04 - 08 - 2016, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 171 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
عندما تمنت العروس مثل موسى، أن يُظهر لها وجه الله (خر33: 13-22) اختفي منها ذاك الذي أرادت أن تراه. فتقول “حبيبي تحول وعبر“، فعل هذا ليس ليرفض رغبة نفسها وإنما لكي يجذبها نحوه. أنها لبركة عظيمة أن تخرج لتلقى حبيبها حسب كلمته. “معونتى من عند الرب صانع السماوات والأرض. لايدع رجلك تزل. لاينعس حافظك” مز 2:212-3. يحرس الله ذهاب وإياب هؤلاء المستحقين، ويصبح خروجنا من حالتنا الراهنة هو دخولنا إلى الخير الذي لاينطق به. وتخرج النفس التي تتبع كلمة الله الذي يقول: “أنا هو الباب، إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى” يوحنا 10: 9. لم تتوقف أبدًا العروس عن الدخول والخروج وكانت تهدأ فقط بالتقدم نحو الذي يرشدها إلى الأمام وتسمو فكرتها عنه كلما عرفت عنه المزيد. عبر وجه الله عن موسى بطريقة مشابهة، لذلك كانت نفس من أعطى الشريعة تتقدم في معرفة الله كلما تبعته سائرةً وراءه أثناء ارشاده. من لا يعرف خطوات التقدم التي خطاها موسى أثناء خدمته؟ ارتفع موسى باِستمرار إلى السمو، ولم يبق جامدًا أثناء نموه. كانت خطوة موسى الأولى صحيحة عندما وضع عار المسيح أفضل من مملكة مصر، وفضَّل أن يشارك آلام ومعاناة شعب الله بدلاً من الأستمتاعبلذَّه الخطية المؤقت. |
||||
04 - 08 - 2016, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 172 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
زاد غضب موسى عندما حارب المصريون اليهود، فقتل أحد الغرباء، وكافح من أجل الإسرائيليين. يمكن أن نفهم بحق خطوات النمو هذه إذا اِعتبرنا هذه الأمثلة رمزية. نضج موسى أثناء حياته الهادئة أثناء الصحراء، وامتلأ نورًا بما رآه في نار العليقة: ثم خلع حذاءه المصنوع من جلد حيوان ميت، والتهمت عصاه ثعابين المصريين، وخلص شعبه من الفرعون المستبد، واقتاده عمود السحاب، وشق البحر، واغرق جيش المستبد، وحوّل الماء المُرعذبًا، وضرب الصخرة ففاض منها الماء، وكان مُزودًا بغذاء ملائكي، وسمع الأبواق، وصعد موسى الجبل المشتعل، ولمس قمته، ودخل في السحاب وتحرك إلى وسط السحاب حيث كان الله، وتسلم الوصايا، وأصبح يلمع كالشمس يصعب الاقتراب منه . |
||||
04 - 08 - 2016, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 173 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
حقًا من يستطيع أن يحصر كل خطوات موسى التي ارتفع بها إلى أعلا أو يُحصى عواطفه الدينية؟! كان يرغب باِستمرار في الارتفاع بالرغم من عظمة وسمو مكانتة في الفضيلة وتجاربه العديدة في لقاءاته مع الله. توسل إلى الله أن يراه وجها لوجه، ولو أن الكتاب يذكر أن الله سمح لموسى أن يكلمة وجها لوجه. لم يكتف موسى بالعلاقة الحميمة والكلام مع الله كصديق، لم فإنه يتوقف عن طلب المزيد: “إذا كنت قد وجدت نعمة أمامك، أرنى وجهك بوضوح”. والذي وعد أن يمنح الطلب، أجاب: “فقال الرب لموسى هذا الأمر أيضًا الذي تكلمت عنه أفعله، لأنك وجدت نعمة في عينى وعرفتك باسمك” خروج17:33. اجتاز الرب بالقرب من موسى على المكان المقدس في الصخرة ورفع يده ولكن موسى رأي فقط خلف الله بصعوبة بعدما اجتاز. يتضح لنا من ذلك أن الشخص الذي يرغب في رؤية الله يتمكن نت التأمل فيه بأن يتبعه باِستمرار فالتأمل بعمق في وجه الله يؤدي إلى رحلة لاتنتهي بالسير وراء الكلمة. وعندما تقوم النفس من الموت وتمتلئ بالمرّ تضع يدها على قفل الباب بواسطة العمل الصالح وبالرجاء للواحد المرغوب أن يدخل. ثم يمر العريس وتخرج العروس، فهي لاتبقى في نفس المكان الذي كانت فيه ولكنها تلمس كلمة الله الذي يقودها إلى الأمام. |
||||
04 - 08 - 2016, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 174 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
لنخرج من طبيعتنا فنتعرف عليه تؤكد الكلمات التي تلى ذلك ما فهمناه من الفقرة السابقة: لا يمكننا أن نفهم عظمة طبيعة الله ولكن يلزم أن نمر بكل التخيّلات. “خرجت” النفس عن طبيعتها حتى لا تمنع ما لها من عادات معرفة الحقيقة الغير منظورة، وأيضًا لا تتوقف في البحث عن الذي لا تجده، ولا تتوقف عن القول أن الطبيعة الإلهية لا يمكن التعبير عنها. تقول العروس: “طلبته فما وجدته” [5: 6]. كيف يمكن أن نجد العريس بينما لا يكشف أي شيء عن نفسه؟ ليس له لون، هيئة، نوعية، كمية، مكان، مظهر، شاهد، أو شبيه بل أي شيء يكشفه يعلو على حدود فهمنا ويختفي من بحثنا. لذلك تقول العروس: “بحثت عنه بقدرات نفسي على التخيل والفهم، ولكنه يعلو عليها جميعًا ويبتعد عن تفكيرى عندما يقترب منه”. كيف نُعّرف ذاك الذي يعلو دائمًا على أي شيء له اسم؟ لهذا السبب تفهم العروس المعنى المُراد من كل اسم كعلاقة للخير الغير مُدرك. إن معنى كل كلمة لا يؤدي كل الغرض المقصود، بل يوضح شيئًا أقل من الحق. لذلك تقول العروس: لقد ناديت بأقصى قدرتي، بهذه الأسماء التي تُشير إلى النعمة المتناهية في العظمة والتي لا يمكن التعبير عنها، وذلك لأن العريس أظهر نفسه أعظم من أي اسم. ومثال ذلك عندما كان داود ينادى الله أحيانا بعدد كبير من الأسماء وأشار إلى أنها أقل كثيرًا من مستوى الحق: “أما أنت يارب فإله رحيم ورءوف طويل الروح كثير الرحمة والحق، صخرتىوحصنىومنقذى، به أحتمى ترسى وقرن خلاصي وملجأي” مز 86: 15، 18: 2-3. ثم يعترف داود أن اسم الله لايُعرف في كل الأرض وبالرغم من ذلك يُنظر إليه بتعجب وتبجيل “إيها الرب ربنا ما أمجد اسمك في كل الأرض” مز 8: 1. |
||||
04 - 08 - 2016, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 175 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
تكلم الله أيضًا إلى منوح الذي تنبأ عن ابنه. وعندما سأل عن اسم الله، أجاب منسى وقال أنه أعجب وأعظم من أن تحتويه الأذن البشرية (قضاه18:13). لذلك تنادى النفس الكلمة باقصى قدرتها، لكنها لاتقدر أن تعمل كما ترغب، لأن النفس تشتاق أكثر من قدرتها. لا ترغب النفس في ما هو غير قادرة على اِستقباله، مثل الله نفسه، ولكن اختيارها يتمشى مع رغبتها في. ولما كان ذاك الذي نُودى عليه الله غير ممكن الحصول عليه، فلذلك تقول العروس: “طلبته فما وجدته دعوته فما أجابنى“. تكلمت العروس وكأنها تُشير إلى ضيقتها، ولكن يظهر لي أنه يلزم فحص كلماتها التي تحوى صعودها إلى مستوى أكثر ارتفاعًا. “وجدني الحرس الطائف في المدينة، ضربونىجرحونى، حفظة الأسوار رفعوا إزارى عنى“7:5. تظهر هذه كأنها كلمات الألم وليس الفرح، وبالأخص عندما تقول “جرحونى حفظة الأسوار، رفعوا إزارى (برقعى) عنى“. وإذا فحصنا مع أني هذه الكلمات بدقة، يظهر أن العروس تفخر بمن تجده أعظم جمالاً. لذلك يمكن توضيح كلامها كالآتي: يشهد النشيد أن العروس قد تطهرت من كل ثوب عندما قالت: “قد خلعت ثوبى فكيف ألبسه قد غسلت رجلىّ فكيف أوسخهما؟!“3:5. والآن يقول النشيد أن برقعها رفُع عنها. وبرقع العروس هو غطاء للرأس والوجه كما في قصة رفقة (تك 65:24). كيف يكون للعروس التي خلعت ثوبها، حجابًا ينزعه عنها حفظة الأسوار؟ ألا يتضح من هذه الكلمات أن العروس قد تقدمت إلى مستوى أعلى؟ فبعد أن خلعت جلدها القديم وكل غطاء أصبحت أنقي من المرحلة السابقة. لايفهم أن العروس قد أزالت ما تغطى به جسمها، لأنه حتى بعد ما خلعت ثوبها وبرقعها وجدت أنها لا بد أن تنزع شيئًا آخر. |
||||
04 - 08 - 2016, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 176 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
لذلك يوضح الارتفاع إلى الله أنه يوجد دائمًا شيئًا غيرمناسب في العروس. وبالمقارنة بنقاء العروس في المرحلة الحاضرة فإن هذا الجلد المنزوع يصبح ثوبًا لابد أن يُخلع بواسطة من يجدون العروس وهم الحّراس الذين يجوبون المدينة (أي روح المدينة). فهؤلاء الذين يحرسون الأسوار نزعوا برقع العروس بعد أن ضربوها وجرحوها. توجد فائدة لنزع برقع العروس: فعيونها أصبحت حرة بلا نقاب وتتمكن من النظر بدقة لترى محبوبها. ويشير نزع برقع بلاشك إلى عمل الروح القدس حسب كلام الرسول: “ولكن عندما يرجع إلى الرب يُرفع البرقع. وأما الرب فهو الروح وحيث روح الرب هناك حرّية” (2 كو 16:3، 17). لا يشك أي شخص قد اعتاد على التفكير المنطقي، في أنّ ما يُنتج الخير لابد أن يكون هو نفسه خيرًا: فإذا كان نزع البرقع عملاً خيّرا، كذلك يكون الضرب وما نتج عنه من جروح عملاً خيّرًا. ولكن يتضح من المعنى الظاهرى للنص أن الحادثة مؤلمة. لذلك فمن المفيد أن نبحث عن فائدة هذه الكلمات في الكتاب المقدس، أي، إذا كان لها هدف طيب. |
||||
04 - 08 - 2016, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 177 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
ضربات شافية كيف تنقذ الحكمة نفس الشاب من الموت؟ بماذا تنصحه الحكمة أن يعمل حتى لا يموت؟ دعونا نفحص كلام العروس، “إن ضربته بعصا لا يموت” أمثال 13:23. لأنك أن ضربته بعصا فإنك تنقذ نفسه من الموت. يقول النص في النشيد “ضربونى”، ويشير ذلك إلى البقاء حيًا في ضوء: “إن ضربته بعصا لايموت” ما لم يُضرب الشاب بعصا فإن نفسه لا تنجو من الموت. ويقول النبي إن الله يُحقق نفس النتائج عندما يُحيى بالقتل ويشفي بالضرب: “أنا أميت وأُحيى. سحقت و أني أشفي وليس من يدى مُخلص” تثنية39:32. ولذلك قال داود العظيم إن هذه العصا لاتسبب جروح بل راحة. “عصاك وعكازك هما يعزياننى” مز 4:23. بهذه الأعمال تُجهز المائدة المقدسة بكل التفاصيل الأخرى التي يذكرها (مز 23:5) زيت على الرأس وكأس خمر غير مخلوط الذي من يشربه يكون مُنتشيًا وواعيا في نفس الوقت، والرحمة التي تتبعه وحياة طويلة في بيت الرب. فإذا حَوَت هذه الضربة الطيبة هذه العناصر التي تكلم عنها النبي والأمثال فإنه من المفيد أن نضرب بهذه العصا التي ينتج عنها الوفير من الخير العميم. |
||||
04 - 08 - 2016, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 178 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
من هم الحراس؟ دعونا الآن نراجع بعض الفقرات السابقة في النص التي لم نتكلم عنها مَرّ الكلمة على عروسه، ولكنها لم تعرف حبيبها. أنه لم يمر عليها ومكن يجرى إلى الأمام ويهجر عروسه، ولكنه أراد أن يجذبها لنفسه. وقالت العروس: “نفسي خرجت على كلمته“. أي أن نفسها خرجت من المكان الذي كانت فيه حيث وجدها حراس المدينة: “وجدني الحرس الطائف في المدينة، ضربوني جرحوني، حفظة الأسوار دفعوا برقعي عنى“. إذا لاقت العروس أية آلام خاصة للاجحيم أو بلص لكانت هذه خبرة مريرة لها (“السارق لا يأتي إلاّ ليسرق ويذبح ويهلك” يوحنا10:10 ولكن أن يجدها حراس المدينة فهذه في الحقيقة نعمة، لأن ما يجدونه لا يمكن أن يسرقه اللصوص. من هم هؤلاء الحراس؟ إنهم ليسوا إلاّ حراس إسرائيل (مز 4:121)، هؤلاء هم حراسنا على اليمين، وهم الذين نعتقد إنهم يحفظون نفوسنا من الشر ويحرسون دخولنا وخروجنا. الله هو حارس المدينة ويقول عنه المز: “إن لم يحفظ الرب المدينة فباطلاً يسهر الحارس” مز 1:127. هؤلاء الذين يشير إليهم النص كحراس للمدينة هم “الأرواح الخادمة المرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص” (عب 14:1). |
||||
04 - 08 - 2016, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 179 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
يقول النص إن النفس هي مسكن الله. هنا يجد الله النفس الضالة كما يعثر الراعي الصالح على الخروف الضائع، فتتحرك جموع الملائكة لتحتفل بهذه المناسبة كما يقول السيد المسيح. ويشبه ذلك الدرهم الضائع الذي وجد بعد أن أوقدت صاحبته سراجًا، ففرح الأصدقاء والجيران (لو9:15). وأيضًا وُجد خادم الله داود كما قال المز: “وجدت داود عبدي، بدهن قدسي مسحته” مز 20:89. فأصبح داود ملكا لمن وجده كما يتضح من الآتي: “الذي تثبت يدي معه. أيضًا ذراعي تشدده. لا يرغمه عدو وابن الإثم لا يذله. وأسحق أعداءه أمام وجهه وأضرب مبغضيه” (مز 21:89-23). توجد عناصر أخرى تُضمن في هذه الفقرة من التمجيد. |
||||
04 - 08 - 2016, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 180 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
ضربات الروح الشافية لذلك، فإنه من الخير أن تجد الملائكة التي تجوب المدينة النفس. يشرح داود هذا بقوله: “ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم” (مز 7:34). تفتخر العروس عندما تقول: “ضربني الحراس” إذ تشيد بتقدمها إلى الأمام وإلى أعلى. وإذا قالت هذا عندما جُرحت، فيعني أن العصا المقدسة قد اخترقتها إلى الأعماق. لم تستقبل العروس العصا الروحية على سطح جسمها مكان الضرب ولكنها سببت جرحًا تفتخر به العروس. ومن هذه النتيجة تتضح أهمية النص. إن العصا المقدسة أو الروح القدس هو المؤدب المُعزى الذي تؤدى ضرباته إلى التئام الجروح وثماره تتكون من الخير الذي يسجله بولس المثابر القوى ومعلم الحياة الفضلى. وظهرت على بولس آثار الضربات والجروح، ولكنه فرح بهذه الجروح قائلاً: “لأني حامل في جسدي سمات الرب يسوع” غلاطية17:6. وأظهر بولس ضعفًا من شوكة في الجسد بواسطة الشيطان، فتضرع إلى الرب لكي يفارقه، فقال له “تكفيك نعمت لأن قوتى في الضعف تكمل”. ففرح بولس بالضعف لكي تحل عليه قوّة المسيح (2 كو 9:12). توضح هذه الكلمات الجرح الجميل الذي نزع برقع العروس وهكذا كشف جمال النفس الذي كان يخفيه الغطاء. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مهاجمة سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
المسيح في سفر نشيد الأنشاد |
نشيد الأنشاد |