25 - 12 - 2024, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 181951 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كَالَبُ يمتلك ميراثه: تأثّر يشوع بخطاب صديقه، وأجابه على طلبه «فَبَارَكَهُ يَشُوعُ، وَأَعْطَى حَبْرُونَ لِكَالَبَ بْنِ يَفُنَّةَ مُلْكًا. لِذلِكَ صَارَتْ حَبْرُونُ لِكَالَبَ بْنِ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيِّ مُلْكًا إِلَى هذَا الْيَوْمِ» (يشظ،ظ¤: ظ،ظ£، ظ،ظ¤). وبقوة الرب، أخضع كَالَبُ العمالقة، وحرَّر المدينة، وأعاد لها اسمها القديم الصحيح. إن ثبات كَالَب يُبرهن كيف أن شعب الله، في كل التدابير، قادرون عل التغلب على مُقاوميهم وعلى محنهم وشدائدهم: «لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (زك ظ¤: ظ¦). ومن جهتنا، ليتنا نختبر، مثلما فعل كَالَب، الغلبة والنصرة، باتباع الرب الإله بالكامل، والاتكال عليه بعزم القلب. وحينئذٍ نحن أيضًا، سنتقوى في الرب، ونعيش في ملء التمتع بالأمور السماوية، بينما نحارب بصبر، حروبنا الأرضية. وآنذاك، يقينًا ستحل البركة الوفيرة من يشوعنا الحقيقي، الرب يسوع المسيح، على كل مؤمن مسيحي يحذو حذو كَالَب. كانت حَبْرُونُ ضمن نصيب سبط يهوذا، ولم يأخذ كَالَبُ حَبْرُون فحسب من العناقيين، ولكن بمعونة ابن أخيه الجسور عُثْنِيئِيلَ بْنُ قَنَازَ، امتلك أيضًا دَبِيرَ (يشظ،ظ¥: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥). كان كَالَبُ قد وعد أن مَن يُخضع دَبِيرَ ويأخذها، سيُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِه زوجة، وهكذا عُثْنِيئِيلُ - الذي لاحقًا صار أول قضاة إسرائيل (قضظ£: ظ¨-ظ،ظ،) - صار صهرًا لكَالَب (يش ظ،ظ¥: ظ،ظ¦، ظ،ظ§). وأعطى كَالَبُ عَكْسَة وعُثْنِيئِيل أرضًا في جنوب حَبْرُون ميراثًا خاصًا. ولكن بعد زواجهما، طلبت عَكْسَةُ من أبيها كَالَب الينابيع القريبة من تلك الأرض، فوهبها كَالَبُ إياها (يشظ،ظ¥: ظ،ظ¨، ظ،ظ©). |
||||
25 - 12 - 2024, 03:27 PM | رقم المشاركة : ( 181952 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن كَالَب لكونه وثق في إلهه وحارب بقوة إلهه هكذا انتصر ومن ثم تعاظم ميراثه. كان من المقرر أن تنتقل مخصصات الأراضي من جيل إلى جيل، داخل نفس السبط. وبمعنى آخر، لم يكن للفرد (أو للعشيرة) أن يزيد ميراثه عن طريق شراء أو سرقة، ميراث قريبه. ولكن فقط من خلال مُحاربة ودحر العدو. وصلاة يَعْبِيص توضح هذه الحقيقة: «وَدَعَا يَعْبِيصُ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: لَيْتَكَ تُبَارِكُنِي، وَتُوَسِّعُ تُخُومِي، وَتَكُونُ يَدُكَ مَعِي، وَتَحْفَظُنِي مِنَ الشَّرِّ حَتَّى لاَ يُتْعِبُنِي. فَآتَاهُ اللهُ بِمَا سَأَلَ» (ظ،أخظ¤: ظ،ظ*). فإذا كان الناموس يمنع يعْبِيصَ من حيازة الأرض نظير دفع المال، إلا أنه كان بإمكانه توسيع أراضيه من خلال الفتح المشروع؛ أي عن طريق دحر أولئك الذين قال الله إنه يجب استئصالهم من أرض الموعد. ولتوسيع تخوم ملكوت الله اليوم، يجب على المؤمنين ألا يكتفوا بتعزية أحدهم الآخر داخل حدودهم؛ بيوتهم ومباني كنائسهم. يجب أن يكونوا راغبين في الخروج من ملاذاتهم الآمنة تلك، لنشر رسالة إنجيل يسوع المسيح. إن الرب يبني كنيسته من خلال مساعي شعبه الجادة للتبشير بالإنجيل. ويا ليتنا لا نرضى أبدًا بالركون إلى وضعنا الراهن! ويا ليت الرب - بنعمته - يُزيد طاقتنا لخدمته نحو نمو كنيسته. |
||||
25 - 12 - 2024, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 181953 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كَالَبُ يشارك ميراثه: لأن كَالَب انتصر باسم يهوه، فقد حصل على المزيد، مما مكّنه من أن يُبارك الآخرين بأكثر وفرة. ففضلاً عن بركته لابنته وصهره، بإهدائهم أرض الجنوب والينابيع العُليا والينابيع السُفلى، فإن حَبْرُونَ، المدينة التي امتلكها وحررها من العناقيين، صارت واحدة من المدن الكهنوتية الثمانية والأربعين، وواحدة من مدن الملجأ الست. لم يتأخر كَالَبُ عن مشاركة الآخرين فيما مكنه الله من امتلاكه. كان سروره أن يُبارك الآخرين بما اكتسبه في الرب. يا له من مثال رائع يجب اتباعه! وهكذا يُذكّر الرسول بولس المؤمنين في كورنثوس ألا ينتفخوا في أنفسهم بما لديهم: «لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟» (ظ،كوظ¤: ظ§). كل ما لدينا يأتي من الله. فلا مجال للافتخار. بل إن الرسول بولس يستطرد مُشجعًا الأفسسيين أنهم عوضًا عما كانوا يفعلونه قبل خلاصهم، من سرقة وسلب الآخرين، يتعين عليهم الآن أن يشتغلوا بجد لتوفير احتياجاتهم الخاصة، ومساعدة مَن له احتياج «لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ» (أفظ¤: ظ¢ظ¨). دعونا نتفكر في مثال كَالَب، فلا نظن في أنفسنا أمورًا عالية، ولا نفتخر بممتلكاتنا، بل نكون راغبين ومستعدين بمساعدة الآخرين، بما وضعه الله - بمطلق نعمته - في وكالتنا. إننا نتعلَّم من مثال كَالَب أنه كلما اعتمدنا على الرب أكثر، من أجل سداد أعوازنا، كلما أمكننا أن نُشارك الآخرين البركة، وكلما تعاظمت بركاتنا. هذا هو بطل الإيمان الحقيقي. كان كَالَبُ مُكرّسًا بالتمام للرب، فأنجزَ المستحيل. ويا ليتنا نحن أيضًا، بقلوب متضعة، نرتفع فوق عيوبنا وأخطائنا، بواسطة قوة القيامة، ونحقق أمورًا مُذهلة لله. إن البطل الخارق الخيالي، لن يقود أبدًا شخصًا ضالاً إلى المسيح، ولكن بطل الإيمان الحقيقي، بواسطة القوة الإلهية المعجزية، يُمكنه ذلك! سَيِّدِي اسْتَلِمْ حَيَاتِي كَرِّسَنَّهَا لَك وَلْيَفِضْ قَلْبِي بِحَمْدٍ مُسْتَدِيمْ خُذْ يَدِي مُحَرِّكًا لَهَا بِفِعْلِ حُبِّك جَمِّلَنْ رِجْلَيَّ بِالسَّيْرِ الْقَوِيمْ |
||||
25 - 12 - 2024, 03:33 PM | رقم المشاركة : ( 181954 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التدخل الإلهي وروعته علي مر العصور لم تسلم الأرض من الكوارث والمحن، سواء كانت طبيعية أم قضاءً إلهيًا، لكن في كل المرات كان الرب يتدخل، من أجل اسمه، ولصالح أتقيائه. وفي رحلة الرسول بولس الأخيرة لروما، المُدوَّنة في أعمال ظ¢ظ§، والتي ذهب فيها كأسير للمحاكمة، وكان معه «فِي السَّفِينَةِ جَمِيعُ الأَنْفُسِ مِئَتَيْنِ وَسِتَّةً وَسَبْعِينَ» (أع ظ¢ظ§: ظ£ظ§)، نستطيع أن نري جليًا هذين الأمرين: الكارثة التي حلّت بالسفينة، وأيضًا التدخل الإلهي العجيب. أسباب المخاطر وصلت سفينة الأسرى إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ «الموانئ الْحَسَنَةُ»، وهناك أنذرهم الرسول بولس قائلاً: «أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَنَا أَرَى أَنَّ هذَا السَّفَرَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بِضَرَرٍ وَخَسَارَةٍ كَثِيرَةٍ، لَيْسَ لِلشَّحْنِ وَالسَّفِينَةِ فَقَطْ، بَلْ لأَنْفُسِنَا أَيْضًا» (ع ظ،ظ*)، وطلب منهم أن لا يقلعوا من كريت، «وَلَكِنْ كَانَ قَائِدُ الْمِئَةِ يَنْقَادُ إِلَى رُبَّانِ السَّفِينَةِ وَإِلَى صَاحِبِهَا أَكْثَرَ مِمَّا إِلَى قَوْلِ بُولُسَ» (ع ظ،ظ،). وهنا يكمن سر الخطر، بل والضياع أيضًا: احتقار الصوت الإلهي المُمثَّل في رجل الله بولس، وتفضيل رأي البشر عليه. فالكتاب يقرر: «تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِد» (أمظ£: ظ¥)، ذلك لأن البشر وقت الأزمات «يَتَمَايَلُونَ وَيَتَرَنَّحُونَ مِثْلَ السَّكْرَانِ، وَكُلُّ حِكْمَتِهِمِ ابْتُلِعَتْ» (مز ظ،ظ*ظ§: ظ¢ظ§). وهذا ما حدث بالفعل! فلقد هاجت عليهم ريح زوبعية. وما أصعب هذا التقرير الخطير عن الرحلة «اشْتَدَّ عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ، انْتُزِعَ أَخِيرًا كُلُّ رَجَاءٍ فِي نَجَاتِنَا» (ع ظ¢ظ*)! وهناك تشابه كبير بين هذه الرحلة وحالتنا في هذه الأيام! لقد احتقر الكثيرون اليوم ما يقوله الكِتَاب، وفضَّلوا رأي العالم والعالميين عن الله، وعندما هاجت الكورونا علينا، لم ينفع المسافرين في الجائحة، لا رأي الملاحين ولا قائد المئة! وفقد الكثيرون الرجاء في الحياة، بل وفقد البعض حياتهم أيضًا! روعة التدخل الإلهي وعلى غير توقّع من الجميع مطلقًا، عمل الرب عجبًا ومعروفًا لهم! فبعد أربعة عشر يومًا مظلمة «وَنَحْنُ نُحْمَلُ تَائِهِينَ فِي بَحْرِ أَدْرِيَا». لم يذكر الوحي أنهم صلوا، أو طلبوا وجه الرب، رغم قنوطهم ويأسهم العميق! ثم جاءت مفاجأة الله السارة؛ أرسل الرب إليهم رسالة مطمئنة من خلال عبده الرسول بولس المسافر معهم. ولماذا بولس بالذات؟ الإجابة أن الرب يستخدم مؤمنًا مكرسًا للرب تمامًا، وعابدًا له بحق، ليكون بركة للمسافرين معه. قال لهم بولس موبخًا «كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ فَتَسْلَمُوا مِنْ هَذَا الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ» (ع ظ¢ظ،). وما أحوجنا إلى هذا التوبيخ اليوم، فكم من المرات لم نُذعِن لما قاله لنا الرب، فجاءت علينا الكثير من المتاعب: «لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ، فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْر» (إش ظ¤ظ¨: ظ،ظ¨). ولم يكن الغرض من هذا التوبيخ إلا ليشعروا، ونحن معهم، بالخطأ والتوبة عنه «اذكر مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ» (رؤ ظ¢: ظ¥). وبعد التوبيخ يأتي التشجيع، فلقد قدَّم الرب من خلال بولس ثلاثة وعود مطمئنة ومشجعه: «لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ» (أع ظ¢ظ§: ظ¢ظ¤). الوعد الأول يحوي كل الأمان «لاَ تَخَفْ»، والثاني ضمان الوصول «يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ»، والثالث هو سلامة الجميع «وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ». من يستطيع أن يُقدِّم هذه البركات والضمانات، لمساكين مُضطربين وخائفين، ليس فقط لهؤلاء المُسافرين الأسري قديمًا، بل ولنا اليوم، ولكل بقاع الأرض المضطربة الخائفة؟ إنه الرب يسوع وحده الذي دُفع إليه كل سلطان، والذي يجلس الآن فوق كل رياسة وسلطان، بل وفيه يقوم الكل. ورغم اضطراب البحر الذي لم يهدأ، وسواد الجو الحالك حولهم وقتئذ، أعلن الرسول بولس ثقته في الله قائلًا: «لِذَلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللَّهِ أَنَّهُ يَكُونُ هَكَذَا كَمَا قِيلَ لِي» (ع ظ¢ظ¥). إن الرب يريد أن يستخدمنا ليصل بأقواله لقلوب إخوتنا، لكن هل نثق نحن في الرب القائل، وفي ما يقول؟ لقد تكسرت السفينة، كما قال الرب تمامًا، ألم يقل: «لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ، إِلاَّ السَّفِينَةَ»، فلا بد وأن تنهار هيئة هذا العالم الدينية والسياسية والاقتصادية، بل وهي من الآن تزول. ولا بد للرب أن يحقق وعده بالحفظ والحماية لمن هم له، «أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ» (ظ،بط ظ،: ظ¥). ما أروع ما تُختم به هذه القصة: «فَهَكَذَا حَدَثَ أَنَّ الْجَمِيعَ نَجَوْا إِلَى الْبَرِّ» (ع ظ¤ظ¤). نعم فالذي وعد هو أمين. إن كلمة الله تُعلن - عبر العصور - أمانة الله العظيمة، والتي تجعله يتدخل - وبطرق شتى - في أحداث الأرض، لمجده ولخير قطيعه، وعبر كل رحلتهم الطويلة، يُنجي ويُنقذ، ويعمل أمورًا مُدهشه. لذا دعونا نتضع أمام الرب، ونتوب عن كل أمر فضَّلناه على شخصه الكريم أو على كلمته، ولننتظر بسكوت واثقين وهادئين تداخله العجيب القريب، فخروجه يقين كالفجر. له كل المجد. فِي انْتِظَارِ نُورِكَ يَجْلُو غُيُومِي فِي انْتِظَارِ حُبِّكَ يَمْحُو هُمُومِي فِي انْتِظَارِ وَجْهِكَ الْحُلْوِ الْكَرِيمِ فِي انْتِظَارِكَ أَبِي |
||||
25 - 12 - 2024, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 181955 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة رجاء في زمن الوباء جاءت فترة هذا الوباء لتكشف كل مستور، ولتبيِّن ما كان كل إنسان يضع رجاءه فيه؛ فمن وضع رجاءه على صحته، أصبح يخشى المرض. ومن وضع رجاءه على الثروة، أصبح يخشى نقصانها. ومن وضع رجاءه على الوظيفة، أصبح مهددًا بفقدها. ومن وضع رجاءه على المركز، أصبح مُعرَّضًا أن يُحرم منه. ومن وضع رجاءه في ممتلكاته، أصبح غير قادر على التمتع بها. لكن نشكر الرب، لأن للمؤمن رجاء قال عنه بولس «لأَنَّنَا لِهذَا نَتْعَبُ وَنُعَيَّرُ، لأَنَّنَا قَدْ أَلْقَيْنَا رَجَاءَنَا عَلَى اللهِ الْحَيِّ، الَّذِي هُوَ مُخَلِّصُ جَمِيعِ النَّاسِ، وَلاَ سِيَّمَا الْمُؤْمِنِينَ» (ظ،تي ظ¤: ظ،ظ*). وفترة الوباء هذه يُميّزها أيضًا مخاوف كثيرة، أحد أهم أسبابها هو غياب اليقينية، فلا شيء يقيني: متى سيُمكن إيقاف انتشار الوباء؟! ومتى سيمكن للناس التنقل من بلد الى بلد دون خوف؟! ومتى سينصلح الاقتصاد العالمي؟! لا أحد يعرف شيئًا، ولا يمكن التنبؤ بشيء. وكأن الله أراد في هذه الفترة أن يكتب من جديد بأصابعه، على مكلس حائط العالم، مُعلنًا سلطانه وحكمته وقدرته، ورحمته أيضًا. لكن بالنسبة لنا كمؤمنين هناك يقينيات تقدّمها لنا كلمة الله. وفي رومية ظ¨: ظ¢ظ¨–ظ£ظ© نجد خمس يقينيات: أولاً: يقين السلطان الإلهي: «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ» (ع ظ¢ظ¨). نعم، متيقنون “أَنَّ الله يجعَلُ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ”. إنه – تبارك اسمه – يمزج كل الظروف: الصحة والمرض، السعة والضيق، النجاح والفشل، لكي تؤول - جميعها معًا - لخيرنا. ولعل حياة يوسف أوضح صورة لهذا المبدأ العظيم: إن الله يعمل دائمًا ما هو لخير شعبه، خيره الروحي هنا في الحياة: النضوج الروحي (يع ظ،: ظ¢، ظ£)، ثم المكافآت الأبدية ونوال الأكاليل (يع ظ،: ظ،ظ¢). إن إلهنا الذي يحضر جنازة كل عصفور يسقط إلى الأرض، والذي يحصي شعور رؤوسنا جميعها، لن يفلت منه شيء، اذ إنه مُطلَق السلطان. ثانيًا: يقين القصد الإلهي: «الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ» (ع ظ¢ظ¨). لا يوجد شيء عشوائي عند الله، بل كل شيء مُخطَّط بدقة، ويشرح الرسول بولس هنا القصد الإلهي في خمس حلقات ذهبية، تمتد من الأزل الي الأبد «لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا» (ع ظ¢ظ©، ظ£ظ*). ما أروع هذا القصد؛ إنه في الأزل اختارنا، وعيَّننا لمركز عظيم جدًا؛ أن نكون مشابهين صورة الابن الحبيب ربنا يسوع. وهذا سيتم حرفيًا عندما «نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ» (ظ،يو ظ£: ظ¢). ثم في الزمان دعانا بواسطة الإنجيل، وإذ قبلناه بررنا أيضًا. ورغم أننا لم نُمجَّد بعد، لكن الرسول بولس يقول لنا «مَجَّدَهُمْ أَيْضًا»، مُعلِّنا يقين المجد وحتميته. ترى أتوجد قوة يُمكنها إعاقة الله عن إتمام قصده؟! ثالثًا: يقين العطاء الإلهي: «فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ» (ع ظ£ظ،، ظ£ظ¢). هذا قمة الإعلان في رسالة رومية أن الله لنا، وفى صفنا؛ والبرهان لهذا: إنه لم يُمسك عنا ابنه، بل بذله لأجلنا! والسؤال المطروح: هل مِن المُمكن أن الله بعد ما أعطى الأغلى يُمسك عنا ما هو أقل؟! في أحيان كثيرة لا نفهم لمَ لَم يهبنا الله هذا أو ذاك؟ السبب ان هناك شرطًا؛ «يَهَبُنَا مَعَهُ»، أي أن يكون هذا الشيء أو ذاك، لا يتعارض مع مجد المسيح في حياتنا. إن أعظم برهان لصلاح الله هو في عطية ابنه الرب يسوع. رابعًا: يقين الخلاص الإلهي: «مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ. مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا» (رو ظ¨: ظ£ظ£، ظ£ظ¤). يطرح الرسول أسئلة لا إجابات عنها، إذ يؤكد استحالة فقد المؤمن لخلاصه. فالمشتكى يشتكي دائمًا. لكن القاضي قد بررنا في ساحة المحكمة، فلا تنفع الشكاية. ثم مَن يدين المؤمن، هل المسيح الذي مات وقام، وهو عن يمين الله، بل أيضًا يشفع فينا؟! حاشا. إذًا خلاص المؤمن أكيد ومضمون. ويا له من يقين! خامسًا: يقين الحب الإلهي: «مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ ... فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (روظ¨: ظ£ظ¥-ظ£ظ©). يا للروعة: لا شيء يفصلنا عن محبة المسيح، ولا شيء يفصلنا عن محبة الله التي في المسيح، وبينهما «يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا». إذًا أي قوة تحرمنا من هذا الحب الإلهي؟! شكرًا لإلهنا على اليقينيات الكتابية في زمن المخاوف الإنسانية. |
||||
25 - 12 - 2024, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 181956 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقين السلطان الإلهي «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ» (ع ظ¢ظ¨). نعم، متيقنون “أَنَّ الله يجعَلُ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ”. إنه – تبارك اسمه – يمزج كل الظروف: الصحة والمرض، السعة والضيق، النجاح والفشل، لكي تؤول - جميعها معًا - لخيرنا. ولعل حياة يوسف أوضح صورة لهذا المبدأ العظيم: إن الله يعمل دائمًا ما هو لخير شعبه، خيره الروحي هنا في الحياة: النضوج الروحي (يع ظ،: ظ¢، ظ£)، ثم المكافآت الأبدية ونوال الأكاليل (يع ظ،: ظ،ظ¢). إن إلهنا الذي يحضر جنازة كل عصفور يسقط إلى الأرض، والذي يحصي شعور رؤوسنا جميعها، لن يفلت منه شيء، اذ إنه مُطلَق السلطان. |
||||
25 - 12 - 2024, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 181957 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقين الخلاص الإلهي «مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ. مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا» (رو ظ¨: ظ£ظ£، ظ£ظ¤). يطرح الرسول أسئلة لا إجابات عنها، إذ يؤكد استحالة فقد المؤمن لخلاصه. فالمشتكى يشتكي دائمًا. لكن القاضي قد بررنا في ساحة المحكمة، فلا تنفع الشكاية. ثم مَن يدين المؤمن، هل المسيح الذي مات وقام، وهو عن يمين الله، بل أيضًا يشفع فينا؟! حاشا. إذًا خلاص المؤمن أكيد ومضمون. ويا له من يقين! |
||||
25 - 12 - 2024, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 181958 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا للروعة: لا شيء يفصلنا عن محبة المسيح، ولا شيء يفصلنا عن محبة الله التي في المسيح، وبينهما «يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا». إذًا أي قوة تحرمنا من هذا الحب الإلهي؟! شكرًا لإلهنا على اليقينيات الكتابية في زمن المخاوف الإنسانية. |
||||
25 - 12 - 2024, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 181959 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس إيليا بجبل بشواو |
||||
25 - 12 - 2024, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 181960 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس لوقا (لوكاس) العمودي |
||||