منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 07 - 2017, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 18421 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسة الشمّاسة أوليمبيا
(+ القرن الخامس الميلاديّ)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولدت القدّيسة أوليمبيا في القسطنطينية لأبوين رفيعي المقام، أبوها كان أحد اعضاء المشيخة ووالدتها إبنة عائلى أرستقراطية. خدمت الكنيسة كشمّاسة في زمن القدّيس نكتاريوس والقدّيس يوحنّا الذهبي الفم. بعد نفي القدّيس من قبل الأمبراطورة اشتعلت النار في كنيسة كبيرة فاتّهمت أوليمبيا بأنّها هي التي افتعلت الأمر، وتمّ نفيها هي أيضًا من القسطنطينية إلى نيقوميذيا حيث رقدت في العام 408م فوضعت في صندوق وألقيت في البحر كما طلبت هي، وان تدفن حيثما حطّت بها الأمواج... استقرّ الصندوق في موضع اسمه Vrochtor. الجدير ذكره أن القدّيس يوحنّا الذهبي الفم وجّه إليها عندما كانت في المنفى رسائل عديدة.
 
قديم 01 - 07 - 2017, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 18422 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس النبي إيليا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هو شيخ الأنبياء في العهد القديم بلا منازع، ونموذج الغيرة الإلهيّة في زمن شحّت فيه عبادة الله، وانصرف الأكثرون إلى ما درج في عبادات البعل وعشتروت.
لم يكن موقعه في وجدان الهيود، على مدى تسعة قرون، عاديًا كسائر الناس، حتى قيل إنّ أباه، لحظة ولادته، عاين رجالاً اتّشحوا بالابيض يشتملونه بأقمطة من نار ويطعمونه لهباً، نسبة إلى الغيرة الإلهيّة الّتي أكلته مدّة حياته. وفي التلمود اليهوديّ، كتب أنّه الملاك أو رسول الربّ الذي صعد إلى السماء بعدما قدّم لجدعون تقدمته أمامه فمسّها بالعكاز وصعد في لهيبها إلى السماء.

بالحديث عن موقعه في عبادة إسرائيل، لم يسقط البتّة، حتى كانوا يضعون له كرسيّاً شاغراً عند ختان كلّ صبيّ في إسرائيل وفي الفصح، معلّلين النفس بظهوره بغتة. والعالم اليهودي توسّع في أخبار عجائب النبي ايليا، واهتمّ بمناقشة أصله وصعوده معتبراً إيّاه بلا خطيئة. وقد حسب من الملائكة واعتبر كمساعد للمؤمن في أوقات الشدّة.
إيليا، الاسم، يعني "إلهي يهوه" أو "إلهي إله العهد". أمّا مدينة "تشبه" الّتي ولد فيها ليس موقعها معروفاً تماماً. ثمّة من يقول إنّها بلدة في الجليل، في سبط نفتالي، وآخرون أنّها في جلعاد شرقي الأردن، تجاه السامرة. أنّى يكن الأمر فقد كان رجلاً يألف حياة الجبال ويتّسم بالصلابة والشجاعة وقوّة الاحتمال. والمرجّح أنّ فترة نبوّته امتدّت قرابة العشرين عاماً وأنّه صعد إلى السماء في حدود العام 900ق.م.

ظهور إيليا كان في أيام آحاب. هذا مَلكَ على إسرائيل في السامرة إثنتين وعشرين سنة. سفر الملوك يقول عنه إنّه عمل الشرّ في عيني الربّ أكثر من جميع الذين قبله، ومردّ شرّه، بخاصة، اتخاذه إيزابيل، إبنة ملك الصيدونيين امرأة. هذه كانت قويّة الشكيمة. جعلت في قلبها، أن تمحو، من إسرائيل، عبادة الإله الحيّ ، لذا عمدت إلى هدم مذابح الله وقتلت الأنبياء وأحلّت محلّهم أنبياء البعل، وأجبرت الناس على الإنحناء للبعل وعشتاروت.

... وكانت المواجهة بين إيليا النبي وأنبياء البعل إذ قتل عدداً كبيراً منهم وهرب من وجه الملكة إيزابيل إلى بئر سبع فإلى البرّية. وعاله ملاك الربّ ومشى حتى وصل إلى جبل حوريب، حيث دخل المغارة، وبات فيها، وهناك تاب عمّا اقترفته يديه من خلال قتل هؤلاء الأنبياء. في الوجدان أنّ ايليا لم يمت. لذلك ظُن على امتداد التاريخ، أنّه عائد. لكنّ الأمر غير صحيح بل أنّ الربّ نقله إلى مكان مجهول ولم يعرف أحد كيف رقد بالربّ ولا الزمن الذي رقد فيه.
طروبارية القدّيس النبي إيليا
أيها الملاك بالجسم قاعدة الأنبياء وركنهم، لسابق الثاني لحضور المسيح ايلياس الشريف الموقر لقد أرسلت النعمة من العلى لأليشع ليطرد الأسقام ويطهّر البرص لذا يفيض الأشفية لمكرّميه دائماً.
 
قديم 01 - 07 - 2017, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 18423 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسان الجليلان إيليا الأول بطريرك أورشايم
وفلافيانوس الثاني بطريرك أنطاكية
(القرن السادس الميلادي)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس إيليا من أصل عربيّ، ترهّب في برية نيتريا زمن الأحداث الدامية التي أودت بحياة القدّيس بروتيريوس، رئيس أساقفة الإسكندرية. فرّ من الاضطهاد الذي غذاه أصحاب الطبيعة الواحدة بزعامة تيموثاوس الإيلوري. لجأ إلى فلسطين حيث استقرّ في لافرا القدّيس أفثيموس. على مدى شر سنوات اعتزل في قلاية بقرب أريحا أضحت أساس دير عُرف ڊ"دير إيليا". في جنازة القدّيس أفتيميوس عاد فالتقى مرتيريوس، رفيقه في النسك، في مصر. وقد انضمذ غلإثنان إلى كهنة البطريرك أنستاسيوس. تبطرك إيليا على أورشليم بعد سالوستوس ومرتيريوس سنة 494م. اعتنى بتأسيس دير "الغيارى" الذين أسندت إليهم الخدم الإلهية في بازيليكا القيامة. ارتبط القدّيس إيليا بالقدّيس سابا المتقدّس بصداقة روحيّة عميقة. هو الذي كرّس كنيسة اللافرا وتدخّل لشد أزر القدّيس سابا خلال تمرّد عدد من الرهبان عليه. صمد في دفاعه عن محمع خليقدونيا في وقت تبوأ فيه سايروس كرسي البطريركيّة الأنطاكيّة بعدما جرت اإطاحة بفلافيانوسالثاني وتمّ ترحيله إلى البتراء في العربية. هو نفسه جرى ترحيله إلى ايلات على ضفاف البحر الأحمر. رقد في منفاه في 20 تموز سنة 518م عن عمر يناهز الثامنة والثمانين
 
قديم 01 - 07 - 2017, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 18424 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس الشهيد أمليانوس دوروستوروم

(+ القرن الرابع الميلاديّ)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبان حكمه (القرن الرابع م)، توجّه كابيتولينوس إلى دوروستوروم، وهي سيليسترا الحاليّة في بلغاريا، واطلق التهديدات بالموت في حقّ المسيحيّين ومن يعرفونهم ولا يشون بهم، فهتف الذين كانوا في الديوان انّه لا مسيحيّ في مدينتهم وانّ كلّ السكّان يضحوّن لآلهة الأمبراطور.
فارتاح كابيتولينوس لهذا الخبر وشاركهم المأدبة المقامة على شرفه. وإذ بفتى مسيحيّ نبيل اسمه إميليانوس، يدخل هيكل الأوثان وفي يده مطرقة، وفي غفلة عن العيون عمد الى تحطيم الأصنام وقلب حمّالات الشموع والمذابح، وسكب على الارض الخمر وغادر دون ان يُلاحظه أحد. ممّا أثار غضب كابيتولينوس فأمر بالبحث عن الجناة، وهكذا انتشر الجنود للبحث عن الفاعل، ولئلا يعودوا فارغين، قبضوا على فلاّح عابر سبيل وجرّوه وهم يضربونه، ولما علم إميليانوس بالخبر، سلّم نفسه واعلن انّه هو الفاعل.
فاحضروه امام كابيتولينوس. ولمّا سأله عن سبب هذا العمل أجاب انّه حرّ وعبد في آن: فهو عبد الله وحرّ من الاوثان. ثمّ أضاف: هي محبّة الله والغيرة للمسيح والإشمئزاز من رؤية هذه التماثيل الصمّاء، ما اقنعني وقوّاني على تحطيم ما هو عارٌ على الجنس البشريّ. فإنّه لا شيء احقر لنا، نحن الذين حبانا الله بقوّة العقل، من عبادة كائنات لا عقل لها والسجود لعمل أيدينا وإلقاء كرامة الإله الخالق الأوحد عنّا".
فأمر كابيتولينوس بتجريده من ثيابه وضربه بعنف بعد تمديده على الأارض. وإذ علم أنّ أمليانوس هو ابن حاكم المدينة قال كبيتولينوس انّ انتماءه إلى النبلاء لا يعذره في شيء ولا يوفر عليه العقاب. فحكم عليه بالموت حرقًا. ألقي قدّيسنا في المحرقة فتحوّلت ألسنة اللهب عنه الى الجنود فأحرقتهم فيما سبّح اميليانوس الله ورسم على نفسه إشارة الصليب.
رقد بسلام في الربّ في 18 تمّوز سنة 362 م. فأخذت جسده زوجة كابيتولينوس، التي كانت مسيحيّة بالسرّ واعطته لمسيحيّين أتقياء فواروه الثرى في جيزيدينا، على بعد أميال قليلة من دوروستوروم.
 
قديم 01 - 07 - 2017, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 18425 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح يعلّم بأمثال

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علّم المسيح كثيراً بالأمثال. وأمثاله خالية من القصص الخيالية كنطق الحيوان وحركة الجماد، كما أنها اجتنبت كل إشارة هزلية، لأنها شرحت لسامعيه أسرار ملكوت السماوات.
مثل الزارع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الْأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الْأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَراً، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلَاثِينَ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ" (متى 13:3-9).
في المثل الأول المسمَّى مثل الزارع، قسم المسيح سامعي كلام ملكوته إلى أربعة أقسام. قسم يسمعون بآذانهم فقط، ولا يفهمون بأذهانهم، وذلك إمَّا لانشغالهم بأمور أخرى، أو لقساوة قلوبهم من جراء انصبابهم السابق على المعاصي. وهؤلاء يكونون كأنهم لم يسمعوا. وتظهر عدم استفادتهم سريعاً، لأنهم لم يذوقوا من لذة هذا الطعام الروحي شيئاً. شبَّه المسيح هؤلاء ببذار يقع على الطريق فيُداس ويخطفه الطائر بأقرب وقت، فلا يأتي بثمر.
أما القسم الثاني من سامعي التعليم، فهم الذين يفهمونه ويقبلونه بفرح. لكن فرحهم سطحي ووقتي. هؤلاء لم يحسبوا حساب النفقة، ولم يستعدوا لاحتمال المقاومات الداخلية والخارجية التي تترصد كل محبي كلام الله. لذلك عند وقوع الضيقات يرتدُّون عما كانوا أولاً يتباهون ويفرحون به. ويشبّه المسيح هؤلاء بالزرع الذي يقع على الأرض الخفيفة، التي قعرها صخر، هذا الزرع ينبت سريعاً لعدم عمق التربة، ثم يجف عند وقوع حرارة الشمس عليه، فلا يأتي بثمر.
القسم الثالث هم الذين يفهمون التعليم ويقبلونه بفرح، ويثبتون في وجه المقاومات غير متزعزعين من الاضطهادات والخسائر التي تنتج عنها. لكن ثباتهم هذا ناتج عن عنادهم الطبيعي، إذ يحسبون أنفسهم شهداء الدين، فلا يأتون بثمر - أي لا يمجدون الله ولا يفيدون الناس - لأنهم منهمكون بأمور الدنيا.. إن كانوا من الفقراء فهمُّهم عوزهم، أو من الأغنياء فهمُّهم مقتنياتهم وأشغالهم الكثيرة. ويشبّههم المسيح بالزرع الذي ينمو جيداً وتظهر فيه للناظرين كل علامات الأثمار، ولا يُعرَف عدم إثمارهم إلا يوم الحصاد، إذ تكون السنابل فارغة، لأن الأشواك والأعشاب البرية تغلَّبت على الزرع وخنقته، فلم يثمر.
القسم الرابع والأخير من سامعي التعليم الإلهي هم السالمون من العيوب التي مرّ ذكرها. هؤلاء يطلبون أولاً ملكوت الله وبرّه، فلا يلتهون عنه بأمور العالم، أغنياء كانوا أم فقراء. ولذلك لا يبالون بضيقاتهم (رومية 5:3). وبالطبع يفهمون جيداً ما يسمعونه، فيأتون بثمر كثير لمجد الله وخير الناس. أما أثمار هؤلاء فتكون على درجات متفاوته، تتبع المواهب والفرص المتنوعة وموافقة الأحوال التي يوجدون فيها. فشبّه المسيح هؤلاء بالزرع في الأرض الجيدة، الذي يثمر ثلاثين ضعفاً وبعضه ستين وغيره مئة. وفي تفسير هذا المثل أعطى المسيح مفتاحاً يساعد كثيراً على تفسير سائر الأمثال التي وردت بلا تفسير. لما ابتدأ بالمثل نبَّه السامعين بقوله: "اسمعوا، هوذا الزارع قد خرج ليزرع". ولما انتهى المثل نبَّههم ثانية بندائه: "من له أذنان للسمع فليسمع".
مثل زوان الحقل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: "يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً زَرَعَ زَرْعاً جَيِّداً فِي حَقْلِهِ. وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَاناً فِي وَسَطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَراً، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضاً. فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعاً جَيِّداً زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟. فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ فَقَالَ: لَا! لِئَلَّا تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلَاهُمَا مَعاً إِلَى الْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَماً لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَنِي" (متى 13:24-30).
المثل الثاني بناه المسيح على أن العدو إبليس يُدخِل في ملكوت المسيح الخارجي (أي الكنيسة) أناساً ليسوا من شعب اللّه. وهؤلاء لا يعرفهم الناس في أول أمرهم. فلما تظهر عليهم تدريجياً دلائل حقيقتهم، يريد رجال اللّه أن يفرزوهم ويخرجوهم من الكنيسة المسيحية. لكن هذا الإِفراز محفوف بالخطر، لأن مدبّري الكنيسة لا يعلمون ما في القلوب. فقد يُخرِجون بطرساً تائباً هو تلميذ حقيقي، بينما هم يحاولون أن يخرِجوا إسخريوطياً خائناً فاقد كل الصفات المسيحية. ولذلك يطلب اللّه من قادة شعبه التأني الكافي قبل طرد الضعفاء والساقطين، لئلا يخطئ حكمهم فيظلمون.
في مثل زوان الحقل يشبّه المسيح نفسه بإنسان زرع في حقله زرعاً جيداً. ثم يشبّه عدوه إبليس بإنسان آخر، زرع في ذات الحقل زواناً. ويشبّه الملائكة بالحاصدين، ويوم الدين بيوم الحصاد. ويختم تفسيره هذا المثل بقوله: "كما يُجمَع الزوان ويُحرَق بالنار، هكذا يكون في انقضاء العالم. يرسل ابن الإِنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم، من له أذنان للسمع فليسمع".
مثل النمو الخفي للزرع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَقَالَ: "هكَذَا مَلَكُوتُ اللّهِ: كَأَنَّ إِنْسَاناً يُلْقِي الْبِذَارَ عَلَى الْأَرْضِ، وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلاً وَنَهَاراً، وَالْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو، وَهُوَ لَا يَعْلَمُ كَيْفَ، لِأَنَّ الْأَرْضَ مِنْ ذَاتِهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ. أَوَّلاً نَبَاتاً، ثُمَّ سُنْبُلاً، ثُمَّ قَمْحاً مَلْآنَ فِي السُّنْبُلِ. وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ الثَّمَرُ فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُ الْمِنْجَلَ لِأَنَّ الْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ" (مرقس 4:26-29).
قدم المسيح مثلاً ثالثاً بدون أن يفسره، وبناه على الحقيقة أن النمو في ملكوته الروحي على الأرض أمر طبيعي لا بد منه، وأنه يأتي تدريجياً لا فجأة. وأن هذا النمو يكون له أصل سري غامض، يعجز البشر عن فهمه وتفسيره.
مثل حبة الخردل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: "يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ، وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ، وَتَصِيرُ شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا" (متى 13:31، 32).
لما كان الوقت الذي يتكلم فيه المسيح أول فصل الشتاء، وكان عمل الزرَّاع منتشراً حوله، حكى لسامعيه مثلاً رائعاً زراعياً لإظهار حقيقة ضَعْف ملكوته في العالم عند إنشائه، ثم عظمته أخيراً بواسطة نموّ خارجي مهم، حتى تمكّنه عظمته من خدمة الناس خدمات عظيمة. شبَّه المسيح ملكوته بحبّة الخردل، أصغر جميع البزور التي يزرعها الإِنسان، لكنها تنمو شيئاً فشيئاً إلى أن تصبح أكبر البقول، بل شجرة تأوي إليها طيور السماء للاستفادة منها. ويناسب الخردل تشبيهاً للملكوت الجديد الذي أدخله المسيح، بالنظر إلى صغر حجمه، ولاستعماله دواء في الأمراض، ولاتّصافه بشيء من القساوة المؤلمة، ولأن مفعوله في الشفاء يتوقف على سحقه، كما تتوقف قوة المخلّص للخلاص على سحقه على الصليب.
مثل الخميرة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: "يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلَاثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ" (متى 13:33).
المثل الخامس الذي قدّمه المسيح في هذا الوقت، هو مثل الخميرة، وهو مبني على ثلاث حقائق مهمة. الأولى أن إنماء الملكوت لا يكون بواسطة الازدياد الخارجي كنمو الجماد، بل بواسطة المفعول الداخلي كنمو الحي. ونجاح كنيسة المسيح لا يتوقف على أسباب خارجة عنها، بل على الأسباب التي في داخلها. فالسطوة السياسية والثروة المادية وما يشابههما، لا تنمّي كنيسة المسيح الحقيقية إلا قليلاً ونادراً، لا بل كثيراً ما توقِفُ هذه ذلك النمو، مع أنها قد تنمّي جماعات ظاهرة تسمَّى خطأ كنيسة المسيح. لا ينمّي الكنيسة إلا أعضاؤها الذين يحصلون على قوة إلهية تحل فيهم من الروح القدس.
والحقيقة الثالثة هي أن الدين الحقيقي، من طبيعته أن يخترق كل دقائق حياة المؤمن ويتملَّك فيها. فيكون جسمه وعقله وروحه كلياً تحت سطوة تأثير الدين الذي في قلبه... يمثّل المسيح هذه الحقائق بالخميرة التي خبأتها امرأة في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع. فيصحُّ تشبيه فعل المسيح في ملكوته بفعل الخمير، لأنه خفي ومتزايد، ويتوقف على وضعه في قلب الذي يطلب تخميره، ولأنه من جنسه أيضاً. أي أن المسيح المخلص يتّخذ لنفسه طبيعة البشر الذين أتى ليخلصهم.. وأخبار خلاص البشر لا تتم بواسطة الملائكة، بل بواسطة الناس.
هذا بعض ما حُفظ لنا من مجموع الأمثال الجميلة التي ألقاها المسيح على الجمهور المحتشد على شاطئ البحيرة في ذلك النهار، لأن البشير يقول: "وبأمثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا. وبدون مثل لم يكن يكلمهم. "لِكَََيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: "سَأَفْتَحُ بِأَمْثَالٍ فَمِي، وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (متى 13:35).
لماذا علم المسيح بأمثال؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعد أن ترك المسيح وتلاميذه البحر وعادوا إلى البيت، سأله تلاميذه عن سبب اتّخاذه هذا الأسلوب الجديد في الوعظ، الذي لغموضه يتطلَّب تفسيراً، فأجابهم أنه تعمَّد الإغماض عن الذين يرفضون النور الذي لهم، ففقدوا كل حق بأن يزيدهم نوراً. ولما طلبوا منه أن يفسر لهم مثل الزارع وبّخهم بقوله: "أمَا تعلمون هذا المثل؟ فكيف تعرفون جميع الأمثال؟ فإني الحق أقول لكم إن أنبياء وأبراراً كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا".
ومع أسف المسيح على غباوة تلاميذه، احتملهم وفسرّ لهم مثليْن تسهيلاً لفهمهم غيرهما.. من مثلي الزارع والزوان وحدهما قد نظن أن نجاح الملكوت يكون قليلاً. ولكن في مثلي حبة الخردل والخميرة نقيضٌ لهذا الوهم، وتبشير بنجاح باهر لهذا الملكوت الذي نشأ في ضعف.
مثل الكنز المخفي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ كَنْزاً مُخْفىً فِي حَقْلٍ، وَجَدَهُ إِنْسَانٌ فَأَخْفَاهُ. وَمِنْ فَرَحِهِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَى ذلِكَ الْحَقْلَ" (متى 13:44).
في البيت زاد المسيح ثلاثة أمثال أخرى. أراد أن يبيّن أن ملكوته ذو قيمة تفوق كل شيء في العالم. وحتى لو ضحَّى الإنسان لأجله يكون في ذلك حكيماً. أراد المسيح أيضاً أن يبيّن أن البعض وإن لم يفتشوا عن كنز الدين الحق، يعثرون عليه كأنه بالصُّدفة، بينما يشتغلون في أمور أخرى، كما حدث لشاول الطرسوسي في طريق دمشق (أعمال 9:1-22). مثَّل ذلك بإنسان وجد كنزاً في حقل إنسان آخر، فذهب وباع كل مقتنياته واشترى الحقل ليحصل على هذا الكنز.
مثل اللؤلؤة الحسنة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً تَاجِراً يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً، فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمَنِ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا" (متى 13:45، 46).
لكن ليس هذا العثور العرضيّ هو القانون، بل السعي الجدّي وراء هذا الكنز. فالذي في تفتيشه بين مذاهب العالم يعثر على ملكوت المسيح الروحي، ينسى كل ما سواه، ويبذل كل نفيسٍ وغالٍ ليتمسّك به. وإظهاراً لهذه الحقيقة قدم المسيح مَثَل إنسانٍ تاجر يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة كثيرة الثمن، مضى وباع كل ما له واشتراها.
مثل الشبكة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ شَبَكَةً مَطْرُوحَةً فِي الْبَحْرِ، وَجَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. فَلَمَّا امْتَلَأَتْ أَصْعَدُوهَا عَلَى الشَّاطِئِ، وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا الْجِيَادَ إِلَى أَوْعِيَةٍ، وَأَمَّا الْأَرْدِيَاءُ فَطَرَحُوهَا خَارِجاً. هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ الْعَالَمِ: يَخْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَيُفْرِزُونَ الْأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ الْأَبْرَارِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الْأَسْنَانِ" (متى 13:47-50).
ختم المسيح سلسلة أمثاله في هذا اليوم، بمثل يشير إلى انقضاء العالم، حين يفرز الديّان الإلهي الأشرار من بين الأبرار، بواسطة الملائكة ثم يطرح الأشرار في أتون النار، حيث يكون البكاء وصرير الأسنان، فلا يطمئن الخاطئ نفسه بأن التساهل الإلهي في عدم سرعة قصاصه يدوم إلى الأبد، بل عليه أن ينتبه الآن. وإيضاحاً لهذه الحقيقة قدم المسيح مَثَل الشبكة المطروحة في البحر، التي تجمع من كل نوع، فلما امتلأت، أصعدوها على الشاطئ، وجلسوا وجمعوا الجياد إلى أوعية، وأما الأردياء فطرحوها خارجاً.
"قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "أَفَهِمْتُمْ هذَا كُلَّهُ؟" فَقَالُوا: "نَعَمْ يَا سَيِّدُ". فَقَالَ لَهُمْ: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كُلُّ كَاتِبٍ مُتَعَلِّمٍ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ يُخْرِجُ مِنْ كَنْزِهِ جُدُداً وَعُتَقَاءَ" (متى 13:51 ، 52).
العتقاء هي أقوال الكتاب، والجدد هي الفوائد المستخرجة منها، التي تستدعي الدرس المدقق، لأجل الوقوف على معانيها المقصودة. فالذي اعتدنا أن نسمعه من الصغر هو عتيق قديم، ولكن الدروس التي نستفيدها منه هي جديدة تناسب حاجة كل يوم جديد. فكل حقائق كتاب الله كنز ثمين، نستخرج منها الجديد الذي يقوي ضعيف الإيمان، وينير الجاهل، ويعزي الحزين ويرشد الضال.
 
قديم 02 - 07 - 2017, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 18426 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مَنْ هُوَ حَكِيمٌ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ.
(يع ٣ : ١٣)
الحكمة: حسن التصرف
والحكيم :
شخص يجيد الحكم على الأمور
شخص يقول الكلمة المناسبة فى الظرف المناسب فى الوقت المناسبة
شخص يوزن الامور
متزن لا يتأرجح بين العقل والعاطفة
يحكم ويضبط عاطفته بعقله
ويلين عقله بعاطفته
فلا يوجد ضدية بين عاطفته وعقله
يدبر ويقرر بلا تسرع وبلا تهور وبلا تبطؤ
ربما ترتبط بسن أو لا ترتبط
وَلَدٌ فَقِيرٌ وَحَكِيمٌ خَيْرٌ مِنْ مَلِكٍ شَيْخٍ جَاهِل، الَّذِي لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُحَذَّرَ بَعْدُ. (جا ٤ : ١٣)
ربما ترتبط بالايمان أو لا ترتبط
فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ، لأَنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ. (لو ١٦ : ٨)

ولنلاحظ مصدر حكمتنا وكذا علامتها!!!
لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ.لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ.

وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ.وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلاَمِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلاَمَ.
(يع٣: ١٥-١٨)

انى احتاج إلى الحكمة التى من فوف
وهل أنت تحتاج أيضاً؟؟
وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ.
(يع ١ : ٥)
بعوزنى الوقت للتحدث عنها
فخير مرجع نرجع إليه ونستنير به هو كلمة الله التى تحثنا وتنير لنا الطريق عنها فلنقتنيها فهى خير المقتنيات .
 
قديم 03 - 07 - 2017, 11:59 AM   رقم المشاركة : ( 18427 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وحدانية الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عقيدة "التوحيد" هي إحدى المبادئ الأساسية في الإسلام. إنها تؤكد وحدانية إله الإسلام "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ" (الإخلاص 112: 1-2). هذا يعني وحدة الله المطلقة. في الواقع، أعظم الذنوب في الإسلام هو خطيئة الشرك، أي الإيمان بوجود شركاء للإله الإسلامي: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا" (النساء 4: 116، 48).

لم يكن محمد أول من دعا إلى عبادة إله واحد خارج نطاق التوراة والإنجيل. دعت بعض الديانات الوثنية القديمة إلى عبادة إله وحيد الشخصية مثل إله محمد. دعا الفرعون اخناتون، الذي حكم مصر في القرن 14 قبل الميلاد، أكثر من 19 قرنا قبل محمد، إلى عبادة إله واحد وحيد الشخصية وحظر عبادة أي آلهة أخرى في مصر الفرعونية. أطلق عليه إسم "آتون" ومثله بقرص الشمس. استخدم الإسلام هلال القمر كرمز له. وقد إدعى النبوة ودعوا إلى التوحيد مسيلمه وسيجاه، عرب معاصرون للنبي محمد. وكان لهم اتباعا. لكن، على عكس محمد ، لم يلجأ أي منهم إلى العنف في نشر رسالته.

مبدأ التوحيد الإسلامي جامد ومتشدد بحيث أنه لا يسمح بأي تشابه بينه والثالوث الأقدس. الثالوث الأقدس هو عقيدة أساسية للإيمان المسيحي، تضمن وحدة الإله الواحد الحقيقي.

هناك مشاكل وتناقضات جذرية في مبدأ التوحيد الإسلامي الجامد المطلق. إله الإسلام هو وحدة منفردة معزولة. ومع ذلك، فإن الإسلام يفرق بين إلهه والقرآن في إطار وحدة إلهه. يؤمن ألإسلام السني بأن القرآن هو كلمة إلهه الأزلية الأبدية الغير مخلوقةالتي وُجدت معه منذ الأزل: "بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ" (البروج 85: 21-22). يعتبر الأسلام أن سمات إلهه جزء من جوهره. إذا كان الكلام هو سمة أبدية للإله الإسلامي مميزة عنه في القرآن، يصبح التعليم الإسلامي بالتوحيد المطلق باطلا، لأن شيئا غير مخلوقا (القرآن) متميزا عن الإله الإسلامي وُجد منذ الأزل معه مما يؤدى إلى اثنين من الآلهة.

وجود مصدر الوحي (الوح المحفوظ) في جوهر الإله الإسلامي يسمح بمبدأ التمييز في إطار الوحدة التي تؤمن بها المسيحية. ويبدو أنه يشبه ويوازي العقيدة المسيحية بأن السيد المسيح هو كلمة الله الأزلية الأبدية الغير مخلوقة في شخص إبن الله المتميز في الإله الواحد. فهو من نفس الجوهر الإلهي الغير منقسم، ولكنه مميز في الشخصية. يماثل القرآن تجلي كلمة (إبن) الله على الأرض في المسيح. في الواقع، لاهوت السيد المسيح هو من العقائد الأساسية في الإيمان المسيحي. رفض العقيدة المسيحية بالثالوث الأقدس يدمر القاعدة الأساسية للإسلام التي هي أبدية القرآن.

على الرغم من أن الجزء الأول من الشهادة الإسلامية والقرآن (آل عمران 3: 18؛ الأنعام 6: 162، 163؛ النحل 16: 2؛ طه 20: 14؛ الأنبياء 21: 25) تشهد أن لا إله إلا الله، الجزء الثاني من الشهادة الإسلامية والقرآن (البقرة 2: 32؛ آل عمران 3: 31-32، 50، 132؛ النساء 4: 13-14، 80، 136؛ الأنفال 8: 1، 41؛ التوبة 9: 29؛ النور 24: 56، 62؛ الأحزاب 33: 36، 57) يقرن عمدا اسم محمد بالإله الإسلامي مما يجعل محمدا شريكا وزميلا للإله الإسلامي. مما يزيد الأمور سوءا، أن بعض مفسري القرآن (الطبري، القرطبي، الخ) يصرون على أن آية الإسراء 17: 79 تتحدث عن اليوم الأخير حيث سيعطي إله الإسلام عرشه الأبدي الأزلي لمحمد ليجلس عليه. هذا يؤدي إلى الشرك الذي يحظره القرآن (آل عمران 3: 151 ؛ النساء 4: 48، 116؛ الروم 30: 40).

جعل محمد نفسه زميلا وشريكا للإله الإسلامي حتى يحمل الناس على طاعته طاعة عمياء. وبذلك، اتخذ محمد مكان الأصنام التي عبدها عرب الجاهلية. إصراره على أن يخضع له أتباعه مثلما يخضعون للإله الإسلامي، حولهم إلى مشركين، وجعلهم يرتكبون خطيئة الشرك التي لا تُغفر. استعاض عن وثنية المكيين بنفسه بأن جعل نفسه شريكا وزميلا للإله الإسلامي. هذا يجعل الإسلام دين شرك في صميمه.

في الواقع، إجتهد الإله الإسلامي أن يرضي محمد (البقرة 2: 143، 144؛ الأحزاب 33: 37، 50، 51؛ الضحى 93: 5). لاحظت هذا عائشة أصغر زوجاته فعلقت قائلة: ". ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" (البخاري، تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ 311.60.6؛ مسلم، النِّكَاحِ 3453.8، 3454). غنائم الحرب، بل وكل ما بالأرض، يمتلكه إله الإسلام ومحمد (الأنفال 8: 1؛ الحشر 59: 7؛ البخاري، الإكراه 77.85.9؛ فرض الخمس 392.53.4). ندد محمد باليهود والمسيحيين لطاعتهم العمياء لكهنتهم ورهبانهم (التوبة 9: 30-31)، لكنه لم يجد أية صعوبة في أن يطالب نفس الطاعة العمياء غير المشروطة من المسلمين حتي يخضعوا له كما لله، وبذلك جعل نفسه مساويا لإلهه في المركز والسلطة. تساوي العديد من الآيات القرآنية بين الطاعة لإله الإسلام وطاعة محمد، وتعد بالثواب والعقاب وفقا لذلك (البقرة 2: 32؛ آل عمران 3: 31، 32، 50، 132؛ النساء 4: 13، 14، 59، 65، 80، 136؛ المائدة 5: 92؛ الأنفال 8: 1، 20، 24؛ التوبة 9: 29؛ النور 24: 52، 54، 56، 62، 63؛ الفرقان 25: 55، 56؛ الأحزاب 33: 36، 71؛ الزخرف 43: 63؛ محمد 47: 33؛ الفتح 48: 10؛ الحجرات 49: 14؛ الحشر 59: 6، 7؛ بخاري، الإعتصام 384.92.9؛ الأحكام 251.89.9؛ فرض الخمس 392.53.4؛ إلخ).

الشريعة الإسلامية مؤسسة مباشرة على حياة محمد، وهو رجل ذو نقائص أخلاقية ضخمة وعيوب شخصية كثيرة. بذلك رفع الإسلام الرجل محمد إلى مرتبة أعلى من مرتبة الإله الإسلامي. هذه الفحشاء شرك. كما أن هذا يستعبد المسلمين لمثال محمد الناقص. يتبلور في الشريعة الإسلامية التبجيل التعبدي للرجل محمد لدرجة أنه يتم تقليد أصغر التفاصيل لعاداته الشخصية. يؤدي هذا إلى تجميد الحياة الأخلاقية في المجتمعات الإسلامية بأخلاقيات القرن السابع للجزيرة العربية.

على النقيض من ذلك ، فإن الكتاب المقدس لا يلزم أحدا بالطاعة العمياء لحاخامات أو رهبان أو قسس (أعمال الرسل 5: 29).

في الواقع، سورة الفتح 48: 9 تطلب من المسلمين أن يقدسوا ويمجدوا محمدا. التقديس والتمجيد لله وحده. محمد هو مركز الصلاة الإسلامية، على نفس مرتبة الإله الإسلامي (الأحزاب 33: 56). عبر المسلمون عن عبادتهم وتمجيدهم لمحمد بأعمال فاسدة عقيمة. فقد شرب بعضهم بوله ودمه، ولطخ البعض الآخر أنفسهم ببصاقه وماء وضوئه (البخاري، الشُّرُوطِ 891.50.3؛ المغازي 617.59.5؛ الوضوء 187.4.1، 188). بشرب دمه، خالفوا أوامر القرآن (البقرة 2: 173؛ المائدة 5: 3؛ الأنعام 6: 145؛ النحل 16: 115)، والكتاب المقدس (اللاويين 17: 10-14 ؛ اعمال الرسل 15: 28، 29) التي تنهي عن هذا الفعل. مع الأسف، لم يمنعهم محمد من القيام بهذا الفعل. هل كان يبحث عن مجد العالم الباطل؟

ينسب القرآن بعض الصفات الإلهية لمحمد بزعمه انه يسمع ويرى أفعال البشر (التوبة 9: 94، 105؛ الحجرات 49: 7). الله وحده هو كلي الوجود وكامل العلم. رغم أن القرآن يصف محمدا بأنه بشر مائت غير معصوم من الخطأ (الأعراف 7: 188؛ الإسراء 17: 93؛ الكهف 18: 110؛ العنكبوت 29: 50، 51؛ سبأ 34: 50؛ الأحقاف 46: 9)، لكنه يرفعه إلى مستوى من القوة والسلطة مماثل لمستوى الإله الإسلامي (المنافقون 63: 8؛ إلخ). هذا هو مفهوم تعدد الآلهة (الشرك). يقر عدد من علماء الإسلام (جعفر بن محمد، والسمرقندي، والسيوطي، وحداد، الخ) بأن كلا من القرآن والحديث في الواقع ينسب لمحمد العديد من الأسماء الحسنى للإله الإسلامي (البخاري، التعبير 125.87.9؛ مسلم، الصلاة 1225.4؛ الرؤيا 5637.29).

إذا كان القرآن هو كلام الإله الإسلامي كما يدعي الإسلام، فالإله الإسلامي لا يحب شيئا أكثر من مدح نفسه (الأنعام 6: 1؛ النحل 16: 75؛ الإسراء 17: 1؛ الحشر 59: 23؛ الخ). يؤكد الحديث هذه النزعة والممارسة (البخاري، تفسير القرآن 158.60.6، 161؛ مسلم، التوبة 6647.37، 6648؛ الصلاة 986.4). قد يكون المديح الذاتي نتيجة إما كبرياء مفرط (خطيئة الشيطان المميتة) أو عدم الثقة بالنفس الذي يؤدي إلى احتياج الشخص إلى تدعيم من مصادر خارج كيانه. يحتاج الإله الإسلامي إلى الثناء وعبادة مخلوقاته (الذريت 51: 56). هذا نقص خطير فيه، لأنه يحتاج إلى شيء من مصادر خارج ذاته.

يؤكد الإسلام توحيد إلهه. ألإله الإسلامي ليس شخصا. إنه متعال وغير شخصي في تعامله مع الإنسان. عندما يصفه القرآن بأنه ". أقرب إليه (الرجل) من حبل الوريد" (ق 50: 16)، فإنه يشير إلى قدرته الكلية، وليس إلى رعايته الشخصية واهتمامه بالإنسان.

إنّ عقيدة الثالوث الأقدس هي أحد المبادئ الأساسية للإيمان المسيحي. الله جوهر واحد ذو طاقة واحدة غير مُقسّم وأقدس في ثلاثة أقانيم/أشخاص متميّزين: الله الآب، وكلمته الأزلية الأبدية (الإبن: يسوع المسيح)، وروحه القدوس. الثالوث الأقدس هو إله واحد غير منقسم متميز في ثلاثة أشخاص. هو ليس ثلاثة آلهة متحدين هى واحد. الله المثلث الأقانيم مُكتفي ذاتيا ولا يعتمد على أيّ وجود غير إلهي خارج ذاته. فهو ليس بحاجة إلى أي شيء مخلوق خارج كيانه الإلهي. من المهم تأكيد حقيقة أنّ الإله الوحيد الشخص كائن غير كامل. هو شخص وحيد أبديا منحصر داخل كيانه الخاص بدون آخر للمحبة والتواصل. انه موجود في فراغ أبدي. إنه لا يستطيع إختبار ملء حياة الشركة والحبّ التي يعيشها الإله المثلث الأقانيم في الثالوث الأقدّس. الإله الوحيد الشخصية غير قادر على فهم الحب لأنه لا يختبره في كيانه. لذلك، فهو إله ناقص لأنه لا يستطيع أن يختبر ملء الوجود. الله القدير كامل في ذاته الإلهية في كلّ شيء. لذلك، لديه إكتفاء ذاتي في داخله، ولا يحتاج إلى خليقته ليختبر حياة شركة المحبة معها. الخليقة لا تضيف أيّ شيء لوجوده وكينونته. الله لم يخلق العالم لإشباع حاجة ضرورية لديه. الثالوث الأقدس ليس له إحتياج لآخر حيث يصبّ ويسكب محبّته العظيمة، لأن الآخر هو في الثالوث الأقدس. الله الأزلي الأبدي المُكتفي ذاتيا لا يعتمد على أيّ وجود غير إلهي خارج ذاته. لذلك، الإله الحقيقي الحيّ للكون لا يمكن أن يكون إله وحيد الشخص.

سمات إله التوراة والإنجيل الخاصة بالعلاقات الشخصية (مثل المحبة، والشركة، والتعاطف، وسكب الذات، الخ) قد أُعربت وعُبِرت منذ الأزل في إطار العلاقة بين الأشخاص الثلاثة للثالوث الاقدس. من جهة أخرى، الإله الوحيد الشخص يعتمد على خليقته للتعبير عن هذه الصفات. إنه معتمد على خليقته ومُتغير. هو قابل للتغيير، لأن خليقته لم تكن موجودة في الأزل، وهو يعتمد على شيء خارج كيانه حتى ينمو في تحقيق ذاته. انه ليس الإله المُتسامي المطلق الغير قابل للتغيير. ليس هو الإله الحقيقي، بل مجرد كائن رفيع!

النقص الآخر في الإله الوحيد الشخص أنّه يفتقر إلى وسائل المشاركة العميقة القريبة الوثيقة مع خليقته. لا يمكن أن تتم هذه المشاركة بواسطة ملاك يُرسله اللّه، لأن الملاك هو مخلوق محلي ومحدود يستطيع أن يتّصل خارجيا فقط بشخص واحد في وقت ما. كما أن الملاك لا يستطيع أن يُؤثر في قلب الإنسان من الداخل لكي يعطيه إضاءة إلهية داخلية. على عكس ذلك، الروح القدس الأزلي الأبدي الغير مخلوق للإله الحيّ المثلث الأقانيم غير محدود وغير محصور في مكان معين (مزمور 139: 7-12؛ إرميا 23: 24؛ أعمال الرسل 17: 28). الروح القدس يضيء بالنور اللإلهي في الأعماق الداخلية لقلوب كثير من المسيحيين في نفس الوقت. يسكن الله بروحه القدوس (الشخص الثالث في الثالوث الأقدس) في خليقته البشرية المسيحية المؤمنة. هو إله عظيم جدا يحكم الكون، وهو إله يهتمّ بالبشر لدرجة أنه يحيى حياة بشرية كاملة في المسيح يسوع، وهو إله مُحب وودود لدرجة أنه يعيش في كلّ مؤمن مسيحي.

العقيدة الإسلامية بالإله الوحيد الشخص لا تقدم أساسا لاهوتيا للمجتمع البشري، وذلك لأن الإله الإسلامي لا يُكوِّن علاقات. فقد عاش قبل الخليقة في عزلة تامة ووحدة كاملة. لا يوجد في مجتمع إلهي. لا يستطيع إله وحيد الشخص أن يخلق كائنات ترغب المعيشة في مجتمع. على العكس من ذلك، تؤمن المسيحية أن الثالوث الأقدس هو المجتمع الإلهي الأبدي في وحدة مطلقة. ولذلك، فإن البشرية، باعتبارها انعكاسا للإله المسيحية، ترغب المعيشة في مجتمع. أعمال الله هي انعكاس لطبيعته.

إله الإسلام غير شخصي، لا يمكن الوصول إليه، ولا يستطيع تكوين علاقات. لذلك، فهو غير قادر على الكشف عن نفسه. يرغب إله التوراة والإنجيل حياة شركة مع خليقته. فهو إله تكوين علاقات. لذلك، يعلن ويكشف عن نفسه. في حين أن الأمثلة التوضيحية لوحدة الثالوث الأقدس منتشرة في الطبيعة المخلوقة، لا يوجد أي شيء ذو وحدة مطلقة مثل الوحدة التي يدعيها الإسلام لإلهه؟

يتضح من هذه المناقشة أن العقيدة الإسلامية بالإله الوحيد الشخص متناقضة، ضعيفة المنطق وأقل شأنا من العقيدة المسيحية بالثالوث الأقدس. يعلمنا الكتاب المقدس أن: "مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هَذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ، الَّذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالاِبْنَ. كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الاِبْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضاً، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالاِبْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضاً" (يُوحَنَّا الأُولَى 2: 22-23؛ غلاطية 1 : 8).
 
قديم 03 - 07 - 2017, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 18428 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشيطان يعترف أخاف العذراء لأنها أطهر وأكثر تواضعاً
وطاعة لله من جميع المخلوقات، ولأنني نجس، متكبّر ومتمرّد! “
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مقتطفات من الحوارات الخاصة بين الشيطان والمقسّم الأب غابرييل أمورث، طارد الأرواح الشريرة في روما الذي توفي مؤخرا في سن ال 91. تواجه الكاهن مع الشيطان في الكثير من المناسبات. سمع الأب أمورث كل الأشياء – مناقشات صعبة وقاسية، وبطبيعة الحال مليئة الأكاذيب، لأن عمل الشيطان أساسه الكذب.

جواب الشيطان
كتب فابيو مارشيز راجونا، الذي يرأس مدونة ستانز الفاتيكان، “أثناء طرد الأرواح، سأل الأب امورث الشيطان متى سيترك جسم الفتاة الممسوسة. أجاب الشيطان بأنه سيبقى حتى 8 ديسمبر / كانون الأول. مما انكشف لاحقاً أنه غير صحيح. وعندما انتهره الأب غابرييل على كذبه، أجابه الشيطان، “ألم يقولوا لك عني كذاب؟” (فارو دي روما، سبتمبر 2016).

كيف يمكن استجواب الشيطان؟
قال الأب آمورث في ايار 2015: “يستجوب المقسّمون الشيطان ويحصلون على أجوبة منه. لكن بما أن الشيطان هو أمير الكذب، فما الفائدة من استجوابه؟
” صحيح أننا ندقّق لاحقاً بأجوبة الشيطان، ربما يجبر الرب الشيطان أن يقول الحقيقة لإثبات أنه قد هُزم من قبل المسيح، ويجبره أيضا على طاعة أتباع المسيح عندما يعملون باسمه “.

أسوأ إذلال
وفقا للأب أمورث، يُعلن الشرير في كثير من الأحيان أنه يُجبر على الكلام، وهو أمر يفعل كل شيء لتجنّبه. ولكن، على سبيل المثال، عندما يضطر إلى الكشف عن اسمه، فهذه إهانة وإذلال كبير بالنسبة له – علامة على الهزيمة. ولكن ويل لطارد الأرواح الشريرة الذي يضيع في مسائل الفضول (الذي تُحظره الطقوس صراحة) أو إذا كان يسمح لنفسه أن يقوده الشيطان في المحادثة! لأنه هو سيد الأكاذيب، الشيطان يُهان عندما يجبره الله على قول الحقيقة “.

“أنا أقوى من الله”
في مقابلة مع مجلة أورلو (2009)، قال الاب أمورث: “في إحدى المرات، حدث أن سألت شيطان لماذا، على الرغم من ذكائه المتفوق، فضّل أن ينحدر إلى الجحيم. فأجاب: “أنا تمرّدت ضد الله. وهكذا، أظهرتُ أنني أقوى منه”. “لذلك، بالنسبة للشياطين، التمرد هو علامة على النصر والتفوّق”.

“أنا أرتعب عندما تستعمل اسم العذراء”
في كتابه “طارد الأرواح الأخير”- المؤلَّف من نصوص مقابلات مختلفة، يسرد الأب أمورث عن حوار كامل كان له، مع الشيطان، في دوره كمقّسم.
الأب أمورث: “ما هي فضائل السيّدة العذراء التي تجعلك الأكثر غضباً؟”
الشيطان: “إنها تغضبني لأنها أكثر تواضعاً من جميع المخلوقات، ولأنني متكبّر. لأنها أطهر من جميع المخلوقات، وأنا لست كذلك. لأنها، من بين كل المخلوقات، هي الأكثر طاعة لله، وأنا متمرّد! ”
الأب أمورث: “قل لي ما هي سمة العذراء التي تجعلك تخاف منها، وتخاف عندما أذكر اسمها أكثر من خوفك عندما أذكر اسم يسوع المسيح!”
الشيطان: “أنا أكثر خوفاً عندما تقول اسم العذراء، لأنني أُذلّ بالهزيمة من قبل مخلوق بسيط، أكثر من هزيمتي أمامه هو …”
الأب أمورث: “قل لي ما هي سمة العذراء التي تجعلك الأكثر غضباً؟
الشيطان: لأنها تهزمني دائما، لأنها لم تتعرّض أبداً لأي خطيئة!
قال الأب أمورث: “أثناء التقسيم، قال لي الشيطان، من خلال الشخص الذي يعتريه،” كل السلام عليك يا مريم من الوردية هو ضربة على رأسي. لو كان المسيحيون يعرفون قوة الوردية، لكانت تلك نهايتي!”

المواجهة الأولى
ذكر الأب أمورث أول مواجهة له مع الشيطان. حدث ذلك أثناء عملية تقسيم::
“فجأة، كان لدي إحساس واضح بحضور شيطاني أمامي. شعرت أن هذا الشيطان ينظر إلي باهتمام شديد. يتفرّس بي. يتحرّك حولي. أصبح الهواء بارداً. كان بارداً جداً. كان الأب كانديدو قد حذّرني في وقت سابق عن هذه التغيّرات المفاجئة في درجات الحرارة، ولكن أن تسمع عن شيء هو أمر واحد، وأن تختبره بنفسك هو أمر مختلف. حاولت التركيز. أغمضت عينيّ وواصلت صلاتي عن ظهر قلب. “ارحل، لذلك، أيها المتمرد. ارحل، أيها المُغوِي، المليء من كل نوع من الغش والباطل، عدو الفضيلة، مضطهِد الأبرياء. تخلّى عن مكانك للمسيح، الذي لا يوجد فيه شيء من أعمالك (…) “
 
قديم 03 - 07 - 2017, 02:24 PM   رقم المشاركة : ( 18429 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سيرة القديس الشهيد ماربقطر
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن سيرة القديس الشهيد ماربقطر ، نور يضئ أمامنا الطريق فى هذه الأيام التى نعيشها ، والأيام القادمة التى يقول فيها المسيح له المجد وهى السابقة مباشرة لمجيئه الثانى : ( متى جاء ابن الإنسـان لعله يجد الإيمان على الأرض ) لو 18 : 8 . مباركة هذه السيرة العطرة للقديس الشهيد مار بقطر ، فلتشملنا بركاته ولتنفعنا حياته وصلواتهالقديس الشهيد ماربقطر إنه بطل من أبطال الإيمان فى كنيستنا القبطية ، ولفظ شو نسبة إلى البلدة التى ولد بها القديس ، راجين من الله أن يجعلها سبب بركة للجميع ولتكن لمجد اسمه القدوس إلى الأبد آمين
ميــلاده وعائلته
ولد القديس فى بلدة من تخوم أسيوط وتدعى شو ، وحالياً دير شو تابع لمركز أبنوب محافظة أسيوط ، من أبوين مسيحيين محبين للمسيح كانت أمه تدعى مرثا ، أما أبوه فاسمه غير معروف بالتدقيق ، ولكن جده أبا والده يدعى بقطر ، كان والده قائداًً كبيراًً ببلدة شو وتحت قيادته الكثير من الجند ، وكان الملك والوالى يحبانه كثيراًً ويقدمان له الكثير من العطايا والهدايا ، وكان له الكثير من الخدم والعبيد الذين يخدمونه ، وكان غنياً جداً .وكانا والدا القديس رغم غناهما لم يكن للمال محبة فى قلبهما ، وكانا يعبدان الله بخوف ورعدة ، وبهذا ينطبق عليهما قول الكتاب المقدس : من هو الإنسان الخائف الرب يعلمه طريقاً يختاره ، نفسه فى الخير تبيت و نسله يرث الأرض ( مز 25 : 12 - 13 ) .وكانت الأم تصلى دائماً وتقول : إلهى الحنون ، ربى يسوع أشكرك ، وأمجد إسمك لأجل عظيم محبتك وكثرة رحمتك التى تغمرنى فإنى أهب لك ذاتى وإرادتى وحياتى كلها طول الأيام حتى تدبرها ، ولتكن مشيئتك وإرادتك وأعطينى أن يكون لى فكرك ، وقدِّس نفسى وفكرى وحواسى . آمين .والأب أيضا مع رتبته الكبيرة كان متضعاً ومنسحقاً جداً أمام الله وملتصقاً به فى حب مستمر بكل تدقيق وحرص . فكانا بحق يتمثلان بزكريا وأليصابات اللذين كانا باران أمام الله ( لو 1: 6 ).
تصـدقهما على الفقـراء
( المعطى المسرور يحبه الرب )2 كو 9 : 7 . كانا الأبوان يحبان العطاء كثيراً ، وكانت كل أموالهما لخدمة الكنائس وإعالة الفقراء وإطعام المساكين ، وكان بيتهما يمتلئ كل يوم بالفقراء من أهل بلدتهم والبلاد المجاورة ، وكانت عطاياهم تقدم بسخاء وفى الخفاء ، لأنهم أعطوا قلوبهم أولاً للرب
اشــتياقهما للإنجــاب
ومع كثرة أموالهما وإستقامة حياتهما فى طريق الله لم يكن لهما ولداًً ، فكانا يشتاقان أن يكون لهما نسلاً يربياه فى طاعة الله ، فكانا يصليان بلجاجة أمام الله .وفى أحد الأيام ذهبت أمه مرثا إلى الكنيسة كعادتها لحضور القداس وسمعت المزمور القائل : البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن عطية منه ( مز 127 : 3 ) ، فصلت فى داخلها بعمق قائلة : يارب يا من افتقد سارة بعد شيخوختها ، وأعطيت أليصابات بعد كبر ، أذكر ضعفى ولا تأخذنى بكثرة خطاياى وليكن الابن الذى تعطينى إياه نذراً لك يخدم بيتك طول أيام حياته .وهنا أحست بسلام عجيب وأيقنت أن الرب سوف يفتقدها . وفى مساء نفس اليوم أعلن الله للوالدين رؤيا واحدة علما منها أنه إستجاب لصلواتهما وسيعطيهما ولداً ، وفرحا الإثنان فرحاً عظيماً جداً
ولادة القديـس
" عظم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين "( مز 125 : 3 )وفى اليوم التاسع من شهر بشنس ولدت مرثا ابناً وسـمياه بإسـم بقطـر جـده ، وكم كان فـرح الأب الذى أنشـد : باركى يا نفسـى الـرب وكل ما فى باطـنى ليبارك اسـمه القدوس ، باركى يا نفسـى الرب ولا تنسى كل حسناته (مز 102 : 1 ، 2) .وصنع الأب وليمة كبيرة ودعا أهل البلدة وقام بخدمتهم هو وعبيده سبعة أيام كاملة . ووزعت صدقات كثيرة وأموالاً طائلة على الفقراء والكنائس .
عمــــــــــاد القديس
وذهبا بالطفل إلى الكنيسة لينال سر العماد المقدس ، وأثناء إتمام السر رأت الأم ملائكة نورانية قد استلمت الطفل من يد الأسقف فارتعدت وباركت الرب وأعلمت زوجها فعرفا أن الصبى سيكون له شأن عظيم ، ونذراه للرب وعلامة نذرهما أنه لا يحلق شعره طوال حياته ليكن مكرساً للرب
نشأة القديس
الصديق كالشجرة المغروسة على مجارى المياه تعطى ثمرها فى حينه (مز 1 : 3). وأخذ بقطر ينمو فى النعمة وكان وجهه منيراً تظهر عليه نعمة الله ، ووضع والده فى عنقه قلادة من ذهب وسلمه لمعلمين عظام ليعلموه الكتاب المقدس ويسلموه الألحان الكنسية ، وكان صوته عذباً وسيرته ملائكية ولذلك أحبه كل من رآه فى قصر والده وكانت الملائكة تحرسه لكى ينمو فى النعمة والبركة
التحاقه بالجندية
كبر الفتى بقطر وأصبح شاباً وكان يسير كسيده ، والتحق بالجندية وكان الرب معه كما كان مع يوسف فصار رجلاً ناجحاً ، وأصبح يترقى حتى أنه وصل إلى رتبة والده قائد كبير وهو فى سن صغير ، وكان كل جنوده يحبونه ، والوالى كان معجباً بسلوكه وبطولاته وكان يقربه إليه فى كل محفل ، وفى حياته فى الجندية لم ينس الرب بل كانت الصلاة منهجه ، وكلمة الله سلاحه ، والصليب شعاره وسر نصـرته ، خادماً لكل اخوته الضـعفاء والمحتاجين بكل أمانة
الاضطهاد
سيكون لكم فى العالم ضيق . ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ) يو 16 : 33 .( وحدث أن الملك دقلديانوس جحد الإيمان بالمسيح وعبد آلهة وثنية . ولم يكتف بهذا بل أصدر أوامره لكل المملكة ولجميع الحكام والولاة الذين بالبلاد بعبادة الأوثان والتبخير لها فى كل المدن . وخضع بعض الناس لأوامره وذهبوا لمعابد الأوثان ليقدموا لها السجود مع البخور والقرابين ، أما المسيحيون المؤمنون فكانوا شاخصين إلى المدينة التى صانعها وبارئها الله ولم يخوروا ولم يضعفوا ، بل رفضـوا أوامـر الملك وأعلنوا عبادتهم للملك المسيح وحده . فأصدر دقلديانوس أوامره بقتل جميع المسيحيين بالسيف وتعذيبهم أشد أنواع العذابات ، كما جاء فى الكتاب المقدس : رُجموا نشروا جربوا ماتوا قتلاً بالسيف طافوا فى جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم )عب 11 : 37 ، 38 ( كما أمر دقلديانوس بحرق الكتب المقدسة وهدم الكنائس وكان ضيقاً عظيماً ، وتقدم المؤمنون للإستشهاد بإيمان قوى .
موقف القديس من العذاب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لم يفقد القديس سلامه بل كان يرفع نظره إلى السماء متأملاً فى قوله : إنى سأسكن فيهم و أسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لى شعباً )2 كو 6 : 16 (. وكان بقطر يأخذ أجساد الشهداء ويدفنها بكل إكرام كما كان يقوى الذين هم فى السجون ويقول لهم : إن خفة ضـيقتنا الوقتيـة تنشـئ لنا أكـثر فأكـثر ثقـل مجـداً أبـدياً ) 2 كو 4 : 17 (. ويذكرهم بعناية الرب لهم : لا أتركك ولا أهملك يقول الرب )عب 13 : 5 (. ويرفع أنظارهم إلى مجد السماويات : غير ناظرين إلى الأشياء التى ترى بل إلى التى لا ترى لأن التى ترى وقتية و أما التى لا ترى فأبدية ) 2كو 4 : 18 (. وكم ثبت كثيرين فى الإيمان وعزى كثيرين متمثلاً بسيده
إسـتدعاء الوالى للقديس
وأخذ أدخيانوس الوالى وهو الأمير المسئول عن قطاع الصعيد يجول فى البلاد يبحث عن المسيحيين فى كل مكان حتى وصل إلى شو ، فخرج النائب وجميع الأجناد لإستقباله والإنصياع لأوامره ووشوا بالقديس لدى الوالى الذى إغتاظ جداً وللوقت أرسل فى طلبه ثم ألقى به فى السجنوالداه يقوياه على احتمال الآلاموسمع والداه بذلك فذهبا إلى القديس وأخذا يشجعانه بآيات كثيرة من الكتاب المقدس ويقوياه على أن يسلك طريق الشهادة للرب يسوع وكان فى داخلهم إيمان عميق وكان والده كمثل أبينا إبراهيم الذى يدفع ابنه للشهادة وقال له أبوه:
( تشدد وتشجع وكن رجلاً ) 1مل 2 : 2 .وقالت له مرثا أمه : تذكر يا بنى قول معلمنا بولس الرسول : ( من سيفصلنا عن محبة المسيح أشده أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف فإنى متيقن أنه لا موت ولا حياة . ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصـلنا عن محبة الله التى فى المسـيح يسـوع ربنــا ) رو 8 : 35 ، 38 ، 39 . ورفع القديس نظره إلى أبيه وأمه وقال : ( الرب نورى وخلاصى ممن أخاف ، الرب حصن حياتى ممن أرتعب ) وعانق والديه بحب وقال باتضاع : لتكن إرادة الله وصليا من أجلى لكى يقوينى إلهى وإستودعاه وذهبا بسلام .
صـلاة القديس
( اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة ) مت 26 : 41 ، ووقف القديس ليصلى بحرارة ودموع معترفاً بضعفه واثقاً من إلهه القوى ويقول : من الأعماق صرخت إليك يارب ، يارب نج نفسى ، قونى واحفظنى شاهداً لاسمك الطاهر إلى آخر نسمة فى حياتى . ويعود يبكت نفسه على تقصيره أمام تحننات الرب عليه ويقول : ويلى أنا الإنسان الشقى من ينقذنى من جسد هذا الموت ، ولكن يارب لا أملك سوى رحمتك وتحننك علىّ . وطلب من الرب أن يعينه ويساعده فى طريق الشهادة
ظهور رئيس الملائكة ميخائيل للقديس
وفيما هو يصلى ظهر له ملاك الرب وقال له : السلام لك أيها القوى ، تقوَّ بالرب ولا تخف . أنا ميخائيل رئيس الملائكة قد أرسلنى الرب إليك لكيما أكون معك فلا تخف أيها القديس بقطر هوذا الرب يجعل اسمك شائعاً مميزاً فى كل مكان تمضى إليه ، وها أنا أكون معك وأقويك حتى تغلب هذا الملك المنافق وأوثانه ، ولن أفارقك حتى تأخذ إكليل الشهادة غير المضمحل فى ملكوت السموات ، كما أن الكنيسة التى يدفن فيها جسدك الطاهر قال الرب : إنى لا أفارقها إلى الأبد وأشفى كل من يأتى إليها بأمانة من جميع الأمراض التى تكون به . وبعد هذا فرح القديس وشكر الرب الذى عزاه وقوى ضعفه وامتلأ قلبه بالسلام ومضى من عنده الملاك .
القديس أمام الوالى
ولما وقف القديس أمام الوالى أخذ يلاطفه بكلام ظاهره جميل ، وطلب منه أن يبخر للأوثان ويسجد لها . فأجاب القديس : أنا مسيحى والكتاب المقدس يقول : للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد . فقال له الوالى بأسلوب هادئ : أنك لن تخسر شيئاً بسجودك للآلهه . فرد القديس : بل أخسر كل شئ ، لأنه ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وأخيراً خسـر نفسه . وأخذ الوالى يتمالك أعصابه ويتظاهر بحبه له ووعـده بعطـايا كثيرة إذا هو نفذ هذا الأمر البسيط . فقال له القديس : كيف لى أن افعل هذا الشر العظيم ، فلتكن عطاياك لك وأما قلبى فهو للرب ، إنى أحسب كل شئ خسارة من أجل فضل معرفة ربى يسوع المسيح الذى من أجله خسرت كل شئ وأنا احسبها نفاية لكى أربح المسيح وأوجد فيه ( فيلبى 3 : 8 ، 9 ) . وهنا غضب الوالى وقال له : إنى أستحلفك بالذى تتكلم عنه أن تدع عنك هذا العصيان وتتعقل وتبخر لآلهة الملك وإلا أعذبك عذاباً أليماً وأقتلك أشر قتلة . فأجابه القديس : أيها الوحش الردىء لا تذكر اسم إلهى على فمك الذى تنجـس بعبادة الآلهة التى لا تحس ولا تشـعر ثم أن عذابك ووعيدك لا يؤثران فىّ لأنه ( إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت فإن عشنا أو متنا فللرب نحن ) رو 14 : 8 .وغضب الوالى غضباً شديداً وأخذ يفكر كيف يجبره على ترك المسيح ، وأشفق الوالى عليه لصغر سنه أو كان عنده شئ من الأمل أن يسجد للأصنام فلم يأمر بتعذيبه ، بل أوثقه وأدخله السجن
ورأى القديس أشياء لا ينطق بها
وفيما هو يصلى فى السجن وهو مربوط بسلاسل من حديد وعلى باب السجن حراس وإذ ملاك الرب قد أقبل ونور شديد أضاء فى السجن ، وأخذ القديس وأصعده إلى أعلا حيث مساكن القديسين إلى الفردوس السماء الثالثة وهناك رأى “ ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه “ )1 كو 2: 9 (.طوباك يا ماربقطر يا من تشبهت بيوحنا الرائى وتشبهت بالقديسين وهم فى وسط الفردوس يتمتعون بالمدينة التى صانعها وبارئها الله تمجد اسمه فى كل الدهور وإلى الأبد . وفى الغد طلبه الوالى ليكمل محاكمته فلم يجده فى السجن ، مع أن الأبواب كانت مغلقة والحراس منتبهون ، وهنا احتار السجان واضطرب وأبلغ الوالى مسرعاً . فغضب الوالى غضباً شديداً واتهم السجان والحراس القائمين على السـجن بالتواطـؤ فى هرب القديس ، وأمر بسجنهم وتعذيبهم ، أما الوالى فكان فى حيرة شديدة .. يا ترى ما الذى حدث . . . ؟! وما تفسير هذا . . . ؟! . . أسئلة كثيرة تدور برأسه .


وبعد ستة أيام حدث شئ جعل الوالى والحراس القائمين على السجن يرتعدون ، فإذ بالقديس قد حضر داخل السجن والأبواب موصدة ، وسمعوه يرنم ويسبح قائلاً :أباركك يا ربى يسوع المسيح ……يسوع حياتى .. يسوع ملــكى .. يسوع معونتى يسوع مجدى .. يسوع قــوتى .. يسوع عمـادى يسوع ملجأى .. يسوع ناصرى .. يسوع تهليــلى يسوع موضع راحتى . . يسوع ميراثى وخلاصى يسوع كمال فدخل إليه الحراس وسألوه قائلين : أين كنت يا سيدى بقطر ؟ وكيف أتيت ؟ ها هم زملائنا فى السجن من أجلك ، نتوسلك أن تعلمنا بما حدث ؟ . أما هو فكان وجهه منيراً بنور سماوى لم يروا مثله قط ، ولم يستطيعوا النظر إليه . وأما القديس فكان ناظراً إليهم بعطف وصمت .
القديس بقطر أمام الوالى مرة أخرى
أخذوا القديس وأتوا به إلى الوالى ، وسمع الناس فتبعه جمع كثير ، منهم من كان ناقماً ويريد أن يتشفى ، ومنهم من جاء يستطلع الأمر فقط ، ومنهم من كانت قلوبهم ملآنة بالإيمان وتشتاق لرؤية القديس وتأمل أن تنال إكليل الشهادة مثله . ولما رآه الوالى ارتعد من منظره ، وطلب منه أن يجحد مســيحه حالاً وإلا أهلكه ، فنظر إليه القديس بنظرة حانية . ارتعدت منها أوصال الوالى فأمر بتعذيبه أشد عذاب ، وأمر أن يُجلد .وأخذ الجلادون يجلدونه بكل قوتهم والقديس صابر على كل هذا، وكان يتأمل ويشكر إلهه الذى أهّله أن يجلد كما هو جلد وتمزق جسده من السياط وسالت الدماء غزيرة . وبعد الجلد نظر إلى السماء وإذ بآثار الجلدات قد اختفى وبُرئ تماماً ، الأمر الذى جعل الجلادين أنفسهم آمنوا بالرب يسوع ، فغضب الوالى جداً وأمر بقطع رؤوسهم جميعاً فنالوا إكليل الشهادة واستشاط غضب الوالى وجن جنونه وقال : خذوه وضعوا فى منخريه وفخذيه الحديد المحمى بالنار لأنه بسحر أفلت من الجلد ولكن لن يفلت من الحرق . واحترق جسد القديس من الحديد وهو صامت فى صبر واحتمال عجيبين ثم طرحوه فى السجن . وفى السجن فرح القديس بهذا العذاب الذى يقربه أكثر واكثر إلى الإلتصاق بسيده ، وبينما هو يصلى ويطلب المعونة الإلهية إذ بروح الرب يرف فوق هذا القلب المجروح ، ويرسل له رئيس الملائكة ميخائيل الذى لمس جسده فبرئ فى الحال .ووقف وقضى باقى الليل كله فى الصلاة والتسبيح وفى الغد أمر الوالى بإحضاره أمامه لكى يسخر منه ومن إلهه الذى ظن أنه لم يستطع أن ينقذه من يده . ونظر الوالى وتسمرت رجلاه إذ القديس يسير معافى تماما ، وكاد عقل الوالى يطير وأمرهم بدفعه لكل صنوف العذاب ، وآمن كثيرون بالرب فى ذلك اليوم على يد القديس ، وكان الرب يشفى القديس من كل ما لحق به من عذاب وأما القديس فكان يسبح ويمجد الله واحتار الوالى وفكر فى إرسال القديس إلى الملك دقلديانوس لعله يستطع أن يقهره
القديس أمام الملك دقلديانوس
ولا تهتموا من قبل لكى تحتجوا لأننى أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقـدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها ( لو 21 : 14 ، 15 ). فلما حضر أمام الملك سأله قائلاًَ : أأنت بقطر الذى من شو ؟ وأجاب بنعمة الله : أنا عبد يسوع المسيح ، فقال الملك : عرفنى لماذا تركت عنك الجندية واخترت لنفسك العذاب والهوان ؟ ثم أخذ الملك يلاطفه مرة بالوعد . وأخر بالوعيد وفى كل هذا لم ينثن القديس عن عزمه فهدده الملك بأشد أنواع العذاب ، فرد القديس : بأنى لا أخشى العذاب ولا أهاب الموت لأن الموت ربح لى ( فيلبى 1 : 2 ) أيها الملك ليس لك سلطان إلا على جسدى فقط فافعل به ما تشاء .وحلف له الملك قائلا : بحق الآلهة أبلون وزفس وأرطاميس وعظمة مملكتى وعظمة ملوك الروم إن سمعت لى أجعلك رئيساً على أجناد كثيرة ، وأجعلك وزيراً ورئيساً كريماً فى بلادك ، ولا يقدر أحد أن يفعل شيئاً إلا بإذنك ، وأقيمك على مملكتى ، ووكيلاً على خزائن المملكة فرد القديس : لو جعلت تحت يدى هذا الملك ، ودفعت مال الأرض كلها ، ما تركت سيدى يسوع المسيح هذا الذى سينتقم منك لسفك دم القديسين فإلهى هو الذى رفعك وجعلك ملكاً وأقامك بين عظماء الروم . فلماذا أنت تضطهده ؟ ثم لعن له أوثانه وآلهته فاغتاظ الملك وفكر كيف يقهره ، وأشار عليه مشيروه أن يرسلوه إلى أمير أسيوط مع رسالة حيث يوصيه أن يعرض عليه عبادة الأوثان وإلا يهلكه
السـفر إلى أسـيوط
أخذوا القديس وكبلوه بالسلاسل ووضعوه فى قاع المركب ، ووسط وداع المؤمنين الذين اصطفوا باكين قائلين: اذكرنا فى المساكن العلوية التى أنت ماضٍ إليها . وأما الجند ففكت الشراع وسارت والقديس يسبح الله ، ومضت ستة أيام ولم يذق القديس طعـاماً وهو فى هذا العذاب وصرخ من أعماقه : يا سيدى يسوع المسيح أعنى لأنى معذب جداً . وللوقت أتاه رئيس الملائكة ميخائيل وحل وثاقه وأطعمه من خيرات ملكوت السموات وقواه وقال : تقوى ولا تخف هوذا الرب قد أرسلنى لأكون معك فى كل مكان تمضى إليه ، وسيجرى الرب على يديك قوات وعجائب كثيرة فى المكان الذى تذهب إليه ، ومضى الملاك .وأما الجند فلما أبصروا القديس محلولاً من قيوده وثبوا عليه وأعادوا القيود فى يديه وفى رجليه وتركوه ومضوا أربعة وعشرين يوماً حتى وصلوا إلى أسيوط .
القديس أمام أمـير أسـيوط
لأنه بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله (أع 14 : 22 )،
وظل القديس فى السجن أربعة أيام حتى طلبه الأمير وكان له 28 يوماً لم يذق أكلاً منذ أتاه رئيس الملائكة ميخائيل ، وقرأ الأمير الرسالة وقال للقديس : لماذا خالفت والى شو ؟ إعلم أنك إذا سمعت لى جعلتك فى منزلة عالية واكتب للملك أن يعطيك الولاية على إحدى المدن . فصرخ القديس ــ وهو يتذكر تجربة الشيطان لسيده الرب يسوع ــ بأعلى صوته : إن مملكة هذه الدنيا زائلة ، والذهب يفنى ، والثياب تبلى ، وحُسن الجسد يفسد ويأكله الدود ويتلاشى فى القبور ، ولذا يجب علىَّ أن لا أترك سيدى يسوع المسيح خالق السموات والأرض ورازق كل ذى جسد .. وأعبد الأوثان الحجارة التى يسكنها إبليس . فغضب الأمير وأمر بإلقائه فى السجن
عجائب القديس فى داخل السجن
وسمع الناس فتقاطروا إلى داخل السجن ليتباركوا من القديس بقطر وعجائب كثيرة أجراها الرب على يديه داخل السجن


عذابات .. وعذابات
وسمع الأمير بتلك العجائب فاغتاظ وقال ماذا أفعل بهذا الشاب وقد أتعبنى جداً ، هوذا كثيرون قد آمنوا وضلوا بسحره ولكن سوف أحطمه وأفنيه ، واخذ يفكر فى طريقة جديدة للعذاب

يربطه فى ذيل حصان
وطـلب أن يربط فى ذيل حصان ويدورون به فى المواضع ، ويسرع بالصعود إلى قرية تسمى أبيسيديا - ريفا حالياً تابع مركز أسيوط - وأخذت الخيل تجره على الطريق الوعرالجبلية وبسرعة فائقة وظلوا هكذا حتى تناثر لحمه ونزل دمه ليقدس هذا الطريق وتلك الأرض التى ارتوت بدماء شهدائنا والقديس فى كل هذا صابراً وشاخصاً إلى السماء يشكر حبيبه يسوع المسيح الذى أهله أن يهان من أجل اسمه القدوس وكان الليل قد أمسى حيث وصلوا به إلى ريفا فأخذوا القديس بكل قسوة وطرحوه فى سجن مظلم حتى الصباح وكان القديس منهك القوى بين حى وميت

تعزياتك تلذذ نفسى
فى منتصف الليل وقد نام الأشرار فى بيوتهم والوالى يتمرغ فى الخطيئة والدنس ، ولكن العين الساهرة التى لساكن السموات التى لا تنعس ولا تنام تراقب حركات الأشرار وتستهزئ بهم ، ويترقب فى حنو أنات ذلك القديس المجروح ، وأذناه تنصت إلى أناته الممزوجة بالفرح والشوق لنيل إكليل الشهادة ، وفجأة أبرق نور عظيم فى السجن وإذ ملاك الرب وقف بالقديس ولمسه وأوقفه على قدميه وقال له : يا بقطر تشدد ولا تخف ، قد قبل الرب كل آلامك وسوف يُريحك من أتعابك غداً ، لقد كُتب اسمك فى سفر الحياة . حينئذ تهللت روح القديس فيه ورفرف فؤاده وشفى كل جسده وأخذ يمجد الله ويسبحه



إكليل الشهادة



وفى الصباح طلبوا القديس فوجدوه سليم ومعافى فاندهشـوا وأناس كثيرين مجدوا الله وآمنوا باسم الرب يسوع ، وأما قائد الجند فطلب منه بغيظ وقسوة أن يسجد للأوثان ، لكنه رفض فقدمه للسياف ولم يهمه الأمر وأحب أن يذيقه عذابا أكثر فذهبوا به إلى قرية موشا حيث هناك مستوقد الحمام الذى قاموا يحمونه وكان يعذب فيه المسيحيين ووصل القديس وكله شوق للقاء يسوع ونفسه تقول : ( لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح ذاك افضل جداً ) فيلبى 1 : 23 .ورأى مستوقد الحمام الذى قاموا يحمونه أضعافاً أضعافاً ونظر القديس فى صمت طالباً من الرب أن يساعده ويعطيه الصبر
استشهاد القديس
وحينما اقتربت لحظة اللقاء ، طلب من الجند أن يدعوه يصلى أولاً وبسط يديه وصلى للربّ ، ورأى ملائكة كثيرين وهم يرددون طوباك .. طوباك ، قد دخلت ملكوت السماوات . والتفت القديس إلى الجند وقال لهم : اكملوا ما قد أمرتم به . فأوثقوه وألقوه فى المستوقد وأخذ يصلى فى وسط النار متشبهاً بالفتية الثلاثة فى آتون النار .وأكمل صبره الحسن وشهادته السعيدة وأسلم روحة الطاهرة ونال إكليل الشهادة مع الشهداء والصديقين وكان هذا اليوم يوافق 5 كيهك .صوت الرب يقطع لـهيب الناروأتى بعض المسيحيون خفية إلى جسد القديس ومجدوا الله كثيراً إذ رأوا القديس لم تمسه النار ، ولا شعرة واحدة من شعره قد احترقت ، بل كان كمثل الإنسان النائم ، فاخذوا الجسد بكل حفاوة وإكرام أخفوه إلى انقضاء زمن الاضطهاد


وظل القديس فى السجن أربعة أيام حتى طلبه الأمير وكان له 28 يوماً لم يذق أكلاً منذ أتاه رئيس الملائكة ميخائيل ، وقرأ الأمير الرسالة وقال للقديس : لماذا خالفت والى شو ؟ إعلم أنك إذا سمعت لى جعلتك فى منزلة عالية واكتب للملك أن يعطيك الولاية على إحدى المدن . فصرخ القديس ــ وهو يتذكر تجربة الشيطان لسيده الرب يسوع ــ بأعلى صوته : إن مملكة هذه الدنيا زائلة ، والذهب يفنى ، والثياب تبلى ، وحُسن الجسد يفسد ويأكله الدود ويتلاشى فى القبور ، ولذا يجب علىَّ أن لا أترك سيدى يسوع المسيح خالق السموات والأرض ورازق كل ذى جسد .. وأعبد الأوثان الحجارة التى يسكنها إبليس . فغضب الأمير وأمر بإلقائه فى السجن

وسمع الأمير بتلك العجائب فاغتاظ وقال ماذا أفعل بهذا الشاب وقد أتعبنى جداً ، هوذا كثيرون قد آمنوا وضلوا بسحره ولكن سوف أحطمه وأفنيه ، واخذ يفكر فى طريقة جديدة للعذاب
وطـلب أن يربط فى ذيل حصان ويدورون به فى المواضع ، ويسرع بالصعود إلى قرية تسمى أبيسيديا - ريفا حالياً تابع مركز أسيوط - وأخذت الخيل تجره على الطريق الوعرالجبلية وبسرعة فائقة وظلوا هكذا حتى تناثر لحمه ونزل دمه ليقدس هذا الطريق وتلك الأرض التى ارتوت بدماء شهدائنا والقديس فى كل هذا صابراً وشاخصاً إلى السماء يشكر حبيبه يسوع المسيح الذى أهله أن يهان من أجل اسمه القدوس وكان الليل قد أمسى حيث وصلوا به إلى ريفا فأخذوا القديس بكل قسوة وطرحوه فى سجن مظلم حتى الصباح وكان القديس منهك القوى بين حى وميت
 
قديم 03 - 07 - 2017, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 18430 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أمام فادي البشرية بأصوات روحانية بقلوب صارخة نقية نمجد الشهيد مار بقطر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



+ مرثا أمه تقية بشفاعة ذات البتولية أعطاها الله ذرية نمجد الشهيد مار بقطر
+ يوم ميلاد الأمير عمل أنطاكية بتدبير وليمة و فرح كبير نمجد الشهيد مار بقطر
+ صار نامياً في النعمة برجاء و إيمان و محبة و طاعة وصايا الكلمة نمجد الشهيد مار بقطر
+ داوم قراءة الأنجيل صام و صلي في الليل أعان المعوذ و العليل نمجد الشهيد مار بقطر
+ أمر دقلديانوس بتعذيب عبيد القدوس حتي قطع الرؤوس نمجد الشهيد مار بقطر
+ تادرس المشرقي المحارب و أقلاديوس الأمير الغالب أولاد خاله و أقارب نمجد الشهيد مار بقطر
+ دفن أجساد الشهداء عضد المحبوسين و الغرباء شدد ركب الضعفاء نمجد الشهيد مار بقطر
+ أم قزمان و دميان ثيؤدورا الشهيدة كمان رفعها و أحضر لها الأكفان نمجد الشهيد مار بقطر
+ قال دقلديانوس ابنك بقطر يا رومانوس لم يطع أمري المنصوص نمجد الشهيد مار بقطر
+ أين ابنك يكون هل سجد لابولون الهلاك لمن لا ينفذون نمجد الشهيد مار بقطر
+ عاد رومانوس حيران ليرد عن الإيمان ابنه محب الحنان نمجد الشهيد مار بقطر
+ بخر للأوثان أرجوك لا تحرجني أنا أبوك أمام وزراء و ملوك نمجد الشهيد مار بقطر
+ طاعتك يا أبي حق مقدس إلا في الإيمان الأقدس يطاع الله أكثر من الناس نمجد الشهيد مار بقطر
+ أموالك و كل أكرام يا أبي سيفنوا بتمام و تخسر نفسك بدوام نمجد الشهيد مار بقطر
+ أمر أبوك فجلدوك و في السجن ألقوك في جوع و عطش تركوك نمجد الشهيد مار بقطر
+ استحضرك الملك إليه عرض عليك كل ما لديه رفضت ما تملك يديه نمجد الشهيد مار بقطر
+ إلي الأسكندرية أرسلك لتعذب بشدة هناك لم ترجع عن رأيك نمجد الشهيد مار بقطر
+ بحديد كبلوا يديك و لجام وضعوا في فيك هذا كله بأمر أبيك نمجد الشهيد مار بقطر
+ أنا مع إله السماء فلم يا أمي البكاء اطلبي لأبي الاهتداء نمجد الشهيد مار بقطر
+ كل عرس سينتهي و العالم و كل شهي عرس المسيح لا ينقضي نمجد الشهيد مار بقطر
+ أوصيكي بالمساكين و الأيتام و المحبوسين و الغرباء و المتألمين نمجد الشهيد مار بقطر
+ تركت أنطاكية سفينة إلي الأسكندرية المينا أتت الجموع حزينة نمجد الشهيد مار بقطر
+ فوق حديد تحته نار مثل الفتية الأطهار رأوك بدون أضرار نمجد الشهيد مار بقطر
+ هوت من أعلي البنيان و ماتت أبنة السجان أقمتها بصليب الديان نمجد الشهيد مار بقطر
+ في المعصرة وضعوك بأمر الوالي عصروك و للموت أذاقوك نمجد الشهيد مار بقطر
+ ميخائيل قواه و زاره قام واقفاً احتاروا آمنوا بالمسيح فاستناروا نمجد الشهيد مار بقطر
+ في وسط نيران و لهيب و لظي جحيم رهيب ألقوا بك يا حبيب نمجد الشهيد مار بقطر
+ طلبت من الرب يسوع لأجل إيمان الجموع صار الوالي مفزوع نمجد الشهيد مار بقطر
+ المسيح إلهي جبار نجاني من حر النار صاحت الجموع باقتدار نمجد الشهيد مار بقطر
+ مل الوالي من صبرك إلي أنصنا نفاك مع جنود أرسلك نمجد الشهيد مار بقطر
+ عذابات بصنوف و أشكال نجاك الملك المتعال هتف الوالي محال نمجد الشهيد مار بقطر
+ إلي قفر موحش نفوك بقصر الباريقون تركوك في جوع و عطش ليهلكوك نمجد الشهيد مار بقطر
+ ظهرت لك الشياطين بأشكال و صور مخيفين و كان الصليب هو المعين نمجد الشهيد مار بقطر
+ مناظر الطيور و وحوش في ظلام زواحف و جيوش رشمت عليهم ما ظهروش نمجد الشهيد مار بقطر
+ رأيت عمانوئيل هناك شدد قلبك و قواك تهللت به وعزاك نمجد الشهيد مار بقطر
+ و بعد عام يا مسرور ستكون شهيداً مشهور في ملكوتي مدي الدهور نمجد الشهيد مار بقطر
+ عملت في الليل و النهار بأخشاب كالنجار و كانت صلاتك بأستمرار نمجد الشهيد مار بقطر
+ صنعت لجسدك تابوت أريته لهاريون المبعوث ليخفيه فيه بعد الموت نمجد الشهيد مار بقطر
+ أمر الوالي الجديد بأحضارك في حديد ظنك ساحراً عنيد نمجد الشهيد مار بقطر
+ أوثقوك من الكتفين مزقوا ثيابك نصفين ضربوك علي الفكين نمجد الشهيد مار بقطر
+ سماً في كوب أعطوك لم يقدروا أن يؤذوك آمن الساحر و من رأوك نمجد الشهيد مار بقطر
+ أيضاً جنود عميان رأوا بكلتا العينان صرخزا باسم الحنان نمجد الشهيد مار بقطر
+ اصطفانا رأت أكليلين من السماء نازلين نالت أكليل ثمين نمجد الشهيد مار بقطر
+ أمر الوالي الجبار بقطع رأس البار فأصعدته الملائكة بوقار نمجد الشهيد مار بقطر
+ فس سبعة وعشرين برمودة قبل كلي الجوده بتراتيل و الحان منشودة نمجد الشهيد مار بقطر
+ أتت مرثا من أنطاكية لبناء بيعة بهية في ديارنا المصرية نمجد الشهيد مار بقطر
+ في عهد البابا الكسندروس التاسع عشر من مارمرقس بمكان أستشهاد القديس نمجد الشهيد مار بقطر
+ بدير الجبراوي مضبوط مركز أبنوب بأسيوط بنت كنيسة المغبوط نمجد الشهيد مار بقطر
+ رأت الأم القديسة ابنها في الكنيسة بأكليل و هيئة نفيسة نمجد الشهيد مار بقطر
+ في قداس التكريس البابا و الاكليروس مع الشهداء للتقديس نمجد الشهيد مار بقطر
+ زف أهل الصعيد وشيعوا بالتماجيد إلي أنطاكية بشوق شديد نمجد الشهيد مار بقطر
+ عجائب و عظائم دائمة نجاة و خلاص و نعمه بشفاعة محب الرحمة نمجد الشهيد مار بقطر
+ يارب لا تسمح بإعاقة لنسلك بكل دقة أعطنا قوة و طاقة نمجد الشهيد مار بقطر
+ يارب لا تدخلنا في تجارب و عن ضعفاتنا حارب بصلاة الوديع الغالب نمجد الشهيد مار بقطر
+ سيرتك و أسمك حلوان في عقول و أفواه الشبان نجنا من فخاخ الشيطان يا إله مار بقطر الحنان
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024