وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[Mary Naeem]

العدوان الثلاثي

العدوان الثلاثي
في يومٍ من الأيام وصل على مكتب ملك البلاد ملف خاص مكتوب عليه عبارة “سري للغاية”،
وإذ بالملك يفتح الملف ويجد مكتوبٌ فيه :
“رصدت أجهزة المخابرات العسكرية تحرك قوات تحالف مشتركة من ثلاث دول”،
مُوضَّحـًا فيها معلومات تفصيلية بأعداد الجيوش المهاجمة والأسلحة المستخدمة معهم. وعلى الفور استدعى الملك المستشارين العسكريين للوقوف على آخر تطورات الموقف. علم أن المجلس العسكري في حالة انعقاد دائم فور وصول هذه المعلومات الخطيرة، ولا سيما عندما قورنت أعداد وأسلحة هذه الجيوش بأعداد وجيش الملك وقواته العسكرية المحدودة؛ فأُسقط في يدي الملك وخاف جدًا من هذه التقارير. ولكن هذا الملك كان رجلاً مؤمنـًا تقيـًا يثق جدًا في الرب وفي قدرته، فذهب ليطلب وجه الرب، ونادى بصوم في كل البلاد وعمل فرصة صلاة كبيرة في بيت الرب.
*
ذلك هو الملك التقي يهوشافاط، الذي عندما تحالفت ضده ثلاث دول مهاجمة هم:
موآب، وبني عمون، وسكان جبل سعير؛
فما كان منه إلا أنه جمع الشعب كله مع الأطفال والنساء في بيت الرب وكانوا يتضرعون إلى الرب بالصوم والبكاء والصلاة وقال قولته الشهيرة :
«لأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا»
(2أخبار20: 12).
وهنا في هذا القصة لنا تعاليم عظيمة منها تعاليم تحذيرية وتعاليم تشجيعية
*
أولاً التعاليم التحذيرية:
ممثلة في الأعداء الثلاثة وهم:
-1-
موآب:
التي كانت تشتهر بأراضيها الخضراء ورغد العيش، ولكنها كانت سبب دمار قبل ذلك لنعمي وأسرتها. وفيها نرى العالم بكل ما فيه من شرور وغرور ومباهج تبهر الأنظار. ولا ننسى أيضًـا ما فعله قبل ذلك بالاق ملك موآب حين استأجر بلعام بن بعور ليلعن شعب إسرائيل، قبل أن يصل إلى أرض الموعد. هذا هو العالم الذي يقف بالمرصاد ضد شعب الله.
-2-
بني عمون:
الذي كان يقف أيضـًا بالمرصاد دائمًا لشعب الله :
(قضاة11؛ 2صموئيل10؛ حزقيال25)،
لمحاربتهم أو تعييرهم. وأشهر قصة في تحديهم لشعب الله هي عندما أرسل ناحاش العموني إلى شعب يابيش جلعاد لمحاربتهم وعندما طلبوا منه معاهدة سلام، اشترط أن يكون أول بند من بنود المعاهدة هو :
«بِهذَا أَقْطَعُ لَكُمْ. بِتَقْوِيرِ كُلِّ عَيْنٍ يُمْنَى لَكُمْ وَجَعْلِ ذلِكَ عَارًا عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ»
(1صموئيل11: 1، 2).
وهنا نرى صورة واضحة للشيطان.
-3-
جبل ساعير:
الذي سكنه نسل عيسو الذي هو أدوم، أول شخص اشتهى شهوة الجسد، وباع البكورية بأكلة عدس، والذي حذَّر منه الرسول بولس في رسالة العبرانيين قائلا :
«لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ»
(عبرانيين12: 16).
وهنا نرى صورة رمزية للجسد الفاسد الذي فينا.
وهؤلاء هم أعداء المؤمن الثلاثة:
العالم والشيطان والجسد.
*
فالعالم عبارة عن “مول” تجاري كبير. والشيطان هو صاحب هذا المول التجاري. والجسد هو الزبون الذي يشتري البضاعة المعروضة عليه في هذا المول. ولكن هذا المول التجاري الكبير، مكوَّن من ثلاث طوابق كل طابق فيه نوع من البضاعة.
الطابق الأول:
فيه شهوة الجسد كما هي واردة في رسالة غلاطية :
«وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ:
زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ».
(غلاطية5: 19)
والطابق الثاني:
فيه شهوة العيون وهذا ما ذكره الكتاب في :
«لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقًا، لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ».
(2بطرس2: 14)
والطابق الثالث:
فيه تعظم المعيشة الذي حذر منه الرب قائلاً :
«فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ:
مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ»
(متى6: 31).
فشهوة الجسد تقسّي القلب، وهذا ما حدث مع داود عندما انجذب وانخدع من شهوته وسقط في خطية الزنا والقتل. وأيضـًا كانت شهوة الجسد سبب سقوط شمشمون.
وشهوة العيون تفسد الأذهان وهذا ما حدث مع سليمان الذي قال مرة :
«وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا»
(جامعة2: 10)،
ولكنه في آخر أيامه عبد آلهة غريبة.
وتعظم المعيشة تفسد الضمير وقد كانت سببًا أيضـًا في غواية سليمان ولوط وديماس الذي ترك الخدمة.
*
لكن نأتي الآن إلى التعاليم التشجيعية وهذه التعاليم نجدها في العبارة الموجزة التي قالها الملك التقي يهوشافاط في صلاته متضرعـًا إذ قال :
«نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا»
وهذه العبارة تحمل كَمًّا عظيمـًا من التشجيعات في وسط المخاوف.
فهذا الرجل الذي خارت قواه ونظر إلى الجيوش الغفيرة الزاحفة نحوه، صرخ إلى الرب طالبًا النجدة الإلهية قائلاً :
«لأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا»
(2أخبار20: 12).
وكأن هذا الرجل، عندما خارت قواه، أمسى لا يستطيع حتى التعبير بالكلام؛ فوقف في محضر الله ورفع عينيه إلى السماء صامتًا لا يقوى على الكلام، وكأنه يقول للرب أنت قارئ جيد للغة العيون، وأنت تستطيع قراءة كل المخاوف التي في عيوننا نحن وأطفالنا ونساءنا: يا رب نحوك أعيننا، اقرأ ما بداخلنا، الذي لا نستطيع التعبير عنه بألسنتنا، فأنت فاحص القلوب ومختبر الكلى.
وفي وسط المخاوف نجد الرب يأتي إلينا والأبواب مغلقة مقفلة ويقول لنا قولته المطمئنة
«سَلاَمٌ لَكُمْ!»
(يوحنا20: 19).
طوبانا بهذا الإله العظيم الذي يقرأ لغة عيوننا ويتجاوب مع مخاوفنا. له كل الحمد.
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...

[Mary Naeem]

المؤمن والعالم

المؤمن والعالم
إن كان من الطبيعي أن تسير السفينة فوق المياه، لكنه من الخطر الشديد جدًا أن تتسرب المياه إلى داخل السفينة!!
هكذا هو الحال مع أولاد الله الذين يسيرون وسط هذا العالم، فإنهم يمارسون حياتهم بصورة طبيعية، لكن من الخطر الكبير عندما يتسرب العالم بأفكاره ومبادئه إلى حياتهم. لذلك نصح الرسول يوحنا، الشيخ الوقور، أولاده ألاّ يحبوا العالم.. ويشاركه يعقوب أيضًا التحذير!
نعم إنها واحدة من مبادئ الله:
أن محبة العالم التي هي عداوة لله.
فما أروع أن نحترم مشاعر الله أبونا ومبادئه، وهذه هي عين الفضيلة.
*
ما هو العالم؟
هناك عدّة معاني للعالم في كلمة الله، لكننا نقصد منها واحدة فقط في حديثنا هذا. هذه المعاني هي:
-1-
الكون الذي حولنا:
يقول البشير يوحنا عن المسيح :
«كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ»
(يوحنا1: 10)
ويسمى باليونانية “كوزموس”، لكنه ليس المقصود في حديثنا.
-2-
الناس:
«لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ...»
(يوحنا3: 16).
ولا هو هذا أيضًا المقصود، لأن الله أحب العالم أي البشر الخطاة.
-3-
الأسلوب والنظام المعادي لله:
فيقول أيضًا البشير يوحنا :
«وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ»
(يوحنا1: 10)
وهذا العالم، أو هذا النظام، موضوع في الشرير، ويقال أيضًا عنه :
«الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ»
(غلاطية1: 4).
وأركان هذا العالم هي :
«كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ»
(1يوحنا2: 16).
فالعالم يمجِّد كل ما هو شهواني وعدواني، أفكاره ومبادئه تدور حول كل ما هو مضاد لله ومبادئه. لقد رفع هذا النظام شعاره صارخًا في وجه الله لا نريد أن هذا يملك علينا، وترجم العالم هذا الشعار في قتل ربنا يسوع المسيح.
*
ما هو فكر الله ووصاياه من جهة العالم؟
-1-
عندما جاء المسيح إلى أرضنا، أظهر لنا ما هو العالم وأظهر رداءَته. فقال الرب يسوع :
«لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ، وَلكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ».
( يوحنا7:7 )
فهذا النظام الشرير يعادي الله وابن الله.
-2-
أعلن المسيح أيضًا مبدأً آخر، أن من يؤمن به ليس من هذا العالم :
«لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ»
(يوحنا17: 16)،
ولذلك يبغضنا العالم.
-3-
هذا العالم غارق في أحضان الشيطان:
«نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّير»
(1يوحنا5: 19)،
بل سمي العالم بأنه :
«الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ».
-4-
والله أرسل ابنه ليموت على الصليب لكي ينقذنا من هذا العالم وفساده :
«الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا»
(غلاطية1: 4).
-5-
العالم في عداوة ضد الله:
أفكاره، رغباته، شخصياته، ومبادئه ضد الله على خط مستقيم؛ لذلك يقول يعقوب :
«أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟
فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ»
(يعقوب4:4).
والخلاصة أحبائي؛
أن مبدأ الله واضح، هو أننا لا نحب هذا المعادي لله!!
لقد عرفنا أن هذا العدو ليس هو الناس، بل مبادئ وأفكار الناس البعيدة عن الله والمعادية لله.. فهل نحترم الله ومبادئه، أم نحتضن هذه الأفكار ونعادي الله؟!
ليحفظنا الرب!
*
ما هي خطورة العالم على أولاد الله؟
العالم – كما أشرنا - النظام والأفكار المضادة لله، هو واحد من ثلاثة أعداء لأولاد الله؛ الجسد والشيطان والعالم. وفي كلمة الله نجد ثلاثة صور أيضًا للعالم، ومخاطره على أولاد الله، ممثَّلة روحيًا وأدبيًا في ثلاثة بلدان وهم؛
مصر وسدوم وبابل.
-1-
إبراهيم ونزوله إلى مصر:
في تكوين12 حدث جوع فقرَّر إبراهيم أن ينزل إلى مصر حيث الرفاهية والغنى في ذلك الوقت. لكن مصر، التي هي روحيًا صورة للعالم الذي يسلب المؤمن أعز ما لديه. في مصر أخذوا ساراي الأميرة لبيت فرعون في مقابل ماذا يا ترى؟!
في مقابل بعض الحمير والغنم!!
هذا هو العالم يأخذ منك الروحيات والبركات الأبدية في مقابل بعض التفاهات الوقتية. فهل نحب هذا العالم الرديء؟!
-2-
لوط واختياره لسدوم:
إختار لوط لنفسه السكنى في سدوم، حيث كانت في عينيه :
«كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ»
(تكوين13: 10).
وهل تمتع بهذه الجنة المزعومة؟!
في الواقع، من الناحية النفسية والروحية :
«كان يُعَذِّبُ يَوْمًا فَيَوْمًا نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ الأَثِيمَةِ»
(2بطرس2: 8).
ومن الناحية المادية والممتلكات الأرضية، خسر كل شيء وخرج منها صفر اليدين، فلقد أحرق الرب سدوم وعمورة بنار وكبريت. أحبائي العالم سيمضي وشهوته، أنه لا يشبع القلب ولن يدوم :
«لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ»
(1كورنثوس7: 31).
-3-
الفتية الثلاثة في بابل:
كشَّر العالم الوثني والمعادي لله – بابل - عن أنيابه ضد الفتية الثلاثة، فسباهم مُجبرين من أورشليم إلى بابل. وهناك غيّر أسمائهم وفرض عليهم القوانين التعسفية وأراداهم أن يذعنوا لعبادته الوثنية. إن بابل هي صوره للعالم بتدينه وإرهابه!!
لكنهم غلبوا هذا العالم بثقتهم في إلههم متممّين كلام الكتاب :
«وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا»
(1يوحنا5: 4).
فلقد وثقوا في الله الحي الحقيقي، واحترموا مبادئه ووصاياه، والنتيجة أن الرب أكرمهم جدًا حسب قوله :
«فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُون»
(1صموئيل2: 30).
*
أخوتي الأحباء..
أصلي للرب أن يعطني وإياكم إحترامًا وتقديرًا لمبادئ الله، فلا نُحزن قلب الله أبينا، عندما نصادق هذا العالم وندوس على وصيته لنا!
لقد منحنا الله الآب كل الإمكانيات لنغلب بها هذا هذا العالم :
«كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى... هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَة»
(2بطرس1: 3-4)،
وبذلك يمكننا أن نكرمه متمّمين كلماته لنا :
«لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ».
وما أعظم وعود الرب لهؤلاء الغالبين، واحد منها :
«عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ»
(رؤيا3: 4).
فهل أنا وأنت واحد من هؤلاء؟
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...

[Mary Naeem]

هــل إنقســم المسيح ؟

إمتدح الرب إعلان إيمان بطرس واعتبره صخرة منيعة متينه لتاسيس كنيسته
ووعد ان ابواب الجحيم لن تقوى عليها ..بمعنى ان قوات وحراسات واستعدادات عدو الخير لن تحول ابداً دون جهود الكنيسة فى صيد و إقتناص كل النفوس التى يأسرها إبليس لسطوته وشروره مادامت هذه النفوس تتحرك بالاستجابة لنداءات الروح القدس وتستجيب لبر الرب يسوع المصلوب القائم المحيي.
وأكاد أتجاسر بإضافة عبارة [ولا أبواب السماء تقوى على صلاوات الكنيسة وتوسلاتها التضرعية إذا ما اقترنت ببر التوبة وبقوة اليقين المملؤء بالحب والطاعة للمسيح المصلوب - فحتى اعتاب السماء تفتح مصاريع أرتاجها لتدخل صلاوات الانقياء التائبين فتبلغ أوج العنان لمحضر اله الخليقة كلها ]...

وهكذا تأسست الكنيسة العظيمة.عظيمة فى قداستها وعظيمة فى إيمانها وعظيمة فى تقواها ..وصمدت امام الاضطهادات الدامية التى تقشعر لهولها الابدان
وصمدت امام البدع والهرطقات التى ربما الان نتعجب من غرابتها ومدى انجراف اصحابها عن استقامة الايمان الذى وصل الينا على اشلاء ودماء شهداء ومعترفين

ووصل الينا محمولا على دموع وعرق نساك عابدين خاشعين
ووصل الينا محمولا على اتعاب واسهار وجهود معلمين ودكاترة فى العلوم اللاهوتية

على ان هذا ليس كل شئ
ففي الكنيسة تبرز المواهب والنجومية الشخصية المميزة لاقطابها الذين قصد الرب ان يكونوا مميزيين كلٍ على حدى بالخصوصية قادرين على اتقان التفرد و التخصص ..

[1كورنثوس 12 ][4. فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ.
5. وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ.
6. وَأَنْوَاعُ أَعْمَالٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.
7. وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ.
8. فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلِآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ.
9. وَلِآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ.
10. وَلِآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ وَلِآخَرَ نُبُوَّةٌ وَلِآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلِآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلِآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ.
11. وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ.
12. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً.
13. لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً.
14. فَإِنَّ الْجَسَدَ أَيْضاً لَيْسَ عُضْواً وَاحِداً بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ.
15. إِنْ قَالَتِ الرِّجْلُ: «لأَنِّي لَسْتُ يَداً لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ». أَفَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مِنَ الْجَسَدِ؟
16. وَإِنْ قَالَتِ الأُذُنُ: «لأَنِّي لَسْتُ عَيْناً لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ». أَفَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مِنَ الْجَسَدِ؟
17. لَوْ كَانَ كُلُّ الْجَسَدِ عَيْناً فَأَيْنَ السَّمْعُ؟ لَوْ كَانَ الْكُلُّ سَمْعاً فَأَيْنَ الشَّمُّ؟
18. وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ كَمَا أَرَادَ.
19. وَلَكِنْ لَوْ كَانَ جَمِيعُهَا عُضْواً وَاحِداً أَيْنَ الْجَسَدُ؟
20. فَالآنَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.
21. لاَ تَقْدِرُ الْعَيْنُ أَنْ تَقُولَ لِلْيَدِ: «لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكِ». أَوِ الرَّأْسُ أَيْضاً لِلرِّجْلَيْنِ: «لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكُمَا».
22. بَلْ بِالأَوْلَى أَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي تَظْهَرُ أَضْعَفَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ.
23. وَأَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَةً أَفْضَلَ. وَالأَعْضَاءُ الْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ.
24. وَأَمَّا الْجَمِيلَةُ فِينَا فَلَيْسَ لَهَا احْتِيَاجٌ. لَكِنَّ اللهَ مَزَجَ الْجَسَدَ مُعْطِياً النَّاقِصَ كَرَامَةً أَفْضَلَ
25. لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ.
26. فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.
27. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَاداً.
28. فَوَضَعَ اللهُ أُنَاساً فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً ثَانِياً أَنْبِيَاءَ ثَالِثاً مُعَلِّمِينَ ثُمَّ قُوَّاتٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ أَعْوَاناً تَدَابِيرَ وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.
29. أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟
30. أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟]


تظهر فى الكنيسة قطبية [أحد الاباء البطاركة :"رئيس اساقفة" ] كما تظهر قطبية أحد الاباء الذين اختار لهم الله نمط حياة التوحد للتفرغ للبحث والتأليف [أرشمندريت ] ويتميز القطبان كما اراد الله لهما التباين والتنوع الذى يبنى و يثري ذات الكنيسة الواحدة لمجد ذات الرب الواحد

لكن من المرار ان نجد فريقاً من الاحداث يتحزب لاحد القطبين ناعتا الاخر بما ليس فيه
مخالفين مفهــــوم الاقتباس الضخم المطوّل الذى اقتبسناه من الاصحاح12 من الرسالة الاولى الى كورنثوس

يبقي سؤل معلمنا القديس بولس [ كورنثوس الأولى الأصحاح 1 العدد 13 هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صلب لأجلكم أم باسم بولس اعتمدتم؟]

متى يتصالح الفريقان ؟؟
ومن يصالحهما ؟؟
من يوقف الانقسام الجارح لجسد المسيح
متى يسمع الفريقان
[متى23][8. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ.
9. وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
10. وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.
11. وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِماً لَكُمْ.
12. فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.]


إلى متى يظل الشقاق موجوداً ..؟وإلى أين يسير بنا ؟؟
وما المصلحة من ذلك ؟؟
اما من طريقة للفوز بالحسنين ؟؟؟
اما من طريقة للتوفيق فى اكتساب معارف هذا ومعارف هذا
متى نستفيد من علم العالم العليم ولا نصل لمرحلة التحزب له او ضده
متى نتخلص من عبادة الاشخاص وتبعيتهم
وهما الاثنان الان بين يدى الملك الديان العادل ...

من يضمد جراح المسيح
ويكمل فى جسده هو شدائد والام جراح المسيح ..

.

[Mary Naeem]

«اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ»

متى 7:7

الله يريدنا ان نسعى لبركاته.

لأنه يتوق ان يباركنا

ويجعلنا نعرف ان الهبات

التي في حياتنا تأتي منه.

لذا فلنسعى لوجوده، ونعمته، وبركاته.

[Mary Naeem]

انتقام الله لدماء شهداء الاقباط

انتقام الله لدماء شهداء الاقباط
+ لاشك ان فى كتير مننا فى هذه الايام الصعبة التى نمر بيها من احداث استشهاد لكثير من المسيحيين فى مصر وخصوصاً فى هذه الايام الاخيرة كثرت هذه الاحداث
+ ووسط كل هذا منشغلين بانتقام الله لدماء الشهداء , وبنقول كيف ومتى سينتقم لنا الله , ولدماء شهداءه , وبنصلى وبنطلب من الله فى صلواتنا ان يُعجل الله بالقصاص والانتقام لدماء الشهداء وكمان بنطلب من الشهداء ان يطلبوا من الله ان ينتقم لهم ولنا من هؤلاء المعتديين والارهابيين
+ وبينما نحن فى وسط هذه الافكار والانشغالات فى متى وكيف سينتقم الله لدماء الشهداء,
+ واذا بالشهداء الاطهار فى العالم الاخر منشغلون بشئ اخر جدا وهو رحلة التعارف الذى بدأوا فيها فالملائكة تأخذهم فى رحلة تعرفهم بالأنبياء والرسل والقديسين واصدقائهم الشهداء وكمان يتعرفون على الملائكة ويمتعون بالحديث والتعرف على امنا كلنا العذراء مريم ويعرفونهم مكانتهم العالية التى سيأخذونها فى الملكوت
+ ومنشغلون بتعلم ترنيمة جديدة او تسبحة جديدة يقدمونها للفادى والمخلص الذى فداهم وهم قدموا له دمائهم ذبيحة حب لهم
+ هم منشغلون بالعشرة والتسبيح الدائم لرب المجد ولا يريدون ان ينشغلوا بشئ اخر سوى التمتع بحبيبهم وفاديهم ومخلصهم الرب يسوع
+ ووسط هذا التسبيح ارى طفلة صغيرة جدا قد استشهدت مع ابيها فى الاحداث الاخيرة واذا بالبنت تذهب الى ابيها وتقول له بابا..بابا ... فيرد عليها مالك يا بنتى ... قالت له سامع الناس اللى على الارض بيطلبوا مننا نكلم بابا يسوع علشان ينتقدم لدمائنا وليهم
فيرد الاب ويقول لابنته احنا هنسيب حياة التسبيح والتمجيد والتمتع بالله وهننشغل بالانتقام , احنا هنا بنصلى من اجل خلاص الجميع , يلا بينا يا بنتى نكمل التسبحة والترنيمة ونركز فى شئ واحد بس هو الرب يسوع
+ ياريت كلنا بدلاً من ان ننشغل بقصاص وانتقام الله للشهداء ننشغل بالله والتمتع به ونقول له
"من لي في السماء ؟ ومعك لا أريد شيئا في الأرض"

[Mary Naeem]

مفهوم الامتلاء بالروح القدس

X سكنى الروح القدس : أن الروح القدس ساكن فينا منذ أخذنا نعمة المعمودية وسر الميرون المقدس وأصبحنا هيكل الله وروح الله ساكن فينا " أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (1كو19:6)، "الروح القدس الساكن فينا"(2تى14:1) والمطلوب منا أن نعطى الروح القدس الساكن فينا فرصة ليعمل فينا وبنا.وذلك بممارسة وسائط النعمة والخلاص، ونزيل من أمامه العوائق كالخطايا والأخطاء حتى نسلك بالروح القدس فى كل حياتنا "اسلكوا بالروحفلا تكملوا شهوة الجسد "(غلا5: 16)
Xامتلاء دائم بالروح القدس : توصينا كلمة الله"املئوا بالروح"(أف5 :18) وهى فى الأصل اليوناني (لغة العهد الجديد) فى صيغة الفعل المستمر فتكون "كونوا دائما مملوئين بالروح" أو"دعوا الروح يملأكم دائماً" والروح القدس يريد أن يملأنا ، وهو الذى يقوم بعملية ملئه لحياتنا ، فهو الفاعل فى حياة الملء وهو مصدر القوة فى حياتنا الروحية .

[Mary Naeem]

معنى الامتلاء بالروح القدس

معناه أن يصير الروح القدس مالئاً كل كيان الإنسان وأن يصير عمل الروح القدس شاغلاً كل فراغ الروح والقلب حتى الجسد يتروحَن فالإحساسات والمشاعر والعواطف والوجدان والأهداف والممارسات تتروحَن أي تشحن بقوة روحية ""لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" (أف18:5) والآباء الرسل حينما امتلئوا بالروح القدس في يوم الخمسين أعطاهم قوة للخدمة والشهادة والقداسة.

[Mary Naeem]

المسيح مثلنا الأعلى فى الامتلاء بالروح

X امتلاءه الدائم بالروح القدس : مكتوب عنه أنه " كان ينمو ويتقوى بالروح ، ممتلئاً حكمة ، وكانت حكمة الله عليه" (لو40:2) ولما حل عليه الروح القدس في نهر الأردن "رجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس " (لو1:4)
X وعدة بحلول الروح القدس: وقال الرب لتلاميذه "ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض" (أع8:1)
X ارساله الروح : وصعد لكى يرسل لنا الروح القدس "روح القوة " وتحقق ذلك يوم الخمسين ." امتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة.. وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم"(أع4: 30، 33)

[Mary Naeem]

الصلاة والامتلاء بالروح القدس

تعلمنا الكنيسة أن نطلب حلول الروح القدس بالصلاة والتوسل وذلك فى صلاة الساعة الثالثة (التاسعة صباحا) وفى صلاة نصف الليل، فى صيغة صلاة موجهه للروح القدس نفسه "أيها الملك السماوي المعزى روح الحق والكائن فى كل مكان والمالئ الكل كنز الصالحات ومعطى الحياة هلم وتفضل وحل فينا (أملأنا) وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا." ولأن الروح القدس ساكن فينا منذ المعمودية فأن المقصود "حل فينا" أي أملأنا لان سكنى الروح مرة واحدة ، أما الامتلاء بالروح فهو متكرر ومستمر، لأن الرسل كثيرا كانوا يمتلئوا بالروح القدس. كذلك الروح القدس يملأنا بكلمات الصلاة والتسبيح ويعلمنا كيف نصلى " الروح أيضا يعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي"(رو8: 26) قال القديس مقاريوس "الروح القدس يلهم القديسين والأشخاص الموشحين به(المملوءين به) التسبيح والترتيل والصلاة بنقاوة قلب"

[Mary Naeem]

خطوات الامتلاء بالروح القدس

الرغبة :الرغبة فى الامتلاء يجب أن تستحوذ على كيان الإنسان كله وان يكون الهدف والدافع هو مجد الله لهذه الشهوة المقدسة . وهذه الشهوة استحوذت على رجال الله القديسين ومست جمرة "الروح الناري" شفاههم ، وصاروا علامات مضيئة فى طريق مجد الله عبر التاريخ من عصر الرسل وآباء الكنيسة وحتى الآن.قال القديس يوحنا ذهبى الفم " أيه شعلة يلهبها الروح فى داخلنا يمكننا إن أردنا أن نوهجها أكثر فأكثر وان لم نرد نفقدها(بتراخينا وعدم تجاوبنا معه)"!
- الطلب : الصلاة بثبات كامل للامتلاء بالروح لأن الإنسان المتذبذب والمتردد لا يمكن أن يأخذ شيئا . والمثابرة مهمة جدا فى نوال الإنسان الامتلاء من الروح القدس لكى يعمل من اجل مجد الله لأن""الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه"(لو11: 13) قال القديس مقاريوس "إن أراد احد أن يمتلئ من الروح القدس.. يجب عليه أن يبتدئ أولا بالأيمان بالرب وأيضا فلنغصب نفوسنا ونتوسل الى الله ونلتمس بالإيمان وبلا انقطاع وبانتظار وثبات أن يرسل روحه الى قلوبنا حتى نصلى ونسجد بالروح والحق والروح ذاته يصلى فينا."!
3- التسليم : إن التسليم لقيادة الروح القدس ضروري للامتلاء ، ولكي نمتلئ لابد أن نترك ارتباطات هذا العالم وهمومه ونسير بشوق ورغبة خلف الروح القدس الذى يريد أن يملئنا. قد يظن البعض إن حياة الامتلاء يعطى للإنسان راحة وطمأنينة أكثر هذا صحيح ، ولكن ليس هدفا . فان التلاميذ وسط الأفراح توجد حروب واضطهاد من الخارج حتى تصل للاستشهاد .!