منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 01 - 2025, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 185031 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يحثنا مار إسحق السرياني على ترك الكسل والجهاد في السهر، قائلًا: [النفس التي تمارس أعمال السهر وتتفوق فيها لها في إرادتها عينا الشاروبيم، بهما ترى في كل الأوقات الرؤى السماوية وتدنو إليها].
بالكسل تفقد اليدان قدرتهما على العمل فتتدليا في رخاوة.
بالكسل يكف البيت أي يتشقق وينهار... إنه منظر مؤلم أن يرى الإنسان سقف بيته ينهار فيقف مكتوف الأيدي، لا يتحرك لإصلاحه، حتى ينهار البيت كله!
بالمفهوم الروحي بالكسل يفقد الإنسان الرؤيا الروحية السماوية لأن سقف نفسه يتفكك، وتعجز يداه عن العمل الروحي، وينهار إنسانه الداخلي.
 
قديم 25 - 01 - 2025, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 185032 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تحذير من سبّ الآخرين:

"لاَ تَسُبَّ الْمَلِكَ وَلاَ فِي فِكْرِكَ،
وَلاَ تَسُبَّ الْغَنِيَّ فِي مَضْجَعِكَ،
لأَنَّ طَيْرَ السَّمَاءِ يَنْقُلُ الصَّوْتَ، وَذُو الْجَنَاحِ يُخْبِرُ بِالأَمْرِ." [20].

كل خطية تبدأ في الفكر، لذا يلزم مطاردتها في البداية... فلا يليق بنا كمخلصين لله أن نسبّ أحدًا، خاصة أصحاب السلطة... ولندرك أن ما نفعله خفية يفتضح علانية. ربما عني بطير السماء الجواسيس والواشين! لنكن أمناء في أعماقنا فلا نخاف أحدًا. وكما يقول الرسول بولس: "أفتُريد أن لا تخاف السلطان؟ افعل الصلاح فيكون لك مدح منه" (رو 13: 3).
ليكن داخلنا مثل خارجنا نقيًا، لا يهين أحدًا، فنمتلئ من سلام الله الفائق.
بهذا إذ يدعونا سليمان الحكيم للحكمة الصادقة يُحذرنا من الجانب السلبي من السقوط فيما ندعوه صغائر أو خطايا تافهة، ويحثنا ألا نواجه ظلم المسئولين بالعنف واثقين في عمل الله معنا ومعهم ورعايته واهتمامه بنا، كما حذرنا من اللسان الخبيث كما من الجنون، وطالبنا ألا نعيش كملوك أولاد بل كملوك أشراف وحكماء في الرب، ويسألنا ألاَّ نسلك في رخاوة وكسل، وأخيرًا ألا نسب أحدًا حتى في قلوبنا الخفية.
 
قديم 25 - 01 - 2025, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 185033 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الجهاد المملوء حبًا



سبق فأعلن سليمان الحكيم أهمية الحكمة السماوية في مواجهة بطلان العالم، حتى يمكننا أن لا نخاف من مفاجآت الزمن، ولا نرهب الموت، بل نرتفع نحو الأبدية... هذه الحكمة تستلزم الحذر الشديد مع الجهاد المستمر، خاصة في عمل المحبة. هذا ما يعلنه هذا الأصحاح لنقول مع الرسول "لا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكلّ" (غلا 6: 9).

1. لا نكلّ في المحبة العملية:

1 اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ. 2 أَعْطِ نَصِيبًا لِسَبْعَةٍ، وَلِثَمَانِيَةٍ أَيْضًا، لأَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَيَّ شَرّ يَكُونُ عَلَى الأَرْضِ. 3 إِذَا امْتَلأَتِ السُّحُبُ مَطَرًا تُرِيقُهُ عَلَى الأَرْضِ. وَإِذَا وَقَعَتِ الشَّجَرَةُ نَحْوَ الْجَنُوبِ أَوْ نَحْوَ الشَّمَالِ، فَفِي الْمَوْضِعِ حَيْثُ تَقَعُ الشَّجَرَةُ هُنَاكَ تَكُونُ. 4 مَنْ يَرْصُدُ الرِّيحَ لاَ يَزْرَعُ، وَمَنْ يُرَاقِبُ السُّحُبَ لاَ يَحْصُدُ. 5 كَمَا أَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُ مَا هِيَ طَرِيقُ الرِّيحِ، وَلاَ كَيْفَ الْعِظَامُ فِي بَطْنِ الْحُبْلَى، كَذلِكَ لاَ تَعْلَمُ أَعْمَالَ اللهِ الَّذِي يَصْنَعُ الْجَمِيعَ. 6 فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ، وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ، لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو: هذَا أَوْ ذَاكَ، أَوْ أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً.

يقدم لنا الحكيم أمثلة ليكشف عن ضرورة الجهاد المستمر في عمل المحبة:
أ. "ارمٍ خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة" [1].


يُشير هذا المثل إلى السخاء في العطاء، فإن كانت المياه تُشير إلى الأمم الكثيرة (رؤ 16: 5)، فإنه يليق بالإنسان أن يلقي لا بكلمات طيبة فحسب وإنما بخبزه أي من أعوازه للكثيرين دون ترقب لمجازاة سريعة، إنما بعد أيام كثيرة. قد يبدو أن العمل في الظاهر بلا حكمة إذهو إلقاء الخبز على وجه المياه، ليُشاركك الكثيرون أعوازك، لكنه يسبح ويرتد إليك في الوقت المناسب.
لعل إلقاء الخبز هنا يُشير إلى أن الصدقة أو الحب العملي أشبه بالسفينة التي تبحر على وجه المياه لتحمل ما لدينا إلى الميناء السماوي في أمان.
* إنه يُعتقد بأنه من الأفضل كثيرًا أن نكون كرماء حتى مع غير المستحقين من أجل المستحقين (أي لئلا نظلم إنسانًا مستحق العطاء ونحن نظنه غير مستحق). يبدو أن هذا هو واجبنا أن نطرح خبزنا على وجه المياه، لأنه لن ينجرف بعيدًا أو يضيع أمام عينيْ الفاحص العادل بل يصل إليه ويجمعه لنا نصيبًا نناله في حينه، حتى وإن كنا مرتابين في حدوث ذلك الأمر.
القدِّيس غريغوريوس صانع العجائب
ويُشير أيضًا إلى حياة التوبة الصادقة حيث يدخل بنا الله إلى "أنهار ماء في طريق مستقيمة" (إر 31: 9). حينما تصير دموع التوبة هي خبزنا اليومي، تسير نفوسنا على وجه الماء في أمان... وتنطلق بنا من وادي الدموع إلى الحياة السماوية المفرحة.
* اِلقِ خبزك على وجه المياه، فتجد خبز السماء حيث تكون مياه النعمة...إذ تفيض من البطن أنهار ماء حيّ (يو 7: 38)... وتقتات على طعام سري.
حيث تكون مياه الدموع وراحة التوبة تقتات على الخبز الحيّ؛ إذمكتوب: "بالبكاء يأتون وبالتضرعات اقتادهم" (إر 31: 9).
طوبى لمن كانت الدموع خبزهم فإنهم يتأهلون للفرح... "طوبى لكم أيها الباكون" (لو 6: 21).
القديس أمبروسيوس
يشير هذا المثل أيضًا إلى حياة المغامرة في الجهاد، فيلقي الإنسان بخبزه المحتاج إليه على وجه المياه مطمئنًا أن الله يرده إليه في الوقت المناسب، وكما يقول الرسول: "لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة" (عب 6: 10).
ب. "أعطِ نصيبًا لسبعة ولثمانية أيضًا، لأنك لست تعلم أي شر يكون على الأرض" [2].
يرى البعض أن هذا المثل يُشير إلى العطاء المستمر، فإن التقيت بسبعة فقراء اِعطهم بسخاء، وإن جاءك بعدهم ثمانية لا تعتذر بأنك قد فعلت الخير بل استمر في العطاء، لأنك لا تعلم ما سيحل بك... هم في عوز الآن، ربما تكون أنت في عوزٍ غدًا. لنعمل الخير مثل الله الذي يعطي بسخاء ولا يُعيِّر.
رقم 7 يُشير إلى الحياة الحاضرة، ورقم 8 يُشير إلى الحياة الأخرى، ما بعد الموت. لنُجاهد كل أيام غربتنا فننال بركات زمنية وأخرى سماوية؛ أو نجاهد بالحب فيما يخص الأمور الزمنية وأيضًا فيما يخص الأمور الروحية، أي نعطي حبًا عمليًا بالسخاء في البذل وبالشهادة لخلاص اخوتنا والاهتمام بأبديتهم... بهذا تُحفظ من الشر.


يحدثنا القديس باسيليوس الكبير عن ضرورة الالتزام بالجدية في العمل اليومي الذي يخص حياتنا الزمنية وأن نكون أمناء فيما يخص جهادنا الروحي، قائلًا:
[إن النهي عن الاهتمام الزائد بحاجات جسدنا لا ينفي الاهتمام والعمل مطلقًا. فقد بقي علينا "أن نعمل لنفسنا لا للطعام الفاني بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27)، لا لحاجتنا الجسدية فقط، بل لنُسعف القريب أيضًا (أف 4: 28)...].
ويرى البعض أن رقم 7 يُشير إلى العهد القديم حيث الوعود الخاصة بالبركات الزمنية، ورقم 8 يُشير إلى العهد الجديد حيث الوعود الخاصة بالبركات الأخروية... إذن لنكن أمناء في تنفيذ وصية الحب والجهاد فيها فنحقق وصية العهدين وننعم بكلمة الله التي تسندنا من كل شر.
* قيل في الجامعة بالإشارة إلى العهدين: "اِعطِ نصيبًا مما لك لسبعة، بل ولثمانية".
القديس أغسطينوس
* قيل بحق: "أعطِ نصيبًا مما لك لسبعة كما لثمانية أيضًا"، لأن الذين اقتاتوا على الناموس وتُوّجوا بالنعمة ينالون نصيبًا بالنعمة خلال أيمن الرقمين.
القديس أمبروسيوس
* للفُلك حجراته، وللكنيسة منازل (جمع منزلة) كثيرة، وقد خلص ثمانية أنفس في فُلك نوح، أما الجامعة فينصحنا: "أعطِ نصيبًا مما لك لسبعة، بل لثمانية "، أيآمن بكلا العهدين.
القديس جيروم
* التوقير المُعطى لرقم 7 يجعلنا أيضًا نوقِّر يوم البنطقستي (الخمسين)، لأن السبعة إذا ما ضربت في سبعة تعطي رقم 50 إلاَّ يومًا واحدًا الذي نستعيره من الدهر الآتي، أيالثامن أو الأول، أو بالأحرى الذي لا يزول؛ لأن سبتية نفوسنا الآن تتوقف هناك، حيث نُعطى نصيبًا لسبعة بل لثمانية.
القديس غريغوريوس النزينزي
ج. "إذا امتلأت السحب مطرًا تريقه على الأرض" [3].
المؤمن كالسحابة التي تفيض بالحب كالمطر الذي يحوّل البراري إلى جنات مثمرة.
* اِعطِ بسخاء، اِعطِ نصيبًا مما لديك لكثيرين، حتى للذين لا يعرف ما يخبئه له اليوم الآتي. فالسُحب لا تحجز ما في داخلها من فيض المطر، بل تنهمر بما فيها على وجه الأرض، والشجرة لا تبقى في مكانها إلى الأبد، حتى وإن حافظ عليها الناس، فقد يسقطها الريح في زمان ما.
القدِّيس غريغوريوس صانع العجائب
د. "وإذا وقعت الشجرة نحو الجنوب أو نحو الشمال ففي الموضع حيث تقع الشجرة هناك تكون" [3].
في الكتاب المقدس الريح الشمالية تُشير إلى البرود الروحي، والريح الجنوبية القادمة من المناطق الاستوائية تُشير إلى الحرارة الروحية. فالإنسان الروحي الحقيقي يكون كالشجرة المثمرة أينما وُجد، إن كان في الجنوب أو في الشمال، أي في ظروف تلهب القلب روحيًا أو بين الباردين روحيًا، فإنه تحت كل الظروف لا يتوقف عن الجهاد لبنيان كل من هم حوله. أينما حلّ يشعر أن الله قد جاء به ليقدم خيرًا بغض النظر عن أحوال وسمات الذين حوله.
ه. "من يرصد الريح لا يزرع ومن يُراقب السُحب لا يحصد" [4].
الإنسان المتخوف يبقى في موضعه بلا عمل، يخشى الرياح فلا يزرع، ويخشى الأمطار فلا يحصد، وكأن الكاتب يُحثنا على العمل بلا تردد ولا تخوف من وجود عراقيل وصعوبات.
في مصر يُعتبر شهر أمشير وهو شهر الرياح والعواصف هو شهر الزراعة للأشجار (نقل الشتلة وغرسها)...
كثيرون يتسترون بالحكمة عندما يتخوفون من ممارسة عمل الخير ويُحجمون عنه.
لهذا يقول مار إسحق السرياني: [لا تدع كثرة الحكمة تصير حجر عثرة لنفسك، وفخًا في طريقك، بل أن الثقة بالله بثبات تصنع لك بداية الطريق المملوء دمًا (طريق الجهاد الروحي ضد الخطية)، لئلا تُوجد معتازًا على الدوام وعاريًا من معرفة الله، لأن الخائف الذي يُراقب الريح لا يزرع أبدًا].
و. "كما أنك لست تعلم ماهي طريق الريح ولا كيف العظام في بطن الحبلى،
كذلك لا نعلم أعمال الله الذي يصنع الجميع" [5].
لنمارس عمل المحبة على الدوام دون تخوف، متكلين على الله الذي يعمل في الطبيعة لحسابنا، والذي يعمل في حياتنا؛ فهو الذي وضع قوانين الرياح بدقة عجيبة، وهو الذي يخلق عظام الإنسان وهو في أحشاء أمه. إننا لا نعرف بدقة حركة الريح ولا كيف تُخلق العظام، لكننا نتمتع بأعمال الله العجيبة التي لا تُدرك.
بمعنى آخر يُطالبنا الحكيم أن نمارس الحب العملي مع إخوتنا بدون حسابات بشرية، واثقين في وعوده لنا أنه يرد لنا حبنا لإخوتنا بحبه الفائق بطرق تفوق خططنا وإدراكنا.
ز. لنُجاهد في طريق الحب العملي كل أيام حياتنا:
"في الصباح ازرع زرعك،
وفي المساء لا ترخِ يدك،
لأنك لا تعلم أيهما ينمو، هذا أو ذاك أو أن يكون كلاهما جيدين سواء" [7].
لتزرع عمل الحب وقت الفرح (الصباح) وأيضًا وسط الآلام (المساء)، فإنك قد تكسب نفسًا بالكشف عن حبك الصادق لها إما وسط فرحها أو متاعبها أو في كليهما.
لتُجاهد في أعمال المحبة في صباح عمرك،أي منذ طفولتك وصبوّتك وشبابك، وأيضًا في المساء حيث الشيخوخة... كلما سنحت لك الفرصة اعمل ولا ترخِ يدك محتجًّا أنك لازلت شابًا، لئلاَّ تقول في شيخوختك أنه قد ضاع وقت العمل.
لنُبكر مقدمين بكر أوقاتنا لعمل الرب، ولنبقى عاملين حتى نهاية زماننا، فإننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت، إن عشنا وإن متنا فللرب نحن.
إن كان مسيحنا من أجل محبته لنا صُلب وتألم ومات ليُقيمنا معه، يليق بنا نحن أيضًا أن نُجاهد بالحب معه وفيه، نُصلب معه لنقوم معه.
* إن كان الرب يوم الجمعة صعد إلى الصليب، ويوم السبت استراح، ويوم الأحد قام من بين الأموات، هكذا العقل إن لم يصعد على الصليب ويذوق الخل والمرّ ثم يدخل إلى الراحة من الأوجاع لا يستحق القيامة من سقطته.
* كما أن الأرض المفلَّحة تأتي بالزرع، هكذا الشبوبية لأجل حرارة حركاتها الحادة تُحب العمل الدائم لئلا بدل الزرع الصالح تُخرج الشوك والحسك... (البطالة رديئة جدًا)...
القديس يوحنا سابا
* يجب أن نموت عن الخطية ونُصلب مع المسيح، واضعين فيه كل حبنا. هذا أمر صعب. ولكن ما السهل في نظام الخير؟ لا تُكتسب الانتصارات في كثرة النوم، ولا تُجنى أكاليل الظفر في الملذات وصوت الأبواق... إن من يُجاهد ينتصر، وبالأتعاب نحصل على المجد.
القديس باسيليوس الكبير
2. دعوة عمل للشباب:

7 اَلنُّورُ حُلْوٌ، وَخَيْرٌ لِلْعَيْنَيْنِ أَنْ تَنْظُرَا الشَّمْسَ. 8 لأَنَّهُ إِنْ عَاشَ الإِنْسَانُ سِنِينَ كَثِيرَةً فَلْيَفْرَحْ فِيهَا كُلِّهَا، وَلْيَتَذَكَّرْ أَيَّامَ الظُّلْمَةِ لأَنَّهَا تَكُونُ كَثِيرَةً. كُلُّ مَا يَأْتِي بَاطِلٌ. 9 اِفْرَحْ أَيُّهَا الشَّابُّ في حَدَاثَتِكَ، وَلْيَسُرَّكَ قَلْبُكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، وَاسْلُكْ فِي طُرُقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ عَلَى هذِهِ الأُمُورِ كُلِّهَا يَأْتِي بِكَ اللهُ إِلَى الدَّيْنُونَةِ. 10 فَانْزِعِ الْغَمَّ مِنْ قَلْبِكَ، وَأَبْعِدِ الشَّرَّ عَنْ لَحْمِكَ، لأَنَّ الْحَدَاثَةَ وَالشَّبَابَ بَاطِلاَنِ.

ينبغي علينا ليس فقط أن نُجاهد بروح الحب، وإنما أن نبكر في جهادنا، فنبدأ حياتنا مع الله في شبابنا، وقد كشف الجامعة عن دوافع الشركة مع الله في سن مبكر:
أ. "النور حلو، وخير للعينين أن تنظرا الشمس" [7].

إنها ليست دعوة عمل شاق فيه حرمان، بل دعوة تمتع بالنور العلوي، الذي يُعطي استنارة للعينين فيتطلع إنساننا الداخلي بهاء مجد الله ويدرك سماواته المفرحة... نراه شمس البر.
* مدينة الإنسان الطاهر النفس هي في أعماقه، والشمس التي تسطع فيه هي نور الروح القدس.
* اهرب من شهوات العالم ليلاقيك النور النابع من الآب، ويوصي بك ملائكته الخادمين لأسراره فيحرروك من قيودك، وتمشي مقتفيًا خطواته إلى (حضن) الآب.
* الإيمان بالمسيح نور مُحيي وعقلِي.
مار إسحق السرياني
* طوبى لمن استحق الدخول إلى هناك (بلد الروحانيين)، حيث تنظر النفس وجه ربها، وتذوق حلاوة إلهها وتبتهج، وتستنشق رائحته الطاهرة، وتنحبس في عمق عظمته، وتستضيء بشعاع حُسنه، وتلتصق به، ولا تُريد الخروج من هناك.
هذا هو الاختطاف Rapture الذي يسميه آباؤنا نظر مجد الله. هذا هو عربون العالم الجديد.
* أنت يا ربي شمس المتعقلين، ومنك يستضيئون بغير انقطاع.
* طوبى للذي يشخص إليك دائمًا في داخله، فإن قلبه يضيء لنظر الخفايا.
* لا نقدر أن نعاين الشمس بدون الجو الصافي والعيون السليمة من المرض، هكذا لا نقدر أن نعاين شمس البر وهو في سماء القلب بدون الإيمان والمحبة والصبر.
القديس يوحنا سابا
السيِّد المسيح هو نور العالم، ينير العينين، ينير العين اليمنى فتتطلع إلى الأبديات والروحيات من خلاله، وينير اليسرى فتتطلع إلى الزمنيات أيضًا من خلاله، فيرى المؤمن السيِّد المسيح متجليًا في حياته وتطلعاته الأبدية والزمنية، أو في عبادته وعمله اليومي... يرى كل شيء مقدسًا فيه.

ب. دعوة للفرح:

"لأنه إن عاش الإنسان سنين كثيرة فليفرح فيها كلها...
افرح أيها الشاب في حداثتك،
وليسرك قلبك في أيام شبابك..." [8-9].
يكره الشاب الحيّ الغم، والله في حبه للإنسان يُريد له حياة الفرح الداخلي كطعام تقتات به النفس ويتجدد شبابها. تفرح في الأعماق وتُترجم فرحها خلال السلوك العملي، فيما يراه القلب. (الحياة الداخلية) وما تنظره العينان (السلوك الخارجي).
* فضيلتان جميلتان هما المحبة والفرح.
المحبة تقتل حركات العقل الفاسدة وتُميتُها (كالغضب والحسد إلخ)...
والفرح يوقظ ويحيي الحركات النورانية.
الجسد والنفس كلاهما يتنعمان في الرب بالمحبة والفرح.
القديس يوحنا سابا
يرى أنبا أنطونيوسأن الفرح هو طعام النفس عليه تقتات لكي تنمو، ويرى القديس باسيليوس الكبير أن الكآبة أو الحرمان من الفرح فيه تحطيم للإنسان الداخلي، إذ يقول: [إن الكآبة هي سُكرْ، لأنها تطفئ نور العقل وتطمُسْ النور فيه].
يُطالبنا الحكيم أن نفرح كل أيام حياتنا [8]... فهل لا يمّر بنا حزن؟ في المسيح يسوع نتمتع بفرح الروح (غلا 5: 22) الذي لا يقدر العالم أن ينزعه من أعماقنا.
مما يزيد فرحنا أننا نتذكر أيام الظلمة الكثيرة [8]، نذكر كيف انتشلنا مسيحنا إلى النور، ونزع عنا ثقل خطايانا... نذكر ضعفنا فننسحق، ونذكر عمله الخلاصي فتتهلل نفوسنا.
لنفرح أيضًا لأنه إن دخلنا إلى الآلام إنما تهبنا الأمجاد في الرب، إذ يقول "على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة" [9].

ج. يؤكد الجامعة ارتباط الغم بالشر:

لنترك الشر نهرب من الغم، لنرتبط ببرّ المسيح ننعم بفرح روحه القدُّوس، إذ يقول "فانزع الغم من قلبك وابعد الشر عن لحمك" [10].
* الفرح الذي في الله أقوى من هذا الزمان الحاضر، من يجده ليس فقط لا يهتم بالشهوات (الشريرة) بل ولن يُفكر حتى في حياته الخاصة، ولا في أمر آخر، إن كان قد حُسب بالحق مستحقًا لذلك الفرح.
مار إسحق السرياني
* ابعد الحزن عن جسدك والغم عن أفكارك، عدا ما تسببه خطيتك إذ تجعلك في حزن دائم.
مار إفرام السرياني

الجهاد المبكر

قدم لنا سليمان الحكيم صورة حيَّة للجهاد بقوة الروح في حكمة ومحبة عملية، وقد كشف عن عذوبة هذا الجهاد وبهجته في حياة الإنسان لكي يبدأه في شبابه دون تأخير. الآن يختم عمله بِحثّ الشباب على الجهاد الروحي، معززًا ببراهين يستنتجها من متاعب الشيخوخة.
1. اذكر خالقك في أيام شبابك:

1 فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنُونَ إِذْ تَقُولُ: «لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ».

إن كان العالم قد صار باطلًا بسبب فساد الإنسان وحياته، فإنه يليق بالإنسان أن يرتبط بالله منذ شبابه حتى لا تخدعه الأباطيل ولا يرتبك بهمومه... وقد سبق فتحدث عن البواعث التي تدفع الشاب للتمتع بالشركة مع الله (جا 11: 7-10)، خاصة حياة الفرح الحقيقي. ربما يقول شاب: لماذا لا انتظر حتى الشيخوخة؟ فيجيبه الجامعة، قائلًا:
"قبل أن تأتي أيام الشر،
أو تجيء السنون إذ تقول ليس ليّ فيها سرور" [1].
قد تحل أيام الشر مبكرًا، كأن يفقد الإنسان وعيه فيخسر إمكانية التوبة والرجوع إلى الله، وقد يُباغته الموت المبكر فجأة؛أو قد تحل سنون الشيخوخة فيفقد الإنسان عذوبة الحياة... إنه يدعونا للرجوع الفوري إلى الله لنختبر حلاوة العشرة معه.
يقول المرتل: "اللهم قد علمتني منذ صباي، وإلى الآن أُخبر بعجائبك، وأيضًا إلى الشيخوخة والشيب يا الله لا تتركني حتى أُخبر بذراعك الجيل المقبل وبقوتك كل آتٍ" (مز 71: 17-18).
2. ضعف الشيخوخة ومتاعبها:

2 قَبْلَ مَا تَظْلُمُ الشَّمْسُ وَالنُّورُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ، وَتَرْجعُ السُّحُبُ بَعْدَ الْمَطَرِ. 3 فِي يَوْمٍ يَتَزَعْزَعُ فِيهِ حَفَظَةُ الْبَيْتِ، وَتَتَلَوَّى رِجَالُ الْقُوَّةِ، وَتَبْطُلُ الطَّوَاحِنُ لأَنَّهَا قَلَّتْ، وَتُظْلِمُ النَّوَاظِرُ مِنَ الشَّبَابِيكِ. 4 وَتُغْلَقُ الأَبْوَابُ فِي السُّوقِ. حِينَ يَنْخَفِضُ صَوْتُ الْمِطْحَنَةِ، وَيَقُومُ لِصَوْتِ الْعُصْفُورِ، وَتُحَطُّ كُلُّ بَنَاتِ الْغِنَاءِ. 5 وَأَيْضًا يَخَافُونَ مِنَ الْعَالِي، وَفِي الطَّرِيقِ أَهْوَالٌ، وَاللَّوْزُ يُزْهِرُ، وَالْجُنْدُبُ يُسْتَثْقَلُ، وَالشَّهْوَةُ تَبْطُلُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ ذَاهِبٌ إِلَى بَيْتِهِ الأَبَدِيِّ، وَالنَّادِبُونَ يَطُوفُونَ فِي السُّوقِ. 6 قَبْلَ مَا يَنْفَصِمُ حَبْلُ الْفِضَّةِ، أَوْ يَنْسَحِقُ كُوزُ الذَّهَبِ، أَوْ تَنْكَسِرُ الْجَرَّةُ عَلَى الْعَيْنِ، أَوْ تَنْقَصِفُ الْبَكَرَةُ عِنْدَ الْبِئْرِ. 7 فَيَرْجعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجعُ الرُّوحُ إِلَى اللهِ الَّذِي أَعْطَاهَا. 8 بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: الْكُلُّ بَاطِلٌ.

يصف الجامعة انحلال الشيخوخة وعاهاتها بتعايير وصفية يصعب إدراكها الآن،
لأنها لم تعد تستخدم، لكنها بوجه عام تكشف عن انزعاج الحكيم سليمان من أيام الشيخوخة. قدم هذا الوصف ليوضح أن الإنسان يفقد الكثير من حيويته في شيخوخته، فأنه وإن تاب لا يحمل إمكانية عمل الشاب وجهاده وتمتعه بعذوبة الحياة الروحية المبكرة.
أ. "تظلم الشمس والنور والقمر والنجوم" [2]. إذ يكاد الإنسان في شيخوخته أن يفقد بصره فيظن النور ظلامًا، ويبدو له كأن الكواكب قد أسدل عليها السحاب الستار.
ربما يقصد هنا بالشمس والنور... أن الإنسان في شيخوخته يشعر أنه فقد بهجة الحياة وجمالها، فصارت له الشمس ظلامًا...
إذا ما أُصيب إنسان بشيخوخة روحية لا تُعاين بصيرته شمس البر، ولا يشرق عليه النور الإلهي، ولا يتلمس مفهوم الكنيسة الحق كقمر يستنير بالمسيح، ولا ينتفع بالشركة مع القدِّيسين بكونهم كواكب منيرة.
ب. "وترجع السحب بعد المطر" [2]. تُشير السحب هنا إلى كثرة التجارب التي تحل بالإنسان في شيخوخته من آلام وأمراض. أنها كالسحاب الذي يهطل مطرًا ليعود مرة أخرى فثالثة إلخ...
من يصاب بشيخوخة روحية يشعر بجفاف يُسبب له سقطات متوالية.
ج. "في يوم يتزعزع فيه حفظة البيت وتتلوى رجال القوة" [3]. يُشير ذلك إلى ضعف الهيكل العظمى واِنهيار الجهاز العصبي، فلا يقوى الشيخ على مواجهة المتاعب الصحية الجسدية والنفسية.
في الشيخوخة الروحية حيث يُحرم الإنسان من قيادة روح الله المجدد مثل النسر شبابنا، يدخل الإنسان إلى اليأس، فيصير منها القوي، أشبه ببيت بلا حراسة أو جيش بلا قوة! ينهار أمام التجارب وعواصفها!
د. "وتبطل الطواحن لأنها قلَّت" [3]. تتساقط الأسنان التي تقوم بمضغ الطعام وطحنه، فيعجز حتى عن التمتع بكثير من أنواع الأطعمة.
في الشيخوخة الروحية لا يختبر الإنسان كلمات المرتل: "وجدت كلامك حلو فأكلته"، لأنه بلا أسنان روحية تقدر أن تتمتع بالطعام الروحي وتقتات عليه.
ه. "وتظلُم النواظر من الشبابيك" [3].أيتضعف حواس الجسد، فلا يتجاوب الشيخ مع ما يحوط به.
في الشيخوخة الروحية تفقد الحواس الداخلية قدسيتها وتظلم، فلا تُعاين السمويات، ولا تشتم رائحة المسيح الذكية، ولا تعرف كيف تنطق مع السمائيين بالتسابيح العلوية...
و. "وتغلق الأبواب في السوق" [4]. يعجز الشيوخ عن الخروج من منازلهم حتى لشراء طعامهم الرئيسي الضروري، وكأن أبواب السوق قد أغلقت أمام وجوههم.
في الشيخوخة الروحية يكمن الإنسان في "الأنا"، ليجد أبواب السماء مغلقة أمامه بسبب انغلاق قلبه من نحو الله والناس. يصير كمن دفن وزنته في التراب ولم يتاجر بها.
ز. "ويقوم لصوت العصفور" [4]. بسبب تعبهم العصبي وقلة الحركة طوال اليوم لا يحتملون صوت عصفور فيقومون من نومهم، علامة فقدانهم الراحة الداخلية في الرب تحت أعذار واهية كزقزقة عصفور.
ح. "وتُحط كل بنات الغناء" [4]. لا يشاركون الغير أفراحهم بسبب تعبهم، إشارة إلى الحرمان من شركة التسبيح والفرح مع السمائيين.
ط. "وأيضًا يخافون من العالي" [5]. لا يسكنون الأدوار العليا لئلا يسقطون أثناء صعودهم أو نزولهم، إشارة إلى الاستكانة الروحية، وعدم الرغبة في النمو الروحي ورفع القلب الدائم إلى الأبد.
ى. "وفي الطريق أهوال" [5]. يعيشون في خمول، لا يريدون الحركة، إشارة إلى عدم الرغبة في الجهاد الروحي والتمتع بخبرات روحية جديدة.
ك. "اللوز يزهر" [5]. إشارة إلى الشعر الأبيض الذي يملأ الرأس فتصير كشجرة اللوز المزهرة. تمثل فقدان حيوية الشباب الروحية.
ل. "والجندب يستثقل" [5]. لا يقدرون على حمل أخف أنواع الأطعمة كالجندب، وهو طعام خفيف جدًا، سهل الهضم. يُشير إلى استثقال أيتدريب روحي لبناء النفس.
م. "والشهوة تبطل" [5]. فقدان كل رغبة داخلية للبهجة والسرور، إشارة إلى فقدان الإنسان بهجته الروحية وسلامه الداخلي وحنينه إلى السمويات.
ن. يشبه الشيخ وهو يترقب الموت ليدخل بيته الأبدي [5]: حبل الفضة الذي ينفصم، هذا الذي يربط النفس بالجسد، أو كوز الذهب الذي ينسحق، أو جرة ماء تنكسر، أو بكرة بئر تتحطم، أي يتحول إلى حطام بلا نفع، إنهاقتراب إلى العودة إلى التراب. وفي الشيخوخة الروحية يشعر الإنسان أن حياته بلا نفع، هيأقرب إلى التراب منها إلى السماء!
3. إمكانية التغلب على البطلان:

9 بَقِيَ أَنَّ الْجَامِعَةَ كَانَ حَكِيمًا، وَأَيْضًا عَلَّمَ الشَّعْبَ عِلْمًا، وَوَزَنَ وَبَحَثَ وَأَتْقَنَ أَمْثَالًا كَثِيرَةً. 10 اَلْجَامِعَةُ طَلَبَ أَنْ يَجِدَ كَلِمَاتٍ مُسِرَّةً مَكْتُوبَةً بِالاسْتِقَامَةِ، كَلِمَاتِ حَقّ. 11 كَلاَمُ الْحُكَمَاءِ كَالْمَنَاسِيسِ، وَكَأَوْتَادٍ مُنْغَرِزَةٍ، أَرْبَابُ الْجَمَاعَاتِ، قَدْ أُعْطِيَتْ مِنْ رَاعٍ وَاحِدٍ. 12 وَبَقِيَ، فَمِنْ هذَا يَا ابْنِي تَحَذَّرْ: لِعَمَلِ كُتُبٍ كَثِيرَةٍ لاَ نِهَايَةَ، وَالدَّرْسُ الْكَثِيرُ تَعَبٌ لِلْجَسَدِ. 13 فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ. 14 لأَنَّ اللهَ يُحْضِرُ كُلَّ عَمَل إِلَى الدَّيْنُونَةِ، عَلَى كُلِّ خَفِيٍّ، إِنْ كَانَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا.

لم يرد الجامعة أن يسدل الستار على صورة الشيخوخة المؤلمة، وإنما قدم علاجًا للغلبة على بطلان الحياة الزمنية، وهو الالتقاء مع الله خالق العالم ومهيِّء المجد الأبدي، خلال الطاعة لوصيته بخوف تقويّ.
" فلنسمع ختام الأمر كله:
اِتَّقِ الله،
واحفظ وصاياه،
لأن هذا هو الإنسان كله.
لأن الله يُحضر كل عمل إلى الدينونة،
على كل خفي إن كان خيرًا أو شرًا" [13-14].
علاج الأمر هو الالتصاق بالله خلال التقوى أو برّ المسيح الواهب المخافة الممتزجة بالحب، فنكسب حياتنا فيه، وننعم بحفظ وصيته، منتظرين يوم الدينونة كبدء حياة أبدية مجيدة عوض الحياة الباطلة الزائلة.
كأن وصيته الأخيرة هي: خف الله، واحفظ وصاياه!
* بدء حياة الإنسان الحقيقية هي مخافة الله، لكن مخافة الله لا يمكن أن تحل في نفس تتشتت وراء الأمور الخارجية.
* مخافة الله هيبدء الفضيلة، ويقال أنها وليدة الإيمان. أنها تُزرع في القلب حين يسحب الإنسان فكره عن تشتيت العالم كي يحصره في عمق التأمل وفي الأمور العتيدة.
* الذين يخافون الله أيها الأحباء يواظبون بفرح على حفظ الوصايا، حتى إن تتطلب الأمر جهادًا وتعبًا، ويُعرِّضون أنفسهم للمخاطر في سبيل مسعاهم هذا. وقد حصر واهب الحياة كمال الوصايا وصُلْبها وركَّزها في اثنتين تحتضنان الجميع: محبة الله محبة مماثلة لها، هي محبة أيقونته.
* تفوق وصايا الله كل كنوز العالم. الذي يقتنيها داخليًا يجد الرب فيها. ومن يذهب إلى مخدعه دائمًا وهو متفكر في الله، يقتنيه (الله) كياوره الخاص؛ومن يتوق إلى إتمام إرادة الله تصير ملائكة السماء مرشدين له.
* ما من إنسان تستمر الخطية فيه، طالما أنه يسلك في طريق واضع الناموس (الله) ويمارس وصاياه. لهذا السبب وعد ربنا في الأناجيل أنه يمكث مع من يحفظ وصاياه(235).
مار إسحق السرياني
* اقتنِ لك أيها التلميذ حب تنفيذ الوصية حتى تتأهل لقبول المحبة الإلهية.
* هل تشتهي أن ترى شعاع الثالوث القدُّوس في نفسك؟ احفظ وصايا المسيح.
* إن لم يبصر الإنسان الشمس لا ينعم بنورها، هكذا إن لم يقتن الإنسان حفظ وصايا ربنا لا يتنعم بنوره.
* واحد هو باب السماء وباب القلب؛ إن حفظنا قلبنا بحفظ وصايا المسيح ينفتح لنا باب السماء، لأن الساكن فينا هو الساكن في السماء239.
القديس يوحنا سابا


 
قديم 25 - 01 - 2025, 02:35 PM   رقم المشاركة : ( 185034 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الجهاد المملوء حبًا



سبق فأعلن سليمان الحكيم أهمية الحكمة السماوية في مواجهة
بطلان العالم، حتى يمكننا أن لا نخاف من مفاجآت الزمن،
ولا نرهب الموت، بل نرتفع نحو الأبدية... هذه الحكمة تستلزم
الحذر الشديد مع الجهاد المستمر، خاصة في عمل المحبة.
هذا ما يعلنه هذا الأصحاح لنقول مع الرسول
"لا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكلّ" (غلا 6: 9).
 
قديم 25 - 01 - 2025, 02:36 PM   رقم المشاركة : ( 185035 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لا نكلّ في المحبة العملية:

1 اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ. 2 أَعْطِ نَصِيبًا لِسَبْعَةٍ، وَلِثَمَانِيَةٍ أَيْضًا، لأَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَيَّ شَرّ يَكُونُ عَلَى الأَرْضِ. 3 إِذَا امْتَلأَتِ السُّحُبُ مَطَرًا تُرِيقُهُ عَلَى الأَرْضِ. وَإِذَا وَقَعَتِ الشَّجَرَةُ نَحْوَ الْجَنُوبِ أَوْ نَحْوَ الشَّمَالِ، فَفِي الْمَوْضِعِ حَيْثُ تَقَعُ الشَّجَرَةُ هُنَاكَ تَكُونُ. 4 مَنْ يَرْصُدُ الرِّيحَ لاَ يَزْرَعُ، وَمَنْ يُرَاقِبُ السُّحُبَ لاَ يَحْصُدُ. 5 كَمَا أَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُ مَا هِيَ طَرِيقُ الرِّيحِ، وَلاَ كَيْفَ الْعِظَامُ فِي بَطْنِ الْحُبْلَى، كَذلِكَ لاَ تَعْلَمُ أَعْمَالَ اللهِ الَّذِي يَصْنَعُ الْجَمِيعَ. 6 فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ، وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ، لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو: هذَا أَوْ ذَاكَ، أَوْ أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً.

يقدم لنا الحكيم أمثلة ليكشف عن ضرورة الجهاد المستمر في عمل المحبة:
أ. "ارمٍ خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة" [1].


يُشير هذا المثل إلى السخاء في العطاء، فإن كانت المياه تُشير إلى الأمم الكثيرة (رؤ 16: 5)، فإنه يليق بالإنسان أن يلقي لا بكلمات طيبة فحسب وإنما بخبزه أي من أعوازه للكثيرين دون ترقب لمجازاة سريعة، إنما بعد أيام كثيرة. قد يبدو أن العمل في الظاهر بلا حكمة إذهو إلقاء الخبز على وجه المياه، ليُشاركك الكثيرون أعوازك، لكنه يسبح ويرتد إليك في الوقت المناسب.
لعل إلقاء الخبز هنا يُشير إلى أن الصدقة أو الحب العملي أشبه بالسفينة التي تبحر على وجه المياه لتحمل ما لدينا إلى الميناء السماوي في أمان.
* إنه يُعتقد بأنه من الأفضل كثيرًا أن نكون كرماء حتى مع غير المستحقين من أجل المستحقين (أي لئلا نظلم إنسانًا مستحق العطاء ونحن نظنه غير مستحق). يبدو أن هذا هو واجبنا أن نطرح خبزنا على وجه المياه، لأنه لن ينجرف بعيدًا أو يضيع أمام عينيْ الفاحص العادل بل يصل إليه ويجمعه لنا نصيبًا نناله في حينه، حتى وإن كنا مرتابين في حدوث ذلك الأمر.
القدِّيس غريغوريوس صانع العجائب
ويُشير أيضًا إلى حياة التوبة الصادقة حيث يدخل بنا الله إلى "أنهار ماء في طريق مستقيمة" (إر 31: 9). حينما تصير دموع التوبة هي خبزنا اليومي، تسير نفوسنا على وجه الماء في أمان... وتنطلق بنا من وادي الدموع إلى الحياة السماوية المفرحة.
* اِلقِ خبزك على وجه المياه، فتجد خبز السماء حيث تكون مياه النعمة...إذ تفيض من البطن أنهار ماء حيّ (يو 7: 38)... وتقتات على طعام سري.
حيث تكون مياه الدموع وراحة التوبة تقتات على الخبز الحيّ؛ إذمكتوب: "بالبكاء يأتون وبالتضرعات اقتادهم" (إر 31: 9).
طوبى لمن كانت الدموع خبزهم فإنهم يتأهلون للفرح... "طوبى لكم أيها الباكون" (لو 6: 21).
القديس أمبروسيوس
يشير هذا المثل أيضًا إلى حياة المغامرة في الجهاد، فيلقي الإنسان بخبزه المحتاج إليه على وجه المياه مطمئنًا أن الله يرده إليه في الوقت المناسب، وكما يقول الرسول: "لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة" (عب 6: 10).
 
قديم 25 - 01 - 2025, 02:37 PM   رقم المشاركة : ( 185036 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لعل إلقاء الخبز هنا يُشير إلى أن الصدقة أو الحب العملي أشبه بالسفينة التي تبحر على وجه المياه لتحمل ما لدينا إلى الميناء السماوي في أمان.
* إنه يُعتقد بأنه من الأفضل كثيرًا أن نكون كرماء حتى مع غير المستحقين من أجل المستحقين (أي لئلا نظلم إنسانًا مستحق العطاء ونحن نظنه غير مستحق). يبدو أن هذا هو واجبنا أن نطرح خبزنا على وجه المياه، لأنه لن ينجرف بعيدًا أو يضيع أمام عينيْ الفاحص العادل بل يصل إليه ويجمعه لنا نصيبًا نناله في حينه، حتى وإن كنا مرتابين في حدوث ذلك الأمر.

القدِّيس غريغوريوس صانع العجائب
 
قديم 25 - 01 - 2025, 02:37 PM   رقم المشاركة : ( 185037 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"أنهار ماء في طريق مستقيمة" (إر 31: 9). حينما تصير دموع التوبة هي خبزنا اليومي، تسير نفوسنا على وجه الماء في أمان... وتنطلق بنا من وادي الدموع إلى الحياة السماوية المفرحة.
* اِلقِ خبزك على وجه المياه، فتجد خبز السماء حيث تكون مياه النعمة...إذ تفيض من البطن أنهار ماء حيّ (يو 7: 38)... وتقتات على طعام سري.
حيث تكون مياه الدموع وراحة التوبة تقتات على الخبز الحيّ؛ إذمكتوب: "بالبكاء يأتون وبالتضرعات اقتادهم" (إر 31: 9).
طوبى لمن كانت الدموع خبزهم فإنهم يتأهلون للفرح... "طوبى لكم أيها الباكون" (لو 6: 21).

القديس أمبروسيوس
 
قديم 25 - 01 - 2025, 02:38 PM   رقم المشاركة : ( 185038 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"أعطِ نصيبًا لسبعة ولثمانية أيضًا، لأنك لست تعلم أي شر يكون على الأرض" [2].
يرى البعض أن هذا المثل يُشير إلى العطاء المستمر، فإن التقيت بسبعة فقراء اِعطهم بسخاء، وإن جاءك بعدهم ثمانية لا تعتذر بأنك قد فعلت الخير بل استمر في العطاء، لأنك لا تعلم ما سيحل بك... هم في عوز الآن، ربما تكون أنت في عوزٍ غدًا. لنعمل الخير مثل الله الذي يعطي بسخاء ولا يُعيِّر.
رقم 7 يُشير إلى الحياة الحاضرة، ورقم 8 يُشير إلى الحياة الأخرى، ما بعد الموت. لنُجاهد كل أيام غربتنا فننال بركات زمنية وأخرى سماوية؛ أو نجاهد بالحب فيما يخص الأمور الزمنية وأيضًا فيما يخص الأمور الروحية، أي نعطي حبًا عمليًا بالسخاء في البذل وبالشهادة لخلاص اخوتنا والاهتمام بأبديتهم... بهذا تُحفظ من الشر.


يحدثنا القديس باسيليوس الكبير عن ضرورة الالتزام بالجدية في العمل اليومي الذي يخص حياتنا الزمنية وأن نكون أمناء فيما يخص جهادنا الروحي، قائلًا:
[إن النهي عن الاهتمام الزائد بحاجات جسدنا لا ينفي الاهتمام والعمل مطلقًا. فقد بقي علينا "أن نعمل لنفسنا لا للطعام الفاني بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27)، لا لحاجتنا الجسدية فقط، بل لنُسعف القريب أيضًا (أف 4: 28)...].
ويرى البعض أن رقم 7 يُشير إلى العهد القديم حيث الوعود الخاصة بالبركات الزمنية، ورقم 8 يُشير إلى العهد الجديد حيث الوعود الخاصة بالبركات الأخروية... إذن لنكن أمناء في تنفيذ وصية الحب والجهاد فيها فنحقق وصية العهدين وننعم بكلمة الله التي تسندنا من كل شر.
* قيل في الجامعة بالإشارة إلى العهدين: "اِعطِ نصيبًا مما لك لسبعة، بل ولثمانية".
القديس أغسطينوس
* قيل بحق: "أعطِ نصيبًا مما لك لسبعة كما لثمانية أيضًا"، لأن الذين اقتاتوا على الناموس وتُوّجوا بالنعمة ينالون نصيبًا بالنعمة خلال أيمن الرقمين.
القديس أمبروسيوس
* للفُلك حجراته، وللكنيسة منازل (جمع منزلة) كثيرة، وقد خلص ثمانية أنفس في فُلك نوح، أما الجامعة فينصحنا: "أعطِ نصيبًا مما لك لسبعة، بل لثمانية "، أيآمن بكلا العهدين.
القديس جيروم
* التوقير المُعطى لرقم 7 يجعلنا أيضًا نوقِّر يوم البنطقستي (الخمسين)، لأن السبعة إذا ما ضربت في سبعة تعطي رقم 50 إلاَّ يومًا واحدًا الذي نستعيره من الدهر الآتي، أيالثامن أو الأول، أو بالأحرى الذي لا يزول؛ لأن سبتية نفوسنا الآن تتوقف هناك، حيث نُعطى نصيبًا لسبعة بل لثمانية.
القديس غريغوريوس النزينزي
 
قديم 25 - 01 - 2025, 02:38 PM   رقم المشاركة : ( 185039 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يحدثنا القديس باسيليوس الكبير



عن ضرورة الالتزام بالجدية في العمل اليومي الذي يخص حياتنا الزمنية وأن نكون أمناء فيما يخص جهادنا الروحي، قائلًا:
[إن النهي عن الاهتمام الزائد بحاجات جسدنا لا ينفي الاهتمام والعمل مطلقًا. فقد بقي علينا "أن نعمل لنفسنا لا للطعام الفاني بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27)، لا لحاجتنا الجسدية فقط، بل لنُسعف القريب أيضًا (أف 4: 28)...].
ويرى البعض أن رقم 7 يُشير إلى العهد القديم حيث الوعود الخاصة بالبركات الزمنية، ورقم 8 يُشير إلى العهد الجديد حيث الوعود الخاصة بالبركات الأخروية... إذن لنكن أمناء في تنفيذ وصية الحب والجهاد فيها فنحقق وصية العهدين وننعم بكلمة الله التي تسندنا من كل شر.
 
قديم 25 - 01 - 2025, 02:39 PM   رقم المشاركة : ( 185040 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* قيل في الجامعة بالإشارة إلى العهدين:
"اِعطِ نصيبًا مما لك لسبعة، بل ولثمانية".

القديس أغسطينوس
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025