمن بها ليست هي اشياء خارجه عنا حتى نراها بعيون الجسد , ولا هي داخل عقولنا حتى انه بتمرينات مُعينه للفكر قد نراها زاعمين ان تلك الاشياء التى يصدقونها هي فقط الاشياء التى يرونها امامهم . لذللك اقول انه يجب علينا بالتأكيد ان نؤمن ببعض الامور الحاضرة وان كنا لا نراها لكيما نستحق ايضا ان نرى الاشياء الابديه التى نؤمن بها .

لكن انت يا من لا تصدق الا ما تراه , هوذا الماديات التى حولك تراها بعيون الجسد , ونياتك وافكارك الخاصه تراها بعيون عقلك اذ هي حاضرة في عقلك . ولكن اخبرني , نيه صديقك نحوك … بأى عيون تراها ؟ فلا يمكن ان ترى النيات بعيون الجسد فهل ترى في عقلك ايضاً ما يدور في عقل الاخر ؟ ولكن ان كنت لا تراها فكيف تبادل نيه صديقك الصادقه نحوك ان كنت لا تؤمن بما لا تراه ؟

هل ستقول جدلاً بأنك ترى نيه الاخر من خلال اعماله ؟ اذن انت سترى افعالاً , وستسمع كلمات , ولكن نيه صديقك التى لا يمكن ان ترى او تسمع فأنت ستصدقها فهذه النيه ليس لها لون او شكل حتى تراها العينان , وليس لها صوت او نغم حتى تسمعها الاذنان , وهي ليست نيتك لكى ما تكون محسوسه في قلبك . وعلى الرغم من انها لا تري ولا تُسمع ولا هي منظورة بداخلك فيجب عليك ان تصدق هذه النيه والا ستشعر بالوحده في حياتك بدون صداقه , ولن تستطيع ان تبادل من يحبك نفس الشعور

فأين هذا الذي تقوله اذن انك لا تستطيع ان تصدق شيئاً الا لو رأيته بعين الجسد او رأيته داخل قلبك ؟ هوذا من كل قلبك تصدق ما في قلب غيرك وتؤمن وحيث لا تستطيع ان تري بعينيك او بقلبك . فوجه صديقك تستطيه ان تميزة بعين الجسد وموقفك نحوة يمكنك ان تميزة بعقلك لكنك لن تستطيع ان تُقدر محبه الاخر لك ما لم تبادله هذا الحب , اذ تصدق ان فيه هذا الحب الذي لا تراه فمن الممكن ان يخدع الرجل غير باختلاق النيه الحسنه , واخفاء الحقد وحتى ان لم يمكن يفكر في ايذائك ولكن لانه قد ينتظر ان ينتفع منك بشيء فمن الممكن ان يختلق المحبه علي الرغم من انها ليست فيه

• لكنك تقُول انك تصدق صديقك , الذي لا يمكن ان ترى قلبه لأنك اختبرته في تجاربك , اذ لم يتركك في وقت الشده فقد عرفت حقيقه شعورة نحوك .فهل هذا معناه انه يجب ان نتمنى ان تصيبنا الشدائد لكيما نتيقن من صدق حب الصديق لنا ؟ فهذا يعنى انه لن يوجد رجل صديق مع الاصدقاء الاوفياء , مالم يحزن الصديق في المصائب التى تصيب صديقه !! ولن يتمتع احد اذن بحب الاخر ما لم يتألم بأحزان ومخاوف !! وكيف نتمنى السعاده مع الاصدقاء المخلصين زلا نخشاها ان كنا لا نستطيع ان نثبت صدق حبهم الا من خلال الاحزان ؟ ولكن من الممكن ان يكون لك في وقت السعه , وان كنت تستطيع ان تثبت صداقته بلاكثر في وقت الشده لكنك بالتاكيد لن تعرض نفسك للخطر لكى تتيقن من صداقته ما لم تكن متأكداً انه سيُثبت حسن ظنك , وهكذا فأنت فيما تعرض نفسك للخطر فأنت تصدق صديقك من قبل ان تجربه

بالتأكيد , ان كان لا يجب علينا ان نصدق الامور التى لا ترى , لكننا حقا نصدق قلوب اصدقائنا وان كنا لم نبرهن على صدق شعورهم , وحتى بعد ان نتأكد من صداقتهم من خلال ضيقاتنا فنحن نصدق نيتهم الصادقه نحونا دون ان نراها . اذا عظيم جدا الايمان الذي به نحكم بشكل ملائم اننا نري –يعيون ما – الذي نؤمن به ,فأننا يجب ان نؤمن اذا لاننا لا نرى

المرجع:

كتاب الايمان بامور لا ترى للقديس اغسطينوس صــــــ 9-13

[Mary Naeem]

من هو المسيحى الحقيقي للقديس اغريغوريوس النيصي

اننا نستطيع ان نميز بين الانسان الحقيقي والصورة التى تشبهه . ان الصورة حتى لو كانت تشبه الانسان الا انها بلا حياه وهكذا نحن نستطيع ان نميز بين المسيحي الحقيقي وبين ذلك الانسان الذي هو مسيحي بلأسم فقط . وذلك بالنظر الي صفاته الشخصيه . ان علامات المسيحي الحقيقي هي في اولئك الذين لهم شركه والتصاق بالمسيح , وهؤلاء هم المسيحيون الحقيقيون الذين نحذو حذوهم . اننا نمجد ونعبد المسيح ولذلك كان من الضرورى علي الحياه المسيحيه ان تستنير بالمسيح وصفاته وهكذا فأن البعض يتشابه مع المسيح خلال السلوك والبعض يتشابه معه من خلال العباده وكما يقول الرسول بولس ” لكى يكون انسان الله كاملا متأهباً لكل عمل صالح ” ( 2تى 17:3) فأن الكمال يتحقق بعدم وجود الشر في حياتهم

ويضيف بعد ذلك بقليل قائلاً

ان المسيحين يجب ان يدركوا مسيحيتهم بالتمام في كل صفات وسمات حياتهم لكى يظهروا كل الصلاح في ارتباطهم الكامل بالمسيح مظهرين كل ما يتضمنه ذلك الاسم ويجب ايضاً علي الانسان المسيحي ان ينتصر بالتمام علي تلك الحروب الارضيه التى هي الصراع بين الخير والشر حيث يصير الانسان في سلام مع نفسه ولا يكون هناك اى صراع حسب قول الرسول بولس ” لانه اى خلطه للبر والاثم .وايه شركه للنور مع الظلمه ” 2كو 14:6

المرجع:

الكمال المسيحى للقديس اغريغوريوس النيصي تعريب القمص اشعياء ميخائيل صـــــ 20-23

[Mary Naeem]

حتى ولدت ابنها البكر هل تنفي بتوليه العذراء القديس يوحنا الدمشقي

دوام بتوليه العذراء .فأن الدائمه البتوليه قد بقيت عذراء حتى بعد الولاده لانها حتى وفاتها لم تعرف رجل واذا كان قد كتب ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر فأعلم ان البكر هو المولود الاول حتى اذا كان وحيداً لان كلمه بكر تدل علي المولود الاول ولا تتضمن ولاده اخرين . اما كلمه حتى فتشير الى نهايه وقت محدد ولا تنفي ما هو بعد ذلك وقد قال الرب ” وها انا معكم كل الايام حتى انتهاء الدهر “

وهذا لا يعنى انه سيغادرهم بعد انتهاء الدهر ويقول الرسول بولس ” وهكذا نكون مع الرب دائماً” وهذا الكلام يهدف الى ما هو بعد القيامه

فكيف العذراء , بعد ان ولدت الله وعرفت المعجزة من اختبار مفاعيلها تُقدم هى عل مجامعه رجل ؟ فبُعداً لهذا التفكير ! فمن كان ذا الرأى السليم لا يفكر هذا التفكير ولا يعمل به

المرجع :

كتاب المئه مقاله في الايمان الارثوذكسي للقديس يوحنا الدمشقي صــــ 230

[Mary Naeem]

الروح القدس غير محدود . القديس ديديموس الضرير

اذا كان الروح القدس واحداً من المخلوقات , لاصبح جوهراً محدود تماما ً مثل باقي الاشياء , وحتى لو كانت المخلوقات الغير مرئيه غير منحصرة في المكان الا انها محدوده بخواص جوهرها الخاص . لكن الروح القدس وان كان موزعاً في كثيرين فليس له جوهر محدود

وعندما ارسل يسوع التلاميذ ان يعظوا بما علم به ملأهم من الروح القدس ونفخ في وجوههم قائلاً : اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ ( يوحنا 20:22) و فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.( متى 28:19 ) كما لو كان يرسل كلاً منهم الي جميع الامم لان مجموع الرسل لم يذهبوا الي كل الامم , لكن ذهب البعض الى اسيا والبعض الي سكيثيا , والاخرون تفرقوا بين امم اخرى كلً بحسب تدبير الروح القدس الذي قبلوة في داخلهم كما قال الرب : وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ. ( مت 28:20) وهذا يتوافق مع النص التالى لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ». ( اعمال 1:8 )

لذلك لو كان هؤلاء قد احظوا ترحالهم عند اقصي اطراف الارض لكى يشهدوا للرب وتفرقوا الواحد عن الاخر بسبب المسافات الشاسعه جداً فان الروح القدس كان حاضراً معهم وساكناً فيهم وهنا يكون من الجلى ان الجوهر الساكن فيهم غير محدود

وبكونه قادراً على فعل ذلك فهو بهذا يختلف كليهً عن القوات الملائكيه فأن الملاك الذي ظهر لبولس وهو في اسيا لم يكن في نفس الوقت ظاهراً لأناس موجودين في احد بقاع العالم الاخري

المرجع:

كتاب الروح القدس للقديس ديديموس الضرير ترجمه امجد رفعت رشدى صـــ 46,47

[Mary Naeem]

البطريرك أثناسيوس الثالث..

ومحاولة لإصلاح الكنيسة

( 1250 - 1261 م.) كان شماسًا وسيم قسًا باسم بولس ولقب بـ"ولد القس مكارم بن كليل"، وكان مركز رئاسته بكنيسة المعلقة عندما جلس على الكرسي بذل كل ما في وسعه لإصلاح الكنيسة وإصلاح ما أفسده سلفه البابا كيرلس بن لقلق، فضغط على الأساقفة الذين ارتقوا لتلك الوظيفة الكهنوتية بواسطة السيمونية ( دفع فلوس مقابل الرسامة )-الأسلوب الذي تميز به البابا كيرلس بن لقلق- فعاملهم بقساوة عظيمة، فكان ذلك سببًا في أن ترك كثير من الأساقفة الأقباط الإيمان الأرثوذكسي. وتقول سيرة حياته انه القس بولس بن كليل أرشي بابا كنيسة المعلقة قمصا في يوم الأحد 5 بابة 967 ش. (2/10/1250 م.) في كنيسة المعلقة بمصر بمجد وحفاوة تفوقان الوصف وبعد ترقيته إلى درجة الإيغومانوسية في مصر، بارَحها (تركها) مع الأساقفة وكبار الإكليروس والأراخنة إلى ثغر الإسكندرية لإتمام الرسامة، ثم أكملوا تكريسه بطريركًا في كنيسة الستوتير (المخلص). وقد كان موجود بالثغر وقت رسامة البابا أثناسيوس الثالث الوزير شرف الدين أبي سعيد هبة الله بن صاعد النايزي، فاجتمع به البابا للسلام عليه، فأحسن استقباله وتحدثا طويلًا وقبل مبارحة الثغر الإسكندري قام البابا بتكريس عدة هياكل ورسامة عدد من الكهنة، ثم سافر قاصدًا أديرة وادي النطرون كما جرت به عادة البطاركة أسلافه عند رسامتهم. وفي سنة 973 ش. (1257 م.) عزم البابا أثناسيوس الثالث على طبخ الميرون في دير أبي مقار، فحضر معه لتأدية هذا العمل المقدس الآباء الأساقفة: الأنبا يوأنس أسقف سمنود - أنبا غريغوريوس أسقف المحلة - أنبا ميخائيل أسقف البرمون - الأنبا يوساب صاحب التاريخ أسقف فوه ومنوف العليا - أنبا ابرآم أسقف نستروة - أنبا بطرس أسقف سنجار - أنبا يؤانس أسقف لقانة - أنبا مرقس أسقف دفري - أنبا يوأنس ابن الخازن أسقف أبو تيج - أنبا يوساب أسقف أخميم - أنبا بطرس أسقف الفيوم - أنبا يوانس ابن الراهبة أسقف البهنسا. كما جاهد في مدة رئاسته على الكرسي المرقسي في توطيد أركان السلام في البيعة المقدسة ومحاربة آثار السمونيه، ولكن الشيطان لم يترك الأمة القبطية وبيعتها تهنأ بالطمأنينة والراحة حتى أثار عليها رجال الحكم. ففي أيامه أخذ الوزير الأسعد شرف الدين هبة الله بن صاعد النايزي القبطي الأصل الجوالي من النصارى مضاعفة! كما أثار عوام (العامة) دمشق فخربوا كنيسة السيدة مريم العذراء بعد إحراقها ونهب ما فيها (عن كتاب المقريزي ج4 ص402). وقد قتل جماعة من النصارى بدمشق ونهب دورهم وخربت سنة 976 ش. (1259 م.) بعد موقعة عين جالوت وهزيمة المغول. فلما دخل السلطان الملك المظفر قطز إلى دمشق قرر على النصارى بها مائة وخمسين ألف درهم جمعوها من بينهم وحملوها إليه بسفارة الأمير الفارسي فارس الدين أقطاي المستعرب أتابك المعسكر، وكان للقبط فيها جالية كبيرة وبيع (كنائس).