01 - 01 - 2025, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 182601 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا وُلد المسيح؟ يقدّم لنا الكتاب المقدس إجابات عديدة عن سبب مجيء المسيح إلى عالمنا، منها: 1- جاء المسيح ليتمم الفداء والخلاص وذلك بالتكفير عن خطايا الجنس البشري بدمه الكريم الذي سفكه على الصليب. نقرأ في1تيموثاوس 15:1 "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة." كذلك نقرأ في إشعياء 4:53-6 أن المسيح "مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا... والرب وضع عليه إثم جميعنا." 2- جاء المسيح ليعطي الإعلان الكامل والنهائي والشامل عن الله. أي إن من يريد أن يعرف الله وإرادته، فعليه أن يأتي إلى المسيح (عبرانيين 1:1-2 ويوحنا 9:14). 3- جاء المسيح ليكمّل ناموس الله ويتمّم النبوّات (متى 17:5). فعندما ندرس سيرة حياة المسيح، نجد أن كل ما عمله كان لكي يتمِّم أقوال الله على ألسنة أنبيائه في العهد القديم. وُلد المسيح إنسانًا كاملًا في مذود بيت لحم، وفي ميلاده ظهرت محبة الله. فهو المحبة المتجسّدة وظهرت أعظم تعابير المحبة في الصليب عندما تمّم المسيح مطالب عدالة الله ومات بدلًا عنا. أجل، إن المسيح وُلد ليموت ووُلد ليعطينا حياة، وحياة أفضل (يوحنا 10:10). |
||||
01 - 01 - 2025, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 182602 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف وُلد المسيح؟ وُلد الرب يسوع من القديسة المباركة مريم العذراء، وهذه الحقيقة المجيدة تُعتبر واحدة من أقدس معجزات وعجائب الله. نقرأ في إشعياء 14:7 قول الله: "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل." لقد حبلت القديسة مريم بالطفل يسوع وهي عذراء، أي بدون زرع بشري بل بقوة الروح القدس الفائقة للطبيعة، وهذه الحقيقة الكتابية هي ركن من أركان العقيدة المسيحية الراسخة. تُذَكِّرنا حقيقة الحبل العذراوي أن المسيح هو الله الأزلي وأنه وُلد بلا خطية، وبالتالي فهو إنسان فريد في تجسّده ومولده. فالحبل العذراوي دليل قوي على سلطان الله على قوانين الطبيعة وعلى عمل الروح القدس في حياة القديسة مريم العذراء، حيث أن الله اختارها من بين نساء العالم أجمع ليتمم من خلالها ولادة المخلص. كذلك فالحبل العذراوي يذكّرنا أن الخلاص هو عمل فائق للطبيعة ولا يتم بالجهود البشرية بل بمبادرة السماء. فالخلاص نعمة وعطية من الله القادر أن يعطي ولادة روحية جديدة للخطاة. |
||||
01 - 01 - 2025, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 182603 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
متى وُلد المسيح؟ نقرأ في غلاطية 4:4-5 "ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني." نجد هنا أن الرب يسوع وُلد في ملء الزمان: أي في الوقت المحدّد والمعيَّن والمرتّب من الله. فقد وُلد المسيح في زمن الله، وفي زمن انتشار ما سمي أيامها بسلام روما حين ساد نفوذ قياصرة روما على العالم القديم، وربطت الطرق بين أجزاء الإمبراطورية الرومانية، وسادت اللغة اليونانية كلغة الفلسفة والدين والتعامل اليومي، بحيث كان الوقت مناسبًا جدًا لانتشار الإنجيل. كذلك وُلد المسيح في زمن ازدادت فيه مظاهر الانحطاط والفساد والشر والخطية، إلى جانب مظاهر التدين الزائف. أيضًا وُلد المسيح في وقت التهبت فيه المشاعر وتأجّجت العواطف شوقًا لمجيء المسيح المنتظر. وُلد المسيح في أيام أعظم أباطرة روما، وهو أغسطس قيصر (لوقا 1:2)، عندما كان الوالي الروماني كيرينيوس يدير شؤون سوريا (لوقا 2:2)، وفي نفس الوقت كان هيرودس الكبير ملكًا على فلسطين ولكن تحت سلطة روما. لقد هيأ الله الظروف المناسبة لولادة الرب يسوع وجاء يوحنا المعمدان ليعدّ الطريق (لوقا 76:1) داعيًا الناس إلى الاستعداد لميلاد المسيح مخلّص العالم. |
||||
01 - 01 - 2025, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 182604 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أين وُلد المسيح؟ أعلن نبي الله ميخا في القرن الثامن قبل الميلاد أن المسيح سيولد في مدينة بيت لحم (ميخا 2:5). وهي نفس المدينة التي وُلد فيها الملك والنبي داود (1صموئيل 1:16-13). وفعلًا تمت النبوة، ووُلد الرب يسوع في بيت لحم، أي وسط الشعب القديم الذي كان يعرف كلمة الله والنبوات وينتظر ولادة المسيّا المنتظر. لقد اختار الرب يسوع في تجسّده وولادته أن يقدّم لنا أجمل وأرقّ صورة من صور التواضع والوداعة، إذ اختار بيت لحم التي كانت في أيامه من أصغر مدن فلسطين، كذلك عند ولادته وضعته أمه القديسة مريم العذراء في مذود، أي أن الرب وُلد في إسطبل للحيوانات وليس في قصر أو بناية فخمة، وهذه صورة مثالية لمنتهى التواضع والبساطة، بحيث أن الرب خالق كل الكون وصاحبه يولد في مكان بسيط للغاية ليكون لنا أفضل مثالٍ على الإطلاق. |
||||
01 - 01 - 2025, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 182605 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لمن أعلنت بشارة الميلاد؟ اختار الله بحكمته الفائقة أن يعلن خبر الميلاد لجماعتين مختلفتين من الناس وهم: أ- الرعاة: كان الناس يعتبرون الرعاة جماعة محتقرة ومنبوذة بحسب الطقوس الدينية الشائعة في أيام ولادة المسيح، فقد كانوا فقراء ويعيشون على هامش المجتمع. أما نظرة الله فكانت وما تزال تختلف عن موازين البشر، فقد اعتبرهم الله جديرين بالبشارة، بحيث كانوا أول من سمع نشيد الميلاد الملائكي الرائع: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة." (لوقا 14:2) يجب أن نلاحظ هنا أن الرعاة كانوا أيضًا من شعب الله القديم الذي انتظر مجيء المسيح، وهم يمثلون كل إنسان استقبل ميلاد الرب يسوع بفرح وقام بنشر الخبر. ب- المجوس: أشار النبي دانيآل في العهد القديم إلى المجوس باعتبارهم جماعة العلماء والمنجمين الذين كانوا من ضمن حاشية ملوك بابل، إذ اهتم المجوس بدراسات الفلك والنجوم وكتب النبوات. وعند ولادة الطفل يسوع، أظهر الله لجماعة من مجوس المشرق نجمًا فهموا منه أن المسيح الملك قد وُلد (متى 1:2-12). أي إن الله اختار أيضًا جماعة من الأثرياء الوثنيين ليخبرهم بولادة الطفل يسوع. يحب الله جميع الناس، لذلك جاء المسيح لخلاص الجميع بدون تمييز، ومنذ لحظة ولادته أعلن الله الخبر لشعبه القديم مُمَثَّلًا بالرعاة، وللأمم الوثنية البعيدة عن الله، مُمَثَّلة بالمجوس. كذلك جاء المسيح لخلاص الفقراء والأغنياء سواء، فالجميع بحاجة إلى الخلاص. |
||||
01 - 01 - 2025, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 182606 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي ردود الفعل عند ولادة يسوع؟ جاء الرعاة مسرعين لرؤية طفل المذود، ويخبرنا الإنجيل المقدس أنهم لما "رأَوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي." (لوقا 17:2) أي إن الرعاة كانوا أول المبشرين في التاريخ. كذلك المجوس فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا و "أتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخرّوا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدّموا له هدايا: ذهبًا ولبانًا ومرًّا." (متى 11:2) فالمجوس سجدوا لطفل المذود وقدّموا له هدايا ثمينة جدًا. أما هيرودس الملك فقد اضطرب، أي امتلأ خوفًا وغضبًا، لذلك تآمر على قتل الطفل يسوع بسبب شروره وأنانيته (متى 3:2-16). وإذ نحتفل بهذه الذكرى المجيدة، كيف سيكون ردّ فعلنا: هل نستقبل الطفل المولود ونعطيه مكانته الحقيقية بصفته مخلصًا وربًا وسيدًا على حياتنا؟ هل نسجد له ونعبده ونقدّم له حياتنا كأغلى هدية؟ هل نبشر باسمه كالرعاة؟ أم نرفضه بسبب خطايانا وفسادنا كهيرودس؟ إن صاحب الميلاد يريد أن يولد في قلوبنا، فهل نقول له: آمين، تعال أيها الرب يسوع؟ |
||||
01 - 01 - 2025, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 182607 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله ظهر في الجسد حين كتب الرسول بولس "عظيم هو سرّ التقوى: الله ظهر في الجسد، تبرّر في الروح، تراءى لملائكة، كُرِزَ به بين الأمم، أُومن به في العالم، رُفع في المجد." (1تيموثاوس 16:3) كان في الواقع يُعلن عن أعظم سرّ في المسيحية: "الله ظهر في الجسد"، أي الله في صورة الإنسان. وحين نحاول تفصيل هذه الآية الذهبية نرى في المسيح ناحيتين: الناحية الأولى ناحية لاهوته وهي تظهر في كلمة "الله". والثانية ناحية ناسوته وهي تظهر في الكلمات "ظهر في الجسد". أو كما عبّر يوحنا البشير في غرّة إنجيله قائلًا: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا، ورأينا مجده، مجدًا كما لوحيدٍ من الآب، مملوءًا نعمة وحقًّا". (يوحنا 1:1 و14) ولا يجب أن يغرب عن بالنا ونحن ندرس هذا الموضوع الخطير، أن الكتاب المقدس يقدِّم لنا الله المثلّث الأقانيم، ونرى هذا واضحًا في كثير من أجزاء الكتاب المقدس. ففي إنجيل لوقا نرى منظرًا مجسِّمًا للثالوث الأقدس إذ نقرأ هذه الكلمات: "ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضًا. وإذ كان يصلّي انفتحت السماء، ونزل عليه الروح القدس بهيئةٍ جسميّة مثل حمامة. وكان صوتٌ من السماء قائلًا: [أنت ابْني الحبيب، بك سُرِرت]". (لوقا 21:3-22) وحواسنا تقول لنا أننا نرى الابن الحبيب في الماء، ونرى الروح القدس بهيئة جسميّة مثل حمامة، ونسمع صوت الآب متكلّمًا من السماء قائلًا: "أنت ابني الحبيب، بِكَ سُرِرت." والمنظر السماوي واضح لكلّ ذي عينين، ومسموع لكلّ ذي أذنين، وهو يتّفق تمامًا مع وصيّة المسيح، - له المجد، – لتلاميذه، "فاذْهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس". (متى 19:28) وكلمة "باسم" في هذه الآية تؤكِّد لنا "الوحدانية في اللاهوت" مع تعدّد الأقانيم. فلم يقلْ السيد - له المجد – "بأسماء" بل "باسم" واحد فقط هو اسم الآب والابن والروح القدس... الإله الذي نعبده ونسجد له. وحين نتكلّم عن تجسُّد المسيح، نحن نتكلّم عن تجسُّد الابن أي الكلمة الأقنوم الثاني. ويجب أن نقرّر في عقولنا الحقيقة التي تشرح الآيات الأولى في إنجيل يوحنا: "في البدء كان الكلمة" أيّ، إن الكلمة أزليّ. "والكلمة كان عند الله"، أيّ إن الابن متميَّز عن الله الآب. "وكان الكلمة الله" أي إن شخص الابن مساوٍ لشخص الآب في الجوهر. كما يكتب لنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين، "الله، بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديمًا، بأنواعٍ وطرقٍ كثيرة، كلّمنا في هذه الأيّام الأخيرة في ابنه... الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي". (عبرانيين 1:1-3) وعن هذا الابن المبارك يقول الكاتب الملهم بالروح القدس، "وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ... أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَلكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى". (عبرانيين 8:1-12) فالابن إذن وهو الأزليّ المساوي للآب في الجوهر تجسّد في ملء الزمان، ليُعلن لنا "الله" في شخصه الكريم كما يقول يوحنا الرسول، "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ". (يوحنا 18:1) وكما يقول بولس الرسول، "لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ". (2كورنثوس 6:4) ويسوع المسيح هو "صورة الله غير المنظور". (كولوسي 15:1) لقد "خلق الله الإنسان على صورته" (تكوين 27:1) أما يسوع المسيح فليس على صورة الله، بل "هو صورة الله غير المنظور... وهو "بهاء مجده ورسم جوهره". هو الله الابن في لاهوته. وهو الإنسان الكامل في ناسوته. ومعرفتنا بأن ابن الله قد صار إنسانًا تحلّ لنا الكثير من صعوبات الكتاب المقدس التي تعترض الكثيرين. فيسوع المسيح قد صار إنسانًا كاملاً ليخبرنا عن الآب، ويُعلن لنا ذاته العليّة، وحبّ قلبه الكبير الحنّان من ناحية البشرية. وهو قد صار إنسانًا كاملاً ليأخذ مكاننا أمام الله ويوفي للعدالة حقّها المطلوب لأن "أجرة الخطية هي موت"، و"النفس التي تخطئ هي تموت." لقد ظهر يسوع المسيح بالناحيتين، الإلهية والإنسانية. فباعتباره "كلمة الله" و "ابن الله الحيّ" أقام الموتى، وطهّر البرص، وخلّص الخطاة، وغفر الخطايا، وأسكت أمواج البحر الهائجة المزبدة، وأطعم الجماهير العديدة بخمسة أرغفة وسمكتين. وباعتباره الإنسان الكامل... ممثّل الإنسانية رضي بأن يُضرب من العبيد. وقَبِل طوعًا واختيارًا أن يُصلب على الصليب... وتعب من السفر وجلس عند البئر. "... أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ". (فيلبي 7:2-8) وفي مركز الاتضاع هذا الذي ارتضاه طوعًا واختيارًا قال: "لأن أبي أعظم مني". (يوحنا 28:14) والمقارنة هنا ليست بينه وبين الآب في طبيعته فهما فيها متساويان، ولا في جوهره، فهو بهاء مجد الله ورسم جوهره. (عبرانيين 3:1) ولا في مقامه فقد سبق أن قال، "من لا يُكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله". (يوحنا 23:5) لكن المسيح قارن بين ذاته في حالة تجسّده إذ أخذ صورة عبد، ووُضِع بذلك قليلاً عن الملائكة، فكان لا بدّ أن يقول عن نفسه وهو في حالة الاتضاع والتّجسّد "أبي أعظم منّي". وحين رفعوه على الصليب نيابة عن البشرية الساقطة صرخ وهو معلّق فوق الجلجثة قائلاً: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" (متى 46:27) فهو بهذه الصرخة الإنسانية يريد أن يلفت أنظارنا نحن البشر إلى أنه قد تحمّل هول العذاب من أجل خطايانا، وأن الآب قد تركه على الصليب وحجب وجهه عنه ليذوق الموت لأجل كلّ واحد، مع أنه قال مرة في حديث سابق "... أنا لست وحدي لأن الآب معي". (يوحنا 32:16) لكنه هنا فوق الصليب يمثّل الناس الساقطين، ويحمل خطايا الآثمين، تركه الآب ليحمل الغضب الإلهي كعقاب لخطايا البشرية المجرمة، لكي نصير نحن برّ الله فيه. فصرخته المعذَّبة هي صرخة البشرية الخاطئة التي تستحقّ أن يتركها الله لفرط شرّها وإثمها. أجل، فهو وحده سرّ التقوى الذي تبرّر في الروح، إذ أعلن الروح القدس برّه الإلهي، وبنويّته الأزليّة كما يقول الرسول بولس "وتعيّن بقوّة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات". (عبرانيين 4:4) بل أعلن الروح القدس برّه الإلهي بالآيات والمعجزات التي صنعها بواسطة رسله "شاهدًا الله معهم بآيات وعجائب وقوّات متنوّعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته (عبرانيين 4:2) وهو بذاته الذي رُفع في المجد سوف يأتي ليأخذ خاصته إليه، كما قال لتلاميذه في حديثه الوداعي "لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ... أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا... اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ". (يوحنا 1:14-9) يقينًا أن يسوع المسيح هو الذي يهب الإنسان التقوى الحقيقيّة! هو الله الذي ظهر في الجسد. وهو الإنسان الثاني – رأس العائلة الجديدة – الرب من السماء. وفي إنسانيته هو شفيعنا ووسيطنا الوحيد الذي قال عنه بولس الرسول: "لأنه يوجد إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ". (1تيموثاوس 5:2) فنحن لا نحتاج إلى إنسان آخر يتوسّط بيننا وبين الله "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله". (رومية 23:3) ولسنا بحاجة إلى شفيع آخر يشفع فينا في الحضرة القدسية لأنه "وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا". (1يوحنا 1:2-2) وليس لإنسانٍ عذر في عدم الاقتراب إلى شخص المسيح المحبّ فهو "الإنسان" يسوع المسيح؛ وهو بقوته مريح المتعبين. فليتنا كلنا نضمّ أصواتنا مع ذلك المرنّم: لنا وسيط واحد ليس لنا سواه يسوع فاد ماجد حياتنا رضاه |
||||
01 - 01 - 2025, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 182608 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حين نتكلّم عن تجسُّد المسيح، نحن نتكلّم عن تجسُّد الابن أي الكلمة الأقنوم الثاني. ويجب أن نقرّر في عقولنا الحقيقة التي تشرح الآيات الأولى في إنجيل يوحنا: "في البدء كان الكلمة" أيّ، إن الكلمة أزليّ. "والكلمة كان عند الله"، أيّ إن الابن متميَّز عن الله الآب. "وكان الكلمة الله" أي إن شخص الابن مساوٍ لشخص الآب في الجوهر. كما يكتب لنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين، "الله، بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديمًا، بأنواعٍ وطرقٍ كثيرة، كلّمنا في هذه الأيّام الأخيرة في ابنه... الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي". (عبرانيين 1:1-3) وعن هذا الابن المبارك يقول الكاتب الملهم بالروح القدس، "وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ... أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَلكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى". (عبرانيين 8:1-12) فالابن إذن وهو الأزليّ المساوي للآب في الجوهر تجسّد في ملء الزمان، ليُعلن لنا "الله" في شخصه الكريم كما يقول يوحنا الرسول، "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ". (يوحنا 18:1) وكما يقول بولس الرسول، "لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ". (2كورنثوس 6:4) ويسوع المسيح هو "صورة الله غير المنظور". (كولوسي 15:1) |
||||
01 - 01 - 2025, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 182609 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"خلق الله الإنسان على صورته" (تكوين 27:1) أما يسوع المسيح فليس على صورة الله، بل "هو صورة الله غير المنظور... وهو "بهاء مجده ورسم جوهره". هو الله الابن في لاهوته. وهو الإنسان الكامل في ناسوته. ومعرفتنا بأن ابن الله قد صار إنسانًا تحلّ لنا الكثير من صعوبات الكتاب المقدس التي تعترض الكثيرين. فيسوع المسيح قد صار إنسانًا كاملاً ليخبرنا عن الآب، ويُعلن لنا ذاته العليّة، وحبّ قلبه الكبير الحنّان من ناحية البشرية. وهو قد صار إنسانًا كاملاً ليأخذ مكاننا أمام الله ويوفي للعدالة حقّها المطلوب لأن "أجرة الخطية هي موت"، و"النفس التي تخطئ هي تموت." لقد ظهر يسوع المسيح بالناحيتين، الإلهية والإنسانية. فباعتباره "كلمة الله" و "ابن الله الحيّ" أقام الموتى، وطهّر البرص، وخلّص الخطاة، وغفر الخطايا، وأسكت أمواج البحر الهائجة المزبدة، وأطعم الجماهير العديدة بخمسة أرغفة وسمكتين. وباعتباره الإنسان الكامل... ممثّل الإنسانية رضي بأن يُضرب من العبيد. وقَبِل طوعًا واختيارًا أن يُصلب على الصليب... وتعب من السفر وجلس عند البئر. "... أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ". (فيلبي 7:2-8) وفي مركز الاتضاع هذا الذي ارتضاه طوعًا واختيارًا قال: "لأن أبي أعظم مني". (يوحنا 28:14) والمقارنة هنا ليست بينه وبين الآب في طبيعته فهما فيها متساويان، ولا في جوهره، فهو بهاء مجد الله ورسم جوهره. (عبرانيين 3:1) ولا في مقامه فقد سبق أن قال، "من لا يُكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله". (يوحنا 23:5) لكن المسيح قارن بين ذاته في حالة تجسّده إذ أخذ صورة عبد، ووُضِع بذلك قليلاً عن الملائكة، فكان لا بدّ أن يقول عن نفسه وهو في حالة الاتضاع والتّجسّد "أبي أعظم منّي". وحين رفعوه على الصليب نيابة عن البشرية الساقطة صرخ وهو معلّق فوق الجلجثة قائلاً: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" (متى 46:27) فهو بهذه الصرخة الإنسانية يريد أن يلفت أنظارنا نحن البشر إلى أنه قد تحمّل هول العذاب من أجل خطايانا، وأن الآب قد تركه على الصليب وحجب وجهه عنه ليذوق الموت لأجل كلّ واحد، مع أنه قال مرة في حديث سابق "... أنا لست وحدي لأن الآب معي". (يوحنا 32:16) لكنه هنا فوق الصليب يمثّل الناس الساقطين، ويحمل خطايا الآثمين، تركه الآب ليحمل الغضب الإلهي كعقاب لخطايا البشرية المجرمة، لكي نصير نحن برّ الله فيه. فصرخته المعذَّبة هي صرخة البشرية الخاطئة التي تستحقّ أن يتركها الله لفرط شرّها وإثمها. |
||||
01 - 01 - 2025, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 182610 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وحده سرّ التقوى الذي تبرّر في الروح، إذ أعلن الروح القدس برّه الإلهي، وبنويّته الأزليّة كما يقول الرسول بولس "وتعيّن بقوّة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات". (عبرانيين 4:4) بل أعلن الروح القدس برّه الإلهي بالآيات والمعجزات التي صنعها بواسطة رسله "شاهدًا الله معهم بآيات وعجائب وقوّات متنوّعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته (عبرانيين 4:2) وهو بذاته الذي رُفع في المجد سوف يأتي ليأخذ خاصته إليه، كما قال لتلاميذه في حديثه الوداعي "لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ... أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا... اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ". (يوحنا 1:14-9) يقينًا أن يسوع المسيح هو الذي يهب الإنسان التقوى الحقيقيّة! هو الله الذي ظهر في الجسد. وهو الإنسان الثاني – رأس العائلة الجديدة – الرب من السماء. وفي إنسانيته هو شفيعنا ووسيطنا الوحيد الذي قال عنه بولس الرسول: "لأنه يوجد إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ". (1تيموثاوس 5:2) فنحن لا نحتاج إلى إنسان آخر يتوسّط بيننا وبين الله "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله". (رومية 23:3) ولسنا بحاجة إلى شفيع آخر يشفع فينا في الحضرة القدسية لأنه "وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا". (1يوحنا 1:2-2) وليس لإنسانٍ عذر في عدم الاقتراب إلى شخص المسيح المحبّ فهو "الإنسان" يسوع المسيح؛ وهو بقوته مريح المتعبين. فليتنا كلنا نضمّ أصواتنا مع ذلك المرنّم: لنا وسيط واحد ليس لنا سواه يسوع فاد ماجد حياتنا رضاه |
||||