منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 12 - 2024, 11:11 AM   رقم المشاركة : ( 182311 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


معرفة علاقتنا بالله
«فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه، قد أدّبك الرب إلهك» (ع5).

إن كل معاملات الله معنا لها أساس واحد وهو العلاقة التي بيننا وبينه. فالشبع والجوع، العطش والارتواء، الصحراء غير المطروقة والعمود المُرشد، التعب والراحة، المرض والصحة، كل هذه تُخبر وتحدِّث عن شيء واحد: يد آب حنون وقلب آب مُحب. ويحسن بنا أن نتذكَّر هذا «لئلا نكّل ونخور في نفوسنا» (عب12: 3). فالآب الأرضي مرة يضرب بعصا التأديب، ومرة يضع قُبلات المحبة على وجنتي ابنه العزيز. مرة يوبخ ومرة يُظهر الرضا. وهكذا أبونا السماوي فإن كل معاملاته معنا مبنية على أساس واحد؛ أساس المحبة. هو آب قدوس. وهذا يوضح ويشرح كل شيء، فالقدوس هو أبونا ونحن ما علينا إلا أن نسير معه ونتكل عليه ونتمثل به «كأولاد أحباء» وهذا يضمن لنا كل السيادة والقوة الحقيقية والطهارة الكاملة. فعندما نسير معه نكون سعداء، وعندما نتكل عليه نكون أقوياء، وعندما نتمثل به نكون أطهارًا قديسين عمليًا.
 
قديم 29 - 12 - 2024, 11:12 AM   رقم المشاركة : ( 182312 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




معرفة رجائنا


«لأن الرب إلهك آتِ بك إلى أرض جيدة، أرض أنهار من عيون وغمار تنبع في البقاع والجبال. أرض حنطة وشعير وكرم وتين ورمان. أرض زيتون زيت وعسل. أرض ليس بالمسكنة تأكل فيها خبزًا ولا يعوزك فيها شيء. أرض حجارتها حديد ومن جبالها تحفر نحاسًا» (ع7-9).

لنا شيء جميل يجب أن نضعه نصب أعيننا وسط تجاربنا المختلفة ومصاعبنا المتنوعة، وحتى في وسط المراحم والمزايا التي لنا في البرية. فأفراح المدينة العظيمة التي لها الأساسات والموعودون بها، تملأ قلوبنا بهجة وشجاعة وتعطي لأقدامنا ثباتًا أثناء مسيرنا. والحقول الخضراء والتلال المُغطاة بالكروم الموجودة في كنعان السماوية، والأبواب اللؤلؤية والشوارع الذهبية المُزدانة بها أورشليم المقدسة، كل هذه نراها بعيون إيماننا، فنحن مدعوون لنتمتع برجاء مبارك، رجاء لا يخزى. فعندما تلهب أقدامنا رمال البرية المُحرقة، دعونا نتهلل بكنعاننا ونتمسك بذاك الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، المحفوظ في السماوات لأجلنا (1بط1: 4).
 
قديم 29 - 12 - 2024, 11:16 AM   رقم المشاركة : ( 182313 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رغبات يعقوب التي تاقت نفسه للحصول عليها



إن الكثير من رغبات يعقوب التي تاقت نفسه للحصول عليها لم تكن شريرة، بل كانت مواعيد وبركات سبق الله ووعده بها، لكنه بدل أن ينتظر الرب لينجز ما وعد به طبقًا لطرقه الصالحة ومواقيته التي لا تخطئ، فإنه هو الذي رتب ودبر ليحصل عليها، متكلاً على الجسد، ومستعملاً وسائل جسدية بغيضة في عيني الرب.

فعندما رغب في البكورية، ظهر الذكاء الإنساني في عملية استغلال فرصة إعياء أخيه وجوعه، فاستطاع شراء البكورية بأكلة واحدة (تك25: 31- 34).

وعندما رغب في البركة، لجأ إلى النصب والاحتيال على أبيه (تك27: 1- 29).

وعندما رغب في الحصول على رضا عيسو أخيه، لجأ للنفاق والمُداهنة (تك32: 13- 29؛ 33: 1- 11).

وعندما خاف من العيشة مع عيسو، وأراد أن يتحاشى الدخول في شركة معه، لجأ للكذب والخداع (تك33: 12- 17).

وهكذا يتضح أمامنا أن الكثير من رغباته كانت صحيحة ومشروعة، إلا أن الوسائل كانت جسدية، ولا يُرى فيها إلا العنصر البشري في أحط حالاته. ومن هذه السبيكة الغريبة تتضح لنا معالم شخصية يعقوب.

ومن هذا يتضح أن اهتمامنا بالأمور الروحية وبعمل الرب، لا يعني أننا بمنأى عن التصرف الجسدي والسلوك بحسب البشر.

بعض الملاحظات التي قيلت في مجمع المنيا – ديسمبر 2004

هناك مبدءان في كلمة الله، يظهران بمنتهى الوضوح في حياة يعقوب. المبدأ الأول: مقاصد الله بالنعمة .. والمبدأ الثاني: مسئولية الإنسان.

إن الله لا بد أن يتمم مقاصد نعمته مهما كانت الظروف، ولكن إذا حاول أولاده، بسبب ضعف إيمانهم، تنفيذ تلك المقاصد بدونه، فسوف لا يحصدون سوى الحزن والتأديب، لأن «الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غل6: 7). ومع ذلك فالله يغتنم الفرصة ليعلِّم قلوبنا دروسًا اختبارية عن غنى نعمته وكمال حكمته. وهكذا فإن تأديب الله، الذي جعل من شخص كيعقوب، إناء لمجد الله وحمده، هو المغزى المُستفاد من حياته.

إننا كثيرًا ما نقسو على يعقوب لأنه كان يسلك حسب الجسد، ويصنع «تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات» (رو13: 14)، لكن نحن كثيرًا ما نفعل مثله، ودينونتنا أعظم لكوننا نتميز عنه بإمكانيات أعظم.

فأولاً: لم يكن يعقوب يتمتع بسُكنى الروح القدس فيه، فهذه بركة تخص مؤمني الكنيسة دون سواهم (رو8: 9)، فكيف كان يتسنى ليعقوب أن يسلك بحسب الروح؟ لكن ما هو عُذرنا نحن إن سلكنا حسب الجسد؟ لأنه وإن كان الجسد باقيًا كما هو في المؤمن، غير أن المؤمن حصل على قوة تنتصر عليه وتضعه في حكم الموت، وهي قوة الروح القدس عاملاً في الطبيعة الجديدة (رو8: 4).

ثانيًا: المعرفة التراكمية: وهذه يمكن أن نوضحها بمثال من العهد القديم. لقد تكبَّر بيلشاصر الملك، ودليل كبريائه تلك الوليمة التي صنعها لعظمائه الألف، والتي فيها أحضر آنية الهيكل المقدسة لكي يستعملها هو وعظماؤه في سكائبهم لآلهة بابل الوثنية. ولذلك قال له دانيال، قبل أن يُخبره بقضاء الله عليه وزوال مملكته: «وأنت يا بيلشاصر .... لم تضع قلبك، مع أنك عرفت كل هذا» (دا 5: 22). إن «كل هذا» الذي عرفه بيلشاصر، والذي جعله بلا عذر، لم يكن يزيد عن معاملات الله مع أبيه نبوخذ نصَّر، الذي لما ارتفع قلبه وقَسَت روحه تجبُّرًا، انحطَّ عن كرسي مُلكه، ونزعوا عنه جلاله، وطُرد من بين الناس، وتساوى قلبه بالحيوان (دا 5: 18- 21). ولكن ماذا عنا نحن؟! كم نعرف من الكتاب المقدس، المليء بالدروس النافعة. فلنتحذر لأن «ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته، فيُضرب كثيرًا. ولكن الذي لا يعلم، ويفعل ما يستحق ضربات، يُضرب قليلاً. فكل مَنْ أُعطى كثيرًا يُطلب منه كثيرٌ، ومَنْ يُودعونه كثيرًا يُطالبونه بأكثر» (لو12: 47: 48).

في «فنيئيل» خلع الرب حق فخذ يعقوب، وخلع عليه اسمًا جديدًا «فقال: لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل» (تك32: 24- 28)، ولكن يعقوب لم يَصِر بعد إسرائيلاً بكل معنى الكلمة (كلمة ”إسرائيل“ تعني ”الذي يأتمر بأمر الله“). والروح القدس في أصحاح 33 يُبقي على الاسم «يعقوب»، مع أننا كنا نتوقع أن يُستبدل هذا الاسم بالاسم الجديد ”إسرائيل“، كما استُبدل اسم أبرام بإبراهيم. فكيف كان ممكنًا أن يُطلق عليه اسم ”إسرائيل“ إن كان قد رجع سريعًا إلى حياة ”يعقوب“، ورجع من حياة التمسك والتعلق بالله إلى حياة التملق والمكر وتدبير الخطط التي كان يحياها منذ زمن طويل؟!

المؤمن الحقيقي توجد فيه طبيعتان: الطبيعة القديمة الموروثة من آدم، والتي تحب الخطية، وليس فيها ذرة واحدة من الصلاح (رو7: 18)، والطبيعة الجديدة التي من الله والتي لا تخطئ. والطبيعتان في تضاد. هذه السبيكة الغريبة واضحة في شخصية يعقوب في هذا الأصحاح (تك33). وكل عين بسيطة، تستطيع أن ترى بعض ملامح الطبيعة الإلهية الجديدة في كل مؤمن حقيقي، حتى ولو كان مؤمنًا جسديًا.

أولاً: بعض ملامح الطبيعة الإلهية في يعقوب، في تكوين 33:

(1) عندما رفع عيسو عينيه أبصر نساء يعقوب وأولاده قال: «ما هؤلاء منك؟» قال يعقوب: «الأولاد الذين أنعم الله بهم على عبدك» (تك33: 5). فاعتبر أولاده عطية من عطايا نعمة الله. هنا نرى الإقرار بإحسان الله!

(2) وبخصوص المقتنيات والممتلكات، يقول يعقوب: «لأن الله قد أنعم عليَّ ولي كل شيء» (ع11). فليس الأولاد فقط، بل المقتنيات والممتلكات أيضًا هي من عطايا نعمة الله. هنا نرى الاعتراف بفضل الله! بينما نلاحظ أنه لم يَرِد اسم الله أبدًا في حديث عيسو في هذا الأصحاح.

(3) رفض عيسو في البداية أخذ هدية يعقوب، قائلاً: «لي كثيرٌ» (ع9)، فرد يعقوب عليه بالقول: «لي كل شيء» (ع11). هنا نرى الاكتفاء والشبع بالرب.

(4) وعندما عرض عيسو عليه، بعد أن تصالحا، أن يعيشا معًا، تحاشى يعقوب ورفض الدخول في شركة معه. وهنا نرى الحرص على الانفصال وألا يكون تحت نير مع غير المؤمنين!

ثانيًا: بعض ملامح الطبيعة القديمة في يعقوب في تكوين 33:

(1) الجسد في قسوة مشاعره: مع أن يعقوب ارتبط بأربع زوجات، لكن عواطفه كانت من نحو راحيل فقط. ومحبته لراحيل جعلته غير مكترث ببقية نسائه وأولادهن. فهو لم يكن أبًا مُدركًا لمسئوليته، ولا مُنصفًا بين أفراد عائلته. وفي هذا الأصحاح واضح أنه كان يفضل راحيل ويوسف عن الباقين، وكان هذا سببًا في خلق تفكك بين أفراد أسرته، وفي وجود صراعات بينهم.

(2) الجسد في غباوته: لقد اختار يعقوب لراحيل، زوجته الأثيرة عنده، ولأبنها يوسف الأثير عنده أيضًا، أفضل المواقع أمنًا بحسب تخطيطه «وضع ... راحيل ويوسف أخيرًا» (ع2). ولكن جاءت النهاية بعكس وبأسرع مما توقع. ففي شرخ شبابها ماتت راحيل أسبق من الجميع. ماتت الزوجة الشابة المحبوبة حتى قبل أبيه الشيخ! (تك35)، ونُزع يوسف منه وهو في السابعة عشر من عمره، وحُرما من بعضهما لأكثر من عشرين سنة.

(3) الجسد في نفاقه وريائه: فعندما رغب يعقوب في الحصول على رضا عيسو أخيه، لجأ إلى النفاق والمُداهنة. وفي ريائه يقول لعيسو: «لأني رأيت وجهك كما يُرَى وجه الله» (ع10). لقد نسى يعقوب درس فنيئيل عندما قال: «لأني نظرت الله وجهًا لوجه، ونُجِّيت نفسي» (تك32: 30). فها هو يخلط بين وجه الله ووجه عيسو مع أنهما لا يصلحان البتة للمُشابهة بينهما، وكل مقارنة بينهما مستحيلة. والذي نظر الله وجهًا لوجه، ما كان يليق به أن يخاف وجه الإنسان الذي يموت.

(4) الجسد في احتقاره لكلام الله: لقد نال يعقوب البركة التي قيل له فيها: «كن سيدًا لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك» (تك27: 29 قارن أيضًا تك27: 37، 40)، ولكن بالرغم من هذا نراه يسجد إلى الأرض سبع مرات أمام أخيه، الأمر الذي لم يقبل أن يفعله مردخاي التقي أمام هامان الأجاجي، إطاعة لكلام الرب ووصيته «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (مت4: 10؛ لو4: 8).

(5) الجسد في كذبه وخداعه: فعندما خاف يعقوب من العيشة مع عيسو، وأراد أن يتحاشى الدخول في شركة معه، لجأ للكذب والخداع. وعندما عرض عليه عيسو أن يضع تحت تصرفه رجاله المسلحين لحمايته، اعتذر يعقوب بالقول إن الأولاد رَخصَة (طرية Tender)، والغنم والبقر مُرضعة (رضيعة Suckling) ولا تستطيع السير بسرعة (ع13). ثم وعده أن يلحق به إلى سعير التي كان يستوطنها عيسو، لكنه ارتحل إلى جهة أخرى ناحية سُكُّوت (ع16، 17).

(6) الجسد في عدم فهمه لفكر الله، وعدم ثقته في مواعيد الله: فبعدما تخلص يعقوب من عيسو، نراه يرتحل إلى سَكُّوت، ليبني لنفسه فيها بيتًا، ثم يتركها ويمضي إلى شكيم حيث نصب خيمته في قطعة حقل اشتراها. لقد بنى حيث كان ينبغي أن يتغرب، واشترى حيث كان يجب أن يأخذ بالنعمة بحسب وعد الرب. وعندما دفع يعقوب "المائة قسيطة" ليبتاع قطعة الحقل في شكيم (تك33: 19)، فقد أنكر روح الغربة. واشترى الأرض التي وعد الله أن يعطيها له ولنسله (تك28: 13)، ولو كان له الإيمان الوطيد لانتظر بهدوء وتسليم، حتى يتمم الله وعده المتكرر.

(7) الجسد في عبادته وتدينه: كان يعقوب في شكيم رجلاً متدينًا، أراد أن يوفق بين الدنيا والدين. لقد أراد أن يُسكِّن ضميره ببناء مذبح وتقديم ذبائح. لكنه كان مشغولاً بذاته حيث أطلق على المذبح الذي أقامه اسم «إيل إله إسرائيل» (ع20). ولكنه لم يتمتع في فترة وجوده في سكوت وشكيم بظهور الرب له. ولو كان الرب راضيًا على المذبح الذي في شكيم وعلى الذبائح التي كانت تُقدم عليه، لمَا أمره في ما بعد أن يصعد إلى بيت إيل ويُقيم هناك (تك35: 1). نعم، في شكيم عبادة وتدين، ولكن كان هناك أيضًا فشل في الحياة الداخلية البيتية (تك34: 1، 2؛ 35: 1، 2) والله لا تُرضيه مجرد مظاهر الدين الخارجي ولا ممارسات العبادة الجسدية.
 
قديم 29 - 12 - 2024, 11:17 AM   رقم المشاركة : ( 182314 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعقوب عندما رغب في البكورية






عندما رغب في البكورية، ظهر الذكاء الإنساني في عملية استغلال فرصة إعياء أخيه وجوعه، فاستطاع شراء البكورية بأكلة واحدة (تك25: 31- 34).

وعندما رغب في البركة، لجأ إلى النصب والاحتيال على أبيه (تك27: 1- 29).

وعندما رغب في الحصول على رضا عيسو أخيه، لجأ للنفاق والمُداهنة (تك32: 13- 29؛ 33: 1- 11).

وعندما خاف من العيشة مع عيسو، وأراد أن يتحاشى الدخول في شركة معه، لجأ للكذب والخداع (تك33: 12- 17).

وهكذا يتضح أمامنا أن الكثير من رغباته كانت صحيحة ومشروعة، إلا أن الوسائل كانت جسدية، ولا يُرى فيها إلا العنصر البشري في أحط حالاته. ومن هذه السبيكة الغريبة تتضح لنا معالم شخصية يعقوب.

ومن هذا يتضح أن اهتمامنا بالأمور الروحية وبعمل الرب، لا يعني أننا بمنأى عن التصرف الجسدي والسلوك بحسب البشر.

بعض الملاحظات التي قيلت في مجمع المنيا – ديسمبر 2004

هناك مبدءان في كلمة الله، يظهران بمنتهى الوضوح في حياة يعقوب. المبدأ الأول: مقاصد الله بالنعمة .. والمبدأ الثاني: مسئولية الإنسان.

إن الله لا بد أن يتمم مقاصد نعمته مهما كانت الظروف، ولكن إذا حاول أولاده، بسبب ضعف إيمانهم، تنفيذ تلك المقاصد بدونه، فسوف لا يحصدون سوى الحزن والتأديب، لأن «الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غل6: 7). ومع ذلك فالله يغتنم الفرصة ليعلِّم قلوبنا دروسًا اختبارية عن غنى نعمته وكمال حكمته. وهكذا فإن تأديب الله، الذي جعل من شخص كيعقوب، إناء لمجد الله وحمده، هو المغزى المُستفاد من حياته.

إننا كثيرًا ما نقسو على يعقوب لأنه كان يسلك حسب الجسد، ويصنع «تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات» (رو13: 14)، لكن نحن كثيرًا ما نفعل مثله، ودينونتنا أعظم لكوننا نتميز عنه بإمكانيات أعظم.

فأولاً: لم يكن يعقوب يتمتع بسُكنى الروح القدس فيه، فهذه بركة تخص مؤمني الكنيسة دون سواهم (رو8: 9)، فكيف كان يتسنى ليعقوب أن يسلك بحسب الروح؟ لكن ما هو عُذرنا نحن إن سلكنا حسب الجسد؟ لأنه وإن كان الجسد باقيًا كما هو في المؤمن، غير أن المؤمن حصل على قوة تنتصر عليه وتضعه في حكم الموت، وهي قوة الروح القدس عاملاً في الطبيعة الجديدة (رو8: 4).

ثانيًا: المعرفة التراكمية: وهذه يمكن أن نوضحها بمثال من العهد القديم. لقد تكبَّر بيلشاصر الملك، ودليل كبريائه تلك الوليمة التي صنعها لعظمائه الألف، والتي فيها أحضر آنية الهيكل المقدسة لكي يستعملها هو وعظماؤه في سكائبهم لآلهة بابل الوثنية. ولذلك قال له دانيال، قبل أن يُخبره بقضاء الله عليه وزوال مملكته: «وأنت يا بيلشاصر .... لم تضع قلبك، مع أنك عرفت كل هذا» (دا 5: 22). إن «كل هذا» الذي عرفه بيلشاصر، والذي جعله بلا عذر، لم يكن يزيد عن معاملات الله مع أبيه نبوخذ نصَّر، الذي لما ارتفع قلبه وقَسَت روحه تجبُّرًا، انحطَّ عن كرسي مُلكه، ونزعوا عنه جلاله، وطُرد من بين الناس، وتساوى قلبه بالحيوان (دا 5: 18- 21). ولكن ماذا عنا نحن؟! كم نعرف من الكتاب المقدس، المليء بالدروس النافعة. فلنتحذر لأن «ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته، فيُضرب كثيرًا. ولكن الذي لا يعلم، ويفعل ما يستحق ضربات، يُضرب قليلاً. فكل مَنْ أُعطى كثيرًا يُطلب منه كثيرٌ، ومَنْ يُودعونه كثيرًا يُطالبونه بأكثر» (لو12: 47: 48).
 
قديم 29 - 12 - 2024, 11:19 AM   رقم المشاركة : ( 182315 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في «فنيئيل» خلع الرب حق فخذ يعقوب، وخلع عليه اسمًا جديدًا «فقال: لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل» (تك32: 24- 28)، ولكن يعقوب لم يَصِر بعد إسرائيلاً بكل معنى الكلمة (كلمة ”إسرائيل“ تعني ”الذي يأتمر بأمر الله“). والروح القدس في أصحاح 33 يُبقي على الاسم «يعقوب»، مع أننا كنا نتوقع أن يُستبدل هذا الاسم بالاسم الجديد ”إسرائيل“، كما استُبدل اسم أبرام بإبراهيم. فكيف كان ممكنًا أن يُطلق عليه اسم ”إسرائيل“ إن كان قد رجع سريعًا إلى حياة ”يعقوب“، ورجع من حياة التمسك والتعلق بالله إلى حياة التملق والمكر وتدبير الخطط التي كان يحياها منذ زمن طويل؟!

المؤمن الحقيقي توجد فيه طبيعتان: الطبيعة القديمة الموروثة من آدم، والتي تحب الخطية، وليس فيها ذرة واحدة من الصلاح (رو7: 18)، والطبيعة الجديدة التي من الله والتي لا تخطئ. والطبيعتان في تضاد. هذه السبيكة الغريبة واضحة في شخصية يعقوب في هذا الأصحاح (تك33). وكل عين بسيطة، تستطيع أن ترى بعض ملامح الطبيعة الإلهية الجديدة في كل مؤمن حقيقي، حتى ولو كان مؤمنًا جسديًا.
 
قديم 29 - 12 - 2024, 11:19 AM   رقم المشاركة : ( 182316 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بعض ملامح الطبيعة الإلهية في يعقوب في تكوين 33

(1) عندما رفع عيسو عينيه أبصر نساء يعقوب وأولاده قال: «ما هؤلاء منك؟» قال يعقوب: «الأولاد الذين أنعم الله بهم على عبدك» (تك33: 5). فاعتبر أولاده عطية من عطايا نعمة الله. هنا نرى الإقرار بإحسان الله!

(2) وبخصوص المقتنيات والممتلكات، يقول يعقوب: «لأن الله قد أنعم عليَّ ولي كل شيء» (ع11). فليس الأولاد فقط، بل المقتنيات والممتلكات أيضًا هي من عطايا نعمة الله. هنا نرى الاعتراف بفضل الله! بينما نلاحظ أنه لم يَرِد اسم الله أبدًا في حديث عيسو في هذا الأصحاح.

(3) رفض عيسو في البداية أخذ هدية يعقوب، قائلاً: «لي كثيرٌ» (ع9)، فرد يعقوب عليه بالقول: «لي كل شيء» (ع11). هنا نرى الاكتفاء والشبع بالرب.

(4) وعندما عرض عيسو عليه، بعد أن تصالحا، أن يعيشا معًا، تحاشى يعقوب ورفض الدخول في شركة معه. وهنا نرى الحرص على الانفصال وألا يكون تحت نير مع غير المؤمنين!
 
قديم 29 - 12 - 2024, 11:20 AM   رقم المشاركة : ( 182317 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بعض ملامح الطبيعة القديمة في يعقوب في تكوين 33

(1) الجسد في قسوة مشاعره: مع أن يعقوب ارتبط بأربع زوجات، لكن عواطفه كانت من نحو راحيل فقط. ومحبته لراحيل جعلته غير مكترث ببقية نسائه وأولادهن. فهو لم يكن أبًا مُدركًا لمسئوليته، ولا مُنصفًا بين أفراد عائلته. وفي هذا الأصحاح واضح أنه كان يفضل راحيل ويوسف عن الباقين، وكان هذا سببًا في خلق تفكك بين أفراد أسرته، وفي وجود صراعات بينهم.

(2) الجسد في غباوته: لقد اختار يعقوب لراحيل، زوجته الأثيرة عنده، ولأبنها يوسف الأثير عنده أيضًا، أفضل المواقع أمنًا بحسب تخطيطه «وضع ... راحيل ويوسف أخيرًا» (ع2). ولكن جاءت النهاية بعكس وبأسرع مما توقع. ففي شرخ شبابها ماتت راحيل أسبق من الجميع. ماتت الزوجة الشابة المحبوبة حتى قبل أبيه الشيخ! (تك35)، ونُزع يوسف منه وهو في السابعة عشر من عمره، وحُرما من بعضهما لأكثر من عشرين سنة.

(3) الجسد في نفاقه وريائه: فعندما رغب يعقوب في الحصول على رضا عيسو أخيه، لجأ إلى النفاق والمُداهنة. وفي ريائه يقول لعيسو: «لأني رأيت وجهك كما يُرَى وجه الله» (ع10). لقد نسى يعقوب درس فنيئيل عندما قال: «لأني نظرت الله وجهًا لوجه، ونُجِّيت نفسي» (تك32: 30). فها هو يخلط بين وجه الله ووجه عيسو مع أنهما لا يصلحان البتة للمُشابهة بينهما، وكل مقارنة بينهما مستحيلة. والذي نظر الله وجهًا لوجه، ما كان يليق به أن يخاف وجه الإنسان الذي يموت.

(4) الجسد في احتقاره لكلام الله: لقد نال يعقوب البركة التي قيل له فيها: «كن سيدًا لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك» (تك27: 29 قارن أيضًا تك27: 37، 40)، ولكن بالرغم من هذا نراه يسجد إلى الأرض سبع مرات أمام أخيه، الأمر الذي لم يقبل أن يفعله مردخاي التقي أمام هامان الأجاجي، إطاعة لكلام الرب ووصيته «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (مت4: 10؛ لو4: 8).

(5) الجسد في كذبه وخداعه: فعندما خاف يعقوب من العيشة مع عيسو، وأراد أن يتحاشى الدخول في شركة معه، لجأ للكذب والخداع. وعندما عرض عليه عيسو أن يضع تحت تصرفه رجاله المسلحين لحمايته، اعتذر يعقوب بالقول إن الأولاد رَخصَة (طرية Tender)، والغنم والبقر مُرضعة (رضيعة Suckling) ولا تستطيع السير بسرعة (ع13). ثم وعده أن يلحق به إلى سعير التي كان يستوطنها عيسو، لكنه ارتحل إلى جهة أخرى ناحية سُكُّوت (ع16، 17).

(6) الجسد في عدم فهمه لفكر الله، وعدم ثقته في مواعيد الله: فبعدما تخلص يعقوب من عيسو، نراه يرتحل إلى سَكُّوت، ليبني لنفسه فيها بيتًا، ثم يتركها ويمضي إلى شكيم حيث نصب خيمته في قطعة حقل اشتراها. لقد بنى حيث كان ينبغي أن يتغرب، واشترى حيث كان يجب أن يأخذ بالنعمة بحسب وعد الرب. وعندما دفع يعقوب "المائة قسيطة" ليبتاع قطعة الحقل في شكيم (تك33: 19)، فقد أنكر روح الغربة. واشترى الأرض التي وعد الله أن يعطيها له ولنسله (تك28: 13)، ولو كان له الإيمان الوطيد لانتظر بهدوء وتسليم، حتى يتمم الله وعده المتكرر.

(7) الجسد في عبادته وتدينه: كان يعقوب في شكيم رجلاً متدينًا، أراد أن يوفق بين الدنيا والدين. لقد أراد أن يُسكِّن ضميره ببناء مذبح وتقديم ذبائح. لكنه كان مشغولاً بذاته حيث أطلق على المذبح الذي أقامه اسم «إيل إله إسرائيل» (ع20). ولكنه لم يتمتع في فترة وجوده في سكوت وشكيم بظهور الرب له. ولو كان الرب راضيًا على المذبح الذي في شكيم وعلى الذبائح التي كانت تُقدم عليه، لمَا أمره في ما بعد أن يصعد إلى بيت إيل ويُقيم هناك (تك35: 1). نعم، في شكيم عبادة وتدين، ولكن كان هناك أيضًا فشل في الحياة الداخلية البيتية (تك34: 1، 2؛ 35: 1، 2) والله لا تُرضيه مجرد مظاهر الدين الخارجي ولا ممارسات العبادة الجسدية.
 
قديم 29 - 12 - 2024, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 182318 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




معرفة رجائنا


جميل أن نثق في عمل الله لمشيئته بغض النظر
عن نتائج هذه المشيئة، ولا شك أنها نتائج مباركة


لكونك لا تستطيع أن تسترجع ما فاتك من وقت وفرص،
هذا يحفزك ويدفعك لتكون حكيمًا ومفتديًا لما سيأتي من
وقت وفرص لمجد الله ولخدمته.
لذا يقول الكتاب المقدس: «فانظروا وفرص لمجد الله ولخدمته.
لذا يقول الكتاب المقدس: «فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق،
لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة»
(أف5: 15 و16)
 
قديم 29 - 12 - 2024, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 182319 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فهل نحن نرفع عيوننا إلى الساكن في الأعالي





جلس أحدهم في أحد الطوابق العالية من ناطحة سحاب وهو يراقب ما يحدث في الطريق تحته.
وفي مشاهدته رأى أزمة مرور في الشارع، وتخبطاً من السيارات وهم يحاولون فك هذا الاختناق في الطريق.
ومن مكانه، فكر للحظات، فوجد أن الحل سهل إذا تحركت السيارات بطريقة معينة. فقال في نفسه: لو أمكن لهؤلاء أن يسمعوني، لفككت أزمتهم فإني من هنا أرى أفضل.
فهل نحن نرفع عيوننا إلى الساكن في الأعالي عندما تواجهنا أية أزمة، طالبين بالصلاة منه أن يحلها لنا!

 
قديم 29 - 12 - 2024, 11:27 AM   رقم المشاركة : ( 182320 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه









دخل العالم التعب والموت، في نفس اليوم الذي دخلت فيه الخطية «ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك» (تك3: 7). وها نحن نعمل كل يوم ونتعب، نشتغل اليوم كله ونشقى. لكن الشيء الذي يُتعب أكثر، ويُشقي أكثر، هو الخطية! وهذه اللعنة ”ملعونة الأرض بسببك“، التي صدرت من فم الله في ذلك اليوم المُخيف، ما زالت سارية المفعول إلى يومنا هذا!

أرض ناشفة ويابسة هي التي نسير عليها سني غربتنا. يقول عنها رجل الله موسى: «أيام سنينا هي سبعون سنة. وإن كانت مع القوة فثمانون سنة. وأفخرها تعب وبلية. لأنها تُقرض سريعًا فتطير» (مز90: 10). ومع ذلك ففكر الله ومقاصده منذ الأزل أن يعطي راحة للإنسان، راحة للنفس والجسد، راحة للضمير والقلب! لكن أين وكيف لنا أن نجد الطريق إلى هذه الراحة في عالم مليء بالمخاطر في كل لحظة، في عالم مليء بالفساد في كل أركانه، في عالم مليء بالعنف في كل جوانب الحياة!!

هذه الأرض ليست مكانًا لراحة أحد، ولا يمكن أن تكون ـ وخاصة لقديسي الرب. «قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة (الترجمة الأصلية: ليس هنا مكان الراحة). من أجل نجاسة تُهلك، والهلاك شديد» (ميخا2: 10). تعالوا بنا نُطالع كتاب تاريخ البشرية كلها لنرى أن الفساد والعنف يطلان برأسيهما من كل صفحة من صفحات هذا الكتاب البشع، والسبب دائمًا هو هو: الخطية! الخطية داخل الإنسان، والضاربة حتى النخاع، والتي تسري في شرايينه سريان الدم وهو بعد جنين في الرحم!

أ ليس من الغباوة بمكان أن يأتي الإنسان بوسادة ناعمة وأريكة فاخرة ويضعهما بجوار القمامـة والعفونة طلبًا للراحة والاسترخـاء؟! هكذا من يسعى ليجد له راحة وسط خراب وفساد عالمنا هذا !

بعد نهاية الأربعين يومًا فتح نوح طاقة الفلك وأرسل الغراب أولاً. خرج الغراب (وهو طائر نجس) ولم يَعُد. لقد وجدَ الغراب مكانًا لقدميه بين مُستنقعات المياه والأوحال. بعدها أرسل نوح الحمامة. خرجت الحمامة (وهي طائر طاهر) ورجعت. لقد رجعت الحمامة لأنها لم تجد مقرًا لرجلها، فما زالت المياه والمستنقعات والأوساخ لم تتلاشَ بعد!

وهكذا فكلما ازدادت أمانة المؤمن في حياة الانفصال عن الشر، كلما ازداد بالتالي حسه بالفساد المُحيط به، وكلما ازداد أيضًا حسه بالتعب وعدم الراحة وسط خراب وفساد هذا العالم.

وعلى هذا المقياس فمَنْ هو الذي انزعج من دخول الخطية للعالم؟ مَنْ هو الذي أحس بالكامل بهول الخطية المُحيطة بنا؟ مَنْ هو الذي استطاع أن يُدرك نتائج هذا الفساد والخراب بكل أبعاده المتنوعة والتي تتمثل في: إهانة الله .. العبودية للشيطان .. شوكة الموت .. اضمحلال الخليقة .. إلخ ؟

إنه ذاك وليس آخر .. إنه الابن المبارك، قدوس الله.

أ كان يمكن لذلك القدوس أن يستريح وسط هذا العالم زمن تجسده؟ مستحيل. وهو وإن كان ـ تبارك اسمه للأبد ـ قال لتلاميذه «تعالوا هنا منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً» (مر6: 31) ـ لكنه أبدًا لم يَقُل: تعالوا لنستريح!!

يجول من قرية إلى قرية. يلبي أكثر من طلب. يسد أكثر من حاجة. كم من أيام بدأها باكرًا في الصباح لتنتهِي متأخرة بالليل، وهو يعمل. يعمل بقلب المحبة، وبذات النكران والتواضع!

أحبائي .. تعالوا بنا لوقفة هادئة نتأمله في خشوع وهو يقول لليهود: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل» (يو5: 17). وأمام عمل محبته التي أبدًا لا تهدأ .. كيف قابله العالم؟! كيف استقبل العالم هذا الزائر الجليل؟! هذا الضيف السماوي الإلهي؟!

في ولادته لم يقدم له العالم سقفًا يستظل به، لم يجد فندقًا يفتح الأبواب له. وعلى طول رحلته فوق الأرض لم يجد مكانًا ليسند رأسه. وعند موته لم يكن له مكان ليُدفن فيه. قدما السيد الطاهرتان لم تجدا موضعًا لراحتهما في خلال رحلته

هناك مكان واحد وجد فيه راحته! وهناك فترة زمنية معينة من الآب .. يمكن له بعدها أن يجد راحته!

المكان هو الصليب وليست الأرض، مرفوعًا عن الأرض، مُعلقًا بين السماء والأرض. والزمان هو حينما أبطل الخطية بذبيحة نفسه!

لم ينتظر دخوله المجد، لم ينتظر قيامته من الأموات، بل بمجرد ما أتم عملية الفداء، في الحال نكس الرأس أولاً .. أي استراح! الآن فقط وجد راحة له .. والآن أوجد لنا راحة في شخصه المعبود.

«قال قد أُكمل. ونكس رأسه. وأسلم الروح» (يو19: 31).

إنه قدوس الله. إنه ابن محبته. إنه الابن الوحيد الذي منذ الأزل وإلى الأبد في حضن الآب!

قارئي العزيز: ليت الرب يهبنا نعمة خاصة حتى لا يغيب عن أذهاننا وقلوبنا أن رب المجد هذا قيل عنه زمن تجسده: «وأما ابن الإنسان .. فليس له أين يسند رأسه».
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025