منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #179811  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الصدِّيق يَعْرِفُ دَعْوَى الفُقَرَاءِ،
أَمَّا الشِرِّيرُ فَلاَ يَفْهَمُ مَعْرِفَةً [ع 7].
إذ ينشغل الصدِّيق بإخوته يسمع صوت الفقير، ويتجاوب مع أناته، ويتعرف على شكواه. أما الشرير فيغلق قلبه على "الأنا ego"، ولا يطلب إلا ما يظنه لنفعه الشخصي؛ بهذا يفقد المعرفة الحقيقية.
* الرحمة هي فضيلة عامة، والمبدأ الأساسي الذي يجب أن يُعمل به في كل مكان ويمارسه كل سن، فلا يستثني منه الفرِّيسي ولا الجندي ولا الفلاح... لا الغني ولا الفقير، إذ الجميع مدعوُّون أن يُعطوا من ليس لهم، لأن الرحمة هي كمال الفضائل.
القديس أمبروسيوس
  #179812  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

* الرحمة هي فضيلة عامة، والمبدأ الأساسي الذي يجب أن يُعمل به في كل مكان ويمارسه كل سن، فلا يستثني منه الفرِّيسي ولا الجندي ولا الفلاح... لا الغني ولا الفقير، إذ الجميع مدعوُّون أن يُعطوا من ليس لهم، لأن الرحمة هي كمال الفضائل.





القديس أمبروسيوس
  #179813  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




النَاسُ المُسْتَهْزِئُونَ يَفْتِنُونَ المَدِينَة،َ
أَمَّا الحُكَمَاءُ فَيَصْرِفُونَ الغَضَبَ [ع 8].
الإنسان المستهزئ يحسب نجاحه في إثارة الخلافات بين الذين هم حوله، فيظهر كمن يود مصالحتهم وبث السلام بينهم، أو يعمل لمصلحتهم كما فعل ديمتريوس الصائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس (أع 19: 23-41). أما الإنسان الحكيم فيجد سلامه في سلام إخوته، يصرف الغضب عن نفسه، كما يصرفه عن إخوته، ليعيش الكل في سلام الله الحقيقي.
* عمل القديس نيلوس السينائي مقارنةً بين هذين المقدارين من الفضيلة في حالتيّ المباركين موسى النبي وأخيه هارون: حيث أنّ طقس تغطية الصدر والقلب بالصُدرة الكهنوتية الذي كان يُجريه هارون عند دخوله قدس الأقداس كان يمثل حالة الإنسان الذي رغم غضبه في قلبه، فهو يُقمع هذا الغضب بالصراع والصلاة. أما حالة الإنسان الذي ليس في قلبه أي غضب إطلاقًا، لأنه بلغ إلى الكمال بنصرته على الأوجاع والشياطين، فيقارنها القديس نيلوس بما قيل عن موسى النبي، وذلك بقوله: "قدّم موسى النبي الصدر كذبيحة، لأن النفس تسكن في القلب، والقلب في الصدر".
ويقول سليمان الحكيم: "الحكماء يصرفون الغضب" (أم 29: 8)، ويقول الكتاب بخصوص هارون: "اصنع ثيابًا مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء، وتُكلِّم جميع حكماء القلوب الذين ملأتُهم روح حكمةٍ أن يصنعوا ثياب هارون لتقديسه ليكْهن لي.. صُدرة ورداء إلخ. وتجعل في صُدرة القضاء الأوريم والتميم... لتكون على قلب هارون عند دخوله أمام الرب" (خر 28: 2-4، 30). وهذا يعلِّمنا نحن الرهبان أنه من اللائق بنا أن نغطِّي على غضب القلب بأفكارٍ طيبةٍ متواضعةٍ هادئةٍ، وأن لا نسمح للغضب أن يصعد إلى الحنجرة حيث يفضح اللسان نتانة هذا الغضب.
* قال أنبا موسى: "الذي يحتمل كلمة ظلم أو تعيير من أجل المسيح بتواضع يكمِّل استشهاده، ومَنْ يتمسكن من أجل الله يعوله الله، ومَنْ يُظهر ضعفه أمام الله أو يصير أحمق من أجله يُحكِّمه الله".
فردوس الآباء
* عندما يُضرب سلام العقل بالغضب، فإنه يحزنه ويمزقه، كمن يسقط في ارتباكٍ، فلا يكون في انسجام مع نفسه، ويفقد قوة انسجامه الداخلي. لنأخذ إذن في اعتبارنا مدى خطورة خطية الغضب، التي بها نفقد اللطف، التشبه على صورة العلي. بالغضب تُطرد الحكمة، فنُترك في جهالة بالكامل ماذا نعمل وكيف نعمل.
القديس غريغوريوس (الكبير)
  #179814  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

* عمل القديس نيلوس السينائي مقارنةً بين هذين المقدارين من الفضيلة في حالتيّ المباركين موسى النبي وأخيه هارون: حيث أنّ طقس تغطية الصدر والقلب بالصُدرة الكهنوتية الذي كان يُجريه هارون عند دخوله قدس الأقداس كان يمثل حالة الإنسان الذي رغم غضبه في قلبه، فهو يُقمع هذا الغضب بالصراع والصلاة. أما حالة الإنسان الذي ليس في قلبه أي غضب إطلاقًا، لأنه بلغ إلى الكمال بنصرته على الأوجاع والشياطين، فيقارنها القديس نيلوس بما قيل عن موسى النبي، وذلك بقوله: "قدّم موسى النبي الصدر كذبيحة، لأن النفس تسكن في القلب، والقلب في الصدر".
ويقول سليمان الحكيم: "الحكماء يصرفون الغضب" (أم 29: 8)، ويقول الكتاب بخصوص هارون: "اصنع ثيابًا مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء، وتُكلِّم جميع حكماء القلوب الذين ملأتُهم روح حكمةٍ أن يصنعوا ثياب هارون لتقديسه ليكْهن لي.. صُدرة ورداء إلخ. وتجعل في صُدرة القضاء الأوريم والتميم... لتكون على قلب هارون عند دخوله أمام الرب" (خر 28: 2-4، 30). وهذا يعلِّمنا نحن الرهبان أنه من اللائق بنا أن نغطِّي على غضب القلب بأفكارٍ طيبةٍ متواضعةٍ هادئةٍ، وأن لا نسمح للغضب أن يصعد إلى الحنجرة حيث يفضح اللسان نتانة هذا الغضب.
* قال أنبا موسى: "الذي يحتمل كلمة ظلم أو تعيير من أجل المسيح بتواضع يكمِّل استشهاده، ومَنْ يتمسكن من أجل الله يعوله الله، ومَنْ يُظهر ضعفه أمام الله أو يصير أحمق من أجله يُحكِّمه الله".
فردوس الآباء
  #179815  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

* عندما يُضرب سلام العقل بالغضب، فإنه يحزنه ويمزقه، كمن يسقط في ارتباكٍ، فلا يكون في انسجام مع نفسه، ويفقد قوة انسجامه الداخلي. لنأخذ إذن في اعتبارنا مدى خطورة خطية الغضب، التي بها نفقد اللطف، التشبه على صورة العلي. بالغضب تُطرد الحكمة، فنُترك في جهالة بالكامل ماذا نعمل وكيف نعمل.



القديس غريغوريوس (الكبير)
  #179816  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رَجُلٌ حَكِيمٌ إِنْ حَاكَمَ رَجُلًا أَحْمَقَ،
فَإِنْ غَضِبَ وَإِنْ ضَحِكَ فَلاَ رَاحَةَ [ع 9].
يصعب على أحمق أن يدرك أخطاءه ويعترف بها،

إذ هو دومًا متصلف بآرائه، يظن أنه على حق في كل شيءٍ.
فإن حاول إنسان حكيم أن يوجهه سواء بالحزم
أو اللطف لن يقبل توجيهاته ونصائحه.
  #179817  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أَهْلُ الدِمَاءِ يُبْغِضُونَ الكَامِل،َ
أَمَّا المُسْتَقِيمُونَ فَيَسْأَلُونَ عَنْ نَفْسِهِ [ع 10].
الشخص العنيف وقاسي القلب وسافك الدم يبغض الإنسان المستقيم، لأن الأخير يدينه، إن لم يكن علانية فخلال سلوكه الذي يوخز ضمير الشرير. أول مَثَل في حياة البشرية لذلك قايين الذي قتل أخاه هابيل، لا لسبب سوى أنه قدم ذبيحة مقبولة لدى الله (تك 4: 5). أما الإنسان المحب للفضيلة فيستريح للإنسان المستقيم ويلتصق به.
* المجالسة مع الذين غير حكماء تُفتت القلب، ومحادثة الفضلاء ينبوع عذب.
* لا تنزل عند المسترخين، وإلا صيَّرت نفسك في الدرجة السفلى، بل لتكن مناجاتك مع محبي الخير، كي تكون سكناك معهم في الأعالي. لذلك ليكن مقامك بشجاعة في المواضع التي فيها المعرفة العليا. اذهب إلى بلدة النور، ولا تنزل عند الخطاة.
مار إسحق السرياني
  #179818  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

* لا تنزل عند المسترخين، وإلا صيَّرت نفسك في الدرجة السفلى، بل لتكن مناجاتك مع محبي الخير، كي تكون سكناك معهم في الأعالي. لذلك ليكن مقامك بشجاعة في المواضع التي فيها المعرفة العليا. اذهب إلى بلدة النور ولا تنزل عند الخطاة.


مار إسحق السرياني
  #179819  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

* المجالسة مع الذين غير حكماء تُفتت القلب
ومحادثة الفضلاء ينبوع عذب.


مار إسحق السرياني
  #179820  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الجَاهِلُ يُظْهِرُ كُلَّ غَيْظِهِ،
والحَكِيمُ يُسَكِّنُهُ أَخِيرًا [ع 11].
الإنسان الجاهل مستعد أن يبحث عن أي سبب ليثور ويغضب بغيظ على الآخرين، دون مبالاة لنتائج سخطه. أما الإنسان الحكيم فيتأنى، وإن ثار في داخله على تصرفٍ ما لا يتسرع حتى يهدأ، ويدرس الموقف في رويَّة دون انفعالٍ.
كان هامان جاهلًا وأحمق حيث وجد علة ليقتل شعبًا بأكمله بسبب تصوره أن أحد أفراد هذا الشعب لم يكرمه ويسجد له كإله. أما داود الملك فبحكمة كان يبحث عن علة ليهدئ نفسه ضد مقاوميه، فرفض الانتقام من شاول الملك، كما سمع لأبيجايل ومدحها لأنها منعت يده من سفك دم رجلها نابال.
* يجدر بنا أن نقمع كل حركة من حركات الغضب ونلطفها تحت إرشاد التمييز (الحكمة)، حتى لا نتهور بالغيظ الأعمى، الأمر الذي قال عنه سليمان: "الجاهل يظهر كل غيظهِ، والحكيم يسكنهُ أخيرًا" (أم 29: 11). بمعنى أن الإنسان الجاهل يلتهب بانفعال الغضب لينتقم لنفسه، أما الحكيم فبسبب نضوج مشورته ولطفه يطفئ الغضب شيئًا فشيئًا ويتخلص منه.
يقول الرسول أمرًا مشابهًا: "لا تنتقموا لأنفسكم أيُّها الأحباءُ، بل أعطوا مكانًا للغضب. لأنهُ مكتوب ليَ النقمة أنا أجازي يقول الربُّ" (رو 12: 19). بمعنى لا تسمحوا لقلوبكم أن تُحبس في مضايق عدم الصبر والجُبن، حتى متى ثارت أية عاصفة عنيفة للغضب لا تقدر أن تحتملها، لكن لتكن قلوبكم متسعة تتقبل موجات كلمات الغضب في تيارات الحب المتسعة التي "تحتمل كلَّ شيءٍ... وتصبر على كل شيءٍ" (1 كو 7:13). وهكذا تتسع أذهانكم بطول الأناة والصبر، ويكون فيه أعماق المشورة الأمينة التي تواجه دخان الغضب وتبيده.
يمكن أن تفهم العبارة بالمعنى التالي: إننا نضع مكانًا للغضب، وذلك بقدر ما نخضع بذهنٍ متواضعٍ هادئ لانفعال الآخرين، وننحني لعدم صبر الثائرين، كما لو كنا نستحق كل صنوف الخطأ (كتأديبٍ لنا).
أما الذين يشوهون معنى الكمال الذي يتحدث عنه الرسول مفسرين وضع مكان الغضب بأنه الابتعاد عن الإنسان في وقت غضبه. يبدو لي أنهم بهذا لا يقطعون أسباب الغضب، بل يهيجون بواعث النزاع. لأنه ما لم نصلح غضب القريب في الحال بإصلاحٍ مملوء تواضعًا فإن الابتعاد يثير القريب أكثر...
يتكلم سليمان عن أمرٍ كهذا قائلًا: "لا تسرع بروحك إلى الغضب، لأن الغضب يستقر في حضن الجهال" (جا 7: 9). و"لا تبرز عاجلًا إلى الخصام لئَلاَّ تفعل شيئًا في الآخر حين يخزيك قريبك" (أم 25: 8). وهو بهذا لا يلوم التسرع في النزاع بمعنى أنه يمدح النزاع المتأخر.
بنفس الطريقة يجب أن نفهم القول: "غضب الجاهل يُعرَف في يومهِ. أما ساتر الهوان فهو ذكيّ" (أم 12: 16)، لأنه لا يعني أن الحكيم يُخزن انفجار الغضب خفية، إنما يلوم انفجار الغضب المتهور... يلزمه أن يخفي الانفجار بهذا السبب، وهو أنه بينما يتركه إلى حين يهدأ روح الغضب إلى الأبد. لأن هذه هي طبيعة الغضب، عندما يترك له مكان (أي لا نتسرع به) يضعف ويبيد، أما إذا عُرض الغضب في حالة الثورة، فإنه يحرق أكثر فأكثر.
يجب على القلوب أن تتسع وتنفتح حتى لا تنحصر في مضيقات الجُبن وتمتلئ بالغضب المتزايد، وتصير قادرة أن تتقبل وصايا الله بما يدعوه النبي" (اتساع القلب) أو الاتساع الفائق". إذ يقول النبي: "في طريق وصاياك سعيت عندما وسعت قلبي" (مز 119: 32). لأن بطء الغضب هو حكمة، نتعلمها بواسطة أقوال الكتاب المقدس الواضحة. لأن "بطيء الغضب كثير الفهم، وقصير الروح معلِّي الحمق" (أم 14: 29). لذلك يقول الكتاب المقدس عن الشخص الذي طلب من الرب عطية الحكمة: "وأعطى الله سليمان حكمةً وفهمًا كثيرًا جدًّا، ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئِ البحر" (1 مل 4: 29).
الأب يوسف
* ليت غير الحليم يستمع إلى قول الكتاب المقدس: "البطيء الغضب خير من الجبار، ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (أم 16: 32). الانتصار على المدن أقل أهمية، لأن ما يتم إخضاعه هنا هو شيء خارجي، لكن الانتصار عن طريق الحِلم فهو فعل أعظم بكثير، لأن العقل هو الذي ينتصر ويسيطر بنفسه على نفسه، حين يجبر الحِلم العقل على التحكم داخليًا في ذاته.
ليدرك الغضوب ما يقوله الحق لمختاريه: "بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو 21: 19). إن طريقة الخَلْقْ هي في الحقيقة لشأن عجيب، حيث أن العقل يتحكم في النفس، وتسيطر النفس على الجسد. لكن النفس تفقد سيطرتها على الجسد إذا لم يسيطر العقل عليها. لذلك يبين لنا الرب أن الحِلم هو الحارس على أحوالنا، ويعلمنا أيضًا أنه بالحلم يمكن أن نمتلك أنفسنا. وهكذا ندرك فداحة خطيئة عدم الحُلم (أي الغضب) عندما نرى أننا به نفقد ماهيتنا (كينونتنا).
ليسمع الغاضبون ما يقوله سليمان: "الجاهل يُظهِر كلَّ غيظَه، والحكيمُ يُسَكِنُهُ أخيرًا." (أم 29: 11) إنه بدافع الغضب تتعرى الروح كليةَ، وتنزع إلى الغضب بسرعة أكثر وهذا لعدم توافر الانضباط الداخلي الحكيم. أما الإنسان الحكيم فإنه يتحفظ ويترك الأمور المستقبلية تهتم بذاتها. وعندما يخطئ إليه أحد لا يندفع إلى الانتقام على التو، لأنه يرغب باحتماله أن لا يفقد الآخرين مع أنه يعرف حقيقةً أن كل الأشياء سيتم عقابها بقضاءٍ عادلٍ في يوم الدينونة الأخير.
ومن جهة أخرى ينبغي أن نعظ الحليم بأن لا يحزن قلبه مما يقاسي منه خارجيًا. فهذه التضحية العظيمة التي يقدمها هؤلاء دون أي عائق لا ينبغي أن تفسدها أية عدوَى بخبثٍ داخلي. لأنه حتى لو لم يرَ الناس حزنهم فإن العين الإلهية الفاحصة تراه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025