24 - 12 - 2024, 01:35 PM | رقم المشاركة : ( 181851 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علاج الله لمشاكلنا (ظ¢كوظ¢: ظ،ظ¤ - ظ§: ظ،) إننا جميعًا نُدرك أن ثمة مشكلات عديدة تواجه شعب الرب اليوم. وغالبًا ما تبرز صعاب جديدة، قبل أن تنتهي القديمة. وليقيني الشديد بأن كلمة الله تمدنا بالإجابات، لمعونتنا في كل موقف، سألت نفسي هذه التساؤلات: كيف لشعب الله أن يكون منقسمًا حول هذا الكم من القضايا؟! ألا تُوحدنا الطاعة لكلمة الله، واتكالنا على الرب؟! ووجدت الإجابة في رسالة بولس الرسول الأولى إلى كنيسة الله التي في كورنثوس. لقد انقسم قديسو كورنثوس لأنهم كانوا مشغولين بالإنسان الخطأ (ظ،كو ظ،: ظ،ظ،، ظ،ظ¢). لم يقدروا أن يتغلبوا على المشاكل، إلى أن تعلَّموا ما يقوله إشعياء النبي:«كُفُّوا عَنِ الإِنْسَانِ الَّذِي فِي أَنْفِهِ نَسَمَةٌ، لأَنَّهُ مَاذَا يُحْسَبُ؟» (إش ظ¢: ظ¢ظ¢). وفى ظ¢كورنثوس أُعطينا جواب الله والحل. تأملات إن رسالتي بولس إلى كنيسة الله التي في كورنثوس هما من رسائل “البرية”، فيهما نرى القديسين كمفرزين - بدعوة إلهية - من هذا العالم، الذي صار برية لعين الإيمان، ولا يُقدِّم شيئًا يمكن أن يستند عليه الإيمان المسيحي (ظ،كو ظ،: ظ¢). والمؤمن الذي يَعبر هذا العالم، عليه مسؤولية أن يحيا مُعتمدًا كليةً على الرب، وفي طاعة كاملة له. والفشل في فعل ذلك، هو السبب الجذري في كسر الأسرة وانهيارها، كما في فشل الشهادة الجماعية للكنيسة. إن الله يسمح لنا بوقت اختبار في البرية، حتى نعلم ما في قلوبنا. لكن ما هو أثمن من ذلك أننا نتعلَّم ما في قلب الله، وهو شخص الرب يسوع المسيح. ثم ونحن نتعلَّم هذا، نتحوَّل عن ذواتنا، لنجد في المسيح الإجابة عن كل تساؤل، وإيفاء كل احتياج. السبب الجذري للمشاكل في التأمل في هذا الجزء من الكتاب المقدس، في الرسالة الأولى إلى كورنثوس، علينا أن نضع في اعتبارنا الغرض السامي الذي كان أمام الرسول. لقد سعى لكي يرى قديسي كورنثوس مرفوعين عن حالتهم الروحية المتدنية التي وصفها في ظ،كورنثوس ظ£: ظ، «وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ». لقد قادتهم حالتهم الجسدية والتمركز حول الذات، لأن يكونوا عالميين ومتهاونين أدبيًا، الأمر الذي فتح الباب أكثر لفوضى سلوكية، ولأخطاء تعليمية. لقد تركتهم هذه الحالة بقليل من التمييز الروحي، وبلا قوة روحية تُجابه مشاكلهم، وهذا أكثر ما نُعاني منه اليوم. هذه الحالة المُعروضة في الرسالة الأولى، تناولتها أيضًا الرسالة الثانية، لتوضح طريق الله في تغييرنا إلى المشابهة الأدبية مع ربنا يسوع المسيح. وهناك وجهتان لهذا الحق. موضوعيًا، أو بطريقة مطلقة، فإن الله قصد لنا هذا التغيير في المسيح. أما بطريقة شخصية، فينطبق هذا على كل مؤمن. وهذا التغيير يتم فينا بالروح القدس، الذي يُتمِّم مقاصد الله من نحونا. وعندما يتم هذا التغير، تُحلّ المشاكل بطريقة تُمجد الله؛ تتنحى الذات جانبًا، بكل صورها المختلفة، ويُرى مكانها المسيح في كل جماله الأدبي. ليس الغرض من هذا المقال الانشغال بالمصاعب والمشاكل، بل أن نرى علاج الله لها. هذا لا يعني أننا نحاول أن نتحاشى المشاكل، أو أن نهرب منها، لأننا لا نستطيع ذلك، بل بالأحرى أن نرى إمداد الله لتسديد كل احتياج، وهذا الإمداد هو في المسيح. التغيير ممكن كان الرسول بولس نفسه في حالة شديدة من الإرهاق كما عبر في ظ¢كورنثوس ظ،: ظ¨، ظ©؛ ظ¤: ظ¨، ظ© «مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ... مُتَحَيِّرِينَ ... مُضْطَهَدِينَ ... مَطْرُوحِينَ». وبالرغم من هذه الأخطار الخارجية، لم يفتر الرسول بولس، ولم ييأس، بل على العكس، رأى نفسه مرتبطًا بشهادة مع مسيح غالب ومنتصر (ظ¢كو ظ¢: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥). فصعدت إلى الله رائحة المسيح الذكية بسلوكه وشهادته. إن الرسول بولس – وهو مَن دعا نفسه “أَوَّلُ الْخُطَاةَ” – صار الآن أعظم إناء أقامه الله ليعكس لمعان مجد الله في وجه يسوع المسيح (ظ¢كوظ¤: ظ¦). الله وحده هو من يستطيع أن يُجري هذا التغير في حياة أي شخص. إن ما فعله الله في بولس، هو قادر أن يفعله أيضًا في كل مِنَّا نحن المؤمنين. والله – بروحه – يكتب المسيح على قلوبنا (ظ¢كو ظ£: ظ£). لم يستطع الناموس أن يفعل ذلك. لكنه كان يقول للإنسان ما هو واجب عليه أن يفعله؛ ما هو مُتوَّقع منه، لكنه لم يستطع أن يُغيّر الإنسان (رو ظ¨: ظ£، ظ¤). لقد حصل المؤمن على حياة جديدة في المسيح، وطبيعة جديدة تسَر بما لله. والروح القدس يسكن الآن في المؤمن، ويُشغلنا بالمسيح، الذي هو في ذات محضر الله. وحينما أنشغل بالإنسان يسوع المسيح حيث هو الآن، سيحدث فيَّ تغييرًا أدبيًا يجعلني أكثر شبهًا بالمسيح (ظ¢كو ظ£: ظ،ظ¨). مُعوِّق كبير إن المُعوِّق الأكبر لعمل الروح القدس في المؤمن، هو الذات. والذات الحسنة أو البغيضة هي الذات. إن تقدير الذات، واستحقاق الذات، وصورة الذات، ومحبة الذات في أفضل الحالات، هو انشغال بالإنسان الخطأ؛ نفس الإنسان الذي نحاه الله جانبًا، وأدانه في موت المسيح. إن الله لا يحاول أن يُحسِّن الإنسان في الجسد «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (ظ¢كو ظ¥: ظ،ظ§). والسؤال الذي ربما يُسأل الآن هو: كيف يسهم هذا التعليم في حل المشكلات؟ أولًا: علينا أن نعترف «أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ» (رو ظ§: ظ،ظ¨). إن المشاكل التي تؤرقنا في حياتنا الفردية، وفي عائلاتنا، وكذا في اجتماعاتنا، تجد مصدرها من الجسد الذي فينا. إن كنا لا نتعلَّم من كلمة الله أن الجسد لا ينفع شيئًا، فإن الله سيعلمنا هذا بفشلنا. وما أتعس أن نتعلَّم بهذه الطريقة. إلا أن الأتعس هو أن نٌحزن الروح القدس؛ فكل فشل أو خطية تطلبت آلام المسيح على الصليب؛ الآلام التي لا يمكن أن نسبر أغوارها. لكن إذ أعلم كم هو بائس وشقي الجسد الذي فيّ، فإني أُحول عين إيماني من ذاتي، لأجد في المسيح موضوع المسرة العليا، الوحيد الذي يجد الله فيه السرور الأبدي والرضا! إنه يبدأ فيَّ: بعد اختبار مدى شقاء الجسد فيّ (وليس في أخي أو أختي)، ينبغي أن أقبل التعليم الذي قدَّمه الله في مواضع عديدة من الكتاب. إنه يُعلِّمنا أن نحول نظرنا من الذات إلى المسيح، وبتتميم ذلك، تنطبع علينا صفاته الأدبية، متضمنة الطاعة والاتكال على الله، والصبر والتواضع والتعفف، وصفات أخرى كثيرة كالمذكورة في غلاطية ظ¥: ظ¢ظ¢، ظ¢ظ£. إنه ثمر الروح القدس عاملًا في حياة كل مؤمن عمليًا. في ظ¢كورنثوس ظ¤: ظ§ يشرح بولس أن أجسادنا، التي يدعوها “أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ”، تحتوي على هذا الكنز، الذي هو سكنى المسيح في المؤمن. وعند كسر الإناء، يُضيء النور الداخلي خارجيًا. يُذكرنا الرسول بولس في ظ¢كورنثوس ظ¥: ظ،ظ* أنه لا بد لنا جميعًا أن نُظهر أمام كرسي المسيح. فيظهر كل ما فعلناه في حياتنا في نور محضره المقدس؛ دوافعنا، وسعينا وراء ذواتنا، حتى لو كان مختلطًا بخدمتنا للرب، الكل سيُستعلن.كل ما عُمل في السر أو في العلن، في محل العمل أو في البيت، في المشورة الخاصة أو في الوعظ العلني، الكل سيُكشف. يا له من فحص ضروري! لكني أذكر أنه عندما نقف أمام كرسي المسيح، لن تكون فينا الطبيعة الخاطئة التي أخطأنا بها بعد، بل سنكون مع المسيح ومثله، وسنبتهج أن طبيعتنا القديمة الأنانية الخاطئة لن تعود إلينا إلى الأبد. فقط ما هو من المسيح هو ما سيبقى إلى الأبد. ولو عشنا حياتنا، كبولس، في ضوء هذا اليوم، أي تغيير سيحدث في حياتنا! المسيح حقًا هو العلاج إنه أسهل كثيرًا أن نترنم: “وراء المسيح وحده نخطو”، من أن نعيشها. فأن نعيشها يعني أنها ستحكم أسلوب سلوكي: ماذا ألبس ... كيف أصرف مالي ... أين أقضي إجازاتي ...كيف أخاطب زوجتي أو زوجي ... وكذا توجهي ناحية أولادي. ستؤثر على علاقاتي في البيت، وفي العمل، وفي العالم، بل وتأكد أنها ستُشيع جوًا من إكرام المسيح في الجماعة، بإظهار فكر المسيح. إن فكر المسيح يُجهزنا لمواجهة كل المخاطر والصعوبات، ويُمكّننا من اتخاذ القرارات الروحية الصائبة. لذا لن يكون هناك السؤال: “ما هو الخطأ في هذا أو ذاك؟” بدل ذلك سيكون السؤال: “ماذا يُسرّ المسيح؟” «لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ» (في ظ¢: ظ،ظ£). وخلاصة موضوعنا يُقدّمها لنا الرسول بولس في ظ¢كورنثوس ظ§: ظ، بتقديم كلمة تشجيع: «فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ». إن أفسحنا المجال لله، لكي يعمل في حياتنا، بتنحية الذات جانبًا، وتثبيت عيوننا على الرب، إذًا سنختبر السلام العميق والبهجة التي للشركة مع الآب. حينئذ سنجد أن كل المعاناة أو الحزن الذي نجتازه هنا له أهميته وهدفه ونتائجه النافعة. إن الإيمان ينظر إلى ما وراء الحاضر، ويُقيِّم كل شيء في ضوء الأبدية (ظ¢كو ظ¤: ظ،ظ§، ظ،ظ¨). يا ليت الرب ينعكس في حياتي بمقدار أكبر، وكذلك في حياتكم. |
||||
24 - 12 - 2024, 01:38 PM | رقم المشاركة : ( 181852 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إننا جميعًا نُدرك أن ثمة مشكلات عديدة تواجه شعب الرب اليوم. وغالبًا ما تبرز صعاب جديدة، قبل أن تنتهي القديمة. وليقيني الشديد بأن كلمة الله تمدنا بالإجابات، لمعونتنا في كل موقف، سألت نفسي هذه التساؤلات: كيف لشعب الله أن يكون منقسمًا حول هذا الكم من القضايا؟! ألا تُوحدنا الطاعة لكلمة الله، واتكالنا على الرب؟! ووجدت الإجابة في رسالة بولس الرسول الأولى إلى كنيسة الله التي في كورنثوس. لقد انقسم قديسو كورنثوس لأنهم كانوا مشغولين بالإنسان الخطأ (ظ،كو ظ،: ظ،ظ،، ظ،ظ¢). لم يقدروا أن يتغلبوا على المشاكل، إلى أن تعلَّموا ما يقوله إشعياء النبي:«كُفُّوا عَنِ الإِنْسَانِ الَّذِي فِي أَنْفِهِ نَسَمَةٌ، لأَنَّهُ مَاذَا يُحْسَبُ؟» (إش ظ¢: ظ¢ظ¢). وفى ظ¢كورنثوس أُعطينا جواب الله والحل. تأملات إن رسالتي بولس إلى كنيسة الله التي في كورنثوس هما من رسائل “البرية”، فيهما نرى القديسين كمفرزين - بدعوة إلهية - من هذا العالم، الذي صار برية لعين الإيمان، ولا يُقدِّم شيئًا يمكن أن يستند عليه الإيمان المسيحي (ظ،كو ظ،: ظ¢). والمؤمن الذي يَعبر هذا العالم، عليه مسؤولية أن يحيا مُعتمدًا كليةً على الرب، وفي طاعة كاملة له. والفشل في فعل ذلك، هو السبب الجذري في كسر الأسرة وانهيارها، كما في فشل الشهادة الجماعية للكنيسة. إن الله يسمح لنا بوقت اختبار في البرية، حتى نعلم ما في قلوبنا. لكن ما هو أثمن من ذلك أننا نتعلَّم ما في قلب الله، وهو شخص الرب يسوع المسيح. ثم ونحن نتعلَّم هذا، نتحوَّل عن ذواتنا، لنجد في المسيح الإجابة عن كل تساؤل، وإيفاء كل احتياج. |
||||
24 - 12 - 2024, 01:38 PM | رقم المشاركة : ( 181853 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الله يسمح لنا بوقت اختبار في البرية، حتى نعلم ما في قلوبنا. لكن ما هو أثمن من ذلك أننا نتعلَّم ما في قلب الله، وهو شخص الرب يسوع المسيح. ثم ونحن نتعلَّم هذا، نتحوَّل عن ذواتنا، لنجد في المسيح الإجابة عن كل تساؤل، وإيفاء كل احتياج. |
||||
24 - 12 - 2024, 01:40 PM | رقم المشاركة : ( 181854 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السبب الجذري للمشاكل في التأمل في هذا الجزء من الكتاب المقدس، في الرسالة الأولى إلى كورنثوس، علينا أن نضع في اعتبارنا الغرض السامي الذي كان أمام الرسول. لقد سعى لكي يرى قديسي كورنثوس مرفوعين عن حالتهم الروحية المتدنية التي وصفها في ظ،كورنثوس ظ£: ظ، «وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ». لقد قادتهم حالتهم الجسدية والتمركز حول الذات، لأن يكونوا عالميين ومتهاونين أدبيًا، الأمر الذي فتح الباب أكثر لفوضى سلوكية، ولأخطاء تعليمية. لقد تركتهم هذه الحالة بقليل من التمييز الروحي، وبلا قوة روحية تُجابه مشاكلهم، وهذا أكثر ما نُعاني منه اليوم. هذه الحالة المُعروضة في الرسالة الأولى، تناولتها أيضًا الرسالة الثانية، لتوضح طريق الله في تغييرنا إلى المشابهة الأدبية مع ربنا يسوع المسيح. وهناك وجهتان لهذا الحق. موضوعيًا، أو بطريقة مطلقة، فإن الله قصد لنا هذا التغيير في المسيح. أما بطريقة شخصية، فينطبق هذا على كل مؤمن. وهذا التغيير يتم فينا بالروح القدس، الذي يُتمِّم مقاصد الله من نحونا. وعندما يتم هذا التغير، تُحلّ المشاكل بطريقة تُمجد الله؛ تتنحى الذات جانبًا، بكل صورها المختلفة، ويُرى مكانها المسيح في كل جماله الأدبي. ليس الغرض من هذا المقال الانشغال بالمصاعب والمشاكل، بل أن نرى علاج الله لها. هذا لا يعني أننا نحاول أن نتحاشى المشاكل، أو أن نهرب منها، لأننا لا نستطيع ذلك، بل بالأحرى أن نرى إمداد الله لتسديد كل احتياج، وهذا الإمداد هو في المسيح. |
||||
24 - 12 - 2024, 01:41 PM | رقم المشاركة : ( 181855 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التغيير ممكن كان الرسول بولس نفسه في حالة شديدة من الإرهاق كما عبر في ظ¢كورنثوس ظ،: ظ¨، ظ©؛ ظ¤: ظ¨، ظ© «مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ... مُتَحَيِّرِينَ ... مُضْطَهَدِينَ ... مَطْرُوحِينَ». وبالرغم من هذه الأخطار الخارجية، لم يفتر الرسول بولس، ولم ييأس، بل على العكس، رأى نفسه مرتبطًا بشهادة مع مسيح غالب ومنتصر (ظ¢كو ظ¢: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥). فصعدت إلى الله رائحة المسيح الذكية بسلوكه وشهادته. إن الرسول بولس – وهو مَن دعا نفسه “أَوَّلُ الْخُطَاةَ” – صار الآن أعظم إناء أقامه الله ليعكس لمعان مجد الله في وجه يسوع المسيح (ظ¢كوظ¤: ظ¦). الله وحده هو من يستطيع أن يُجري هذا التغير في حياة أي شخص. إن ما فعله الله في بولس، هو قادر أن يفعله أيضًا في كل مِنَّا نحن المؤمنين. والله – بروحه – يكتب المسيح على قلوبنا (ظ¢كو ظ£: ظ£). لم يستطع الناموس أن يفعل ذلك. لكنه كان يقول للإنسان ما هو واجب عليه أن يفعله؛ ما هو مُتوَّقع منه، لكنه لم يستطع أن يُغيّر الإنسان (رو ظ¨: ظ£، ظ¤). لقد حصل المؤمن على حياة جديدة في المسيح، وطبيعة جديدة تسَر بما لله. والروح القدس يسكن الآن في المؤمن، ويُشغلنا بالمسيح، الذي هو في ذات محضر الله. وحينما أنشغل بالإنسان يسوع المسيح حيث هو الآن، سيحدث فيَّ تغييرًا أدبيًا يجعلني أكثر شبهًا بالمسيح (ظ¢كو ظ£: ظ،ظ¨). مُعوِّق كبير إن المُعوِّق الأكبر لعمل الروح القدس في المؤمن، هو الذات. والذات الحسنة أو البغيضة هي الذات. إن تقدير الذات، واستحقاق الذات، وصورة الذات، ومحبة الذات في أفضل الحالات، هو انشغال بالإنسان الخطأ؛ نفس الإنسان الذي نحاه الله جانبًا، وأدانه في موت المسيح. إن الله لا يحاول أن يُحسِّن الإنسان في الجسد «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (ظ¢كو ظ¥: ظ،ظ§). |
||||
24 - 12 - 2024, 01:42 PM | رقم المشاركة : ( 181856 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فقط ما هو من المسيح هو ما سيبقى إلى الأبد أولًا: علينا أن نعترف «أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ» (رو ظ§: ظ،ظ¨). إن المشاكل التي تؤرقنا في حياتنا الفردية، وفي عائلاتنا، وكذا في اجتماعاتنا، تجد مصدرها من الجسد الذي فينا. إن كنا لا نتعلَّم من كلمة الله أن الجسد لا ينفع شيئًا، فإن الله سيعلمنا هذا بفشلنا. وما أتعس أن نتعلَّم بهذه الطريقة. إلا أن الأتعس هو أن نٌحزن الروح القدس؛ فكل فشل أو خطية تطلبت آلام المسيح على الصليب؛ الآلام التي لا يمكن أن نسبر أغوارها. لكن إذ أعلم كم هو بائس وشقي الجسد الذي فيّ، فإني أُحول عين إيماني من ذاتي، لأجد في المسيح موضوع المسرة العليا، الوحيد الذي يجد الله فيه السرور الأبدي والرضا! إنه يبدأ فيَّ: بعد اختبار مدى شقاء الجسد فيّ (وليس في أخي أو أختي)، ينبغي أن أقبل التعليم الذي قدَّمه الله في مواضع عديدة من الكتاب. إنه يُعلِّمنا أن نحول نظرنا من الذات إلى المسيح، وبتتميم ذلك، تنطبع علينا صفاته الأدبية، متضمنة الطاعة والاتكال على الله، والصبر والتواضع والتعفف، وصفات أخرى كثيرة كالمذكورة في غلاطية ظ¥: ظ¢ظ¢، ظ¢ظ£. إنه ثمر الروح القدس عاملًا في حياة كل مؤمن عمليًا. في ظ¢كورنثوس ظ¤: ظ§ يشرح بولس أن أجسادنا، التي يدعوها “أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ”، تحتوي على هذا الكنز، الذي هو سكنى المسيح في المؤمن. وعند كسر الإناء، يُضيء النور الداخلي خارجيًا. يُذكرنا الرسول بولس في ظ¢كورنثوس ظ¥: ظ،ظ* أنه لا بد لنا جميعًا أن نُظهر أمام كرسي المسيح. فيظهر كل ما فعلناه في حياتنا في نور محضره المقدس؛ دوافعنا، وسعينا وراء ذواتنا، حتى لو كان مختلطًا بخدمتنا للرب، الكل سيُستعلن.كل ما عُمل في السر أو في العلن، في محل العمل أو في البيت، في المشورة الخاصة أو في الوعظ العلني، الكل سيُكشف. يا له من فحص ضروري! لكني أذكر أنه عندما نقف أمام كرسي المسيح، لن تكون فينا الطبيعة الخاطئة التي أخطأنا بها بعد، بل سنكون مع المسيح ومثله، وسنبتهج أن طبيعتنا القديمة الأنانية الخاطئة لن تعود إلينا إلى الأبد. فقط ما هو من المسيح هو ما سيبقى إلى الأبد. ولو عشنا حياتنا، كبولس، في ضوء هذا اليوم، أي تغيير سيحدث في حياتنا! |
||||
24 - 12 - 2024, 01:43 PM | رقم المشاركة : ( 181857 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح حقًا هو العلاج إنه أسهل كثيرًا أن نترنم: “وراء المسيح وحده نخطو”، من أن نعيشها. فأن نعيشها يعني أنها ستحكم أسلوب سلوكي: ماذا ألبس ... كيف أصرف مالي ... أين أقضي إجازاتي ...كيف أخاطب زوجتي أو زوجي ... وكذا توجهي ناحية أولادي. ستؤثر على علاقاتي في البيت، وفي العمل، وفي العالم، بل وتأكد أنها ستُشيع جوًا من إكرام المسيح في الجماعة، بإظهار فكر المسيح. إن فكر المسيح يُجهزنا لمواجهة كل المخاطر والصعوبات، ويُمكّننا من اتخاذ القرارات الروحية الصائبة. لذا لن يكون هناك السؤال: “ما هو الخطأ في هذا أو ذاك؟” بدل ذلك سيكون السؤال: “ماذا يُسرّ المسيح؟” «لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ» (في ظ¢: ظ،ظ£). وخلاصة موضوعنا يُقدّمها لنا الرسول بولس في ظ¢كورنثوس ظ§: ظ، بتقديم كلمة تشجيع: «فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ». إن أفسحنا المجال لله، لكي يعمل في حياتنا، بتنحية الذات جانبًا، وتثبيت عيوننا على الرب، إذًا سنختبر السلام العميق والبهجة التي للشركة مع الآب. حينئذ سنجد أن كل المعاناة أو الحزن الذي نجتازه هنا له أهميته وهدفه ونتائجه النافعة. إن الإيمان ينظر إلى ما وراء الحاضر، ويُقيِّم كل شيء في ضوء الأبدية (ظ¢كو ظ¤: ظ،ظ§، ظ،ظ¨). يا ليت الرب ينعكس في حياتي بمقدار أكبر، وكذلك في حياتكم. |
||||
24 - 12 - 2024, 01:44 PM | رقم المشاركة : ( 181858 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قوة ضغط الظروف «فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ وَعَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» (ظ،مل ظ،ظ¢: ظ¢ظ¨) المشكلة الكبرى التي تواجه كل واحد في وقت أو في آخر هي: قوة ضغط الظروف. والخطر الكامن في ذلك هو ما يُمكن أن يَنجَم من إعاقة عن العيشة في مخافة الرب. وهذا ما حصل مع الملك يربعام. سمح الرب أن يتولى يربعام مُلك مملكة إسرائيل الشمالية، في حين نجح منافسه رحبعام، سليل داود وسليمان، في الاحتفاظ بجزء صغير فقط من المملكة الأصلية متضمنًا العاصمة أورشليم. وكان الهيكل هناك. ووفقًا لأمر الرب كان على جميع رجال إسرائيل أن يذهبوا إلى الهيكل مرة كل سنة. وخشى يربعام أن تُستغل هذه المناسبة الدينية في تمزيق المملكة وتحوّل شعبه عنه، ومن ثم ابتدع من وحي مشيئته الخاصة خدمة دينية بديلة، ولم تكن سوى وثنية محضة، وهي خطية يُبغضها الله ويرذلها. ولكن يربعام ونسله تجاهلوا وصايا الله وتحذيراته، ولذلك انقرض النسل الملكي من عائلته. عودة إلى موضوعنا، ألا وهو: قوة ضغط الظروف. قد نتصور أن ضغط الظروف قد يُجبرنا على عصيان الله، ومن ثم نُخمد صوت ضمائرنا. ولكن الحقيقة الناصعة هي أن لا أحد يُمكنه أن يُبرّر الخطية بحجة ضغط الظروف. ودائمًا أبدًا يرذل الله الكذب والزيف. هل يمكن تجنب مثل هذه الظروف؟ المسيحيون المؤمنون باستطاعتهم أن يشهدوا أن لله مخرجًا منها. ولسنا في حل أن نُخطئ إذا وثقنا فيه. والفيصل دائمًا هو علاقة إيمان حية بالله من خلال ربنا يسوع المسيح. |
||||
24 - 12 - 2024, 01:46 PM | رقم المشاركة : ( 181859 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مدعوون لنكون أنوارًا مضيئة «أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت ظ¥: ظ،ظ¤-ظ،ظ¦). فى ليلة صافية يمكن أن تُرى أضواء مدينة لعدة أميال، ولو كانت المدينة على جبل، فلا شيء يُخبئ نورها. وحتى في زمان الكتاب المقدس، قبل الكهرباء بكثير، كان توهج نور نيران، في ليل مدينة موضوعة على جبل، يُرى من مسافة بعيدة. وفي أيام الرب يسوع المسيح، كان هناك عدد من الجبال حول بحر الجليل، على قممها مدن، وكان نورها يرى في أفق الليل. لا بد أن الناس الذين كلَّمهم الرب يسوع، كانوا يعرفون هذه الأنوار. وكانت مدينة “صفد”، هي مدينة على أحد الجبال العالية في منطقة الجليل، وكانت ملحوظة بشكل مُميَّز، وربما كانت هي المدينة التي كان يقصدها الرب يسوع عند حديثه في متى ظ¥: ظ،ظ¤-ظ،ظ¦. كانت السرج التي أضاءت بيوت القرن الأول هي أواني خزفية تحتوي على زيت الزيتون، وفتيلة عائمة. وعند الإشعال، كان السراج يُوضع إما على رف مناسب، أو على حامل مثبت بحيث «يُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ». وبينما لم يكن سراج القرن الأول متوهجًا أو كفئًا كالأنوار الكهربائية الحديثة، إلا أنه كان يُعطي نورًا كافيًا طالما تشذب فتيله، وكان حامله موضوع في مكان مركزي. ولأن تلك السرج كانت تضاء بالنار، فعلى الأرجح لم تكن تُطفأ عند خلود أهل البيت للنوم، بل كان ضوئها يُخفت بوضع إناء (مكيال) فوق السراج. هذا ما كان يفكر فيه الرب عندما تكلم في متى ظ¥: ظ،ظ¥ قائلاً: «لاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ». ما مغزى تعليقات الرب يسوع عن ظهور المدينة الموضوعة على جبل، وعن السراج المُضيء في البيت؟ واضح من القرينة أنه لا يريد لأتباعه ولرسالتهم عن الحق، أن يكونوا مخفيين. إنه يريد من حاملي النور أن يجعلوا رسالتهم تلمع بوضوح وبهاء، حتى لا يكون تشويش في العالم من جهة ما هيه الحق، وأين يوجد. هدف النور إن هدف النور هو الكشف عما هو في الظلام (وظيفة السراج)، والإرشاد (وظيفة المنارة أو النور الذي على الجبل). وكنور العالم، على المؤمنين هذه المسؤولية الثنائية؛ أن يصيروا سُرجًا مضاءة توضح الحق الذي تخفيه الظلمة الروحية. وأيضًا منارات تحذر من الخطر الروحي وتشير إلى الطريق «لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ» (في ظ¢: ظ،ظ¥). إذًا، باعتبارهم أنوار العالم، فللمؤمنين إرسالية مزدوجة؛ وهي كشف الصواب والخطأ، وأيضًا أن يكونوا مرجعًا لتحديد الصواب والخطأ. في متى ظ¥: ظ،ظ¥ نرى أنه علينا أن نكشف عن الحق. بدون النور الروحي، لا يمكن للناس أن يُميزوا بوضوح بين الحق والباطل، أو الصواب من الخطأ، تمامًا كأناس في بيت مظلم لا يُمكنهم أن يروا أين السير بأمان. ويُحرضنا عدد ظ،ظ¤ على تحقيق شهادة تصير مقياسًا في هذا العالم المظلم «أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل». وكما تصير مدن قمم الجبال منارات ليلية يمكن أن تُرى من بعد أميال وتُستخدم كبوصلة، هكذا يجب أن يظهر تواصلنا المسيحي – الشفاهي والعملي - بكل جلاء، حتى إن الناس المتلمسين طريقهم - في ظلمة روحية وأدبية - يمكنهم أن يجدوا مرجعية للصواب والخطأ، ويُوجَهوا للاتجاه الصحيح. النور الحقيقي لنتذكر أن النقطة المحورية في حديث الرب عن نورنا - سواء في البيت أو على الجبل - هو ألا نخفيه. لقد وُضعنا هناك ليس لنختفي أو نخبو، بل لنُضيء، لأن المؤمنين الحقيقيين فقط، هم نور العالم. إن الهندوس والبوذيون والمورمون، وكل الطوائف الدينية، وكل من أعلنوا عن أنفسهم أنهم “حملة النور”؛ كل هؤلاء ليسوا نور العالم، ولا حتى جزء صغير منه. في الواقع هم جزء من الظلام! ربما تبدو فلسفاتهم منيرة، وربما يبدون مثل أعلى طيب، لكن حسب المكتوب هذا وهم: «لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ» (ظ¢كو ظ،ظ،: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥). لاحظ مِن هذه الأعداد أن الأضواء الكاذبة يمكن أن تظهر بالفعل “كمؤمنين” منخرطين في الخدمة “المسيحية”. لا عجب أن نورنا ينبغي أن يُضيء بوضوح، ولا يُخفى جزئيًا. يا للمأساة إن ضلَّل “النور” الكاذب الناس في هذا العالم المظلم، لأن النور الحقيقي خافت جدًا عن أن يُلاحظ. فالمتخبطون في الظلام سيلتفتون عمومًا إلى النور الأبهى المتاح. كثيرون هم الذين يبحثون عن الاستنارة فيضلون الطريق، لأن المرشدين الكذبة لا يخبئون “نورهم”. إنهم ينتهزون أي فرصة للحديث مع أي شخص يستمع لأفكارهم الروحية أو الأدبية “المبهرة المنيرة”. كثيرون من هذه «الأنوار» الكاذبة واثقون فعلًا أنهم يُساعدون الآخرين ويحسنوا من أنفسهم، لكنهم مُدَّعون ومضللون. أي مسؤولية رائعة للمؤمنين أن يكونوا نور العالم! علينا ألا نخفى نورنا؛ علينا أن نفعل كل شيء في استطاعتنا لندعه يُضيء حتى ينفضح أمر الشر والخطأ في هذا العالم المظلم، فيعرف الناس أي اتجاه هو الطريق الصحيح، لينتهجوه. النور الخاص والعام يقول قائل: “ألا ينبغي أن نحترس من المجاهرة؟ ربما نجرح الناس بكلامنا فيتحولون عنا، وعن الحق. أليس حرى بنا أن نبني علاقات، ثم نتشارك في الحق المسيحي فقط عندما يسألوننا؟” ربما نستطيع أن نتبنى رأيًا كهذا لو كان الرب قال فقط متى ظ¥: ظ،ظ¥ «وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ». فالكرازة كأسلوب حياة، أو الكرازة للمعارف، تتم بطرق متعددة، مثل السراج الذي في البيت. والإتيان “بسراج” ودود وكاشف للحق لعلاقة صداقة بكل تأكيد هو جزء من كوننا “نور العالم”. لكن عدد ظ،ظ¤ يشير بوضوح أنه علينا أن نعلن الحق علنًا كما خاصًا «أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل». المدينة لم تُبنَ على جبل لتختفي. في الواقع، نورها لا يمكن أن يختبئ. فالرب لم يوجدنا هنا للتخفي. لكنه “وضعنا على جبل” حتى يُرى نورنا. أما بناء العلاقات واكتساب الحق في أن يسمعك الناس من خلال الكرازة كأسلوب حياة أمر مهم للغاية. أما “عظات النار والكبريت” فينبغي ألا تميز شهادتنا، ولا أن يكون “نورنا” كنور السيارة الأمامي المبهر الذي يزعج باقي السائقين. لكن في عالم مظلم حيث الناس تائهين من حولنا، يريد الله شهادتنا أن تلمع خارجًا وليس فقط “في البيت” بل أيضًا “على الجبل”. يجب أن تنير لمسافات بعيدة ولناس كثر. بالطبع ستأتي أوقات فيها يُجرح الناس من الحق، ولا يريدون سماعه، ويتحولون بعيدًا عنه. قال الرب يسوع: «أَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً» (يو ظ£: ظ،ظ©). إن كنا لنطيع الرب، فطابع كرازتنا لا بد أن يتضمن الإعلان العلني، وكذلك المشاركة الخاصة للحق في علاقات الرعاية. هل يمكنك القول بأن شهادتك الفردية كنور مدينة موضوعة على جبل، أو مثل التوهج الدافئ لسراج في البيت؟ وللأمانة من جهة كلمة الله، ألا ينبغي أن نحقق كليهما؟ نور على الأعمال الحسنة أين تلائم الأعمال الحسنة المهمة المسيحية بأن نكون نور للعالم؟ من الوهلة الأولى يبدو وكأن متى ظ¥: ظ،ظ¦ يُشير إلى أن أعمالنا الحسنة بالضرورة تكون هي النور الذي لا بد أن يُميزنا «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ». لكن لاحظ أن هذا العدد يرسم تميزًا بين أعمالنا الحسنة ونورنا. إنهما يعملان معًا، لكنهما ليسا متطابقين. يجب أن يجذب نورنا انتباه الناس لأعمالنا الحسنة: «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ ... لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ». يشير “النور” مبدئيًا إلى إعلان الحق بشفاهنا، بينما تشير “الأعمال الحسنة” إلى نشاط حياتنا. ولاحظ أيضًا في عدد ظ،ظ¦ أن نورنا ينبغي أن يجذب انتباه الناس لأعمالنا الحسنة بطريقة توجه الناس إلى الله. ينبغي ألا يُستخدم نورنا ليُظهر أعمالنا الحسنة ليمدحنا الناس. ليس للناس أن يسمعوا عن أعمالنا الحسنة بل يروها فيمجدوا الله. يجب أن تكون أعمالنا الناتج الطبيعي لإيماننا. إن كان نورنا مضيئًا وليس مخفيًا، فأي مدح لنشاطنا يعطى لله وحده. ولأن الرب يسوع «هُوَ نُورُ الْعَالَمِ» (يو ظ¨: ظ،ظ¢)، لذلك المؤمنون هم نور في العالم. لما صرنا مؤمنين لم ننل غفران الخطايا فحسب، بل نلنا أيضًا نور وحياة جديدة في المسيح. لقد عرفنا الرب يسوع ليس فقط باعتباره “الطَّرِيقُ”، لكن أيضًا باعتباره “الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ” (يو ظ،ظ¤: ظ¦). ولأنه هو الحق الذي فينا، فنحن نور العالم: «لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (ظ¢كو ظ¤: ظ¦). ولأن المسيح هو الحياة التي فينا، فإن أعمالنا الحسنة أكثر من مجرد أعمال حسنة إنسانية. إذًا فمصدر كل من نورنا وأعمالنا الحسنة هو المسيح الذي فينا. إن كلماتنا وأعمالنا مُميَّزة، لكن يجب أن يتماشيا معًا. لو لم يكن هناك سلوك يساند كلامنا، “فنورنا” يمكن أن يكون مجرد اعتراف إيمان؛ فقط موافقة عقلية للحق (ظ¢كو ظ،ظ£: ظ¥). من الناحية الأخرى، الأعمال الحسنة دون نور الشهادة المنطوقة يمكن أن تكون مجرد أعمال إنسانية حسنة، وربما أسهمت في الظلمة بفشلها في الإتيان بالنور الحقيقي إلى الأماكن المظلمة. مثال كامل دعونا نتبع المثال الكامل؛ شخص ربنا. كانت أعماله الحسنة مُصاحبة دائمًا لنطقه بالحق. فمحبته للناس لم تجعله يُقلِّل قط من مقاييس بر الله، بل بجسارة أعلن الحق للجموع؛ وبلطف أضاء بالنور على الحياة المظلمة في كل علاقة على حدا. واستمر يُضيء في عالم مظلم، حتى عندما أُسيء فهمه واضطُهِدَ. ويمكننا أن نتوقع ذات رد الفعل إذا ما أضاء نورنا (مت ظ¥: ظ،ظ*-ظ،ظ¢). لكن الأخبار السارة هي أن هناك بعض الناس سيتجاوبون مع النور! وليس ذلك فقط، بل هناك بركة موعودة في هذه الأعداد للأنوار المضيئة. لذلك دعونا لا نُغطي سُرجنا بسبب المساومة أو الكسل. دعونا لا ننزل عن الجبل حيث وضعنا الرب بسبب الخوف أو السخرية. ولنحذر من أن نعيق نور مؤمنين آخرين في جسد المسيح. علينا أن نبذل كل جهد لنجعل النور الحقيقي يُضيء بوضوح في هذا العالم المظلم. |
||||
24 - 12 - 2024, 01:48 PM | رقم المشاركة : ( 181860 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت ظ¥: ظ،ظ¤-ظ،ظ¦). فى ليلة صافية يمكن أن تُرى أضواء مدينة لعدة أميال، ولو كانت المدينة على جبل، فلا شيء يُخبئ نورها. وحتى في زمان الكتاب المقدس، قبل الكهرباء بكثير، كان توهج نور نيران، في ليل مدينة موضوعة على جبل، يُرى من مسافة بعيدة. وفي أيام الرب يسوع المسيح، كان هناك عدد من الجبال حول بحر الجليل، على قممها مدن، وكان نورها يرى في أفق الليل. لا بد أن الناس الذين كلَّمهم الرب يسوع، كانوا يعرفون هذه الأنوار. وكانت مدينة “صفد”، هي مدينة على أحد الجبال العالية في منطقة الجليل، وكانت ملحوظة بشكل مُميَّز، وربما كانت هي المدينة التي كان يقصدها الرب يسوع عند حديثه في متى ظ¥: ظ،ظ¤-ظ،ظ¦. كانت السرج التي أضاءت بيوت القرن الأول هي أواني خزفية تحتوي على زيت الزيتون، وفتيلة عائمة. وعند الإشعال، كان السراج يُوضع إما على رف مناسب، أو على حامل مثبت بحيث «يُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ». وبينما لم يكن سراج القرن الأول متوهجًا أو كفئًا كالأنوار الكهربائية الحديثة، إلا أنه كان يُعطي نورًا كافيًا طالما تشذب فتيله، وكان حامله موضوع في مكان مركزي. ولأن تلك السرج كانت تضاء بالنار، فعلى الأرجح لم تكن تُطفأ عند خلود أهل البيت للنوم، بل كان ضوئها يُخفت بوضع إناء (مكيال) فوق السراج. هذا ما كان يفكر فيه الرب عندما تكلم في متى ظ¥: ظ،ظ¥ قائلاً: «لاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ». ما مغزى تعليقات الرب يسوع عن ظهور المدينة الموضوعة على جبل، وعن السراج المُضيء في البيت؟ واضح من القرينة أنه لا يريد لأتباعه ولرسالتهم عن الحق، أن يكونوا مخفيين. إنه يريد من حاملي النور أن يجعلوا رسالتهم تلمع بوضوح وبهاء، حتى لا يكون تشويش في العالم من جهة ما هيه الحق، وأين يوجد. |
||||