25 - 01 - 2025, 02:10 PM | رقم المشاركة : ( 185021 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يُكمل الجامعة حديثه قائلًا: "من يقلع حجارة يُوجع بها، من يشقق حطبًا يكون في خطر منه. إن كَلَّ الحديد ولم يُسنن هو حدَّه فليزد القوة" [9-10]. من يقلع حجارة بقصد إسقاط مبنى يسقط حجرًا على رأسه ويتألم، عندئذ يندم على ما فعله، متمنيًا لو أنه ترك الحجارة في المبنى دون خَلْعِها من المبنى. لعله بهذا يقصد أن الذي يقاوم أصحاب السلطة بقصد الإصلاح وذلك بالنقد اللاذع، فإنه وهو يزعزع الآخرين يخسر هو الكثير. وأيضًا من يُشقق حطبًا بآلة حديدية غير حادة، فإنه يضطر إلى الضرب بقوة فيتعرَّض لأن تطير رأس الآلة وتصيبه. في كل الأمثلة السابقة يؤكد الجامعة أن إصلاح الرؤساء لا يتحقق بالعنف والنقد اللاذع وإنما بروح الوداعة والحب مع الاتكال على عمل الله والإيمان بعدالته... هذه هي الحكمة التي يقول عنها: "أما الحكمة فنافعة للإنجاح" [10]، أي بالحكمة الهادئة ينجح إرشادنا لأصحاب السلطة ولحياتنا نحن. تُحطم الحكمة كبرياء الظالم وتهب ممارسيها إمكانية العمل بروح الطاعة المخلصة. |
||||
25 - 01 - 2025, 02:11 PM | رقم المشاركة : ( 185022 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحذير من اللسان الخبيث: 11 إِنْ لَدَغَتِ الْحَيَّةُ بِلاَ رُقْيَةٍ، فَلاَ مَنْفَعَةَ لِلرَّاقِي. 12 كَلِمَاتُ فَمِ الْحَكِيمِ نِعْمَةٌ، وَشَفَتَا الْجَاهِلِ تَبْتَلِعَانِهِ. 13 اِبْتِدَاءُ كَلاَمِ فَمِهِ جَهَالَةٌ، وَآخِرُ فَمِهِ جُنُونٌ رَدِيءٌ. 14 وَالْجَاهِلُ يُكَثِّرُ الْكَلاَمَ. لاَ يَعْلَمُ إِنْسَانٌ مَا يَكُونُ. وَ مَاذَا يَصِيرُ بَعْدَهُ مَنْ يُخْبِرُهُ؟ 15 تَعَبُ الْجُهَلاَءِ يُعْيِيهِمْ، لأَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ يَذْهَبُ إِلَى الْمَدِينَةِ. إذ طالب أصحاب السلطة والمرؤوسين بروح الحكمة الهادئة التي تعطي نجاحًا للطرفين، يُترجم الجامعة هذه الحكمة عمليًا بالتحذير من اللسان الخبيث كما من لدغات الحيَّة القاتلة، مطالبًا إيَّانا أن تكون لشفاهنا مِسْحة النعمة حتى لا ننطق بجهالة. |
||||
25 - 01 - 2025, 02:11 PM | رقم المشاركة : ( 185023 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"إن لدغت الحيَّة بلا رِقية فلا منفعة للراقي (فذو اللسان الخبيث لا يفعل خيرًا منها)" [11]. إن كان الثائر كالحيَّة يلدغ فلنَرْقِه بالوداعة والحب الحكيم قبل أن يلدغنا، كما فعل يعقوب حين قدم بروح الاتضاع هدية لعيسو (تك 32: 13-21)، وكما فعلت أبيجايل مع داود في ثورته ضد نابال رجلها (1 صم 25: 18-35). يواجه الحكيم ثورة الآخرين بروح الوداعة والنعمة، أما الجاهل فيدفعه فمه إلى الجهالة والجنون... يكثر الكلام دون إدراك لعواقب الأمور [14] فيسقط في الإعياء، أي تخور قوته، ويفقد قدرته على معرفة الطريق الذي يدخل به إلى المدينة. بمعنى آخر الكلمات العنيفة تفقد الإنسان الحكمة حتى الطبيعية والقوة والمعرفة، ويبقى كمن هو خارج مدينة الله! إلى يومنا هذا اعتاد بعض سكان القرى أن يدعو أحد المتخصصين في إخراج الحيَّات من جحورها، فإنهم إذا ما رأوا حيَّة تدخل جحرًا يستدعونه، فيُغنى ويضرب على المزمار أو الطبلة حتى تخرج الحيَّة وترقص على نغمات الغناء ثم يقوم بخلع أسنانها... عندئذ تعجز عن أن تلدغ طفلًا صغيرًا (مز 58: 4-5). هكذا إن رَقَيْتَ العنيف بكل الحكمة المملوءة عذوبة، بروح الخضوع الصادق في الرب، تُحطم أنياب شرّه قبلما يقتلك. أما إن تركته يلدغك فلا ينفع الرقي بعد أن يسري سمه في جسمك. يرى الأب موسى في مناظراته مع القديس يوحنا كاسيان أن الرقي هنا هو الاعتراف بالخطايا وكشفها، فإنه يحطم قوة إبليس الحيَّة وينزع عنا سم الخطية القاتل. يقول: [إن لدغة الحيَّة بدون وجود راقٍ خطيرة، أي أن الخطورة في ألا يُكشف أي اقتراح أو تفكير نابع عن الشيطان أمام الراقي بالاعتراف. إنني أقصد بالراقي جماعة الروحانيين الذين يعرفون كيف يعالجون الجراحات بكلمات الكتاب المقدس، ويجذبون سم الأفعى المميت من القلب]. * إذا لدغت الحيَّة -الشيطان- إنسانًا ما سرًا فإنها تصيب ذلك الشخص بسُم الخطية. وإذا ظل المُصاب صامتًا ولم يتب ولم يرد أن يعترف بجرحه لأخيه ولسيِّده، فإن أخاه وسيِّده اللذين لديهما علاجه لا يقدران أن يساعداه جيدًا، لأنه إن كان المريض يخجل من الاعتراف بجرحه للطبيب فإن الدواء لا يبرئه... القديس جيروم يقارن سليمان الحكيم بين كلمات الحكيم وكلمات الجاهل هكذا: أ. كلمات الحكيم تكشف عمَّا في قلبه من نعمة الحب والهدوء والحكمة، أما كلمات الجاهل فتكشف عن فساد قلبه، لذا تعرضه للهزء والسخرية بل والهلاك: "كلمات فم الحكيم نعمة، وشفتا الجاهل تبتلعانه" [12]. يقول السيِّد المسيح: "لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان" (مت 12: 37)، ويقول المرتل: "ويُوقعون ألسنتهم على أنفسهم" (مز 64: 8). وكما قال سليمان عن أدونيا الذي طلب امرأة أبيه زوجة له: "قد تكلم أدونيا بهذا الكلام ضد نفسه" (1 مل 2: 32). ب. يبدأ الجاهل كلماته بالكشف عن جهالة قلبه بكونه ينبوعه الشرير، وكنزه الفاسد الذي يُخْرِجُ حماقة، يتفجر هذا الينبوع تدريجيًا خلال تهور الجاهل في كلماته حتى يخرج مقذوفات نارية وتحوله إلى حالة تقترب من الجنون، فلا يقدر أحد أن يضبط لسانه أو يسيطر على كلماته: "ابتداء كلام فمه جهالة، وآخر فمه جنون رديء" [13]. ج. يُكرر الجاهل كلماته البطالة، ويظن أنه بهذا يغلب، لكنه في الواقع يخسر الموقعة أثناء حياته وحتى بعد مماته، إذ تبقى آثار كلماته الشريرة تلاحقه حتى بعد الموت. "والجاهل يكثر الكلام؛ لا يعلم إنسان ما يكون، وماذا يصير بعده ومن يخبره" [14]. د. إذ يتكلم الجاهل بثورة ودون توقف لا يخسر المعركة فقط -أي يفقد حقه- وإنما يسقط في الإعياء بسبب تعبه النفسي وشعوره بالفشل والظلم: "تعب الجهلاء يعيبهم" [15]. ه. يختم الجامعة حديثه هنا بقوله عن الجاهل المتكبر في حماقته: "لأنه لا يعلم كيف يذهب إلى المدينة" [15]، أي يفقد قدرته حتى عن إدراك كيف يدخل المدينة، وهو أمر لا يجهله إنسان. ويقول الأب إبراهيم في مناظرته مع القديس يوحنا كاسيان: [وهكذا إذ يضلون الطريق السماوي الملكي، يعجزون عن الوصول إلى المدينة التي وُجهت إليها نظراتنا. وقد عبر عنها سفر الجامعة بصورة رمزية قائلًا عنها أنها أورشليم... بمعنى أنها أورشليم العليا التي هيأمنا جميعًا (غلا 4: 26). |
||||
25 - 01 - 2025, 02:12 PM | رقم المشاركة : ( 185024 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرى الأب موسى في مناظراته مع القديس يوحنا كاسيان أن الرقي هنا هو الاعتراف بالخطايا وكشفها، فإنه يحطم قوة إبليس الحيَّة وينزع عنا سم الخطية القاتل. يقول: [إن لدغة الحيَّة بدون وجود راقٍ خطيرة، أي أن الخطورة في ألا يُكشف أي اقتراح أو تفكير نابع عن الشيطان أمام الراقي بالاعتراف. إنني أقصد بالراقي جماعة الروحانيين الذين يعرفون كيف يعالجون الجراحات بكلمات الكتاب المقدس، ويجذبون سم الأفعى المميت من القلب]. |
||||
25 - 01 - 2025, 02:13 PM | رقم المشاركة : ( 185025 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إذا لدغت الحيَّة -الشيطان- إنسانًا ما سرًا فإنها تصيب ذلك الشخص بسُم الخطية. وإذا ظل المُصاب صامتًا ولم يتب ولم يرد أن يعترف بجرحه لأخيه ولسيِّده، فإن أخاه وسيِّده اللذين لديهما علاجه لا يقدران أن يساعداه جيدًا، لأنه إن كان المريض يخجل من الاعتراف بجرحه للطبيب فإن الدواء لا يبرئه... القديس جيروم |
||||
25 - 01 - 2025, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 185026 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول الأب إبراهيم في مناظرته مع القديس يوحنا كاسيان: وهكذا إذ يضلون الطريق السماوي الملكي، يعجزون عن الوصول إلى المدينة التي وُجهت إليها نظراتنا. وقد عبر عنها سفر الجامعة بصورة رمزية قائلًا عنها أنها أورشليم... بمعنى أنها أورشليم العليا التي هيأمنا جميعًا (غلا 4: 26). |
||||
25 - 01 - 2025, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 185027 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقارن سليمان الحكيم بين كلمات الحكيم وكلمات الجاهل هكذا: أ. كلمات الحكيم تكشف عمَّا في قلبه من نعمة الحب والهدوء والحكمة، أما كلمات الجاهل فتكشف عن فساد قلبه، لذا تعرضه للهزء والسخرية بل والهلاك: "كلمات فم الحكيم نعمة، وشفتا الجاهل تبتلعانه" [12]. يقول السيِّد المسيح: "لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان" (مت 12: 37)، ويقول المرتل: "ويُوقعون ألسنتهم على أنفسهم" (مز 64: 8). وكما قال سليمان عن أدونيا الذي طلب امرأة أبيه زوجة له: "قد تكلم أدونيا بهذا الكلام ضد نفسه" (1 مل 2: 32). ب. يبدأ الجاهل كلماته بالكشف عن جهالة قلبه بكونه ينبوعه الشرير، وكنزه الفاسد الذي يُخْرِجُ حماقة، يتفجر هذا الينبوع تدريجيًا خلال تهور الجاهل في كلماته حتى يخرج مقذوفات نارية وتحوله إلى حالة تقترب من الجنون، فلا يقدر أحد أن يضبط لسانه أو يسيطر على كلماته: "ابتداء كلام فمه جهالة، وآخر فمه جنون رديء" [13]. ج. يُكرر الجاهل كلماته البطالة، ويظن أنه بهذا يغلب، لكنه في الواقع يخسر الموقعة أثناء حياته وحتى بعد مماته، إذ تبقى آثار كلماته الشريرة تلاحقه حتى بعد الموت. "والجاهل يكثر الكلام؛ لا يعلم إنسان ما يكون، وماذا يصير بعده ومن يخبره" [14]. د. إذ يتكلم الجاهل بثورة ودون توقف لا يخسر المعركة فقط -أي يفقد حقه- وإنما يسقط في الإعياء بسبب تعبه النفسي وشعوره بالفشل والظلم: "تعب الجهلاء يعيبهم" [15]. ه. يختم الجامعة حديثه هنا بقوله عن الجاهل المتكبر في حماقته: "لأنه لا يعلم كيف يذهب إلى المدينة" [15]، أي يفقد قدرته حتى عن إدراك كيف يدخل المدينة، وهو أمر لا يجهله إنسان. |
||||
25 - 01 - 2025, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 185028 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحذير من عدم النضوج: "وَيْلٌ لَكِ أَيَّتُهَا الأَرْضُ إِذَا كَانَ مَلِكُكِ وَلَدًا، وَرُؤَسَاؤُكِ يَأْكُلُونَ فِي الصَّبَاحِ. طُوبَى لَكِ أَيَّتُهَا الأَرْضُ إِذَا كَانَ مَلِكُكِ ابْنَ شُرَفَاءَ، وَرُؤَسَاؤُكِ يَأْكُلُونَ فِي الْوَقْتِ لِلْقُوَّةِ لاَ لِلسُّكْرِ" [16-17]. لنحذر لئلا يكون ملكنا "إنساننا الداخلي" ولدًا، أي غير ناضج في الحكمة السماوية، ويهتم بالملذات الزمنية كالأكل في الصباح عوض العمل الجاد، وينسى أنه شريف (ابن لله وهيكل للروح القدس)، وأن يستخدم العالم للعمل بقوة لا للذة والسكر بالزمنيات. ما هي هذه الأرض إلاَّ جسدنا الذي يسقط تحت الويل واللعنة إن سكنته نفس غير حكيمة ولا ناضجة، تطلب حياة اللهو والتسيب، فينبت لنا جسدنا شوك الخطية وحسك الدنس، ولا يصلح لشيء... يُريد أن يأكل ويشرب ويلهو بلا نظام أو هدف. وهو بعينه إن تقدس مع النفس التي تتمتع بكرامة المسيح، وتُحسب ملكة (رؤ 1: 6)، تعرف كيف تُجاهد، تحول الجسد إلى جنة الله الحاملة ثمر الروح. يرى القديس أغسطينوس أن الأرض الأولى تُشير إلى مدينة إبليس والأخرى مدينة الله، إذ يقول: [أظن أن الأجْدَر بنا اقتباس ما في هذا السفر مما له علاقة بالمدينتين، واحدة للشيطان والأخرى مدينة المسيح، وما يخص ملكيهما: "الشيطان والمسيح".] يقول الجامعة: "ويل لكِ أيتها الأرض إذا كان ملكك ولدًا، ورؤساؤك يأكلون في الصباح"، "طوبى لكِ أيتها الأرض إذا كان ملكك ابن شرفاء، ورؤساؤك يأكلون في الوقت لنوال القوة لا للسكر (الفوضى)". يدعو الشيطان ولدًا بسبب حماقته وكبريائه واندفاعه وغياب حنكته في التدبير وباقي الرذائل التي يشتهر بها هذا السن؛ لكن المسيح هو ابن الشرفاء - الأحرار - أي البطاركة (الآباء) القدِّيسين الذين ينتمون إلى المدينة الحرة، إذ وُلد منهم حسب الجسد. يأكل رؤساء المدن الأخرى في الصباح، أي قبل الموعد المناسب، لأنهم لا يتوقعون السرور الذي يحل في موعده الحقيقي وحده، أي في الدهر الآتي، مشتهين أن يصيروا سعداء بسرعة وذلك بصَيْت هذا العالم الحاضر، أما رؤساء مدينة المسيح فبصبر ينتظرون زمان البركة التي لا تضمحل. القديس أغسطينوس |
||||
25 - 01 - 2025, 02:17 PM | رقم المشاركة : ( 185029 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرى القديس أغسطينوس أن الأرض الأولى تُشير إلى مدينة إبليس والأخرى مدينة الله، إذ يقول: [أظن أن الأجْدَر بنا اقتباس ما في هذا السفر مما له علاقة بالمدينتين، واحدة للشيطان والأخرى مدينة المسيح، وما يخص ملكيهما: "الشيطان والمسيح".] يقول الجامعة: "ويل لكِ أيتها الأرض إذا كان ملكك ولدًا، ورؤساؤك يأكلون في الصباح"، "طوبى لكِ أيتها الأرض إذا كان ملكك ابن شرفاء، ورؤساؤك يأكلون في الوقت لنوال القوة لا للسكر (الفوضى)". يدعو الشيطان ولدًا بسبب حماقته وكبريائه واندفاعه وغياب حنكته في التدبير وباقي الرذائل التي يشتهر بها هذا السن؛ لكن المسيح هو ابن الشرفاء - الأحرار - أي البطاركة (الآباء) القدِّيسين الذين ينتمون إلى المدينة الحرة، إذ وُلد منهم حسب الجسد. يأكل رؤساء المدن الأخرى في الصباح، أي قبل الموعد المناسب، لأنهم لا يتوقعون السرور الذي يحل في موعده الحقيقي وحده، أي في الدهر الآتي، مشتهين أن يصيروا سعداء بسرعة وذلك بصَيْت هذا العالم الحاضر، أما رؤساء مدينة المسيح فبصبر ينتظرون زمان البركة التي لا تضمحل. القديس أغسطينوس |
||||
25 - 01 - 2025, 02:17 PM | رقم المشاركة : ( 185030 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحذير من الكسل: "بِالْكَسَلِ الْكَثِيرِ يَهْبِطُ (يتفكك) السَّقْفُ، وَبِتَدَلِّي الْيَدَيْنِ يَكِفُ الْبَيْتُ. لِلْضَّحِكِ يَعْمَلُونَ وَلِيمَةً، وَالْخَمْرُ تُفَرِّحُ الْعَيْشَ (الأحياء)، أَمَّا الْفِضَّةُ فَتُحَصِّلُ الْكُلَّ." [18-19]. بالكسل والإهمال يميل الإنسان إلى الراحة غير مهتم حتى بعناية بيته، فقد يحل الاتلاف بالسقف وينخر السوس أخشابه، ويبقى الإنسان في كسله حتى يهبط السقف ولا يجد له مأوى. ويُشير السقف إلى البناء الروحي الحيّ، إذ صعد بطرس على السطح يُصلي فرأي رؤيا سماوية (أع 10: 9-16). بالكسل ننحدر من السطح حيث الرؤيا السماوية إلى الانشغال بالتراب. يحثنا مار إسحق السرياني على ترك الكسل والجهاد في السهر، قائلًا: [النفس التي تمارس أعمال السهر وتتفوق فيها لها في إرادتها عينا الشاروبيم، بهما ترى في كل الأوقات الرؤى السماوية وتدنو إليها]. بالكسل تفقد اليدان قدرتهما على العمل فتتدليا في رخاوة. بالكسل يكف البيت أي يتشقق وينهار... إنه منظر مؤلم أن يرى الإنسان سقف بيته ينهار فيقف مكتوف الأيدي، لا يتحرك لإصلاحه، حتى ينهار البيت كله! بالمفهوم الروحي بالكسل يفقد الإنسان الرؤيا الروحية السماوية لأن سقف نفسه يتفكك، وتعجز يداه عن العمل الروحي، وينهار إنسانه الداخلي. بينما يُفقد الكسل الإنسان قدرته على العمل الجاد البنّاء، وحتى ليشعر أن كل ما فيه منهار، وأنه في حالة عجز تام، إذا به في حياة اللهو نشيط للغاية. يُقم ولائم للضحك ويقضي حياته في السكر، قائلًا بأن لديه فضة كثيرة، يستطيع أن يحصل بها على كل ما يشتهيه. بهذا لا يستطيع أن يختبر كلمات معلمنا بطرس الرسول: "سيروا زمان غربتكم بخوف، عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تُفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" (1 بط 1: 18-19). |
||||