ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
يوم أمس, 12:03 PM | رقم المشاركة : ( 181591 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسلوب حياة قداسة أنه يجب علينا صياغة قائمة بأمور نفعلها أو لا نفعلها لكي نحيا وفقًا لها. نحن أصبحنا أحرارًا من حرفية الناموس التي تقتل (كورنثوس الثانية 3: 6) ونعيش الآن وفقًا لما يمليه علينا الروح القدس (غلاطية 5: 16-18). قيل لنا: "تَمِّمُوا خَلَاصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لِأَنَّ ظ±للهَ هُوَ ظ±لْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ ظ±لْمَسَرَّةِ" (فيلبي 2: 12-13). نرى في هذه الآية تعاونًا بين الله وأولاده في عملية التقديس. نحن "نتمم" بينما الله "يعمل" فينا، لأن الله لديه جدول زمني للفضائل التي يود أن ينميها في حياتنا. مسؤوليتنا هي الخضوع لمشيئته، "متممين" باهتمام مركّز وعناية كبيرة تلك الأشياء التي يجعلها تنمو فينا. لن تكتمل القداسة في حياتنا دون أي جهد من جانبنا. نحن مدعوون للمشاركة في عمل الله فينا. لأننا، كما تقول الترنيمة القديمة، "لن نُحمل إلى السماء على فراش وردي مريح". ربما يكون هذا هو أهم درس يمكن أن نتعلمه كمسيحيين. مشيئة الله النهائية لشعبه هي أن نكون قديسين - متطابقين مع صورة ابنه يسوع (رومية 8: 29؛ تسالونيكي الأولى 4: 3-4). القداسة هي مشيئة الله لحياتنا. بالطبع، الجسد ضعيف (مرقس 14: 38). لن يصل أي منا إلى الكمال الذي بلا خطية في هذا العالم، لكن الله قد صنع تدبيرًا لخطايانا. "إِنِ ظ±عْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (يوحنا الأولى 1: 9). يشمل سعينا وراء القداسة في هذا العالم الاعتراف اليومي بالخطية وتركها (انظر عبرانيين 12: 1-3). |
||||
يوم أمس, 12:04 PM | رقم المشاركة : ( 181592 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يساعدنا الله في ضعفنا بإعطائنا روحه القدوس الذي يكشف لنا فكر المسيح ويمكننا من تنفيذ مشيئته (كورنثوس الأولى 2: 14-16؛ فيلبي 2: 13). عندما نخضع للروح، نصبح مؤمنين مثمرين، ونعطي حصادًا يرضي الله (غلاطية 5: 22-23). من ناحية أخرى، عندما نقمع عمل الروح القدس من خلال التمرد ضد إرادته من أجلنا، فإننا نخنق تصميم الله ونخرب نمونا الروحي ونحزن الروح القدس (أفسس 4: 30). |
||||
يوم أمس, 12:05 PM | رقم المشاركة : ( 181593 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا كان الله كريماً بما يكفي ليفدينا من الخطية والموت ويعطينا حياة جديدة في المسيح، فإن أقل ما يمكننا فعله هو أن نعطيه حياتنا في خضوع كامل وقداسة، وهذا لخيرنا أيضًا (راجع تثنية 10: 13). بسبب رحمة الله لنا، يجب أن نكون ذبائح "حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ ظ±للهِ" (رومية 12: 1؛ راجع تثنية 10: 13). في يوم من الأيام، في السماء، سوف نتحرر من الخطية وكل آثارها. حتى ذلك الحين، نظل "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ ظ±لْإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ" ونستمر في سعينا (عبرانيين 12: 2). |
||||
يوم أمس, 12:12 PM | رقم المشاركة : ( 181594 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في هذه الفقرة التي أمامنا، نرى كيف وقعت لَيْئَةُ في الفخ، فقدمت ليعقوب زِلْفَةَ لتحصل منها على بنين آخرين ـ والأسماء التي أعطتها ليئة لأولاد زِلْفَةَ - ولو أنها لا تكشف عن روح نزاع مثلما غشى روح راحيل - لم تصل إلى مستوى الإيمان الذي أظهرته عند تسمية أولادها من بطنها. لكن الله وحده - مهما تكن أخطاء البشر واقتحاماتهم - أن يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده. هنا نجدر انحدارًا في حالة لَيْئَة بعيدًا عن قبولها الممتن لبركات الله الواضح في الآيات السابقة. كانت راحيل مُخطئة بلا شك في اقتراح أن يدخل يعقوب على جاريتها بِلْهَةَ، لترزق منها بنين، ولكن - على الأقل - يمكن فهمها على أنها كانت تتفاعل مع عقمها. لكن لَيْئَة كان لديها بالفعل أربعة أبناء، ولم تكن هناك حاجة لإعطاء خادمتها زِلْفَة ليعقوب زوجة، حتى وإن كانت راحيل قد فعلت ذلك سابقًا. كانت لَيْئَة وراحيل في مواجهة وجهًا لوجه. وإذا كانت راحيل قد تمكنت من توظيف جاريتها في هذا الصراع، فيمكنها (لَيْئَة) أن تفعل ذلك أيضًا. «وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ، أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً، فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْنًا. فَقَالَتْ لَيْئَةُ: بِسَعْدٍ (Fortunately). فَدَعَتِ اسْمَهُ: جَادًا. وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ، فَقَالَتْ لَيْئَةُ: بِغِبْطَتِي (Happy am I)، لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ. فَدَعَتِ اسْمَهُ: أَشِيرَ» (تكظ£ظ*: ظ©-ظ،ظ£). كلام لَيْئَة يخونها هنا؛ إنها لم تذكر الله مرة واحدة. في خضم هذه المعركة الشديدة بين زوجتين، لا يتم التفكير كثيرًا في أخلاقيات (the ethics) أفعالهما، فقط في النتائج المتوقعة. هي التي كانت تنظر إلى أطفالها في السابق على أنهم هبة من إله كريم ومهتم، ترى الآن هؤلاء الأبناء على أنهم مجرد حظ سعيد: ”بِسَعْدٍ (Fortunately)“ أو ”كم أنا محظوظة“ (عظ،ظ،)، ”بِغِبْطَتِي (Happy am I)“ أو ”كم أنا سعيدة“ (عظ،ظ£). لقد تم إلقاء التكريس القلبي في مهب الريح. بالنسبة لأي شخص يهتم بالنتيجة (score)، كانت لَيْئَة متقدمة على راحيل ظ¤ إلى ظ¢، لكن هذا لم يكن كافيًا، ولكنها الآن أضافت نقطتين أخريين إلى لوحة النتائج. ومع ذلك، في عملية كسب الأرض على أختها، فقدت التقوى التي أظهرتها ذات مرة. لقد تحول تركيز تفكيرها من تقدير الله لأفعالها إلى الثناء الذي ستقدمه لها نساء أخريات «بِغِبْطَتِي، لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ» (عظ،ظ£). |
||||
يوم أمس, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 181595 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شراء جرعة مَحبة (تكظ£ظ*: ظ،ظ¤-ظ¢ظ،) وفر اكتشاف رأوبين البريء لـ”جرعة إنتاج الحب“ القديمة، الفرصة لمواجهة ومنافسة أخرى بين زوجتي يعقوب: «وَمَضَى رَأُوبَيْنُ فِي أَيَّامِ حَصَادِ الْحِنْطَةِ فَوَجَدَ لُفَّاحًا فِي الْحَقْلِ وَجَاءَ بِهِ إِلَى لَيْئَةَ أُمِّهِ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ. فَقَالَتْ لَهَا: أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ رَجُلِي فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ابْنِي أَيْضًا؟ فَقَالَتْ رَاحِيلُ: إِذًا يَضْطَجعُ مَعَكِ اللَّيْلَةَ عِوَضًا عَنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ. فَلَمَّا أَتَى يَعْقُوبُ مِنَ الْحَقْلِ فِي الْمَسَاءِ، خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِمُلاَقَاتِهِ وَقَالَتْ: إِلَيَّ تَجِيءُ لأَنِّي قَدِ اسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ابْنِي. فَاضْطَجَعَ مَعَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ. وَسَمِعَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا خَامِسًا. فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي، لأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي. فَدَعَتِ اسْمَهُ: يَسَّاكَرَ» (تكظ£ظ*: ظ،ظ¤-ظ،ظ¨). لنا في هذه الصوَر الإلهية درس مزدوَج: فهي من ناحية تقدم لنا تاريخ جِد الشعب الذي كان معيَّنًا من الله ليَرث الأرض بمقتضى الاختيار الإلهي، بغض النظر عن هذه الأساليب الحقيرة. ومن الناحية الأخرى تهيئ لنا مدخلاً إلى سِر نعمة الله التي سَمّت على كل ما لا ترضاه طبيعته تعالى في النور والمحبة، والتي كانت ترنو إلى ذاك الذي كان عتيدًا أن يأتي من نفس هذه الأسرة، المسيح الكائن على الكل، الله المبارك إلى الأبد ـ كان اللُفَّاحُ عبارة عن نوع من التوت (berries)، في حجم جوزة الطيب، موجود في هذا الجزء من العالم، ويُعرف باسم “تفاح الحب“ وكان يُستخدم كمنشط جنسي، إذ كان يُعتقد أنه يحفز الرغبة في ”ممارسة الحب“، وأيضًا لتعزيز فرص الحَمْل. وهكذا كانت لَيْئَةُ أكثر اهتمامًا بهذا اللُفَّاح للسبب الأول (تحفيز الرغبة في ممارسة الحب)، وكانت راحيل تحتاجه للسبب الثاني (تعزيز فرص الحَمْل). فعلى الرغم من عدم إنجابها لأطفال مؤقتًا، كانت حاجة لَيْئَة الأكبر هي إدخال يعقوب إلى خيمتها، حيث يمكن للطبيعة أن تأخذ مجراها. أما بالنسبة لراحيل، فقد كان يعقوب معها كل ليلة تقريبًا، لكنها كانت غير قادرة على الحَمْل. قد نميل إلى التهكم على سذاجة هؤلاء النساء اللواتي افترضن أن جرعة الحب هذه ستكون ذات فائدة. ولكن قبل أن نصبح متعجرفين للغاية في يومنا المتطور والمستنير، اسمحوا لي أن أذكركم بأن الملايين، وربما المليارات، ينفقها الأمريكيون على مستحضرات التجميل كل عام. كل يوم يقنعنا معجون الأسنان والإعلانات التجارية للعطور بأن الأسنان الأكثر بياضًا أو التنفس الأنظف أو عطر ”تعال إلى هنا“ سيكون له مفعول، لا يمكن لأي شيء آخر سواه، أن يُعزز حياتنا العاطفية. كما ترون، لم تتغير الأمور كثيرًا على مر القرون بعد كل شيء. رغبت راحيل بشدة في استخدام جزء من هذا اللُفَّاحِ «فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: «أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ» (عظ،ظ¤). يُذكرنا رد لَيْئَة القوي أنه كان في فكرها أن راحيل هي التي سرقت زوجها منها «فَقَالَتْ لَهَا: أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ رَجُلِي فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ابْنِي أَيْضًا؟» (عظ،ظ¥). كانت تعتبر نفسها زوجة يعقوب الشرعية بدلاً من راحيل، التي كانت مجرد نزوة رومانسية. مع علمها بما تريده لَيْئَة من تلك هذا اللُفَّاحِ، اقترحت راحيل صفقة. احتاجت لَيْئَة إلى شيء لإثارة اهتمام يعقوب بها، لجعله يريد أن يأتي إلى خيمتها. نظرًا لأن راحيل كانت دائمًا تقريبًا هي التي يقضي يعقوب معها الليالي، فقد تمكنت من طمأنة لَيْئَة أن يعقوب سينام معها هذه الليلة. وهكذا، سواء كانت لَيْئَة جذابة أم لا، ستحصل على ما تريد: يعقوب، وحده ، لليلة. وفي مقابل هذه الليلة، حصلت راحيل على اللُفَّاحِ الذي كانت تأمل أن يُمكّنها من الحمل. يا لها من حالة محزنة وصل إليها زواج يعقوب! لقد فشل كزوج لدرجة أن زوجته اضطرت إلى اللجوء إلى شكل من أشكال البغاء (الدعارة) لشراء خدماته كزوجها. وكانت راحيل تفتقر إلى الإيمان، لدرجة أنها وضعت ثقتها في اللُفَّاحِ، بدلاً من الله صانعها الذي أوجد اللُفَّاحِ. يبدو أن راحيل حاولت إنجاب أبناء مثل يعقوب الذي سعى إلى إنتاج الخراف، باستخدام أدوات سحرية (تكظ£ظ*: ظ£ظ§-ظ¤ظ£). حققت ليلتها مع يعقوب ما كانت تأمل فيه لَيْئَةُ؛ ابنٌ آخر. لم يكن ذلك بسبب اللُفَّاحِ، ولكن لأن الله تحنّن عليها «وَسَمِعَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا خَامِسًا» (عظ،ظ§). أعتقد أن لَيْئَة فسّرت بشكل خاطئ معنى عطية الله لذلك الابن الخامس. لقد كان هذا الابن هو عطية نعمة الله استجابة لظروفها المثيرة للشفقة. لكن لَيْئَة فسّرت هذه العطية كدليل على موافقة الله وبركته على إعطائها زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا ليعقوب «فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي، لأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي. فَدَعَتِ اسْمَهُ: يَسَّاكَرَ» (عظ،ظ¨). في أيامها، كما في أيامنا، يُسارع المؤمنون الحقيقيون إلى نسب الفضل إلى الله في ”نجاحات“ الحياة التي هي نتيجة لخطايانا. نحن نسعى لتقديس خطايانا بالقول إن الله كان وراء كل ذلك، وكأنه كان شريكًا لنا في خطايانا. والأقوال التقوية لا تثبت بالضرورة أن الأعمال كانت تقوية! |
||||
يوم أمس, 12:14 PM | رقم المشاركة : ( 181596 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولدت لَيْئَةُ ابنًا سادسًا وابنة أيضًا: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا سَادِسًا لِيَعْقُوبَ، فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً حَسَنَةً. الآنَ يُسَاكِنُنِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ. فَدَعَتِ اسْمَهُ: زَبُولُونَ. ثُمَّ وَلَدَتِ ابْنَةً وَدَعَتِ اسْمَهَا: دِينَةَ» (تكظ£ظ*: ظ،ظ©-ظ¢ظ،). إن الروح القدس لا يضع قناعًا على أخطاء وخرافات لَيْئَةَ وراحيل اللتين كانتا متأثرتين بالأباطيل الوثنية في أرام. الواقع أن راحيل لم تنتفع شيئًا بما وجده رأوبين؛ غير أن الله تعاطف مع لَيْئَةَ التي كانت تحن إلى المشاركة في عواطف رجلها، ومن ثَم ولدت له ولدًا خامسًا وسادسًا. لكن لَيْئَة. هنا- نزلت إلى مستوى منخفض حين حسبت عطية ”يَسَّاكَر“ كأجرة من الله، لأنها أعطت جاريتها ليعقوب؛ وكذلك حين أطلقت على وليدها السادس اسم ”زَبُولُونَ“ اشتقاقًا من رغبتها الشديدة في ثبات محبة رجلها. لم تعُد لَيْئَةُ إلى المستوى العالي من التسبيح الذي شهدناه في تكوين ظ¢ظ©: ظ£ظ¥، لكنها بالتأكيد استردت بعض الفهم لنعمة الله كما نرى في عطية الابن السادس. حقيقة أن هذا الابن كان عطية جيدة من الله تُشير إلى أمل لا يزال يُرفرف في قلب لَيْئَةَ بأن زوجها - بطريقة ما، يومًا ما - سيُقدِّرها لشخصها، وأيضًا باعتبارها زوجته «فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً حَسَنَةً. الآنَ يُسَاكِنُنِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ». فَدَعَتِ اسْمَهُ: زَبُولُونَ» (عظ¢ظ*). لقد كانت ترغب أن يقضي يعقوب وقتًا أطول في خيمتها مقارنة بالوقت غير المتناسب الذي يقضيه مع راحيل. فلربما الآن، مع ستة أبناء أتوا منها، سيعتبرها يعقوب أكثر. يهدف تقرير ولادة دينة إلى تقديمها لنا استعداد للأحداث المأساوية في تكوين ظ£ظ¤. ولدت بنات أخريات (راجع تك ظ¤ظ¦: ظ،ظ¥)، لكنها هي التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام. |
||||
يوم أمس, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 181597 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ (تكظ£ظ*: ظ¢ظ¢-ظ¢ظ¤) وجاء الدور أخيرًا على راحيل بعد الإذلال الذي عانته بسبب أنانيتها الغير اللائقة؛ فأشفق الرب عليها وأعطاها الابن الذي كانت ترنو إليه. ويومئذ قالت إن الله نزع عنها عارها: ذلك أنها كانت تحس أنها تحت التأديب. والاسم الذي خلعته على وليدها البكر جدير بالانتباه: لأن يوسف معناه ”هو يزيد“ حيث قالت ترجمة لهذه التسمية «يَزِيدُنِي الرَّبُّ ابْنًا آخَرَ». نعم، فقد رأت في يوسف وعدًا بمجيء بنيامين - ومن قبل لم نلاحظ عليها هذا المستوى الرفيع من الانتظار، لأنه من فضلة القلب يتكلَّم الفم. وهكذا كان الله - الرب - أمام قلبها وهى تطلق الاسم على ابنها ـ غير أنها لم تكن تعلم أن بنيامين سوف يكون ابن حزنها، ولو أنه ابن يمين أبيه. نعم، بعد استنفاد جميع وسائل راحيل ومخططاتها، ولكن بدون أي أطفال من رحمها، منحها الله مرغوبها وسؤل قلبها: «وَذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ، وَسَمِعَ لَهَا اللهُ وَفَتَحَ رَحِمَهَا، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا فَقَالَتْ: قَدْ نَزَعَ اللهُ عَارِي. وَدَعَتِ اسْمَهُ: يُوسُفَ، قَائِلَةً: يَزِيدُنِي الرَّبُّ ابْنًا آخَرَ» (تكظ£ظ*: ظ¢ظ¢-ظ¢ظ¤). لم تلجأ راحيل على الفور إلى الصلاة كحل لعقمها، ولكن يبدو أن الصلاة كانت الملاذ الأخير لها. وما أعجب هذا الأمر! اسم ”يُوسُف“ مهم بطريقتين. فالاسم في العبرية يعني ”أخذ بعيدًا - أو نزع - في أسرع وقت ممكن“، في إشارة إلى نزع عارها وعقمها. والاسم أيضًا قد يعني ”يزيد“ أو ”يُضيف“، ويُعبِّر عن أمل ورجاء راحيل أن تحصل على امتياز إنجاب ابن آخر لتُقدِّمه لزوجها. لا بد أنه بعد ما يقرب من سبع سنوات من زواجها من يعقوب، أنجبت له راحيل أخيرُا ابنًا. قد تكون هناك أهمية لهذا التأخير. فيعقوب بسبب خداعه، خُدِع، وتأخر في عملية الحصول على زوجة لنفسه. ربما تأخرت راحيل في محاولاتها لإنجاب طفل لنفس الأسباب. هي أيضًا كانت على استعداد لاستخدام أساليب موضع تساؤل للحصول على ابن. وفقط بعد إحباط كل هذه الجهود العقيمة والبرهنة على أنها بلا نتيجة، فتح الله رحم راحيل، وقد يكون ذلك استجابة لصلواتها. وكانت راحيل ستُنجب ابنًا بعد، ولكنه كان سيأتي إلى الحياة على حساب حياتها (تكظ£ظ¥: ظ،ظ¦-ظ¢ظ*). |
||||
يوم أمس, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 181598 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دروس مُستقاة من سيرة أبوي شَمْشُون في قضاة ظ،ظ£: ظ¢-ظ¢ظ£ نقرأ أن ملاك الرب ظهر لأم شَمْشُون، وكانت عاقرًا، وأخبرها - ملاك الرب - أنها سَتَحْبَل وتَلِد ابْنًا. كان مزمعًا أن «الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا ِللهِ مِنَ الْبَطْنِ»؛ مُفرزًا ومُخصَّصًا لله (عظ¥). ومن المثير للاهتمام أن نجد الرب يسبق فيُخبر أُم شَمْشُون كيف عساها أن تتصرف معه. وما هي الطريقة المُثلى للتعامل مع الصبي الذي ستلده، نظرًا لكونه مدعوًا من الله نذيرًا «وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْرًا وَلاَ مُسْكِرًا، وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا» (عظ¤). كان عليها أن تحترز حيال ذات الأشياء التي كان على الصبي تجنبها لاحقًا. يا له من درس للأمهات المسيحيات الشابات! لأنه كيف يمكننا أن نربّي أولادنا للرب، بالانفصال عن العالم، إذا لم نكن نحن أنفسنا منفصلين عن العالم؟ وينبغي ملاحظة ذلك، ليس فقط بصدد تربية وتنشئة الأولاد، ولكن حتى قبل ولادتهم. ومَنُوحُ، أبو شَمْشُون، الذي أخبرته زوجته عن زيارة ملاك الرب، ها هو يطلب من الرب أن يزورهما مُجددًا، ليُعلمهما كيف يُنشئان الصبي الذي سيُولد. كم هو أمرٌ مبارك أن يطلب الأبوان المسيحيان الرب، ليوجههما ويجهزهما للمهمة التي تنتظرهما، أي تربية الطفل المُوشك أن يُولَد، ليشجعهما وينشر الفرح في حياة العائلة. إنه ليس من الحكمة أبدًا أن ننتظر ريثما تحل المشاكل والصعوبات - والتي لا بد وأن تأتي - إبان سنوات تربية وتدريب الابن أو الابنة. ومن الأفضل كثيرًا أن يُعلمنا ويُدربنا الرب، مُسبقًا، من خلال التعرف على مبادئ عمله، وأن نسمح لهذه المبادئ أن تترسّخ فينا، لكي ينشأ الطفل المُنتَظَر، مُكرَّسًا للرب. عندما أحضر مَنُوحُ مُحْرَقَة وتَّقْدِمَة دَقِيق، وأَصْعَدَهُمَا عَلَى الصَّخْرَةِ لِلرَّبِّ، «عَمِلَ (الرَّبُّ) عَمَلاً عَجِيبًا ... فَكَانَ عِنْدَ صُعُودِ اللَّهِيبِ عَنِ الْمَذْبَحِ نَحْوَ السَّمَاءِ، أَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ صَعِدَ فِي لَهِيبِ الْمَذْبَحِ، وَمَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. فَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا إِلَى الأَرْضِ» (عظ،ظ©، ظ¢ظ*). دعونا نتوقف لحظة معهما، بينما أعينهما تنظران - في مِثَال بالطبع - عمل المسيح وذبيحته وصعوده إلى المجد. كلاهما نظرا، وكلاهما سجد! ومغبوط هو البيت، الذي فيه الزوجان الشابان، يطلبان بالفعل وجه الرب، في الصلاة معًا، ويسجدان ويُقدمان التشكرات معًا، حيث أنهما أعدا نفسيهما للمهمة التي تنتظرهما؛ أعني الانفصال إلى الرب، من العالم. |
||||
يوم أمس, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 181599 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ظلال الكنيسة (تكظ¢: ظ،ظ¨-ظ¢ظ¤) قليلون هم القرَّاء الذين يُفاجئون لدى سماعهم القول إن ثمة نساء، مثل حَوَّاء ورفقة وأسنات، وغيرهن، هن رموز للكنيسة. وفي العهد الجديد توجد اقتباسات وإشارات مؤكدة لا لبس فيها، تؤكد صحة هذا التعليم، مثل أفسس ظ¥: ظ£ظ*، ظ£ظ،. إن عمق مشورة ومقاصد الله، تكمن في هذه الرموز. وتنوع وجمال التفاصيل الخاصة بهذه الرموز، لافتة إلى أقصى حد. وسنقصر هذا المقال على إحداهن فقط: حواء. «وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ. وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا، وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ» (تكظ¢: ظ،ظ¨-ظ¢ظ*). حقيقة أن الله خلق الإنسان، ذكرًا وأنثى، مذكورة بالفعل في تكوين ظ،: ظ¢ظ§ «خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ ... ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ». أما الأصحاح الثاني من سفر التكوين فمعني بعلاقات الإنسان نحو الله، والخليقة، والمرأة. وهذا يفسر تغيير اسم الله من ”الله (إيلوهيم)“ في الأصحاح الأول، إلى ”الرب (يهوه)“ في الأصحاح الثاني. وبالنظر إلى علاقة آدَم بحَوَّاء، تبرز هنا حقيقة رائعة، وهي أن الغاية من وجودها هو إدخال السرور إلى قلب آدَم. وبطبيعة الحال، يحق للكنيسة أن تجد كل الرضى والسرور في المسيح، لكن سبب وجودها، هو أن تُجلِب الفرح إلى قلبه، لا لتفرح هي. إن المسيح هو المركز هنا، لأن الكنيسة إنما خُلِقَت لشبع قلبه. ومن شأن هذا الاستدراك البسيط، أن يُغيّر الطريقة التي ننظر بها نحو كنيسة الله. فالكنيسة عبارة عن صحبة من البشر، باركهم الله بغنًى، وهم يجدون دائمًا فرحهم في الرب. ولكن ليس هذا هو الداعي من تكوينها، بل إنما هي جُبِلَت لأجله. كان آدَمُ وحيدًا؛ وهكذا كان المسيح كإنسان على الأرض. اسمعه يتكلَّم عن نفسه في مِثَال: إنه سيظل وحيدًا، ما لم يمت «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يو ظ،ظ¢: ظ¢ظ¤). إن عجز التلاميذ عن فهمه، وقصورهم عن إدراك أفكاره، زاد من شعوره المُوحش بالوحدة. ويكفي أن نتفكر فقط في جثسيماني. وهكذا سيستمر إحساسه بالوحدة، حتى كالإنسان المُقام من بين الأموات؛ بمعنى أنه ينتظر، وينظر إلى الكنيسة باعتبارها ”مِلْؤُهُ“. كان وضع آدَم، شبيهًا بذلك، في مِثَال. فعلى الرغم من إمكانياته العقلية الفذة، التي مكَّنته من استعراض كل حيوانات وطيور الخليقة، ووصفها وتسميتها على نحو ملائم ومناسب (تكظ¢: ظ،ظ©)، إلا أنه كان يفتقر إلى الكمال؛ كان وحيدًا، وعلى إثر ذلك قرّر الله: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ» (تكظ¢: ظ،ظ¨). لم يكن في جميع المخلوقات أحد يُمكن أن يُشاركه أفكاره، ويتفهم مشاعره، ويبادله محبته. وبهذا المعنى، هكذا المسيح أيضًا كإنسان كان يفتقر إلى ”مِلْؤُهُ“. ومن جانبنا لم نكن لنجرؤ على قول ذلك، لو لم يكن الكتاب المقدس أعلن بكل وضوح أن الكنيسة هي ”مِلْؤُهُ“؛ الكنيسة «هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ» (أفظ،: ظ¢ظ£). هل ثمة مقام أرفع من الانتماء إلى هذا الكيان؛ أعني الكنيسة؟ إن كل الأتقياء الذين عاشوا في أزمنة العهد القديم، والذين سيعيشون خلال فترة الضيقة العظيمة، ليس لهم هذا الامتياز المُخصَّص فقط لأولئك الذين يؤمنون بالمسيح في زمان النعمة، أي بين يوم الخمسين والاختطاف. بعد أن نظرنا إلى هذه التفاصيل القليلة فقط، أفلا نشعر بأننا نحتاج لأن نسمح لله بتقويم وتكوين تفكيرنا في هذا الصدد؟ لم تُوجد الكنيسة لأجلها هي، بل من أجل المسيح. وإن هؤلاء المُنتمين لها، إنما قد أُعطوا له على سبيل الإكمال والإتمام؛ وينبغي أن تكون لهم القدرة على الحس والشعور، كما يفعل هو، فيما يتعلق بكل شيء في هذا العالم، وحتى فيما يتعلق بما وراء العالم. فهل نحن نُبادله محبته على نحو عملي في حياتنا؟ وهل أفكارنا ومشاعرنا وتطلعاتنا في توافق وانسجام مع تلك التي له؟ والآن إلى تفصيلة جديدة مُبهرة: كان لآدَم وحَوَّاء أن يشغلا مركز السيادة والسلطان على العالم بكل مخلوقاته: «وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ» (تكظ،: ظ¢ظ¦). وهذا المركز كان لكل من آدَم وحَوَّاء على قدم سواء. وهكذا تقول الآية التالية: «فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ» (تكظ،: ظ¢ظ§). ولكن يُنظَر إلى آدَم باعتباره تبوأ مركز السلطان على الخليقة، بدون حَوَّاء، قبل أن تُوجَد. وهذه التفصيلة تشرح بوضوح وجمال أخاذ حقيقتين بحصوص المسيح والكنيسة: (ظ،) إن المسيح وحده هو الذي يليق به - في ذاته - أن يعتلي موقع السلطان والسيادة على الأرض باعتباره ابن الإنسان (مزظ¨). (ظ¢) إن الكنيسة ستشاركه في ذلك، ولكن من مُنطلق كونها شريكته فقط. فالمسيح هو الوارث، ونحن وارثون معه، وذلك نظرًا لأننا شُركاؤه؛ وأُكرّر، نظرًا لكوننا شركاءه فحسب. فالله «جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ» (عبظ،: ظ¢)، «فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ» (روظ¨: ظ،ظ§). وهنا لا بد أن نُنوه إلى تميز حَوَّاء عن دائرة الخليقة الخاضعة لسلطان آدَم. فكثيرون من المؤمنين الحقيقيين اليوم، يقنعون بدور رعايا المُلك. وهذا ما يُمكن التحقق منه من كلمات عدد كبير من الترانيم الحديثة. وسيكون هذا بالفعل مركز المؤمنين اليهود خلال فترة المُلك الألفي، لكن هذا لا يرقى إلى مستوى الدعوة الحقيقية للمؤمنين اليوم. فالمسألة بالنسبة لنا ليس تسلط المسيح علينا كخاضعين تحت حُكمِهِ، بل بالحرى كونه يُريدنا أن نملك معه، عندما يحين وقت مُلكِه. ومرة أخرى، نُشدّد على أن هذا التفسير يؤكده الكتاب المقدس، بالقول: «وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ (وليس على الكنيسة)» (أفظ،: ظ¢ظ¢). «فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا» (تكظ¢: ظ¢ظ،). إذا كان الخالق، كلي القدرة - بعد أن خلق آدم من تراب الأرض (تكظ¢: ظ§) - اختار هذه الطريقة المختلفة بشكل ملحوظ لخلق مُعينًا لائقًا له، فلا بد أن ثمة سببًا لذلك. أَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عميقًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، وفي ذلك صورة - ولا شك - لموت المسيح الذي استلزمه تكوين الكنيسة. ومُجدَّدًا نُشير إلى ”حَبَّة الْحِنْطَة“ التي كان ينبغي أن تَقَعَ في الأرض وتَمُوتَ، لكيلا تَبْقَى وَحْدَهَا (يو ظ،ظ¢: ظ¢ظ¤). وهكذا اجتاز المسيح في حالة غريبة تمامًا عليه، باعتباره رئيس الحياة؛ أعني اجتاز الموت، لكي يستحضر إلى الوجود الكنيسة: مِلأَه. وهذه الصورة تُذكرنا بأن: (ظ،) الكنيسة هي ثمرة آلام المسيح وموته على الصليب. (ظ¢) إن تكوين الكنيسة كان لا يمكن أن يحدث إلا بعد موت المسيح. وهنا يجدر بنا الإشارة - بشكل عابر - إلى أننا لا نستقي الحق من الرموز، ولكن نستخدم الرموز لتوضيح الحقائق التي نجدها في العهد الجديد. فعلى سبيل المثال، نحنن نعرف أن الكنيسة تكونت في يوم الخمسين، عندما اعتمد المؤمنون إلى جسد واحد (ظ،كوظ،ظ¢: ظ،ظ£)، وأنها - الكنيسة - هي ثمرة عمله «كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ» (أعظ¢ظ*: ظ¢ظ¨)، «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا» (أفظ¥: ظ¢ظ¥). صحيح أن مؤمني العهد القديم كانوا مولودين ثانية، ومفديين على أساس موت الرب يسوع على الصليب، لكن الكنيسة تكونت فقط بعد اجتياز آدَم الأخير في سُبَات عميق؛ أعني موت الصليب. ولقد أُشير مرارًا إلى أن المُعِينَة والشريكة لآدَم تكونت عبر بناء الضِّلْعِ التي أُخِذَت من جَنبِ آدَمَ، لتبيان أنها غرض محبته، بالمباينة مع كونها غرض تسلطه. «وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ» (تكظ¢: ظ¢ظ،). وعندما نأتي إلى الطريقة التي اتبعها الرب الإله لخلق حَوَّاء، فإن أول ما يسترعي انتباهنا هو استخدام الوحي لكلمة «بَنى». بالتأكيد كان هذا الفعل من أعمال الخلق. إلا أن الكلمة المستخدمة هنا خاصة للغاية، حيث يقول الوحي إن ”الرَّبُّ الإِلهُ بَنَى الضِّلْعَ امْرَأَةً“، وهذه أول مرة يرد فيها هذا الفعل ”يَبْني“، في الكتاب المقدس. ومن اللافت للنظر أن الكلمة المستخدمة لتكوين (بِناء) الكنيسة في أفسس ظ¢: ظ¢ظ* ، ظ¢ظ¢ مشتقة من نفس جذر الكلمة المستخدمة هنا (في الترجمة اليونانية المعروفة بالسبعينية). وبالرغم من أن الكنيسة هنا مُقدَّمة على أنها مُعِينَة وشريكة، إلا أن الروح القدس يُنبر على حقيقة أن الله ”بَنى“ من ضِلْع آدَم امرأةً (حَوَّاء). وهذا يؤكد أن باني الكنيسة هو أقنوم إلهي. ولقد قال الرب نفسه لبطرس: «عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا» (متظ،ظ¦: ظ،ظ¨). هذا لا يعني عدم وجود دور للمؤمنين في بناء الكنيسة. فالبنيان يختلف عن التشكيل. فالله - في نعمته - يسمح لكل عضو في الجسد، بالعمل لأجل بنيان الكنيسة (أفظ¤: ظ،ظ¦). ولكن فيما يمضي التشكيل قُدمًا، فإن الله هو الباني. علاوة على ذلك، تخبرنا هذه الآية (تكظ¢: ظ¢ظ،)، أن الله، بعدما بَنَى الضِّلْعَ امْرَأَةً (حَوَّاء)، أَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. وكما هو الحال في معظم الرموز، ثمة توازٍ، وكذلك تباين وتضاد. ففي حالة المسيح والكنيسة، نقرأ أن المسيح ”سَيُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً“ (أفظ¥: ظ¢ظ§). التفسير الواضح لذلك الاختلاف هو أن آدَم ليس هو الله، ولكن المسيح كان كذلك: «هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ» (ظ،يو ظ¥: ظ¢ظ*). «فَقَالَ آدَمُ: هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ» (تكظ¢: ظ¢ظ£). ولا يفوتنا مدلول عبارة ”هذِهِ الآنَ“، حيث تُظهِر التباين بين الوضع ”الآن“، حيث يُدرك آدَم أن حَوَّاء عَظْمٌ مِنْ عِظَامِه وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِه، وبين ما كان عليه قبلاً، حين لم يكن له، من بين كل الخلائق، شريك مُكمِّل (counterpart) ولا شريك عاقل. والتعبير “عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي“، يعني: أن حَوَّاء استمدت وجودها من آدَم. (ظ¢) أنها تحمل وتعكس ملامحه الخاصة؛ فهو يُعرّفها بأنها »امْرَأَةً (Woman) لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ (man) أُخِذَتْ“. ونحن في مأمن من الجنوح إلى الشطط والضلال، بتطبيقنا هذه العبارة على الكنيسة. فهذا نص قول الرسول بولس: «لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ» (أفظ¥: ظ£ظ*). ويستعير الرسول بولس هذه الصورة للتعبير عن اهتمام الأزواج، وكيف ينبغي أن يكون، نحو زوجاتهم «فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ»، ثم يُضيف أنه هكذا يهتم الرب بالكنيسة: «كَمَا الرَّبُّ (المسيح) أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ» (أفظ¥: ظ¢ظ©). وهنا نقف مشدوهين أمام حكمة الله في خلق حَوَّاء على هذا النحو الرائع، وحيث ترسم أمامنا صورة جميلة، عبر الصفحات الأولى من كلمة الله، عن مشوراته ومقاصده، وأثرها الحاضر، والبادي في الكنيسة، حيث: (ظ،) تستمد الكنيسة وجودها من المسيح الذي مات وقام وصعد، ليتسنَّى لنا الحصول على الروح القدس الذي كوَّن الكنيسة. (ظ¢) إنها تُعلن ملامح المسيح؛ فعلى سبيل المثال، ستُرى «نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، لَهَا مَجْدُ الله» (رؤظ¢ظ،: ظ،ظ*، ظ،ظ،). (ظ£) إنها مُتحدة بالمسيح بأوثق علاقة، حيث صارت جسده وعظامه، ومن ثم لها أن تتيقن من عنايته منذ الآن، حتى قبل أن «يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ» (أفظ¥: ظ¢ظ§). وهكذا أُحضِرَت المرأة إلى آدَم رفيقًا وشريكًا كاملاً، مُتمّمًا لكل نقص وفراغ فيه. ونلاحظ أن المرأة دُعيت حَوَّاء فقط بعد السقوط «وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ»، لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ» (تكظ£: ظ¢ظ*). والآن اسمحوا لي باقتباس كلمات ”جون بللت“: ”لم يكن مُمكنًا أن عدن بكل مسراتها، ولا سلطان آدم المُطلَق، باعتباره رأس الخليقة، أن تهب آدَم ما وهبته إياه حَوَّاء. لقد رسمت على شفتيه الاعتراف أنه الآن راضٍ. ويا له من امتياز رائع أن تنتمي إلى جماعة - منذ يوم الخمسين إلى لحظة الاختطاف - هي منذ الآن، وباستمرار، موضوع رضى الرب التام، وأنها ثمرة تعب نفسه، وهي الحصاد الذي يجمعه الرب بالترنم بعد أن سبق وزرعه بالبكاء (إشظ¥ظ£: ظ،ظ،؛ مزظ،ظ¢ظ¦: ظ¤، ظ¥؛ عبظ،ظ¢: ظ¢)! ويقينًا أن الرب يستحق أن يكون موضوع محبتنا. ولكن الحق الذي يُنبر عليه الوحي هنا: إن الكنيسة هي كيان تم وجوده ليكون غرض محبة الرب على نحو خاص“. «لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» (تكظ¢: ظ¢ظ¤). مُجددًا نلحظ وجود انطباق بين هذه الحقيقة من ناحية، مع علاقة المسيح والكنيسة من ناحية أخرى. لقد فسخ الرب علاقته مع شعبه الأرضي؛ إسرائيل، سعيًا وراء اقتناء الكنيسة. ولقد اُقتُبِس هذا العدد (تكظ¢: ظ¢ظ¤)، في أفسس ظ¥: ظ£ظ، حيث ينص الوحي مُشددًا على أنه إنما يتكلَّم من نحو المسيح والكنيسة. وأن رابطة الزواج لهي الصورة المُثلى للاتحاد بين المسيح والكنيسة: «لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ» (أفظ¥: ظ£ظ*-ظ£ظ¢). إن حقيقة صيرورة الاثنان واحدًا، تأخذنا رجوعًا إلى الأصحاح الأول من سفر التكوين، حيث يُشار إلى الرَّجُل والْمَرْأَة بـ”آدَم“ في تكوين ظ،: ظ¢ظ¦، ظ¢ظ§، بحسب الأصل العبري: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ (Adam - humankind) عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا ... فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ (Adam - humankind) عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ». ومرة أخرى نقول إن ذلك ليس انطباعًا، بل هو تشبيه مُميَّز واضح، يتفق مع تعليم العهد الجديد. فعندما يتكلَّم عن الكنيسة باعتبارها جسد المسيح (ظ،كوظ،ظ¢)، يُشدّد الرسول بولس على خصوصية العلاقة بين المسيح والكنيسة، حيث يتحدث عن كليهما معًا بالقول: ”المسيح“: «لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا» (ظ،كوظ،ظ¢: ظ،ظ¢). فإذا كانت حكمة الله ظاهرة في الخليقة، فإن حكمة الله المتنوعة تُرى من خلال الكنيسة. إن الكنيسة بالحقيقة هي التعبير الأكمل عن مشورة الله وحكمته، كما هو مشروح في أفسس ظ،-ظ£. ويجد هذا التعبير الإتمام العملي له حين تجتمع الكنيسة - في هذه المدينة، أو هذه القرية - إلى اسم الرب. |
||||
يوم أمس, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 181600 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن الله خلق الإنسان، ذكرًا وأنثى، مذكورة بالفعل في تكوين ظ،: ظ¢ظ§ «خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ ... ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ». أما الأصحاح الثاني من سفر التكوين فمعني بعلاقات الإنسان نحو الله، والخليقة، والمرأة. وهذا يفسر تغيير اسم الله من ”الله (إيلوهيم)“ في الأصحاح الأول، إلى ”الرب (يهوه)“ في الأصحاح الثاني. وبالنظر إلى علاقة آدَم بحَوَّاء، تبرز هنا حقيقة رائعة، وهي أن الغاية من وجودها هو إدخال السرور إلى قلب آدَم. وبطبيعة الحال، يحق للكنيسة أن تجد كل الرضى والسرور في المسيح، لكن سبب وجودها، هو أن تُجلِب الفرح إلى قلبه، لا لتفرح هي. إن المسيح هو المركز هنا، لأن الكنيسة إنما خُلِقَت لشبع قلبه. ومن شأن هذا الاستدراك البسيط، أن يُغيّر الطريقة التي ننظر بها نحو كنيسة الله. فالكنيسة عبارة عن صحبة من البشر، باركهم الله بغنًى، وهم يجدون دائمًا فرحهم في الرب. ولكن ليس هذا هو الداعي من تكوينها، بل إنما هي جُبِلَت لأجله. كان آدَمُ وحيدًا؛ وهكذا كان المسيح كإنسان على الأرض. اسمعه يتكلَّم عن نفسه في مِثَال: إنه سيظل وحيدًا، ما لم يمت «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يو ظ،ظ¢: ظ¢ظ¤). إن عجز التلاميذ عن فهمه، وقصورهم عن إدراك أفكاره، زاد من شعوره المُوحش بالوحدة. ويكفي أن نتفكر فقط في جثسيماني. وهكذا سيستمر إحساسه بالوحدة، حتى كالإنسان المُقام من بين الأموات؛ بمعنى أنه ينتظر، وينظر إلى الكنيسة باعتبارها ”مِلْؤُهُ“. كان وضع آدَم، شبيهًا بذلك، في مِثَال. فعلى الرغم من إمكانياته العقلية الفذة، التي مكَّنته من استعراض كل حيوانات وطيور الخليقة، ووصفها وتسميتها على نحو ملائم ومناسب (تكظ¢: ظ،ظ©)، إلا أنه كان يفتقر إلى الكمال؛ كان وحيدًا، وعلى إثر ذلك قرّر الله: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ» (تكظ¢: ظ،ظ¨). لم يكن في جميع المخلوقات أحد يُمكن أن يُشاركه أفكاره، ويتفهم مشاعره، ويبادله محبته. وبهذا المعنى، هكذا المسيح أيضًا كإنسان كان يفتقر إلى ”مِلْؤُهُ“. ومن جانبنا لم نكن لنجرؤ على قول ذلك، لو لم يكن الكتاب المقدس أعلن بكل وضوح أن الكنيسة هي ”مِلْؤُهُ“؛ الكنيسة «هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ» (أفظ،: ظ¢ظ£). هل ثمة مقام أرفع من الانتماء إلى هذا الكيان؛ أعني الكنيسة؟ إن كل الأتقياء الذين عاشوا في أزمنة العهد القديم، والذين سيعيشون خلال فترة الضيقة العظيمة، ليس لهم هذا الامتياز المُخصَّص فقط لأولئك الذين يؤمنون بالمسيح في زمان النعمة، أي بين يوم الخمسين والاختطاف. بعد أن نظرنا إلى هذه التفاصيل القليلة فقط، أفلا نشعر بأننا نحتاج لأن نسمح لله بتقويم وتكوين تفكيرنا في هذا الصدد؟ لم تُوجد الكنيسة لأجلها هي، بل من أجل المسيح. وإن هؤلاء المُنتمين لها، إنما قد أُعطوا له على سبيل الإكمال والإتمام؛ وينبغي أن تكون لهم القدرة على الحس والشعور، كما يفعل هو، فيما يتعلق بكل شيء في هذا العالم، وحتى فيما يتعلق بما وراء العالم. فهل نحن نُبادله محبته على نحو عملي في حياتنا؟ وهل أفكارنا ومشاعرنا وتطلعاتنا في توافق وانسجام مع تلك التي له؟ |
||||