منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 12 - 2024, 10:11 AM   رقم المشاركة : ( 182291 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





مثال الحنطة والزوان.

أيضًا مثال الحنطة والزوان والذي نعرفه جيدًا وله معاني روحية رائعة ولكن بالتدقيق قد تبرز أسئلة.

"24 قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ قِائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ زَرْعًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ. 25 وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَانًا فِي وَسْطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. 26 فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضًا. 27 فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟ 28 فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا. فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ 29 فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. 30 دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلًا الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني». (إنجيل متى 13: 24-30).

في اغلب الأماكن الزوان Tares أو الأعشاب الضارة يتم ازالتها من البداية لكيلا تسرق غذاء المحصول فتنتج محصول ضعيف. ويتم ازالتها بسهولة لأن شكلها من البداية مختلف عن الحنطة أي القمح وشكل نبات القمح سواء في صغره أو في نموه حتى ينتج سنابل. فقد يتعجب البعض ويقول لماذا لم يتم تنقيتهم من البداية ليتوفر غذاء أكثر للقمح؟ وهذا ما يفعله المزارعين حاليا. فالمعنى الروحي معروف لترك فرصة للأشرار حتى وقت الدينونة. ولكن السؤال سيصبح أن المثل لا يتفق مع ما يفعله المزارعين فهل هو مثل خطا حتى لو معناه صحيح؟ بالطبع لا وكلام الرب يسوع المسيح دقيق جدًا ولكن في الخلفية البيئية التي يتكلم عنها الرب يسوع يفهم أكثر. فالزوان المذكور هنا في اليوناني خ¶خ¹خ¶خ¬خ½خ¹خ؟خ½، 2215

هو بيئيا نوع من الزوان، موجود في أرض إسرائيل وهو الأكثر شيوعًا من بين الأنواع الأربعة في إسرائيل، وهو يسمى باللغة الدارجة الملتحي، وينمو في حقول الحبوب، وخلال المراحل المبكرة من النمو، كان من الصعب جدًا التمييز بينها لأنها تبدو فعلا وكأنها قمح. بطول القمح والشعير، ويشبه القمح في المظهر. ولهذا كان يلقبها اليهود قمحًا فاسدًا لأنها نفس شكل القمح أثناء النمو. بل بعضهم أضاف قصص انه كان في الأصل قمح وفسد بفساد الطبيعة. وأطلق عليه الحاخامون اسم "الزوان". ووصفوها بأن هذه البذور سامة للإنسان والحيوانات العاشبة، وتتسبب في النعاس والغثيان والتشنجات وحتى الموت (وهي غير ضارة بالدواجن). وبالفعل بيئيا صعب فصل النباتات هذه عن القمح حتى تنضح فيتضح نوعها، فيمكن المخاطرة بفصلها ولكن سيتم نزع بالخطأ نسبة مرتفعة من الحنطة. فلهذا المثال بيئًا صحيح لأنه يخسر بعض غذاء التربة لكيلا يضحي بقمح جيد.

وملاحظة أخرى وهي أن التوراة علمت أن المزارع لا ينبغي له أن يزرع نوعين مختلفين من البذور في حقل واحد (تث 22: 9). فهذا الشرير (المقصود به الشيطان) هو ليس فقط ضايق صاحب الكرم ولكن فعلته هذه تخالف الوصايا وهذا يوضح بالإضافة للمعاني الروحية الكثيرة للمثل بأن الوصايا لابد أن تتبع. ملحوظة متى البشير يركز على أن التلاميذ طلبوا من الرب يسوع تفسير مثال الزوان.

"حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. وَالْعَدُوُّ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هذَا الْعَالَمِ: يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ" (إنجيل متى 13: 36-43)

فالرب يسوع المسيح له كل المجد بنفسه فسر المثل فلا يحتاج تفسير أكثر ولكنهم لم يتعجبوا لماذا السيد لم يأمر من البداية بإزالة الزوان لأنهم كيهود يعرفون هذا النوع من الزوان وتشابهه مع الحنطة فمن الخطأ إزالته.

أخيرا الرب يسوع يكمل تفسيره لمثال الحنطة والزوان بعد طرح الأشرار في اتون النار بتعبير "حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ." هذا أيضًا تعبير يهودي فيقول اليهود "إن وجوه "الأبرار"، كما يقولون، في الوقت القادم، ستكون דו×‍ו×ھ לח×‍×”، "مثل الشمس"، والقمر، والنجوم والكواكب، والبروق، والزنابق، ومصباح المقدس." وأيضًا يقول اليهود تعبير شهير عندهم "إيلوهيم في الوقت القادم، سيُجمِّل جسد "الأبرار"، كجمال الإنسان الأول، عندما دخل الفردوس، وفقًا لإشعياء 58: 11 وأن ​​الروح، بينما هي في كرامتها، ستُدعم بالنور الأعلى، وستُلبس به؛ وعندما يدخل الجسد بعد ذلك، فإنه يدخل بهذا النور؛ وعندئذٍ يضيء الجسد، כזהר הרקיע، "كضياء السماء": كما قيل في دانيال 12: 3."

ولكن نقطة هامة هنا فيها يؤكد الرب يسوع المسيح مع تلاميذه اليهود أن ما يعرفونه أن الذي سيفعل هذا هو يهوه إيلوهيم وهنا يؤكد لهم أنه هو ابن الإنسان يهوه إيلوهيم الظاهر في الجسد هو الذي سيفعل ذلك عندما يقول لهم " يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ. . ." فهذا التعبير هو إعلان لاهوت بالمفهوم اليهودي.

خاتمة.

سؤال جانبي وهو لماذا لم يعترض اليهود أنه يكلمهم بأمثال؟ السبب أنهم متعودين على هذا فلم يكن هناك شكل من أشكال البلاغة اليهودية أكثر استخدامًا من الأمثال. وتضايق اليهود عندما بدأت تقل الأمثال. ويقال، في التلمود، أنه منذ وفاة الحاخام مائير، توقف أولئك الذين تحدثوا بالأمثال. وتكثر الكتب اليهودية القديمة بهذه الطريقة من الأمثال، ولهذا سمى بعض الراباوات القدامى دينهم بالمثلاية؛ "إن الأمثال كانت مطوية داخل أغطية الاحتفالات؛ وكانت خطابتهم في عظاتهم تشبهها. ولكن من العجيب حقًا أن أولئك الذين كانوا مولعين بالأمثال وتلذذوا بها؛ وبارعين في شرحها، ظلوا في القشرة الخارجية للاحتفالات، ولم يتمكنوا من استخراج المعنى الرمزي والروحي لها؛ ولم يكن قادرًا على استخراجها. فهم يرون القشرة ولا يرون النواة.

ولطن مرة أخرى كانت هذه امثلة من الكثير جدا الذي يوضح أهمية الخلفية البيئية لفهم أعمق وأروع لكلمات الكتاب المقدس.







والمجد لله دائما
 
قديم 29 - 12 - 2024, 10:17 AM   رقم المشاركة : ( 182292 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كيفية العلاج

رد فعل مردخاي إزاء الكارثة التي ألمت بشعبه، واستنتجنا من رد فعله هذا إصابته بمرض ضعف الإيمان. ويبدو أن هذا المرض العضال هو من الأمراض المتوطنة في عائلة الإيمان، كما يبدو أيضا أن الميكروب المسبب له ساكن في قلوبنا باستمرار، ولو إنه كثيرًا ما كان في حالة كمون، وهو ينتظر لحظة فيها تضعف المناعة عندنا، وتقل مقاومتنا لكي ينشط ويهدد صحتنا الروحية، بل وربما يهدمها. لكننا رأينا أيضًا أن الرب عالج مردخاي في غرفة إنعاش الإيمان، عالجه علاجًا عجيبًا وفعالاً، أذهلنا من سرعة فعله وعظمة أثره. فقد رأينا المريض المترنح الساقط في غيبوبة عدم الإيمان، يخرج من غرفة الإنعاش ليس فقط في تمام الصحة والعافية الروحية، بل وفي قوة لم تظهر عليه أبدًا حتى قبل سقوطه في المرض! فقد خرج واقفًا على رجليه، متمنطقًا بمنطقة الحق، حاملاً ترس الإيمان، لابسًا خوذة الخلاص، وشاهرًا سيف الروح. خرج وكأنه جندي خارج للقتال يقول كلامًا لأستير هو في الواقع أنشودة تحدي وترنيمة الواثق من الانتصار. هذا جعلنا نبتهج ونفتخر بروعة طبيبنا العظيم، لكنه جعلنا أيضًا نتساءل عن كنه هذا العلاج الفعال الذي أحدث كل هذا الأثر. وهذا ما سنتناوله في مقالنا هذا.

طريقتان للعلاج: على قدر فهمي لمعاملات الله مع شعبه كما أراها معلنة في كلمته، وكما ألحظها في حياتي وحياة إخوتي من حولي، أرى أن علاج الرب لضعف الإيمان يكون غالبًا بإحدى طريقتين: إما أسلوب العلاج بالنعمة أو أسلوب العلاج بالصدمة!! ومع أن النعمة والصدمة نقيضان متضادان لكن الأمر العجيب أنهما يحملان ذات القوة والفاعلية في علاج غيبوبة ضعف الإيمان! وبالطبع فإن الطبيب العظيم وحده، هو صاحب الحق في القرار أي من الطريقتين يستخدم مع كل حالة من الحالات، وهذا بالطبع طبقًا لحكمته الخاصة والتي تضع في الاعتبار عوامل كثيرة للغاية مثل: عمر المؤمن الروحي وقت المرض، ومستوى إدراكه، وحالته الروحية قبل المرض مباشرة، خطة الله لحياته بعد المرض، مدى تحمله في وقت المرض، وكل هذا يعرفه طبيبنا العظيم دون حاجة لأية تحاليل أو فحوصات! فعينه الخبيرة الفاحصة، ومحبته المعتنية بكل تفاصيل حياة كل واحد منا، تجعله دائمًا على دراية كاملة بكل شيء يخصنا! وسأتوقف معك-عزيزي القارئ- باختصار عند كل طريقة من الطريقتين.

أولاً: العلاج بالنعمة

في هذه الطريقة يستعمل طبيبنا العظيم عدة وسائل بها ينقذ مريضه ويسترد له وعيه المفقود، وهذه الوسائل رغم تنوعها تتفق في أنها عبارة عن لمسات حانية ومشجعة للغاية، بالإضافة لعطايا وهبات متنوعة يهبها الرب لهذا المريض في وقت سقوطه! وهذه وتلك يقدمها الرب للمؤمن الساقط دون لوم أو توبيخ! هذا كله في الوقت الذي يكون فيه هذا المؤمن محتقرًا لذاته، شاعرًا بضآلته، منتظرًا لتأديبات الرب له! وهذا الأسلوب هو الأكثر شيوعًا في العلاج، والأمثلة له في الكتاب كثيرة، لكنني لن أتوقف عنده كثيرًا إذ ليس هو أسلوب العلاج الذي استخدمه الرب في علاج مردخاي، لكنني أرجو من القارئ العزيز أن يتجول هو بنفسه في صفحات تاريخ رجال الله، كما هي في كلمة الله، لكي يرى بنفسه روعة هذا العلاج. وسأذكر لك على سبيل المثال لا الحصر بعض الحالات.

العلاج بالنعمة هو عبارة عن لمسات حانية ومشجعة بالإضافة لعطايا وهبات متنوعة يهبها الرب للمؤمن الساقط دون لوم أو توبيخ.

سقط أبو المؤمنين، أبونا إبراهيم، أكثر من مرة كضحية لمرض ضعف الإيمان.ارتحل مرة ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب، كما نقرأ في تكوين12، ثم انحدر إلى مصر، وهناك نسي مواعيد الله الرائعة والمذهلة والتي كان قد سبق الرب وأعطاها له منذ وقت قليل للغاية، وامتلأ بالخوف من الموت قتلاً بسبب جمال سارة، فأنكر أنها زوجته! وكانت النتيجة المؤلمة ضياع سارة منه حيث أخذت إلى بيت فرعون. وجلس هو وحيدًا كئيبًا شاعرًا بالخزي والعار خجلاً من نفسه بسبب ما فعله، وخجلاً من سارة لما سببه لها، وفوق الكل خجلاً من إلهه وخله الحبيب الذي أهانه إذ تصرف بتمام الاستقلال عنه.

وعندما استحكمت الحلقات ولم يعد هناك أي أمل في نجاة تأتي من هنا، أرسل إله كل نعمة الفرج والنجاة من هناك، وبدلا من أن يضرب إبراهيم بسبب خطأه، ضرب فرعون الذي استولى على سارة لمجرد أنها دخلت إلى بلده. وكنتيجة لهذا رد فرعون على الفور سارة إلى أبرام رجلها، وأوصى عليه رجالاً فشيعوه، فخرج من هناك بعد أن أعطاه فرعون خيرات كثيرة!!. يالها من نعمة أثرت في قلب إبراهيم بشدة وخلقت فيه مشاعر جديدة من نحو إلهه، وشفته من ضعف إيمانه، نعمة أرجعته للنور فدخل ميكروب ضعف الإيمان في طور الكمون، إلا أنه دخول مرهون باستمرار العيشة في النور.

وهذا ما تبرهن بعد ذلك، فعلى الرغم من مرور أكثر من عشرين سنة على هذه الحادثة نجدها تتكرر بحذافيرها مرة أخرى! مما يؤكد أن ميكروب ضعف الإيمان كان ما زال موجودًا في القلب!

ففي تكوين20 كان إبراهيم محبطًا للغاية إذ رأى دخان حريق سدوم يصعد إلى السماء، فظن المسكين أن الرب أحرق المدينة ولوطًا في داخلها، فحزن واكتئب على ابن أخيه، وكنتيجة سريعة لهذا الاكتئاب والاحباط انتقل بعيدًا عن مشهد الحريق، فانتقل إلى أرض الجنوب وتغرب في جرار بين قادش وشور، وما أخطر القرارات المتسرعة ولا سيما التي تؤخذ في لحظة إحباط أو اكتئاب، وهناك عاوده المرض من جديد فأفقده تركيزه واتزانه فعاد لخوفه وإنكاره! وكما حدث في المرة الأولى في مصر؛ حدث ثانية هنا، فقد أخذت سارة لبيت أبيمالك ملك جرار، وذهب هو إلى بيته الخالي ليجتر آلام الوحدة وعار الخزي. أتخيله يجلس مكومًا في أحد الأركان ورأسه بين ركتيه، وهو شيخ بلغ المائة من عمره، ودموعه تنهمر على الأرض بينما منظر سارة وهي تؤخذ منه كسيرة ذليلة لا يفارق عينيه، فتارة يجهش بالبكاء، وتارة يعض أنامله ندمًا على قسوته عليها ومافعله بها وهي زوجته المحبوبة لقلبه، وخزيًا من نفسه التي فعلت هذه الفعلة لا مرة بل مرتين. وكالمرة الأولى أيضا توصد الأبواب في وجهه، ولا نجاة ستأتي من هنا كالمعتاد.

يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع الخزي والخجل! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

لكن ... فجأة يأتي الحل من هناك، من عند إله كل نعمة! فيأتي الله شخصيًا إلى أبيمالك في حلم الليل ويقول له: ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها..... والآن رد امرأة الرجل فإنه نبي فيصلي لأجلك فتحيا!!! يا للعجب! يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع بئر الخزي والخجل! يا لكرامته الآن أمام الناس وأمام سارة إذ يشهد الله نفسه عنه بأنه نبي!! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

وفي كلتا الحالتين تظهر فاعلية هذا العلاج بشكل بديع، إذ لا يرجع إبراهيم بعدها إلى ما كان عليه قبلها بل يصبح أروع مما كان قبل المرض بكثير!!.

هذا الأسلوب ”علاج غيبوبة ضعف الإيمان بالنعمة“ هو نفسه الذي استعمله الرب مع داود في 1صموئيل20، عندما هرب إلى أخيش ملك جت طلبًا للحماية من شاول، وكأن الرب الذي مسحه لن يقدر أن يحميه!!

وهو عينه أيضًا الأسلوب الذي استعمله الرب مع إيليا في1ملوك19، عندما سقط هذا العملاق في غيبوبة ضعف الإيمان، إذ تصور أن الرب سيتركه لإيزابل تقتله، فاكتئب وطلب الموت لنفسه!!

واستعمله مع يوحنا المعمدان في لوقا 7 عندما كان في السجن وضعف إيمانه وراوده الشك في حقيقة شخص المسيح فأرسل يسأل الرب: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟».

واستعمله الرب أيضًا مع بطرس في يوحنا21 عندما ضعف إيمانه وقال: «أنا أذهب لأتصيد».

واستعمله الرب مع بولس عندما ضعف واعتمد على حكمته البشرية وهو يحاكم أمام المجمع اليهودي في أعمال 23 وادعى أنه فريسي ابن فريسي .

وهناك الكثيرون غيرهم من أبطال الإيمان الذين ضعف إيمانهم وعالجهم إله النجاة بالنعمة.

وفي كل هذه الحالات أظهر العلاج بالنعمة فاعلية عجيبة في الشفاء إذ أنه لم يرجع مرضاه إلى حالتهم قبل المرض بل أرجعهم أفضل مما كانوا قبله! بل الأروع أنه نجح في أن يظهر قلب وحب إله كل نعمة.

لكن ...

وعلى الرغم من كل هذا يمكننا القول أن هناك حالات أخرى يرى فيها إله كل نعمة، والذي هو أيضًا الإله الحكيم وحده، أن العلاج فيها يحتاج لأسلوب آخر هو على النقيض تمامًا من أسلوب العلاج بالنعمة، ألا وهو العلاج بالصدمات! وعن هذا الأسلوب سيكون حديثنا بنعمة الرب في العدد القادم.



 
قديم 29 - 12 - 2024, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 182293 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الرب عالج مردخاي في غرفة إنعاش الإيمان، عالجه علاجًا عجيبًا وفعالاً، أذهلنا من سرعة فعله وعظمة أثره. فقد رأينا المريض المترنح الساقط في غيبوبة عدم الإيمان، يخرج من غرفة الإنعاش ليس فقط في تمام الصحة والعافية الروحية، بل وفي قوة لم تظهر عليه أبدًا حتى قبل سقوطه في المرض! فقد خرج واقفًا على رجليه، متمنطقًا بمنطقة الحق، حاملاً ترس الإيمان، لابسًا خوذة الخلاص، وشاهرًا سيف الروح. خرج وكأنه جندي خارج للقتال يقول كلامًا لأستير هو في الواقع أنشودة تحدي وترنيمة الواثق من الانتصار. هذا جعلنا نبتهج ونفتخر بروعة طبيبنا العظيم، لكنه جعلنا أيضًا نتساءل عن كنه هذا العلاج الفعال الذي أحدث كل هذا الأثر. وهذا ما سنتناوله في مقالنا هذا.

طريقتان للعلاج: على قدر فهمي لمعاملات الله مع شعبه كما أراها معلنة في كلمته، وكما ألحظها في حياتي وحياة إخوتي من حولي، أرى أن علاج الرب لضعف الإيمان يكون غالبًا بإحدى طريقتين: إما أسلوب العلاج بالنعمة أو أسلوب العلاج بالصدمة!! ومع أن النعمة والصدمة نقيضان متضادان لكن الأمر العجيب أنهما يحملان ذات القوة والفاعلية في علاج غيبوبة ضعف الإيمان! وبالطبع فإن الطبيب العظيم وحده، هو صاحب الحق في القرار أي من الطريقتين يستخدم مع كل حالة من الحالات، وهذا بالطبع طبقًا لحكمته الخاصة والتي تضع في الاعتبار عوامل كثيرة للغاية مثل: عمر المؤمن الروحي وقت المرض، ومستوى إدراكه، وحالته الروحية قبل المرض مباشرة، خطة الله لحياته بعد المرض، مدى تحمله في وقت المرض، وكل هذا يعرفه طبيبنا العظيم دون حاجة لأية تحاليل أو فحوصات! فعينه الخبيرة الفاحصة، ومحبته المعتنية بكل تفاصيل حياة كل واحد منا، تجعله دائمًا على دراية كاملة بكل شيء يخصنا!
 
قديم 29 - 12 - 2024, 10:20 AM   رقم المشاركة : ( 182294 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مردخاي والعلاج بالنعمة

في هذه الطريقة يستعمل طبيبنا العظيم عدة وسائل بها ينقذ مريضه ويسترد له وعيه المفقود، وهذه الوسائل رغم تنوعها تتفق في أنها عبارة عن لمسات حانية ومشجعة للغاية، بالإضافة لعطايا وهبات متنوعة يهبها الرب لهذا المريض في وقت سقوطه! وهذه وتلك يقدمها الرب للمؤمن الساقط دون لوم أو توبيخ! هذا كله في الوقت الذي يكون فيه هذا المؤمن محتقرًا لذاته، شاعرًا بضآلته، منتظرًا لتأديبات الرب له! وهذا الأسلوب هو الأكثر شيوعًا في العلاج، والأمثلة له في الكتاب كثيرة، لكنني لن أتوقف عنده كثيرًا إذ ليس هو أسلوب العلاج الذي استخدمه الرب في علاج مردخاي، لكنني أرجو من القارئ العزيز أن يتجول هو بنفسه في صفحات تاريخ رجال الله، كما هي في كلمة الله، لكي يرى بنفسه روعة هذا العلاج. وسأذكر لك على سبيل المثال لا الحصر بعض الحالات.

العلاج بالنعمة هو عبارة عن لمسات حانية ومشجعة بالإضافة لعطايا وهبات متنوعة يهبها الرب للمؤمن الساقط دون لوم أو توبيخ.
 
قديم 29 - 12 - 2024, 10:22 AM   رقم المشاركة : ( 182295 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





سقط أبو المؤمنين، أبونا إبراهيم، أكثر من مرة كضحية لمرض ضعف الإيمان.ارتحل مرة ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب، كما نقرأ في تكوين12، ثم انحدر إلى مصر، وهناك نسي مواعيد الله الرائعة والمذهلة والتي كان قد سبق الرب وأعطاها له منذ وقت قليل للغاية، وامتلأ بالخوف من الموت قتلاً بسبب جمال سارة، فأنكر أنها زوجته! وكانت النتيجة المؤلمة ضياع سارة منه حيث أخذت إلى بيت فرعون. وجلس هو وحيدًا كئيبًا شاعرًا بالخزي والعار خجلاً من نفسه بسبب ما فعله، وخجلاً من سارة لما سببه لها، وفوق الكل خجلاً من إلهه وخله الحبيب الذي أهانه إذ تصرف بتمام الاستقلال عنه.

وعندما استحكمت الحلقات ولم يعد هناك أي أمل في نجاة تأتي من هنا، أرسل إله كل نعمة الفرج والنجاة من هناك، وبدلا من أن يضرب إبراهيم بسبب خطأه، ضرب فرعون الذي استولى على سارة لمجرد أنها دخلت إلى بلده. وكنتيجة لهذا رد فرعون على الفور سارة إلى أبرام رجلها، وأوصى عليه رجالاً فشيعوه، فخرج من هناك بعد أن أعطاه فرعون خيرات كثيرة!!. يالها من نعمة أثرت في قلب إبراهيم بشدة وخلقت فيه مشاعر جديدة من نحو إلهه، وشفته من ضعف إيمانه، نعمة أرجعته للنور فدخل ميكروب ضعف الإيمان في طور الكمون، إلا أنه دخول مرهون باستمرار العيشة في النور.

وهذا ما تبرهن بعد ذلك، فعلى الرغم من مرور أكثر من عشرين سنة على هذه الحادثة نجدها تتكرر بحذافيرها مرة أخرى! مما يؤكد أن ميكروب ضعف الإيمان كان ما زال موجودًا في القلب!

ففي تكوين20 كان إبراهيم محبطًا للغاية إذ رأى دخان حريق سدوم يصعد إلى السماء، فظن المسكين أن الرب أحرق المدينة ولوطًا في داخلها، فحزن واكتئب على ابن أخيه، وكنتيجة سريعة لهذا الاكتئاب والاحباط انتقل بعيدًا عن مشهد الحريق، فانتقل إلى أرض الجنوب وتغرب في جرار بين قادش وشور، وما أخطر القرارات المتسرعة ولا سيما التي تؤخذ في لحظة إحباط أو اكتئاب، وهناك عاوده المرض من جديد فأفقده تركيزه واتزانه فعاد لخوفه وإنكاره! وكما حدث في المرة الأولى في مصر؛ حدث ثانية هنا، فقد أخذت سارة لبيت أبيمالك ملك جرار، وذهب هو إلى بيته الخالي ليجتر آلام الوحدة وعار الخزي. أتخيله يجلس مكومًا في أحد الأركان ورأسه بين ركتيه، وهو شيخ بلغ المائة من عمره، ودموعه تنهمر على الأرض بينما منظر سارة وهي تؤخذ منه كسيرة ذليلة لا يفارق عينيه، فتارة يجهش بالبكاء، وتارة يعض أنامله ندمًا على قسوته عليها ومافعله بها وهي زوجته المحبوبة لقلبه، وخزيًا من نفسه التي فعلت هذه الفعلة لا مرة بل مرتين. وكالمرة الأولى أيضا توصد الأبواب في وجهه، ولا نجاة ستأتي من هنا كالمعتاد.

يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع الخزي والخجل! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

لكن ... فجأة يأتي الحل من هناك، من عند إله كل نعمة! فيأتي الله شخصيًا إلى أبيمالك في حلم الليل ويقول له: ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها..... والآن رد امرأة الرجل فإنه نبي فيصلي لأجلك فتحيا!!! يا للعجب! يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع بئر الخزي والخجل! يا لكرامته الآن أمام الناس وأمام سارة إذ يشهد الله نفسه عنه بأنه نبي!! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

وفي كلتا الحالتين تظهر فاعلية هذا العلاج بشكل بديع، إذ لا يرجع إبراهيم بعدها إلى ما كان عليه قبلها بل يصبح أروع مما كان قبل المرض بكثير!!.
 
قديم 29 - 12 - 2024, 10:23 AM   رقم المشاركة : ( 182296 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





علاج غيبوبة ضعف الإيمان بالنعمة هو نفسه الذي استعمله الرب مع داود في 1صموئيل20، عندما هرب إلى أخيش ملك جت طلبًا للحماية من شاول، وكأن الرب الذي مسحه لن يقدر أن يحميه!!

وهو عينه أيضًا الأسلوب الذي استعمله الرب مع إيليا في1ملوك19، عندما سقط هذا العملاق في غيبوبة ضعف الإيمان، إذ تصور أن الرب سيتركه لإيزابل تقتله، فاكتئب وطلب الموت لنفسه!!

واستعمله مع يوحنا المعمدان في لوقا 7 عندما كان في السجن وضعف إيمانه وراوده الشك في حقيقة شخص المسيح فأرسل يسأل الرب: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟».

واستعمله الرب أيضًا مع بطرس في يوحنا21 عندما ضعف إيمانه وقال: «أنا أذهب لأتصيد».

واستعمله الرب مع بولس عندما ضعف واعتمد على حكمته البشرية وهو يحاكم أمام المجمع اليهودي في أعمال 23 وادعى أنه فريسي ابن فريسي .

وهناك الكثيرون غيرهم من أبطال الإيمان الذين ضعف إيمانهم وعالجهم إله النجاة بالنعمة.

وفي كل هذه الحالات أظهر العلاج بالنعمة فاعلية عجيبة في الشفاء إذ أنه لم يرجع مرضاه إلى حالتهم قبل المرض بل أرجعهم أفضل مما كانوا قبله! بل الأروع أنه نجح في أن يظهر قلب وحب إله كل نعمة.

لكن ...

وعلى الرغم من كل هذا يمكننا القول أن هناك حالات أخرى يرى فيها إله كل نعمة، والذي هو أيضًا الإله الحكيم وحده، أن العلاج فيها يحتاج لأسلوب آخر هو على النقيض تمامًا من أسلوب العلاج بالنعمة، ألا وهو العلاج بالصدمات! وعن هذا الأسلوب سيكون حديثنا بنعمة الرب في العدد القادم.
 
قديم 29 - 12 - 2024, 10:24 AM   رقم المشاركة : ( 182297 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كيفية العلاج


اذهب واغتسل واطهر - نعمان الأبرص


«اذهب واغتسل .. واطهر»

الفصل الثاني

نصيحة مُخيبة للآمال

(2مل 5: 2- 9)

رأينا في الفصل الأول أن البرص يرمز إلى الخطية. ونحن بصدد أن نرى فتاة صغيرة مسبية من أرض إسرائيل تدل رئيس جيش آرام إلى طريق الخلاص. وجدير بنا أن نلاحظ أن أحدًا لم يكن بمقدوره أن يَهَب العون لنعمان، لا ملك أرام ولا ملك إسرائيل. وعجزت عن مساعدته كذلك آلهة دمشق. فالخلاص له طريق واحد، ألا وهو إله إسرائيل؟ لعلنا الآن فهمنا لماذا كان ينبغي على نعمان أن يذهب إلى أليشع نبي الله الحي الحقيقي.

أ ـ فتاة صغيرة من أرض إسرائيل

من وجهة النظر البشرية، كانت مشكلة نعمان بلا حل. ولكن شكرًا لله، فإن حل المشكلة كان في يد إله إسرائيل فقط. إنه وحده الذي يستطيع تطهير نعمان من برصه. وهو وحده الذي يخلصنا من الخطية. ولكن علينا أن نأتي إليه بإيمان، ولا نتوقع خلاصًا من حكماء هذا العالم (ع11) إنه وحده الذي يستطيع أن يخلصنا.

ومن المُلفت أن فتاة صغيرة من أرض إسرائيل صارت دليلاً لرئيس جيش أرام القوي. ففي مسمع سيدتها شهدت ببساطة بإيمانها .. «يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فإنه كان يشفيه من برصه» (ع 3). إن وجود مثل هذه الفتاة بين يدي امرأة نعمان، كانت واحدة من اللعنات التي تنبأ بها موسى على الشعب إذا هم ضلوا: «يُسلَّم بنوك وبناتك لشعب آخر، وعيناك تنظران إليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة» (تث28: 32). والشيء الحسن أن هذه الفتاة لم تسمح لروح الكراهية تجاه آسريها أن تبتلعها. وعلى الرغم من سنها الصغيرة، وظروفها الصعبة في هذا البلد الجديد، فإنها شهدت لإله إسرائيل وأحبت أعداءها. والسبيل عينه ينبغي علينا أن نسلكه. فنحن سفراء عن المسيح. وينبغي أن نقدم دائمًا جوابًا عن سبب الرجاء الذي فينا (2كو5: 20؛ 1بط3: 15). هل نحن منتبهون لهذه الدعوة العُليا؟

إن هذه الفتاة لم تسمح لروح الكراهية تجاه آسريها أن تبتلعها. وعلى الرغم من سنها الصغيرة، وظروفها الصعبة في هذا البلد الجديد، فإنها شهدت لإله إسرائيل وأحبت أعداءها

كان لهذه الفتاة إيمان عظيم في إلهها وفي نبيِّه، وإلا فكيف عرفت أن أليشع يرغب ويستطيع أن يشفي نعمان من برصه؟ إنه فقط الإيمان الذي همس بهذا الكلام في أذنها. لقد فعل أليشع كل المعجزات ولكنه لم يسبق أن شفى أبرص، كما يُخبرنا العهد الجديد. فرغم وجود عدد من البُرَّص في إسرائيل في زمانه، إلا أنه لم يبرأ من المرض سوى نعمان السرياني (لو4: 27). نعم إن الله كان يعاقب شعبه الذي عبد الأصنام، فلم يبرأ إسرائيلي في تلك الأيام. ولكن نعمان برأ، وهكذا امتدت نعمة الله للأمم.

ب ـ في الطريق إلى ملك إسرائيل

صدَّقت زوجة نعمان كلمات أَمَتها الصغيرة، فأسرَت بها لزوجها الذي بدوره أخبر سيده ملك أرام (ع 4). ويبدو أن خبر مرض نعمان رئيس الجيش قد أصبح شائعًا في هذه الأثناء. وتمت معالجة الأمر بنوع من الدبلوماسية، إذ كان يظن أن ملك إسرائيل سيستدعي نبي السامرة وهو على كل حال أحد رعاياه.

أخذ نعمان رسالة من ملكه، وكذلك هدية سخية، وأراد الملك أن يساهم من جانبه في تكاليف الرحلة رغبة منه في مساعدة واحد من أفضل رجاله. تمثلت الهدية في 340 كيلوجرام من الفضة، وسبعين كيلوجرامًا من الذهب، وعشر حُلل ثياب ـ إنها ثروة كبيرة تساوي ملايين الجنيهات.

وصل نعمان إلى السامرة ومعه خطاب موجّه إلى ملك إسرائيل يقول فيه ملك أرام: «.. فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك، هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي فاشفهِ من برصه» (ع 6). ولقد سبَّب وصول نعمان مع خطابه إلى السامرة، ارتباكًا وغضبًا، إذ اعتبره ملك إسرائيل نوعًا من التحرش والتحريض على الحرب. وفي يأسه مزَّق ثيابه. ومثل هذا التصرف لم يكن غريبًا على يهورام (6: 30)، وصرخ يهورام متخذًا اسم الله باطلاً بقوله: «هل أنا الله لكي أُميت وأُحيي، حتى أن هذا يرسل إليَّ أن أشفي رجلاً من برصه» (ع 7). وعَكَسَ هذا التصرف خطورة الموقف، فلم يكن بمقدور أحد أن يشفي نعمان سوى الذي يُقيم الميت.

جـ ـ إلى أليشع يبدو أن الملك يهورام لم يفكر مُطلقًا في أليشع، مع أن النبي في هذه الأيام كان واسطة بركة الله للشعب. كان الله يمد إليهم يد الخلاص عن طريق خادمه. ولكن ليس لنبي كرامة في وطنه؛ ويبدو أن أليشع قد عاد للاستقرار في السامرة (ص2: 25، 6: 32). وهكذا كان على أليشع أن يأخذ زمام المبادرة، فأرسل الرسالة التالية إلى الملك: «لماذا مزقت ثيابك؟ ليأتِ إليَّ فيعلم أنه يوجد نبي في إسرائيل» (ع 8).

وأخيرًا جاء نعمان إلى ”رجل الله“ ألشيع النبي، ممثل الله الحي الذي يُميت ويُحيي، فقد جاء وأمامه مركزه العالي ـ بخيله ومركباته. والكبرياء ملؤه. «وقف عند باب بيت أليشع». ولكن ليس هكذا نأتي إلى الله. فنعمان لن يبرأ بشروطه هو .. ولكن بالشروط التي يحددها الله له. وهذا ما كان عليه أن يتعلمه.

والآن أ ليس هذا ما ينبغي أن يتعلمه كل خاطئ: أن يقترب إلى الله موقنًا بعدم استحقاقه. لا ينبغي أن أفكر أنه يجب أن أحسِّن ذاتي لأستحق الخلاص بمزاياي الشخصية، بل أن أقبل كما أنا، كخاطئ ضال. وهكذا يقبلني الله .. إنه يفعل ذلك على أساس النعمة المجانية.

 
قديم 29 - 12 - 2024, 10:31 AM   رقم المشاركة : ( 182298 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





فتاة صغيرة من أرض إسرائيل

من وجهة النظر البشرية، كانت مشكلة نعمان بلا حل. ولكن شكرًا لله، فإن حل المشكلة كان في يد إله إسرائيل فقط. إنه وحده الذي يستطيع تطهير نعمان من برصه. وهو وحده الذي يخلصنا من الخطية. ولكن علينا أن نأتي إليه بإيمان، ولا نتوقع خلاصًا من حكماء هذا العالم (ع11) إنه وحده الذي يستطيع أن يخلصنا.

ومن المُلفت أن فتاة صغيرة من أرض إسرائيل صارت دليلاً لرئيس جيش أرام القوي. ففي مسمع سيدتها شهدت ببساطة بإيمانها .. «يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فإنه كان يشفيه من برصه» (ع 3). إن وجود مثل هذه الفتاة بين يدي امرأة نعمان، كانت واحدة من اللعنات التي تنبأ بها موسى على الشعب إذا هم ضلوا: «يُسلَّم بنوك وبناتك لشعب آخر، وعيناك تنظران إليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة» (تث28: 32). والشيء الحسن أن هذه الفتاة لم تسمح لروح الكراهية تجاه آسريها أن تبتلعها. وعلى الرغم من سنها الصغيرة، وظروفها الصعبة في هذا البلد الجديد، فإنها شهدت لإله إسرائيل وأحبت أعداءها. والسبيل عينه ينبغي علينا أن نسلكه. فنحن سفراء عن المسيح. وينبغي أن نقدم دائمًا جوابًا عن سبب الرجاء الذي فينا (2كو5: 20؛ 1بط3: 15). هل نحن منتبهون لهذه الدعوة العُليا؟

إن هذه الفتاة لم تسمح لروح الكراهية تجاه آسريها أن تبتلعها. وعلى الرغم من سنها الصغيرة، وظروفها الصعبة في هذا البلد الجديد، فإنها شهدت لإله إسرائيل وأحبت أعداءها

كان لهذه الفتاة إيمان عظيم في إلهها وفي نبيِّه، وإلا فكيف عرفت أن أليشع يرغب ويستطيع أن يشفي نعمان من برصه؟ إنه فقط الإيمان الذي همس بهذا الكلام في أذنها. لقد فعل أليشع كل المعجزات ولكنه لم يسبق أن شفى أبرص، كما يُخبرنا العهد الجديد. فرغم وجود عدد من البُرَّص في إسرائيل في زمانه، إلا أنه لم يبرأ من المرض سوى نعمان السرياني (لو4: 27). نعم إن الله كان يعاقب شعبه الذي عبد الأصنام، فلم يبرأ إسرائيلي في تلك الأيام. ولكن نعمان برأ، وهكذا امتدت نعمة الله للأمم.
 
قديم 29 - 12 - 2024, 10:33 AM   رقم المشاركة : ( 182299 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





في الطريق إلى ملك إسرائيل

صدَّقت زوجة نعمان كلمات أَمَتها الصغيرة، فأسرَت بها لزوجها الذي بدوره أخبر سيده ملك أرام (ع 4). ويبدو أن خبر مرض نعمان رئيس الجيش قد أصبح شائعًا في هذه الأثناء. وتمت معالجة الأمر بنوع من الدبلوماسية، إذ كان يظن أن ملك إسرائيل سيستدعي نبي السامرة وهو على كل حال أحد رعاياه.

أخذ نعمان رسالة من ملكه، وكذلك هدية سخية، وأراد الملك أن يساهم من جانبه في تكاليف الرحلة رغبة منه في مساعدة واحد من أفضل رجاله. تمثلت الهدية في 340 كيلوجرام من الفضة، وسبعين كيلوجرامًا من الذهب، وعشر حُلل ثياب ـ إنها ثروة كبيرة تساوي ملايين الجنيهات.

وصل نعمان إلى السامرة ومعه خطاب موجّه إلى ملك إسرائيل يقول فيه ملك أرام: «.. فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك، هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي فاشفهِ من برصه» (ع 6). ولقد سبَّب وصول نعمان مع خطابه إلى السامرة، ارتباكًا وغضبًا، إذ اعتبره ملك إسرائيل نوعًا من التحرش والتحريض على الحرب. وفي يأسه مزَّق ثيابه. ومثل هذا التصرف لم يكن غريبًا على يهورام (6: 30)، وصرخ يهورام متخذًا اسم الله باطلاً بقوله: «هل أنا الله لكي أُميت وأُحيي، حتى أن هذا يرسل إليَّ أن أشفي رجلاً من برصه» (ع 7). وعَكَسَ هذا التصرف خطورة الموقف، فلم يكن بمقدور أحد أن يشفي نعمان سوى الذي يُقيم الميت.
 
قديم 29 - 12 - 2024, 10:34 AM   رقم المشاركة : ( 182300 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





أن الملك يهورام لم يفكر مُطلقًا في أليشع

أليشع يبدو أن الملك يهورام لم يفكر مُطلقًا في أليشع، مع أن النبي في هذه الأيام كان واسطة بركة الله للشعب. كان الله يمد إليهم يد الخلاص عن طريق خادمه. ولكن ليس لنبي كرامة في وطنه؛ ويبدو أن أليشع قد عاد للاستقرار في السامرة (ص2: 25، 6: 32). وهكذا كان على أليشع أن يأخذ زمام المبادرة، فأرسل الرسالة التالية إلى الملك: «لماذا مزقت ثيابك؟ ليأتِ إليَّ فيعلم أنه يوجد نبي في إسرائيل» (ع 8).

وأخيرًا جاء نعمان إلى ”رجل الله“ ألشيع النبي، ممثل الله الحي الذي يُميت ويُحيي، فقد جاء وأمامه مركزه العالي ـ بخيله ومركباته. والكبرياء ملؤه. «وقف عند باب بيت أليشع». ولكن ليس هكذا نأتي إلى الله. فنعمان لن يبرأ بشروطه هو .. ولكن بالشروط التي يحددها الله له. وهذا ما كان عليه أن يتعلمه.

والآن أ ليس هذا ما ينبغي أن يتعلمه كل خاطئ: أن يقترب إلى الله موقنًا بعدم استحقاقه. لا ينبغي أن أفكر أنه يجب أن أحسِّن ذاتي لأستحق الخلاص بمزاياي الشخصية، بل أن أقبل كما أنا، كخاطئ ضال. وهكذا يقبلني الله .. إنه يفعل ذلك على أساس النعمة المجانية.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025