اليوم, 04:31 PM
|
رقم المشاركة : ( 179351 )
|
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مِثْلُ الْعُصْفُورِ التَّائِهِ مِنْ عُشِّهِ،
هَكَذَا الرَّجُلُ التَّائِهُ مِنْ مَكَانِهِ [8].
يتسم الإنسان النقي بروح الاكتفاء وحياة الشكر، فيشعر بنوعٍ من الرضا والاستقرار بالرغم من كفاحه وجهاده وتقدمه المستمر ونموه في كل شيء. أما غير المؤمن فلا يشبع حتى وإن أُعطيت له كل الأرض، ولن يستريح، ولا يشعر باستقرار، فهو دائم التذمر. إنه كعصفور يهجر عشه، فيتعرض للمخاطر.
يقول الرسول: "ولكنه لكل واحدٍ يُعطي إظهار الروح للمنفعة" (1 كو 12:7). "وأما الآن فقد وضع الله الأعضاء كل واحدٍ منها في الجسد كما أراد" (1 كو 12: 18). لهذا يليق بالمؤمن أن يتعرف على الموهبة التي أُعطيت له من قبل الله، ويضرمها بفرحٍ وأمانةٍ، دون أن يفتخر على من ليس لديه ذات الموهبة، ولا يحسد من يظن أن لديه موهبة أسمى وأعظم مما لديه.
ما هو العش الذي يفارقه العصفور فيصير في حالة تيه إلا حضن الله المفتوح لنا خلال الصليب، يحملنا إليه روحه القدوس، وفيه نستقر بروح التهليل؟ لقد ترك ديماس هذا العش، إذ قال عنه الرسول بولس، "لأن ديماس قد تركني، إذ أحب العالم الحاضر" (2 تي 4: 10).
الإنسان المقدس للرب يعيش في هذا العالم كما في السماء، بل وبسببه يحل السلام على من هم حوله.
* سعيدةٌ هي مدينة الإسكندرية التي أنتم شفعاؤها! وما كانت مدن سدوم ستهلك وتتحول إلى رمادٍ لو كان يعيش فيها عشرة أبرار، والمدن الأخرى أيضًا ما كانت ستنقلب لو احتفظت بمثل قداستكم فيها. والكتاب المقدس يروي كيف أنّ أصدقاء الجزيل التقوى أيوب الذين كانوا مغضوبًا عليهم (من الله) قد خلصوا بفضله: "عبدي أيوب يصلِّي من أجلكم لأنِّي أرفع وجهه، لئلاّ أصنع معكم حسب حماقتكم" (أي 42: 8).
* يا للفضائل التي تزيِّن حياتكم العزيزة جدًا عند الله! أيَّ إكليل بهيٍّ تُنشئه هذه الفضائل! كم هي عظيمةٌ عندكم المثابرة على الأعمال الصالحة! إنّ السلام الذي يملك عليكم لهو بفضل بُعدكم عن الرذائل والتواضع الذي هو العلامة التي تدلّ على تملُّك المسيح عليكم هذا الذي فقده الشيطان منذ البدء.
لقد تحتَّم عليَّ كواجبٍ ملزمٍ أن أكتب إليكم وأقول لكم ذلك حيث إنه مكتوبٌ: "ذِكر الصدِّيق للبركة" (أم10: 7)، وأنّ مدح الأبرار يفرِّح الشعب (اُنظر أم29: 2). فعندما يتذكركم البعض فمن الطبيعي أن يميل إلى الثناء عليكم.
القديس أنبا سيرابيون أسقف تميّ * أبغض بطنك وحاجات هذا العالم والرغبات الرديئة والكرامات وكأنك لم توجد بعد في هذا العالم وأنت تقتني السلام.
القديس أنبا أنطونيوس الكبير * ليفض فيكم السلام الآتي من الرب فوق كل قياس، ذلك السلام السماوي الذي رفع النور فوق العالم. هذا الذي أعلنه الأنبياء والذي تكلم عنه الأبرار، والذي بشّرت به الملائكة بالأخبار السارة. إنه هو السلام الذي تلقّته السيدة العذراء مريم وولدَتْ مخلِّص العالم، هذا الذي حلَّ على الأموات، الذي شقّ الصخور، وفتح القبور، وأعاد الحياة للموتى، وحرَّر الأسرى وفكَّ المقيَّدين والمستعبَدين، ومزّق صكّ دينونة آدم، ونقش في النفوس شريعةً سماويةً، وقرن اللاهوت بالناسوت محرِّرًا الخليقة، وقتل الخطية، رافعًا اللعنة من على الأرض، محطِّمًا حاجز العداوة، باعثًا من التراب جسد آدم ذاك الذي كان قد أدانه ثم أدخله إلى فردوس الموعد، وجعله يسلك في حياةٍ جديدةٍ، وهو الذي لا يعرف أكثر من الموت. ولكي نصير له إخوة جعلنا أيضًا نولد من أبيه.
|
|
|
|