ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
يوم أمس, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 181541 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بركات الاتكال على الله: «مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلاَ تَرَى إِذَا جَاءَ الْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ الْقَحْطِ لاَ تَخَافُ، وَلاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ» (إرظ،ظ§: ظ§، ظ¨). هناك لعنة، وهنا بركة. والله في معاملاته الأمينة معنا يسمح أن تجف كل المجاري البشرية، وأن تنهار كل المساند البشرية، لكي يُعلّمنا جهالة وسخافة تركنا إياه، وتحويل نظرنا عنه. إن الثقة التامة البسيطة في إلهنا تورد نفوسنا بركات عظمى وثمينة: «يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا ... يَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ ... لاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ». هذا هو مثال كل رَجُل يجعل الرب مُتَّكَلَه، وفي الرب رجاؤه. إنه يرتوي وينتعش من الينابيع الأبدية المتدفقة من قلب الله، وحتى إذا جفت كل المجاري البشرية، فذلك لا يؤثر بتاتًا، لأنه لا يعول عليها في شيء، ولهذا لا يعوزه شيء من الخير، لأنه يحيا بالإيمان راسخًا في اتكاله على مصدر كل خير. |
||||
يوم أمس, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 181542 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله راعينا إن كان إسرائيل يفتخر بنسبه إلى آباء عظام، فهنا يقدم لهم "يعقوب" أبيهم مثلًا حيًا للجهاد مع الله والتمتع برعايته، مقارنًا بينه وبينهم الذين حملوا موازين غش فلم يدركوا رعاية الله ولا رجعوا إليه. 1. تركهم الراعي الصالح 1 «أَفْرَايِمُ رَاعِي الرِّيحِ، وَتَابعُ الرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ. كُلَّ يَوْمٍ يُكَثِّرُ الْكَذِبَ وَالاغْتِصَابَ، وَيَقْطَعُونَ مَعَ أَشُّورَ عَهْدًا، وَالزَّيْتُ إِلَى مِصْرَ يُجْلَبُ. 2 فَلِلرَّبِّ خِصَامٌ مَعَ يَهُوذَا، وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يُعَاقِبَ يَعْقُوبَ بِحَسَبِ طُرُقِهِ. بِحَسَبِ أَفْعَالِهِ يَرُدُّ عَلَيْهِ. في عتاب مُرّ يقول: "إفرايم راعي الريح وتابع الريح الشرقية، كل يوم يكثر الكذب والاغتصاب ويقطعون مع آشور عهدًا والزيت إلى مصر يُجلب" [ع1]. لقد ترك إفرايم راعيه الصالح واهب الخيرات الحقة وخرج يرعى الريح ، ليقتني لا شيء. مسكين إفرايم لأنه يتعب في رعايته لريح بلا نفع... وليتها أيّ ريح، وإنما هي "الريح الشرقية". وكما يقول القديس هيبوليتس الرومانيأن الريح الشرقية تشير إلى "ضد المسيح" الذي يظهر في الشرق مقاومًا للسيد المسيح في كنيسته [ما هي الريح الحارقة القادمة من الشرق إلاَّ ضد المسيح الذي يحطم ويجفف مجاري المياه وثمار الأشجار في أيامه (هو 13: 15)، إذ يضع البشر قلوبهم على أعماله؟! إنه يحطمهم بسبب الحق، وهم بقساوتهم يخدمونه]. هكذا تحول إفرايم من مملكة المسيح إلى ضد المسيح، وقد حمل سمات سيده "الكذب والاغتصاب وقطع عهود مع العالم بدلًا من الله...". 2. الحاجة إلى جدية الرجوع إليه 3 «فِي الْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ، وَبِقُوَّتِهِ جَاهَدَ مَعَ اللهِ. 4 جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا. 5 وَالرَّبُّ إِلهُ الْجُنُودِ يَهْوَهُ اسْمُهُ. 6 وَأَنْتَ فَارْجعْ إِلَى إِلهِكَ. اِحْفَظِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ، وَانْتَظِرْ إِلهَكَ دَائِمًا. إذ يعتز الشعب بأبيهم "يعقوب" قدّمه لهم مثلًا في الجهاد مع الناس والله، مقتنيًا بجهاده اللقاء مع الله الذي يحب المجاهدين. "في البطن قبض بعقب أخيه" [ع3]، وهو بعد في بطن أمه لم يخرج إلى العالم كان مجاهدًا فأمسك بعقب أخيه ليسحبه إلى الوراء مغتصبًا منه البكورة والبركة. " وبقوته جاهد مع الله، جاهد مع الملاك وغلب، بكى واسترحمه" [ع3-4].. يمثل عينة رائعة للجهاد مع الله فقد بذل كل طاقته مجاهدًا مع الله الذي صارع معه حتى الفجر ليعلمه الجهاد وروح الغلبة، وإذ أدرك يعقوب أن الغلبة هبه من عند الله وليس بذراعيه "بكى" فرحمه الله معلنًا ذاته له: "وجده في بيت إيل، وهناك تكلم معنا. والرب إله الجنود يهوه اسمه" [ع4-5]. 3. ترك المعايير الخاطئة 7 «مِثْلُ الْكَنْعَانِيِّ فِي يَدِهِ مَوَازِينُ الْغِشِّ. يُحِبُّ أَنْ يَظْلِمَ. 8 فَقَالَ أَفْرَايِمُ: إِنِّي صِرْتُ غَنِيًّا. وَجَدْتُ لِنَفْسِي ثَرْوَةً. جَمِيعُ أَتْعَابِي لاَ يَجِدُونَ لِي فِيهَا ذَنْبًا هُوَ خَطِيَّةٌ. 9 وَأَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حَتَّى أُسْكِنَكَ الْخِيَامَ كَأَيَّامِ الْمَوْسِمِ. 10 وَكَلَّمْتُ الأَنْبِيَاءَ وَكَثَّرْتُ الرُّؤَى، وَبِيَدِ الأَنْبِيَاءِ مَثَّلْتُ أَمْثَالًا». 11 إِنَّهُمْ فِي جِلْعَادَ قَدْ صَارُوا إِثْمًا، بُطْلًا لاَ غَيْرُ. فِي الْجِلْجَالِ ذَبَحُوا ثِيرَانًا، وَمَذَابِحُهُمْ كَرُجَمٍ فِي أَتْلاَمِ الْحَقْلِ. لم يحمل الشعب روح التمييز، الذي به يعرف الراعي الحقيقي واهب الخيرات من الرعاة المخادعين ، لذلك يطالبه الرب بترك هذه المعايير متأملًا رعاية الله الصادقة. "مثل كنعاني في يده موازين الغش يجب أن يظلم" [ع7]، فقد طبيعته كابن لله وصار كأممي بلا حكمة، محبًا للظلم، يفتري على الله، بل وعلى نفسه. أما علامة موازينه الغاشة فهي أنه ظن في نفسه غنيًا وليس في حاجة إلى الله: "فقال إفرايم إني صرت غنيًا، وجدت لنفسي ثروة، جميع أتعابي لا يجدون لي فيها ذنبًا هو خطية" [ع8]. لقد نسى أن الله هو الذي أطلقه من العبودية وأرسل له الأنبياء وحدثه بكل طريقة ويدربه: "وأنا الرب إلهك من أرض مصر حتى أسكنك الخيام كأيام الموسم، وكلمت الأنبياء، وكثرت الرؤى وبيد الأنبياء مثلت أمثالًا" [ع10]. 4. جهاد يعقوب لأجل امرأته 12 وَهَرَبَ يَعْقُوبُ إِلَى صَحْرَاءِ أَرَامَ، وَخَدَمَ إِسْرَائِيلُ لأَجْلِ امْرَأَةٍ، وَلأَجْلِ امْرَأَةٍ رَعَى. 13 وَبِنَبِيٍّ أَصْعَدَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبِنَبِيٍّ حُفِظَ. 14 أَغَاظَهُ إِسْرَائِيلُ بِمَرَارَةٍ، فَيَتْرُكُ دِمَاءَهُ عَلَيْهِ، وَيَرُدُّ سَيِّدُهُ عَارَهُ عَلَيْهِ. إن كان يعقوب أبوهم قضى سنوات طويلة في صحراء آرام يخدم ويرعى لأجل امرأة، ألا يليق بأولاده أن يخدما في البرية هذا العالم من أجل راعيهم عريس نفوسهم؟! يقول: "وهرب يعقوب إلى صحراء آرام وخدم إسرائيل لأجل امرأة رعي" [ع12]. الله مخلصنا في هذا الأصحاح يقدم الله نفسه لشعبه الذي انحرف وفسد بل ومات روحيًا، كملك حقيقي قادر وحده أن يخلصهم من عبودية الخطية، محطمًا سلطان الموت تحت أقدامهم. 1. انحرافهم حتى الموت 1 لَمَّا تَكَلَّمَ أَفْرَايِمُ بِرَعْدَةٍ، تَرَفَّعَ فِي إِسْرَائِيلَ. وَلَمَّا أَثِمَ بِبَعْل مَاتَ. 2 وَالآنَ يَزْدَادُونَ خَطِيَّةً، وَيَصْنَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً مِنْ فِضَّتِهِمْ، أَصْنَامًا بِحَذَاقَتِهِمْ، كُلُّهَا عَمَلُ الصُّنَّاعِ. عَنْهَا هُمْ يَقُولُونَ: «ذَابِحُو النَّاسِ يُقَبِّلُونَ الْعُجُولَ». 3 لِذلِكَ يَكُونُونَ كَسَحَابِ الصُّبْحِ، وَكَالنَّدَى الْمَاضِي بَاكِرًا. كَعُصَافَةٍ تُخْطَفُ مِنَ الْبَيْدَرِ، وَكَدُخَانٍ مِنَ الْكُوَّةِ. لكي يقدم نفسه كملك مخلص لنفوسهم يكشف لهم ما فعلته بهم الخطية خاصة عبادة البعل، قائلًا: "لما تكلم إفرايم برعدة ترفّع في إسرائيل ، ولما أثم ببعل مات" [ع1]. لما سلك إفرايم كما سلك أبوه يعقوب بمخافة الله المقدسة صار رفيعًا بين الأسباط وبرزت مكانته، وارتعب الكل أمامه. وهكذا الذين يتضعون أمام الله يرفعهم. ولكن لما ارتبط إفرايم بالبعل آثمًا، لم يخسر سمعته ومهابته فحسب وإنما "مات"... فصار في حاجة إلى مخلص قادر أن يقيمه من الأموات. والعجيب أن الخطية بما تحمله من موت تسحب قلب الإنسان لا إلى الندامة على ما بلغ إليه، وإنما تجتذبه بالأكثر من خطية إلى خطية: "الآن يزدادون خطية" [ع2]، هذه التي تفقدهم عمل كلمة الله فيهم إذ هي "مسبوكة من فضتهم" [ع2]، يصنعونها حسب حذاقتهم أو فهمهم، أيّ يقيمون آلهتهم حسب أهوائهم الذاتيّة ولا يخضعون لفكر الله. لقد أقاموا أصنامًا يتعبدون لها "عنها هم يقولون ذابحو الناس يقبلون العجول" [ع2]. ربما يقصد أنه من أجل هذه الأصنام يقولون للكهنة الذين هم في الحقيقة يذبحون الناس بفسادهم ونجاستهم أن يقدموا عنهم أثمن ما لديهم من الحيوانات "العجول" كذبائح للبعل... فالكهنة أشرار والذبائح مهما كانت قيمتها رجسة. يصف الذين يسلكون هكذا مرتدين عن الله مخلصهم بأنهم "يكونون كسحاب الصبح وكالندى الماضي باكرًا، كعصافة تخطف من البيدر وكدخان من الكوة" [ع3]. هؤلاء يظهرون كسحاب يبشر بنزول المطر (علامة نعمة الله)، لكنه سحاب الصبح المخادع ما أن تشرق الشمس حتى تختفي تمامًا. إنهم كالندى الباكر الذي يزول سريعًا دون أن يروي الأرض. وهم أيضًا العصافة الخفيفة التافهة التي يُطرح بها من كل جانب، وكدخان من الكوة (المدخنة) سرعان ما ينقشعون ويختفون (مز 68: 2). 2. خلاصهم من العبودية 4 «وَأَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَإِلهًا سِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ، وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5 أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6 لَمَّا رَعَوْا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ، لِذلِكَ نَسُونِي. 7 «فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8 أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِل، وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ، وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ. أراد تأكيد عمله الخلاصي لهم فقدم لهم درسًا عمليًا من حياة آبائهم حيث خلصهم من عبوديتهم لفرعون ورعاهم وسط البرية حتى شبعوا: "وأنا الرب إلهك من أرض مصر، وإلهًا سواي لست تعرف ولا مخلص غيري، أنا عرفتك في البرية في أرض العطش، ولما رعوا شبعوا" [ع4-6]. لقد أشبعهم في أرض العطش عندما كانوا في ضيقة عظيمة. ولكنهم لما شبعوا من يديه جحدوه "شبعوا وارتفعت قلوبهم لذلك نسوني" [ع6]. حين يشبع الجسد ينسى الله خالقه وترتفع متشامخة، وكما جاء في سفر التثنية "سمن يشورون ورفس، سمنت وغلظت واكتسبت شحمًا، فرفض الإله الذي عمله وغبي عن صخرة خلاصه" (تث 32: 15). أمام هذا الجحود وقف الله أمامهم في حزم: "فأكون لهم كأسد، أرصد على الطريق كنمر، أصدمهم كدبة مثكل، وأشق شغاف قلبهم وآكلهم هناك كلبوة يمزقهم وحش البرية" [ع7-8]. وكما يقول أشعياء النبي: "تمردوا وأحزَنوا روح قدسه فتحول لهم عدوًا وهو حاربهم" (إش 63: 10). بهذا الوصف كشف عن مرارة نفس الله من نحو أولاده الجاحدين حتى صار بالنسبة لهم كعدو يحاربهم بعنف كالأسد، مترصدًا حركاتهم كالنمر، بعنف كدبة مثكل، يرسل عليهم التأديبات التي تفترسهم وتأكلهم كلبوة... هذا كله لأنهم صاروا آنية غضب للهلاك (رو 9: 22). 3. رفضهم الملك المخلص 9 «هَلاَكُكَ يَا إِسْرَائِيلُ أَنَّكَ عَلَيَّ، عَلَى عَوْنِكَ. 10 فَأَيْنَ هُوَ مَلِكُكَ حَتَّى يُخَلِّصَكَ فِي جَمِيعِ مُدُنِكَ؟ وَقُضَاتُكَ حَيْثُ قُلْتَ: أَعْطِنِي مَلِكًا وَرُؤَسَاءَ؟ 11 أَنَا أَعْطَيْتُكَ مَلِكًا بِغَضَبِي وَأَخَذْتُهُ بِسَخَطِي. 12 «إِثْمُ أَفْرَايِمَ مَصْرُورٌ. خَطِيَّتُهُ مَكْنُوزَةٌ. 13 مَخَاضُ الْوَالِدَةِ يَأْتِي عَلَيْهِ. هُوَ ابْنٌ غَيْرُ حَكِيمٍ، إِذْ لَمْ يَقِفْ فِي الْوَقْتِ فِي مَوْلِدِ الْبَنِينَ. "هلاكك يا إسرائيل أنك عليَّ على عونك"[ع9]، وبحسب ترجمة اليسوعيين "هلاك منك يا إسرائيل وإنما بمعونتك فيَّ"، فإن ما يصيب إسرائيل ينبع عن تصرفاته المهلكة التي تقوده إلى الموت، أما خلاصه ففي الملك المرفوض، الله إلههم، الذي نسوه طالبين لهم ملكًا حسب هواهم، إذ يقول لهم: "فأين هو ملكك حتى يخلصك في جميع مدنك وقضاتك حيث قلت أعطني ملكًا ورؤساء؟! أنا أعطيتك ملكًا بغضبي وأخذته بسخطي" [ع9-11]. لعله بهذا يشير إليهم حين اشتهوا أن يكون لهم ملكًا يقضي لهم كسائر الشعوب (1 صم 8: 5) الأمر الذي أحزن قلب صموئيل النبي. ومع ذلك أعطاهم الله شاول ملكًا حسب شهوة قلبهم، وبغضبه سحبه منهم بسبب شروره. لأجل تأديبنا يسمح الله لنا أن ننال ما نشتهيه لندرك حاجتنا إلى قبول إرادة الله لا تنفيذ إرادتنا الذاتيّة. نالوا شهوة قلبهم "ملكًا" حسب رغبتهم، فزاد إثمهم: "إثم إفرايم مصرور، خطيته مكنوزة، مخاض الوالدة يأتي عليه، هو ابن غير حكيم إذ يقف في الوقت في مولد البنين" [ع12-13]. إنهم "يذخرون لأنفسهم غضبًا في يوم الغضب" (رو 2: 5)، وهكذا يهلكون أنفسهم. خطاياهم مصرورة لحسابهم، لا ينساها الله ومكنوزة في مكان أمين ليعطوا عنها حسابًا... ظنوا أنها مخفية لا يراها أحد، تُنسى مع الزمن، ولم يدركوا أنهم إذ لا يذكروها طالبين المغفرة تُحفظ لهلاكهم. إنهم صاروا كالسيدة التي تحمل في داخلها الجنين، فالمخاض بآلامه قادم لا محالة. لكن إفرايم في غير حكمة هرب من التأمل أو التفكير فيما يحدث من آلام بسبب الخطية لكي يعرف علة الألم ويخلص منه بالله مخلصه. 4. خلاصهم من الموت 14 «مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ». الذي فَدَى آباءهم من عبودية فرعون قادر وحده أن يفديهم حتى من الموت ويخلصهم من الهاوية: "من يد الهاوية أفديهم، من الموت أخلصهم. أين أوْباؤك يا موت؟! أين شوكتك يا هاوية؟! تختفي الندامة عن عينيّ" [ع14]. إنه يحقق لهم ما لا يستطيع ملك آخر أن يحققه لهم، فإنه لا يطلقهم من السبي فحسب وإنما له سلطان أن ينطلق بهم من الهاوية، ويخلصهم من الموت، الأمر الذي تحقق بدخول المخلص إلى الموت ليحطم سلطانه. وكما يقول القديس جيروم: [لنا هذه التعزية، أن كلمة الله قد ذبح الموت... مات (ربنا يسوع) لكي بموته يميت الموت نفسه.] كما يتحدث مع الموت قائلًا: [لقد ابتلعت يوناننا (مسيحنا) لكن هو حيّ حتى في جوفك. حملته كميت لكي ما تهدأ عاصفة العالم وتخلص نينوى التي لنا بالكرازة به. نعم لقد هزمك وذبحك... بموته صرت أنت ميتًا، وبموته صرنا نحن أحياء. ابتلعته فإذا بك أنت تُبتلع. بينما كنت مضروبًا بالشوق إلى الجسد الذي أخذه مقتنصًا إياه كفريسة بمخالب نهمك، إذ بك تُجرح في الداخل...!.] هذا هو وعد الله لنا... وهبنا السلطان على الموت، دون ندامة أو تغيير في وعده إذ يقول: "تختفي الندامة عن عيني"، أيّ لا أتراجع فيما وعدت به. إن كان السيد المسيح بموته يهب الحياة قاتلًا الموت، فإنه بسماح إلهي يأتي ضد المسيح ويهب كريح شرقية ليجفف في داخل الإنسان عين الروح القدس وييبس ينبوعه الداخلي ويفقده كل ثمره: "وإن كان مثمرًا بين إخوة تأتي ريح شرقية ريح الرب طالعة من القفر فتجف عينه وييبس ينبوعه. هي تنهب كنز كل متاع شهي، تجاري السامرة لأنها قد تمردت على إلهها، بالسيف يسقطون، تحطم أطفالها والحوامل تشق" [ع15-16].هذا الحديث تحقق حرفيًا بهبوب السبي الأشوري من الشرق الذي حطم إسرائيل تمامًا وعاصمتها السامرة، وسيتحقق في أواخر الدهور حينما تهب ريح "ضد المسيح" قادمة من الشرق، وتسمى "ريح الرب" لأنها بسماح منه. ثمار التوبة الباب الرابع: ثمار التوبة: الأصحاح الرابع عشر: ثمار التوبة إن كان هذا السفر في جوهره هو سفر "العرس الإلهي" فيه يعلن الله شوقه لشعبه كعريس يطلب عروسه، متحدثًا معها في صراحة وبوضوح عن خطاياها وآثامها طالبًا رجوعها إليه، فإنه يُختم بنداء أخير من جانب العريس السماوي طالبًا رجوع عروسه الزانية إليه مبرزًا عمله معها بطريقة مبهجة للغاية، الأمر الذي يندر أن نجد سفرًا في العهد القديم يختم بمثل هذا الختام. هذا وقد أبرز في ندائه الأخير لرجوعها دورها الإنساني، كما أعلن دوره الإلهي في تقديسها وتمجيدها. 1. الدور الإنساني في التوبة 1 اِرْجِعْ يَا إِسْرَائِيلُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ، لأَنَّكَ قَدْ تَعَثَّرْتَ بِإِثْمِكَ. 2 خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَمًا وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: «ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا، فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا. 3 لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ. لاَ نَرْكَبُ عَلَى الْخَيْلِ، وَلاَ نَقُولُ أَيْضًا لِعَمَلِ أَيْدِينَا: آلِهَتَنَا. إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ الْيَتِيمُ». جاء النداء الأخير: "ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك، خذوا معكم كلامًا وارجعوا إلى الرب" [ع1-2]. هكذا يبقى عريسنا السماوي مناديًا إيانا كل أيام غربتنا، حتى نفَسْنا الأخير، حاثًا إيانا على الرجوع إليه، فهو لا يلزمنا بالرجوع قسرًا، لكن يستعطفنا بحبه، ويسحب قلبنا بدعوته المستمرة وإعلاناته. وكما يقول الأب مرقس الناسك: [لا تستطيع قوة ما أن ترغمنا على صنع الخير أو الشر، غير أن الذي نحمل له بحرية إرادتنا -إن كان الله أو الشيطان - فذاك يحثنا على العمل الذي يخص مملكته.] إنه ينادينا ويبقى مناديًا إيانا، لكنه لا يلزمنا، إذ يقدر حريتنا الإنسانية ويتعامل معنا على مستوى الحب المتبادل لا كآلات جامدة بين يديه وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [نحن سادة في إمكاننا أن نجعل كل عضو فينا آلة للشر أو آلة للبرّ (بالمسيح يسوع)]. كما يفعل الإنسان الإثم بكامل حريته هكذا يليق به أن يرجع إلى الرب إلهه بكامل حريته، طالبًا العون الإلهي لمساندته في الرجوع. أول الطريق في التوبة هو الشعور بالخطأ، إذ يقول: "لأنك قد تعثرت (سقطت) بإثمك"، لذا يليق بك الرجوع إلى الرب إلهك حاملًا معك "كلامًا" هو اعترافك بالخطأ. فإن من يدرك في أعماقه أنه ساقط بسبب إثمه لا يعدم كلامًا ولا يتساءل: بماذا اعترف؟ أو كيف اعترف؟ فإن الروح القدس الذي يفضح له آثامه هو يسنده في اعترافه بهذه الآثام. هنا نريد تأكيد أن الاعتراف ليس مجرد حصر لخطايا أو آثام ارتكبناها، وإنما أولًا وقبل كل شيء هو شعور بمرارة نحو ما ارتكبناه وكما يقول الأب مرقس الناسك: [الإنسان المختبر الذي يتعلم الحق يعترف لله بخطاياه، لا عن طريق إحصائه لما صنعه بل مرارة نفسه لما يعاني منه]. وكما يقول الأب يوحنا من كرونستادت: [لنسرع مستعطفين الله بالتوبة والدموع. لندخل إلى أنفسنا ونتأمل قلوبنا النجسة بكل دقة، إذ نرى جموع الرجاسات التي تمنع نعمة الله ندرك أننا أموات روحيًا.] هذا الاعتراف يحمل شقين متكاملين: اعترف بالخطأ وإيمان بالله واهب الصلاح، وكما يقول القديس أغسطينوس إننا نعترف لله بخطايانا كما نعترف بعمله فينا مسبحين إياه. "قولوا له: ارفع كل إثم، واقبل حسنًا (خير)، فنقدّم عجول شفاهنا" [ع2]. نطلب منه أن يرفع عنا كل إثم ارتكبناه، ويهبنا كل ما هو حسن أو خير من عنده قد فقدناه، ذبائح شكر هي "عجول شفاهنا" أو ثمر شفاهنا حسب الترجمة السبعينية. إدراكنا للإثم الذي قتل قلبنا وأمات نفسنا الداخلية، واعترفنا بالله كواهب الحياة الفاضلة التي من عنده تربطنا به كمخلص وحيد، فلا نتكئ على ذراع بشر أيًا كان هذا الذراع، قائلين: "لا يخلصنا آشور، لا نركب على الخيل ولا نقول لعمل أيدينا آلهتنا". فبالنسبة لشعب إسرائيل في ذلك الحين ، يدركون أن آشور الذي اتكأوا عليه لم يخلصهم بل حطمهم وسباهم، وقوتهم الحربية "الخيل" لم تقدر أن تنقذهم من غضب الله عليهم بسبب شرهم، وأصنام البعل التي هي عمل أيديهم ليس بالحق آلهتهم القادرة على مساندتهم. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أراد الله أن يعلن فصل الجانب السياسي من الجانب الروحي، فالخلاص لا يتم بذراع بشري، مهما كانت قدرته أو سلطانه أو عظمته كآشور، ولا بقوة زمنية كالخيل ولا بالآلهة التي هي من صنع أيدينا... إنما الخلاص هو من عند الله. بمعنى آخر ليتنا لا نتكئ على آشور، أيّ على الآخرين، ولا على قدرتنا ومواهبنا وإمكانياتنا الذاتيّة (الخيل)، ولا على برّنا الذاتي (آلهتنا الداخلية)، إنما نقول: "بك يُرحم اليتيم" [ع3]. بدونك صرت يتيمًا بلا أب سماوي، فمن يرحمني غيرك؟! وكما يقول القديس جيروم: [الأيتام هم الذين فقدوا الله أباهم.] 2. الدور الإلهي في التقديس 4 «أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلًا، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ. 5 أَكُونُ لإِسْرَائِيلَ كَالنَّدَى. يُزْهِرُ كَالسَّوْسَنِ، وَيَضْرِبُ أُصُولَهُ كَلُبْنَانَ. 6 تَمْتَدُّ خَرَاعِيبُهُ، وَيَكُونُ بَهَاؤُهُ كَالزَّيْتُونَةِ، وَلَهُ رَائِحَةٌ كَلُبْنَانَ. 7 يَعُودُ السَّاكِنُونَ فِي ظِلِّهِ يُحْيُونَ حِنْطَةً وَيُزْهِرُونَ كَجَفْنَةٍ. يَكُونُ ذِكْرُهُمْ كَخَمْرِ لُبْنَانَ. 8 يَقُولُ أَفْرَايِمُ: مَا لِي أَيْضًا وَلِلأَصْنَامِ؟ أَنَا قَدْ أَجَبْتُ فَأُلاَحِظُهُ. أَنَا كَسَرْوَةٍ خَضْرَاءَ. مِنْ قِبَلِي يُوجَدُ ثَمَرُكِ». 9 مَنْ هُوَ حَكِيمٌ حَتَّى يَفْهَمَ هذِهِ الأُمُورَ، وَفَهِيمٌ حَتَّى يَعْرِفَهَا؟ فَإِنَّ طُرُقَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَالأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَيَعْثُرُونَ فِيهَا. إن كان إسرائيل قد صار في حالة مرضية يصعب بل يستحيل علاجها، فإن الله هو الطبيب الوحيد القادر على معالجته، إذ يقول: "أنا أشفي ارتدادهم" [ع4]. وكما يقول القديس بفنوتيوس: [الحق أن القديسين لا يقولون قط أنهم قد بلغوا ذلك الطريق الذي يسلكونه بتقدم وكمال في الفضيلة بجهادهم الذاتي، وإنما بفضل الله، قائلين: "دربني في حقك" (مز 25: 5).] يتقدم الرب كطبيب حقيقي يشفي النفس المرتدة، أما دافعه لهذا العمل فهو الحب الخالص المجاني. "أنا أشفي ارتدادهم، أحبهم فضلًا (مجانًا)، لأن غضبي ارتد عنه" [ع4]. لقد أعلن الطبيب محبته الشافية، قائلًا: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة" (يو 3: 16). ماذا قدّم الطبيب لمرضاه المحبوبين إليه؟ "أكون لإسرائيل كالندى، ويضرب أصوله كلبنان. تمتد خراعيبه (فروعه) ويكون بهاؤه كالزيتونة وله رائحة كلبنان. يعود الساكنون في ظله يحيون حنطة ويزهرون كجفنة (ككرمة). يكون ذكرهم كخمر لبنان. يقول إفرايم: ما لي أيضًا وللأصنام؟!" [ع5-8]. في اختصار يمكننا القول بأن الله يقدم لهم ذاته كندى نازل من السماء يرويهم؛ وينعشهم فيجعلهم كالسوسن المزهر؛ ويجددهم داخليًا فتتعمق جذورهم الخفية؛ وينميهم روحيًا فتمتد فروعهم بلا توقف؛ ويهبهم جمالًا ومجدًا روحيًا فيكونون كالزيتونة في بهائها؛ ويسكب رائحته فيهم فتكون لهم رائحة لبنان، ويستخدمهم لراحة الكثيرين فيضمون الكثيرين تحت ظلالهم، ولفرح الكثيرين إذ يزهرون كالكرمة، ولا يقطع ذكرهم الطيب. أولًا. "أكون لإسرائيل كالندى" [ع5]. قديمًا قال الرب لموسى: "أنا أمطر لكم خبزًا من السماء" (خر 16: 4)، كما قيل: "متى الندى على المحلة ليلًا كان ينزل المن معه" (عد 11: 9). أما الآن فلا ينزل لنا خبزًا، إنما نزل هو نفسه إلينا مقدمًا جسده المقدس خبزًا سماويًا يشبع القلب، نزل إلينا كندى يطفئ لهيب الشهوات، يحل على محلتنا الداخلية ليجعلها محلته ومسكنه، ينزل ليلًا وسط ظلمتنا في الخفاء ليجعل منها نهارًا ساطعًا. إذ أُلقي الثلاثة فتية في أتون النار ظهر كلمة الله معهم، فصار الأتون ندى بالنسبة لهم، وهكذا أن صار العالم نارًا وأتونًا، فتجلى السيد المسيح فينا يحوِّل حياتنا إلى ندى! ثانيًا: "يزهر كالسوسن". يقول العريس السماوي: "أنا نرجس شارون، سوسنة الأودية" (نش 2: 1)، وها هو يجعل من شعبه سوسنًا مزهرًا. وكما يقول العلامة أوريجينوس: [إذ صار هو سوسنة الأودية إنما لكي تصير حبيبته أيضًا سوسنة تتمثل به... بمعنى أن كل نفس تقترب إليه وتتبع خطواته وتتمثل به تصير سوسنة.] ويرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أن النفس كالسوسنة تصعد مستقيمة إلى فوق نحو المسيا كرَّامها الحقيقي. إنه يرتفع بها فوق هموم هذه الحياة وأشواك الخطية الخانقة للنفس (مز 4: 18)، ويعلوا فوق أتربة هذه الحياة حتى لا تتدنس. هكذا ينعش السيد المسيح كنيسته واهبًا إياها "كل بركة روحيّة في السماويات" (أف 1: 3)، فتحمل سماته السماوية وتحقق رسالته فيها. ثالثًا: "ويضرب أصوله كلبنان". إن كانت الكنيسة بالتصاقها بالسيد المسيح تصير حاملة استقامته وشركة طبيعته فتحسب مثله سوسنة في البرية وسط الأشواك، فإن سر هذه الحياة هي أصولها الخفية، أو جذورها التي تتمتع بعمل نعمته ، فتحمل حياته فيها لتقول على لسان الرسول بولس: "بنعمة الله أنا ما أنا، ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة" (1 كو 15: 10). رابعًا: بقدر ما تضرب الأصول في التربة لتحمل فيها "حياة المسيح"، تمتد فروعها الظاهرة لتحمل ثمار الروح القدس بفيض، فلا تعرف العقم وعدم الإثمار. خامسًا: "ويكون بهاؤه كالزيتونة". هكذا المؤمن يحمل سمات السيد وحياته خلال الجذور، وثماره على الفروع (خراعيبه)، وأيضًا بهاء السيد ومجده في الداخل والخارج. وكما يقول السيد لعروسه: "وجملت جدًا جدًا فصلحت لمملكة، وخرج لكِ اسم في الأمم لجمالكِ، لأنه كان كاملًا ببهائي الذي جعلته عليكِ يقول السيد الرب" (حز 16: 13-14). المؤمن الحقيقي وهو ينتظر شركة مجد المسيح في الأبديّة يتذوق عربون هذا المجد أو هذا البهاء في حياته الداخلية، وكما يقول القديس مقاريوس الكبير أن ما يناله فيما بعد لا يكون إلا اِمتدادًا للعربون الذي تمتع به هنا في داخله. سادسًا: "له رائحة كلبنان". إذ يحمل بهاء الله كزيتونة مثمرة، تظهر فيه رائحة المسيح الذكية. وكما يقول الرسول: "يُظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان، لأننا رائحة المسيح الذكية لله وفي الذين يهلكون" (2 كو 2: 14-15). سابعًا: "يعود الساكنون في ظله يحيون حنطة ويزهرون كجفنة، ويكون ذكرهم كخمر لبنان". يحملون قلبًا منفتحًا بالحب ليضموا تحت ظلالهم كثيرين يقدمون لهم طعامًا روحيًا وشرابًا مفرحًا، وتبقى سيرتهم ذكرى طيبة خالدة تشهد لعريسهم السماوي. ثامنًا: "يقول إفرايم: مالي أيضًا وللأصنام؟!" إن كان إفرايم هو السبط الذي أثار بقية الأسباط العشرة على عبادة الأصنام، فهو أيضًا السبط الذي يندم على هذا العمل معلنًا كراهيته للشر. هكذا تتحول طاقات الشر في الإنسان إلى طاقات البناء لحساب مملكة العريس السماوي الحق. هذه صورة مبسطة لعمل الله في حياة شعبه ، بل في حياة كل عضو منهم حتى رجع إليه بالتوبة وسلّم حياته بين يديه ليعمل فيه. فالله يستجيب لتوبتنا ولرجوعنا إليه، قائلًا: "أنا قد أحببت فألاحظه (ولاحظته)" [ع8]. كأنه كان مترقبًا رجوعنا وملاحظًا كل ما في داخلنا، منتظرًا أدنى تحرك من جانبنا كي يتحرك نحونا بحبه. وكما يقول الرسول: "اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم" (يع 4: 8). إنه يقترب إلينا كشجرة سرو دائمة الاخضرار قائلًا لنا: "أنا كسروة خضراء" [ع8]. إنه يظلل علينا فلا تقدر شمس التجارب أن تؤذينا. ويؤكد لنا الرب أنه هو واهب الثمر في حياتنا: "ومن قبلي يوجد ثمرك" [ع8]. أخيرًا يختم السِفر بنصيحة يقدمها لنا جميعًا لكي نتعقل فنرجع إلى الرب بالتوبة لننال ثمرها: "من هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور، وفهيم حتى يعرفها، فإن طرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، أما المنافقون فيعثرون فيها" [ع10]. بهذا يلهب الشوق فينا لفهم طرق الرب والسلوك فيها بحكمة فلا نتعثر وكما يقول الأب ثيوفيلس من رجال القرن الثاني: [من له الرغبة في التعلم يتعلم كثيرًا، لهذا يليق بك أن تجاهد لتلتقي معي بالأكثر في سماع الصوت الحيّ لتدرك الحق بكل دقة.] |
||||
يوم أمس, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 181543 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تركهم الراعي الصالح 1 «أَفْرَايِمُ رَاعِي الرِّيحِ، وَتَابعُ الرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ. كُلَّ يَوْمٍ يُكَثِّرُ الْكَذِبَ وَالاغْتِصَابَ، وَيَقْطَعُونَ مَعَ أَشُّورَ عَهْدًا، وَالزَّيْتُ إِلَى مِصْرَ يُجْلَبُ. 2 فَلِلرَّبِّ خِصَامٌ مَعَ يَهُوذَا، وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يُعَاقِبَ يَعْقُوبَ بِحَسَبِ طُرُقِهِ. بِحَسَبِ أَفْعَالِهِ يَرُدُّ عَلَيْهِ. في عتاب مُرّ يقول: "إفرايم راعي الريح وتابع الريح الشرقية، كل يوم يكثر الكذب والاغتصاب ويقطعون مع آشور عهدًا والزيت إلى مصر يُجلب" [ع1]. لقد ترك إفرايم راعيه الصالح واهب الخيرات الحقة وخرج يرعى الريح ، ليقتني لا شيء. مسكين إفرايم لأنه يتعب في رعايته لريح بلا نفع... وليتها أيّ ريح، وإنما هي "الريح الشرقية". وكما يقول القديس هيبوليتس الرومانيأن الريح الشرقية تشير إلى "ضد المسيح" الذي يظهر في الشرق مقاومًا للسيد المسيح في كنيسته [ما هي الريح الحارقة القادمة من الشرق إلاَّ ضد المسيح الذي يحطم ويجفف مجاري المياه وثمار الأشجار في أيامه (هو 13: 15)، إذ يضع البشر قلوبهم على أعماله؟! إنه يحطمهم بسبب الحق، وهم بقساوتهم يخدمونه]. هكذا تحول إفرايم من مملكة المسيح إلى ضد المسيح، وقد حمل سمات سيده "الكذب والاغتصاب وقطع عهود مع العالم بدلًا من الله...". |
||||
يوم أمس, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 181544 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس هيبوليتس الروماني أن الريح الشرقية تشير إلى "ضد المسيح" الذي يظهر في الشرق مقاومًا للسيد المسيح في كنيسته [ما هي الريح الحارقة القادمة من الشرق إلاَّ ضد المسيح الذي يحطم ويجفف مجاري المياه وثمار الأشجار في أيامه (هو 13: 15)، إذ يضع البشر قلوبهم على أعماله؟! إنه يحطمهم بسبب الحق، وهم بقساوتهم يخدمونه] |
||||
يوم أمس, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 181545 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحاجة إلى جدية الرجوع إليه 3 «فِي الْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ، وَبِقُوَّتِهِ جَاهَدَ مَعَ اللهِ. 4 جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا. 5 وَالرَّبُّ إِلهُ الْجُنُودِ يَهْوَهُ اسْمُهُ. 6 وَأَنْتَ فَارْجعْ إِلَى إِلهِكَ. اِحْفَظِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ، وَانْتَظِرْ إِلهَكَ دَائِمًا. إذ يعتز الشعب بأبيهم "يعقوب" قدّمه لهم مثلًا في الجهاد مع الناس والله، مقتنيًا بجهاده اللقاء مع الله الذي يحب المجاهدين. "في البطن قبض بعقب أخيه" [ع3]، وهو بعد في بطن أمه لم يخرج إلى العالم كان مجاهدًا فأمسك بعقب أخيه ليسحبه إلى الوراء مغتصبًا منه البكورة والبركة. " وبقوته جاهد مع الله، جاهد مع الملاك وغلب، بكى واسترحمه" [ع3-4].. يمثل عينة رائعة للجهاد مع الله فقد بذل كل طاقته مجاهدًا مع الله الذي صارع معه حتى الفجر ليعلمه الجهاد وروح الغلبة، وإذ أدرك يعقوب أن الغلبة هبه من عند الله وليس بذراعيه "بكى" فرحمه الله معلنًا ذاته له: "وجده في بيت إيل، وهناك تكلم معنا. والرب إله الجنود يهوه اسمه" [ع4-5]. |
||||
يوم أمس, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 181546 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ترك المعايير الخاطئة 7 «مِثْلُ الْكَنْعَانِيِّ فِي يَدِهِ مَوَازِينُ الْغِشِّ. يُحِبُّ أَنْ يَظْلِمَ. 8 فَقَالَ أَفْرَايِمُ: إِنِّي صِرْتُ غَنِيًّا. وَجَدْتُ لِنَفْسِي ثَرْوَةً. جَمِيعُ أَتْعَابِي لاَ يَجِدُونَ لِي فِيهَا ذَنْبًا هُوَ خَطِيَّةٌ. 9 وَأَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حَتَّى أُسْكِنَكَ الْخِيَامَ كَأَيَّامِ الْمَوْسِمِ. 10 وَكَلَّمْتُ الأَنْبِيَاءَ وَكَثَّرْتُ الرُّؤَى، وَبِيَدِ الأَنْبِيَاءِ مَثَّلْتُ أَمْثَالًا». 11 إِنَّهُمْ فِي جِلْعَادَ قَدْ صَارُوا إِثْمًا، بُطْلًا لاَ غَيْرُ. فِي الْجِلْجَالِ ذَبَحُوا ثِيرَانًا، وَمَذَابِحُهُمْ كَرُجَمٍ فِي أَتْلاَمِ الْحَقْلِ. لم يحمل الشعب روح التمييز، الذي به يعرف الراعي الحقيقي واهب الخيرات من الرعاة المخادعين ، لذلك يطالبه الرب بترك هذه المعايير متأملًا رعاية الله الصادقة. "مثل كنعاني في يده موازين الغش يجب أن يظلم" [ع7]، فقد طبيعته كابن لله وصار كأممي بلا حكمة، محبًا للظلم، يفتري على الله، بل وعلى نفسه. أما علامة موازينه الغاشة فهي أنه ظن في نفسه غنيًا وليس في حاجة إلى الله: "فقال إفرايم إني صرت غنيًا، وجدت لنفسي ثروة، جميع أتعابي لا يجدون لي فيها ذنبًا هو خطية" [ع8]. لقد نسى أن الله هو الذي أطلقه من العبودية وأرسل له الأنبياء وحدثه بكل طريقة ويدربه: "وأنا الرب إلهك من أرض مصر حتى أسكنك الخيام كأيام الموسم، وكلمت الأنبياء، وكثرت الرؤى وبيد الأنبياء مثلت أمثالًا" [ع10]. |
||||
يوم أمس, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 181547 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جهاد يعقوب لأجل امرأته 12 وَهَرَبَ يَعْقُوبُ إِلَى صَحْرَاءِ أَرَامَ، وَخَدَمَ إِسْرَائِيلُ لأَجْلِ امْرَأَةٍ، وَلأَجْلِ امْرَأَةٍ رَعَى. 13 وَبِنَبِيٍّ أَصْعَدَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبِنَبِيٍّ حُفِظَ. 14 أَغَاظَهُ إِسْرَائِيلُ بِمَرَارَةٍ، فَيَتْرُكُ دِمَاءَهُ عَلَيْهِ، وَيَرُدُّ سَيِّدُهُ عَارَهُ عَلَيْهِ. إن كان يعقوب أبوهم قضى سنوات طويلة في صحراء آرام يخدم ويرعى لأجل امرأة، ألا يليق بأولاده أن يخدما في البرية هذا العالم من أجل راعيهم عريس نفوسهم؟! يقول: "وهرب يعقوب إلى صحراء آرام وخدم إسرائيل لأجل امرأة رعي" [ع12]. |
||||
يوم أمس, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 181548 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انحرافهم حتى الموت 1 لَمَّا تَكَلَّمَ أَفْرَايِمُ بِرَعْدَةٍ، تَرَفَّعَ فِي إِسْرَائِيلَ. وَلَمَّا أَثِمَ بِبَعْل مَاتَ. 2 وَالآنَ يَزْدَادُونَ خَطِيَّةً، وَيَصْنَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً مِنْ فِضَّتِهِمْ، أَصْنَامًا بِحَذَاقَتِهِمْ، كُلُّهَا عَمَلُ الصُّنَّاعِ. عَنْهَا هُمْ يَقُولُونَ: «ذَابِحُو النَّاسِ يُقَبِّلُونَ الْعُجُولَ». 3 لِذلِكَ يَكُونُونَ كَسَحَابِ الصُّبْحِ، وَكَالنَّدَى الْمَاضِي بَاكِرًا. كَعُصَافَةٍ تُخْطَفُ مِنَ الْبَيْدَرِ، وَكَدُخَانٍ مِنَ الْكُوَّةِ. لكي يقدم نفسه كملك مخلص لنفوسهم يكشف لهم ما فعلته بهم الخطية خاصة عبادة البعل، قائلًا: "لما تكلم إفرايم برعدة ترفّع في إسرائيل ، ولما أثم ببعل مات" [ع1]. لما سلك إفرايم كما سلك أبوه يعقوب بمخافة الله المقدسة صار رفيعًا بين الأسباط وبرزت مكانته، وارتعب الكل أمامه. وهكذا الذين يتضعون أمام الله يرفعهم. ولكن لما ارتبط إفرايم بالبعل آثمًا، لم يخسر سمعته ومهابته فحسب وإنما "مات"... فصار في حاجة إلى مخلص قادر أن يقيمه من الأموات. والعجيب أن الخطية بما تحمله من موت تسحب قلب الإنسان لا إلى الندامة على ما بلغ إليه، وإنما تجتذبه بالأكثر من خطية إلى خطية: "الآن يزدادون خطية" [ع2]، هذه التي تفقدهم عمل كلمة الله فيهم إذ هي "مسبوكة من فضتهم" [ع2]، يصنعونها حسب حذاقتهم أو فهمهم، أيّ يقيمون آلهتهم حسب أهوائهم الذاتيّة ولا يخضعون لفكر الله. لقد أقاموا أصنامًا يتعبدون لها "عنها هم يقولون ذابحو الناس يقبلون العجول" [ع2]. ربما يقصد أنه من أجل هذه الأصنام يقولون للكهنة الذين هم في الحقيقة يذبحون الناس بفسادهم ونجاستهم أن يقدموا عنهم أثمن ما لديهم من الحيوانات "العجول" كذبائح للبعل... فالكهنة أشرار والذبائح مهما كانت قيمتها رجسة. يصف الذين يسلكون هكذا مرتدين عن الله مخلصهم بأنهم "يكونون كسحاب الصبح وكالندى الماضي باكرًا، كعصافة تخطف من البيدر وكدخان من الكوة" [ع3]. هؤلاء يظهرون كسحاب يبشر بنزول المطر (علامة نعمة الله)، لكنه سحاب الصبح المخادع ما أن تشرق الشمس حتى تختفي تمامًا. إنهم كالندى الباكر الذي يزول سريعًا دون أن يروي الأرض. وهم أيضًا العصافة الخفيفة التافهة التي يُطرح بها من كل جانب، وكدخان من الكوة (المدخنة) سرعان ما ينقشعون ويختفون (مز 68: 2). |
||||
يوم أمس, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 181549 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلاصهم من العبودية 4 «وَأَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَإِلهًا سِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ، وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5 أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6 لَمَّا رَعَوْا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ، لِذلِكَ نَسُونِي. 7 «فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8 أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِل، وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ، وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ. أراد تأكيد عمله الخلاصي لهم فقدم لهم درسًا عمليًا من حياة آبائهم حيث خلصهم من عبوديتهم لفرعون ورعاهم وسط البرية حتى شبعوا: "وأنا الرب إلهك من أرض مصر، وإلهًا سواي لست تعرف ولا مخلص غيري، أنا عرفتك في البرية في أرض العطش، ولما رعوا شبعوا" [ع4-6]. لقد أشبعهم في أرض العطش عندما كانوا في ضيقة عظيمة. ولكنهم لما شبعوا من يديه جحدوه "شبعوا وارتفعت قلوبهم لذلك نسوني" [ع6]. حين يشبع الجسد ينسى الله خالقه وترتفع متشامخة، وكما جاء في سفر التثنية "سمن يشورون ورفس، سمنت وغلظت واكتسبت شحمًا، فرفض الإله الذي عمله وغبي عن صخرة خلاصه" (تث 32: 15). أمام هذا الجحود وقف الله أمامهم في حزم: "فأكون لهم كأسد، أرصد على الطريق كنمر، أصدمهم كدبة مثكل، وأشق شغاف قلبهم وآكلهم هناك كلبوة يمزقهم وحش البرية" [ع7-8]. وكما يقول أشعياء النبي: "تمردوا وأحزَنوا روح قدسه فتحول لهم عدوًا وهو حاربهم" (إش 63: 10). بهذا الوصف كشف عن مرارة نفس الله من نحو أولاده الجاحدين حتى صار بالنسبة لهم كعدو يحاربهم بعنف كالأسد، مترصدًا حركاتهم كالنمر، بعنف كدبة مثكل، يرسل عليهم التأديبات التي تفترسهم وتأكلهم كلبوة... هذا كله لأنهم صاروا آنية غضب للهلاك (رو 9: 22). |
||||
يوم أمس, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 181550 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رفضهم الملك المخلص 9 «هَلاَكُكَ يَا إِسْرَائِيلُ أَنَّكَ عَلَيَّ، عَلَى عَوْنِكَ. 10 فَأَيْنَ هُوَ مَلِكُكَ حَتَّى يُخَلِّصَكَ فِي جَمِيعِ مُدُنِكَ؟ وَقُضَاتُكَ حَيْثُ قُلْتَ: أَعْطِنِي مَلِكًا وَرُؤَسَاءَ؟ 11 أَنَا أَعْطَيْتُكَ مَلِكًا بِغَضَبِي وَأَخَذْتُهُ بِسَخَطِي. 12 «إِثْمُ أَفْرَايِمَ مَصْرُورٌ. خَطِيَّتُهُ مَكْنُوزَةٌ. 13 مَخَاضُ الْوَالِدَةِ يَأْتِي عَلَيْهِ. هُوَ ابْنٌ غَيْرُ حَكِيمٍ، إِذْ لَمْ يَقِفْ فِي الْوَقْتِ فِي مَوْلِدِ الْبَنِينَ. "هلاكك يا إسرائيل أنك عليَّ على عونك"[ع9]، وبحسب ترجمة اليسوعيين "هلاك منك يا إسرائيل وإنما بمعونتك فيَّ"، فإن ما يصيب إسرائيل ينبع عن تصرفاته المهلكة التي تقوده إلى الموت، أما خلاصه ففي الملك المرفوض، الله إلههم، الذي نسوه طالبين لهم ملكًا حسب هواهم، إذ يقول لهم: "فأين هو ملكك حتى يخلصك في جميع مدنك وقضاتك حيث قلت أعطني ملكًا ورؤساء؟! أنا أعطيتك ملكًا بغضبي وأخذته بسخطي" [ع9-11]. لعله بهذا يشير إليهم حين اشتهوا أن يكون لهم ملكًا يقضي لهم كسائر الشعوب (1 صم 8: 5) الأمر الذي أحزن قلب صموئيل النبي. ومع ذلك أعطاهم الله شاول ملكًا حسب شهوة قلبهم، وبغضبه سحبه منهم بسبب شروره. لأجل تأديبنا يسمح الله لنا أن ننال ما نشتهيه لندرك حاجتنا إلى قبول إرادة الله لا تنفيذ إرادتنا الذاتيّة. نالوا شهوة قلبهم "ملكًا" حسب رغبتهم، فزاد إثمهم: "إثم إفرايم مصرور، خطيته مكنوزة، مخاض الوالدة يأتي عليه، هو ابن غير حكيم إذ يقف في الوقت في مولد البنين" [ع12-13]. إنهم "يذخرون لأنفسهم غضبًا في يوم الغضب" (رو 2: 5)، وهكذا يهلكون أنفسهم. خطاياهم مصرورة لحسابهم، لا ينساها الله ومكنوزة في مكان أمين ليعطوا عنها حسابًا... ظنوا أنها مخفية لا يراها أحد، تُنسى مع الزمن، ولم يدركوا أنهم إذ لا يذكروها طالبين المغفرة تُحفظ لهلاكهم. إنهم صاروا كالسيدة التي تحمل في داخلها الجنين، فالمخاض بآلامه قادم لا محالة. لكن إفرايم في غير حكمة هرب من التأمل أو التفكير فيما يحدث من آلام بسبب الخطية لكي يعرف علة الألم ويخلص منه بالله مخلصه. |
||||