منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #179801  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

* ليعرف الإنسان قدر نفسه حتى لا يتجرأ أحد فيأخذ لنفسه منصب
الرعاية، بينما لا تزال الرذيلة تسيطر عليه، وتتسبب في إدانته.
فإن الذي أفسدته الآثام لا يجب أن يشفع من أجل آثام الآخرين.



الأب غريغوريوس (الكبير)
  #179802  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مَنْ يُحِبُّ الحِكْمَةَ يُفَرِّحُ أَبَاه،
وَرَفِيقُ الزَوَانِي يُبَدِّدُ مَالًا [ع 3].
يدعونا سفر الأمثال إلى الدخول في علاقة حب مع الحكمة: "أحببها فتصونك" (أم 4: 6)، وهنا يقول: "من يحب الحكمة يُفرح أباه" (أم 29: 3). وجاء في سفر الحكمة: "صرت محبًا لجمالها" (حك 8: 2). إنه يدخل كما في علاقة عُرس روحي!
من يدخل في صداقة مع الزواني يبدد ما له ويفسد حياته. لذا ينصحنا الرسول: "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها" (2 تي 2: 23). كما يقول: "أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد... ومن التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 16-17). فمن يلتصق بزانية يفقد كل شيءٍ، أما من يلتصق بالرب فينعم بالوحدة معه، ويفرح به الآب السماوي كما يفرح به والداه.
* إن كان أحد يطيع سليمان، ويأخذ الحكمة الحقيقية كرفيقة له، وشريكة حياته، هذه التي يقول عنها: "أحببها فتصونك" "اِرفعها فتُعلِّيك" (راجع أم 4: 6، 8)، فإنه يُعد نفسه لهذا الحب، محافظًا على ثوب العرس طاهرًا، فرحًا بهذا العرس، حتى لا يُطرد إذ يرتدي ما هو لائق بالمتزوج. واضح أن الشوق إلى هذا النوع من العُرس مشترك بالنسبة للرجال والنساء على حدٍ سواء. إذ يقول الرسول: "ليس ذكر ولا أنثى" (غل 3: 28)، والمسيح هو كل شيء لكل الكائنات البشرية. هدف المحب الحقيقي للحكمة الالتصاق بالله، الحكمة الحقيقية، العريس غير الفاسد، فيكون له محبة الحكمة الحقيقية، أي الله.
القديس غريغوريوس النيسي
* في رأيي صورة النفس التي تشتاق إلى حفظ التقليد المبارك دون فقدان نقطة واحدة تجري أحيانًا هكذا: "عندما يحب إنسان الحكمة يُفرح قلب أبيه". الآبار التي تستخدم على الدوام تمدنا بمياه أنقى، أما الآبار التي لا يسحب منها أحد فتصير نتنة. الاستخدام يجعل الحديد أكثر بريقًا، وعدم الاستخدام يجعله ينتج صدأ. بوجه عام، الاستخدام (العمل) يجعل النفوس والأجسام صحية.
القديس إكليمنضس السكندري
  #179803  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

* إن كان أحد يطيع سليمان، ويأخذ الحكمة الحقيقية كرفيقة له، وشريكة حياته، هذه التي يقول عنها: "أحببها فتصونك" "اِرفعها فتُعلِّيك" (راجع أم 4: 6، 8)، فإنه يُعد نفسه لهذا الحب، محافظًا على ثوب العرس طاهرًا، فرحًا بهذا العرس، حتى لا يُطرد إذ يرتدي ما هو لائق بالمتزوج. واضح أن الشوق إلى هذا النوع من العُرس مشترك بالنسبة للرجال والنساء على حدٍ سواء. إذ يقول الرسول: "ليس ذكر ولا أنثى" (غل 3: 28)، والمسيح هو كل شيء لكل الكائنات البشرية. هدف المحب الحقيقي للحكمة الالتصاق بالله، الحكمة الحقيقية، العريس غير الفاسد، فيكون له محبة الحكمة الحقيقية، أي الله.



القديس غريغوريوس النيسي
  #179804  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

* في رأيي صورة النفس التي تشتاق إلى حفظ التقليد المبارك دون فقدان نقطة واحدة تجري أحيانًا هكذا: "عندما يحب إنسان الحكمة يُفرح قلب أبيه". الآبار التي تستخدم على الدوام تمدنا بمياه أنقى، أما الآبار التي لا يسحب منها أحد فتصير نتنة. الاستخدام يجعل الحديد أكثر بريقًا، وعدم الاستخدام يجعله ينتج صدأ. بوجه عام، الاستخدام (العمل) يجعل النفوس والأجسام صحية.



القديس إكليمنضس السكندري
  #179805  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المَلِكُ بالعَدْلِ يُثَبِّتُ الأَرْضَ،
والقَابِلُ الهَدَايَا يُدَمِّرُهَا [ع 4].
تفسد الرشوة أساسات القوانين وتدمر الأرض، فيلزم أن نبغضها كعدوٍ لنا (أم 15 27). إنها تفسد العدالة (أم 17: 23). بالرشوة يمكن للشخص البلوغ إلى العظماء (أم 18: 16)، ويستعطفهم (أم 19: 6)، لكنها تسبب خصومات، وتفقد الإنسان سلامه (أم 21: 14).
جاء ملك الملوك البار وحده ليحول أرضنا إلى سماءٍ، ويعطي للقادة أن يتمتعوا بالشركة معه، فيثبتوا الحق والعدل والبرّ. أما من يطلب الهدايا كرشوة، ويلتصق قلبه بالماديات فيفسد الحكم.
* لم يستطع أحد أن يعرف الحكمة، لأنه "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يُعلن له" (مت 11: 27). لذلك أعلن عنه ليوحنا، حيث كانت الحكمة مع الرسول، فنطق لا بما هو حسب فكره الخاص، وإنما ما سكبته الحكمة فيه: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله" (يو 1:1). بالحقيقة لم يستطع الموت أن يُمسك بها، إذ قالت الحكمة: "يا موت، أين غلبتك؟ يا موت، أين شوكتك؟" (راجع 1 كو 15: 55).
القديس أمبروسيوس
  #179806  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

* لم يستطع أحد أن يعرف الحكمة، لأنه "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يُعلن له" (مت 11: 27). لذلك أعلن عنه ليوحنا، حيث كانت الحكمة مع الرسول، فنطق لا بما هو حسب فكره الخاص، وإنما ما سكبته الحكمة فيه: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله" (يو 1:1). بالحقيقة لم يستطع الموت أن يُمسك بها، إذ قالت الحكمة: "يا موت، أين غلبتك؟ يا موت، أين شوكتك؟" (راجع 1 كو 15: 55).



القديس أمبروسيوس
  #179807  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الرَجُلُ الذِي يُطْرِي صَاحِبَهُ،
يَبْسُطُ شَبَكَةً لِرِجْلَيْهِ [ع 5].
مع حاجة الكل إلى كلمات التشجيع، لكن إن تحول المديح إلى إطراء كنوعٍ من المجاملة أو المداهنة أو التسلية، فإنه يكون أشبه بشبكةٍ منصوبةٍ يسقط فيها الشخص.
* "فليؤدِّبني الصدِّيق برحمة ويوبخني. أمَّا زيت الخاطئ فلا يدهن رأسي" (مز 140: 5).
دُهن الخاطئ هو عبارات الإطراء والتملُّق، هذه يبغضها النبي جدًا. فهو يحب أن يوبخه الصدِّيق ويؤدِّبه بالصرامة مع الرحمة، ولا يريد المديح مع المراءاة والمحاباة. لأن التملُّق والمداهنة لا يفيدان الإنسان شيئًا، بل يزيدانه جهلًا وإثمًا وثباتًا فيهما...
قال الله على لسان النبي: "يا شعبي إن الذين يطوِّبونكم يضلُّونكم" (إش 3: 12)، أي إن الذين يمدحونكم ويتكلَّمون عنكم بالنوادر رياءً ونفاقًا، إنَّما يخدعونكم ويهلكونكم بالتمام. أمَّا الذين يوبخونكم وينصحونكم فيحسنون إليكم إحسانًا عظيمًا.
* (التراخي مع الخطاة) ليس فضيلة، بل هو ضعف. ولا هو محبَّة أو وداعة بل إهمال، لا بل هو قسوة على تلك النفوس التي يُغفل عنها، فتهلك دون أن تنبِّه على خرابها.
القديس أغسطينوس
  #179808  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

* "فليؤدِّبني الصدِّيق برحمة ويوبخني. أمَّا زيت الخاطئ فلا يدهن رأسي" (مز 140: 5).
دُهن الخاطئ هو عبارات الإطراء والتملُّق، هذه يبغضها النبي جدًا. فهو يحب أن يوبخه الصدِّيق ويؤدِّبه بالصرامة مع الرحمة، ولا يريد المديح مع المراءاة والمحاباة. لأن التملُّق والمداهنة لا يفيدان الإنسان شيئًا، بل يزيدانه جهلًا وإثمًا وثباتًا فيهما...
قال الله على لسان النبي: "يا شعبي إن الذين يطوِّبونكم يضلُّونكم" (إش 3: 12)، أي إن الذين يمدحونكم ويتكلَّمون عنكم بالنوادر رياءً ونفاقًا، إنَّما يخدعونكم ويهلكونكم بالتمام. أمَّا الذين يوبخونكم وينصحونكم فيحسنون إليكم إحسانًا عظيمًا.

* (التراخي مع الخطاة) ليس فضيلة، بل هو ضعف. ولا هو محبَّة أو وداعة بل إهمال، لا بل هو قسوة على تلك النفوس التي يُغفل عنها، فتهلك دون أن تنبِّه على خرابها.





القديس أغسطينوس
  #179809  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فِي مَعْصِيَةِ رَجُلٍ شِرِّيرٍ شَرَكٌ،
أَمَّا الصدِّيق فَيَتَرَنَّمُ وَيَفْرَحُ [ع 6].
يليق بنا أن نميز بين سقوط الشرير وسقوط الصدِّيق. الأول يسقط؛ ويستسلم للسقوط فيتحطم، أما الثاني فإنه وإن سقط يقوم. لهذا حتى بعد سقوطه نفسه ترنم وتسبح الله غافر الخطية ومنقذ النفوس من الفساد. لغة الشرير الإحباط واليأس، ولغة الصدِّيق الرجاء والفرح والتهلل بالرب.
* ["أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو 8: 34).]
إنه عبد، يا ليته لإنسانٍ، بل للخطية!
من لا يرتعب أمام مثل هذه الكلمات؟ الرب إلهنا يهبنا - أنتم وأنا - أن أتكلم بتعبيرات لائقة عن هذه الحرية، باحثًا عنها، وأن أتجنب تلك العبودية...
يا لها من عبودية بائسة! عندما يعاني البشر من سادة أشرار يطلبون على أي الأحوال تغيير السيِّد. ماذا يفعل عبد الخطية؟ لمن يقدم طلبه؟ إلى من يطلب الخلاص...؟
أين يهرب عبد الخطية؟ فإنه يحمل (سيِّدته، أي الخطية) أينما هرب. لا يهرب الضمير الشرير من ذاته، لا يوجد موضع يذهب إليه.
نعم لا يقدر أن ينسحب من نفسه، لأن الخطية التي يرتكبها هي في داخله. يرتكب الخطية لكي يحصل على شيءٍ من اللذة الجسدية. لكن تعبر اللذة وتبقى الخطية. ما يبتهج به يَعبر، وتبقى الشوكة خلفها. يا لها من عبودية شريرة...!
لنهرب جميعًا إلى المسيح، ونحتج ضد الخطية إلى الله بكونه مخلصنا.
لنطلب أن نُباع لكي ما يخلصنا بدمه. إذ يقول الرب: "مجانًا بُعتم، وستخلصون بدون مالٍ" (إش 52: 3). تخلصون بدون ثمن من جانبكم؛ هكذا يقول الرب، لأنه هو دفع الثمن، لا بمالٍ بل بدمه، وإلاَّ بقينا عبيدًا معوزين.
* هذا العالم هو دون شك وادي الدموع الذي فيه يزرع الإنسان وهو باكٍ. إنه يسندك لتستمر في إيمانك. على أي الأحوال، إن شرحت ما يعنيه هذا السفر بالبذار التي نزرعها الآن.
إنها الأعمال الصالحة التي خلقها الله لكل واحدٍ منا أن نفعلها (أف 2: 10). وقد خطط لنا أن نقيمها بقوة روحه في وسط أتعاب هذه الحياة المضطربة.
من يتعلم أن يمارس عمل الله في هذا العالم - وادي الدموع والأتعاب هذا - يصير متهللًا مثل المزارع المُجِدّْ الذي يزرع البذار حتى في موت الشتاء، فهل تقدر الرياح الباردة والجو القاسي أن يمنعه عن العمل؟ حتمًا لا! هكذا يليق بنا أن نتطلع إلى متاعب هذه الحياة. تُلقى الملاهي في طريقنا بواسطة الشرير، بقصد أن نحيد عن الأعمال الصالحة التي خُلقنا لكي نعملها. تطلعوا ماذا يقول المرتل: "من يخرج باكيًا..." بالحق يجد علة للبكاء، يجد كل واحدٍ منا ذلك. ومع هذا يلزمنا أن نسير، ممارسين أعمال الله الصالحة في طريقنا.
كم نكون بائسين إن كنا قد دُعينا للعمل بجدية لكي نبكي فقط دون التطلع إلى أية ثمرة لعملنا. يا لنا من بائسين إن كنا لا نجد أحدًا يمسح دموعنا.
لكننا نعرف أن الروح القدس يعمل لكي نستمر في الغرس وسط دموعنا. لأن الروح يعدنا خلال المرتل أننا نعود مندهشين بالفرح! نحمل ثمر تعبنا كتقدمة له.
القديس أغسطينوس
  #179810  
قديم 30 - 11 - 2024, 04:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,504

* ["أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو 8: 34).]
إنه عبد، يا ليته لإنسانٍ، بل للخطية!
من لا يرتعب أمام مثل هذه الكلمات؟ الرب إلهنا يهبنا - أنتم وأنا - أن أتكلم بتعبيرات لائقة عن هذه الحرية، باحثًا عنها، وأن أتجنب تلك العبودية...
يا لها من عبودية بائسة! عندما يعاني البشر من سادة أشرار يطلبون على أي الأحوال تغيير السيِّد. ماذا يفعل عبد الخطية؟ لمن يقدم طلبه؟ إلى من يطلب الخلاص...؟
أين يهرب عبد الخطية؟ فإنه يحمل (سيِّدته، أي الخطية) أينما هرب. لا يهرب الضمير الشرير من ذاته، لا يوجد موضع يذهب إليه.
نعم لا يقدر أن ينسحب من نفسه، لأن الخطية التي يرتكبها هي في داخله. يرتكب الخطية لكي يحصل على شيءٍ من اللذة الجسدية. لكن تعبر اللذة وتبقى الخطية. ما يبتهج به يَعبر، وتبقى الشوكة خلفها. يا لها من عبودية شريرة...!
لنهرب جميعًا إلى المسيح، ونحتج ضد الخطية إلى الله بكونه مخلصنا.
لنطلب أن نُباع لكي ما يخلصنا بدمه. إذ يقول الرب: "مجانًا بُعتم، وستخلصون بدون مالٍ" (إش 52: 3). تخلصون بدون ثمن من جانبكم؛ هكذا يقول الرب، لأنه هو دفع الثمن، لا بمالٍ بل بدمه، وإلاَّ بقينا عبيدًا معوزين.
* هذا العالم هو دون شك وادي الدموع الذي فيه يزرع الإنسان وهو باكٍ. إنه يسندك لتستمر في إيمانك. على أي الأحوال، إن شرحت ما يعنيه هذا السفر بالبذار التي نزرعها الآن.
إنها الأعمال الصالحة التي خلقها الله لكل واحدٍ منا أن نفعلها (أف 2: 10). وقد خطط لنا أن نقيمها بقوة روحه في وسط أتعاب هذه الحياة المضطربة.
من يتعلم أن يمارس عمل الله في هذا العالم - وادي الدموع والأتعاب هذا - يصير متهللًا مثل المزارع المُجِدّْ الذي يزرع البذار حتى في موت الشتاء، فهل تقدر الرياح الباردة والجو القاسي أن يمنعه عن العمل؟ حتمًا لا! هكذا يليق بنا أن نتطلع إلى متاعب هذه الحياة. تُلقى الملاهي في طريقنا بواسطة الشرير، بقصد أن نحيد عن الأعمال الصالحة التي خُلقنا لكي نعملها. تطلعوا ماذا يقول المرتل: "من يخرج باكيًا..." بالحق يجد علة للبكاء، يجد كل واحدٍ منا ذلك. ومع هذا يلزمنا أن نسير، ممارسين أعمال الله الصالحة في طريقنا.
كم نكون بائسين إن كنا قد دُعينا للعمل بجدية لكي نبكي فقط دون التطلع إلى أية ثمرة لعملنا. يا لنا من بائسين إن كنا لا نجد أحدًا يمسح دموعنا.
لكننا نعرف أن الروح القدس يعمل لكي نستمر في الغرس وسط دموعنا. لأن الروح يعدنا خلال المرتل أننا نعود مندهشين بالفرح! نحمل ثمر تعبنا كتقدمة له.
القديس أغسطينوس
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025