19 - 05 - 2012, 08:23 PM | رقم المشاركة : ( 171 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ» (عبرانيين2:13). ليست الضيافة واجباً مقدّساً فقط (لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاء) بل إنها تحمل في طياتها الوعد بمفاجآت مجيدة «أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُون». لقد بدأ إبراهيم يوماً إضافياً عادياً آخر، وفجأة ظهر أمامه ثلاثة رجال بينما كان جالساً عند باب خيمته، وقد تصرف بأسلوب مثالي كما هو معروف في الشرق الأوسط، فقد غسل أرجلهم، وهيأ مكاناً بارداً لراحتهم تحت ظل شجرة، وخرج إلى القطيع ليأخذ عجلاً، وطلب من سارة أن تخبز بعض الخبز، ثمّ قدّم لهم وجبة فاخرة. مَن كان هؤلاء الرجال على أية حال؟ إثنان منهم كانا ملاكينِ، بينما الثالث كان ملاك الرَّب. نحن نؤمن بأن ملاك الرّب هو الرَّب يسوع ظاهراً كإنسان (أنظر تكوين13:18 حيث يُدعى الملاك «الرَّب»). إذاً لم يستضف إبراهيم ملائكةً فقط بل الرَّب نفسه في واحدٍ من ظهوراته قبل التجسّد، وربما نحظى بنفس الإمتياز بكل ما فيه من دهشة. كم من العائلات المسيحية تستطيع أن تشهد عن البركات التي نالتها جراء استضافة رجال ونساء أتقياء في بيوتها، أولئك الذين تركوا إنطباعات صالحة على الأولادٍ الذين تابعونهم طوال حياتهم، وقد أوقظت غيرة جديدة للرَّب، وتعزَّت قلوب حزينة، ومشاكل قد تمَّ حلّها. كم نحن مدينون لهؤلاء «الملائكة» الذين كانوا بحضورهم الشخصي بركة للبيت. لكن شرف استضافتنا للرَّب يسوع هو أيضاً إمتيازٌ لا يُضاهى، فكلما نستقبل واحداً من أفراد شعبه بإسمه يكون ذلك تماماً كما لو قبلناه شخصيًّا (متى40:10). فإذا كنا نؤمن بهذا حقاً، فسوف نُنفِق ونُنفَق في خدمة الضيافة الرائعة هذه كما لو لم يحدث من قبل، وسنكون «مُضِيفِينَ بَعْضُناْ بَعْضًا بِلاَ دَمْدَمَة» (بطرس الأولى9:4)، ونعامل كل ضيف تماماً كما لو كنا نعامل المسيح ذاته ويكون بيتنا كبيت مريم ومرثا في بيت عنيا حيث أحبّ الرَّب أن يكون. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:24 PM | رقم المشاركة : ( 172 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا فَيَفْرَحَ بِكَ شَعْبُكَ؟» (مزمور6:85). إن حالة المرتَدّ غالباً ما تكون مثل السرطان لا نعرف أنّنا مصابون به. يمكن أن تزداد فينا البرودة الروحية تدريجياً حتى أننا لا ندرك كم أصبحنا جسديّين في الواقع. قد يستلزم الأمر أحياناً حدوث مأساة أو أزمة أو صوت نبي يصدر من اﷲ لكي يوقظنا لحاجتنا اليائسة، عندها فقط نصحو لنطالب بوعد اﷲ «لأَنِّي أَسْكُبُ مَاءً عَلَى الْعَطْشَانِ وَسُيُولاً عَلَى الْيَابِسَةِ» (إشعياء3:44). إنني بحاجة لإنتعاش بعد أن فقدت حيوية حماسي لكلمة اﷲ، عندما سقَطَت حياة الصلاة عندي في وتيرة مملة (أو أنها سقطت تماماً)، عندما تركتُ محبّتي الأولى. إنني أحتاج للمسة جديدة من اﷲ عندما يكون إهتمامي بالبرامج التلفازية أكثر من إهتمامي بحضور إجتماعات الشركة المحليّة، عندما أكون في الوقت المحدد في العمل بينما أتأخّر عن مواعيد الإجتماعات، عندما أكون منتظماً في وظيفتي لكن أقاطع الإجتماعات. أحتاج لإنعاش عندما أكون مستعداً للعمل لأجل المال ولا أكون مستعداً للعمل لأجل المُخلّص، عندما أُنفِق المزيد من المال على ملذّاتي الخاصة أكثر مما أنفقه على عمل الرَّب. إننا نحتاج لإنتعاش عندما نخفي الحقد والإستياء والشعور بالمرارة، عندما نكون مذنبين بالنميمة والطعن بالناس في غيابهم، عندما لا نكون مستعدّين للإعتراف بأخطاء إقترفناها أو أن نغفر للآخرين كلما اعترفوا بخطأهم نحونا. إننا نحتاج أيضاً إلى إنعاش عندما نتقاتل في البيت كالقطط ثم نظهر في الإجتماع كما لو كان كل شيء حلاوة ونورا، نحن بحاجة إلى إنتعاش عندما نُشاكل العالم في حديثنا وسلوكنا أو في أسلوب حياتنا كلها، وكم يكون إحتياجنا عظيماً عندما نكون مذنبين بخطايا كبرياء سدوم والشبع من الخبز والإزدهار السهل (حزقيال49:16). وحالما نشعر ببرودتنا وعُقمِنا يمكننا أن نطالب بالوعد الذي في سِفر أخبار الأيام الثاني14:7 «فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ إسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ». الإعتراف هو طريق الإنتعاش! أيها الروح القدوس منك يأتي الإنتعاش أرسل إنتعاشاً، وابدأ العمل فيَّ كلمتك تُعلِن بأنك تزود إحتياجاتنا فلأجل البركات أترجَّى بتواضع |
||||
19 - 05 - 2012, 08:24 PM | رقم المشاركة : ( 173 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ» (تسالونيكي الأولى19:5، 20). كما هي العادة نفكِّر بالإطفاء بعلاقته بالنار، نُطفئ النار عندما نسكب عليها الماء، وبعملنا هذا إما أن نُطفأها كلياً أو نُحِدَّ من نطاقها وفعاليتها بشكل كبير. لقد ورد ذِكر النار في الكتاب المقدس كمثال للروح القدس، متَّقداً، مشتعلاً أو متحمِّساً. عندما يكون الناس تحت سيطرة الروح يتوهّجون، يتحمسون ويطفحون فرحاً. لكننا نُطفئ الروح عندما نَكبَح ظهوره في تجمُّعات شعب اﷲ. يقول بولس، «لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ»، فالطريقة التي يربط بها بين إطفاء الروح وإحتقار النبوّات تقودنا للإعتقاد بأن الإطفاء له علاقة في المقام الأول بإجتماعات الكنيسة المحليّة. إننا نطفئ الروح عندما نجعل شخصاً ما يستحي بشهادته للمسيح، سواء في العبادة والصلاة أو في خدمة الكلمة. إن النقد البنّاء أمر لا بد منه، لكن عندما نعيب الشخص بسبب كلمات أو إنتقاء بسيط للتفاصيل، نكون بذلك قد أثبطنا همته أو عثرناه في خدمته العلنية. نحن نطفئ الروح أيضاً عندما تكون لدينا خدمات مبالغٌ بتنظيمها إلى الحد الذي يُقيَّد به الخادم. فلو تمَّت الترتيبات بروح الصلاة وبالإعتماد على الروح القدس لما كان هناك إعتراض من أي شخص، لكن الترتيبات التي تُعمَل على أساس الذكاء البشري هي كأن نترك الروح القدس كمُتفرّج بدل أن ندعه يقود. لقد أعطى اﷲ العديد من المواهب للكنيسة، وهو يستخدم مواهب مختلفة في أوقات مختلفة، فقد يكون عند أخ كلمة وعظ للكنيسة، لكن إن كانت الخدمة العلنيّة تتمحور في شخص آخر، فلا يكون للروح الحرية لطرح الرسالة المطلوبة في الوقت المناسب، وهذه طريقة أخرى لإطفاء الروح. أخيراً، فإننا نطفىء الروح عندما نرفض قيادته لحياتنا، ربّما نُقاد بقوة لنخدم في موضوع معيّن لكنّنا نمتنع لخشيتنا من الناس، نشعر مدفوعين لقيادة صلاة علنيّة لكننّا نظلّ جالسين بسبب خجلنا، نفكر بترنيمة نعتقد أنها مناسبة بشكل خاص، لكن تَنقصنا الشجاعة لنعلنها. النتيجة النهائية هي أن نار الروح تنطفىء، واجتماعاتنا تفقد عفويّتها وقوتها، فيفتقر جسد الكنيسة المحلية. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:25 PM | رقم المشاركة : ( 174 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اﷲِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ» (أفسس30:4). كما أنه من الممكن لنا إطفاء الروح في إجتماعات الكنيسة، كذلك من الممكن أن نحزنه في حياتنا الخاصة. هنالك بعض الرقّة في كلمة «يحزن»، لأنه يمكننا أن نُحزِن فقط شخصاً يحبّنا، أما الأطفال المزعجين في حيّنا فهم لا يُحزنوننا، لكن أولادنا المشاغبين يفعلون. إننا نمتلك مكانةً خاصةً من القُربى والمَعزَّة عند الروح القدس، فهو يُحِّبنا وقد خَتَمنا ليوم الفداء، ولكننا يمكن أن نُحزنه. ما الذي يُحزنه؟ إن أي شكل من أشكال الخطيئة يجلب الحزن إلى قلبه، ولم يكن مصادفة أن بولس هنا يدعوه الروح القدس، فإن أي شيء نجس يملأه بالحزن. فالنصيحة «لا تُحزنِوا» تأتي في خِضمّ سلسلة من الخطايا التي تم تحذيرنا منها، وليس القصد من القائمة أن تكون شاملة بل مُذكِّرة فقط. إنَّ الكذب يُحزن الروح (عدد25)، كالكذب الأبيض أو الكذب الأسود، المبالغة وأنصاف الحقيقة والحقيقة المُظَلَّلة. إن اﷲ لا يقدر أن يكذب وهو لا يمكنه أن يمنح هذا الإمتياز لشعبه. إنَّ الغضب الذي يتحوَّل إلى خطيئة يُحزِن الروح (عدد26)، والمرة الوحيدة التي بُرِّرَ بها الغضب كانت عندما تعلق بكرامة ﷲ، وكل غضب آخر يُعطي الشيطان وطأة قدم (عدد27). إنَّ السرقة مُحزِنة للروح القدس (عدد28) سواء كانت من حافظة نقود الأم أو من وقت أو أدوات أو من لوازم المكتب عند صاحب العمل. إنَّ الكلام القبيح يُحزن الروح القدس (عدد29)، مما يجعل سلسلة من النكات القذرة الموحية تلوكها الألسن. ينبغي أن يكون كلامنا للبُنيان وملائماً ولطيفاً. إنَّ المرارة والغضب والسخط والصياح والتجديف، كلها تُكمِل القائمة الموجودة في الأصحاح الرابع. إن إحدى الخدمات المفضلة للروح القدس هي أن يُشغلنا بالرب يسوع المسيح، لكن عندما نخطئ فعليه أن يتحوَّل عن هذه الخدمة لكي يعيدنا إلى شركة صحيحة مع الرَّب. ولكن حتى ذلك لا يمكن أن نحزنه إلى الحد الذي به يتركنا، فهو لا يتركنا أبداً، لأننا مختومون بواسطته ليوم الفداء، ومع ذلك، لا ينبغي أن يُستَخدَم هذا كذريعة لعدم المبالاة بل ينبغي أن يكون واحداً من أعظم الدوافع للقداسة. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:26 PM | رقم المشاركة : ( 175 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» (رومية18:8). إن آلام الزمن الحاضر لو أُخذت لوحدها لكانت مروِّعة، فأفكِّر في بشاعة آلام الشهداء المسيحيين وأفكِّر في ما تحمّله بعض من شعب اﷲ في معسكرات الإعتقال، ثم ماذا بوسعنا أن نقول بما يتعلق والآلام الفظيعة المرتبطة بالحروب؟ ثم بشاعة بتر الأطراف والشلل الناتج عن الحوادث والآلام التي لا توصف لأجساد البشر التي تُصاب جراء السرطان والأمراض الأخرى؟ وبعد، فالمعاناة الجسدية ليست القصة كلها، فقد يبدو أحياناً أن الألم الجسدي يكون تحمله أسهل من العذاب الذهني، أليس هذا ما قصده سليمان عندما كتب «رُوحُ الإِنْسَانِ تَحْتَملُ مَرَضَهُ أَمَّا الرُّوحُ الْمَكْسُورَةُ فَمَنْ يَحْملُهَا؟» (أمثال14:18)؟ وهناك المعاناة التي تأتي مع عدم الأمانة في العلاقة الزوجيّة أو مع موت عزيز أو خيبة أمل لحُلمٍ قد تحطِّم، وهناك القلب المكسور من الهَجر أو من صديق عزيز يخونك. ونتساءَل في كثير من الأحيان عن مقدرة كيان الإنسان على تحمّل الصدمات والآلام والأحزان الساحقة في الحياة. ولكن عندما يُنظر إليها جنباً إلى جنب مع المجد الآتي، فإنها ليست سوى مُنَغِّصات. قال بولس أنه لا تجدر المقارنة مع المجد الذي سيُستَعلن فينا. فإن كانت الآلام عظيمة بهذا المقدار فكم سيكون المجد أعظم! وإذا نظرنا إلى هذه الآلام بحد ذاتها فهي آلام ساحقة. يقول بولس «لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا». وفي مقطع آخر يتحدّث الرسول بولس مغموراً بإنطلاقة مبهجة في تشبيهٍ روحي عندما قال، «لأَنَّ خِفَّةَ ضيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً» (كورنثوس الثانية17:4). عندما نَزِن الآلام في الميزان فإذا بها لا تتعدى ريشة خفيفة، في حين أن المجد له ثِقل أبدي، وإذا حكمنا عليها بمقياس الزمن تكون الآلام وقتيّة بينما الأمجاد أبدية. عندما نعاين المخلّص عند نهاية الرحلة، ستتلاشى آلام الزمان الحاضر إلى تفاهة. يستحق الأمر كل هذا عندما نرى يسوع. ضيقتنا ستبدو تافههً عندما نرى المسيح. لمحةً نحو وجهِه الحبيب تمحو كل الأحزان، نركض في السباق حتى نرى المسيح. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:27 PM | رقم المشاركة : ( 176 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«…َجعلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرهُ» (نشيد الأنشاد6:1). لقد أرسل إخوة الفتاة شولميت أختهم لتعمل في كرومهم، بقيت مشغولة جداً تعتني بالكروم لدرجة أنها أهملت كرمها، أي مظهرها الشخصي، فأصبحت بشرتها داكنة وجافة، ولا ريب في أن شعرها قد غدا أشعثا. هناك دائماً خطرٌ كامنٌ في إهمالنا لكرمنا عندما ننشغل بإفراط في كرم شخص آخر. وهناك خطر، على سبيل المثال، أن يصبح الشخص منهمكاً جداً بالكرازة للعالم بينما أسرته هالكة. فإذا أنعم اﷲ علينا بأولاد فهؤلاء الأولاد هم حقل التبشير الأول. وعندما نقف أمام الرّب، فسيكون أعظم الفرح عندما نتمكن من القول: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اﷲُ» (عبرانيين13:2)، وكل التقدير الذي يمنحنا إياه الجمهور لا يمكنه أن يُعوضنا عن هلاك إبن أو إبنة لنا. وكما يبدو من الكتاب فإن المسؤولية تبدأ في البيت، فبعد أن أخرَج المسيح الشياطين من الرجل المجنون أوصاه قائلاً: «إذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ» (مرقس19:5). غالباً ما يبدو أن المكان الأكثر صعوبة للكرازة هو بيتنا الخاص. ومرة أخرى، عندما أرسل الرّب تلاميذه قال: «تَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ» (أعمال8:1). إبدأوا في أورشليم (في بيتكم). كان أندرو مصمماً ألاّ يهمل كرمه، فنقرأ عنه «هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا، الَّذِي تَفْسِيرهُ، الْمَسِيحُ» (يوحنا41:1). هناك، وبلا شك، حالات يكون المؤمن فيها أميناً في السعي ليربح أحبّاءه للرَّب يسوع، ولكنهم يصّرون على عدم إيمانهم. لا يمكننا ضمان الخلاص الأبدي لأقربائنا وأصدقائنا، لكن ما ينبغي أن نتَنبَّه إليه هو إمكانية الإنشعال الشديد في الخدمة للآخرين لدرجة إهمالنا لأهلنا. إن كَرْمنا والحالة هذه يجب أن يكون له الأولوية. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:28 PM | رقم المشاركة : ( 177 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ» (رومية3:10). لا يمكن حقاًّ لأي شخص في أي وقت، أن يدعو بإِسم الرَّب دون أن يخلُص. إن هذا الدعاء الجدي اليائس لن يذهب دون إستجابة، وعندما نقترب من نهاية مواردنا الذاتية ونتخلّى عن كل أمل في إنقاذ أنفسنا ولا نجد ملاذاً غير النظر إلى فوق وعندما نطلق في تلك اللحظة نداء إستغاثة إلى الرَّب، فسوف يسمعنا ويُجيب. صمّم شابٌ من السيخ إسمه صادهو سندر سينج، على الإنتحار إذا لم يكن بوسعه إيجاد السلام في قلبه، فصلّى قائلاً: «يا اﷲ، إذا كان يوجد اﷲ، أظهِر لي ذاتك هذه الليلة»، فإن لم يحصل ذلك خلال سبع ساعات، فإنه كان سيضع رأسه على سكة الحديد عندما يأتي القطار التالي المسرع إلى لاهور. في الساعات الأولى من الصباح التالي تراءى له يسوع في حلم داخلاً إلى غرفته وقائلاً بالهندوسية، «كنت تصلي لكي تجد الطريق الصحيح، فلماذا لا تسلكه؟ أنا هو الطريق». هروَل إلى غرفة والده وقال: «أنا مسيحي، ولن أستطيع أن أخدم أحداً غير يسوع، حياتي مُلك له حتى يوم مماتي». أنا لا أعرف أي شخص كان قد دعا باِسم الرَّب بكل جدية دون أن يُستجاب لدعواه. بالطبع، هناك من يصلّون للرَّب عندما يكونون في مأزق، أولئك الذين يَعِدون بأن يحيوا لأجله إذا أنقذهم، والذين عندئذ ينسون بسرعة ما وعدوا به عندما يرتفع عنهم الضغط، ولكن ﷲ يعلم ما في قلوبهم ويعرف أنها خدعة وأنهم إنتهازيون لم يقوموا قط بإلتزام حقيقي. لكن تبقى الحقيقة، وهي أن ﷲ سيُظهر نفسه دائماً للشخص الذي يبحث عنه بيأس. في البلدان التي لا يتوفر فيها الكتاب المقدس، قد يُظهر ذاته في حلم، أما في بلاد أخرى فقد يكون ذلك من خلال فقرة كتابية أو شهادة شخصية أو عن طريق مطبوعات مسيحية أو من خلال تراكم الظروف بطريقة مُعجزية. وهكذا يحق القول بإحساس صادق أن «الذي يطلب اﷲ قد وجده فعلاً»، إنه أمر مؤكّد جداً. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:29 PM | رقم المشاركة : ( 178 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ» (يوحنا17:13). ينبغي على الذين يعلِّمون ويعظون بالإيمان المسيحي أن يمارسوا ما يعظون به. عليهم أن يقدّموا للعالم مثالاً حياً عن الحق لأن مشيئة اﷲ أن الكلمة يجب أن تصير جسداً في حياة شعبه. يتأثّر العالم بالأعمال أكثر من تأثّره بالكلام. فقد كتب إدجار جيست، «أُفضّل أن أرى موعظة من أن أسمع واحدة في يوم ما». أو كما يقال أحياناً، «حياتك صارخة إلاّ أنني لا أستطيع أن أسمع ما تقول». قيل عن أحد المبشّرين أنه عندما كان يعظ كان الناس يتمنّون أن لا يغادر المنبر، لكن عندما كان بعيداً عن المنبر تمنّوا لو لا يعتليه ثانية. قال أيرونسايد، «لا شيء يقفل الشفاه كما الحياة». وفي نفس الموضوع كتب هنري دراموند، «الإنسان رسالة»، وأضاف كارلايل شهادته الشخصية بقوله: «الحياة المقدسة أفضل وسيلة للشهادة عن ﷲ في عالم الواقع. تحمل الكلمات ثِقلاً عندما تكون مدعومة من حياة الشخص» بينما قال ستانلي جونز، «يصير الكلمة جسداً فينا قبل أن يصير قوة من خلالنا» وعبّر عن هذا أيضاً أوزوالد تشامبرز، «اذا أنا وعظتُ بالأمر الصحيح ولم أَحْيَه فأكون كمَن لا يُخبر بالحقيقة عن ﷲ». نعلم أن الرَّب يسوع المسيح هو الكامل فقط في عمل ما يعظ به. لم يوجد أي تناقض بين رسالته وبين حياته. عندما سأله اليهود، «من أنت؟» أجابهم قائلاً، «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ» (يوحنا25:8). كانت سيرته مطابِقة لكلامه. كان أخوان يحملان شهادة الدكتوراة، أحدهما واعظاً والآخر طبيباً. جاءت إمرأة يوماً إلى الواعظ تعاني من مشكلة، لكنها لم تَعلم أي منهما يسكن ذاك البيت. عندما فتح أحدهما الباب، سألته المرأة، «هل أنت الدكتور الذي يعظ أم الذي يمارس الطب؟» تأثّر الواعظ بهذا السؤال وتجدّدت في نفسه ضرورة أن يحيا مثالاً لما يُعلِّمه. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:29 PM | رقم المشاركة : ( 179 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً» (فيلبي12:3). لقد رأينا في قراءة الأمس أن سلوكنا يجب أن يتوافق مع إيماننا، ولكن من أجل تحقيق التوازن في الموضوع يجب إضافة مُلحقين: أوّلاً، علينا أن نعترف أنه لا يمكننا أن نعيش الحقّ بشكل تام وكامل طالما نحن في هذا العالم، وحتى بعد أن نكون قد بذلنا جهدنا، لا يزال يتعيّن علينا أن نعترف بأننا عبيد بطَّالون، ولكن يجب علينا ألا نستغل هذه الحقيقة لتبرير فشلنا أو حتى ضعفنا. إن واجبنا هو محاولة سدّ الفجوة بين شفاهنا وحياتنا. والإعتبار الثاني هو هذا: إنَّ الرسالة دائماً أعظم من الرسول بِغضّ النظر عمن يكون هو. لقد كتب أندرو موري «نحن، خدّام الرَّب، سوف نعظ عاجلاً أم آجلاً بكلمات لا نكون أنفسنا قادرين على تتميمها»، وبعد خمسة وثلاثين عاماً كتبَ كِتاب (أُثبُتوا في المسيح) قال فيه: «أودُّ أن تفهموا بأن الخادم أو المؤلّف المسيحي غالباً ما يُقاد لقول أكثر مما يختبره شخصياً، وأنا لم أختبر (عندما كتبت أثبتوا في المسيح) كلّ ما كتبت، ولا أستطيع القول بأنني اختبرته كله بعد». إن حقَّ ﷲ فائقٌ وسام، إنّه عُلُوي حتى أنه، وكما كتب جاي كنج: «يُسبّب الخوف عند الشخص لئلا يُفسده إذا مسَّه»، لكن هل يصح ألاّ نعلنه لأننا ببساطة لا نصل إلى أسمى ذروته؟ على العكس، سوف نُعلنه حتى لو كُنا بعملنا ذلك نُدين أنفسنا، ومهما فشلنا في إختباره بأنفسنا، سنجعله مَطمح قلوبنا. مرة أخرى نؤكد على أن هذه الإعتبارات ينبغي أن لا تُستخدم لتبرير السلوك الذي لا يليق بالمخلّص، على أنها ينبغي أن تحفظنا من إدانة لا مبرّر لها لرَجُل ﷲ الحقيقي بمجرَّد أن رسالته تسمو أحياناً إلى مستويات هو نفسه لم يصل إليها، وينبغي أيضاً ألاّ تمنعنا من إعلاء مشورة اﷲ الكاملة حتى لو كنا أنفسنا لم نختبرها إختباراً كاملاً. إن اﷲ يعرف ما في قلوبنا، ويعرف أيضاً إن كنَّا نمارس النفاق أو كنَّا متحمّسين عاطفياً. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:30 PM | رقم المشاركة : ( 180 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلَّهِ» (أخبار الأيام الثاني15:20). إذا كان الإنسان جندياً للصليب يمكنه توقُّع التعرُّض للهجوم إن عاجلاً أو آجلا، وكلَّما أعلَن حق ﷲ بشجاعة أكثر وكلَّما جَسَّد الحق بدقّة في حياته، كلما تعرّض أكثر للإعتداء. لقد قال بيوريتاني كبير السن، «الشخص الذي يقف إلى جانب القائد يكون هدفاً محتوماً للرُماة». سوف يُتَّهَم بأخطاء لم يرتكبها، سيُهاجم بالنميمة والإفتراء عليه غيابياً، سيكون منبوذاً ويُسخَر منه. هذه المعاملة ستأتي من أهل العالم، ومن الأسف أنها قد تأتي أحياناً من الأخوة المؤمنين. ففي مثل هذه الأوقات، من المهم أن نتذكّر أن المعركة ليست لنا بل لِلّه، وينبغي لنا أن نطالب بالوعد من سفر الخروج14:14 «الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأنْتُمْ تَصْمُتُونَ»، وما يعنيه هذا هو أننا يجب أن لا ندافع عن أنفسنا أو نشنَّ هجوماً معاكساً. إن الرَّب سيدافع عنا في الوقت المناسب. لقد كتب ف.ب. ماير، «كم من أشياء تضيع بسبب كلمة! كن هادئاً، إبقَ صامتاً، إذا ضربوك على الخدّ الأيمن فحوّل لهم الآخر أيضاً، لا تردَّ، لا تهتم لسمعتك أو لشخصك لأنهما بين يديه وأنت تفسدهما بمحاولتك الدفاع عنهما». برزَ يوسف كمثال لمن لم يحاول تبرئة نفسه عندما اتُّهم زوراً فسلّم أمره للّه، واﷲ قد برَّأ أسمه ورفَّعه إلى شرف عظيم. شهد خادمٌ للمسيح كبير السِّن بأنه قد أُسيء إليه مرّات عديدة على مرّ السنين، لكنه صلّى بكلمات أغسطين، «يا رب أنقذني من الرغبة لتبرئة نفسي»، وأضاف أن الرّب لم يفشل أبداً بأن يبرره ويكشف متهميه. إن الرَّب يسوع، بالطبع، هو المثال الأسمى «وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ» (بطرس الأولى23:2). هذه إذن، هي رسالة اليوم. إننا لسنا ملزمين بالدفاع عن أنفسنا عندما نُتهَّم زوراً، فالمعركة للرَّب وهو الذي يقاتل عنّا، وعلينا نحن أن نحافظ على صمتنا. |
||||
|