منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 06 - 2017, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 18321 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيفية رؤية الله الحي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الحقيقة أننا لن نستطيع ان نُبصر الله ونعاين نوره العظيم إن لم تُزال عن أعيُننا الغشاوة أولاً برفع البرقع الحاجز للنور؟ كما أنه لا يُمكننا أن نلتقي مع الله لقاء حقيقي إذا لم نفتح قلبنا لاستقباله!
لأن القلب وحده المكان المخصص للقاء، وقد دلنا الرب يسوع بفمه الطاهر على الطريق الحقيقي السليم والصحيح لمعاينته ورؤيته الحقيقية، لأنه ينبغي أن نصغي إليه ولا نخترع طريق أو نُعين طريقة تعجبنا أو نُسر بها ونقول عنها أنها الطريقة الصحيحة، لأنه قال: طوبى لأنقياء القلب فأنهم يُعاينون الله (متى 5: 8)، فنقاوة القلب هو الطريق الوحيد للمعاينة حسب ما أظهر شخص ربنا يسوع لنا.
لأن بدون نقاوة القلب وطهارة الضمير من المستحيل على أحد أن يُعاينه إطلاقاً، لأن في البدء كان آدم يرى الله عياناً بسبب بساطة طبيعته وقلبه الطاهر النقي، ولكن بدأ الهروب من الحضرة الإلهية حينما أخطأ فأحاطت الظلمة به وفقد بساطته الأولى ولم يعد قلبه طاهراً نقياً.
فبدون القداسة ونقاوة القلب كيف يُعاين الإنسان الله، ومن منا لم يحاول – مُستميتاً – بكل أمانة وإخلاص أن يُنقي قلبه بكل طريقة يراها ممكنه، ولم يصل في النهاية إلا لطريق مسدود وقد فشل فشلاً ذريعاً حتى أنه اقتنع تماماً أن هذا الأمر مستحيل ولا يستطيع مهما ما كانت إرادته وإمكانياته أن يصل لهذه النقاوة التي قصدها الرب في كلمته!!
نعم فلقد حاول الإنسان عَبر التاريخ الإنساني كله، أن يعود إلى نفسه ويُنقي قلبه ويغسل ضميره المتعب، لكي تعود له الصورة الأولى من البراءة والحُرية التي كانت متجذرة في طبيعته حسب الخلق، ولكنه ازداد ضلالاً وصار من تيه لتيه متغرباً عن الله، ومن ضعف لموت، إذ أنه حينما عاد إلى نفسه، عاد بمعزل عن خالقه، وحاول أن يُصلح نفسه بنفسه بكثرة من الأعمال الحسنة لكي يُرضي الله الذي وضع معرفته في فكره حسب ما توصل إليه من معلومات وأفكار جمعها من هنا وهناك، فصار إلى ضلالٍ أشد وابتعد جداً عن الحضرة الإلهية، لأن ما يجمعه الإنسان عن الله ويضع لهُ صورة معينه في عقله لكي يصل إليها، فهي تُعتبر الوثنية عينها، لأنه حاول أن يصل للإله المُصنع في فكره الشخصي، أي إله المعلومات القانع بها عقله والمرتاح لها قلبه، وليس الله الحي الذي يُعلن عن ذاته شخصاً حياً وروحاً مُحيياً؛
لذلك حاول الإنسان جاهداً أن يعود لله "بعمل" شخصي من عنده هوَّ، يقوم به من خلال معرفة جمعها ووضعها في فكره، ولكنه لم ينجح وفشل تماماً، إذ أن كل أعماله وتقواه وجهاده وكل معرفته الكاملة والصالحة لا تقدر أن ترفعه لمستوى الحضرة الإلهية الفائقة ليبصر ويشاهد ويعاين نور المجد الإلهي الفائق، فكان من المستحيل الوصول لله الحي، لأن الله لا يُستحضر ولا يُجمَّع معلومات عنه، ولا يُحصر في كُتب ولا مراجع ولا أصول دراسة لغوية على وجه الإطلاق، بل وأيضاً لا يستطيع أحد – في المُطلق – أن يخترق المجال الإلهي ويرتفع للسماوات بأي حال ومهما ما وصل من معرفة وقدرة مُذهلة وإدراك عميق للحق.
فالنفس الميتة المُتغربة عن الحضرة الإلهية، لا تستطيع أن تدخل وترتفع للحي القيوم لأنها لا تقدر أن تقوم من تلقاء ذاتها وتستنير بقدراتها، لأننا لم نرى ظلمة تتحول للنور والنور غائب عنها، وأيضاً لم نرى ميتاً يموت ويفسد ثم يقوم من تلقاء ذاته ويحس ويشعر بالحياة مرة أُخرى!!! لأن هذا مستحيل مهما ما صنعنا له، بل ومهما ما وضعنا عليه أغلى العطور وأثمنها، بل وحتى لو تم تحنيطه في ناووس من الذهب والفضة والحجارة الكريمة، فهكذا هي أعمالنا، لأنها هي التابوت الخارجي الجميل الذي يحوي ممات نفوسنا الشقية في داخله، المتسلط عليها الموت، كقبور مُبيَّضة من الخارج ومن الداخل مملوءة عفونة وعظام نخرة يأكلها الدود وتعود للتراب التي أُخذت منها.
ولكن الحل الوحيد الحقيقي أن اللوغوس الرب الحي من السماء أتانا من فوق مُتجسداً: والكلمة صار جسداً وحل فينا (حسب النص اليوناني) (يوحنا 1: 14)، فلقد عَبَرَ المسيح كلمة الله المتجسد الفجوة الهائلة التي أُنشأت بين الإنسان وإلهة مصدر حياته ووجوده، أي انه عَبر الفرقة والعُزلة التي بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والله، فقد وَحَدَّ الكل في نفسه مع الله، لذلك فمنذ التجسد الإلهي لم يعُد الإنسان يُعرف بمعزل عن الله، ولا الله بمعزل عن الإنسان، لأن الكلمة اتخذ جسداً، أي انه اتحد بجسد إنسانيتنا اتحاداً حقيقياً لا يقبل الشك، بل اتحاداً لا انفصال فيه (لحظة واحدة ولا طرفة عين) أي اتحاداً أبدياً غير متغير، إذ أنه مجده بالقيامة وصعد به وجلس به عن يمين العظمة في الأعالي.
وهذه الحقيقة التي أُعلنت لنا في الإنجيل ليست فكرة نفرح بها، أو معلومة نحفظها كدراسة، ولكننا نحتاج إليها بشدة كواقع نعيشه، أي نُريد أن تتحقق فينا فعلياً، أي نتذوقها على المستوى العملي، وذلك بقبولنا سرّ التجسد الإلهي على مستوى إيمان الخبرة الواقعية التي فيها نتحسس موضعنا فيه، لأننا لن نرتاح أن لم نجده فينا ساكناً ونحن به ملتصقين التصاقاً، فنكون معهُ روحاً واحداً (1كورنثوس 6: 17)
لأن ما معنى أن الكلمة صار جسداً وحل فينا ورأينا مجده، أن لم ندخل في هذا السرّ العظيم الذي للتقوى (عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد – 1تيموثاوس 3: 16)، فنحن لا نتذوق سرّ التقوى الحقيقي إلا من خلال تجسد الكلمة فقط، وتجسد الكلمة بالنسبة لنا = الاتحاد بالله وحياة الشركة، لأن الرب نفسه طلب لأجلنا وأعلنها بوضوح قائلاً: ليكون الجميع واحداً كما انك أنت أيها الآب في وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم انك أرسلتني؛ وعرفتهم اسمك وسأُعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم (يوحنا 17: 21، 26)، فهذه هي مشيئته وتدبيره الخاص أنه يكون فينا ونحن فيه، لأن هذا هو سر التدبير كله وغاية التجسد.
وبالطبع قبول تجسد الرب والإيمان به ليس هو مجرد إقرار شفتين أو قبول الفكرة في ذاتها، بل هو قبول تحولنا إلى صورة الابن بالروح القدس الذي يعمل في داخلنا سراً ويُعيد تشكيلنا داخلياً: وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ (2كورنثوس 3: 18)، أي هو قبولنا لصبغة المسيح الرب وتحقيقها فينا بمعموديتنا التي تتجدد فينا بالتوبة الذي يحركنا إليها الروح القدس لكي يهيأ أوانينا ويقدسها ليُغيرنا على صورته هوَّ وهذه هي القداسة عينها وحالة النقاوة.
ومعموديتنا هي بالطبع قبولنا مسحة يسوع التي تجعلنا منتسبين إليه لكي يقودنا الروح القدس إلى البرية، وإلى الجلجثة مع شخصه القدوس، بل وإلى القبر لنموت معه عن إنسانيتنا القديمة عملياً، وندخل في سرّ قيامته، وهي قيامة النفس التي هي القيامة الأولى، وننتظر بسهر على حياتنا خاضعين للنعمة مستعدين للقيامة الثانية والأخيرة، قيامة الجسد وتمجيده وإعلان فداءه.
ومن صميم هذه العلاقة الجديدة في المسيح الرب نتذوق خبرة حضور الله الشخصي والخاص جداً في أعماق القلب من الداخل سراً، ومن هُنا نُدرك سرّ كرامتنا في المسيح، ويقول القديس مقاريوس الكبير:
أعرف أيها الإنسان سموك وكرامتك وشرفك عند الله، لكونك أخاً للمسيح (من جهة أنه اتخذ بشريتنا مقراً لهُ متحداً بها اتحاد لا يقبل الافتراق ولا للُحيظة واحدة قط)، وصديقاً للملك، وعروساً للعريس السماوي، لأن كل من استطاع أن يعرف كرامة نفسه، فأنه يستطيع أن يعرف قوة وأسرار اللاهوت، وبذلك ينسحق ويتضع أكثر (عظة 27: 1)
 
قديم 13 - 06 - 2017, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 18322 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ضبط نغمتنا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نبذة عن الكاتب
* الأرشمندريت رومان براغا في الأسقفية الرومانية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية في أميركا. وُلد في بيساربيا في 1922 وتوفي في دير رقاد السيدة في ميشيغن في 2015. بعد أ، سجن عدة مرات واضطُهِد في رومانيا، انتقل إلى أميركا في 1972 حيث قام بنقل الخدم الليتورجية الرومانية إلى الإنكليزية.عمل الكثير في التربية المسيحية للرومان في أميركا.
لقد كنتُ في سجن الشيوعيين لمدة إحدى عشر سنة، وفي الحجز الانفرادي لثلاث سنوات. وجدت في السجن أني لم أعرف شيئاً. اختفت فكرتي عن الله. لكن ما وجدته هو أن إله الكتب مختلف عن إله الخبرة. عندما تشعر بأن الله حي تفهم: أنا أحيا لأن المسيح حيّ فيّ. عندما يكون المسيح حياتك لا تحتاج إلى كتب، لا تحتاج أطروحات في اللاهوت، ولا محاضرات، ولا أيّ شيء. لقد وجدت الإله الحقيقي بعد سنوات كثيرة في المعهد واللاهوت والكتب والأناجيل وكل أنواع الدراسات. أنت تتعلّم بالخبرة لأن الله هو موضوع يجب اختباره. الله حيّ. نحن عبيد للكتب. في بعض الأحيان أنت لا تجد الوقت لتكون ذاتَك، فأنت مصنوع من الاقتباسات، هذا ما قاله كانت وأفلاطون، والآباء القديسون يقولون أيضاً هذا القول. أنت مختلف.
لا ينبغي بنا تقليد أيّ كان لأننا نحن مَن نحن. نحن نتبنّى المبادئ من هنا ومن هناك. لكننا نحتاج الكتاب المقدس فقط، نحن لا نحتاج أيّ كتاب آخر لأن الله يحاكينا من خلال الكتاب المقدس. أنت تبدأ بالتحدّث إلى الله قائلاً: “أنظر أيها الرب، أنت خلقتَني. مَن أنا؟ أنت أردتني أن أكون في هذا العالم“. هنا تبدأ بالتعلّم، الله نفسه يعلّمك مَن تكون.
كل رجل أو امرأة هو شخص محدد، ليس مثل أي آخر. لا يكرر الرب نفسه عندما يخلق شيئاً. إذاً لديك طريقتك في الصلاة والتي هي خاصتك. من العبث أن أخبرك طريقتي. لكن ابْدأ، مارِسْ، والله يمنحك طريقتك التي هي شخصية. حياتنا في الله شخصية جداً، وتختلف عن حياة شخص آخر. لكن المهم هو القيام بهذا العمل، أي بالحياة في الله. تحدثوا إليه، اشعروا بحضوره وهو سوف يعلّمكم مَن تكونون.
الأب رومان براغا
 
قديم 13 - 06 - 2017, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 18323 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأحد الأوّلُ بعدَ العنصرةِ أحدُ جميعِ الّذين قالوا “نعم” للمسيح!!…

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اليومَ يُدخِلُنا الإلهُ الرّبُّ يسوعُ المسيحُ في خاصيّةِ الاعترافِ به قدّامَ النّاسِ جهارًا!!.
اليومَ يقفُ الرّبُّ في تلاميذِهِ قائلاً: “كلّ من يعترفُ بي قدّامَ النّاسِ أعترفُ أنا بهِ قدّامَ أبي الّذي في السّمواتِ”…
اليومَ وبعد صلبِ الجسدِ الإلهيِّ الإنسانيِّ للقيامةِ والصّعودِ إلى الجلسةِ عن يمينِ الآبِ، يكشفُ يسوعُ المسيحُ سِرَّهُ لتلاميذِهِ بدءًا وللعالمِ أجمعَ التّائقِ إلى تثبيتِ ذاتِهِ في الحياةِ من دون مواربةٍ ولا تلكؤٍ ولا شكٍّ أو خوفٍ، ليعرفَ أنّه ينتمي إلى اللاّمتزعزعِ الّذي سَمَّتْهُ بعضُ الشّعوبِ “خلودًا” وأخرى جاورتْهُ “بالمطلقِ، باللاّمائتِ”… ليبقى لنا، نحنُ المسيحيّين، اسمُهُ روحَ الحبِّ، روحَ الخلقِ، روحَ الإبداعِ، روحَ الحياةِ، روحَ الكمالِ، روحَ الطّهرِ، روحَ العطاءِ، روحَ الوداعةِ، روحَ الاتّضاعِ…
ما اعترافُ الإنسانِ أو أيِّ إنسانٍ بالرّبِّ يسوع؟!. هل يُضيفُ الإنسانُ باعترافِهِ أيّةَ خاصيّةٍ إلى الرّبِّ أو إلى الآبِ؟!… فلماذا إذًا هذا التأكيدُ الإلهيُّ على ضرورةِ الاعترافِ بهِ؟!…
الاعترافُ هو إحقاقُ الحقِّ!!… الاعترافُ هو خاصيّةُ التّبنّي!!… تبنّي الإنسانِ، فكرًا وقولاً وفعلاً، إلهَـهُ، والنّطقِ بما أعطاهُ إيّاهُ الإلهُ!!. الاعترافُ هو قولُ كلمةِ الحقِّ وإحقاقُهُ في حياةِ الإنسانِ المائتةِ… المتزعزعةِ… وغيرِ التّائبةِ، ليصيرَ المتقلقلُ الّذي من طبيعةِ الإنسانِ، بعد السّقوطِ، هو الثّابتَ بقولِ حقيقةِ الرّبِّ بالإعلانِ!!. تاليًا ليصيرَ الإعلانُ بشارةً، والبشارةُ حياةً يحياها الإنسانُ في صلبِ حقيقتِهِ الوجوديّةِ؛ لتتحوَّلَ موجوديّتُهُ من كذبتِها أنّها غيرُ مخلوقةٍ من الإلهِ، بل بالاعترافِ به لتصبحَ إيّاهُ إن أعلنتْهُ من كلِّ القلبِ والفكرِ والقدرةِ إلهًا من الإلهِ!!…
الكلمةُ هي الحياةُ!!…
والكلمةُ هي الفعلُ الحيُّ المطلقُ البشاريُّ، الّذي يُلبسُ المخلوقَ عظمةَ إلهِهِ؛ لأنّهُ، إذ ينطقُ بهِ ويعترفُ بكنهِهِ في خبرةِ حياتِهِ، يتحوَّلُ الإنسانُ من طبيعتِهِ المائتةِ، فيلبسُ طبيعةَ اللاّفسادِ الّتي يُطعمُهُ ويسقيه إيّاها الإلهُ، إذ يَنطقُها الإنسانُ، مبشِّرًا بعظائمِ مجدِ الله في عمرِهِ وفي حياةِ الآخرين، الّذين، إذْ ينفتحون للسّماعِ بعد الإِصغاءِ، يصيرون شيئًا فشيئًا من طبيعةِ الّذي يحيون يوميّاتهم بذكرِ اسمِهِ القدّوسِ!!…
والاعترافُ هو حركةُ فعلِ الحبِّ الإنسانيِّ لإلهِهِ!!.
ويبقى عملُ القلبِ!!… ما القلبُ؟!… ما الحبُّ؟! ما البغضاءُ؟!…
* * * * * *
مُخيفٌ هو إنجيلُ هذا الأحدِ الأوّلِ بعد العنصرةِ!!…
بعد الاعترافِ بالرّبِّ قدّامَ النّاسِ، تأتي، في تسلسلِ “مطالبِ” الرّبِّ لقداسةِ الإنسانِ وتألُّهِهِ بمجدِ ربِّهِ، خاصيّةُ الحبِّ!!…
“من أحبَّ أبًّا أو أمًّا أكثرَ منّي فلا يستحقُني… ومن أحبَّ ابنًا أو بنتًا أكثرَ منّي فلا يستحقُني”… لكنّ الوصيّةَ الإلهيّةَ الأخيرةَ في الحبِّ الّتي نطقَها وأرسلَها لنا الرّبُّ يسوعُ قبلَ صعودِهِ إلى السّمواتِ هي… “أحبّوا بعضُكم بعضًا ليعرفَ العالمُ أنّكم تلاميذي”!! أين مجاري الحبِّ إذًا في هذه الحياةِ؟!.
الرّبُّ الإلهُ يسوعُ المسيحُ المخلّصُ والفادي هو هو عنوانُ الحياةِ والوجودِ والحقيقةُ الوحيدةُ الّتي يطلبُها الإلهُ من الإنسانِ!!.
وهنا يُظهرُ لنا السّيّدُ الحقيقةَ الّتي تعتملُ بها النّفسُ البشريّةُ!!.
حبُّ الرّبِّ الإلهِ ونواميسِهِ هو إيّاه فقط!!. كما أحبَّ الإلهُ الإنسانَ أوّلاً وأخيرًا!!… فالإنسانُ هكذا لا يحيا حياتَهُ في حلقةٍ مفرغةٍ من خاصيّةِ الألوهةِ، بل يحيا عمرَهُ كلَّهُ في محورِ الإلهِ، ليصيرَ هو تاليًا إلهًا متألّهًا، من الإلهِ الواحدِ المثلّثِ الأقانيمِ!!…
كيفَ الصيرورةُ هذه تتمخّضُ لتلقى لها موئلاً تأتيهِ وعشًّا كالعصفورِ تلملمُهُ لتلقي فيه بويضاتِ عصافيرَ، فراخَها، المعطاةَ لها مجّانًا من الله؟!…
بملءِ وهجِ الحبِّ!!… بكليّتِهِ!!… بالمجّانيّةِ المطلقةِ الّتي يمنحُها الرّبُّ للّذين عرفوهُ لهفَ حبٍّ وعشقَ دمعةٍ غارتْ فيهم من بركاتِ عطائِهِ لهم في هذا العمرِ، يملِّكُهم فيه الإلهُ الحياةَ الأبديّةَ!!.
“مجّانًا أخذتُم… مجّانًا أعطوا”!!…
كيف يُعطي من ليسَ لهُ أو عندَهُ؟!… من ليس عندَهُ، إلاّ وحدَهُ أعمى الرّوحِ!… الصّغيرُ القصيرُ القامةِ الّذي استغرقَ في عبادةِ نفسِهِ فَغيَّمَ الرّؤيةَ عن وجهِ الإلهِ، ليرى “نرسيسًا” في ضحالةِ مياهِ قلبِهِ، فتفتُنَهُ كذبةُ ألقِ الصّورةِ، ليرتدَّ إلى خلابةِ أناه، والإنسانُ، كلُّ إنسانٍ، يعشقُ ذاتَهُ في مرآةِ ذاتِهِ!!. لذا هكذا نبتَتِ الخصومةُ، بل التّطاحنُ بين أنا الإنسانِ وأنا الآخرِ والإلهِ!!…
وتفجّرتِ العباداتُ مستقطبةً كلَّ طاقاتِ الإنسانِ الفكريّةِ العقلانيّةِ والنّفسيّةِ والرّوحيّةِ، إلى ضلالاتٍ وأوهامٍ وحقائقَ كاذبةٍ من صنعِ الإنسانِ!!…
هكذا بدأ الإنسانُ، شيئًا فشيئًا، يستخدمُ أسلحةَ الدّمارِ، لتُبعِدَ الإنسانَ عن وجهِ الإلهِ، إذ تراءى له أنّ ما يعرفُهُ هو من تداعيّاتِ فكرِهِ، وإبداعاتِ خلقِهِ هو!!. فصارَ الإلهُ مغيَّبًا تاليًا، جيلاً بعد جيلٍ، في خزائنِ الثّيابِ والمكتبِ والمخطوطاتِ العتيقةِ وإيداعاتِ المصارفِ والصّحفِ وجميعِ الزّائلِ المائتِ في هذا العمرِ!!.
من حوّلَ وجهَ الإنسانِ المخلوقِ عن الإلهِ خالقِهِ؟!…
الإنسانُ ذاتُهُ، بامتدادِهِ في عيشِ فخِّ ذاتِهِ، في ذاتِهِ هو!!…
وأمــات الإلهَ!!… أماتَهُ الإنسانُ الّذي خلقَهُ ليعتليَ الموتَ عرشًا له ينحرُ فيه كلَّ طالبٍ وجْهَ الإلهِ في ذريّتِهِ، الّتي سعى أن يربّيها الإنسانُ المخلوقُ على عبادتِهِ هو، تاليًا، على عبادةِ الموتِ الّذي اختارَهُ، وهو الإنسانُ، على الحياةِ الأبديّةِ الّتي من الإلهِ وفيهِ!!…
كيف انشطرَ الإنسانُ هكذا؟! كيف غامتْ رؤياهُ؟!… كيف أماتَ الحبَّ المتدفِّقَ له أنهارَ نورٍ وحياةٍ من لدنِ الرّبِّ؟!…
بخلابةِ عشقِ الذّاتِ!!… بالأنا!!.
أين الإلهُ؟!… لماذا تقاضونني عن عدمِ معرفةِ ما ليس فيَّ حاضرًا كلَّ لحظةٍ من حياتي كجسدي؟! ككياني؟! كفكري، كحسّي لكم ومعكم؟!
وبرّأ الإنسانُ نفسَهُ أمام محكمةِ ذاتِهِ!! صارخًا: أنتَ أنتَ الإلهُ، ولا أحدَ سواكَ إلاّ أولادُكَ، ذريّتُكَ وما تنتجُهُ من هذا العالمِ!!.
ويلي ويلي!! “من يخلّصُني من جسدِ الموتِ هذا”؟!…
وكانت هذه الصّرخةُ عنوانَ ارتدادِ الإنسانِ للبحثِ عن حياتِهِ الّتي أضاعَها في عشقِهِ لذاتِهِ!!…
واستجابَ الإلهُ صراخَ شعبِهِ وذريّتِهِ الّتي انكفأتْ في الكهوفِ آلافَ السّنينِ المؤلّفةِ منتظرةً لمسةَ الحبِّ الإلهيِّ!!…
وأتى الإلهُ مستجيبًا غمراتِ صراخِ الّذين تاهوا وحيدين في مفارِقِ طرقاتِ هذا العمرِ يحيونَ لمن ولما لا يدركون وجودَهُ!!..
وحلَّ الإلهُ وأتى الوعدُ الجديدُ!!.. “وصيّةً جديدةً أعطيكم… أن تحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتُكم” (يو ١٣: ٣٤).
وكان البدءُ يتجدّدُ في بدأتِهِ لأجلِ الإنسانِ!!.
لأنّه “في البدءِ كان الكلمةُ والكلمةُ كان عند الله وإلهًا كان الكلمةُ!!. هذا كان في البدءِ عند الله. كلٌّ به كان، وبغيرِهِ لم يكن شيءٌ مما كوِّنَ” (يو ١: ١-٣).
اليومَ يومُ الدّينونةِ غيرِ المعلنةِ؛ إذ يتراكضُ كلُّ الّذين أحبّوا الإلهَ من كلِّ القلبِ والرّوحِ والقدرةِ والفكرِ ليجلسوا عن يمينِهِ، وليقفَ عن يسارِهِ الّذين يرفضون وداعتَهُ وحبَّهُ الّذي أولدَهم منهُ كلَّ انفجارِ الصّبحِ من عتمةِ ليلِ هذا العمرِ!!.
اليومَ يُعيِّدُ كلُّ من أحبَّ الإلهَ، وقدّسَهُ الإلهُ منقيًّا إيّاهُ من وجعِ وضعفِ سقوطِهِ بالحبِّ الّذي يغسلُهُ به في المعموديّةِ وفي كلِّ برٍّ يصيرُهُ الإنسانُ بتماهيهِ مع الكلمةِ الإنجيليّةِ الخلاصيّةِ وبسكبِ الإلهِ على بنيهِ روحَ التوبةِ والدّمعةِ والحبِّ الّذي لا ابتداءَ ولا انتهاءَ له، بل يبقى فيضًا من حبِّ الابنِ للآبِ وانسكابِ الرّوحِ القدسِ على المسكونةِ حياةً لا موتَ فيها… آمين.

الأمّ مريم (زكّا)، رئيسة دير القدّيس يوحنّا المعمدان، دوما – لبنان
 
قديم 13 - 06 - 2017, 06:31 PM   رقم المشاركة : ( 18324 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في المحبّة الحقيقية والصافية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تريد أن تعرف ما نوع المحبة التي تشعر بها؟
قف أمام مرآة الإصحاح 13 من رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس وفكّر بصدق هل ينطبق عليك ما قال الرسول بولس.“الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ“
هؤلاء الذين يحبّون قريبهم محبة صادقة متوافقة مع مشيئة الله يشعرون بسلام وفرح كبيرَين في داخلهم. أما الذين يحبّون بشكل زائف سطحي، جسدي، ومادي، يشعرون باضطراب واهتياج في داخلهم.
المحبة الحقيقية مرتبطة بروح التواضع والتضحّية والعطاء. هؤلاء الذين يحبّون بصورة مطابقة لمشيئة الله يضحّون برغباتهم وراحتهم لأجل من يحبّون. أما الحب غير المتوافق مع مشيئة الله متعلق بالأنانية ومن يحب مثل هذه المحبة يطلب من الآخرين التضحية من أجله بدلاً من التضحية لأجلهم.
إن محبة أعدائنا تخفي حكمة كبيرة فعندما نقابل الشر بالخير نصبح مشابهين للمسيح فتأتي نعمته وتغمرنا. إن نعمة الروح القدستفيض علينا. القديسون يحبّون حتى مضّطهديهم. وهذه الحقيقة كانت أساسية ليظهَروا أصدقاء حقيقين للمسيح، أي قديسيه.
إن محبة القريب لا يُعبّر عنها بالكلام فقط بل يجب أن تُبرهن بالأعمال. إن المحبة الحقيقية تشع على الوجه نوراً فائق الطبيعيةللشخص المحبوب. أما وجه من يبغض فمتجهّم ومكفهر لا بلّ مظلم. المحبة الحقيقة لا تبتهج بمصائب الآخرين ولا هي تحزن من نجاحاتهم.
الشيخ جرمانوسالستافروفوني
 
قديم 15 - 06 - 2017, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 18325 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وبيته نحن

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ وبيته نحن +

أقوال الله شهادة حيه ثابته غير متغيرة لأنها من فم الله تخرج، وهي لا تخرج في الفراغ لكنها تتجه من الله للإنسان، وأول ما يسمعها فأنه يسمعها في بيت الرب الذي هو مكان تجليه الخاص ليتكلم مع شعبه، لذلك يقول المُرنم: شهاداتك (أَقْوَالُكَ) ثابتة جداً، ببيتك تليق (يَنبغي) القداسة يا رب إلى طول الأيام (مزمور 93: 5)
وبالطبع حسب إعلان الكتاب المقدس في العهد الجديد في سفر الأعمال فأنه يقول: العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي كما يقول النبي؛ الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي (أعمال 7: 48؛ 17: 24)
لذلك ينبغي أن نبحث على أين يسكن العلي، لأنه يسكن في بيته الخاص لأنه مكتوب: وأما المسيح فكابن على بيته، وبيته نحن، أن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية (عبرانيين 3: 6)
فنحن بيت المسيح الرب الشخصي، هيكله الخاص المختوم بسر الختم المقدس، لأننا نلنا مسحة المسيح الرب الخاصة، وروح الله يسكن فينا على نحو شخصي، لأن هذا هو وعده للإنسان منذ بداية تاريخ الخلاص الذي أُعطي بوعد ليتم في ملء الزمان حسب التدبير، لذلك مكتوب كتنبيه لنا عبر الدهور، لكي ننتبه لروح القداسة والتقوى:
+ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان! فأنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله: إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً = والكلمة صار جسداً وحل بيننا (فينا) ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً (2كورنثوس 6: 16؛ يوحنا 1: 14)
+ اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم، أن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله، لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هوَّ (1كورنثوس 3: 16، 17)
وبما إننا البيت المقدس الذي لله الحي، علينا إذاً أن نطرح عنا كل شرّ وشبه شرّ ونُمسك في المسيح الرب سر حياتنا وقداستنا الخاصة، لا نسكت ولا ندعه يسكت ساعين في صلاتنا أن ننال تلك القوة السماوية التي تجعلنا نزداد في القداسة، ونُصغي لكلمة الله ليلاً ونهاراً متفكرين بها مصلين في الروح القدس لننال قوتها فينا لكي تنغرس في قلبنا فتخلص نفوسنا، وترفع كل غشاوة عنا وتفتح بصائرنا لكي نرى النور المشرق في وجه يسوع:
+ لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ (يعقوب 1: 21)
+ لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (2كورنثوس 4: 6)
 
قديم 15 - 06 - 2017, 12:59 PM   رقم المشاركة : ( 18326 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو هدف مواهب الآيات الكتابية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: عندما نتكلم عن مواهب الآيات الكتابية فنحن نشير إلى معجزات مثل التكلم بألسنة، الرؤى، الشفاء، إقامة الموتى، والنبوة. لا يشك المؤمنين في وجود هذه الآيات، لأن الكتاب المقدس المقدس يصفها بوضوح. ولكن يختلف المؤمنين حول الهدف منها، وكذلك حول ضرورة أن نختبرها اليوم. يقول البعض أن هذه المواهب هي علامة الخلاص، بينما يقول الآخرين أنها علامة معمودية الروح القدس، في حين يقول آخرين أن الهدف منها هو تأكيد رسالة الإنجيل. فكيف لنا أن نعرف الحق؟ علينا أن نفحص الكتب لنجد ما يقوله الله عن الهدف منها.

من الإشارات المبكرة لمواهب الآيات في الكتاب المقدس موجودة في خروج 4 عندما وجَّه الله موسى بشأن خلاص إسرائيل من أرض مصر. كان موسى منزعجاً بشأن تصديق الناس أن الله قد أرسله، فأعطاه الله آيات تحول عصاه إلى حية وبرص يده. قال الله أن هذه الآيات كانت "لِكَيْ يُصَدِّقُوا انَّهُ قَدْ ظَهَرَ لَكَ الرَّبُّ الَهُ ابَائِهِمْ الَهُ ابْرَاهِيمَ وَالَهُ اسْحَاقَ وَالَهُ يَعْقُوبَ" (الآية 5). وإذا كان الناس لا يزالون لا يؤمنون، قال الله لموسى أن يأخذ من ماء النيل ويسكبه على الأرض فيتحول إلى دم (الآية 9). كان الهدف أن يصدق بني إسرائيل رسول الله إليهم.

كذلك أعطى الله لموسى آيات معجزية ليصنعها أمام فرعون حتى يطلق الشعب. في خروج 7: 3-5 قال الله لموسى أنه سيضاعف آياته وعجائبه في مصر حتى "يَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ انِّي انَا الرَّبُّ حِينَمَا امُدُّ يَدِي عَلَى مِصْرَ وَاخْرِجُ بَنِي اسْرَائِيلَ مِنْ بَيْنِهِمْ". أراد الله أن يعرف المصريون أنه هو العامل من أجل خلاص الإسرائيليين. في خروج 10: 7 قال موسى لفرعون أن الوباء الأخير الذي سيقتل الأبكار كان الهدف منه إظهار أن الله يميز بين المصريين والإسرائيليين. أكدت الآيات والعجائب لفرعون وللمصريين رسالة الله حتى يعرفوا أن موسى مرسل من الله.

عندما واجه إيليا الأنبياء الكذبة على جبل الكرمل (ملوك الأول 18)، صلى أن يرسل الله نار معجزية من السماء حتى يعرف الناس "أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هَذِهِ الأُمُورِ... لِيَعْلَمَ هَذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلَهُ"(الآيات 36-37). إن الآيات التي صنعها هو والأنبياء الآخرين كانت تأكيد أن الله قد أرسل الأنبياء وأن الله هو من يعمل في وسط إسرائيل.

أعطي يوئيل رسالة دينونة الله على إسرائيل، وتضمنت تلك الرسالة نبوة رحمة ورجاء. عندما أتت الدينونة بحسب النبوة وتجاوب الشعب بالتوبة قال الله أنه سيرفع الدينونة ويرد البركة: "وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ وَأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ وَلَيْسَ غَيْرِي. وَلاَ يَخْزَى شَعْبِي إِلَى الأَبَدِ" (يوئيل 2: 27). وبعد هذه العبارة مباشرة تكلم الله عن إنسكاب روحه على الناس حتى يتنبأون ويروا رؤى ويروا حدوث معجزات. عندما بدأ التلاميذ يتكلمون بألسنة في يوم الخمسين (أعمال 2: 1-21)، قال بطرس: "هَذَا مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ النَّبِيِّ". ماذا كان الهدف؟ أن يعرف الناس أن الرسالة التي جاء بها بطرس والآخرين كانت من الله.

كانت خدمة يسوع مصحوبة بآيات وعجائب عديدة. ماذا كان الهدف من معجزاته؟ في يوحنا 10: 37-38 كان يسوع يجيب اليهود الذين أرادوا أن يرجموه بنهمة التجديف فقال: "إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ". كما كان الحال في العهد القديم كان الهدف من معجزات المسيح هو لتأكيد يد الله على رسوله.

عندما طلب الفريسيين من يسوع أن يريهم آية قال يسوع: "جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!" (متى 12: 39-41). كان يسوع واضح جداً أن هدف المعجزة هو أن يعترف الناس برسالة الله ويتجاوبون معها. وبالمثل في يوحنا 4: 48 قال لخادم الملك: "لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ!" كانت الآيات لمساعدة أولئك الذين يجاهدون للإيمان، ولكن رسالة الخلاص بالمسيح كانت هي الهدف.

يحدد بولس رسالة الخلاص في كورنثوس الأولى 1: 21-23 "...اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ، لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَة، وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!" الآيات لها هدفها ولكنها وسيلة لغاية أعظم – خلاص النفوس من خلال الكرازة بالإنجيل. في كورنثوس الأولى 14: 22 يقول بولس بوضوح أن "الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ". إستخدم الله الآيات المعجزية مثل التكلم بألسنة لإقناع غير المؤمنين أن رسالة المسيح صادقة، ولكن كما يبين باقي النص، إن إعلان رسالة الإنجيل بوضوح هو الأهم.

يوجد أمر كثيرا ما يتم إغفاله في الحديث عن المعجزات والآيات وهو توقيت حدوثها ومكانها في الكتاب المقدس. على عكس الإعتقاد الشائع، لم يكن الناس في أيام الكتاب المقدس يشهدون المعجزات طوال الوقت. في الواقع، إن معجزات الكتاب المقدس عامة تتركز حول احداث خاصة في معاملات الله مع البشر. لقد صاحب خلاص شعب إسرائيل من أرض مصر ودخولهم أرض الموعد آيات كثيرة، ولكن سرعان ما إختفت المعجزات بعد ذلك. وخلال سنوات الممكلة الأخيرة، عندما كان الله على وشك أن يضع الشعب في المنفى سمح لبعض أنبيائه بعمل معجزات. عندما جاء يسوع ليعيش بيننا صنع معجزات، وفي سنوات خدمة الرسل المبكرة صنعوا معجزات، ولكن بعيداً عن هذه الأوقات نرى القليل جداُ من المعجزات في الكتاب المقدس. إن غالبية من عاشوا في أيام الكتاب المقدس لم يروا آيات وعجائب بأعينهم. كان عليهم أن يعيشوا بالإيمان في ما قد أعلنه الله لهم.

في الكنيسة الأولى، كانت الآيات والعجائب تتركز أساساً عند تقديم الرسالة لأول مرة بين المجموعات المختلفة من الناس. نقرأ أنه في يوم الخمسين كان هناك: "وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ" (أعمال الرسل 2: 5). لقد أعطيت معجزة الألسنة أولاً لهؤلاء اليهود الذين نشأوا في بلاد مختلفة وكانوا يتكلمون بلغات مختلفة (الآيات 6-11). لقد أدركوا أنهم كانوا يسمعون عن أعمال الله العجيبة كل بلغته الأصلية، وقال لهم بطرس أن الإستجابة الوحيدة المناسبة هي التوبة عن خطاياهم (الآية 38). عندما قدم الإنجيل لأول مرة بين السامريين صنع فيلبس آيات وعجائب (أعمال الرسل 8: 13).

وأيضاً، عندما أرسل بطرس إلى كرنيليوس، الأممي، أعطى الله آية معجزية ليؤكد عمله. "فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ" (أعمال الرسل 10: 45-46). عندما سأل الرسل بطرس عن هذا الأمر قدم هذا كدليل على قيادة الله "فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ قَائِلِينَ: إِذاً أَعْطَى اللهُ الْأُمَمَ أَيْضاً التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!" (أعمال الرسل 11: 18).

في كل الحالات، كانت الآيات والعجائب تأكيد لرسالة الله ومرسليه حتى يسمع الناس ويؤمنوا. وما إن تتثبت الرسالة، خفتت الآيات.
 
قديم 15 - 06 - 2017, 01:00 PM   رقم المشاركة : ( 18327 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يشبه الروح القدس النار؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يصف الكتاب المقدس الله بأنه "نار آكلة" (عبرانيين 12: 29)، لهذا ليس من الغريب أن النار تظهر أحياناً كدليل على حضور الله. تتضمن الأمثلة العليقة المشتعلة (خروج 3: 2)، سحابة مجد الرب (خروج 14: 19؛ عدد 9: 14-15)، ورؤيا حزقيال (حزقيال 1: 4). كانت النار مرات عديدة أداة دينونة الله (عدد 11: 1، 3؛ ملوك الثاني 1: 10، 12) وعلامة على قوته (قضاة 13: 20؛ ملوك الأول 18: 38).

ومن الواضح أن النار كانت مهمة بالنسبة لتقدمات العهد القديم. كانت نار المحرقة هبة إلهية، أشعلها الله نفسه (لاويين 9: 24). أمر الله الكهنة بالحفاظ على النار مشتعلة (لاويين 6: 13) وأوضح أن النار من أي مصدر آخر غير مقبولة (لاويين 10: 1-2).

في العهد الجديد، فإن المذبح صورة ترمز إلى تكريسنا للرب. كمؤمنين بالمسيح نحن مدعووين لتقديم أجسادنا "ذبائح حية" (رومية 12: 1) محاطة بالعطية الإلهية: نار الروح القدس التي لا تطفأ. في بداية العهد الجديد، يرتبط الروح القدس بالنار. إذ يتنبأ يوحنا المعمدان أن يسوع هو من "يعمدكم بالروح القدس والنار" (متى 3: 11). عندما بدأ الروح القدس خدمته بسكناه في المؤمنين في الكنيسة الأولى إختار أن يظهر في صورة "ألسنة من نار" إستقرت على المؤمنين. في تلك اللحظة "امْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا" (أعمال الرسل 2: 3-4).

إن النار صورة رائعة لعمل الروح القدس. الروح يشبه النار في ثلاثة أمور على الأقل: هو يجلب حضور الله، ومحبة الله، وقداسة الله. الروح القدس هو حضور الله حيث يسكن في قلوب المؤمنين (رومية 8: 9). في العهد القديم، أظهر الله حضوره لبني إسرائيل بأن ملأ خيمة الإجتماع بالنار (عدد 9: 14-15). هذا الحضور الناري وفَّر النور والإرشاد (عدد 9: 17-23). في العهد الجديد، الله يرشد ويعزي أولاده بسكنى الروح القدس فينا- "هيكل الإله الحي" (كورنثوس الثانية 5: 1؛ 6: 16).

يخلق الروح القدس محبة لله في قلوبنا. بعد أن تحدث التلميذين المسافرين على الطريق إلى يسوع المقام، وصفا قلبيهما كأنهما "إشتعلا بالنار فيهما" (لوقا 24: 32). بعد أن قبل الرسل الروح القدس يوم الخمسين، صار لهم محبة وحماس مدى الحياة يدفعهم للشهادة بكلمة الله بكل مجاهرة (أعمال الرسل 4: 31).

الروح القدس ينتج قداسة وطهارة الله في حياتنا. هدف الله هو تنقيتنا (تيطس 2: 14)، والروح القدس هو الوسيط لتقديسنا (كورنثوس الأولى 6: 11؛ تسالونيكي الثانية 2: 13؛ بطرس الأولى 1: 2). وكما يستخدم الصائغ النار لتنقية الفضة هكذا يستخدم الله الروح القدس ليزيل خطايانا (مزمور 66: 10؛ أمثال 17: 3). إن ناره تنقي وتطهر.
 
قديم 15 - 06 - 2017, 01:06 PM   رقم المشاركة : ( 18328 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل الروح القدس "مذكر" أم "مؤنث" أم محايد؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: من الأخطاء الشائعة فيما يختص بالروح القدس هو الإشارة إليه على أنه "شيء"، وهذا ما لا يفعله الكتاب المقدس أبداً. الروح القدس هو شخص. وله كل صفات الشخصية، ويقوم بأعمال الشخص، وله علاقات شخصية. له بصيرة (كورنثوس الأولى 2: 10-11). ويعرف أمور، مما يتطلب ذكاء (رومية 8: 27). لديه إرادة (كورنثوس الأولى 12: 11). وهو يبكت على الخطية (يوحنا 16: 8). يصنع المعجزات (أعمال الرسل 8: 39). وهو يرشد (يوحنا 16: 13). وهو يتشفع للناس (رومية 8: 26). كما يجب طاعته (أعمال الرسل 10: 19-20). يمكن أن يكذب عليه (أعمال الرسل 5: 3)، وأن يقاوم (أعمال الرسل 7: 51)، ويحزن (أفسس 4: 30) ويجدف عليه (متى 12: 31) بل ويهان (عبرانيين 10: 29). له صلة بالرسل (أعمال الرسل 15: 28) ولكل شخص في الثالوث (يوحنا 16: 14؛ متى 28: 19؛ كورنثوس الثانية 13: 14). إن شخص الروح القدس يقدم دون شك في الكتاب المقدس، ولكن ماذا عن جنسه؟

من الواضح أن اللغة الذكورية تسود في الإشارة إلى الله في الكتاب المقدس. فيستخدم ضمير المذكر في كلا العهدين في الإشارة إلى الله. ونجد أسماء الله (مثل: يهوه، إيلوهيم، أدوناي...الخ) كلها أسماء مذكر. لا يوجد إسم أو ضمير مؤنث يشير إلى لله. يشار إلى الروح القدس بصيغة المذكر في العهد الجديد رغم أن كلمة "روح" (pneuma ) في حد ذاتها هي محايدة. وكلمة روح بالعبرية (ruach) والتي وردت في تكوين 1: 2 هي كلمة مؤنثة. ولكن لا توجد صلة بين جنس الكلمة سواء في العبرية أو اليونانية مع هوية المشار إليه.

ومن الناحية اللاهوتية، بما أن الروح القدس هو الله، فيمكننا أن نستخلص بعض الحقائق عنه من تلك التي نعرفها عن الله. الله روح وليس جسد أو مادة. الله روح لا يرى (بلا جسد) – (يوحنا 4: 24؛ لوقا 24: 39؛ رومية 1: 20؛ كولوسي 1: 15؛ تيموثاوس الأولى 1: 17). لهذا لم يتم إستخدام أي شيء مادي لتمثيل الله (خروج 20: 4). إذا كان الجنس صفة من صفات الجسد، إذاً الروح لا جنس له. فالله في جوهره لا جنس له.

إن الإشارة إلى الله بصيغة تحدد جنسه في الكتاب المقدس ليست حصرية. يعتقد الكثيرين أن الكتاب المقدس يقدم الله فقط في صورة المذكر ولكن هذا ليس صحيحاً. قيل عن الله أنه أنجب في سفر أيوب، وهو يصف نفسه كأم في سفر اشعياء. لقد وصف يسوع الآب كإمرأة تبحث عن درهم مفقود في لوقا 15 (وأشار لنفسه "كدجاجة تجمع فراخها" في متى 23: 37). في تكوين 1: 26-27 قال الله: "نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا... فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ." هكذا نجد أن صورة الله كانت ذكراً وأنثى – وليس ببساطة واحد دون الآخر. هذا يؤكد أكثر في تكوين 2: 2 الذي يمكن ترجمته حرفياً "خلقهما ذكراً وأنثى، ولما خلقهما باركهما وأسماهما آدم". إن الكلمة العبرية "آدم" تعني "إنسان" – والنص هو الذي يبين هل المقصود بها "رجل" (في مقابل إمرأة) أم "بشر" (بصيغة الجمع). لهذا إلى حد ما فإن البشرية قد خلقت في صورة الله بغض النظر عن الجنس.

ولكن الصور الذكورية في سفر الرؤيا ليست غير ذات معنى. المرة الثانية التي قيل أن الله أعلن فيها بصورة محددة جسدياً كانت عندما طلب التلاميذ من يسوع أن يريهمالآب في يوحنا 14. أجابهم في الآية 8 قائلاً: "من رآني فقد رأى الآب!" يوضح بولس أن يسوع كان صورة الله في كولوسي 1: 15 حيث يدعو يسوع: "صورة الله غير المرئي". هذه الآية وردت في مقطع يوضح سمو المسيح فوق كل الخليقة. إن أغلب الديانات القديمة كانت تؤمن في آلهة مزدوجة – آلهة وآلهات. ولكن من مميزات اليهودية والمسيحية هي الإيمان بخالق سامٍ. واللغة الذكورية تسهم بصورة أفضل في بيان هذه العلاقة بين الخالق والمخلوق. وكما أن الرجل يأتي إلى المرأة من خارج جسدها ليجعلها تحبل، هكذا خلق الله الكون وهو خارج الكون وليس داخله... وكما أن المرأة لا تستطيع أن تحبل وتلد من ذاتها هكذا لا يستطيع الكون أن يخلق نفسه. يردد بولس هذه الفكرة في تيموثاوس الأولى 2: 12-14 عندما يشير إلى ترتيب الخليقة كنموذج لنظام الكنيسة.

في النهاية، مهما كان تفسيرنا اللاهوتي فإن الحقيقة هي أن الله إستخدم المصطلحات الذكورية للإشارة إلى نفسه كما إستخدم التشبيهات والصور الذكورية لذاته بصورة حصرية تقريباً. لقد علمنا في الكتاب المقدس كيف نتحدث عنه، وقد إستخدم في هذا صيغة المذكر. لهذا فإنه في حين أن الروح القدس ليس ذكراً ولا أنثى في جوهره، إلا أنه من المناسب الإشارة إليه بصيغة المذكر من واقع علاقته بالخليقة والإعلان الكتابي. فلا يوجد بالمرة سند كتابي لإعتبار الروح القدس العضو "المؤنث" في الثالوث المقدس.
 
قديم 15 - 06 - 2017, 01:08 PM   رقم المشاركة : ( 18329 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ماذا كان دور الروح القدس في العهد القديم؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: إن دور الروح القدس في العهد القديم يشبه كثيراً دوره في العهد الجديد. عندما نتحدث عن دور الروح القدس، يمكننا أن نميز أربعة مجالات عامة يعمل بها الروح القدس: 1)التجديد، 2)السكنى أو الملء، 3)الضبط، 4)التمكين من الخدمة. نجد أدلة على نواحي عمل الروح القدس هذه في العهد القديم كما نجدها في العهد الجديد.

أول جوانب عمل الروح القدس هو في عملية التجديد. كلمة أخرى للتجديد هي "إعادة الولادة" والتي منها يأتي مفهوم "الولادة الثانية". ونجد النص الكلاسيكي الذي يثبت هذا في إنجيل يوحنا: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يوحنا 3: 3). وهذا يستدعي السؤال: ما علاقة هذا بعمل الروح القدس في العهد القديم؟ في حديثه مع نقوديموس يقول له يسوع: "أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هَذَا" (يوحنا 3: 10). ما كان يسوع يقوله هنا هو أن نقوديموس كان يجب أن يعرف حقيقة أن الروح القدس هو مصدر الحياة الجديدة لأنها معلنة في العهد القديم. مثلاً، قال موسى لبني إسرائيل قبل دخول أرض الموعد: "وَيَخْتِنُ الرَّبُّ إِلهُكَ قَلبَكَ وَقَلبَ نَسْلِكَ لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا" (تثنية 30: 6). إن ختان القلب هذا هو عمل روح الله وهو وحده الذي يستطيع إتمامه. ونرى نفس موضوع التجديد في حزقيال 11: 19-20 وحزقيال 36: 26-29.

إن ثمر عمل الروح القدس في التجديد هو الإيمان (أفسس 2: 8). نحن الآن نعلم أنه كان هناك رجال إيمان في العهد القديم لأن عبرانيين 11 يذكر أسماء الكثيرين منهم. إذا كان الإيمان هو نتيجة قوة تجديد الروح القدس فهذه إذاً هي حالة قديسي العهد القديم الذين تطلعوا قدماً إلى الصليب مؤمنين بأن ما وعده الله بشأن خلاصهم سوف يتم. رأوا الوعود و "مِنْ بَعِيدٍ ... حَيُّوهَا" (عبرانيين 11: 13)، وقبلوا بالإيمان أن ما وعد به الله سوف يتممه.

الجانب الثاني من عمل الروح القدس في العهد القديم هو السكنى أو الملء. هنا يظهر الفرق الرئيسي بين دور الروح القدس في العهد القديم والجديد. يعلم العهد الجديد عن السكنى الدائم للروح القدس في المؤمنين (كورنثوس الأولى 3: 16-17؛ 6: 19-20). عندما نضع ثقتنا في الله من أجل الخلاص فإن الروح القدس يأتي ليسكن فينا. يسمى الرسول بولس هذا السكنى الدائم "عربون ميراثنا" (أفسس 1: 13-14). وبالمقابل لعمله في العهد الجديد فإن سكنى الروح القدس في العهد القديم كان مؤقتاً وإنتقائياً. لقد "حلَّ" الروح القدس على أناس في العهد القديم مثل يشوع (عدد 27: 18)، داود (صموئيل الأول 16: 12-13) وحتى شاول (صموئيل الأول 10: 10). في سفر القضاة نرى الروح "يحل" على القضاة المختلفين الذين أقامهم الله ليخلصوا إسرائيل من مستعبديهم. لقد حل الروح القدس على هؤلاء الأشخاص لمهام معينة. كان السكنى علامة على رضى الله على ذلك الشخص (كما في حالة داود)، وإذا فارق رضى الرب ذلك الشخص فارقه روح الرب (مثال: حالة شاول في صموئيل الأول 16: 14). وأخيراً، لم يكن حلول الروح القدس على شخص ما دليل على حالة الشخص الروحية (مثال: شاول، وشمشون، وكثير من القضاة). فبينما في العهد الجديد يسكن الروح القدس فقط في المؤمنين وسكناه دائم، حل الروح القدس في العهد القديم على افراد معينين للقيام بمهام معينة بغض النظر عن حالتهم الروحية. وما إن تتم المهمة يفارق الروح القدس ذلك الإنسان.

الجانب الثالث لعمل الروح القدس في العهد القديم هو تقييد الخطية. يبدو وكأن تكوين 6: 3 يشير إلى أن الروح القدس يقيد خطية الإنسان، ويمكن لهذا القيد أن يزال عندما يصل صبر الله على تلك الخطية "نقطة الغليان". هذا الفكر نجده أيضاً في تسالونيكي الثانية 2: 3-8 حيث سيزداد التجديف في الأيام الأخيرة كعلامة لإقتراب دينونة الله. وحتى ذلك الوقت المعين حين يعلن "إنسان الخطية" فإن الروح القدس يقيد قوة الشيطان وسوف يطلقه فقط عندما يتناسب هذا مع خطته.

الجانب الرابع والأخير لعمل الروح القدس في العهد القديم هو منح القدرة على الخدمة. وبنفس طريقة عمل مواهب الروح في العهد الجديد، كان الروح القدس يمنح أفراد معينين مواهب للخدمة. أنظر إلى مثال بصلئيل في خروج 31: 2-5 الذي كان موهوباً لعمل الكثير من العمل الفني الخاص بخيمة الإجتماع. وفوق هذا، بالرجوع إلى حلول الروح القدس المؤقت والإنتقائي الذي سبق مناقشته نرى أن هؤلاء الأفراد وهبوا أن يقوموا بمهام معينة مثل حكم شعب إسرائيل (مثال: شاول وداود).

يمكننا أيضاً أن نذكر دور الروح القدس في الخلق. يتحدث تكوين 1: 2 عن أن الروح كان "يرف على وجه المياه" ويشرف على عملية الخلق. وبنفس الطريقة، فالروح القدس مسئول عن عمل الخليقة الجديدة (كورنثوس الثانية 5: 17) حيث يأتي بأناس إلى ملكوت الله من خلال التجديد.

وإجمالاً، إن الروح القدس يعمل في العصر الحالي بطريقة تشابه عمله في العهد القديم. الإختلاف الرئيسي هو سكنى الروح القدس الدائم في المؤمنين الآن. وكما قال يسوع عن هذا التغيير في خدمة الروح القدس: " أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ" (يوحنا 14: 17).
 
قديم 15 - 06 - 2017, 01:09 PM   رقم المشاركة : ( 18330 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل توجد قائمة كتابية بالمواهب الروحية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: توجد في الواقع ثلاث قوائم كتابية لـ "مواهب الروح القدس"، والتي تعرف ايضاً بإسم المواهب الروحية. توجد هذه القوائم الثلاث في رومية 12: 6-8؛ وكورنثوس الأولى 12: 4-11؛ وكورنثوس الأولى 12: 28. المواهب الروحية المذكورة في رومية 12 هي النبوة، والخدمة، والتعليم، والتشجيع، والعطاء، والقيادة، والرحمة. والقائمة الموجودة في كورنثوس الأولى 12: 4-11 تتضمن كلام الحكمة، وكلام المعرفة، والإيمان، والشفاء، والقوات المعجزية، والنبوة، وتمييز الأرواح، والتكلم بألسنة، وترجمة الألسنة. والقائمة الموجودة في كورنثوس الأولى 12: 28 تتضمن الشفاء، وأعمال المساعدة، والتدبير، والألسنة المختلفة. فيما يلي وصف مختصر لكل من هذه المواهب:

النبوة: الكلمة اليونانية المترجمة "تنبوء" أو "نبوة" في كلا المقطعين تعني "التكلم" أو إعلان الإرادة الإلهية، أو تفسير مقاصد الله، أو إعلان حق الله بأية طريقة بقصد التأثير على الناس. أما فكرة إعلان المستقبل أضيفت في العصور الوسطى وهي تتناقض تماماً مع المقاطع الكتابية التي تدين العرافة أو التنبوء بالمستقبل (أعمال الرسل 16: 16-18).

الخدمة: أيضاً "خدمات".. إن الكلمة اليونانية diakonian التي منها تشتق الكلمة الإنجليزية deacon تعني الخدمة من أي نوع كانت، أي الخدمة العملية للمحتاجين.

التعليم: هذه الموهبة تتضمن تحليل وإعلان كلمة الله، وشرح المعاني، والتطبيق على حياة المستمعين. إن المعلم الموهوب هو من لديه القدرة الفريدة على توصيل التعليم والمعرفة بوضوح، وبخاصة العقائد الإيمانية.

التشجيع: وتسمى هذه الموهبة أيضاً "الوعظ"، وهذه الموهبة تكون واضحة فيمن يداومون على دفع الآخرين على السلوك في الحق الإلهي، وهذا قد يتضمن التصويب أو بناء الآخرين عن طريق تشجيع ضعيفي الإيمان أو تقديم التعزية وقت التجربة.

العطاء: الذين يتمتعون بموهبة العطاء يشاركون الآخرين بما لديهم بفرح، سواء كان هذا بالأموال أو الممتلكات أو الوقت والإهتمام. إن الشخص المعطي يهتم بإحتياجات الآخرين ويتحين الفرص للمشاركة بما لديه من مال، أو ممتلكات، او وقت بحسب الحاجة.

القيادة: إن القائد الموهوب هو الشخص الذي يتحكم ويسود أو من بيده إدارة الآخرين في الكنيسة. إن هذه الكلمة تعني حرفياً "إرشاد" وتحمل معنى يماثل قيادة السفينة. إن الشخص الذي يتمتع بموهبة القيادة يحكم بالحكمة والنعمة وتظهر في حياته ثمار الروح القدس حيث يقود الآخرين بأن يكون هو نفسه قدوة لهم.

الرحمة: وهي وثيقة الصلة بموهبة التشجيع. إن موهبة الرحمة واضحة في هؤلاء الذين يعطفون على الذين في ضيق مقدمين لهم التعاطف والحساسية لمشاعرهم مع الرغبة والإمكانية على تقليل معاناتهم بأسلوب لطيف بهيج.

كلام الحكمة: إن حقيقة وصق هذه الموهبة بأنها "كلام" حكمة تشير إلى أنها موهبة تتعلق بالنطق. هذه الموهبة تشير إلى شخص يستطيع أن يفهم ويتكلم بالحق الكتابي بحيث يطبقه بمهارة على ظروف الحياة بكل تدقيق.

كلام العلم: هذه موهبة أخرى من مواهب الكلام والتي تتضمن فهم الحق ببصيرة تأتي فقط بإعلان من الله. هؤلاء الذين يتمتعون بهذه الموهبة يفهمون أمور الله العميقة ويدركون أسرار كلمته.

الإيمان: كل المؤمنين لديهم مقدار من الإيمان لأنه أحد مواهب الروح التي تعطى لكل من يقبلون إلى المسيح بإيمان (غلاطية 5: 22-23). إن موهبة الإيمان تظهر لدى الشخص الذي لديه ثقة قوية لا تهتز في الله وكلمته ووعوده وقوة الصلاة في تحقيق المعجزات.

الشفاء: الله مازال يشفي اليوم، كما في أيام الرسل في الكنيسة الأولى. فالله هو هو أمس واليوم وإلى الأبد.

قوات معجزية: هذه موهبة أخرى تتضمن القيام بأعمال فائقة للطبيعة لا يمكن تفسيرها إلا بأنها عمل قوة الله (أعمال الرسل 2: 22). هذه الموهبة نراها في بولس (أعمال الرسل 19: 11-12)، وبطرس (أعمال الرسل 3: 6)، إسطفانوس (أعمال الرسل 6: 8)، وفيلبس (أعمال الرسل 8: 6-8) وآخرين.

تمييز الأرواح: بعض الأشخاص لديهم المقدرة الفريدة على التمييز بين رسالة الله الحقيقية وتلك التي يقدمها الشيطان المخادع والذي تتضمن أساليبه ترويج العقائد الخاطئة. قال يسوع أن كثيرين سيأتون بإسمه ليخدعوا الكثيرين (متى 24: 4-5)، ولكن موهبة تمييز الأرواح تعطى للكنيسة لحمايتها من أمثال هؤلاء.

التكلم بألسنة: إن موهبة التكلم بألسنة قد أعطيت للكنيسة لكي تتمكن من توصيل الإنجيل لكل العالم ولكل الأمم وبكل اللغات المعروفة. وهي مقدرة إلهية على التكلم بلغات غير معروفة سابقاً للمتكلم. هذه الموهبة تؤكد على مصداقية رسالة الإنجيل والذين يكرزون به.

ترجمة الألسنة: إن الشخص الذي يتمتع بهذه الموهبة يمكنه أن يفهم ما يقوله من يتكلم بألسنة رغم أنه لم يكن يعرف اللغة التي يتكلم بها, ويقوم الشخص الذي يترجم الألسنة بتوصيل الرسالة حتى يفهمها الجميع.

المعونة: وهي وثيقة الصلة بموهبة الرحمة. هؤلاء الذين يتمتعون بموهبة المعونة هم الذين يستطيعون أن يقدموا المساعدة للآخرين في الكنيسة بمحبة ونعمة. وهذا يتضمن مجال واسع للتطبيق العملي. ولكن الأهم هو أن هذه الموهبة هي القدرة الفريدة على تمييز أولئك الذين يصارعون الشك والخوف ومختلف أشكال الحرب الروحية؛ والتحرك تجاه من لديهم إحتياج روحي بكلمة طيبة وتصرفات تنم عن التفهم والعطف تجاههم وتقديم كلمة الحق التي توبخ بمحبة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024