![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() 344 - يهاجمنا الشرير ويزعجنا ، يرسل سهامه علينا ويوجه طعناته الينا ونحن نعلم ذلك ونتوقعه فقد اعلن لنا ذلك الهنا وانذرنا وحذرنا ، قال : " لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ." ( يوحنا 15 : 19 ) . ويقول الرسول يوحنا : " لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ." ( 1 يوحنا 3 : 13 ) . ويقول بطرس الرسول : " إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." ( 1 بطرس 5 : 8 ) . اعداء ٌ في كل مكان وكل زمان ، اعداء حولنا من كل اتجاه يستعدون للانقضاض ، لكن لا تخف الله معك ، الله حولك يحيط بك ويحميك ويحفظك . كما ان الجو والهواء يحيطان بك وأي سهم ٍ طائر طائش لا بد ان يخترقهما هكذا الله يحيط بك من كل جانب وأي شر موجه اليك سيمر به وقبل ان يصل اليك تتلقفه يده وتمنعه عنك وتحميك منه ويحول الله الشر خيرا ً لك ويبدل الله الخطر حماية ً وعونا ً ويخرج من الآكل أكلا ً ويجعل لك الجافي حلاوة ( قضاة 14 : 14 ) . فكن شاكرا ً له دائما ً . يقول بولس الرسول : " شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ " ( افسس 5 : 20 ) . نشكر وقت الخطر ووقت الأمان ، نشكر وقت الفشل ووقت النجاح ووسط الظلمة ووسط النور ، نشكر في اعماق الهاوية وفي اعلى القمة . كاتب الالحان الموسيقية يملأ صفحته بنقاط ٍ سوداء متفرقة غير مرتبة ثم يرسم خطوطا ً بين النقط السوداء ويضيف اشارات ٍ ويخرج لحن أغنية ٍ . كم من نقاط سوداء يسمح الله أن تمر في حياتك ، نقاط متفرقة غير مرتبة الا ان الله سرعان ما يمد يده ويرسم الخطوط والاشارات ، ليجعل حياتك نغما ً رائعا ً . لا تحزن لوجود بقع سوداء على صفحة حياتك ، لا تفزع ، اشكره ، انتظر في رجاء وايمان فاصابع لله ستضيف او تمحو ليخرج لحنا ً موسيقيا ً . اصابع البيانو بعضها اسود وبعضها أبيض متجاورة متلاصقة وتمتد يد العازف الحكيم الحاذق فتلمسها بترتيب معين لتعزف لحنا ً خالدا ً . اشكر على الاصابع السوداء كما تشكر على الاصابع البيضاء ، كلها منه ،ولكي يخرج اللحن جميلا ً يجب ان تتجاور وتتلاصق وتتتابع وتتلاحق . العذوبة في حياتك تجاور المرارة ، اشكر للعذوبة وللمرارة . النجاح والفرج في حياتك يرافق الفشل والضيق ، اشكر لأجلها جميعا ً . اشكر في كل حين على كل شيء في اسم المسيح .
|
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 345 - ارسل الله موسى عبده الى مصر َ ليحرر شعبه من العبودية ، ولاقى موسى المتاعب من فرعون وهو يعاند ويقاوم إرادة الله ، واستخدم الله قوته وارسل ضرباته المتلاحقة ليحقق مشيئته ، حوّل ماء النهر دما ً وملأ البيوت بالضفادع وجعل تراب الأرض بعوضا ً وملأ جو البلاد بالذباب وضرب المواشي بالوباء فماتت والناس بالبثور ، وتتابعت ضرباته بالبرد فأمات النبات والحيوان وأرسل الجراد يأكل كل عشب الأرض ، ثم أتى بظلام ٍ غلف كل الأرض ، وآخر ضرباته كانت قتل كل بكر ٍ في مصر . ورأى الشعب ذلك كله ولمسوا يد الله القوية وقدرته الخارقة وخرجوا الى البرية وساروا حسب أمر الله وقبلوا الظروف المريحة السهلة ورفضوا الظروف الصعبة . كانوا يصرخون في وجه موسى ويجدفون على الله . آمنوا بالله واطاعوه في اليسر وجحدوا به ورفضوه في أوقات العسر . كثيرون منا يعيشون حياة متقلبة حسب تقلبات الظروف وتغيراتها ، يرتفعون وقت الراحة ويهبطون وقت التعب . يؤمنون بالله في الرخاء ويصلّون ويسبحون ويقتربون منه بينما يرفضون الله في العناء ويحوّلون وجوههم وقلوبهم عنه . ايمانهم مرتبط بالظروف ، تابع للاحداث ، ناتج عن المواقف . هؤلاء يقولون : أرنا قوتك وقدرتك ، هات خيراتك وبركاتك فنؤمن بك . بينما الله يقول : آمنوا بي ترون قوتي وقدرتي وتحصلون على خيراتي وبركاتي . الايمان الحقيقي الفعلي يستمر وقت الجفاف كما هو وقت الامطار . حين عاش الشعب في البرية وايمانهم بالله يتذبذب حسب ظروف البرية ، عانوا وقاسوا ، تذمروا وصرخوا ، ضلوا وتاهوا في الصحراء اربعين عاما ً . يقول داود النبي عنهم : " فَآمَنُوا بِكَلاَمِهِ. غَنَّوْا بِتَسْبِيحِهِ. " لكنهم :" أَسْرَعُوا فَنَسُوا أَعْمَالَهُ. لَمْ يَنْتَظِرُوا مَشُورَتَهُ. بَلِ اشْتَهَوْا شَهْوَةً فِي الْبَرِّيَّةِ ، وَجَرَّبُوا اللهَ فِي الْقَفْرِ. فَأَعْطَاهُمْ سُؤْلَهُمْ ، وَأَرْسَلَ هُزَالاً فِي أَنْفُسِهِمْ. " ( مزمور 106 : 12- 15) هزالا ً مثل ايمانهم الهزيل .
أتكيف الظروف ايمانك حسب سهولتها أوصعوبتها ؟ احذر ... أتشكل المواقف ايمانك تلونه حسب الوانها المتعددة ؟ تنبه ... الله لا يُشمَخ عليه ، الله لا ينتظر ان تقبله يوما ً وترفضه يوما ً آخر . الله لا يرضى بالعرجة بين الفرقتين ( 1 ملوك 18 : 21 ) بعلاقة ٍ تحكمها الظروف . الايمان به يعتمد عليه هو لا على الظروف والاحداث والمواقف . الايمان به لنفسه ، لذاته ، لشخصه لا لأعماله وأفعاله معك . حين يمد يده بالخير هو الله وحين يحجب الخير عنك هو أيضا ً الله . الايمان هو ان نصدّق ما لا نرى ومكافأته هو أن نرى ما آمنا به . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 346 - هل اعطيت ؟ ماذا اعطيت ؟ وماذا ستعطي ؟ قال يسوع " أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ " ( لوقا 6 : 38 ) . للعطاء طعم ٌ خاص تشعر به عندما تُعطي لمن هو محتاج . جرب واختبر بركة العطاء " لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ." ( 2 كورنثوس 9 : 7 ) .
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 347 - شبه داود النبي في المزمور 1 الرجل الذي يجد في ناموس الرب مسرته يلهج فيه نهارا ً وليلا ً بشجرة ٍ مغروسة عند مجاري المياه ، قريبة من مصدر الحياة على ضفة النهر تمتد جذورها بسهولة في تربة ٍ طرية ٍ خصبة تُفسح الطريق امامها لتصل الى المياه ، وتنتشر الجذور وتتشعب وتنمو وتطول في كل الاتجاهات وتتأصل في الأرض . هكذا المؤمن ، المؤمن الذي يعيش على كلام الله ويلهج فيه طول النهار وطول الليل ، يحيى بقرب مجاري غنى الله وبركاته بقرب مصدر الحياة ، بقرب معطي الحياة . لا تتعب جذوره في البحث عن الطعام والشراب فالغذاء كله في متناول يديه ، وتمتد الجذور بيسر ٍ نحو مجاري المياه ترتشف محبة الله وتنهل من عطاياه ، وتنقل الجذور الثابتة المتأصلة في الارض الغذاء الى الاغصان والاوراق وتمتد الاغصان وتتكاثر الاوراق وتظهر الثمار كثيرة ًً في أوانها . هكذا المؤمن الذي تمسك جذوره بالله تمتد اغصانه وتظهر ثماره ، في حقل ٍ جيد على مياه ٍ كثيرة يكون كشجرة ٍ مغروسة تحمل ثمارا ً كثيرة ، يُصبح كرمة ً كبيرة واسعة أغصانها ممتدة الى بعيد اوراقها تصنع ظلا ً رطبا ً . وشبّه المسيح نفسه بالكرمة الحقيقية وشبه المؤمنين بأغصان الكرمة والغصن لن يأتي بثمر ان لم يثبت بالكرمة ويمسك بجذعها بقوة ، إن ثبت الغصن في الكرمة يأتي بثمر ، لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته . وإن لم يثبت الغصن في الكرمة يجف ويسقط ويُجمع ويُطرح في النار . الشجرة تتأصل في الأرض بجذورها والغصن يتأصل في الكرمة ويتمسك بها . لا تنفصل الجذور عن الأرض ، تتغلغل فيها وتمتد وتتشعب وتنتشر . لا تنفصل الاغصان عن الكرمة ، تتمسك بها ، تتغذى منها وتنمو وتُثمر . والمؤمن يمسك بالرب ويثبت في المسيح الاساس الراسخ ، حجر الزاوية . نحن رعيته مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية . والشجرة المزروعة عند مجاري المياه ثابتة ٌ قوية صامدة ٌ متينة . والاغصان المثبتة في الكرمة الحقيقية ثابتة ٌ قوية ٌ صامدة ٌ متينة . والاحجار المبنية حول حجر الزاوية المسيح ثابتة ٌ قوية صامدة ٌ قوية . حين تأتي العواصف وتهب الرياح وتهاجم الاعاصير وتحل الزوابع يزداد تمسك الشجرة بالارض بجذورها الممتدة ويزداد تمسك الاغصان بالكرمة وتتقوى وتثبت ويزداد تمسك الاحجار بحجر الزاوية وترسخ وتصمد . أمسك به بكل قوتك تنتقل قوته اليك . اثبت فيه ، ارتكن عليه ، تأصل وتأسس فيه تُدرك محبته ، تعرف ما هو العرض والطول والعمق والعلو ، تعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة .
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 348 - لكل واحد منا قصد عند الله ، خلقنا الله لهدف خاص ومهمة معينة ، " مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." ( افسس 2 : 10 ) . لا يوجد انسان على الارض زائدا ً عن الحاجة أو خارج دائرة خطة الله للعالم ولا يوجد مؤمن بالمسيح يعيش في العالم الا وللرب عمل ٌ عنده قد أعده له . بعضنا في تواضع ٍ يتصور نفسه بلا قيمة ، وجوده وعدم وجوده سيان ، وبعضنا في تفاخر ٍ يتصور ان العالم قد خُلق له ، كل شيء ٍ يدور حوله . حين جاعت الجموع وهي تقضي اليوم تسمع ليسوع وهو يتكلم ويعلّم . حين بدأت أضواء النهار تخبو واخذت النجوم المبكرة تظهر في قبة السماء ، نصح التلاميذ المسيح أن يصرف الجمع ليمضوا الى القرى ويبتاعوا لأنفسهم طعاما ً ، لكن المسيح بادرهم بالقول : " لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا " ( متى 14 : 16 ) . ولم يكن لديهم شيء ، تلفت التلاميذ حولهم يفتشون عن أي قدر من الطعام ومد صبيٌ صغير ٌ يده بصرّة فيها خمسة أرغفة وسمكتان هي كل غذائه ، وكان هذا ما يحتاجه المسيح ، أخذها وبارك وكسر واعطى الجموع الجائعة وأكل الكل خبزا ً وسمكا ً ، خمسة الاف رجل ٍ عدا النساء والاطفال أكلوا وفاض منه . خمسة خبزات وسمكتان كانت قد أُعدت لكي تطعم كل هؤلاء الجياع . لا يوجد شيءٌ او شخص ٌ مهما صَغُر الا وله مكان ٌ ودور ٌ هام ٌ في خطة الله .ً
لله خطة ٌ وهدف ٌ وقصد ٌ لكل واحد ٍ من اولاده . كل واحد ٍ منا له دور ٌ هام بل أكثر من دور . منذ عرفت َ المسيح وقبلتهُ مخلّصا ً لك عند الصليب . من الصليب حيث سلمته حياتك واصبحت ابنا ً له حتى حافة نهر الحياة الصافي في السماء . كل هذا الطريق منذ ايمانك هنا على الارض وحتى تصل الى حيث الجالس على العرش يُعد الله لك اعمالا ً صالحة ً تسلك فيها . من قبل ان تتشكل في بطن امك أعدها الله لك . يقول الرب لك كما قال لإرميا النبي 1 : 5 " قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ." . عرفك ولم تكن لك صورة بعد في البطن وافرزك له واختار لك اعمالا ً وانت بعد في الرحم . انت على درجة كبيرة من الاهمية لخطة الله لتغيير العالم والانسان . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 349 - وصل المسيح الى بيت عنيا متأخرا ً ، وصل بعد ان كان لعازر قد مات . كان لعازر قد مات بعد ان كان مريضا ً لفترة ٍ طويلة وجاء المسيح بعد فوات الأوان ، استنجدت به مرثا ومريم وارسلتا تطلبانه لكنه جاء بعد ان مات لعازر . ولما أتى يسوع الى بيت عنيا وجد انه قد صار للعازر اربعة ايام ٍ في القبر ، وانسلت مرثا من بين المعزين الذين مَلَؤُوا البيت وخرجت تلقاه على الطريق . كان ما يزال على مشارف البلدة وسط تلاميذه ، قالت : " يَا سَيِّدُ ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي " ( يوحنا 11) . قال لها : " سَيَقُومُ أَخُوكِ ........أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا " وجائت مريم والمعزين جميعا ًخلفها وتأثر المسيح من البكاء والدموع حوله " بَكَى يَسُوعُ " وأتوا به الى القبر ، مغارة ٌ عليها حجر وكان لعازر مدفونا ً بالداخل ، قال يسوع " ارْفَعُوا الْحَجَرَ " . انزعجت مرثا هي وجميع من حولها ، وقت امامه وقالت : " يَاسَيِّدُ ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ ." . نظر المسيح في وجهها وقال : " أَلَمْ أَقُلْ لَكِ : إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟ " وتباعدت الجموع وتقدم الشباب وتكاتفوا ورفعوا الحجر من على باب القبر " وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ ، وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي " . سمع له وهل كان قد سمع ؟ لعازر لا يزال في القبر ، لا يزال لعازر ميتا ً . المألوف ان يشكر الانسان بعدما ينال طلبه ولم يكن المسيح قد طلب بعد ، لم تكن المعجزة قد حدثت بعد ، شكر المسيح على المعجزة قبل أن تحدث ، هنا المعجزة . شكر المسيح على ما سوف يحدث ، شكر المسيح على ما سوف يناله هو قبل نواله ، كان يعرف ويؤمن ويرى ما سيحدث ، رأى بالايمان قبل العيان ، رأى المعجزة تتم فشكر .
عجيب ان يتغنى الجيش بالنصر قبل خوض المعركة ، غريب ٌ ان يرقص الفلاح فرحا ً قبل الحصاد . لا أحد يشكر الله على ما سيناله منه قبل ان يحصل على مراده وطلبه منه . اعتدنا الشكر بعد الأخذ . الشكر ُ جزء ٌ من الطلب ، الشكر بعد الطلب . عرف المسيح ان طلبه سيجاب ، عرف ان الشكر يمهد الجو ويعد الطريق للمعجزة . " إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ " الايمان يأتي بمجد الله ، الايمان يتمم المعجزة . لا شيء يسر الله قدر الشكر له . لا شيء يرتب النفس الملهوفة اكثر من الشكر . وصرخ يسوع بصوت ٍ عظيم " «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا " وانتفض الجسد الراقد ميتا ً ، انتفض الميت واعتدل ووقف وتحرك وخرج من القبر وحوله اربطة تكفينه . الشكر قبل الحصول على ما نطلب مطلوب ٌ ، مرغوب ٌ من الله . اشكر فالشكر دليل ايمانك . اشكر فحسن هو الحمد للرب . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 350 - العالم مليء بخيانة الامانة . في كل مكان وكل مجتمع كثيرون يخونون الامانة . والعالم مليء بنقض العهود ، في كل مكان وكل مجتمع كثيرون ينقضون عهودهم . والانسان العاقل هو من لا يستأمن من ليسوا أهلا ً لأن يؤتمنوا ، ولا ان يطمئن الى عهد من لا يستطيع ان يحفظ كلمته ويفي بوعده . هذا جعل الناس يعيشون لا يطمئنون لبعضهم البعض ، يخافون ، ينامون بعين مغلقة واخرى مفتوحة حذرة كالثعالب الخائفة القلقة . وحين يكون لديك شيء ٌ تريد ان تسلمه لأحد تتردد وتفكر الف مرة . وحين يسلمك احد شيئا ً تظل حذرا ً متحفظا ً تفحص وتحصي ما استلمت وهذا ينعكس كثيرا ً على علاقتنا بالرب نتردد في ان نسلمه ما يطلبه منا ، يطلب منا ان نتبعه ونتلفت حولنا في شك ونتحرك في حذر . يطلب منا ان نصدّق كلامه ونطيعه فنفحص كل كلمة ٍ وندقق في كل امر . يسألنا ان نقدم اموالنا له فنقبض ايدينا ونغلق خزائننا عنه . يسألنا ان نقدم ذواتنا وحياتنا فنخشى ذلك لئلا نضيعها ونفقدها . الله أمين وإن كنا غير امناء فهو يبقى امينا ً لن يقدر ان ينكر نفسه . والله محب والمحب الامين لا يبدد ما نأتمنه عليه بل يزيد ويبارك . كيف لا نستأمن الله على حياتنا واموالنا وطريقنا وبيوتنا واهل بيتنا . حين نسلمه حياتنا يغنيها . حين نسلمه اموالنا يضاعفها ويكثرها . حين نسلمه طريقنا يرشدنا . حين نسلمه بيوتنا واهلنا يحفظنا ويباركنا . يقول بولس الرسول لنا : " فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ." ( رومية 12 : 1 ) . يريدنا ان نثق في الله فنحمل اجسادنا ونرفعها على مذبح الرب لنقدمها له . طلب الله من ابراهيم ان يقدم ابنه وحيده الذي يحبه ذبيحة له . لم يتردد ابراهيم فهو يعرف الله ويؤمن بوعوده وعهوده بجعله امة كبيرة ومع انه يعرف ان اسحق هو السبيل الوحيد ليصبح امة ً كبيرة ً كما وعده الله لكنه اخذ اسحق وسار به الى مكان ٍ بعيد وقيده ورفعه ووضعه على المذبح . آمن بالرب ووثق به ، لم يتردد ، لم يشك ، استأمنه على ابنه فأنقذه . ويقول الرسول : " قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ للهِ . " ( رومية 6 : 13 ) . هل تقدم ذاتك لله كحي ٍ من الموت ؟ هل تقدم اعضائك الات بر ٍ لله ؟ كيف تتردد ، كيف تخشى ، كيف تشك في امانة ذاك الذي مات لأجلك ؟ هو مات لأجلك ، قدم نفسه على الصليب ذبيحة لأجلك . أتحتاج لدليل ٍ آخر عن امانته ؟ سلمه ذاتك ، سلمه حياتك .
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 351 - اختار الله شعبا ً له ، دعا اسمه عليهم وحل وسطهم واعطاهم شريعته . من العبودية القاسية في الارض الغريبة والضيق يحل بهم من كل جانب صرخوا واستغاثوا بالرب فاخرجهم من ارض العبودية بذراع ٍ قوية . واجهوا البحر وقد طاردهم جيش فرعون بكل خيوله ومركباته وفرسانه . ومد الله يده في عصا موسى فشق البحر وجعل لهم معبرا ً وسط المياه . وسط البرية الجافة والصحراء القاتلة أخرج لهم من الصخرة ِ ماء ً صافيا ً . في ظلمة الليل انار لهم عمودا ً من النار وفي شدة الحر ظلل عليهم بسحابته ، رتب لهم مائدة من طعام شهي وسط القفر ، منا ً وسلوى من السماء أنزل لهم . حين هاجمتهم الحيات وقتلت اطفالهم وافترست نسائهم وفتكت بشبابهم أقام لهم على سارية حية فداء ٍ نحاسية وانقذ كل نفس آمنت وتلفتت . كل الطريق قادهم وحافظ عليهم وجاء بهم الى ارض ٍ تفيض لبنا ً وعسلا ً . الله يقودك كل الطريق ، يسير امامك ويمهد السبيل لتعبر عليه بسلام . حين تتصور ان السماء مظلمة هو هناك وسط الظلام يُظهر لك نوره . حين تقسو عليك الشمس وتهدد حياتك ينزل اليك في سحابة ويظللك . حين تغلق السماوات كواها وترسل جفافها يفجر في وسط الجفاف ينابيع ماء . حين تجذب الارض ويختفي الطعام ويشح يُمطر من السماء ِ طعاما ًوشبعا ً . عندما يظلم سبيلك ويملأ الشك حياتك ، سلم قيادتك للرب الاله ، اطلب منه ان يفتح الطريق ويهبك الفرج الالهي تجد يده أمامك تفتح الابواب المغلقة ، يده التي تقودك الى اليقين والايمان . أو تجده يغلق ابواب الشك واليأس والفشل ويفتح بابا ً واحدا ً للأمل والرجاء لك . عندما تتعقد الحياة ، عندما تتشابك الظروف ، عندما تتفاقم المشاكل يُرسل الله لنا أحداثا ً صغيرة بسيطة تقود الى الحلول والفرج والنجاح . بينما قافلة حكماء المجوس تسير بحثا ً عن ملك اليهود وهي لا تعرف اين هو ، أرسل الله لهم نجما ً لامعا ً يقود طريقهم اليه ويوجههم . وساروا وراء النجم ووصلوا الى مكان ٍ لم يكن يتوقعو أن يولد الملك فيه . هكذا يفعل الله معك ، يقودك بحكمة ٍ ودقة الى ان تجد ما تصبو ان تعثر عليه . والله وهو يفعل ذلك يؤكد لك انه هو الطريق ، هو وحده الطريق ، ويفعل ذلك بحسب محبته لك وعنايته بك واهتمامه بكل حياتك . يقول الوحي المقدس على لسان داود النبي : " فَرَعَاهُمْ حَسَبَ كَمَالِ قَلْبِهِ ، وَبِمَهَارَةِ يَدَيْهِ هَدَاهُمْ." ( مزمور 78 : 72 ) . الرب يرعاك ، يرعاك حسب قلبه الكامل نحوك ، حسب كمال قلبه . الرب يهديك الطريق بمهارة ٍ وحكمة ٍ وحنكة وفهم ٍ كامل ومعرفة . ادعوه يرعاك ، اطلبه يهديك
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 352 - جاء المسيح الى العالم في هدوء ، جاء والناس نيام ، أغلبهم كانوا نياما ً ، في وسط الليل ، في مكان ٍ ناء ٍ بعيد ، في مدينة ٍ صغيرة ، في سكون وُلد المسيح . لم تُنصب له انوار ، لم يُصدح لمجيئه بأبواق ، لم يُعلن عن مجيئه في وسائل الاعلام ، لم تُخبر به وكالات الانباء . في سكون الليل اعلنت الملائكة مجيئه لرعاة ٍ بسطاء ساهرين على رعيتهم . في ظلام السماء ظهر نجم ٌ لامع ٌ جذب معه المجوس حتى مكان مولده ، وشب صبيا ً هادئا ً يعمل في حانوت نجار وعاش حياة بسيطة هادئة عادية وقضى ايامه لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته " قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ ." ( اشعياء 42 : 3 ) . " ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ." ( اشعياء 53 : 7 ) . كان هادئا ً صامتا ً ساكنا ً ساكتا ً لا بضعف ٍ بل برحمة بعطف ٍ وحنان ، بحزم ٍ وبقوة ، بسلطان . لم يكن في صمته عاجزا ً ، كان قادرا ً ذا بأس . أمسكوه بسهولة ، أهانوه واستهزأوا به ، ضربوه وصفعوه لكنه أفزع بصمته بيلاطس ، أخاف بسكوته هيرودس ، هز قلوبهم ، هدوئه زلزل قلوبهم ، سكونه أزعجهم واربكهم ومزق كيانهم . الصراخ ليس دليل القوة ، الضجيج ليس تعبيرا ً عن الحق ، الصوت الهادئ الحازم يحمل قوة ٌ تحرك ميزان الباطل وتدحرها . الحق لا يحتاج الى ضجة ليعلن نفسه . الحق لا يصيح أو يرفع صوته . جاء المسيح بهدوء لكنه قلب العالم رأسا ً على عقب ، غير العالم وبدله . جاء المسيح ينادي بالسلام لكنه أيضا ً نادى بالسيف والحزم . في صحن الهيكل ثار وظفر سوطا ً وطرد الباعة والهب ظهور اللصوص وصرخ فيهم : " بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ" ( متى 21 : 13 ) . لم ينادي المسيح بالاستكانة للظلم ، لم ينادي بالخضوع والاستسلام . قال : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا." ( متى 10 : 34 ) . سيف ٌ ضد الظلم ، سيف ٌ ضد الاستغلال ، سيف ٌ ضد الاستبداد . جاء المسيح بالصليب وجاء المسيح بالسيف ، صليب ٌ كالسيف وسيف ٌ كالصليب . جاء لا يكل ، لا ينكسر لكنه لا يقصف ايضا ً ولا يطفئ " قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ " القصبة الضعيفة المنكسرة لا يقصفها . " َفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ " الفتيلة المدخنة المتداعية لا يطفئها . الحق يخرج بهدوء . الحق يُعلن عن نفسه بوداعة . الصمت فيه قوة ، الصبر فيه قدرة . لا تُعلن عن حقك بصخب ، اعلن عن حقك بحب . الحق قوي أقوى من قوة أي مستبد . الرحمة ُ قادرة ٌ اقدر من طغيان أي جبار .
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 353 - لكل انسان في الحياة رسالة ، بأس الانسان الذي يحيا بلا رسالة . ولكل مؤمن في الحياة ارسالية ، المؤمن حين يؤمن يكلف بارسالية ، والانسان يختار رسالته حسب آماله وطموحاته تكون رسالته . والمؤمن يختار الله له ارساليته في الحياة حسب مشيئة الله وارادته تكون ارساليته ولا يعني هذا ان المؤمن ليس حرا ً مخيرا ً شأنه شأن الانسان ورسالته . إن كان الانسان يختار رسالته بحرية قد يجعلها رسالة خير او رسالة شر ، لكن الله يختار للمؤمنين ارسالية الخير ويترك لهم حرية اختيار السبيل لتحقيقها . قال المسيح : " لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ " ( يوحنا 15 : 16 ) . اختارنا المسيح لنأتي بثمر ، ثمر دائم ، ثمر جيد يشفي ويشبع العالم . وارسلنا المسيح الى العالم ، قال : " كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا " ( يوحنا 20 : 21 ) . جاء المسيح الى العالم ليخرج الحق للامم ، الى الامان يخرج الحق ، لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض ، والمسيح هو الحق ، قال " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ " ( 14 : 6 ) . لم يأتي المسيح برسالة ، كان هو الرسالة ، لم يأتي بالحق ، كان هو الحق . ونحن ارساليتنا هي ان نُخرج الحق للعالم ، نضع الحق في الارض ، لهذا أرسل الآب الإبن ولهذا يرسلنا الإبن لكي نُخرج الحق للعالم ، والمسيح الحق هو ارساليتنا للعالم " الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ " ( يوحنا 3 : 36 ) ارساليتنا ارسالية راحة وحياة للناس ، رسالة انقاذ ونجاة وخلاص وارساليتنا ايضا َ ارسالية عدالة وقضاء ودينونة للناسين والمستريحين غير المبالين . للمتعبين راحة ، للهالكين خلاص ، للموتى حياة ، للمستريحين عدالة ، للمعاندين القضاء ، للخطاة دينونة . المؤمن الذي جرب حياة الخطية وعاش في ظلمتها وعانى من قسوتها يعرف ثقل قيودها ومرارة الخضوع لها وقسوة الاستعباد لها ويعرف الطريق لتحطيم قيودها والسبيل للخلاص منها والتحرر من طغيانها ، في المسيح يسوع الذي ليس بأحد غيره الخلاص به وحده النجاة لذلك فهو يقبل ارساليته بفرح ، بفرح ان يذهب الى العالم اجمع ويكرز بالانجيل للخليقة كلها ، يذهب ويحدّث بكم صنع الرب به ورحمه . بعد ان ذقت طعم الحرية ، بعد ان انطلقت طائرا ً في آفاق مجد الله ، هل يلذ لك ان تعرف الحق وحدك ؟ هل تسعد بالطيران في جو الحرية وحيدا ً ؟ هل تسمع صوت الخطاة الهالكين ؟ هل ترى آلامهم ومعاناتهم ؟ الا يعكر ذلك صفو هنائك ؟ الا يلوث صراخهم جو سلامك ؟ اصغ السمع لارسالية الرب وتكليفه لك ان تُخرج هؤلاء .
|
||||
![]() |
|