24 - 11 - 2024, 12:52 PM | رقم المشاركة : ( 179171 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يجدر بالشباب ممارسة الهوايات الهواية هي شيء نفعله بخلاف العمل المعتاد بهدف المتعة أو الإسترخاء. مثال ذلك، ربما تكون الهواية رياضة المشي أو النجارة أو عزف آلة معينة أو القراءة أو الألعاب أو العديد من المجالات الأخرى. الله يعلم أننا بحاجة إلى الإسترخاء والإستمتاع من وقت لآخر، ولكن يجب أن تكون متعتنا نظيفة وصالحة، وليست متعة عالمية خاطئة. لهذا، هل من الخطأ أن يكون للمؤمن هوايات؟ ليس بالضرورة. إن غالبية الهوايات غير ضارة وبالتالي ليست صواب أو خطأ. المهم هو إتجاه الشخص الذي يمارس الهواية. كتب الرسول بولس ما يلي: "وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْلٍ اوْ فِعْلٍ، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ" (كولوسي 3: 17). وكتب أيضاً: "فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ" (كورنثوس الأولى 10: 31). يجب أن يكون المقياس الحقيقي لهواياتنا هو ما إذا كانت تمجد الله أم لا، وما إذا كانت تجذب إهتمامنا بعيداً عنه أم لا. إن الكثير من وسائل تسليتنا اليوم جذورها في الخطية، فهي تمجد وتغذي شهوة الجسد وشهوة العيون. يجب أن ننتبه ألا تكون هواياتنا متأصلة في الخطية. يمكن أن تكون الهوايات خاطئة إذا كنا نمارسها للهروب من الله، أو نمارسها بإتجاه خاطيء. فيمكن أن نشترك في الرياضة ونتمتع بالرفقة والتدريبات التي توفرها الرياضة. ولكن إن جعلتنا طبيعتنا التنافسية نسب ونلعن عندما نخسر أو نلعب بطريقة سيئة، وإذا كنا نغش في النتائج، أو إذا بدأنا ننظر إلى منافسينا على أنهم أعداؤنا، فهذا خطأ ولا يمجد الله. الرياضات في حد ذاتها ليست خاطئة، ولكن إشتراكنا فيها يصبح خطية بسبب إتجاهاتنا وتوجهاتنا نحوها. ولكن إن كنا نتمتع بهذه الأنشطة بقلب ممتن لله، ولا يعوق إشتراكنا فيها علاقتنا معه، تصبح الرياضة أو الهواية مؤثر إيجابي في حياتنا. التجربة التي تمثلها الهوايات هي أن نستخدمها للهروب من الحياة وبالتالي من الله. فيمكن أن تسلب وقتنا، وتصبح وثناً في حياتنا، وتلهينا عن تمجيد الله في كل ما نفعله. لدينا حرية رائعة في المسيح ولكن يقدم لنا بولس هذا التنبيه: "فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً" (غلاطية 5: 13). نكرر القول بأن الهوايات ليست خطأ بالضرورة، ولكن عندما تستولي علينا وتنزع أعيننا عن المسيح فإنها تصبح خطأ بكل تأكيد. وحتى أكثر الهوايات البريئة التي تشغلنا يمكن أن تكون معطل يجب أن نتخلى عنه لأنه يعوق سعينا الذي هو الحياة المسيحية (عبرانيين 12: 1). يمكن أن نختبر أنفسنا بهذه الأسئلة: ما مدى أهمية هذه الهواية بالنسبة لي؟ هل الرب وحده يكفيني؟ لو أخذت مني هذه الهواية، هل أكون لا زلت مكتفياً بالمسيح؟ لهذا، نعم، يمكن أن يكون للمؤمنين هوايات، ولكن لا يجب أن تأخذ مكان المسيح أبداً. تلك هي التجربة، ويجب أن نحرص على تجنبها. |
||||
24 - 11 - 2024, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 179172 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يجدر بالشباب حضور حفل زفاف زوجين مثليين أولاً، كلمة تشجيع: إذا كنت من نوع الأصدقاء الذي يدعوه شخصين مثليين إلى زفافهما، فلا بد أنك تفعل شيئاً صحيحاً. في أثناء سنوات خدمة المسيح على الأرض إقترب منه المرفوضين من المجتمع مثل جامعي الضرائب والخطاة (متى 9: 10؛ لوقا 15: 1). وكان صديقاً لهم. وأكثر من ذلك، لا توجد خطية أعظم من غيرها. كل الخطايا مكروهة لدى الله. والمثلية الجنسية واحدة من بين الخطايا المذكورة في رسالة كورنثوس الأولى 6: 9-10 والتي تمنع الإنسان من دخول ملكوت الله. كلنا خطاة ويعوزنا مجد الله (رومية 3: 23). ونخلص من العواقب الأبدية للخطية فقط من خلال المسيح وحده. (أنظر مقال: ما معنى أن يسوع يخلص؟") يقول البعض أن المؤمن لا يجب أن يجد غضاضة في حضور زفاف شخصين مثليين وأن حضور هذا الزفاف لا يعني بالضرورة دعم حياة المثليين. ويرون أن حضور الشخص يوصل محبة الله لأصدقائه. والفكرة هي أن حضور الشخص في حفل زفاف هو تعبير عن المحبة والصداقة للشخص الآخر – وليس لأسلوب حياته أو خياراته الروحية. فنحن لا نتردد في مساندة الأصدقاء والمقربين الذين يصارعون ضد خطايا أخرى. ويمكن أن يعمل إظهار المساندة والمحبة غير المشروطة على فتح أبواب الفرص في المستقبل. المشكلة هي أن زفاف المثليين هو إحتفاء بشخصين يعيشان أسلوب حياة يعلن الله أنه غير أخلاقي وغير طبيعي (رومية 1: 26-27). "لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ..." (عبرانيين 13: 4)، ولكن زفاف المثليين لا يكرم الزواج من خلال تشويه معناه. وبخلاف الزفاف في الديانات الأخرى، لا يعتبر زفاف المثليين زواجاً، بحسب ما يعلنه الله عن الزواج. فإن الزواج بين شخص غير مؤمن وإمرأة غير مؤمنة هو زواج في عيني الله. لأنه يحقق علاقة "الجسد الواحد" التي رسمها الله (تكوين 2: 24). وحتى الزواج بين الطرف المؤمن والطرف غير المؤمن هو زواج صحيح (كورنثوس الأولى 7: 14)، رغم أن الله يوصينا بالإبتعاد عن مثل هذا الزواج (كورنثوس الثانية 6: 14). لا يعتبر إتحاد المثليين زواجاً في نظر الله. رسم الله أن يكون الزواج بين رجل وإمرأة مدى الحياة؛ لذا فإن ربط هذه الوحدة المقدسة المباركة بشيء يعلن الله أنه غير مقدس هو أمر غير مقبول. فكيف يمكن أن نطلب بركة الله على إتحاد يقول هو أنه غير طبيعي؟ إذا إفترضنا أن الشخص المؤمن يمكن أن يحضر زفاف مثليين ويستطيع بطريقة ما أن يقول بوضوح أنه يأتي دعماً للأشخاص وليس لأسلوب حياتهم. إلا أن هؤلاء الأشخاص الذين يساندهم يقيمون حدثاً للإحتفال بفجورهم. ولا سبيل للهروب من حقيقة أن مراسم زفاف المثليين هي إحتفاء بالخطية. نحن نساند أصدقاؤنا من مدمني الخمر بمساعدتهم على الإمتناع عن الشرب، وليس بالذهاب معهم إلى البار. ونساند الأصدقاء مدمنى الصور الإباحية بمحاسبتهم وتوفير المساعدة لهم، وليس بمعاونتهم على تنظيم مجموعة المجلات أو زيادة مساحة التخزين على الكمبيوتر الخاص بهم. وبنفس الطريقة، نحن نساند أصدقاؤنا المثليين بمساعدتهم على ترك أسلوب الحياة هذا وليس بأن نكون ضيوفهم في الإحتفال بالمثلية. إننا لا نقدم مساعدة حقيقية لأصدقاؤنا بحضور حدث يحتفي بالخطية. إظهار المحبة للأصدقاء أمر جدير بالإعجاب. ومن الجيد البحث عن الفرص للشهادة للمسيح وإظهار اللطف والمحبة لأصدقاؤنا المثليين. ولكن، تصبح هذه الدوافع مضللة عندما يصل الأمر إلى حضور زفاف المثليين. ليس هدفنا أبداً إبعاد أصدقاؤنا عن المسيح، ولكن على المؤمنين مسئولية الوقوف في صف البر، حتى إن تسبب ذلك بالألم أو الإنقسام أو الكراهية (لوقا 12: 51-53؛ يوحنا 15: 18). لذا، فإن قناعتنا في حالة تلقي الدعوة إلى زفاف المثليين هي أن يعتذر المؤمن بالمسيح عن الحضور بكل إحترام. ولكن، تلك هي قناعتنا. فإن زفاف المثليين ليس موضوعاً يتناوله الكتاب المقدس بصورة واضحة ومحددة. بالتأكيد لا يوجد "إفعل" أو "لا تفعل" في كلمة الله بشأن حضور زفاف المثليين. وبناء على الأسباب والمباديء المذكورة أعلاه، لا نستطيع أن نتخيل سيناريو يكون فيه حضور زفاف المثليين هو الصواب. ولكننا لا نستخف بإيمانك أو نشكك في تكريسك للمسيح إذا كان لك قناعة مختلفة بعد الكثير من الصلاة والبحث في كلمة الله والتفكير والمناقشة. |
||||
24 - 11 - 2024, 12:54 PM | رقم المشاركة : ( 179173 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يقول الكتاب المقدس أن نتبع قلوبنا توجد الكثير من الدعوات لكي "نتبع قلوبنا" في الأفلام والروايات والشعارات والمدونات والأعراف. ومن النصائح المرتبطة بها "ثق بنفسك" و "إتبع حدسك". وأيضاً "قلبك لن يضلك". والمشكلة هنا هي أنه لا يوجد سند كتابي لأي من هذه المقولات. عليناأن نسلم قلوبنا لله بدلاً من أن نثق بها: "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ" (أمثال 3: 5-6). يقدم هذا المقطع أمراً محدداً بألا نثق بأنفسنا. كما يعد من يختارون أن يتبعوا الرب بأن يرشدهم. يجب أن يكون أي شيء مؤسساً على الحق الموضوعي لكي يستطيع أن يقدم توجيهاً صحيحاً. هذا يعني أن أي شيء نتوجه إليه طلباً للمشورة يجب أن يصل إلى النتائج بناء على حق موضوعي وليس نتائج شخصية إنفعالية. يعلمنا الكتاب المقدس أن الإنسان يجب أن يتبع الله. ويعلن الله قائلاً: "مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ" (إرميا 17: 7). فلدى الله معرفة تامة بكل شيء (يوحنا الأولى 3: 20)، أي أن الله كلي المعرفة. فمعرفة الله ليست محدودة بأي شكل. الله يعلم كل الأحداث التي حدثت في الماضي والتي تحدث الآن والتي ستحدث في المستقبل (إشعياء 46: 9-10). وتمتد معرفة الله إلى ما هو أبعد من الأحداث في حد ذاتها إلى الأفكار والنوايا (يوحنا 2: 25؛ أعمال الرسل 1: 24). ولكن ليست هذه المعرفة الهائلة هي التي تجعل الله مصدراً موثوقاً للإرشاد. يدرك الله كل إحتمال ممكن وكل نتيجة يمكن توقعها لأية سلسلة من الأحداث (متى 11: 21). هذه القدرة، بالإضافة إلى صلاح الله، تجعل الله هو من يقدم أفضل توجيه ممكن للبشر. هذا ما يقوله الله عن القلب الذي لم يتجدد: "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ!" (إرميا 17: 9). توضح هذه الآية سببان يمنعان الإنسان من إتباع قلبه في إتخاذ القرارات. أولاً، لا يوجد شيء في كل الخليقة أكثر خداعاً من قلب الإنسان بسبب طبيعة الخطية التي ورثها. فنحن نتبع مرشد غير جدير بالثقة إن كنا نتبع قلوبنا. في الواقع نحن لا نبصر طبيعة قلوبنا المخادعة. ويطرح النبي إرميا السؤال: "من يعرفه؟" فعندما نعتمد على أنفسنا في الوصول إلى الحكمة، ينتهي بنا الأمر إلى عدم القدرة على تمييز الصواب من الخطأ. لأن تحديد الصواب من الخطأ بناء على "المشاعر" هو طريقة خطيرة (وغير كتابية) للحياة. ثانياً، يعلمنا ما يقوله إرميا 17: 9 أن مرض القلب ميئوس منه. ولا توجد طريقة لإصلاح القلب. بل يحتاج الإنسان إلى قلب جديد. لهذا عندما يأتي الإنسان إلى الإيمان بالمسيح يصير خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17). المسيح لا يصلح القلب، بل يستبدله بقلب جديد. ولكن هذا لا يعني أننا يمكن أن نتكل على قلوبنا بعد أن نؤمن بالمسيح. فتشجعنا كلمة الله، كمؤمنين، أن نتبع مشيئة الله وليس رغباتنا الشخصية. يقول الكتاب المقدس أن "الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ" (غلاطية 5: 17). ولكن يجب توضيح بعض الأمور هنا. لا يعني ما سبق أن مشاعرنا دائماً موضع شك، أو أن الله لا يضع رغبات في قلوبنا (مزمور 37: 4). المشاعر ليست مرشداً معتمداً، ولكنها مفيدة وتزودنا بالمعلومات. ليست اشواق قلوبنا دائماً صالحة، ولكن قد تكون شغفاً أعطاه لنا الله. يمتلك المؤمنين كل من الطبيعة الخاطئة والطبيعة الجديدة أيضاً؛ ويعتمد التمييز بينهما على مدى النضوج الروحي. فمن الحكمة دائماً فحص رغبات قلوبنا في ضوء كلمة الله من خلال الصلاة. وبالمثل، يجب أن نولي إهتماماً لمواهبنا أو الأشياء التي تجلب لنا الفرح. ونقول مرة أخرى، نحن لا "نتبع قلوبنا" بالطريقة التي يقصدها العالم غالباً، ولكن المعرفة البديهية ليست خاطئة. أحياناً يبدو إتباع إرشاد الروح القدس مماثلاً لـ "إتباع قلوبنا". ولكن، مرة أخرى، "إتباع القلب" يكون صحيحاً فقط بمقدار إخضاع قلوبنا لقيادة الله وحق كلمته. لنا إله محب وكلي المعرفة يعدنا بأن يمنحنا الحكمة (يعقوب 1: 5)؛ ولدينا كلمته الموحى بها والمعصومة من الخطأ والمكتوبة من أجلنا (تيموثاوس الثانية 3: 16). فبدلاً من السعي وراء النزوات الطارئة لقلوبنا الملوثة بالخطية، فإننا نتوجه إلى الله ونثق في وعوده الأبدية. |
||||
24 - 11 - 2024, 12:55 PM | رقم المشاركة : ( 179174 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل من الخطأ الإشتراك في الرياضات الخطرة بالطبع، يمكن إعتبار أية رياضة "خطيرة" وفقاً لطريقة ممارستها. ولكن الرياضات الخطرة هي غالباً أنشطة رياضية تحمل قدراً عالياً من المخاطرة بطبيعتها. يتطلب الإشتراك في الرياضات الخطرة مهارة وقدراً غير قليل من الجسارة. فيوجد خطر زائد بالنسبة للمشارك مع زيادة الإثارة. من أمثلة الرياضات الخطرة الشائعة القفز بالمظلات، تسلق الجبال، الباركور/الجري الحر، القفز بالمطاط، ركوب الدراجات الجبلية، التزحلق على الماء، القفز القاعدي. لا يقدم الكتاب المقدس إجابات محددة وواضحة بالنسبة للرياضات الخطرة. هل يوجد شيء لاأخلاقي بشأن ربط مظلة والقفز من أعلى مبنى؟ كلا. هل يوجد أمر كتابي ضد أداء حركات خطرة أثناء القفز بدراجة نارية؟ كلا. إذا لا يوجد شيء يجعل الرياضات الخطرة خاطئة من وجهة نظر كتابية. لذا يصبح الإشتراك في الرياضات الخطرة من عدمه مسألة تتعلق بدوافع الإنسان وضميره (وشجاعته). قبل أن تمسك أدواتك وتخرج للتزلج على بركان ما، عليك على الأقل أن تفكر في بعض المباديء الكتابية التالية: علينا أن نطيع قوانين البلاد (رومية 13: 1-2). إذا كانت الرياضة الخطرة التي تريد ممارستها تتطلب كسر أحد القوانين، فربما يجب أن نبحث عن نشاط آخر نمارسه. مثال ذلك، يعتبر الفقز القاعدي من أعلى المباني أو أية منشآت أخرى غير قانوني، ومن يمارسونه يكسرون القانون. ويجب أن يُعرف المؤمنين بإلتامهم بالقوانين، وليس مغامراتهم في كسر القانون. فيجب أن نسأل أنفسنا قبل ممارسة الرياضات الخطرة: "هل ما أفعله أمر يسمح به القانون؟" يجب أن نكون وكلاء صالحين على ما إئتمننا عليه الله. وأجسادنا هي أحد الأشياء التي أعطانا إياها الله. تقول رسالة كورنثوس الأولى 6: 19-20 "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ..." فيجب أن نسأل أنفسنا قبل ممارسة الرياضات الخطرة: "هل أنا أمجد الله في جسدي؟" يجب أن نكون عاملين مع الله في نشر الإنجيل حول العالم (متى 28: 19-20). علينا أن نسأل أنفسنا قبل الإشتراك في الرياضات الخطرة: "هل هذه الوسيلة تساعد في إنتشار الإنجيل؟" (فمن الممكن أن تكون أفضل وسيلة لتوصيل الإنجيل إلى لاعبي الرياضات الخطرة هي من خلال شخص مؤمن يمارس الرياضات الخطرة أيضاً.) يجب أن نمجد الله في كل ما نفعله. "فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ" (كورنثوس الأولى 10: 31). وعلينا أن نسعى للإتضاع. "اِتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ" (يعقوب 4: 10). أحياناً يبدو أن لاعبي الرياضات الخطرة يركزون على تمجيد أنفسهم وإنجازاتهم وليس تمجيد الله. علينا أن نسأل أنفسنا قبل أن نرتدي بذلة القفز، والقفز من أعلى التل: "هل أفعل هذا لتمجيد نفسي أم تمجيد الله؟" بالطبع، لا تجذب الرياضات الخطرة الجميع. فيوجد من ليس لديهم إستعداد للمخاطرة بحياتهم لمجرد الشعور بتدفق الأدرينالين، أو الذين يعتبرون الرياضات الخطرة مجازفة حمقاء غير ضروروية. ولكن يوجد بعض المؤمنين الذين يستطيعون الحفاظ على إتضاعهم مع تمجيد الله من خلال الرياضات الخطرة. وهم يستخدمون ما يفعلونه في الرياضات الخطرة لإظهار إيمانهم وتقديم شهادة للمسيح وسط زملائهم من لاعبي الرياضات الخطرة. |
||||
24 - 11 - 2024, 12:59 PM | رقم المشاركة : ( 179175 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يجب أن يستخدم الشباب بطاقات الإئتمان وجدت قسائم الإئتمان بصورة أو أخرى منذ القرن الثامن عشر، ولكن بإمكانيات خاصة ومحدودة. أما بطاقات الإئتمان البلاستيكية كما نعرفها اليوم فقد إستخدمت منذ ستينيات القرن الماضي فقط. في عام 1946 إخترع مصرفي إسمه جون بيجينز John Biggins بطاقة بنكية تسمى "Charg-it"، ولكنها كانت تستخدم محلياً فقط من خلال بنكه. وفي عام 1950 قدم داينر كلوب Diners Club بطاقة صارت أول بطاقة إئتمانية تستخدم على نطاق واسع. ومنذ ذلك الوقت، إنضمت بنوك أخرى ومؤسسات إقراضية إلى جمهور الذين يريدون إقراض الأموال مقابل فائدة. يمكن أن تساعد البطاقات الإئتمانية الإنسان على إجتياز أوقات الضغوط المادية، ولكنها يمكن أيضاً أن تخلق ديوناً تخرج عن السيطرة إذا لم يتم إستخدامها بحذر. لذا، حيث أن الله يجب أن يكون هو المتحكم في كل جوانب الحياة بالنسبة للمؤمن، بما في ذلك الجوانب المادية، فهل يجدر بالمؤمن أن يمتلك بطاقة إئتمانية؟ يعتمد إمتلاك المؤمن بطاقة إئتمانية من عدمه على مدى ضبط النفس والحكمة والإدراك لقدرة بطاقة الإئتمان أن تتملكنا. إحدى المشكلات الرئيسية المتعلقة بمؤسسات الإقراض وشركات بطاقات الإئتمان هي أنها تجني الكثير من ثرواتها من أناس غير حكماء في عاداتهم الإنفاقية، وأناس فقراء لا يستطيعون سداد ديونهم. عندما أعطى الله الناموس لشعب إسرائيل أوصاهم بصورة محددة أن لا يقرضوا أموالاً لمواطنيهم مقابل فائدة (لاويين 25: 36؛ خروج 22: 25). لم يكن النهي ضد الحصول على أية فائدة من أي شخص قد يقرضونه أموالاً، ولكن ضد فرض فائدة مبالغ فيها على بني شعبهم الذين لا يستطيعون دفعها. وبالمقابل، يقول مزمور 15: 5 عن الشخص الذي يسكن في محضر الله " فِضَّتُهُ لاَ يُعْطِيهَا بِالرِّبَا". وجد الكثيرين أنهم لا يستطيعون أن يثقوا في إستخدامهم الشخصي لبطاقات الإئتمان. فهم يميلون لأن يعتبروها "أموالاً مجانية" حيث أن الفاتورة الفعلية لا تصل إليهم سوى بعد أسابيع، وحتى حينها لا يطالبون سوى بالحد الأدني للدفع. فيمكن أن يحصلوا على قارب ثمنه 2000 دولار اليوم ويسددوا ثمنه على أقساط على مدى عدة أشهر. ما لا يريدون التفكير به هو أن القارب الجديد الذي ثمنه 2000 دولار سيصبح قارب مستخدم ثمنه 4000 دولار وقت أن ينتهوا من سداد ثمنه بالحد الأدنى من الدفع كل شهر. إن تضييع الأموال على الفائدة ليس وكالة صالحة على الموارد التي إئتمننا الله عليها (أنظر تيموثاوس الأولى 6: 10؛ أمثال 22: 7). الإنفاق الحكيم يعني الإجتهاد لكي نعيش في مستوى أقل من إمكانياتنا حتى يكون لدينا دائماً أموالاً للطواريء، وما يكفي لمساعدة المحتاجين. إن الحصول على فوائد مقابل إستثماراتنا، بدلاً من دفع الفائدة على إنفاقنا طريقة حكيمة لإدارة أموالنا. يعطي الرب يسوع مثل العبيد الثلاثة في متى 25، حيث إستثمر إثنان منهم ما إئتمنهما عليه السيد وضاعفا المبلغ الأصلي. أما العبد الثالث، لم يستثمر ما معه. وفي الآية 27 يقول له السيد "فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِباً". إن بطاقات الإئتمان ليست شراً في حد ذاتها. فيمكن أن تكون وسيلة مفيدة وسهلة بل حتى إقتصادية لمن يعرف كيف يستخدمها بحكمة. عندما نسيطر نحن على مادياتنا بدلاً من سيطرتها علينا، فإننا لا نؤله الأشياء التي نستطيع شراؤها. وكذلك لا نستخدم الأموال للتحكم في الآخرين. يتجنب مستخدمي بطاقات الإئتمان الحكماء الفائدة الضخمة التي تضاف لمشترواتهم عن طريق دفع كامل المستحقات على البطاقات في نهاية كل دورة محاسبية. عندما نرى بطاقات الإئتمان بإعتبارها أموالاً، فإننا نبقى مسيطرين على إنفاقنا. فلا نضيف إلى البطاقات ما لا نستطيع تحمل تكلفته وبالتالي لا نصاب بصدمة بالغة عندما تصل إلينا الفواتير. إن إضافة فقط ما نستطيع أن نتحمل تكلفته يساعدنا أن نطيع عبرانيين 13: 5 "لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ..." عندما نرفض إغراء الإنفاق الإئتماني فإننا نتعلم ممارسة الإكتفاء (تيموثاوس الأولى 6: 6). ومن خلال الإكتفاء فإننا ننمي صفات صالحة ونرى أموالنا كوسيلة نبارك بها الآخرين ونمجد بها الله (مزمور 37: 26؛ أمثال 11: 24-25؛ كورنثوس الثانية 9: 7). |
||||
24 - 11 - 2024, 01:00 PM | رقم المشاركة : ( 179176 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يجدر بالشباب أن يكونوا في زمرة يمكن القول أن الزمرة هي مجموعة خاصة من الناس الذين يقضون وقتهم معاً ولا يرحبون بالذين من خارج مجموعتهم. عادة ما ينجذب الناس إلى الآخرين الذين يشبهونهم، وأحياناً دون أن يدركوا، يكونون زمرة. عندما نجد آخرين يحبون نفس ما نحبه، ولديهم نفس حس الدعابة، ونفس المفاهيم العالمية، فإننا نريد أن نقضي مزيد من الوقت معهم. ونحن نتمتع بمصاحبة من يتفقون مع وجهات نظرنا وشخصياتنا. فمن الطبيعي جداً والمقبول أن نقضي الوقت مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء الذين نتمتع برفقتهم. ولكن من غير المقبول رفض من هم خارج مجموعة الأصدقاء أو عدم اللطف في معاملتهم. يقول لنا الكتاب المقدس أن نحب الجميع كما نحب أنفسنا (غلاطية 5: 14) بما في ذلك من هم مختلفين عنا. كثيراً ما ترتبط الزمر (الشِلَلية) بسلوك أطفال المدارس غير الناضجين، ولكن بعض الكنائس معروفة بوجود الزمر. وتميل بعض الطوائف إلى تشجيع تلك الثقافة أكثر من غيرها، وكثيراً ما يعكس سلوك شعب الكنيسة توجهات قادتها. فالراعي المنفتح، المتضع، والذي يتوق إلى التواصل مع الجميع عادة ما يقود كنيسة تمتليء بأناس لهم نفس الإتجاه. ولكن، الرعاة الذين يعتبرون أنفسهم أعلى من مستوى الشخص العادي في الكنيسة، أو الذين يعزلون أنفسهم في دائرة ضيقة من أشخاص مختارين يمكنهم دون وعي أن يجعلوا شعب الكنيسة يتمثلون بهم. تحذر رسالة بطرس الأولى 5: 5 من مثل هذه الإتجاهات: "... تَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً." لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من الإنجذاب نحو من يجعلونا نشعر بالراحة والقبول. قال سي إس لويس C S Lewis أن "الصداقة تولد في اللحظة التي يقول فيها أحدهم لشخص آخر: 'ماذا؟ أنت أيضاً؟ كنت أعتقد أنني الوحيد في هذا'". عندما نجد أن هذا الموقف يتكرر مع عدد من الناس فإننا ربما نفضل صحبتهم عن صحبة الذين لا نعرفهم جيداً أو الذين لا نهتم بصورة خاصة أن نكون معهم. ربما يكون عقد صداقات جديدة أمر مربكٌ وغير مريح. لهذا فإننا تلقائياً نبحث عن الذين نعرفهم، ويمكن أن يؤدي هذا النمط إلى خلق زمرة. وتصبح دائرة الأصدقاء زمرة عندما يفقدون الإهتمام بالتعرف على أناس جدد ولا يظهرون الترحيب عندما يحاول شخص جديد الإنضمام إلى مجموعتهم. وفي داخل الكنيسة، يمكن أن يكون وجود الزمر مدمراً روحياً للأعضاء الجدد وخاصة الأضعف في الإيمان. تقول رسالة يعقوب 2: 1 "يَا إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ. قد تكون هذه المحاباة نتيجة الحالة المادية أو الشعبية أو أسلوب الحياة أو التاريخ الشخصي. يجب أن يكون المؤمنين واعيين للميل نحو المحاباة والعمل على القضاء عليه حينما نراه في أنفسنا. عندما نعترف بتحيزنا أمام الله فإننا بهذا نأخذ خطوة نحو التغلب عليه. لا نستطيع تغيير ما لا نقر به. إقترح البعض أن المسيح كان جزء من زمرة، حيث أنه قضى الكثير من وقته مع بطرس ويعقوب ويوحنا فقط (مرقس 5: 37). كان للمسيح تلاميذ كثيرين (يوحنا 6: 60)، ولكن فقط إثني عشر رسولاً مختارين (متى 10: 1). صحيح أنه شارك بعض من أعظم الإختبارات الروحية مع المقربين إليه فقط، ولكن هذا هذا يشكل زمرة؟ يدرك الأصحاء أنه توجد مستويات عديدة للعلاقات، وأنه ليس جميع الناس يستحقون نفس المستوى من الثقة. وقد أظهرت حياة المسيح التوازن المثالي في العلاقات. كانت لديه دائرة داخلية صغيرة من الأصدقاء المقربين، ولكنه لم يقضي كل أوقاته معهم فقط. كانت حياته مشغولة بالتفاعل والبركة والتعليم وخدمةكل من جاءوا إليه، وعلَّم تلاميذه أن يفعلوا مثله (متى 4: 23؛ 12: 15؛ لوقا 20: 1). أعطى المسيح بإيثار دون أن يسمح للآخرين أن يأخذوا ما لا يريد أن يعطيهم إياه. وحتى حياته نفسها لم تؤخذ منه، بل قدمها بنفسه برضى (يوحنا 10: 18). لا نستطيع أن نقضي كل أوقاتنا في العطاء. فحتى المسيح أخذ وقتاً لكي ينفرد مع الآب (مرقس 6: 45-46). كذلك شجع التلاميذ أن يرتاحوا (مرقس 6: 31). ويعرف الأصحاء الفرق بين من يخدمونهم ومن يساعونهم على حمل عبء الخدمة، وهم يخصصون طاقة ووقتاً مناسبين لكل مجموعة. ليس بالضرورة أن تكون دائرة الأصدقاء القريبين زمرة. بل يمكن أن يكونوا أناساً وجدوا رفقاء يساعدونهم على حمل أثقالهم. كما أنهم لو كانوا يكرسون حياتهم لخدمة الآخرين والعطاء لمن لا يستطيعون أن يعطوهم بالمقابل، فربما يحتاجون إلى دائرة قريبة تريحهم من ضغوط العطاء المتواصل كما كان المسيح. ويحتاج المتفرغين للخدمة بصورة خاصة إلى أناس يثقون بهم ويستطيعون أن يكونوا على طبيعتهم في رفقتهم دون ضغوط ومتطلبات الخدمة المستمرة. قد ينظر من هم ليسوا في تلك الدائرة إلى الوضع بغيرة ويسمون ذلك زمرة، غير مدركين أن الجميع – بمن فيهم قادة الخدمة – يحتاجون إلى القليل من الأصدقاء الموثوق بهم. في حين يجب أن يكون هدف كل مؤمن هو التمثل بالمسيح وتنمية محبة غير أنانية تجاه الجميع، كذلك من المهم العمل على تنمية هذه الصداقات. ولكن، إن أصبحت دائرة الأصدقاء وحدة مغلقة تتعمد إستبعاد آخرين ممن يمكن أن يصبحوا أصدقاء، فربما تكون قد صارت وضع غير صحي. إذا كانت خصوصية مجموعة في الكنيسة تسبب الألم أو الإستياء في جسد المسيح، فيجب أن تفكر تلك المجموعة في إعادة التشكيل حتى تتجنب النظر إليها كزمرة. |
||||
24 - 11 - 2024, 01:05 PM | رقم المشاركة : ( 179177 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل ألزم المسيح نفسه بثقافة وخرافات بني عصره مع ارتفاع وتيرة الهجوم على الكتاب المقدس من قِبَل رواد النقد الأعلى والمعلمين الليبراليين، ظهرت على الساحة نظريات نقدية تُقلّل من سلامة أسفار العهد القديم عامة، وأسفار موسى الخمسة خاصة، مُدعيين أنها تحوي خرافات وأساطير هي وليدة خيال الجانب الإنساني في كتابة الوحي، أو هي نقلٌ من خرافات وروايات أقدم زمنًا لكتابة التوراة، كالأسطورة البابلية للخلق (الأينوما إيليش Enuma Elish)، وملحمة جلجامش للطوفان. ولقد أفسحنا مساحة للرد على هذه النظريات المُلفَّقة في الجزء الأول لملف قضايا معاصرة. لكن عندما قمنا بالرد على هذه الادعاءات وتفنيدها وإظهار كذبها تاريخيًا ومنطقيًا وكتابيًا، معتمدين على مصادقة المسيح أيام جسده على العهد القديم بكل أسفاره ورواياته، ظهرت هاتان البدعتان: البدعة الأولى: أن المسيح الزم نفسه بثقافة بني جيله، وبمعتقداتهم التي استقوها من العهد القديم بصحيحها وخطئها. أو من المحتمل أنه لم يقصد أن أحداث العهد القديم تلك حدثت بالفعل، ولكنه قصد فقط أن اليهود اعتقدوا أنها حدثت. وهو ما يعني أنه كان فقط يتكيف مع معتقدات اليهودي، أي أنه يقول: ”كما تؤمنون بيونان، يجب أن تؤمنوا بقيامتي“! البدعة الثانية: قد يكون المسيح أخطأ لمحدوديته البشرية، مثلما قال إنه لا يعلم الساعة ولا الوقت، فهو محدود المعرفة كإنسان، ولم يعلم أن روايتي الخلق والطوفان أساطير. وهنا وجب علينا الرد على هذه الأسئلة الهامة: هل فعلاً ألزم المسيح بثقافة بني عصره ولم يُصحِّحها أو يُقَوّمها؟ هل كانت معرفة المسيح الإنسانية المحدودة عاجزة عن تمييز الروايات الصحيحة من الأساطير والخرافات؟ كيف نظر المسيح إلى كل أسفار العهد القديم؟ أولاً: هل فعلاً ألزم المسيح بثقافة بني عصره ولم يُصحِّحها أو يقوِّمها؟ دعونا في البداية نؤكد أن شخصية المسيح - تبارك اسمه - لم تكن هي شخصية الموائم والمفاوض السياسي ، تلك الشخصية التي تقتضي إنشاء مساحة رمادية حيادية لكسب قضية أو تابعين. بل كانت شخصية المسيح شخصية واضحة صريحة مميزة، لا يتصالح مع الخطأ، دون مجاملات، مترفقة بالضعيف دون تنازلات. وهناك بدل الموقف عشرات المواقف التي واجه فيها المسيح معتقدات وتقاليد وممارسات خاطئة بكل شجاعة وجرأة، مُفتتحًا مواجهاته للقادة الفاسدين بهذه العبارة: «ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون». إن نظرية التكيّف هذه لا تتوافق مع شخصية المسيح. فهو مثلا: لم يتهاون مع الخطإ، ولم يتكيَّف مع معتقدات اليهود كما يرجِّح بعض الليبراليين، ولكنه وبَّخهم وصحَّح أخطاءهم مرارًا بدءًا بالتوبيخ العلني الصريح: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ. أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ. أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ، وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ» (متظ¢ظ£: ظ،ظ¦-ظ¢ظ،). كذلك قام بتصحيح تفسيراتهم الخاطئة للعهد القديم عندما واجه الموروث الخاطئ من محاولات دمج تعاليم الرابيين الشخصية مع ناموس الله فقال: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» (متظ¥: ظ¤ظ£، ظ¤ظ¤). إننا نلاحظ هنا أن القول «تُحِبُّ قَرِيبَكَ» هو الوارد في ناموس الله في لاويين ظ،ظ©: ظ،ظ¨ لكن عدد ظ¤ظ¤ «وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ» هو إضافة إنسانية من معلمي اليهود، لذلك قاومها المسيح، وصحح المفاهيم انتهاءً إلى قلب الموائد في الهيكل (متظ¢ظ،؛ مرظ،ظ،؛ يوظ¢ظ©). فهو لم يتهاون في أي شيء، ولم يتهاون في حق العهد القديم. من خلال الإشارات السابقة نخلُص إلى نتيجة هامة ألا وهي أن شخصية المسيح ليست هي الشخصية التي ترى خطأً ولا تقاومه أو تصححه. وبما أن المسيح أشار في أحاديثه إلى الطوفان وأيام نوح (متظ¢ظ¤: ظ£ظ§؛ لوظ،ظ§: ظ¢ظ¦)، وأشار إلى شخصيتي آدم وحواء كأول زوجين (متظ،ظ©: ظ¤؛ لوظ،ظ*: ظ¦)، وأشار إلى حادثة يونان النبي عندما كان في بطن الحوت (متظ،ظ¢: ظ£ظ©-ظ¤ظ،)، فبكل تأكيد هي مصادقة إلهية وتاريخية على صحة حدوثها. ثانيًا: هل كانت معرفة المسيح الإنسانية المحدودة عاجزة عن تمييز الروايات الصحيحة من الأساطير والخرافات؟ ينبغي لنا ألا ننسى مطلقًا أن المسيح وهو على الأرض كان في ذات الوقت هو الله السرمدي كلي القدرة والمعرفة والتواجد. ففي ناسوت المسيح يحل كل الملء. لكن بحسب المشيئة الأزلية ارتضى المسيح أن يأخذ مركز الاتضاع كالعبد المطيع، وتعبيراته المتكررة في ثوب الاتضاع أن أبيه أعظم منه، لا تنفي عنه الألوهية، بل تثبت كماله الإنساني كابن الإنسان، وبالتالي وجب أن نُميز بين سوء المعرفة ومحدودية المعرفة كابن الإنسان المتضع. فالمسيح كابن الإنسان ارتضى أن يأخذ مركز الاتضاع، ويستقبل من الآب ما أراد الآب أن يُعرِّفه إياه، لكن مع التشديد والتأكيد أن كل ما عرَّفه إياه الآب كان صحيحًا صحة مطلقة، لأنه لم يُعلِّم إلا ما علَّمه الآب إياه (يوظ¨: ظ¢ظ¨؛ ظ،ظ§: ظ¨، ظ،ظ¤). لكن من ناحية أخرى شهد يسوع عن صدق كلامه قائلاً: «اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ» (متظ¢ظ¤: ظ£ظ¥) ثالثًا: كيف نظر المسيح إلى كل أسفار العهد القديم؟ لقد كان الرب يسوع - كإنسان كامل - هو مستودع شريعة الله. فكما كان التابوت قديمًا يحوي داخله لوحي شريعة الله، كذلك كانت كل شريعة الله داخل المسيح، وكان يُقدِّر نصوصها وحروفها ونقاطها أشد تقدير، وظهرت مصادقة المسيح على كل أسفار العهد القديم في المواقف التالية: (ظ،) عندما انتصر على الشيطان المُجرِّب في التجربة على الجبل (متظ¤: ظ¤، ظ§، ظ،ظ*)، استخدم اقتباسات ثلاثة من سفر التثنية (تثظ¦: ظ،ظ£، ظ،ظ¦؛ ظ¨: ظ£). كذلك في مواضع أخرى كثيرة في العهد الجديد تقترب من ظ©ظ¢ موضعٍ، دعم المسيح ورسله أقواله بكلمة ”مكتوب“، ثم اقتباس من العهد القديم. كل هذا يؤكد أن المسيح اعتبر العهد القديم هو الحق الذي يطرد به أقوى أعدائه. (ظ¢) كذلك في عظته الخالدة على الجبل أشار المسيح إلى ثبات أقوال الله وعدم زوالها قائلاً: «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ» (متظ¥: ظ،ظ§، ظ،ظ¨). فلقد قدَّر المسيح الكلمة والحرف والنقطة. ولا يوجد أقوى مما قدّمه المسيح من هذه الكلمات تعبر عن ثبات الكلمة المكتوبة. (ظ£) أشار المسيح إلى استحالة انفصام عُرى المكتوب أو انفصال ترابطه معًا عندما قال: «لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ» (يوظ،ظ*: ظ£ظ¥)، في سياق رده على مَن اتهموه بالتجديف مُقتبسًا من مزمور ظ¨ظ¢: ظ¦. كذلك قال للآب في يوحنا ظ،ظ§: ظ،ظ§ «كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ». (ظ¤) أشار المسيح إلى عصمة الكتاب من أي خطإ عندما حاول الأعداء الصدوقيون اصطياد المسيح بسؤال فأجابهم: «تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّهِ» (متظ¢ظ¢: ظ¢ظ©). فلو كانت هذه الكتب تحوي خرافات أو ضلالات ما كان وجَّههم إلى ضرورة معرفتها. (ظ¥) صادق المسيح على تاريخية نوح والطوفان ويونان والحوت (متظ¢ظ¤: ظ£ظ§، ظ£ظ¨؛ متظ،ظ¢: ظ¤ظ*)، وتاريخية الخلق (مرظ،ظ£: ظ،ظ©)، وآدم وحواء (متظ،ظ©: ظ¤، ظ¥)، وسدوم وعمورة (لوظ،ظ*: ظ،ظ¢)، وموسى والعليقة المتقدة (لوظ¢ظ*: ظ£ظ§)، كذلك أشار إلى دانيآل النبي (متظ¢ظ¤: ظ،ظ¥)، رغم أن الكثير من النقاد يقولون إن دانيآل لم يكن إلا مؤرخًا. والنقاد يزعمون أن سفر دانيآل كُتِب بعد زمن دانيآل، لأنه من المستحيل أن يتنبأ بكل تلك النبوات. وهنا أيضًا ينكشف تحيُّزهم ضد المعجزة. (ظ¦) اقتبس المسيح عدة أجزاء محدَّدة من سفر إشعياء (مثلاً: متظ،ظ£: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥؛ ظ،ظ¥: ظ§، ظ¨؛ لوظ¤: ظ،ظ§-ظ،ظ©)، ولم يُشِر مرة واحدة إلى كاتبين أو ثلاثة لسفر إشعياء كما يزعم الكثير من النقاد. لقد دحض المسيح أكذوبة أن سفر إشعياء كتبه أكثر من إشعياء، لأنه يحتوي على قسمين مختلفي الطابع؛ القسم الأول إشعياء ظ،-ظ£ظ© كتبه إشعياء ظ، والقسم الثاني إشعياء ظ¤ظ*-ظ¦ظ¦ كتبه إشعياء ظ¢. فلقد قال المسيح في يوحنا ظ،ظ¢: ظ£ظ¨، ظ£ظ© «لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الذَي قَالَهُ: يَا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟ ... لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضًا: قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ، وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ». فلقد اقتبس المسيح في وقت واحد اقتباسين الأول من القسم الثاني (إشظ¥ظ£: ظ،)، والثاني من القسم الأول (إشظ¦)، ونسب الاقتباسين إلى كاتب واحد أسماه إشعياء النبي. (ظ§) قال المسيح عن نفسه أنه أتي ليُكمل الناموس (متظ¥: ظ،ظ§). كذلك في يوم القيامة شرح لتلميذي عمواس الأمور المختصة به في جميع الكتب (لوظ¢ظ¤: ظ¢ظ¦، ظ¢ظ§). وقد قال لليهود: «فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ» (يوظ¥: ظ£ظ©، ظ¤ظ*). وأيضًا أشار المسيح في توبيخه للفريسيين في متى ظ¢ظ£: ظ£ظ¥ إلى حادثتين تعتبران شاطئ العهد القديم من أوله إلى أخره عندما قال: «لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ». فهابيل قتل في أول سفر وهو التكوين، وزكريا بن برخيا قتل في أخر سفر في العهد القديم تاريخيًا أخبار الأيام الثاني (ظ¢أخظ¢ظ¤: ظ¢ظ*). وفي ختام كلامنا أؤكِّد وأقول: إن ما قاله المسيح عن ثبات ناموس الله في متى ظ¥: ظ،ظ¨ «فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ»، هو ذاته ما قاله عن ثبات كلامه في متى ظ¢ظ¤: ظ£ظ¥ «اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ»، فهو مصدر أقوال العهد القديم والعهد الجديد. |
||||
24 - 11 - 2024, 01:06 PM | رقم المشاركة : ( 179178 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل فعلاً ألزم المسيح بثقافة بني عصره ولم يُصحِّحها أو يقوِّمها؟ دعونا في البداية نؤكد أن شخصية المسيح - تبارك اسمه - لم تكن هي شخصية الموائم والمفاوض السياسي ، تلك الشخصية التي تقتضي إنشاء مساحة رمادية حيادية لكسب قضية أو تابعين. بل كانت شخصية المسيح شخصية واضحة صريحة مميزة، لا يتصالح مع الخطأ، دون مجاملات، مترفقة بالضعيف دون تنازلات. وهناك بدل الموقف عشرات المواقف التي واجه فيها المسيح معتقدات وتقاليد وممارسات خاطئة بكل شجاعة وجرأة، مُفتتحًا مواجهاته للقادة الفاسدين بهذه العبارة: «ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون». إن نظرية التكيّف هذه لا تتوافق مع شخصية المسيح. فهو مثلا: لم يتهاون مع الخطإ، ولم يتكيَّف مع معتقدات اليهود كما يرجِّح بعض الليبراليين، ولكنه وبَّخهم وصحَّح أخطاءهم مرارًا بدءًا بالتوبيخ العلني الصريح: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ. أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ. أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ، وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ» (متظ¢ظ£: ظ،ظ¦-ظ¢ظ،). كذلك قام بتصحيح تفسيراتهم الخاطئة للعهد القديم عندما واجه الموروث الخاطئ من محاولات دمج تعاليم الرابيين الشخصية مع ناموس الله فقال: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» (متظ¥: ظ¤ظ£، ظ¤ظ¤). إننا نلاحظ هنا أن القول «تُحِبُّ قَرِيبَكَ» هو الوارد في ناموس الله في لاويين ظ،ظ©: ظ،ظ¨ لكن عدد ظ¤ظ¤ «وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ» هو إضافة إنسانية من معلمي اليهود، لذلك قاومها المسيح، وصحح المفاهيم انتهاءً إلى قلب الموائد في الهيكل (متظ¢ظ،؛ مرظ،ظ،؛ يوظ¢ظ©). فهو لم يتهاون في أي شيء، ولم يتهاون في حق العهد القديم. من خلال الإشارات السابقة نخلُص إلى نتيجة هامة ألا وهي أن شخصية المسيح ليست هي الشخصية التي ترى خطأً ولا تقاومه أو تصححه. وبما أن المسيح أشار في أحاديثه إلى الطوفان وأيام نوح (متظ¢ظ¤: ظ£ظ§؛ لوظ،ظ§: ظ¢ظ¦)، وأشار إلى شخصيتي آدم وحواء كأول زوجين (متظ،ظ©: ظ¤؛ لوظ،ظ*: ظ¦)، وأشار إلى حادثة يونان النبي عندما كان في بطن الحوت (متظ،ظ¢: ظ£ظ©-ظ¤ظ،)، فبكل تأكيد هي مصادقة إلهية وتاريخية على صحة حدوثها. |
||||
24 - 11 - 2024, 01:07 PM | رقم المشاركة : ( 179179 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل كانت معرفة المسيح الإنسانية المحدودة عاجزة عن تمييز الروايات الصحيحة من الأساطير والخرافات؟ ينبغي لنا ألا ننسى مطلقًا أن المسيح وهو على الأرض كان في ذات الوقت هو الله السرمدي كلي القدرة والمعرفة والتواجد. ففي ناسوت المسيح يحل كل الملء. لكن بحسب المشيئة الأزلية ارتضى المسيح أن يأخذ مركز الاتضاع كالعبد المطيع، وتعبيراته المتكررة في ثوب الاتضاع أن أبيه أعظم منه، لا تنفي عنه الألوهية، بل تثبت كماله الإنساني كابن الإنسان، وبالتالي وجب أن نُميز بين سوء المعرفة ومحدودية المعرفة كابن الإنسان المتضع. فالمسيح كابن الإنسان ارتضى أن يأخذ مركز الاتضاع، ويستقبل من الآب ما أراد الآب أن يُعرِّفه إياه، لكن مع التشديد والتأكيد أن كل ما عرَّفه إياه الآب كان صحيحًا صحة مطلقة، لأنه لم يُعلِّم إلا ما علَّمه الآب إياه (يوظ¨: ظ¢ظ¨؛ ظ،ظ§: ظ¨، ظ،ظ¤). لكن من ناحية أخرى شهد يسوع عن صدق كلامه قائلاً: «اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ» (متظ¢ظ¤: ظ£ظ¥) |
||||
24 - 11 - 2024, 01:08 PM | رقم المشاركة : ( 179180 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نظر المسيح إلى كل أسفار العهد القديم؟ لقد كان الرب يسوع - كإنسان كامل - هو مستودع شريعة الله. فكما كان التابوت قديمًا يحوي داخله لوحي شريعة الله، كذلك كانت كل شريعة الله داخل المسيح، وكان يُقدِّر نصوصها وحروفها ونقاطها أشد تقدير، وظهرت مصادقة المسيح على كل أسفار العهد القديم في المواقف التالية: (ظ،) عندما انتصر على الشيطان المُجرِّب في التجربة على الجبل (متظ¤: ظ¤، ظ§، ظ،ظ*)، استخدم اقتباسات ثلاثة من سفر التثنية (تثظ¦: ظ،ظ£، ظ،ظ¦؛ ظ¨: ظ£). كذلك في مواضع أخرى كثيرة في العهد الجديد تقترب من ظ©ظ¢ موضعٍ، دعم المسيح ورسله أقواله بكلمة ”مكتوب“، ثم اقتباس من العهد القديم. كل هذا يؤكد أن المسيح اعتبر العهد القديم هو الحق الذي يطرد به أقوى أعدائه. (ظ¢) كذلك في عظته الخالدة على الجبل أشار المسيح إلى ثبات أقوال الله وعدم زوالها قائلاً: «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ» (متظ¥: ظ،ظ§، ظ،ظ¨). فلقد قدَّر المسيح الكلمة والحرف والنقطة. ولا يوجد أقوى مما قدّمه المسيح من هذه الكلمات تعبر عن ثبات الكلمة المكتوبة. (ظ£) أشار المسيح إلى استحالة انفصام عُرى المكتوب أو انفصال ترابطه معًا عندما قال: «لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ» (يوظ،ظ*: ظ£ظ¥)، في سياق رده على مَن اتهموه بالتجديف مُقتبسًا من مزمور ظ¨ظ¢: ظ¦. كذلك قال للآب في يوحنا ظ،ظ§: ظ،ظ§ «كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ». (ظ¤) أشار المسيح إلى عصمة الكتاب من أي خطإ عندما حاول الأعداء الصدوقيون اصطياد المسيح بسؤال فأجابهم: «تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّهِ» (متظ¢ظ¢: ظ¢ظ©). فلو كانت هذه الكتب تحوي خرافات أو ضلالات ما كان وجَّههم إلى ضرورة معرفتها. (ظ¥) صادق المسيح على تاريخية نوح والطوفان ويونان والحوت (متظ¢ظ¤: ظ£ظ§، ظ£ظ¨؛ متظ،ظ¢: ظ¤ظ*)، وتاريخية الخلق (مرظ،ظ£: ظ،ظ©)، وآدم وحواء (متظ،ظ©: ظ¤، ظ¥)، وسدوم وعمورة (لوظ،ظ*: ظ،ظ¢)، وموسى والعليقة المتقدة (لوظ¢ظ*: ظ£ظ§)، كذلك أشار إلى دانيآل النبي (متظ¢ظ¤: ظ،ظ¥)، رغم أن الكثير من النقاد يقولون إن دانيآل لم يكن إلا مؤرخًا. والنقاد يزعمون أن سفر دانيآل كُتِب بعد زمن دانيآل، لأنه من المستحيل أن يتنبأ بكل تلك النبوات. وهنا أيضًا ينكشف تحيُّزهم ضد المعجزة. (ظ¦) اقتبس المسيح عدة أجزاء محدَّدة من سفر إشعياء (مثلاً: متظ،ظ£: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥؛ ظ،ظ¥: ظ§، ظ¨؛ لوظ¤: ظ،ظ§-ظ،ظ©)، ولم يُشِر مرة واحدة إلى كاتبين أو ثلاثة لسفر إشعياء كما يزعم الكثير من النقاد. لقد دحض المسيح أكذوبة أن سفر إشعياء كتبه أكثر من إشعياء، لأنه يحتوي على قسمين مختلفي الطابع؛ القسم الأول إشعياء ظ،-ظ£ظ© كتبه إشعياء ظ، والقسم الثاني إشعياء ظ¤ظ*-ظ¦ظ¦ كتبه إشعياء ظ¢. فلقد قال المسيح في يوحنا ظ،ظ¢: ظ£ظ¨، ظ£ظ© «لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الذَي قَالَهُ: يَا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟ ... لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضًا: قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ، وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ». فلقد اقتبس المسيح في وقت واحد اقتباسين الأول من القسم الثاني (إشظ¥ظ£: ظ،)، والثاني من القسم الأول (إشظ¦)، ونسب الاقتباسين إلى كاتب واحد أسماه إشعياء النبي. (ظ§) قال المسيح عن نفسه أنه أتي ليُكمل الناموس (متظ¥: ظ،ظ§). كذلك في يوم القيامة شرح لتلميذي عمواس الأمور المختصة به في جميع الكتب (لوظ¢ظ¤: ظ¢ظ¦، ظ¢ظ§). وقد قال لليهود: «فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ» (يوظ¥: ظ£ظ©، ظ¤ظ*). وأيضًا أشار المسيح في توبيخه للفريسيين في متى ظ¢ظ£: ظ£ظ¥ إلى حادثتين تعتبران شاطئ العهد القديم من أوله إلى أخره عندما قال: «لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ». فهابيل قتل في أول سفر وهو التكوين، وزكريا بن برخيا قتل في أخر سفر في العهد القديم تاريخيًا أخبار الأيام الثاني (ظ¢أخظ¢ظ¤: ظ¢ظ*). وفي ختام كلامنا أؤكِّد وأقول: إن ما قاله المسيح عن ثبات ناموس الله في متى ظ¥: ظ،ظ¨ «فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ»، هو ذاته ما قاله عن ثبات كلامه في متى ظ¢ظ¤: ظ£ظ¥ «اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ»، فهو مصدر أقوال العهد القديم والعهد الجديد. |
||||