منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 01 - 2025, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 182781 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فلتسيروا نحو السماء إن أردتم ألا تجاوبوا باطلًا عندما يقال لكم:
إرفعوا قلوبكم... إرفعو أفكاركم، إرفعوا حبكم ورجاءكم،
حتى لا تفسد هذه الأشياء على الأرض... فإنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضًا (مت 6: 21).
ويتحدث القديس أغسطينوس أيضًا عن جاذبية هذا الدهن الطيب، قائلًا:
[لنحول حواسنا عن رائحتنا الكريهة ونتوجه إليه، فنتنسم أنفاسنا قليلًا!]
 
قديم 03 - 01 - 2025, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 182782 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الاسم المهرق:

على الصليب أهرق هذا الدهن الطيب، ودخل به القبر حتى يتنسم الأموات رائحة الطيب عوض الفساد الذي لحق بهم، وبقيامته قدم للعالم هذا الدهن المهرق الطيب.
يقول القديس أمبروسيوس: [بإن هذا هو ما يختبره المؤمن حيث يدفن مع المسيح في المعمودية ويقوم فيشتم رائحة ثياب الرب، ويتنسم اسمه المهرق على الصليب، وينهل من رائحة القيامة].
والعجيب أن هذا الاسم الطيب إذ أهرق على الصليب فاحت رائحته في العالم كله، فلم يعد اسم الله معروفًا بين اليهود وحدهم كما كان قبلًا بل تعرف عليه أمم وأجناس العالم.
في هذا يقول القديس أمبروسيوس: [كان الله معروفًا في يهوذا واسمه عظيمًا في إسرائيل (مز 26: 1)، أما وقد ارتفع على الصليب فصار اسمه عجيبًا في الأرض كلها].
بمعنى آخر على الصليب تعرفت البشرية على اسمه، أنه "يسوع" مخلص البشر، وإنه عمانوئيل (الله معنا). إذ خلال الصليب أدركنا خلاصه وتفهمنا؟ معينة معنا بمصالحنا مع الله، لهذا نُناجيه قائلين: "اسمك دهن مهراق".
 
قديم 03 - 01 - 2025, 12:45 PM   رقم المشاركة : ( 182783 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أمبروسيوس



[بإن هذا هو ما يختبره المؤمن حيث يدفن مع المسيح في المعمودية
ويقوم فيشتم رائحة ثياب الرب، ويتنسم اسمه المهرق على الصليب،
وينهل من رائحة القيامة].
والعجيب أن هذا الاسم الطيب إذ أهرق على الصليب فاحت رائحته
في العالم كله، فلم يعد اسم الله معروفًا بين اليهود
وحدهم كما كان قبلًا بل تعرف عليه أمم وأجناس العالم.
 
قديم 03 - 01 - 2025, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 182784 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يقول القديس أمبروسيوس



[كان الله معروفًا في يهوذا واسمه عظيمًا في إسرائيل (مز 26: 1)، أما وقد ارتفع على الصليب فصار اسمه عجيبًا في الأرض كلها].
بمعنى آخر على الصليب تعرفت البشرية على اسمه، أنه "يسوع" مخلص البشر، وإنه عمانوئيل (الله معنا). إذ خلال الصليب أدركنا خلاصه وتفهمنا؟ معينة معنا بمصالحنا مع الله، لهذا نُناجيه قائلين: "اسمك دهن مهراق".
 
قديم 03 - 01 - 2025, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 182785 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




حب العذارى له:

إذ اشتمت البشرية رائحة اسمه المهرق انجذبت إليه بقلوب عذراوية لا تُريد أن تنشغل بآخر غيره، وانسابت أفكارها نحوه في عذراوية لا تُريد أن تفكر في اهتمامات الحياة أو إغراءاتها، وانطلقت أحاسيسها وعواطفها وكل طاقاتها الداخلية نحوه... قائلة: "لِذَلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى" [3].
هذه الجاذبية التي خلقها الصليب في أعماقنا الداخلية حتى خرج كل ما في داخلنا كعذارى نطلب العريس وحده تولد فينا جاذبية، فلا نجري إليه وحدنا، بل ونجتذب معنا كثيرين يجرون إليه بفرح، لهذا تُناجيه النفس البشرية قائلة:
"اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ،
أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ،
نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ،
نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ.
بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ..." [4].
تقول: "إجذبني (أنا) فنجري (نحن) إليك،
أدخل (أنا) إلى حجالك، فنبتهج (نحن) ونفرح (نحن) بك ...".
هذا هو سرّ الصليب وفاعليته، إنه يحمل قوة الشهادة والجاذبية، وسرّ البهجة والفرح!
إذ تتمتع نفسي بك، وتكون أنت في داخلي خلال الصليب، وأصير أنا فيك، يتعرف الناس عليك خلالي ويطلبونك، حينئذ تمتلئ قلوبنا بهجة وفرحًا حتى السمائيون يفرحون أيضًا معنا!
أنجذب زكا العشار وراء السيد المسيح، فجمع الخطاة والعشارين ليلتقوا بالرب ويفرحوا به، وإذ جلست المرأة السامرية معه نادت أهل المدينة ليجالسوه وينعموا بحديثه الفعال.
هذا هو سرّ الكنيسة... قوة الصليب الجذابة، أما أن نسيت الكنيسة هذا الصليب واهتمت بطرق العالم فأنها لا تقدر أن تسابق العالم فيما يخصه، لكنها تغلبه بالحب خلال الصليب العامل في حياة أولادها.
بالصليب وحده تنجذب النفوس إلى الكنيسة خلال التوبة، أما وسائل العالم المغرية فتحطم صورة الكنيسة حتى في عيني العالم نفسه.
 
قديم 03 - 01 - 2025, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 182786 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الحجال الإلهي:

"أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ" [4].
طلبت النفس يد العريس السماوي قائلة: "اجذبني" لكي يسندها ويمسك بها ويدخل بها إلى حجاله الروحي في أبهج لقاء.
يرى العلامة أوريجانوس النفس وهي في حالة انجذاب ودخول إلى حجال الرب صورة للمؤمنين الروحيين الذين انطلقت أذهانهم من التفسير الحرفي لكلمة الله ودخلت بقوة الروح القدس إلى أسرار الكلمة أو التفسير الروحي العميق، تدخل إلى العريس نفسه وتكشف أسرار ملكوته، هذا هو الحجال الإلهي... الذي هو تفسير الكلمة روحيًا، المشبع للنفس لا في هذه الحياة فحسب بل وفي الأبدية أيضًا، أو كما يرى العلامة أوريجانوس هو طعام النفس السماوي.
ويرى بعض الآباء أن "الحجال الإلهي"، هو "سرّ المعمودية". ففي جرن المعمودية يلتقي المؤمن بالسيد المسيح عريسًا له. يلبس الإنسان الجديد، وينعم بالملكوت الإلهي. تلبس النفس مسيحها كثوب أبيض للعرس الأبدي، تلبسه كبرّ لها لسرّ قداستها، يتجمل به، وتحيا به إلى الأبد. في هذا يقول الرسول بولس: "قد لبستم المسيح" (غلا 3: 27).
 
قديم 03 - 01 - 2025, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 182787 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بين السواد والجمال:

إذ تلبس النفس مسيحها برًا لها وتقديسًا لحياتها تُقارن ماضيها بحاضرها، فتخاطب بنات أورشليم هكذا: "أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، كَخِيَامِ قِيدَارَ كَشُقَقِ سُلَيْمَانَ" [5]. إنها تعترف بضعفها الذاتي لكنها تُعلن عن جمالها الذي اقتنته خلال اتحادها بالمسيح يسوع ربها، قائلة: "أنا سوداء كخيام قيدار" التي بلا جمال، لكنني في نفس الوقت جميلة كستائر سليمان (أو كما جاء في الترجمة اللاتينية كستائر سلما).
يرى القديس أغسطينوس النفس البشرية قبل اتحادها بالسيد كقطعة الفحم السوداء، لكنها متى اتحدت به التهبت بناره المقدسة يزول سوادها وتصير جمر نار حارة في الروح، مملوءة جمالًا.
وقد قدم القديس أغسطينوس شاول الطرسوسي مثالًا، إذ يقول: [كان الرسول قبلًا مجدفًا ومضطهدًا وضارًا، كان فحمًا أسود غير متقد، لكنه إذ نال رحمة ألتهب بنار من السماء. صوت المسيح ألهبه نارًا وأزال كل سواد فيه، صار ملتهبًا بحرارة الروح، حتى ألهب آخرين بذات النار الملتهبة فيه].
ويرى القديس أمبروسيوس في هذه العبارة صورة لحالة الكنيسة التي تمتعت بالجمال الروحي، وبالإيمان تكملت في جرن المعمودية بنعمة الله، إذ يقول: [إذ لبست تلك الثياب خلال جرن المعمودية تقول في نشيد الأناشيد: أنا سوداء وجميلة (كاملة) يا بنات أورشليم. إنيّ سوداء خلال الضعف البشري، كاملة خلال سرّ الإيمان!].
كما يقول أيضًا: [الكنيسة سوداء بخطاياها، كاملة بالنعمة. إنها سوداء بالطبع البشري، كاملة بالخلاص... سوداء بأتربة الجهاد، كاملة عندما تتكلل بحلي النصرة!].
وتعتبر هذه العبارة في الحقيقة دواءً للمؤمن، متى شعر ببرّه الذاتي وحورب بالكبرياء يصرخ في أعماقه: "أنا سوداء"، وإن تثقلت نفسه بالضعف وحورب بصغر النفس أو اليأس يردد بقوة "أنا جميلة". وكأن الشعورين "بالسواد والجمال" ليسا متناقضين، بل يكمل أحدهما الآخر. شعور يسند في لحظات والآخر يسند في لحظات أخرى. الشعوران يؤديان إلى حالة توازن داخل النفس: الشعور بالضعف الذاتي مع إدراك لقوة عمل النعمة الإلهية.
وللعلامة أوريجانوس تفسير جميل لهذه العبارة... إذ يقول:
[الكنيسة هنا توجه خطابها -لا إلى العريس، ولا إلى العذارى الساعيات في الطريق- بل إلى بنات أورشليم، اللواتي اتهمن الكنيسة العروس بالقبح وشهرن بسوادها، فتُجيب الكنيسة على هذا الاتهام بحديث تؤكد به صدق الاتهام، لأنها فعلًا سوداء، وهكذا تبدو وكما حكمت عليها بنات أورشليم. ولكن ليت بنات أورشليم يدركن جمال الداخل الذي للكنيسة، إذ بينما هي سوداء فهي جميلة.
إنها وأن كانت في سواد وقبح قيدار إلاَّ أنها في جمال شقق -أي ستائر- بيت الملك سليمان.
إن الكنيسة صاحبة هذا الحديث هي كنيسة جماهير الأمم... وبماذا يمكن لكنيسة الأمم أن تتفاخر أمام بنات أورشليم الأرضية، أي اليهود؟ الذين صبوا جام غضبهم على الكنيسة وعريسها، وكالوا للكنيسة كل احتقار وازدراء، ونسبوا إليها دناءة الأصل وخسته، لأنه لا يجري في عروق أعضائها وأبنائها دم النسب إلى إبراهيم وإسحق ويعقوب... هذا هو الذنب العظيم في نظر اليهود، إن كنيسة الأمم ليست من سلالة الآباء. وتعترف الكنيسة بهذا، وتردد نفس الاتهام الذي تعيرت به من بنات أورشليم "أنا سوداء"، وهذا السواد ليس فقط للحرمان من نسب الآباء، وإنما أيضًا للحرمان من تعليم الآباء والأنبياء.
هؤلاء الذين رفضهم الناموس وطردوا من خيمة إسحق، خلع عليهم الإنجيل جمال شقق وستائر بيت الملك سليمان... وما هي ستائر بيت ملك السلام إلاَّ ستائر خيمة الاجتماع حيث يسكن الله مع شعبه... الخيمة التي غطتها من الخارج جلود الماعز غير الجميلة... واحتوت من الداخل روعة الستائر، فضلا عن مجد الله فيها... وستائر الخيمة هي... من خارج شعر الماعز وجلود الكباش المحمرة وجلود التخس، أما من داخل فالستائر من أسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص].
عرض العلامة أوريجانوس بعض أحداث العهد القديم وعباراته التي أنبأت بدعوة جماعة الأمم السوداء ودخولها إلى الاتحاد مع المسيح كعروس جميلة ومقدسة له، ألا وهي:
1. زواج موسى النبي بالمرأة الكوشية (سوداء البشرة)، الأمر الذي أثار أخته فتكلمت ضده وشهرت به (عد 12)، لهذا ضُربت بالبرص وأُخرجت خارج المحلة. حمل هذا العمل صورة رمزية لاتحاد السيد المسيح بكنيسة الأمم الأمر الذي أثار اليهود حتى رفضوا الإيمان به، وصاروا يعيرون الأمم بماضيهم الشرير.
يتحدث العلامة أوريجانوس على لسان كنيسة الأمم إذ تخاطب اليهود، قائلًا: [حقًا إنيّ أعجب يا بنات أورشليم أنكن توبخنني على سواد بشرتي. هل نسيتن ما ورد في ناموسكن وما عنته مريم حين تحدثت ضد موسى لأنه اتخذ لنفسه امرأة كوشية سوداء؟! ولا تعرفن أن هذا الرمز قد تحقق فيَّ بحق؟! أنا هي الكوشية! حقًا أنيّ سوداء بسبب رداءة أصلي، لكنني جميلة بالتوبة والإيمان. لقد اتخذت لنفسي ابن الله. لقد قبلت "الكلمة الذي صار جسدًا" (يو 1: 14)، لقد أتيت إلى ذاك الذي هو "صورة الله، بكر كل خليقة" (كو 15: 1)، "الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره" (عب 1: 3)، فصرت جميلة! ماذا تفعلن؟ أتوبخن من تركت خطيتها. الأمر الذي يمنعه الناموس؟! أتطلبن مجد الناموس وأنتن تنتهكن إياه؟!].


2. قصة ملكة سبأ التي جاءت تسمع حكمة سليمان (1 مل 10) التي حملت رمزًا لكنيسة الأمم، إذ جاءت تسمع حكمة سليمان (1 مل 10) التي وقد أشار السيد نفسه إليها، موبخًا اليهود، قائلًا: "ملكة التَّيْمَن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان، وهوذا أعظم من سليمان ههنا" (مت 12: 42).
جاءت ملكة سبأ وتكلمت معه بكل ما في قلبها (1 مل 10: 2) وامتحنته بأسئلة وألغاز ظنت أنها بلا إجابة، لكن سليمان الحقيقي حلّ كل مشاكلها، وأعلن لها معرفة الله الحقيقي، وأوضح لها خلود النفس والدينونة الأخيرة... الأمور التي لم يستطع الفلاسفة أن يوضحوها للأمم بحق.
جاءت الملكة إلى "أورشليم" التي تعني "رؤية السلام"(37)، والسيد المسيح في أسبوع آلامه أعلن للكنيسة إمكانياته، قائلًا: "سلامي أنا أعطيكم".
حين رأت الملكة ما لسليمان "لم يبق فيها روح بعد" (1 مل 10: 5)، والكنيسة إذ تكتشف أسرار مسيحها المتألم تذوب حبًا، ولا تطيق بعد إلاَّ أن تنطلق وتكون معه.
لقد قدمت للملك سليمان مئة وعشرين وزنة ذهب (1 مل 10: 10)، وهو ذات الرقم الذي سمح به الرب في أيام نوح لعمر الإنسان (تك 6: 3)، وهو عمر موسى النبي (تث 34: 7)، وكأن كنيسة الأمم أرادت أن تُقدم كل عمرها كوزنات ذهبية، أي تحمل الطبيعة السماوية.
قدمت أيضًا أطيابًا كثيرة (1 مل 10: 10) وهي تقدمة الحب التي يتقبلها السيد المسيح من الخطاة التائبين.
3. جاء في سفر المزامير: "يأتي شرفاء من مصر. كوش تبسط يديها إلى الله. يا ممالك الأرض غنوا لله، رنموا للسيد" (مز 68 (67): 31، 32). هكذا تبسط كنيسة الأمم السوداء (كوش) يديها لله فتصير جميلة، ومن خلالها ينطلق لسان كل ممالك الأرض بالتسبيح له.
4. ورد في صفنيا: "فانتظروني يقول الرب... لأنيّ أحول الشعوب إلى شفة نقية، ليدعوا كلهم باسم الرب، ليعبدوه بكتف واحدة... من عبر أنهار كوش المتضرعون إليّ، متبددي يقدمون تقدمتي" (نش 3: 8-10). هكذا تتحول الشعوب الوثنية إلى شفاة تسبيح نقية، وتعبر أنهار كوش أي تترك سوادها وظلمتها خلال تعبدها لله وتقديم ذبيحة المسيح.
5. إذ أنقذ ملك الكوشي إرميا واخرجه بحبال من الجب (إر 38: 7-13) صارت كلمة الرب إلى إرميا: اذهب وكلم عبد ملك الكوشي قائلًا: هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: هأنذا جالب كلامي على هذه المدينة للشر... ولكنني أنقذك في ذلك اليوم يقول الرب فلا تُسلم ليد الناس الذين أنت خائف منهم، بل إنما أُنجيك نجاة فلا تسقط بالسيف بل تكون لك نفسك غنيمة لأنك قد توكلت عليّ يقول الرب" (إر 39: 15-18). هكذا كان هذا الرجل الكوشي رمزًا لكنيسة الأمم السوداء التي اتكلت على الله فخلصها.
ختم العلامة أوريجانوس مقارنته هذه بقوله: [توجد عبارات كثيرة -كما ترون- تشهد لهذه السوداء والجميلة تتصرف حسنًا مع بنات أورشليم، وتؤكد بثقة: حقًا أنيّ قاتمة (سوداء) كخيام قيدار، لكنني جميلة كستائر سليمان].
وللعلامة ملاحظة أخرى: [مع أن المتحدث يبدو أنه شخصية واحدة، لكنه تُشبه نفسها بالخيام والستائر بصيغة الجمع، لهذا يلزمنا أن نعرف أن المتحدث هنا جماعة من الكنائس بلا حصر منتشرة في العالم وتجمعات من الشعوب، وذلك كما قيل عن ملكوت الله أنه واحد ومع ذلك يذكر وجود منازل كثيرة في بيت الآب (يو 14: 2)].
 
قديم 03 - 01 - 2025, 12:50 PM   رقم المشاركة : ( 182788 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أغسطينوس



النفس البشرية قبل اتحادها بالسيد كقطعة الفحم السوداء،
لكنها متى اتحدت به التهبت بناره المقدسة يزول سوادها
وتصير جمر نار حارة في الروح، مملوءة جمالًا.
 
قديم 03 - 01 - 2025, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 182789 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أغسطينوس عن شاول إذ يقول:


[كان الرسول قبلًا مجدفًا ومضطهدًا وضارًا،
كان فحمًا أسود غير متقد، لكنه إذ نال رحمة ألتهب بنار من السماء.
صوت المسيح ألهبه نارًا وأزال كل سواد فيه، صار ملتهبًا بحرارة
الروح، حتى ألهب آخرين بذات النار الملتهبة فيه].
 
قديم 03 - 01 - 2025, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 182790 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أمبروسيوس


أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ
في هذه العبارة صورة لحالة الكنيسة التي تمتعت بالجمال الروحي، وبالإيمان تكملت في جرن المعمودية بنعمة الله، إذ يقول: [إذ لبست تلك الثياب خلال جرن المعمودية تقول في نشيد الأناشيد: أنا سوداء وجميلة (كاملة) يا بنات أورشليم. إنيّ سوداء خلال الضعف البشري، كاملة خلال سرّ الإيمان!].
كما يقول أيضًا: [الكنيسة سوداء بخطاياها، كاملة بالنعمة. إنها سوداء بالطبع البشري، كاملة بالخلاص... سوداء بأتربة الجهاد، كاملة عندما تتكلل بحلي النصرة!].
وتعتبر هذه العبارة في الحقيقة دواءً للمؤمن، متى شعر ببرّه الذاتي وحورب بالكبرياء يصرخ في أعماقه: "أنا سوداء"، وإن تثقلت نفسه بالضعف وحورب بصغر النفس أو اليأس يردد بقوة "أنا جميلة".
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025