منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 12 - 2024, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 182081 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




القديس بولس يذكر لنا أمثلة أخر يغير ديماس، انتهوا إلى نفس النهاية المؤلمة، قال عنهم لأهل فيلبى:
لأن كثيرين.. ممن كنت أذكرهم لكم مرارًا، وألان أذكرهم أيضًا باكيًا، وهم أعداء صليب المسيح (في: 18).

ويكمل كلامه عنهم فيقول "الذين نهايتهم الهلاك، الذين إلههم بطنهم، ومجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات" (في 3: 19) هؤلاء لم يكونوا مؤمنين عاديين.. يكفي أن بولس الرسول كان يذكرهم في رسائله.
والمؤلم أن يقول "لأن كثيرين.. "فهم إذن ليسوا واحدًا أو اثنين.. والمؤلم أكثر قوله "نهايتهم الهلاك".. ومادام الرجوع إلى حياة الخطية ممكنًا لمن لا يحترسون، فيسمحون لدخول محبة العالم إلى قلوبهم:
إذن لا نفتخر إن تبت وبدأت حياة روحية المهم أن تكمل.
تكمل السير في الطريق الروحي حتى نهاية الشوط، حتى نهاية أيام غربتك على الأرض. فقد قال الرسول "أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" (عب1: 7).

إذن المهم أن تستمر التوبة حتى نهاية السيرة.
ولا يكون التائب كالذين بدأوا بالروح وكملوا بالجسد..
 
قديم 26 - 12 - 2024, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 182082 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




هل إن تبت وسرت مع المسيح فترة روحية جميلة ثم عدت إلى الخطية أتستطيع الأيام الروحية أن تخلصك؟! أم أن ما انتهيت إليه، هو الذي ستحاسب عليه..؟
إن شاول الملك من الأمثلة الواضحة.

مسحة صموئيل النبي ملكًا، وحل عليه روح الرب؟ وأعطاه الرب قلبًا آخر، وتنبأ حتى تعجب البعض قائلين "أشاول أيضًا بين الأنبياء؟!" (1صم10: 9-11).
ومع كل هذا، عاد شاول فأخطأ، وكثرت أخطاؤه، ورفضه الرب. وقيل عنه "وذهب روح الرب من عند شاول، وبغته روح ردئ من قبل الرب" (1صم16: 14). لقد بدأ مع الله، أو بدأ الله معه. ولكن شاول لم يكمل.
وكذلك شعب إسرائيل الذي جاز البحر وتبع الرب في البرية. تخلصوا من عبودية فرعون. وعاشوا تحت قيادة الله المباشرة، تظللهم السحابة نهارًا، ويديهم عمود النور ليلًا، وأكلو المن والسلوى. وكانوا أول شعب أرسل له الله شريعة مكتوبة، وتعهدوا النور ليلًا، وأكلو المن والسلوى.
وكانوا أول شعب أرسل له الله شريعة مكتوبة، وتعدوا قائلين "كل ما تكلم به الرب نفعل، ونسمع له" (خر24: 7).. ومع ذلك عادوا وأخطأوا إلى الرب كثيرًا، وتذمروا، وعبدوا العجل الذهبي (خر2). وغضب الرب على ذلك الجيل المتذمر، ورفض إدخاله أرض الموعد، ومات كله في البرية..
 
قديم 26 - 12 - 2024, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 182083 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




هل تظنون أن كل الهالكين بدأوا طريقهم بالهلاك؟!
كلا طبعا، فالشيطان نفسه بدأ حياته كملاك طاهر منير، ولكنه لم يكمل. فكم بالأولى البشر الذين عرفوا الخطية فترة ثم تابوا.. إذن لا يهمنا نقطه البدء، بل نهاية المطاف.
الهراطقة لم يبدأوا تاريخهم كهراطقة..
بل إن بعضهم بدأ بداية طيبة جدًا.. وأوطاخي كان من أفضل رهبان القسطنطينية. كان إنسانًا روحيًا، ورئيس رهبنة. وكلنه لم يكمل، وانتهى إلى الهرطقة.واريوس كان من أفضل وأقوي كهنة الإسكندرية.. ونسطور كل هؤلاء إلى الضياع. وأوريجانوس كان أعظم عالم في عصره. وكان رجلًا زاهدًا. وقد تألم كثيرًا من أجل المسيح، ودافع عن الإيمان.. وأخيرًا انطبقت عليه تلك العبارة الأليمة "أيها البرج العالي، كيف سقطت؟!".. إذن فليحترس كل أحد..
 
قديم 26 - 12 - 2024, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 182084 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




وإن كنت قد تبت، فأسمعه هذه النصيحة:
لا يكفي الخروج من سدوم، بل أكمل إلى صوغر.
لقد خرجت امرأة لوط من سدوم، وكانت يدها في يد الملاك. ولم تحترق مع المدينة المحترقة. ولكنها لم تكمل المسيرة مع الله، وإنما نظرت إلى الوراء (تك29: 16). وهلكت بهذه النظرة الواحدة.. يا للرعب!
احترس إذن من النظر إلى الوراء..
لا تعد تفكر في العالم الذي تركته من أجل الرب. ولا تحاول أن تتذكر ملاذ الحياة التي تبت عنها.. لا تنظر مطلقًا إلى الوراء، إنما "امتد إلى قادم". وحاول أن تنمو في توبتك لا أن ترجع إلى الخطية.
 
قديم 26 - 12 - 2024, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 182085 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




الذي يتوب ويرجع يكون كمن يهدم كل ما بناه.
أنا لا أريد أن أخيفك بقول الرسول "لأن أرضًا قد شربت المطر الآتي عليها مرارًا كثيرة، وأنتجت عشبًا صالحًا للذين فلحت من أجلهم، تنال بركة من الله.

ولكن إن أخرجت شوكًا وحسكًا، فهي مرفوضة وقريبة من اللعنة التي نهايتها الحريق" (عب6: 7، 8).
ولا أريد أن أكرر ما قاله الرسول في نفس الرسالة "إن أخطأنا باختيارنا، بعدما أخذنا معرفة الحق، لا تبقي بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف.." (عب10: 26، 27)..

فلعل الرسول لا يقصد مجرد الخطية، فكل إنسان معرض لها، إنما يقصد حالة الاستمرار في الخطية.. إنما كل ما أريد أن أقوله، هو أن تحترس في توبتك.
 
قديم 26 - 12 - 2024, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 182086 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




إن تبت، لا تغير بنفسك. لا تستكبر بل خف (رو11: 20).
لا تظن أن التوبة أعطتك حالة عصمة. فليس أحد بلا خطية سوي الله وحده (متى19: 17). وما أسهل أن يحاربك العدو ليسقطك. لذلك تمسك بالرب، ولينسحق قلبك قدامه ليعطيك حياة النصرة الدائمة. واذكر قول القديس بولس الرسول:
" تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (في2: 12).
ويطابق هذا أيضًا ما قاله القديس بطرس الرسول".. سيروا زمان غربتكم بخوف" (1بط1: 18). وليس المقصود بهذا الخوف معنى الرعب. كلا، بل المقصود به هو الحرص والحيطة، والتدقيق في الحياة الروحية، والبعد عن الغرور الذي يظن فيه التائب إنه قد تخلص من الخطية إلى الأبد، وقد ارتفع فوق مستواها!!
في هذا الخوف أو الحرص، لون من التواضع.
وكثيرون خلصوا بهذا التواضع.. الذي فيه يشعر الإنسان بضعفه، بأنه لا يزال تحت الزلل، ويحتاج إلى حرص حتى من أبسط الخطايا.. فالذي يشعر بضعفه، تحيط به قوة الله لتعينه وتخلصه.. وما أجمل تواضع القديس بولس الرسول في قوله:".. أقمع جسدي واستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1كو 9: 27).
فإن كان بولس الرسول يقول هذا عن نفسه، فماذا نقول نحن عن أنفسنا، ونحن أدرى الناس بضعفنا..؟‍ وإن كان الرسول يقول "قمع جسدي واستعبده". ألا يعطينا بهذا درسا في استمرار الحرص مدى الحياة؟
 
قديم 26 - 12 - 2024, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 182087 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




إن كان بولس الرسول يقول هذا عن نفسه
فماذا نقول نحن عن أنفسنا، ونحن أدرى الناس بضعفنا..؟‍
وإن كان الرسول يقول "قمع جسدي واستعبده".
ألا يعطينا بهذا درسا في استمرار الحرص مدى الحياة؟
الحرص يدل على أن التائب جاد في توبته.
ويدل على أنه صادق في مواعيده التي وعد بها الله لما بدأ توبته.

فكن حريصا باستمرار "أذكر من أين سقطت وتب" (رؤ 2: 4).
ابحث عن أسباب الخطية التي أسقطت فيها قبلا، وابعد عنها بكل قوتك.
ومن الأفضل أن نفرد لهذه النقطة موضوعا خاصا وهو: الكنعانيون في الأرض.
 
قديم 26 - 12 - 2024, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 182088 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






يَجْلِسُ وَحْدَهُ وَيَسْكُتُ، لأَنَّهُ قَدْ وَضَعَهُ عَلَيْهِ [28].
إذ يقبل النير من يد الله يكرس قلبه بالكامل لله، بينما يبدو مطرودًا في عزلةٍ عن الغير.
جلوس الإنسان وحده لا يعني الاعتزال الجسماني، إنما عدم الاتكال على ذراع بشر، حتى ننعم بالاتكال على صدر الله والشركة معه.
السكوت هنا يعني قبول إرادة الله، ورفض الشكوى لدى البشر.
*يحثنا المسيح ليس فقط أن نتجنب مثل هؤلاء الناس (الأشرار) بل ونقطعهم، قائلًا: "إن كانت عينك اليمنى تعثرك، فاقلعها وألقها عنك" (مت 5: 29). في الواقع إنه لا يتحدث عن أعين، فإنه أي خطأ تفعله العين لو أن النية صادقة، بالحري إنما يوجهها بخصوص الأصدقاء والأقارب الذين هم مثل تلك الأعضاء بالنسبة لنا، ويضروننا، فإنه يأمرنا بمقاومة صداقة هؤلاء الناس حتى يكون خلاصنا في أمان. لهذا أيضًا يقول المرتل في موضوع آخر: "لم أجلس مع أناس السوء، ومع الأشرار لا أدخل" (مز 26: 4) إرميا أيضًا يوصي بأن يجلس الشخص وحده، ويحمل النير من صباه .
القديس يوحنا الذهبي الفم
*في العالم يسهل على العدو أن يضايقنا بأسلحته الخفية والظاهرة، متخذًا بعض الناس المطيعين له كمساعدين له في إثارة الحرب ضد المؤمن. فيمكنه أن يستخدم بعض النسوة قليلات الحياء كسلاحٍ قويٍ ضد المؤمن، ناشرًا شباكهن الخادعة على نطاق واسع.

عندما رأى حزقيال الأربعة مخلوقات ذات الأربعة وجوه يعطون الرب مجدًا، لم يكن ذلك في مدينة أو قرية، بل خارجًا في حقل، إذ قال الله له: "قم أخرج إلى البقعة، وهناك أكلمك" (حز 22:3).
ولما عرف النبي إرميا أن الانفراد يرضي الله جدًا، قال أيضًا: "جيد للرجل أن يحمل النير منذ صباه، يجلس وحده ويسكت" (مرا 27:3-28). مرة أخرى إذ عرف أضرار كثرة الحديث البشري لمن يرغبون في إرضاء الله، لم يقدر أن يكف عن ترديد: "يا ليت لي في البرية مبيت مسافرين، فأترك شعبي، وأنطلق من عندهم" (إر 2:9).
وأيضًا عندما أخذ إيليا النبي طعامًا من الملائكة، لم يكن وسط جمهرة الجموع، ولا في مدينة أو قرية، بل في البرية.
كتبت كل هذه الأمور وما على شاكلتها التي حدثت مع القديسين، حتى نتشبه بأولئك الذين أحبوا العزلة، إذ من شأنها تسهيل الوصول إلى الله.
اجتهدوا إذًا أن تكونوا مؤسسين على السكون تأسيسًا صالحًا، حتى ننقاد إلى رؤية الله، أي التأمل الروحي العظيم .
القديس أنطونيوس الكبير
* سُئل شيخ: "لماذا قال أنبا أنطونيوس لأنبا بولس تلميذه: اِذهب واسكن في صمتٍ، حتى تتلقَّى تجارب الشياطين؟" فقال الشيخ: ”لأنّ الكمال يأتي للراهب من السلوك الروحاني، والسلوك الروحاني ينشأ من ميول القلب، ونقاوة القلب تتأتّى من ميول الفكر، وطريقة التفكير تُبنَى على الصلاة غير المنقطعة، ومن الصراع مع الشياطين. ولكن الصلاة غير المنقطعة والصراع مع الشياطين، سواء في الأفكار أو في الرؤى، ليست لهما فرصة لأن توجدا بدون السكون والوحدة".

فردوس الآباء
* الراهب الذي يكون مع كل أحدٍ مثله (يتلوّن ويجاري كل واحدٍ) رياءً يلبس وجه شيطان.

القديس مار فيلوكسينوس المنبجي
*في مرةٍ أخرى قال الله لإبراهيم: "اُخرج من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك" (تك 12: 1)، فأطاع إبراهيم وذهب.

إنني أُؤكّد لكم أنكم قد اتخذتم لأنفسكم نفس القول الإلهي الذي به دُعي إبراهيم، وأنكم تشاركوه في بركته: "جيدٌ للرجل أن يحمل النير في صباه، يجلس وحده ويسكت" (مرا 3: 27-28).
هذا هو المعنى من خروجكم من العالم. إنّ الغِنى لا يُغويكم، ولا محاسن المرأة تجعلكم تنحرفون، ولكن كأنه لم يكن لكم جسد وبمخافة الله قد وطئتم بأقدامكم الميول الرديئة. لقد فصلتم أنفسكم عن أفكار العالم، بل هربتم من أباطيله.
*قيل عن أنبا مقارإنّ أخًا ذهب لمقابلته يومًا ما وقال له: "يا أبي، إنّ أفكاري تقول لي: قم افتقد المرضى، لأنّ هذه وصية عظيمة". فقال له أنبا مقار: "إنّ كلمة النبوّة لا تتغير، لأنه يقول: "جيدٌ للرجل أن يحمل النير منذ صباه، ويجلس وحده صامتًا" (مرا 3: 27-28). أمّا قول الفم غير الكاذب الذي لربنا يسوع المسيح: "كنتُ مريضًا فزرتموني" (مت 25: 36)، فقد قاله لعامة الناس. ولكنني أقول لك، يا ابني، إنّ المكوث في القلاية أفضل لك جدًّا من افتقاد المرضى، لأنه سيأتي وقتٌ فيما بعد يستهزئون فيه بالذين يظلّون في قلاليهم، ويتممون قول أنبا أنطونيوس: "إذا رأوا أحدًا ليس مجنونًا، يقفون ضدّه قائلين: إنك مجنونٌ، لأنه لا يشبههم". "أقول لك، يا ابني، لو لم يبتعد موسى عن مخالطة الناس ومحادثتهم، ويدخل في السحاب وحده؛ لما كان قد أُعطيَ لوحي الشريعة المكتوبين بأصبع الله لأجل المجد (خر 24: 12-18)" .
بستان الرهبان
*أيها الصديق العزيز، إن عادة الأتقياء الثابتة على الدوام، هي الخشوع أمام الخليقة كلها في صمتٍ، وبفرحٍ يصرخون شاكرين الله ومسبحينه، صانع الخيرات للكل، وهذا ما قيل في الأسفار وبالذات في الكلمات التي تقول: "يجلس وحده ويصمت". وأيضًا: "في هدوء يهتم بأموره الخاصة" (مر 3: 28). وهذه الكلمات "وحده" و"يهتم بأموره الخاصة"، تعني أن يكون كل شيءٍ بإفراز ويقظة واهتمام وحسب وصية الله .

القديس أثناسيوس الرسولي
* بالحقيقة إن الهدف من حياة المجمع أن يصلب الراهب جميع رغباته ويتمثل بالكمال... ولا يهتم بالغد. وواضح تمامًا أن هذا الكمال لا يبلغه الجميع بل راهب الشركة... ولكن كمال المتوحدين هو أن يُخلي ذهنه عن كل الأشياء الأرضية، وأن يربطه بالمسيح قدر ما يسمح ضعف الإنسان. ويصف النبي إرميا مثل هذا الرجل قائلًا: "جيّد للرجل أن يحمل النير في صباهُ، يجلس وحدهُ ويسكت، لأنهُ قد وضعهُ عليهِ" (مرا 27:3-28). ويقول داود أيضًا: "سَهدتُ وصرتُ كعصفورٍ منفرد على السطح" (مز 7:102) .

الأب يوحنا
*خرج من نظام الشركة نوع آخر من الساعين وراء الكمال، يُدعون بـ"المتوحدين" أي المنعزلين. وإذ لم يكتفوا بنصرتهم، إذ داسوا حيل إبليس الخفية تحت أقدامهم وهم يعيشون وسط الناس، اشتاقوا أن يدخلوا في حرب علانية ومعركة مكشوفة مع العدو.

هكذا لم يخشوا التوغل في أعماق البرية، مقتفين آثار يوحنا المعمدان الذي قضى كل حياته في الصحراء، كذلك إيليا وإليشع، إذ يتحدث الرسول عنهم قائلًا: "طافوا في جلود غنمٍ وجلود معزى، معتازين مكروبين مُذَلّين، وهم لم يكن العالم مستحقًّا لهم، تائهين في براريَّ وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 37:11-38).
تكلم عنهم الرب مع أيوب بصورة رمزية قائلًا: "من سرَّح الفراءَ حُرًّا، ومن فكَّ رُبُط حمار الوحش، الذي جعلتُ البرية بيتهُ والسباخ مسكنهُ. يضحك على جمهور القرية. لا يسمع زجر السائق. دائرة الجبال مرعاهُ وعلى خضرةٍ يفتّش" (أي 5:39-8). أيضًا يقول سفر المزامير: "ليقل مفديو الرب الذين فداهم من يد العدوّ". ثم يكمل قائلًا: "تاهوا في البرية في قفر بلا طريق. لم يجدوا مدينةَ سكنٍ. جِياع عِطاش أيضًا أعيت أنفسهم فيهم. فصرخوا إلى الرب في ضيقهم، فأنقذهم من شدائدهم" (مز:107: 4-6). يصفهم إرميا أيضًا قائلًا: "جيّد للرجل أن يحمل النير في صباهُ. يجلس وحدهُ ويسكت، لأنهُ قد وضعهُ عليهِ" (مرا 27:3-28). وتخرج كلمات المرتل من القلب: "صرت مثل بومة الخِرَب. سَهدتُ وصرتُ كعصفورٍ منفرد على السطح (مز 6:102-7) .
الأب بيامون
 
قديم 26 - 12 - 2024, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 182089 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

*يحثنا المسيح ليس فقط أن نتجنب مثل هؤلاء الناس (الأشرار) بل ونقطعهم، قائلًا: "إن كانت عينك اليمنى تعثرك، فاقلعها وألقها عنك" (مت 5: 29). في الواقع إنه لا يتحدث عن أعين، فإنه أي خطأ تفعله العين لو أن النية صادقة، بالحري إنما يوجهها بخصوص الأصدقاء والأقارب الذين هم مثل تلك الأعضاء بالنسبة لنا، ويضروننا، فإنه يأمرنا بمقاومة صداقة هؤلاء الناس حتى يكون خلاصنا في أمان. لهذا أيضًا يقول المرتل في موضوع آخر: "لم أجلس مع أناس السوء، ومع الأشرار لا أدخل" (مز 26: 4) إرميا أيضًا يوصي بأن يجلس الشخص وحده، ويحمل النير من صباه .


القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 26 - 12 - 2024, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 182090 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



*في العالم يسهل على العدو أن يضايقنا بأسلحته الخفية والظاهرة، متخذًا بعض الناس المطيعين له كمساعدين له في إثارة الحرب ضد المؤمن. فيمكنه أن يستخدم بعض النسوة قليلات الحياء كسلاحٍ قويٍ ضد المؤمن، ناشرًا شباكهن الخادعة على نطاق واسع.
عندما رأى حزقيال الأربعة مخلوقات ذات الأربعة وجوه يعطون الرب مجدًا، لم يكن ذلك في مدينة أو قرية، بل خارجًا في حقل، إذ قال الله له: "قم أخرج إلى البقعة، وهناك أكلمك" (حز 22:3).
ولما عرف النبي إرميا أن الانفراد يرضي الله جدًا، قال أيضًا: "جيد للرجل أن يحمل النير منذ صباه، يجلس وحده ويسكت" (مرا 27:3-28). مرة أخرى إذ عرف أضرار كثرة الحديث البشري لمن يرغبون في إرضاء الله، لم يقدر أن يكف عن ترديد: "يا ليت لي في البرية مبيت مسافرين، فأترك شعبي، وأنطلق من عندهم" (إر 2:9).
وأيضًا عندما أخذ إيليا النبي طعامًا من الملائكة، لم يكن وسط جمهرة الجموع، ولا في مدينة أو قرية، بل في البرية.
كتبت كل هذه الأمور وما على شاكلتها التي حدثت مع القديسين، حتى نتشبه بأولئك الذين أحبوا العزلة، إذ من شأنها تسهيل الوصول إلى الله.
اجتهدوا إذًا أن تكونوا مؤسسين على السكون تأسيسًا صالحًا، حتى ننقاد إلى رؤية الله، أي التأمل الروحي العظيم .

القديس أنطونيوس الكبير



 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025