08 - 05 - 2014, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 171 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الأعياد والعبادة نظمت الشريعة الموسوية سبعة أعياد كبرى. لها قدسيتها وطقوسها، بكونها جزءًا حيًا من العبادة الجماعية، وهى السبت من كل أسبوع، اليوم الأول من كل شهر، السنة السابعة من كل سبع سنوات، سنة اليوبيل، أسبوع الفصح، عيد الخمسين أو الأسابيع، عيد المظال أو الجمع؛ وبعد سبى بابل أضيف عيد الفوريم وعيد التجديد... أما غاية هذه الأعياد فهي بعث روح الفرح والبهجة في حياة المؤمنين، والتمتع بتكريس أيام خاصة للعبادة الجماعية في المحافل (خر12: 16؛ لا 23)، وتذكر وعود الله مع شعبه ومعاملاته معهم، مع تجديد العهد معه على مستوى جماعي ومستوى شخصي. هذا وقد كانت الأعياد طريقا يمهد للتمتع بالسيد المسيح بكونه "العيد" غير المنقطع، ومصدر الفرح الأبدي. إذ تجسد كلمة الله وصار إنسانًا خضع للناموس، فحضر الأعياد واحتفل بها، لكنه حول الأنظار من الرمز إلى الحق، ومن المظاهر الخارجية إلى الأعماق الداخلية (راجع يو 2، 5، 6، 7، 12)، لكي يهب بهجة العيد خلال تمتع المؤمن بالشركة الخفية مع الله، وقبول أعماله الخلاصية. الكنيسة القبطية تكاد أن تكون كل أيامها أعيادًا، فإن كانت تتسم بحمل الصليب لكنها تحرص أن يعيش أولادها وسط الآلام في أفراح روحية قادرة بالرب أن ترفعهم فوق الضيق. بمعنى آخر، كنيستنا كنيسة متألمة متهللة على الدوام، أعيادها لا تنقطع، تسابيحها بأنغامها المتنوعة لا تتوقف. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 172 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كنيسة فرح المسيحي يغلب على طابع الكنيسة القبطية سمة الفرح، حتى في نسكياتها، فحين وصف القديس يوحنا كاسيان رهبان مصر المنتشرين من الإسكندرية حتى آخر حدود طيبة (أسوان)، قال بأن صوت التسبيح يصدر عن الأديرة والمغاير بلا انقطاع، كأن أرض مصر تحولت إلى فردوس مبهج. وقد دعى رهبانها أناسا سمائيين أو ملائكة أرضيين. يخبرنا القديس جيروم (1) عن رئيس دير يدعى أبوللو، كان دائم البشاشة، مجتذبًا بذلك كثيرين إلى الحياة النسكية كحياة مفرحة في الداخل، ومشبعة للقلب بربنا يسوع، كثيرًا ما كان يردد القول: "لماذا نجاهد ووجوهنا عابسة؟! ألسنا ورثة الحياة الأبدية؟ أتركوا العبوس والوجوم للوثنيين، والعويل للخطاة، أما الأبرار والقديسين فحري بهم أن يفرحوا ويبتسموا لأنهم يستمتعون بالروحيات". ينعكس هذا الروح على عبادة الكنيسة وفنونها وكل جوانب حياتها، حتى تبدو حياتنا الكنسية عيدًا دائمًا لا ينقطع. وكما يخبرنا القديس البابا أثناسيوس الرسولي في إحدى رسائله الفصحية "إن "المسيح" هو عيدنا. فمع وجود أعياد غير منقطعة يكتشف الإنسان أن عيده في أعماقه، أي في سكنى السيد المسيح واهب الحياة والقيامة في داخله. ترتبط الكنيسة الأعياد بالحياة النسكية، فيمارس المؤمنون فترة من الصوم تبلغ قرابة شهرين أحيانا (الصوم الكبير) استعداد للعيد، ليدركوا أن فرحهم يقوم على حياة الشركة مع الله، وليس على أكل وشرب وملبس جديد. للأعياد القبطية ألحانها العميقة العذبة وطقوسها الرائعة الملهبة للروح، غايتهم تقديم الفكر الإنجيلي السماوي الحي والكشف عن الثالوث القدوس وعمل الله الخلاصي في حياة الكنيسة بطريقة بسيطة يعيشها الطفل، وعميقة تروى اللاهوتي. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 173 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أعياد الكنيسة القبطية
|
||||
08 - 05 - 2014, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 174 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الأعياد السيدية الكبرى 1- الأعياد السيدية الكبرى: أ] عيد البشارة (29 برمهات، حوالي 7 أبريل): فيه نذكر تحقيق نبوات العهد القديم، وتمتعنا بما اشتهاه رجال الله عبر الأجيال، حيث جاء كلمة الله متجسدا في أحشاء البتول (مت13: 17). ب] عيد الميلاد (29 كيهك، 7 يناير): يسبقه 43 يوما للصوم، غايته تأكيد حب الله الذي أرسل ابنه الوحيد متأنسًا، فرد للإنسانية كرامتها، وقدس طبيعتها وحياتها اليومية، مقدما حياته مبذولة من أجلها. ج] عيد الغطاس (11 طوبة، حوالي 19 يناير): مرتبط بعيدي الميلاد والختان؛ ففي الميلاد حمل كلمة الله ما لنا. بالميلاد صار بالحق إنسانا وهو ابن الله وحيد الجنس، وبالعماد نصير نحن فيه أولاد الله مع كوننا بشرا. في هذا العيد يصلى قداس اللقان" ليتورجية تقديس الماء"، ويرشم الكاهن الشعب على جباههم وأياديهم بالماء تذكارا للمعمودية. د] أحد الشعانين: الأحد السابق لعيد الفصح، يمتاز بلحنه "الشعانيني" المفرح وطقسه المبهج... حيث تذكر الكنيسة دخول السيد المسيح إلى أورشليمنا الداخلية، ليقيم مملكته فينا، ويضم الكل إليه في ملكوته. لهذا يقام موكب مبهج في أثناء رفع بخور باكر يبدأ من داخل الهيكل حول المذبح إشارة إلى أن موكب الخلاص إنما يبدأ بمبادرة الله وخطته الخاصة بذبيحة السيد المسيح؛ وينطلق الموكب إلى صحن الكنيسة حيث يقف الكل أمام أيقونات القديسة مريم ورؤساء الملائكة والقديس يوحنا المعمدان والرسل والشهداء والنساك، وأمام أبواب الكنيسة وجرن اللقان والمعمودية، يسبحون الله الذي يضم الكل معا في ابنه يسوع المسيح. وينتهي الموكب بالدخول إلى الهيكل، حيث يلتقي رجال العهدين مع السمائيين داخل السماء (الهيكل) أبديا. في نهاية القداس الإلهي تمارس صلاة تجنيز عام. حيث يصلى على ماء يرش به من يرقد أثناء أسبوع الآلام دون الصلاة عليه بصلوات التجنيز العادية. وقد أرادت الكنيسة بهذا الطقس تأكيد عدم انشغالها حتى بالصلاة على الراقدين أثناء تذكار آلام السيد المسيح وصلبه ليكون التركيز كله على أحداث هذا الأسبوع العجيب وقراءاته وطقوسه التي تمس خلاصنا. ذ] عيد القيامة (الفصح المسيحي): يسبقه الصوم الكبير (55 يومًا)، تعتبره الكنيسة القبطية "العيد الكبير"، تمتد بهجته طوال فترة خمسين يوما حتى عيد العنصرة، كما يحتفل بعيد القيامة في كل أحد بالاشتراك في سر الأفخارستيا (القداس الإلهي)، إذ تود الكنيسة أن ينعم الكل بالحياة الجديدة المقامة في المسيح يسوع (رو 6: 4). و] عيد الصعود: يحتفل به في اليوم الأربعين من عيد القيامة، يقع يوم خميس، فيه نذكر أن الذي يقيمنا معه يصعدنا معه لنجلس في السمائيات (أف 2: 6). ز] عيد العنصرة أو البنطقستى أو الخمسين: يمثل عيد ميلاد الكنيسة المسيحية، فعندما دفع الابن الوحيد ثمن خلاصها انطلق إلى السماء يعد لها موضعًا، وأرسل روحه القدوس يستقر فيها، يقدم لها وجودها ذاته، ويرشدها ويقدسها ويجملها كعروس. في هذا العيد تسبح الكنيسة متهللة بقيامة السيد المسيح وصعوده وحلول روحه القدوس عليها، هكذا تربط بين الأعياد: القيامة والصعود والعنصرة كعيد واحد متكامل. تصلى الكنيسة ثلاث "سجدات"، خلالها تقدم بخورا وصلوات عن المرضى والمسافرين وأهوية السماء. وتعطى اهتماما بالراقدين، علامة تمتعها بالشركة والوحدة التي تتحدى الموت. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 175 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الأعياد السيدية الصغرى 2- الأعياد السيدية الصغرى أ] عيد الختان في اليوم الثامن من عيد الميلاد (6 طوبة): نذكر فيه أن كلمة الله واضع الناموس قد خضع للناموس مكملا إياه، لكي يهبنا أن نكمله روحيا، فننعم بختان الروح والقلب (كو: 11) عوض الختان الحرفي. ب] دخول السيد المسيح الهيكل (8 أمشير): فيه نذكر أن كلمة الله إذ صار إنسانا أراد لنا ألا نستهين بحياتنا، بل نحدد غايتنا منذ صبانا فنعمل لتحقيقها دون مجاملة للآخرين رغم محبتنا وطاعتنا لهم (لو 2: 46). ج] عيد دخول السيد المسح أرض مصر (24 بشنس، حوالي أول يونيو): امتازت كنيستنا بهذا العمل الإلهي الفريد، إذ جاء السيد المسيح إلى مصرنا ليقيم كنيسته من بين الأمم أيضا. د] عرس قانا الجليل (13 طوبة، حوالي 12 يناير): تحويل الماء خمرا في عرس قانا الجليل كأول معجزة صنعها السيد المسيح علانية تؤكد شوقه إلى تمتعنا بعرس السماء، واهبا إيانا خمر محبته الفائقة. ذ] عيد التجلي (13 مسرى، حوالي 19 أغسطس): فيه تعلن وحدة العهدين في المسيح يسوع ربنا، إذ اجتمع موسى وإيليا مع بطرس ويعقوب ويوحنا، وتجلى مجد لاهوت السيد المسيح، ليشبع كل نفس ببهائه إن ارتفعت معه على جبل تابور. و] خميس العهد: الخميس الذي يقع في نهاية أسبوع الآلام، نتذكر فيه تأسيس السيد المسيح سر الأفخاستيا، حيث قدم جسده ودمه ذبيحة حية فعالة، قادرة على تطهير الداخل، ومنح الحياة المقامة، والتمتع بالأبدية. في هذا اليوم دون بقية أسبوع الآلام تقدم ذبيحة الإفخارستيا، ويمارس طقس غسل الأرجل تذكارا لما فعله السيد المسيح مع تلاميذه. ز] أحد توما: الأحد التالي بعد عيد القيامة، فيه نطوب الذين آمنوا ولم يروا، ليحيا الكل بالإيمان في تلامس داخلي مع جراحات المخلص (يو 20: 29). |
||||
08 - 05 - 2014, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 176 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أعياد شهرية 3- أعياد شهرية يبتهج المؤمنون كل شهر بتذكار قيامة السيد المسيح وميلاده والبشارة به في 29 من الشهر القبطي، وتذكار العذراء في 21 منه، ورئيس الملائكة ميخائيل في 12 منه. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 177 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
عيد أسبوعي 4- عيد أسبوعي يقام كل أحد كسبت (راحة) حقيقي، فيه نجد راحتنا بقيامة السيد المسيح. لا يجوز فيه الصوم الانقطاعي حتى في أيام الصوم الكبير. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 178 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أعياد القديسين 5- أعياد القديسين تكاد تكون يومية، ليعيش المؤمن في فرح دائم وشركة مع القديسين؛ هذا بجانب أعياد هامة خاصة بالقديسين والمناسبات. أ] أعياد القديسة مريم: تعتز الكنيسة القبطية بالقديسة مريم بكونها والدة الإله (ثيؤتوكوس) التي اختارتها النعمة الإلهية ليتجسد كلمة الله في أحشائها بالروح القدس (لو1: 35)، وبكونها العضو الأمثل في الكنيسة، والأم الشفيعة عن أبنائها، فاقت السمائيين والأرضيين.. لذلك لا تكف الكنيسة عن تطويبها والاحتفال بأعيادها لكي نتمثل بها ونطلب شفاعتها عنا. أما أهم أعيادها فهي: البشارة بميلادها (7 مسرى، حوالي 13 أغسطس)؛ ميلادها (أول بشنس، حوالي 9 مايو)؛ دخولها الهيكل (3 كيهك، حوالي 12 ديسمبر)؛ نياحتها (21 طوبة، حوالي 29 يناير)؛ صعود جسدها الطاهر (16 مسرى، حوالي 22 أغسطس)؛ بناء أول كنيسة باسمها (21 بؤونة، حوالي 28 يونيو)، ظهورها في الكنيسة بالزيتون (24 برمهات، حوالي 2 أبريل). ب] عيد الرسل: (5 أبيب، حوالي 12 يوليو)، أو عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس الرسولين؛ يسبقه صوم يبدأ باليوم التالي من عيد العنصرة في هذا العيد تقام ليتورجية اللقان، حيث يقوم الكاهن بغسل أقدام الكل تذكارا لعمل السيد المسيح مع تلاميذه، لكي يتذكر الكاهن أنه خادم لأقدام شعب الله وليس بذي سلطة. ج] عيد النيروز: (أول توت، حوالي 11 سبتمبر، "نيروز" كلمة فارسية تعنى "بدء السنة". هذا ويرجع التقويم المصري إلى سنة 4240 ق.م. غير أن الأقباط بدأو تقويمهم من جديد مع بدء حكم دقلديانوس عام 284 م، تذكارًا للملايين من الشهداء، فيحسب عصره ذهبيا، فيه قدمت الكنيسة شهادة حق، وانطلقت النفوس متلألئة ككواكب حية في الفردوس. يبقى هذا العيد بألحانه "الرايحى" حتى عيد الصليب (17 توت)، كان الكنيسة تعلن بهجتها وفرحها بالشهادة خلال حمل صليب ربنا يسوع المسيح، بهذا تحولت آلام الشهداء وشهادتهم حتى الموت إلى باعث للفرح. د] عيد الصليب: الأول في 17 توت (حوالي 28 ديسمبر) تذكارا لتكريس كنيسة الصليب المقدس التي شيدتها الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين، والثاني في 10 برمهات (حوالي 19 مارس) تذكارًا لاكتشاف خشبة الصليب المقدس بواسطة الإمبراطورة عينها عام 326 م. في هذين العيدين تقيم الكنيسة موكبا مشابها لموكب أحد الشعانين وتستخدم ذات النغمة "الشعانيني"، لتعلن أن سر الفرح بالصليب هو انفتاح القلب أورشليم الداخلية للمخلص لكي يملك فينا. ________ 1- للمؤلف: قاموس آباء الكنيسة وقديسيها، حرف أ، 1986، ص 113. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 179 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
روحانية الطقس
|
||||
08 - 05 - 2014, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 180 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
طقس السماء الله روح، وخليقته السماوية أرواح بلا أجساد، ومع هذا يحدثنا سفر الرؤيا عن طقس السماء، إذ لها تسابيح معينة (رؤ 4: 8)، ويوجد سجود (رؤ4: 10)، ويحمل القسوس غير المتجسدين أكاليل ومعهم جامات ذهبية (رؤ 4: 4)، كما يصف القديس يوحنا أورشليم العليا وأبوابها وأساساتها وسورها وهيكلها (رؤ 21) ... لهذا فلا عجب إن رأينا كنيسة الإسكندرية كنيسة طقسية منذ بدء انطلاقها. |
||||
|