02 - 01 - 2025, 12:16 PM | رقم المشاركة : ( 182631 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خروج الشعب من مصر قام إبليس بمحاولة أخرى لإحباط خطة الله، وذلك بواسطة أولاد يعقوب، إخوة يوسف. حيث حاولوا أوّلًا قتل أخيهم يوسف، ومن ثم رموه في البئر، وبعدها باعوه إلى مصر، حيث قضى فترة طويلة كعبد وسجين محكوم ظلمًا، فأنقذه الله وجعله ثانيًا لفرعون، وأفشل خطط إبليس، وأحيا شعبه في وسط الجوع الشديد (تكوين 20:50). وبعد نزول نسل يعقوب إلى مصر، تآمر الفرعون الجديد بعد موت يوسف على نسل إسرائيل، وأعطى أوامر للقابلتين بإهلاك كلّ ذكر من العبرانيِّين واستحياء بناتهم. (خروج 16:1) هنا نجد مرة أخرى كيف حاول إبليس إهلاك الذكور في مقاومة واضحة لخطّة الله. ولكن الله أفشل مخطّط إبليس، حيث خافت القابلتان الله ولم تنفّذا أوامر فرعون: وحدث العكس حيث يذكر الكتاب: "فأحسن الله إلى القابلتين، ونما الشعب وكثر جدًا". (خروج 20:1) ثم أنقذ الله الطفل موسى الذي وضعته أمه في سفط ووضعته على حافة النهر، ليكون هو الرجل الذي سوف يقود شعب الربّ، ويخرجهم من مصر. |
||||
02 - 01 - 2025, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 182632 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فشل خطّة هامان الأجاجيّ نجد في سفر أستير محاولة أخرى لإبادة الشعب على يد هامان الأجاجيّ عدوّ اليهود. ونرى كيف وصلت أستير إلى مركز زوجة الملك الفارسي أحشويروش، واستخدمها الله لإفشال مخطّط إبليس، ومنع هامان الأجاجيّ من إبادة شعب الربّ (أستير 15:4). وقد تابع الله خطّته الفدائيّة وأشرف على نجاحها في كلّ مراحلها. فنراه يختار أحد أولاد يسّى، داود، ويستبعد إخوته. وعند قراءة قصّة حياة داود نلاحظ كيف كان إبليس يطارد داود حوالي 15 سنة عن طريق شخص مريض نفسيًّا هو شاول الملك، الذي ترك كلّ شؤون المملكة ولحق بداود من بيت إلى بيت، ومن مغارة إلى أخرى لكي يقتله، ونلاحظ كيف أنقذه الله بطرقٍ معجزيّة من يد شاول ومن يد كلِّ أعدائه (1صموئيل 16:24). وأفشل مخطّطات إبليس في قتل داود الذي سيأتي المسيح من نسله، ومن ثم يجلس على كرسيّه إلى الأبد. |
||||
02 - 01 - 2025, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 182633 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محطّة بيت لحم في متى 16:2 وصلت خطّة الله إلى محطة تاريخيّة حاسمة هي ميلاد النسل الموعود، الذي سيسحق رأس الحيّة، حيث أتمّ الله كلّ وعوده لشعبه في الأنبياء وأرسل ابنه مولودًا في بيت لحم. فكان ردّ إبليس هو محاولة قتل الطفل يسوع ومنع تحقيق خطّة الله. وقد أفشل الله خطّة إبليس وأنقذ يسوع بالهروب إلى مصر. فقام هيرودس بالانتقام من أطفال بيت لحم الأبرياء لكي يقضي على كلِّ ملكٍ مُحتمل يهدّد عرشه. يخبرنا البشيرون الأربعة بأن إبليس لم يكفّ عن محاولاته في تجربة يسوع وثنيِه عن إتمام مشيئة الله، وعند صلبِ يسوع، ظنّ إبليس أنه نجح في إفشال خطّة الله بموت يسوع، لكنّه لم يتوقّع أن يكون موت المسيح هو الضربة القاضية التي تسحق رأسه. يؤكّد ذلك بولس في كولوسي 15:2 "إذ جرّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم فيه". وسوف يستمرّ إبليس في مقاومة خطّة الله حتى نهاية سفر الرؤيا وتنفيذ دينونته، وطرحه مع الوحش والنبيّ الكذّاب في بحيرة النار والكبريت. (رؤيا 10:20) "وإبليس الذي كان يضلّهم طُرِح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبيّ الكذّاب. وسيعذّبون نهارًا وليلًا إلى أبد الآبدين". الخلاصة نجد أن إبليس هو في حالة عداوة مع الله يقاوم مشيئته، ويحاول إفشال مخطّطاته بلا كلل منذ آلاف السنين، ولكن الله وعد بنجاح خطته وحتميّة إتمامهًا، وإفشال مخطّطات أعدائه: "لأنه قال فكان. هو أمر فصار. الربّ أبطل مؤامرة الأمم. لاشى أفكار الشعوب. أمّا مؤامرة الربّ فإلى الأبد تثبت. أفكار قلبه إلى دور فدور". (مزمور 9:33-11) |
||||
02 - 01 - 2025, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 182634 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوسف واحدٌ من الأعمدة البارزة التي تقوم عليها قصّة الميلاد، إلّا أنّنا أهملنا وظلمنا هذا العمود الهامّ جدًّا. فنادرًا ما نتكلّم عنه، وما أقلّ ما كُتِب عنه. وحتى الفنّانين الذين يرسمون صورة للميلاد يستغنون عنه أحيانًا، وإن وضعوه في الصورة، فكأنّه فقط خلفيّة لصورة العذراء مريم والطفل يسوع. وربما السبب في ذلك أنه ظهر بجانب العذراء مريم التي نالت القسم الأكبر من الأضواء والإكرام إلى حدِّ العبادة عند البعض. وهكذا بدا يوسف صغيرًا وضوؤه باهتًا أمام العذراء التي أصبحت كوكبًا لامعًا في كلّ التاريخ. لكننا للإنصاف نراه اليوم، الرجل الذي كان وجوده ضروريًّا ولا بديل له |
||||
02 - 01 - 2025, 12:24 PM | رقم المشاركة : ( 182635 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوسف والتحدّي: تخيّل معي رجل يهوديًّا - في مجتمع شرقيّ - يبدو أنّه متديِّن. فقد كان محافظًا على الطقوس اليهوديّة، إذ بعد أيام تطهير مريم، صعد معها إلى الهيكل لتقديم الطفل يسوع لله (لوقا 21:2-24)، وكان يذهب كلّ سنة إلى أورشليم في عيد الفصح (لوقا 41:2). كما كان يوسف من أسرة عريقة تمتدّ جذورها إلى الأسرة الملكيّة. لكن الغريب أنه كان فقيرًا جدًّا. تخيّل هذا رجل يتابع أيام خطوبته لمريم منتظرًا أن تكتمل الفرحة بالزواج المبارك. أضف إلى هذا مكانة الخطبة في المجتمع اليهودي - تُعتبر الخطيبة بحكم الشريعة كالزوجة لها كامل الحقوق وعليها كلّ الواجبات (قارن تثنية 23:22-29). ولهذا خاطب الملاك يوسف بالقول: "لا تخَفْ أنْ تأخُذَ مَريَمَ امرأتَكَ" (متى 20:1)، مع أنها كانت فقط خطيبته. تخيّل هذا الشاب البارّ، يُفاجأ بأن خطيبته (أو امرأته) حُبلى! ما هو حُكم المجتمع؟ وما هو حُكم الضمير؟ وبماذا تقضي الشريعة؟ لا شكّ دارت علامات الاستفهام هذه وغيرها في عقل يوسف. فالأمر في ظاهره جريمة شرف متكاملة الأركان. كيف علم يوسف؟ هل أخبرته مريم بالأمر؟ لا نعلم. لكن الملاك أخبره بأن امرأته حُبلى! هل لاحظ أن بطنها تكبر فاكتشف حملها؟ ربّما، لكن الحقيقة الخطيرة التي تجسّدت أمامه أن مريم خطيبته "وُجِدَت حُبلى". لا شكّ، دخل يوسف مرحلة صراعٍ مرير، وكم طال أمد هذا الصراع؟ هل أسابيع أم شهور؟ لقد دخل في دوّامةٍ تُمزِّق نفسه البارّة. لقد امتلأ بالرهبة والفزع والخوف من الناس ومن الله أيضًا، فهو يعلم أن الفتاة التي تخون عهد الزيجة تُعامَل حسب الشريعة بدون أدنى رحمة أو تساهل، إلى حدِّ الموت رجمًا. وهو إذ يخاف الله لا يستطيع التراجع عن تطبيق هذا الحدّ عليها متى ثَبُتَ أن واقعة الخيانة قد تمَّت. هل كان يفكِّر هكذا؟ هل كان يصلّي إلى الله؟ لقد كان يوسف يواجه تحدِّيًا صعبًا جدًا. |
||||
02 - 01 - 2025, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 182636 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوسف والمواجهة أقصد مواجهة التحدّي، وكيف تمّ ذلك؟ يوسف كشخصٍ بارّ لن يقبل بأيِّ حالٍ ما حدث. فأمامه طريق من ثلاثة للتخلُّص منها: 1- تطبيق حدّ الرجم عليها باعتبارها زانية. 2- الإخلاء العلني، والهدف التخلّص منها كلِّيَّةً باعتبارها زانية فتُعطى كتاب طلاق بما يحمل من تشهير وتشويه سمعتها. 3- الإخلاء السرّي، إذ يخليها سرًّا أمام اثنين من الشهود ويعتبر الإخلاء مبنيًّا على الكراهيّة، وتُحسب الثمرة التي تأتي من هذا الحبَل له وتُنسَب إليه. وهذا هو الطريق الذي اختاره يوسف رغم صعوبته وما يحمل معه من ألمٍ ومسؤولية حاضرًا ومستقبلًا. وكان دافعه في هذا محبّته لمريم وحرصه على عدم تشويه سمعتها "فيوسفُ رَجُلُها إذ كانَ بارًّا، ولمْ يَشأْ أنْ يُشهِرَها، أرادَ تخليَتَها سِرًّا". (متى 19:1) ولا شك يمثِّل الطريق الذي سلكه يوسف منهجًا لمواجهة التحدّيات. فما أكثر التحدّيات والمفاجآت التي تواجهنا بأمور غريبة وعجيبة، ونقف أمامها أحيانًا في مفترق طرق لا نعلم ماذا نفعل؟ إننا نحتاج إلى منهج يوسف، ومع أن الرب لم يترك يوسف ليُكمل منهجه، لكن ما استقرَّ عليه بنفسه يُعتبر نموذجًا للتصرُّف في مثل هذه الأزمات. فإذ كان يوسف بارًّا - أيّ يتمتّع بعلاقة حميمة مع الله - وكان تقيًّا حسب مذهبه وتديُّنه اليهوديّ، تسلَّح بالفكرِ البارّ، وتصرَّف كما يتصرّف الأبرار. كان يحبّ الرب ويخشاه، ويحبّ الآخرين ويحفظ لهم سمعتهم. |
||||
02 - 01 - 2025, 12:26 PM | رقم المشاركة : ( 182637 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوسف والمهمّة المقدّسة نام يوسف ذات ليلةٍ وهو متفكِّرٌ في هذه الأمور في التحدّي وكيفيّة مواجهته. نام وهو لا يعلم أن الله يدعوه لمهمةٍ مقدّسة ربّما اشتهاها أتقياء الشعب القديم، "ولكن فيما هو مُتَفَكِّرٌ في هذِهِ الأُمورِ، إذا مَلاكُ الرَّبِّ قد ظَهَرَ لهُ في حُلمٍ قائلًا: [يا يوسُفُ ابنَ داوُدَ، لا تخَفْ أنْ تأخُذَ مَريَمَ امرأتَكَ. لأنَّ الّذي حُبِلَ بهِ فيها هو مِنَ الرّوحِ القُدُسِ]". (متى 20:1) لقد كشف الرب ليوسف ما كان خفيًّا عليه بأن "سِرُّ الربّ لخائفيه وعهده لتعليمهم". (مزمور 14:25) وكما فعل الرب قديمًا مع جدّه إبراهيم، هكذا فعل مع يوسف، إذ قال الرب لإبراهيم: "هل أُخفي عن إبراهيمَ ما أنا فاعِلُهُ...؟" (تكوين 17:18) وهكذا لم يُخفِ الرب الأمر عن عبده يوسف. تُرى، كم كان تأثير كلمات الملاك على يوسف؟ هل نزعَتْ عنه المخاوف التي كانت تساوره؟ هل تجدّد في داخله اليقين أن مريم كانت وما زالت وستظلّ امرأته؟ هل أدرك يوسف أنه صار جزءًا من حدثٍ إلهيٍّ مجيد ينتظره الناس منذ أكثر من 750 سنة عندما أعلن إشعياء ذلك (إشعياء 14:7)؟ لا شكّ لقد هدأت نفس يوسف وتيقَّن أن مريم ما زالت الفتاة اليهوديّة المُتَّقية الرب والمتعبِّدة له، وإن الأمر بجملته مخطّط إلهيٍّ عظيم ليشمل كلّ البشريّة. إن هذا المولود القادم هو المخلِّص الحقيقيّ للعالم، وقد قَبِل يوسف الشرف أن يدعوه "يسوع"، أيّ المخلِّص لشعبه من خطاياهم (متى 21:1 و25). نحن اليوم مدينون ليوسف بدوره في هذه المهمّة المقدّسة، والذي بدأ بالقول "وأخَذَ امرأتَهُ" (متى 24:1). لقد أراد قبلًا تخليتها سرًّا، لكنّه الآن فعل كما أمره الملاك أخذها إلى خاصّته وتعهّدها، وأدرك أنّه مسؤول ليس فقط لكونه زوجًا أو خطيبًا لها، بل كتكليفٍ من الله لحمايتها والجنين الذي تحمله. |
||||
02 - 01 - 2025, 12:27 PM | رقم المشاركة : ( 182638 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل كانت هذه مسؤوليّة أم مكافأة؟ هل هي عبء ثقيل أم بركة؟ هل هذه المهمّة كانت ليوسف واجبًا لا بدّ منه أم امتيازًا تمتّع به؟ لقد كانت كلّ هذه معًا. وبدأ يوسف مهمّته بقبول العذراء مريم وقبول حبلها بفرح، وأخذها في رحلة إلى بيت لحم من أجل أمور زمنيّة مرتبطة بالاكتتاب أو بالإحصاء. لكنّها بالأولى من أجل ترتيبات إلهيّة، لكي يولد يسوع هناك ويتمّ قول ميخا النبيّ: "أمّا أنتِ يا بَيتَ لَحمِ أفراتَةَ، وأنتِ صَغيرَةٌ أنْ تكوني بَينَ أُلوفِ يَهوذا، فمِنكِ يَخرُجُ لي الّذي يكونُ مُتَسَلِّطًا علَى إسرائيلَ، ومَخارِجُهُ منذُ القَديمِ، منذُ أيّامِ الأزَلِ". (ميخا 2:5) (قارن متى 2:2-6). وقام يوسف بعد ذلك برحلة شاقّة أخرى برفقة مريم والطفل يسوع من بيت لحم إلى مصر هربًا من هيرودس "وبَعدَما انصَرَفوا، إذا مَلاكُ الرَّبِّ قد ظَهَرَ ليوسُفَ في حُلمٍ قائلًا: [قُمْ وخُذِ الصَّبيَّ وأُمَّهُ واهرُبْ إلَى مِصرَ، وكُنْ هناكَ حتَّى أقولَ لكَ. لأنَّ هيرودُسَ مُزمِعٌ أنْ يَطلُبَ الصَّبيَّ ليُهلِكَهُ]. فقامَ وأخَذَ الصَّبيَّ وأُمَّهُ ليلًا وانصَرَفَ إلَى مِصرَ. وكانَ هناكَ إلَى وفاةِ هيرودُسَ. لكَيْ يتِمَّ ما قيلَ مِنَ الرَّبِّ بالنَّبيِّ القائلِ: [مِنْ مِصرَ دَعَوْتُ ابني]". (متى 13:2-15) وعاد ملاك الرب ليخبر يوسف بعد موت هيرودس بالعودة إلى أرض إسرائيل (متى 19:2-21). وأوحى إليه في حلمٍ أن يذهب إلى نواحي الجليل هربًا من أرخيلاوس (متى 22:2). وكان يوسف ومريم حريصان على اصطحاب يسوع إلى الهيكل في كلّ عام في عيد الفصح، وكان معروفًا أن يوسف هو أبوه (قارن لوقا 41:2 و48). لقد ارتبط اسم يسوع بيوسف في السجلّات الرومانيّة واليهوديّة وفي الحياة البيتيّة وفي الخدمات العامّة والخاصّة. لقد أكّد الروح القدس أن انتساب يسوع لسبط يهوذا ولبيت داود - وهذه ضرورة – كان من خلال يوسف (متى 1:1 و16). لقد كان يوسف مسؤولًا عن رعاية يسوع في طفولته وشبابه، وفي الغالب عمل يسوع معه في مهنة النجارة، وشارك في تصنيع الأبواب والأنيار، وظهر هذا في أقواله الخالدة: "الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنّي أنا بابُ الخِرافِ، أنا هو البابُ. إنْ دَخَلَ بي أحَدٌ فيَخلُصُ ويَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرعًى". (يوحنا 7:10 و9) "اِحمِلوا نيري علَيكُمْ وتَعَلَّموا مِنّي، لأنّي وديعٌ ومُتَواضِعُ القَلبِ، فتجِدوا راحَةً لنُفوسِكُمْ. لأنَّ نيري هَيِّنٌ وحِملي خَفيفٌ". (متى 29:11-30) لقد كان يوسف مسؤولًا عن رحلات يسوع في طفولته كما أشرنا، من الجليل إلى بيت لحم، ومن اليهودية إلى مصر، ومن مصر إلى الناصرة، وبالإجماع نقول من المذود إلى الصليب. لقد اختاره الله لمهمّة صعبة لكنها كانت مهمّة مقدّسة. وفي كلّ مرّة كان الرب يكلّفه بأمر من خلال الملاك، كان يفعل كما أمره ملاك الرب. سيبقى يوسف نموذجًا ومثالًا رائعًا لكلّ إنسان يدعوه الله لعمل مشيئته مهما كانت التكلفة. فهل نفعل اليوم كما يأمرنا الرب، كما سلك يوسف؟ |
||||
02 - 01 - 2025, 12:29 PM | رقم المشاركة : ( 182639 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ألوهيّة المسيح: إعلان الميلاد الأقوى الإعلان الأقوى في الميلاد هو أنّ المسيح "حَسَبَ الْجَسَدِ" هو "الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ" (رومية 5:9). تصدمنا شهادة الوحي المُقدّس، التي لا لَبْسَ فيها، عن ألوهة المسيح. فالّذي وُلِدَ في بيت لحم، من مريم ابنة داود، ليس مُجرّد أمير من نسلٍ ملكيّ ولا مُجرّد نبيٍّ يحمل رسالة الآباء ويُكمِّلها. إنّه الكائن على الكلّ، وهو الإله. وهو المبارك إلى الأبد. إنّه الّذي "مَخَارِجُه مُنْذُ الْقَديم، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَل" (ميخا 2:5). رفض اليهود هذه الحقيقة ولم يعترفوا بيسوع إلهًا وملكًا ومسيحًا، فتألّم الرسول بولس جدًّا لأجلهم. واخترق الحزن أعماق قلبه، وهو الّذي كان مغاليًا بينهم حتى أعلن يسوع ذاته له. ولماذا يتألّم بولس لأجل الّذي لم يقبل ألوهة المسيح؟ لأنّه عرف أن خسارة ذاك كبيرة وأبديّة ولا تُعوَّض. وبولس، كموسى في القديم، ومن محبّته لشعبه، تمنّى لو يكون هو محرومًا من المسيحَ وهالكًا لخلاصهم، فانتقل لتبشيرِهم مُعلنًا لهم ألوهةَ المسيح. إنّه لا يقبل أن يذهبوا إلى الأبديّة من دون أن يستنيروا ويعرفوا الإله الحقيقيّ. والكثيرون عبر العصور، حالهم كاليهود، لم يقبلوا ألوهة المسيح لدواعٍ لاهوتيّةٍ أو دينيّةٍ أو عقائديّة في وقتٍ يؤمنون بالله ويحترمون المسيح كنبيّ أو كمُعلّم أو كمُصلِح. ويقف إلى جانب هؤلاء المُلحدون والمادّيّون والإنسانيّون واللاأدريّون وأتباع الفلسفات المتنوّعة غير معترفين، أو غير مكترثين، أو رافضين أن يكون يسوع المسيح إلهًا مباركًا وكائنًا على الكلّ. واجب الّذين عرفوا أنّ المسيح هو "الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ" أن يُعلنوا ذلك للعالم أجمع. لا يكون المُبشّر مُخلِصًا مع الناس إن ساوم على حقيقة المسيح مع من يرفضها. كان هَمُّ الكنيسة الأولى، والمسيحيّون الأمناء عبر العصور، أن يُبشّروا بيسوع ربًّا ومُخلِّصًا جاء بالجسد لخلاص البشر. وكان هَمُّ يوحنا الرسول الأساسيّ أنّ الّذين يرفضون المسيح آتيًا بالجسد أن يؤمنوا بأنّه "هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (1يوحنا 20:5). التشديد على أنّ "المسيح جاء في الجسد" هو للتأكيد أنّه "الله المُتجسِّد". التلاميذ لم يُبالغوا في ادّعائهم أنّ المسيح هو الله. هم عاينوه وعرفوه عن كثب. وهو برهن لهم ألوهته بعجائبه وبكماله وبقيامته وبتصريحه المباشر أنّه "نَزَل مِنَ السَّمَاءِ"، وأنّ "الَّذي يأْتي مِن السَّمَاء هو فَوق الْجميع" (يوحنا 31:3). وهو عاد إلى السماء إلى حيث كان أوّلًا، ومنها يعود ليأخذ أحباءه إليه. المسيح "الَّذي إذْ كان في صورة اللهِ، لمْ يحْسِبْ خلْسَةً أَنْ يكون معادِلًا للهِ،" (فيلبي 6:2) بل هو كان كذلك. "سرّ التقوى"، أو الحقيقة المركزيّة في المسيحيّة، هي أنّ المسيح هو "اللهُ (الذي) ظهر في الجسد"، وأن "كلُّ شيْءٍ به كان، وبغيْره لم يَكن شَيْءٌ ممَّا كَانَ"، وأنّ "الكلُّ بِه ولَهُ قَدْ خُلِق"، و "لأنَّ مِنْهُ وبهِ ولَه كُلَّ الأَشْياء" (يوحنا 3:1؛ رومية 36:11؛ كولوسي 16:1). وهو الّذي مات وقام وعاش "لِكي يسودَ على الأَحْياء والأَمواتِ" (رومية 9:14). نعرف كلّ ذلك من إعلان يسوع الصريح عن نفسه: "قَبْلَ أنْ يكونَ إبراهيم أنا كائن" (يوحنا 58:8). أمام إعلان الميلاد، هل تقبل المسيح "الكائن على الكلّ إلهًا مُبارَكًا إلى الأبد؟" |
||||
02 - 01 - 2025, 12:30 PM | رقم المشاركة : ( 182640 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الّذين عرفوا أنّ المسيح هو "الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ" أن يُعلنوا ذلك للعالم أجمع. لا يكون المُبشّر مُخلِصًا مع الناس إن ساوم على حقيقة المسيح مع من يرفضها. كان هَمُّ الكنيسة الأولى، والمسيحيّون الأمناء عبر العصور، أن يُبشّروا بيسوع ربًّا ومُخلِّصًا جاء بالجسد لخلاص البشر. وكان هَمُّ يوحنا الرسول الأساسيّ أنّ الّذين يرفضون المسيح آتيًا بالجسد أن يؤمنوا بأنّه "هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (1يوحنا 20:5). التشديد على أنّ "المسيح جاء في الجسد" هو للتأكيد أنّه "الله المُتجسِّد". التلاميذ لم يُبالغوا في ادّعائهم أنّ المسيح هو الله. هم عاينوه وعرفوه عن كثب. وهو برهن لهم ألوهته بعجائبه وبكماله وبقيامته وبتصريحه المباشر أنّه "نَزَل مِنَ السَّمَاءِ"، وأنّ "الَّذي يأْتي مِن السَّمَاء هو فَوق الْجميع" (يوحنا 31:3). وهو عاد إلى السماء إلى حيث كان أوّلًا، ومنها يعود ليأخذ أحباءه إليه. المسيح "الَّذي إذْ كان في صورة اللهِ، لمْ يحْسِبْ خلْسَةً أَنْ يكون معادِلًا للهِ،" (فيلبي 6:2) بل هو كان كذلك. |
||||