19 - 01 - 2025, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 184311 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدِّيس باسيليوس الكبير [ما من شهوة أشد سوءًا وضررًا من الحسد. فهو لا يؤذي القريب بقدر ما يؤذي الإنسان الحاسد نفسه. فالحسد سوسة تنخر في أعماق قلب الإنسان، وتعمل فيه كما يعمل الصدأ بالحديد. هو كآبة نفس وحزن يصيب الإنسان لدى مشاهدة السعادة التي يتمتع بها الغير... وأشدّ ما في الحسد أنه داء يُطوى في الكتمان.ترى الحاسد خافض البصر، كالح الوجه، يشتكي باستمرار من عذاب داخلي مما يذبل وجهه ويضني جسده، فيهزل ويضعف. فهو يستحي أن يقول: "إنيّ حاسد" أشعر بالمرارة والحزن للخير الذي حصل عليه إنسان غيري، وإنيّ أتعذب لسعادة أصدقائي، ولا أطيق نجاح أترابي.إنيّ أرى أن سعادة الآخرين هي سيف يمزق أحشائي ويطعنني في الصميم... الحاسد، علاوة على ما ذكرنا، يُفقد الإحساس والشعور الصحيح بالقيَم... عنده تصبح الفضيلة رذيلة، والخير شرًا.وهكذا الرجل الشجاع يعتبره الحاسد متهورًا، والعاقل بليدًا، والبار مجرمًا، والحكيم مرائيًا، والكريم مسرفًا ومبذِّرًا، والحريض بخيلًا. إن كل الفضائل تصبح عند الحاسد رذائل]. |
||||
19 - 01 - 2025, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 184312 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الكسلان يأكل لحمه وهو طاوٍ يديه" [5]. الكسلان إما هربًا من ظلم الآخرين أو يقصد الانتفاع بتعب الغير دون مشاركتهم العمل لا ينتفع شيئًا. إنه يطوي يديه عن العمل، فيخسر كل شيء ولا يجد حتى ما يأكله... فيأكل لحمه. وهو تعبير مجازي يعني الموت جوعًا أو يعني أن الكسلان يدخل في حالة فراغ داخلي، عوض التفكير في العمل الإيجابي يرتبك بأفكار كثيرة مُبالغ فيها، تحطم نفسيته وتفقده صحته حتى الجسدية. * ليس من حاجة أن أصف لكم جسامة شرّ البطالة، في حين أن الرسول أوصى صراحة "إن كان أحد لا يُريد أن يشتغل فلا يأكل أيضًا" (2 تس 3: 10). فكما أن القوت اليومي ضروري لكل إنسان كذلك الكدّ بحسب طاقته ضروري له. لم يكتب سليمان عبثًا في مديح المرأة النشيطة: "لا تأكل خبز الكسل" (أم 31: 27)، كما قال الرسول أيضًا عن نفسه: "ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحد بل كنا نشتغل بتعب وكدٍّ ليلًا ونهارًا" (2 تس 3: 8)، مع أنه كان له السلطان ككارز بالإنجيل أن يعيش من الإنجيل (1 كو 9: 14)، بل أن الرب (في حديثه) قد جمع بين الكسل والشر، إذ قال: "أيها العبد الشرير والكسلان" (مت 25: 26). على أن سليمان الحكيم لم يثنِ فقط على العامل كما ذكرنا (أم 31: 27) بل وبّخ الكسلان إذ شبهه بأدنى الحيوانات (الحشرات) قائلًا: "اذهب إلى النملة أيها الكسلان" (أم 6: 6). لذا يجب علينا أن نخشى من أن نوبَّخ نحن كذلك في يوم الدينونة، لأن الذي أعطانا القدرة على العمل يطلب منا أعمالًا تناسب قدرتنا هذه، فإنه قال: "من يُودعونه كثيرًا يطالبونه بالأكثر" (لو 12: 48). وبما أن البعض يستنكف من العمل بحجة الصلوات والتسبيح بالمزامير، فعلى مثل هؤلاء أن يعلموا أن لكل شيء وقتًا خاصًا به كما قال الجامعة: "لكل أمر أوان" (جا 3: 1). القدِّيس باسيليوس الكبير |
||||
19 - 01 - 2025, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 184313 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ليس من حاجة أن أصف لكم جسامة شرّ البطالة، في حين أن الرسول أوصى صراحة "إن كان أحد لا يُريد أن يشتغل فلا يأكل أيضًا" (2 تس 3: 10). فكما أن القوت اليومي ضروري لكل إنسان كذلك الكدّ بحسب طاقته ضروري له. لم يكتب سليمان عبثًا في مديح المرأة النشيطة: "لا تأكل خبز الكسل" (أم 31: 27)، كما قال الرسول أيضًا عن نفسه: "ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحد بل كنا نشتغل بتعب وكدٍّ ليلًا ونهارًا" (2 تس 3: 8)، مع أنه كان له السلطان ككارز بالإنجيل أن يعيش من الإنجيل (1 كو 9: 14)، بل أن الرب (في حديثه) قد جمع بين الكسل والشر، إذ قال: "أيها العبد الشرير والكسلان" (مت 25: 26). على أن سليمان الحكيم لم يثنِ فقط على العامل كما ذكرنا (أم 31: 27) بل وبّخ الكسلان إذ شبهه بأدنى الحيوانات (الحشرات) قائلًا: "اذهب إلى النملة أيها الكسلان" (أم 6: 6). لذا يجب علينا أن نخشى من أن نوبَّخ نحن كذلك في يوم الدينونة، لأن الذي أعطانا القدرة على العمل يطلب منا أعمالًا تناسب قدرتنا هذه، فإنه قال: "من يُودعونه كثيرًا يطالبونه بالأكثر" (لو 12: 48). وبما أن البعض يستنكف من العمل بحجة الصلوات والتسبيح بالمزامير، فعلى مثل هؤلاء أن يعلموا أن لكل شيء وقتًا خاصًا به كما قال الجامعة: "لكل أمر أوان" (جا 3: 1). القدِّيس باسيليوس الكبير |
||||
19 - 01 - 2025, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 184314 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"حفنة راحة خير من حفنتيّ تعب وقبض الريح" [6]. خير للإنسان أن يعمل لينعم بحفنة مع راحة قلبه وسلام نفسه عن أن يُغامر بعنف في حسد وغيره بقصد الاكتناز ووفرة الغنى، فينال بالفعل ضِعفين من الإنتاج لكن مع قلق واضطراب، فأنه إنما في الواقع يجتني القلق الذي يُحطمه، أي يجتني قبض الريح. يقول القدِّيس بولس كلمته الأخيرة في هذا: "قد تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه... قد تدربت أن أشبع وإن أجوع وإن اَستفضل وإن أنقص؛أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في4: 11-13). في مناظرات القديس يوحنا كاسيان يرى الأب إبراهيم أن كلمات سليمان الحكيم هنا تفسر أفضلية العمل الهادئ في البرية، مع شيء من الراحة الداخلية والأمان عن الاهتمام بخدمة الآخرين مع الانهماك معهم في أمورهم المادية، إذ يقول: [من الأفضل لنا أن نُثابر على الدوام في هدفنا مقتنين ربحًا معتدلًا في البرية حيث لا يوجد فيها اهتمامات عالمية وارتباطات تُشتت الفكر ولا كبرياء ولا مجد باطل وتكون الاهتمامات بالضروريات اليومية أقل... هذا خير من أن نطلب ربحًا عظيمًا خلال التحدث مع الآخرين حديثًا قيِّما للغاية، لكننا ننهمك في مطالب الحياة العلمانية المملوءة بالارتباطات اليومية. لأن سليمان يقول: "حفنة راحة خير من حفنتي تعب وقبض الريح" في هذه الحبائل يسقط الضعفاء... إذ بينما هم غير مبالين بخلاصهم، وفيما هم محتاجون إلى تعليم الآخرين وإرشاداتهم، ينخدعون بحيل الشيطان تحت ستار تتويب الآخرين وإرشادهم] |
||||
19 - 01 - 2025, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 184315 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في مناظرات القديس يوحنا كاسيان يرى الأب إبراهيم أن كلمات سليمان الحكيم هنا تفسر أفضلية العمل الهادئ في البرية، مع شيء من الراحة الداخلية والأمان عن الاهتمام بخدمة الآخرين مع الانهماك معهم في أمورهم المادية، إذ يقول: [من الأفضل لنا أن نُثابر على الدوام في هدفنا مقتنين ربحًا معتدلًا في البرية حيث لا يوجد فيها اهتمامات عالمية وارتباطات تُشتت الفكر ولا كبرياء ولا مجد باطل وتكون الاهتمامات بالضروريات اليومية أقل... هذا خير من أن نطلب ربحًا عظيمًا خلال التحدث مع الآخرين حديثًا قيِّما للغاية، لكننا ننهمك في مطالب الحياة العلمانية المملوءة بالارتباطات اليومية. لأن سليمان يقول: "حفنة راحة خير من حفنتي تعب وقبض الريح" في هذه الحبائل يسقط الضعفاء... إذ بينما هم غير مبالين بخلاصهم، وفيما هم محتاجون إلى تعليم الآخرين وإرشاداتهم، ينخدعون بحيل الشيطان تحت ستار تتويب الآخرين وإرشادهم] |
||||
19 - 01 - 2025, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 184316 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعطي يسوع وصية جديدة لتلاميذه مؤكدًا على أهمية محبة بعضنا البعض. هذه المحبة يجب أن تكون على غرار المحبة التي أظهرها المسيح نفسه |
||||
19 - 01 - 2025, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 184317 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبة الله ومحبة الآخرين متلازمتان لا تنفصلان. إذا كنا ندّعي محبة الله، فعلينا أيضًا أن نحب إخوتنا المؤمنين، فهذه وصية من الله نفسه. |
||||
19 - 01 - 2025, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 184318 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة هي إتمام الناموس. عندما نحب الآخرين، فنحن نؤدي واجبنا وديننا تجاههم، فالمحبة تشمل كل الوصايا الأخرى. |
||||
19 - 01 - 2025, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 184319 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تتجلى المحبة من خلال أعمال التضحية، تمامًا كما بذل المسيح حياته من أجلنا. المحبة الحقيقية تنطوي على تلبية احتياجات الآخرين وإظهار التعاطف، وليس مجرد تقديم كلمات فارغة. |
||||
19 - 01 - 2025, 06:50 PM | رقم المشاركة : ( 184320 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يدعونا يسوع أن نحب أعداءنا ونحسن إليهم ولا ننتظر شيئًا في المقابل. هذه المحبة القربانية تعكس شخصية الله الذي يُظهر اللطف حتى مع الجاحدين والأشرار. |
||||