منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31 - 12 - 2024, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 182501 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



المسيح يجمع بين المُلك والكهنوت

كما كان ملكي صادق قديمًا. وهذا الأمر، رغم استحالة حدوثه
في الشعب اليهودي قديمًا، سيتم في المسيح في مُلكه المقبل،
على العالم. وقد جاءت النبوة في زكريا النبي:
«هوذا الرَّجُل الغصن اسمه، ومن مكانه ينبُتُ ويبني هيكل الرب.
فهو يبني هيكل الرب، وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلَّط
على كرسيه، ويكون كاهنًا على كرسيه»
(زك6: 12، 13).
 
قديم 31 - 12 - 2024, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 182502 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



المسيح كهنوته غير محدود بشعب معين

بينما الكهنوت الهاروني محصور في الشعب اليهودي فقط.
وما أجمل أن ندرك أن خدمة المسيح الكهنوتية هي لصالح كل
واحد من شعبه «فإذ لنا رئيس كهنة عظيم» (عب4: 14).
 
قديم 31 - 12 - 2024, 12:36 PM   رقم المشاركة : ( 182503 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يسوع يُريح نفسي ويُهدئها


 
قديم 31 - 12 - 2024, 12:37 PM   رقم المشاركة : ( 182504 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



المسيح كهنوته بِقَسَم
«لأن أولئك بدون قسمٍ قد صاروا كهنةً، وأما هذا فبقسمٍ من القائل له: أقسم الرب ولن يندم؛ أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق. على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنًا لعهدٍ أفضل» (عب7: 21، 22).
وهنا يأتي سؤال: لماذا أقسم الله للمسيح؟ (مز110: 4)
أعتقد أن هناك سببين: أولاً لأن الله شبع تمامًا بعمل المسيح على الصليب. لقد أرضاه المسيح تمامًا، وأدخل السرور إلى قلبه بهذا العمل، ومجّده تمجيدًا فائقًا، أكثر كثيرًا جدًا من كل ما سبَّبته له الخطية من إهانة. فلهذا السبب، ومن فرط سروره به، أصدر هذا المرسوم الملكي الإلهي.
وثانيًا لأننا في القَسَمِ نجد التشديد على مبدإ عدم تغير القرار أو المرسوم «فلذلك إذ أراد الله أن يُظهر أكثر كثيرًا لورثة الموعد عدم تغيُّر قضائه، توسَّط بقسمٍ» (عب6: 17).
إذًا فكهنوت المسيح لصالح شعبه لا يتغيَّر أبدًا. يترتب على ذلك أنه الضامن لعهد أفضل «على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنًا لعهدٍ أفضل» (7: 22). وما أحلى كلمة ”يسوع“ على مسمع كل مؤمن! إنها تُحرِّك في القلب كل مشاعر الحب نحوه. يسوع الغالي هذا قد صار ضامنًا لعهدٍ أفضل. وكلمة ”ضامن“ هي كلمة قانونية تعني الشخص الذي يتحمل المسؤولية كاملة.
ويا للروعة!! إن يسوع يُريح نفسي ويُهدئها. إنه يؤكد قبولي الدائم لدى الله في شخصه المحبوب، في كل مرة أقترِب فيها من حضرة الله.
المسيح كاهن إلى الأبد لأنه قام من بين الأموات

«وأولئك قد صاروا كهنةً كثيرين من أجل منعهم بالموت
عن البقاء، وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد، له كهنوتٌ لا يزول»
(عب7: 23، 24).
 
قديم 31 - 12 - 2024, 12:37 PM   رقم المشاركة : ( 182505 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



القيامة ركيزة أساسية للكهنوت
يستند كاتب العبرانيين، في أصحاح7، إلى حقيقة قيامة المسيح كأمر أساسي لخدمته الكهنوتية الآن، فيقول إن كهنوت المسيح قد صار ليس بحسب ناموس وصية جسدية، بل بحسب قوة حياة لا تزول (ع16). فبينما كهنوت هارون تأسَّس بالارتباط بالناموس، فإن كهنوت المسيح مؤيَّد بقوة حياة لا تزول. المسيح دُعيَ للكهنوت كالمُقام من بين الأموات، الذي له حياة غلبت الموت ولا يُمكن أن يقهرها أي شيء. إنها حياة لاتزول. وكلمة ”لا تزول“ - في ترجمة يوحنا داربي - تأتي indissoluble وتعني حرفيًا: لا فكاك منه. فهي إذًا حياة لا يعتريها الضعف أو الوهن، حياة مليئة بالقوة.
إن كهنة العهد الأول كانوا كثيرين، لأن الموت منعهم عن البقاء. وقد ذكر أحد الشرَّاح أن عدد رؤساء الكهنة في تاريخ الأمة، من هارون حتى عام 70م يُقَدّر بحوالي 84 رئيس كهنة «وأولئك قد صاروا كهنةً كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء، وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد، له كهنوتٌ لا يزول». فالمسيح، كالمقام من بين الأموات، لن يموت مرة أخرى، إنه يبقى إلى الأبد، وكهنوته لا يزول. وكلمة ”لا يزول“ - في حاشية ترجمة داربي - تعني ”لا ينتقل إلى آخر“.
 
قديم 31 - 12 - 2024, 12:38 PM   رقم المشاركة : ( 182506 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



عصا هارون التي أفرخت
من قراءة الأصحاح السابع عشر من سفر العدد، نفهم أن الرب أراد أن يبرهن للشعب اختياره هارون للكهنوت. وكان ذلك بعد هلاك قورح وقومه، وبعد تذمر إسرائيل على موسى وهارون. «وكلَّم الرب موسى قائلاً: كلِّم بني إسرائيل وخذ منهم عصًا، عصًا لكل بيت أبٍ من جميع رؤسائهم حسب بيوت آبائهم، اثنتى عشرة عصًا. واسم كل واحدٍ تكتبه على عصاه، واسم هارون تكتبه على عصا لاوي... وضعها في خيمة الاجتماع أمام الشهادة... فالرَّجُل الذي أختاره تُفرخ عصاه... فوضع موسى العصيَّ أمام الرب في خيمة الشهادة. وفي الغد دخل موسى إلى خيمة الشهادة، وإذا عصا هارون لبيت لاوي قد أفرخت. أخرجت فروخًا وأزهرت زهرًا وأنضجت لوزًا» (عد17: 1-8).
عصا هارون التي أفرخت رمز لقيامة المسيح. فالمسيح قام من بين الأموات بقوة حياة لا تزول. والليلة التي قُضيت في الخيمة تمثل موته، ثم الغد هو قيامته. واللوز هو أول الأشجار التي تُثمر في الربيع. فإن كان الشتاء يمثل الموت، فإن الربيع يُمثل الحياة، واللوز المزهر صورة مبهجة للحياة بعد الموت.
أما عن ارتباط هذه العصا بهارون، فلكي توضِّح أن خدمة المسيح كرئيس الكهنة لشعبه مؤسَّسة على قيامته من بين الأموات. وقد ظلت هذه العصا في تابوت العهد (عب9: 4)، لكن عند تدشين هيكل سليمان لم يحتوِ التابوت سوى على لوحي الشريعة (1مل8: 9)، أما قسط المن الذهبي، وعصا هارون التي أفرخت، واللذان كانا يمثِّلان الإمداد الإلهي للشعب طوال رحلة البرية، فلا مكان لهما في حُكم سليمان؛ ملك السلام. وهكذا لن يكون المؤمنون في احتياج إلى خدمة المسيح الكهنوتية، في صورتها الحالية، عندما يصلون إلى بيت الآب، في نهاية الرحلة. فهناك لن يكون ضعف أو عجز أو تجارب أو ألم. لكن المسيح سيواصل خدمته، إذ سيقود شعبه في السجود والتسبيح لله، إلى أبد الآبدين.
 
قديم 31 - 12 - 2024, 12:39 PM   رقم المشاركة : ( 182507 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



تعزية قلب المؤمن
إن حقيقة خدمة المسيح كالكاهن العظيم هي مصدر تشجيع كبير لكل مؤمن يدركها ويفهمها. فيقول كاتب العبرانيين: «وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد، له كهنوتٌ لايزول» (عب7: 24). وإنني أتخيل شخصًا يهوديًا، من الشعب قديمًا، اعتاد أن يذهب إلى هارون ، مثقَّلاً بمشاكله، حتى يفرغ قلبه له، وينال منه رثاءً وترفقًا وإرشادًا. وفي أحد الأيام أخبروه أن هارون قد مات. وجاءه الخبر كوقع الصاعقة عليه. لقد أَلِفهُ وأعتاده واستفاد منه، فماذا يعمل الآن؟ عليه أن ينتظر تعيين أحد أولاد هارون ليشغل مركز أبيه. لكن المشكلة؛ هل سيكون مثل أبيه؟ هل سيتفهَّم مشاكله بذات سعة صدر أبيه؟ هل عنده ذات الحكمة والنظرة الثاقبة للأمور؟ من يدري؟! حقًا إن هذا يشكل عبئًا نفسيًا شديدًا على صاحبنا اليهودي هذا.
لكن لنا أخ مسيحي مؤمن يجتاز في ظروف صعبة، وها هو يجلس أمام الرب يسوع المسيح، يحكي له، ويبكي عنده، ويسكب قلبه قدامه، ويكشف له كل أوجاعه. ودائمًا يقوم من قدامه مجبور الخاطر، مكفكَف الدموع، مُعالَج النفس، ومُشجَّع القلب أيضًا. إنه يتعلم، يومًا فيومًا، أن هذا الكاهن العظيم يعرف كل جزئياته وكلّياته؛ يعرف تكوينه النفسي، ويعرف جوانب الضعف في شخصيته، يعرف ما الذي يؤلمه وما الذي يفرحه. إنه يعرف كل شيء عنه. وهو ليس يعرف فقط، بل يرثي ويشجِّع، ويأخذ باليد ويُقوي؛ فيتمكن أخونا من المضي في مشواره المسيحي مرفوع الرأس، مسنود القلب. وأكثر ما يطمئن قلبه هو أن حبيبه القدير العظيم حيٌّ إلى الأبد، ولن يموت مرة أخرى، وكهنوته لن ينتقل لشخص آخر.
ويواصل كاتب العبرانيين «فمن ثمّ يقدر أن يُخلِّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حيٌّ في كل حينٍ ليشفع فيهم» (عب7: 25). مِمَ يُخلِّص الرب؟ من كل ما يُعيق تقدُّمنا إلى حضرة الله. أحبائي، كم من عوائق تقف في طريقنا لإعاقتنا عن الوجود في حضرة الله، والتمتع بما لنا فيه، سواء كأفراد في مخادعنا، أو كجماعة في الاجتماعات. ربما مشاكل يفتعلها العدو، ربما ضعفات نفسية تؤدي للإنحناء وصغر النفس، ربما أمراض يسمح بها الرب، أو حيرة ذهنية ناتجة من المحدودية الإنسانية، هذه وغيرها يُخلِّص منها الرب، ويُخلص إلى التمام، على الدوام، على طول الخط.
 
قديم 31 - 12 - 2024, 12:39 PM   رقم المشاركة : ( 182508 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كيف يُخلِّص الرب؟
إما بإزالة السبب أو برفعنا فوقه، والنتيجة هي شبع بكلمته، وتجديد للذهن من الأفكار السلبية التي تملاؤه كالقلق والخوف والكآبة، وملؤه بالرجاء والثقة في الرب. حقًا إنها معجزة تتم فينا بفضل عمله الكهنوتي.
والحيثية لخلاص الرب: «إذ هو حيٌّ في كل حينٍ ليشفع فيهم».
ياللروعة! إنه يخصِّص حياته في السماء، لا لنفسه، بل لشؤون أحبائه.
ليتنا نثبِّت النظر عليه. له كل المجد.
 
قديم 31 - 12 - 2024, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 182509 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



القيامة والكنيسة

تشمل القيامة جانبًا هامًا في الإيمان المسيحي، وهي من أساسيات ذلك الإيمان، مثل التجسّد والصلب. وكما وجَّه الشيطان سهام التشكيك إلى تجسد المسيح وصلبه، فإنه وجّهها أيضًا إلى قيامته، إذ أشاع اليهود أن المسيح لم يقُم، بل سرق التلاميذ جسده (مت28: 11-15)؛ وللمؤمنين في كورنثوس دسّ تعليم عدم وجود قيامة أموات، وبالتالي فإن المسيح لم يقُم (1كو15)؛ وللمؤمنين في تسالونيكي أن إخوتهم الذين رقدوا لن يقوموا (1تس4)، وهكذا سبَّب الحزن لهم. فالشيطان يسعي حثيثًا لكي يقوِّض الإيمان المسيحي.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إن كان التجسد واضحًا ومُعلنًا للكل، وهكذا أيضًا الصليب، فلماذا لم تكن قيامة المسيح كذلك، علي الرغم من أن العدو ما زال يشكك في هذه الأمور الثلاثة؟
والحقيقة أن الرب قَصَدَ أن يُظهر نفسه بعد قيامته في دائرة ضيقة من التلاميذ الذين كانوا معه، لأن ما يميِّز تدبير النعمة الحاضر هو الإيمان؛ فالرب قال لتوما: «طوبى للذين آمنوا ولم يروا» (يو20: 29).
وبموت المسيح وقيامته تمّت المشورات الأزليه من جهة الكنيسة. صحيح أن كل التدبيرات تستفيد من موت المسيح وقيامته، لكن ما يميز الكنيسة الآن هو وجود المسيح في المجد كرأس الجسد، وحضور الروح القدس هنا علي الأرض لتكوين الكنيسة، لذلك سوف نتكلّم في هذه العُجالة عن علاقة قيامة المسيح بالكنيسة في ثلاثة اتجاهات:
أولاً: قيامة المسيح وبناء الكنيسة (من حيث كونها بيت الله وهيكل الله).
ثانيًا: قيامة المسيح وبنيان الكنيسة (من حيث كونها جسد المسيح).
ثالثًا: قيامة المسيح ورجاء الكنيسة (من حيث كونها عروس المسيح).
أولاً: من جهة بناء الكنيسة
إن الكنيسة كبيت الله على الأرض أخذت مكان الأمة اليهودية التي رفضت الرب بصفته الملك. فبيت الله كان في أورشليم، لكن الرب أعلن - بعد رفض الأمه له - أن ذلك البيت لم يعُد بيت الله، وقال لهم: «هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا» (مت23: 38)، لكنه أعلن أيضًا أن هناك بناءً جديدًا سوف يبنيه، ألا وهو كنيسته (مت16: 18).
أساس البناء:
لقد أخذ الرب تلاميذه إلى نواحي قيصرية فيلبس، وهناك كان سؤاله لهم: «من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟... وأنتم، مَن تقولون إني أنا؟ فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي. فأجاب يسوع وقال له: طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحمًا ودمًا لم يُعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات. وأنا أقول لك أيضًا: أنت بطرس، وعلي هذه الصخرة ابني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (مت16: 13-18). وهكذا على أساس الإعلان الذي أخذه بطرس عن المسيح أنه ابن الله الحي، يبني الرب كنيسته. لقد قال الرب لآدم بعد السقوط: «لأنك ترابٌ، وإلي ترابٍ تعود»، فكل من هو من آدم يكون للموت سلطان عليه. أما كل من يُبنى على المسيح ابن الله الحي، الذي هزم الموت، ثم قام بقوة حياة لا تزول (عب7: 8، 16، 25)، فإنه يُبنى على تلك الصخرة (أي المسيح ابن الله الحي).
وفي رسالتي بطرس الأولي وأفسس، نجد الرب هو الذي يبني بيته، في حين أنه في رسالة كورنثوس الأولى نجد الإنسان تحت المسؤولية هو الذي يبني. ففي رسالة بطرس الأولى يقول: «الذي إذ تأتون إليه، حجرًا حيًّا، مرفوضًا من الناس، ولكن مختار من الله كريم، كونوا أنتم أيضًا مبنيين - كحجارة حية - بيتًا روحيًّا» (1بط2: 4، 5). لقد أدرك بطرس معنى الإعلان الذي أخذه من الآب عن المسيح ابن الله الحي (مت16: 16، 17). لقد قام الرب منتصرًا على الموت، وصار هو حجر الزاوية (كما يراه بطرس في رسالته)، وكل من يبنى عليه من المؤمنين يصير أيضًا حجرًا حيًّا، وهكذا يتكوَّن البيت الروحي الذي لله على هذا الأساس الذي هو المسيح المُقام من الأموات، وبطرس يرى البناء من نهايته، فيذكر أن المسيح هو رأس الزاوية.
أما في رسالة أفسس فإننا نرى الرسول بولس يتكلم عن تكوين الكنيسة؛ مرّة كمسكن لله في الروح، والمؤمنين حينما يجتمعون معًا يُظهرون هذا المسكن، حيث يُستعلن في هذا المسكن مجد الله وحضوره. فالمؤمنون هنا على الأرض مسكنٌ لله في الروح، كما كان المسكن في سفر الخروج. لكن من جهة أخرى يتكلم بولس عن الكنيسة كبناء أو كبيت الله وهيكله، ويظهر أيضًا في هذه الرسالة أن الله هو الذي يبني هذا البيت، ويأتي بالمؤمنين كحجارة لتُبنى على الأساس الذي هو يسوع المسيح المُقام من الأموات. فقد كتب الرسول: «مبنيين على أساس الرسل والأنبياء (وهو هنا يقصد أشخاصهم وليس تعليمهم، حيث يتكلم عن بناء البيت وتكوينه من أشخاص كحجارة في هذا البيت)، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية» (أف2: 20). والرسول يتكلم هنا عن البناء من بدايته من أسفل، ولذلك ذكر الرب يسوع المسيح كحجر الزاوية، وليس كرأسها كما في رسالة بطرس. وكل يوم يُضيف الرب أحجارًا إلى هذا البناء. وآخر حجر يدخل في هذا البناء يُصيِّر هذا البناء «هيكلاً مقدَّسًا في الرب» (أف2: 21). وعندما يحدث ذلك يأتي الرب، ويأخذ المؤمنين إلى حيث يكون هو.
ثانيًا: قيامة المسيح وبنيان الكنيسة، من حيث كونها جسد المسيح
لقد أوقع الرب الإله سباتًا علي آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحمًا، وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة، وأحضرها إلى آدم (تك2: 22). لقد أطاع آدم الله في هذا الأمر (إن جاز التعبير)، ولما قام من سباته، وجد أمامه المرأة التي بناها الله من إحدى أضلاعه، فقال: «هذه الآن عظمٌ من عظمي ولحمٌ من لحمي» (تك2: 23). وهكذا أيضًا المسيح؛ لقد ذهب إلى الصليب طائعًا، ولسان حاله: «الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟». ولنلاحظ أيها القارئ العزيز، أن آدم عندما أُوقع عليه السبات (رمز لموت المسيح) لم يكن ذلك بسبب الخطية، إذ لم تكن الخطية قد دخلت بعد. فلم يكن هذا السُبات إلا لغرض واحد وهو أن يأخذ الرب ضلعًا منه، ويبنيها امرأة. وهكذا قد ذهب المسيح إلى الصليب لأسباب عديدة، لا مجال لذكرها هنا، ولكن هناك سبب لا يتعلق بالخطية، بل يتعلق بالكنيسة وحدها، أي لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدةً، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك (أف5: 27).
لقد «بنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة»، وهكذا لا بد من بنيان الكنيسه كجسد المسيح. فبعد أن مات الرب، وقام، وجلس عن يمين العظمه في الأعالي؛ أرسل الروح القدس على الأرض ليكوِّن الكنيسة، لذلك يقول بولس في 1كورنثوس12: 13 «لأننا جميعنا بروحٍ واحدٍ أيضًا اعتمدنا إلى جسدٍ واحدٍ، يهودًا كنا أو يونانيين، عبيدًا أم أحرارًا، وجميعنا سُقينا روحًا واحدًا». وهكذا يعمل الروح القدس الآن ليأتي بالنفوس المختارة لتنضم إلى كنيسة المسيح ويصبح أعضاء في الجسد الواحد. وهكذا يُرى المؤمنون في كورنثوس كأعضاء في الجسد الواحد، أما في روميه فهم أعضاء بعضهم لبعض (رو12: 5)، وفي أفسس أعضاء في الجسد الذي رأسه المسيح (أف1: 22، 23)، في حين أنه في كولوسي يُرى شخص المسيح ومجده في صفته رأس الجسد (كو1: 18).
لكن السؤال هنا: كيف يُبنى الجسد؟
نقرأ في أفسس4 عن الرب أنه «إذ صعد إلى العلاء، سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا... وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً، والبعض أنبياء، والبعض مبشِّرين، والبعض رعاةً ومُعلِّمين، لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح» (أف4: 8-11). فالرب المُقام من الأموات والجالس فوق جميع السماوات هو الذي ُيقيم ويُعطي المواهب لبنيان جسد المسيح، وليس من حقِّ أية جماعة أو فئة أن ُتقيم أو تُعّين أشخاصًا لبنيان جسد المسيح، لكن الرب يبني فقط الجسد من طريق استخدام العطايا التي أعطاها وأقامها هو للكنيسة.
ثالثًًا: القيامة ورجاء الكنيسة، من جهة صفتها عروسًا
إن الكنيسة في دعوتها سماوية، وأصلها ومصدرها هو السماء «وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة، نازلةً من السماء من عند الله، مهيأةً كعروسٍ مزينةٍ لرجُلِها» (رؤ21: 2). وهي الآن تنتظر عريسها كي يأتي ويأخذها إليه. ونحن نجد في تكوين 22؛ 24 صورة رمزية لهذا الأمر. ففي تكوين 22 نجد إسحاق ذاهًبا هو وأباه إبراهيم إلى جبل المريا، سالكًا طريق الطاعة حتى الموت، لكن الرب دبَّر له الخروف للمحرقة. وفي ع19 نجد أن الكتاب يذكر رجوع إبراهيم وحده إلى غلاميه دون إسحاق؛ وفي هذا إشارة لقيامة الرب من الموت، وصعوده إلى الأعالي، كما نجد في نهاية الأصحاح ولادة رفقة من بتوئيل الثامن من إخوته، وكما نعلم أن الرقم ”ثمانية“ هو رقم القيامة. وفي ص24 نجد العبد (الذي هو رمز للروح القدس) يذهب ليدعو رفقة العروس (رمز للكنيسة) لتذهب للاقتران بإسحاق العريس (رمز للرب يسوع). وما دامت العروس في البرية، يظل القول: «الروح والعروس يقولان: تعال». لقد قال الرب للكنيسة: «ها أنا آتي سريعًا»، فكان الرد: «آمين. تعال أيها الرب يسوع» (رؤ22: 20). وعلى الكنيسة طوال فترة وجودها على الأرض أن ترفع عينيها إلى فوق، منتظرة لحظة نداء عريسها ليأخذها إليه، فهي لا تنتظر أحداثًا على الأرض تُنبئ بقرب لحظة الاختطاف، فنحن لا نرتبط بتلك الأحداث، بل نرتبط بعريسنا السماوي. كما أن فترة تدبير النعمة التي نحن فيها الآن، والتي تبدأ من لحظة تكوين الكنيسة حتى الاختطاف، هي فترة ساقطة من النبوة وليست فترة محدَّدة. فبولس الرسول الذي كان يعلم النبوات جيدًا، وهو الذي تلقّى إعلان الكنيسة والاختطاف، كان ينتظر الرب.
ورجاء الكنيسة يرتبط بقيامة ربنا يسوع المسيح من جهة الأمور الآتية:
1- مكاننا في بيت الآب
2- قيامة المؤمنين وتغيير الأجساد
3- لقاؤنا مع الرب في الهواء، سواء كنا قديسين راقدين أو أحياء.
1- مكاننا في بيت الآب
لقد قال الرب لأحبائه في يوحنا 14: «لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قُلت لكم». فالتلاميذ هنا، كيهود، كانوا يعلمون أن سليمان بنى مساكن للكهنة في بيت الرب، لكن حين زاد عددهم، كان على بعضهم أن يبحثوا عن سكن بعيدًا عن بيت الرب، إذ لم تكن المساكن التي في البيت كافية لهم. لكن الرب هنا يطمئن أحباءه أن المساكن في بيت الآب كافية لكل المؤمنين مهما كان عددهم. لكنه استطرد قائلاً: «أنا أمضي لأعد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إلي». فبيت الآب لا يمكن لأي مخلوق، مهما كان، أن يدخله؛ فهو يخصّ الخالق نفسه، حتي نحن وإن كنا مفديين بعمل الصليب، فإن العمل في حدِّ ذاته فقط لا يجعل لنا مكانًا في بيت الآب، لكن بيت الآب أُعِد لنا بعد قيامة المسيح من الموت، ودخوله إلى بيت الآب كإنسان.
2- قيامة المؤمنين وتغيير الأجساد
في 1كورنثوس 15: 13-14 أكَّد الرسول بولس بيقين قيامة الأموات، على أساس أن الرب يسوع نفسه قام من الأموات. لكن كان هناك هذا السؤال: إن كان الأموات يقومون، فبأي جسمٍ يأتون؟ وكيف يتم ذلك؟ فكان جواب الرسول: «يا غبيُّ! الذي تزرعه لا يحيا إن لم يَمُتْ. والذي تزرعه، لست تزرع الجسم الذي سوف يصير، بل حبَّه مجردةً، ربما من حنطة أو أحد البواقي... هكذا أيضًا قيامة الأموات؛ يُزرع في فسادٍ (حالة الموت)، ويُقام في عدم فساد (حالة المجد)، يزرع في هوان (حالة اللحم والدم) ويُقام في مجد (الجسد الممجَّد)، يُزرع في ضعف (حالة الشيخوخة والمرض) ويقام في قوة (حيث لا مرض)، يُزرع جسمًا حيوانيًا، ويُقام جسمًا روحانيًا... وكما لبسنا صورة الترابي، سنلبس أيضًا صورة السماوي. فأقول هذا أيها الأخوة إن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد» (1كو 15: 35-50).
وهكذا فإن الرجاء المسيحي جعل مكان القبور بالنسبه للناس هو المزرعة الإلهية بالنسبه للمؤمنين. والفلاح عندما يزرع يتطلع إلى وقت الحصاد بفرح، وهكذا للمؤمنين وإخوتنا الراقدين هناك ميعاد للفرح، حيث قيامة الراقدين وتغيير الأجساد (1كو15: 51-55).
3- لقاؤنا مع الرب في الهواء
في الرسالة إلى تسالونيكي كتب الرسول قائلاً: «ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين... لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع، سيُحضرهم الله أيضًا معه». ثم يستطرد بولس قائلاً: «لأن الرب نفسه... سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حينٍ مع الرب» (1تس4: 13-17). والسؤال هنا لماذا في الهواء؟ والإجابة: لأن الشيطان هو إله هذا الدهر ورئيس هذا العالم، لكنه أيضًا رئيس سلطان الهواء. وهكذا فإن الهواء هو منطقة مناوراته وحروبه التي يشنّها على الكنيسة، لذلك سوف يأتي بنا الرب، بعد قيامة الراقدين، وتغيير الأحياء إلى منطقة الهواء، وبذلك يعلن الرب نصرتنا الأكيدة، حيث يجمعنا قبل ذهابنا إلى بيت الآب، فنهتف قائلين: « أين شوكتك ياموت؟ أين غلبتك ياهاوية؟». فما أعظمه انتصارًا!
عزيزي القارئ، لقد قام المسيح. فلئن كان الصليب وموت المسيح أساسًا هامًا من أساسيات المسيحية، فإن قيامة المسيح هي الأساس الآخر، وإن كان هناك في العهد القديم عمودان يرتكز عليهما بيت الله وهما ”ياكين (القوة)“ و”بوعز (الغنى)“، فهناك أيضًا عمودان ترتكز عليهما المسيحية وهما الصليب والقيامة، فعلى أساسهما كان بناء الكنيسة وبنيانها، بل أيضًا رجاؤها.
 
قديم 31 - 12 - 2024, 12:45 PM   رقم المشاركة : ( 182510 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,767

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






تشمل القيامة جانبًا هامًا في الإيمان المسيحي، وهي من أساسيات ذلك الإيمان، مثل التجسّد والصلب. وكما وجَّه الشيطان سهام التشكيك إلى تجسد المسيح وصلبه، فإنه وجّهها أيضًا إلى قيامته، إذ أشاع اليهود أن المسيح لم يقُم، بل سرق التلاميذ جسده (مت28: 11-15)؛ وللمؤمنين في كورنثوس دسّ تعليم عدم وجود قيامة أموات، وبالتالي فإن المسيح لم يقُم (1كو15)؛ وللمؤمنين في تسالونيكي أن إخوتهم الذين رقدوا لن يقوموا (1تس4)، وهكذا سبَّب الحزن لهم. فالشيطان يسعي حثيثًا لكي يقوِّض الإيمان المسيحي.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إن كان التجسد واضحًا ومُعلنًا للكل، وهكذا أيضًا الصليب، فلماذا لم تكن قيامة المسيح كذلك، علي الرغم من أن العدو ما زال يشكك في هذه الأمور الثلاثة؟
والحقيقة أن الرب قَصَدَ أن يُظهر نفسه بعد قيامته في دائرة ضيقة من التلاميذ الذين كانوا معه، لأن ما يميِّز تدبير النعمة الحاضر هو الإيمان؛ فالرب قال لتوما: «طوبى للذين آمنوا ولم يروا» (يو20: 29).
وبموت المسيح وقيامته تمّت المشورات الأزليه من جهة الكنيسة. صحيح أن كل التدبيرات تستفيد من موت المسيح وقيامته، لكن ما يميز الكنيسة الآن هو وجود المسيح في المجد كرأس الجسد، وحضور الروح القدس هنا علي الأرض لتكوين الكنيسة، لذلك سوف نتكلّم في هذه العُجالة عن علاقة قيامة المسيح بالكنيسة في ثلاثة اتجاهات:
أولاً: قيامة المسيح وبناء الكنيسة (من حيث كونها بيت الله وهيكل الله).
ثانيًا: قيامة المسيح وبنيان الكنيسة (من حيث كونها جسد المسيح).
ثالثًا: قيامة المسيح ورجاء الكنيسة (من حيث كونها عروس المسيح).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025