منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 11:17 AM   رقم المشاركة : ( 180721 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مسيح الله
عندما جاء الرب يسوع في الجسد قد أظهر في حياته الطاهرة

القدوسة ذات طبيعة الله، فهو - تبارك اسمه -
«بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ» (عب1: 3)،
أعني المُعبِّر تمامًا عن جوهر الله، فقد ظهرت في شخصه المجيد
كل صفات الله، بل وأظهر تمامًا ذاته وجوهره.


 
قديم اليوم, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 180722 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الصليب وإعلان قداسة الله


كما أن الله لم يَر شخصًا مثل شخص الرب يسوع في قداسته المطلقة
هكذا أيضًا لا يوجد مكان على الأرض أعلن بوضوح قداسة الله

مثلما ظهر في الجلجثه، حيث صُلب ربنا يسوع،
الذي تُرك من الله في ساعات الغضب بسبب خطايانا التي وُضعت
على شخصه المجيد، ولذلك صرخ في مزمور22 متسائلاً:
« إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟».
وأجاب بنفسه عن هذا السؤال قائلاً لله: «وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ».
 
قديم اليوم, 11:20 AM   رقم المشاركة : ( 180723 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




في الصليب أُعلن الله في ملء محبته وفي كمال بره



كمن يبغض الخطية ومع ذلك فإنه يُحبّ الخاطئ. هناك في الصليب انتصرت المحبة، كما أن القداسة والعدل والحق والبر، كلها أُظهرت كاملةً.
ما أصدق كلمة الله التي أعلنت لنا الإله الحي الحقيقي، القدوس في طبيعته، والذي يُسرّ بالاستقامة.
وما أخطر وأثقل المسؤولية تجاه هذا الإله القدوس، فهو يشتاق أن نحيا بالقداسة، فإنه مكتوب: «نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» (1بط1: 15، 16).
وقد اقتبس الرسول بطرس هذه الآيه من سفر القداسة؛ سفر اللاويين، الذي هو أكثر سفر يُبرِز قداسة الله .



 
قديم اليوم, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 180724 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الكلمات المشتقة مِنْ الفعل “يُقدِّس” تزيد عن 150 مرة
وكلمة يُقدِّس أو قدّس تأتي 87 مرة.
والله أمر شعبه أن يحيوا بالقداسة في سفر ناحوم خمس مرات
(لا11: 44، 45؛ 19: 2؛ 20: 7، 26).
ورقم خمسة هو رقم المسؤولية، فمسؤولية شعب الله أمام الله
هي حياة القداسة. فما أروع أن نتزين بالقداسة!
فالقداسة العملية لها جمال خاص في عين الله القدوس.


 
قديم اليوم, 11:25 AM   رقم المشاركة : ( 180725 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قد ورد تعبير «زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ» خمس مرات في كلمة الله
ويمكن أن يُترجم “جمال مقدس” (holy splendor) أو “جمال القداسة” (beauty of holiness) (1أخ16: 29؛ 2أخ20: 21؛ مز29: 2؛ 96: 9؛ 110: 3).

فلا يمكن أن نتمتع برؤية الرب بدون القداسة (عب12: 14). و لا يمكن أن نسلك في رضى الرب ونختبر مشيئته الصالحة إلا إذا سلكنا وتدربنا في منهج القداسة (1تس4: 1-8).
ولن يرضى الرب عن عبادتنا وسجودنا إن لم يقترنا بالقداسة والبر (لو1: 74، 75). فإن كنا نحن بيت الله كما قال الكتاب، فيجب أن يميز بيت الله القداسة «بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ» (مز93: 5؛ عب: 3: 6).
ولا يمكن أن نتمتع عمليًا بالبنوة لله إلا إذا سرنا في هذا الطريق المستقيم الذي هو طريق القداسة (2كو6: 17، 18؛ 7: 1). ولا يمكن أن نتمتع بحياة النصرة الروحية بدون القداسة (أي17: 9). ولا يمكن أن يستخدمنا الرب ويعمل بنا بدونها (يش3: 5).
 
قديم اليوم, 11:28 AM   رقم المشاركة : ( 180726 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هيا يا شعب الرب نطلب هذه الطلبة بلجاجة وإلحاح من الرب أن يعطينا أن نحيا حياة القداسة العملية بقوة الروح القدس، فهو وحده القادر أن يهدينا في «أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ» (أو أرض الاستقامة) (مز143: 10). فالقداسة العملية هي احتياجنا الأول في هذه الأيام الصعبة التي كثر فيها الإثم والدنس. ويا ليتنا نتذكر دائمًا قول الكتاب: «لأَنَّ هَذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ» (1تس4: 3)، ونرفع هذا الشعار المقدس في بيوتنا واجتماعاتنا وفي حياتنا الفردية السرية، وبذلك نؤثر على الآخرين وتشهد حياتنا قبل كلامنا، فينطبق علينا ما قالته الشونمية عن رجل الله أليشع: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللَّهِ، مُقَدَّسٌ» (2مل4: 9). ونشتهي أن نكون مثل دانيال الذي عرف أن إلهه هو إله قدوس لا يطيق النجاسة والإثم، فجعل في قلبه أنه لا يتنجس (دا1: 8)، فالقداسة الحقيقية هي قداسة القلب.
يا ربُّ كَرّسنــي وكُنْ
درب حياتــي سَيِّدي
مُمتلكًا إرادتـــي
في منــهج القداسة
 
قديم اليوم, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 180727 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ما هو المقصود بقداسة الله



«قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ» ... هذه العبارة - العميقة جدًا في أبعادها - تتكرر مرتين في الكتاب المقدس؛ مرة في العهد القديم (إش6: 3)، ومرة في العهد الجديد (رؤ4: 8). وفي كلتا المرتين ينطق أو يترنم بها كائنات سماوية. وفي كلتا الحالتين جاء النطق في إطار رؤية ينتقل فيها رجل إلى أمام عرش الله: أولاً النبي إشعياء، ثم الرسول يوحنا. وقبل أن نتكلَّم عن التكرار الثلاثي لقداسة الله، مِن المهم أن نفهم ما هو المقصود بقداسة الله.
إن قداسة الله هي أصعب صفاته في الشرح، ولا تسعفنا اللغة البشرية في تصوير جلال قداسته. ولنا عذرنا في هذا! إذ كيف نُطوِّع اللغة المحدودة لتصف مَن هو غير محدود، على نحو دقيق! وهذا يرجع أيضًا جزئيًا لكونها طبيعة فيه، وليست صفة مِن صفاته، فهي مثل المحبة والنور، تتكلَّم عمَن هو في جوهره وفي ذاته. وهي طبيعة لا يُشاركه فيها الإنسان. نحن مخلوقون على صورة الله، ونتشارك في كثير من صفاته؛ في النوع وليس الكم. فنحن لنا الإطار الخارجي مِن سماته، ولكن بقدر أقل منه بكثير بالطبع مثل: المحبة، الرحمة، الأمانة ... إلخ. ولكن بعض صفات الله لن يُشاركه فيها أبدًا أي من خلائقه، فهو كلي الوجود، وكلي المعرفة، وكلي القدرة، وكلي القداسة.
وقداسة الله هي التميز والانفصال عن كل الكائنات والأشياء الأخرى. وهذا هو التعريف اللغوي الدقيق للكلمة: قداسة الله، التي تعني أكثر من مجرد كماله أو طهارته أي من الخطية. إنها جوهر تميّزه واختلافه. إن قداسة الله تُجسد سر عظمته، وتجعلنا نُحدق بعجب إليه، إذ نبدأ في فهم القليل مِن سموّه. بالإضافة إلى ذلك فإن القداسة هي تاج صفاته. فنحن نستطيع أن نقول إنه قُدّوس في محبته، قُدّوس في أمانته، قُدّوس في رحمته، قُدّوس في حكمته ... إلخ.
والقداسة لا تعني فقط الانفصال والتميز عن سائر خلائقه، ولكنها تعني أيضا “الكمال المُطلق”، فهو سلبيًا مُنزَّه عن الخطأ، ولا يعرفه. ولكن على الصعيد الإيجابي فكل ما يعمله هو الصواب والصلاح المُطلَق، الذي لا يشوبه أي تشويه، ولا يعتريه أي نقصان.
ولكن نلاحظ أيضًا أن في الإعلان عن قداسة الله - سواء في إشعياء أو في رؤيا يوحنا - كان الإعلان دائمًا مصحوبًا بالإعلان عن المجد:
ففي إشعياء 6: 3 نقرأ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».
وفي رؤيا يوحنا 4: 8-10 نرى أن مشهد العرش كله مُحاط بالمجد «وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ (الخلائق الحيَّة) ... لاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلاً قَائِلَةً: قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي». وبعد أن أُعلنت الخلائق السَّماوية الأربعة، قداسة الله الثلاثية «تُعْطِي الْحَيَوَانَاتُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكْرًا لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (ع9).
ومجد الله هو مظهر من مظاهر قداسته. فقداسة الله هي الكمال المستتر - الذي لا يُقارن - لطبيعته الإلهية، ومجده هو إظهار تلك القداسة. إن مجده هو الإعلان المكشوف لسر قداسته. في لاويين 10: 3 يقول الله: «فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أَتَقَدَّسُ، وَأَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ أَتَمَجَّدُ». عندما يظهر الله نفسه ككونه قدوسًا، فما نراه هو المجد. فقداسة الله هي مجده الخفي. ومجد الله هو الإعلان الظاهر لقداسته.
ولكن لماذا التكرار الثلاثي «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ»؟ إن تكرار اسم أو تعبير ثلاث مرات كان أمرًا مألوفًا بالنسبة لليهود. في إرميا 7: 4 يذكر النبي عن الشعب تكرارهم لعبارة «هَيْكَلُ الرَّبِّ» ثلاث مرات، لتأكيدهم المُطلَّق وثقتهم الشديدة في عبادتهم، رغم ما شابها من فساد ونفاق، فقال: «لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى كَلاَمِ الْكَذِبِ قَائِلِينَ: هَيْكَلُ الرَّبِّ، هَيْكَلُ الرَّبِّ، هَيْكَلُ الرَّبِّ هُوَ!». ونجد أيضًا في إرميا 22: 29 وحزقيال 21: 27 وصموئيل الأول 18: 23 تعبيرات ثلاثية مشابهة. لهذا عندما يهتف الملائكة: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ»، فهم يعلنون بقوة وحماسة - لا يدنو إليهما الشك - عن حقيقة قداسة الله، تلك الصفة الأساسية التي تُبين طبيعته العجيبة السامية.
كما أن رقم 3 يعني كمال الإعلان. فحتى الطبيعة تعلمنا أن بُعدًا واحدًا أو بُعدين لا يستطيعان أن يُعطيا الإعلان الكامل، ولكن كل شيء يكمل بالثالوث. وبالإضافة إلى هذا، فإن التكرار الثلاثي يُعبّر عن طبيعة الله ذي الثلاثة الأقانيم، وكلها متساوية في القداسة والعظمة. يسوع المسيح هو القدوس الذي “لن يَرَى فَسَادًا” في القبر، لكنه سيُقام ليُمجَّد عن يمين الله (أع2: 26؛ 13: 33-35)، فهو - تبارك اسمه - «الْقُدُّوس الْبَارّ» (أع3: 14)، الذي - على أساس موته على الصليب - أمكننا أن نقف أمام عرش الله بلا لوم. والروح القدس واضح من اسمه أهمية القداسة في جوهر الله.
لقد كان إشعياء شاهدًا على قداسة الله في رؤياه (إش6). ورغم أن إشعياء كان نبيًا لله وكان رجلاً بارًا إلا أن رد فعله لرؤية قداسة الله كان إدراكًا لخطيته وبؤس حالته (إش6: 5). وحتى الملائكة السرافيم في محضر الله؛ أولئك الذين كانوا يترنمون قائلين «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رب الجنود»، غطوا وجوههم وأقدامهم بأربعة من أجنحتهم الستة. إن تغطية الوجه والقدمين - بلا شك - يدل على الاحترام والمهابة الناتجة عن الوجود المباشر في حضرة الله (خر3: 4-5). وقف السرافيم وقد تغطوا، وكأنهم يخفون أنفسهم بقدر الإمكان اعترافًا بعدم استحقاقهم في حضرة الله القدوس، فهو الذي ينسب لملائكته حماقة (أي4: 18). وإذا كان السرافيم الطاهرون المقدسون يُظهرون مهابة وخشوعًا بهذا القدر في محضر يهوه، فأي احترام صادق يجب علينا - نحن الخلائق المُلوَّثة بالخطية - أن نُظهره عندما نأخذ في الاقتراب من الله! إن الاحترام والوقار اللذين يُقدّمهما الملائكة لله يجب أن يوبخانا لجرأتنا عندما نهرع بلا أدنى تفكير أو احترام للدخول إلى محضره - كما نفعل غالبًا - لأننا لا نفهم معنى قداسته.
وكانت رؤيا يوحنا لعرش الله في رؤيا 4 تُشبه رؤيا إشعياء. ومرة أخرى، كانت هناك كائنات حول العرش تهتف بكل مهابة واحترام لذاك القدوس: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلَهُ» (رؤ4: 8). ويُكمِّل يوحنا وصفه لهذه الكائنات التي تقدم لله المجد والإكرام والمهابة، حول عرشه بصورة مستمرة.
ونلاحظ أن رد فعل يوحنا لرؤيته عرش الله يختلف عن إشعياء. فلا يذكر الكتاب خوف يوحنا وإدراكه لحالته الخاطئة، كما فعل إشعياء الذي صرخ معترفًا بنجاسته ونجاسة الشعب الذي يسكن معه، حينما انكشفت حالتهم أمام قداسة حضور الله. وهذا هو الفارق بين التدبيرين: تدبير الناموس الذي يُمثله إشعياء، وتدبير النعمة الذي يُمثله يوحنا. ففي الأول كان حضور الله يُصاحبه اهتزاز أساسات العتب، وامتلاء البيت دخانًا؛ مشهد يجلب الخوف والرعب إلى القلب، لأن الإنسان النجس يقف أمام الله القدوس. وهذا ما حدث على نطاق أوسع في حضور الرب في قداسته على جبل سيناء؛ واسمع ماذا يقول الكتاب لمؤمني زمان النعمة: «لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَلٍ مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، وَهُتَافِ بُوقٍ وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ ... وَكَانَ الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى: أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ!» (عب12: 18-21).
أما في المشهد الثاني، حينما ظهر يوحنا أمام عرش الله في السماء، فمشهد العرش ووصفه لم يختلف كثيرًا عن إشعياء 6، وإن كان أكثر تفصيلاً، وهذا مِن نفس المنطلق أن قداسة الله ومجده، بالنسبة لنا في تدبير النعمة، تُريان بوضوح أكثر مما رآه الشعب قديمًا. ولكن بالإضافة إلى الوصف التفصيلي للجالس على العرش، فمِنَ العَرْش نفسه «يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ. وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ ... وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ» (رؤ4: 5، 6). وكان من المتوقع أن يرتعب يوحنا أكثر من إشعياء، وهو يرى تفاصيل مجد حضور الله وقداسته. ولكننا نجد يوحنا في هدوء تام يصف لنا أدق التفاصيل دون خوف أو وجل، والسبب في ذلك هو أن يوحنا في هذا المشهد يُمثل الكنيسة بعد الاختطاف (رؤ4: 1)، ولذلك نرى المؤمنين وهم في كمال المجد، مُمثلين بأربعة وعشرين شيخًا جالسين أمام عرش الله. فهنا أصبح المقام الذي للمؤمنين مُتفقًا تمامًا مع الحالة التي هم عليها، وتبرهن عمليًا أن «الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، » (عب2: 11)، وأصبحوا من ذات الرتبة «وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هَكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا» (1كو15: 48). وها هو الجالس على العرش يتفرس فيهم وهو في مجد قداسته، فيراهم كاملين وبلا عثرة أو لوم إتمامًا لقول الوحي «وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الاِبْتِهَاجِ، اَلإِلَهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ» (يه24، 25).
أخيرًا نقول إن كلتا الرؤيتين عن الملائكة حول العرش وهم يهتفون «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ»، تُشيران إلى أن الله هو نفس الإله في كلا العهدين. يفكر البعض أحيانًا أن إله العهد القديم هو إله الغضب، وإله العهد الجديد هو إله المحبة. ولكن إشعياء ويوحنا يُقدّمان صورة واحدة لإلهنا القدوس العظيم العجيب «الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ» (يع1: 17)، والذي قال: «لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ» (ملا3: 6)، وأيضًا يقول الكتاب: «يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ.» (عب13: 8). فقداسة الله أبدية كما أنه هو أيضًا أبدي. له كل الإكرام والسجود والتعبد.
 
قديم اليوم, 11:34 AM   رقم المشاركة : ( 180728 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ» ..
هذه العبارة - العميقة جدًا في أبعادها - تتكرر مرتين في الكتاب المقدس؛
مرة في العهد القديم (إش6: 3)،
ومرة في العهد الجديد (رؤ4: 8).
وفي كلتا المرتين ينطق أو يترنم بها كائنات سماوية.
وفي كلتا الحالتين جاء النطق في إطار رؤية ينتقل فيها
رجل إلى أمام عرش الله: أولاً النبي إشعياء، ثم الرسول يوحنا.
 
قديم اليوم, 11:36 AM   رقم المشاركة : ( 180729 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إن قداسة الله هي أصعب صفاته في الشرح، ولا تسعفنا اللغة البشرية في تصوير جلال قداسته.
ولنا عذرنا في هذا! إذ كيف نُطوِّع اللغة المحدودة لتصف مَن هو غير محدود، على نحو دقيق! وهذا يرجع أيضًا جزئيًا لكونها طبيعة فيه، وليست صفة مِن صفاته، فهي مثل المحبة والنور، تتكلَّم عمَن هو في جوهره وفي ذاته.
وهي طبيعة لا يُشاركه فيها الإنسان. نحن مخلوقون على صورة الله، ونتشارك في كثير من صفاته؛ في النوع وليس الكم. فنحن لنا الإطار الخارجي مِن سماته، ولكن بقدر أقل منه بكثير بالطبع مثل: المحبة، الرحمة، الأمانة ... إلخ. ولكن بعض صفات الله لن يُشاركه فيها أبدًا أي من خلائقه، فهو كلي الوجود، وكلي المعرفة، وكلي القدرة، وكلي القداسة.
 
قديم اليوم, 11:36 AM   رقم المشاركة : ( 180730 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,371

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قداسة الله هي التميز والانفصال عن كل الكائنات والأشياء الأخرى. وهذا هو التعريف اللغوي الدقيق للكلمة: قداسة الله، التي تعني أكثر من مجرد كماله أو طهارته أي من الخطية. إنها جوهر تميّزه واختلافه. إن قداسة الله تُجسد سر عظمته، وتجعلنا نُحدق بعجب إليه، إذ نبدأ في فهم القليل مِن سموّه. بالإضافة إلى ذلك فإن القداسة هي تاج صفاته. فنحن نستطيع أن نقول إنه قُدّوس في محبته، قُدّوس في أمانته، قُدّوس في رحمته، قُدّوس في حكمته ... إلخ.
والقداسة لا تعني فقط الانفصال والتميز عن سائر خلائقه، ولكنها تعني أيضا “الكمال المُطلق”، فهو سلبيًا مُنزَّه عن الخطأ، ولا يعرفه. ولكن على الصعيد الإيجابي فكل ما يعمله هو الصواب والصلاح المُطلَق، الذي لا يشوبه أي تشويه، ولا يعتريه أي نقصان.
ولكن نلاحظ أيضًا أن في الإعلان عن قداسة الله - سواء في إشعياء أو في رؤيا يوحنا - كان الإعلان دائمًا مصحوبًا بالإعلان عن المجد:
ففي إشعياء 6: 3 نقرأ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».
وفي رؤيا يوحنا 4: 8-10 نرى أن مشهد العرش كله مُحاط بالمجد «وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ (الخلائق الحيَّة) ... لاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلاً قَائِلَةً: قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي». وبعد أن أُعلنت الخلائق السَّماوية الأربعة، قداسة الله الثلاثية «تُعْطِي الْحَيَوَانَاتُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكْرًا لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (ع9).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024