اليوم, 11:57 AM | رقم المشاركة : ( 178651 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب أشكرك لأنك المدافع عن من ليس لهم من يسأل عنهم آمين |
||||
اليوم, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 178652 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب في صحبتي لك لا أسير مع غضوبٍ في طريقه، ولا أجد راحة مع رجلٍ متذمرٍ ساخطٍ. لن أقبل السير في طريقٍ أنت لست فيه. ولن أتكئ إلا على صدرك! آمين |
||||
اليوم, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 178653 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب هبني حكمتك فأحمل روح التمييز، فلا أخلط بين فضيلة ورذيلة! آمين |
||||
اليوم, 12:14 PM | رقم المشاركة : ( 178654 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب هبني حكمتك فلا أمزج بين النور والظلمة آمين |
||||
اليوم, 12:15 PM | رقم المشاركة : ( 178655 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب من يهبني روح الأمانة سواك، من يسندني في جهادي غيرك. بك أكون أمينًا في كل شيء آمين |
||||
اليوم, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 178656 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قبل الكلام عن تحرر المؤمن من الناموس بموته للناموس مع المسيح، نُعطي أولاً بعض الملاحظات الهامة عن هذا الناموس. لم يكن فكر الله الأصلي أن يتعامل مع الإنسان بالناموس، بل كما يقول الرسول «لماذا الناموس؟ قد زيد بسبب التعديات» أي ليجعل الخطية تعدياً (غل3: 19). ولهذا كان دخول الناموس تالياً لعصر الآباء الذي فيه أعطى الله المواعيد لهم على مبدأ النعمة، وذلك بعد 430 سنة. وقد حل بين الوعد المُعطى لابراهيم (تك12) بميراث الأرض وإعطاء الناموس لاسرائيل بواسطة موسى على جبل سيناء (خر19-24). الناموس صالح إذا استعمله الإنسان ناموسياً لأنه لم يُعط للأبرار بل للأثمة والمتمردين (1تي1: 8،9). كان الناموس بمثابة مؤدِّب للذين تحته، إلى أن يجيء المسيح. كما كان الذين تحته قاصرين (غل3: 24؛ 4: 2). الذين تحت الناموس كانوا تحت العبودية، ولم يكن ممكناً أن يتحرروا منه إلا بموتهم مع المسيح له (غل4: 24،25). الذين تحت الناموس لا يمكن أن يُثمروا لله (رو7: 4،5) ولا أن يسجدوا للآب بالروح والحق. لم يُعطَ الناموس لكي يجعل الناس خطاة، حاشا، فهم خطاة لأنهم أولاد آدم، ولا ليجعلهم يخطئوا لأن الإنسان إذا جُرِّب لا يُجرَّب من الله، لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرِّب أحداً (يع1: 13). الغرض من إعطاء الناموس هو إقناع الإنسان بأنه خاطئ ومتعدٍ وعاجز، وهذا يقوده إلى المسيح والإيمان به. إن تأثير الناموس على الفرد إنما يوضح أن الخطية خاطئة جداً بالوصية (رو7: 13). لا يمكن للناموس أن يبارك، بل أن يلعن، فجميع الذي هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة (غل3: 10). ليس في مقدور الناموس أن يعطي الحياة. وكما نقرأ «لأنه لو أُعطى ناموس قادر أن يُحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس» (غل3: 21). ولذلك سُمي الناموس خدمة موت (2كو3: 7) وسُمي أيضاً خدمة دينونة (2كو3: 9). لا يمكن أن الناموس يبرِّر «لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما» (غل2: 16،21). |
||||
اليوم, 12:20 PM | رقم المشاركة : ( 178657 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا حرر الله المؤمن من الناموس ووضعه تحت النعمة؟ عدم قدرة الناموس على تحقيق مقاصد الله من نحو الإنسان، وذلك بسبب عجز الإنسان تجاه مطاليب الناموس، فقصْد الله هو أن يبارك المؤمن ويعيّنه للتبني، وأن يبرره ويجعله وارثاً ومُثمراً ومرضياً عليه. لذلك فقد تعامل معه بالنعمة ووضعه تحتها. |
||||
اليوم, 12:20 PM | رقم المشاركة : ( 178658 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف حرر الله المؤمن من الناموس؟ بهذا السؤال نحن نقترب من صُلب الموضوع الذي نتحدث فيه. والأصحاح السابع من رسالة رومية فيه الإجابة على هذا السؤال، فيُستهَل الأصحاح بالقول «أم تجهلون أيها الإخوة، لأني أكلم العارفين بالناموس، أن الناموس يسود على الإنسان مادام حياً. فإن المرأة التي تحت رجل هى مرتبطة بالناموس بالرجل الحي. ولكن إن مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل» (ع1،2). فلكي يوضِّح الرسول تحرُرنا من الناموس بموت المسيح وموتنا نحن مع المسيح للناموس، يرسم صورة من الحياة العائلية من العلاقة بين الزوج والزوجة. فلا يمكن أن يكون للزوجة زوجان في وقت واحد. والرسول يتكلم عن موقف الزوجة لا موقف الرجل لأنه يريد إبراز مسئوليتها في إتمام مشيئة الله في طاعة رجلها. فيجب على المرأة أن تخضع لرجلها طالما كان حياً، لكن عندما يموت رجلها، ففي هذه الحالة تصبح حرة من ناموس الرجل، لأن الموت فك رباط الزوجية. وهكذا يطبق الرسول كلا الأمرين؛ أعني الموت والزواج بالنسبة للمسيحي، فهو قد مات للناموس ليتزوج بالمسيح.. ويا له من زوج هني! ويواصل الرسول القول «إذاً يا إخوتي أنتم أيضاً قد مُتم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي قد أُقيم من الأموات لنُثمر لله» (ع4). ويواصل الرسول كلامه فيقول «وأما الآن فقد تحررنا من الناموس إذ مات (أو مُتنا للذي كنا مُمسَكين فيه - أي الناموس) فالناموس لم يَمُت ولكنه باق حياً ويسود على الإنسان الحي في الجسد. ونفس الحق يفصله الرسول في رسالة غلاطية فيقول «لأني مُت بالناموس للناموس لأحيا لله، مع المسيح صُلبت» (غل2: 19،20) فأنا مُتّ بالناموس لأني لم أحفظه، فحُكِم عليَّ بالموت، وقد نُفِّذ حكم الناموس في المسيح وأنا مُتّ مع المسيح الذي كان نائباً عني على الصليب، وبموتى مع المسيح، قد تحررت من الناموس». |
||||
اليوم, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 178659 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة غلاطية والناموس ووضع المؤمن بالنسبة له إن كانت رسالة رومية تركِّز على الخطايا والخطية، والإنسان العتيق والناموس، فرسالة غلاطية تركِّز على الناموس وعلى العالم وأركانه وعلاقتهما بالناموس. المؤمن تحت الناموس قاصر ولا يفرق شيئاً عن العبد (غل4: 1). بمعنى أن مؤمني العهد القديم كانوا ورثة لأنهم مولودون من الله، لكن لأنهم تحت الناموس كانوا قاصرين، لأنه لم يكن لهم روح التبني، بل روح العبودية. لكن عندما تحرروا من الناموس بموتهم للناموس وإتمام عمل الفداء ونزول الروح القدس، أصبحوا أبناء مُدركين ونالوا روح التبني (غل4: 5). المؤمن قد افتُدي من لعنة الناموس بتحرره من الناموس. لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة، لكن المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب «ملعون كل من عُلِّق على خشبة» (غل3: 13). المؤمن تحت الناموس كان مُستعبَداً لأركان العالم إن كل فرائض الناموس وطقوسه كانت مناسِبة للإنسان في الجسد، أو الإنسان في العالم، لأنها كانت أشياء منظورة ملموسة: هيكل فخم، مذبح ... الخ. لكن بعد أن تحرر المؤمن من الناموس، تحرر من هذه الأركان الضعيفة الفقيرة وأصبح يسجد للآب بالروح والحق. المؤمن الأممي الذي يرجع إلى طقوس الناموس بأركانه الضعيفة، كأنه يرجع إلى الأوثان. فنقرأ «لكن حينئذ إذ كنتم لا تعرفون الله، استُعبِدتم للذين ليسوا بالطبيعة آلهة. وأما الآن إذ عرفتم الله، بل بالحري عُرفتم من الله، فكيف ترجعون أيضاً إلى الأركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون أن تُستعبدوا لها من جديد» (غل4: 8،9). هل الأمم الذين يخاطبهم الرسول، رجعوا إلى الوثنية؟ هل المعلِّمون اليهود الكذبة، قالوا لهم ارجعوا إلى الوثنية؟ بكل تأكيد لا، إنما قالوا لهم: ارجعوا إلى الناموس وإلى الطقوس، احفظوا أياماً وشهوراً وأوقاتاً وسنين، فأصبحت تلك الطقوس والفرائض التي تحرر منها المؤمن الآن بموته مع المسيح، أصبحت هذه الأركان الضعيفة الفقيرة مثل العبادة الوثنية تماماً. ومَنْ كان يجرؤ أن يقول مثل هذا القول لولا أن الروح القدس كتبه لنا. فالذي يرجع إلى الأركان الضعيفة الفقيرة التي في الناموس ليُستعبد لها، فهو في نظر الله تماماً مثل الذي يُستعبَد للأوثان من جديد. ليُعطنا الرب فهماً لهذه الأمور، ووعياً وإدراكاً لنحيا في الحرية المسيحية بكل معنى الكلمة. |
||||
اليوم, 12:28 PM | رقم المشاركة : ( 178660 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب والعالم ما المقصود بالعالم؟ وما علاقته بصليب المسيح؟ إن العالم بمعناه الأدبي هو ذلك النظام المُزَيَّن الذي أسّسه ويرأسه الشيطان بعد دخول الخطية بين قوم ساقطين، ليمحو من ذاكرتهم الفردوس المفقود. إنه نظام متكامل يروق للإنسان ويجعله يعيش مكتفياً بذاته ومستقلاً عن الله. وإن كان الإنسان قد خسر جنة بالسقوط، فإن الشيطان من خلال العالم يحاول أن يعمل له جنات وفراديس لكي يصرفه عن الله فلا يعود يفكر في الرجوع إليه. إن الخطية قد دخلت ففصلت الإنسان عن الله (تك3)، ودخل وراءها العالم (تك4) ليحفظ الإنسان مفصولاً عن الله. لقد تكوَّن هذا النظام لكي يعالج الآثار التي ترتبت على دخول الخطية. فإن الخطية أنتجت: أولاً: شعوراً بالذنب وتعب الضمير. وجاء العالم ليقدم علاجاً مزدوجاً لهذه المشكلة: 1- عن طريق الدين. وديانة العالم هي أن يعمل الإنسان شيئاً لأجل الله. وهذا هو طريق قايين المتدين الأول. 2- عن طريق الفلسفة البشرية لإقناع الإنسان أن ما يفعله ليس خطية، وبالتالي فلا مبرر للشعور بالذنب. ثاتياً: شعوراً بالفراغ في كيان الإنسان. وجاء العالم ليملأ هذا الفراغ عن طريق: 1- الانهماك في العمل الزمني والترحال والتجارة والمكسب. 2- الأدب والشعر والفن والموسيقى والطرب واللهو. 3- إطلاق العنان للشهوات وتعدد الزوجات. وكل هذا نراه في تكوين4 في نسل قايين. وهذا التنوع إنما لكي يناسب كل أمزجة البشر. والهدف هو محاولة ملء فراغ الإنسان لكي لا يفكر في الله. ثالثاً: الخطية أنتجت لعنة. قيل لآدم: «بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك». ودخل العالم بالاختراعات والصناعات والعلم والتكنولوجيا ليجعل الحياة سهلة ومريحة. رابعاً: أنتجت شعوراً بالخوف وعدم الآمان. لقد طُرِد آدم من الجنة، وبعده طُرِد قايين من وجه الرب وحُكم عليه بالتيهان والهروب في الأرض. لكنه، في تحدٍ سافر لله، بنى مدينة حتى يشعر فيها بالأمان وليس التيهان. ورغم كارثة الطوفان التي قضت على العالم القديم، فقد عاد العالم إلى نفس الطابع بذات المبادئ والخصائص. وعندما جاء المسيح إلى العالم في ملء الزمان، ماذا كان موقف العالم تجاهه؟ لقد أظهر الجهل والعداوة نحوه. فنقرأ عن المسيح أنه «كان في العالم، وكوِّن العالم به، ولم يعرفه العالم» (يو1: 10). إن حياته التقوية كشفت شر العالم، فقال «العالم يبغضني لأني أشهد عليه أن أعماله شريرة» (يو7: 7). لقد ظهرت روح العالم حتى في إخوته (يو7: 4). أما المسيح فلم يكن يفكِّر كيف يُظهر نفسه أو يمجِّد نفسه، بل أن ينكر نفسه ويضع نفسه. لقد أظهر العالم كل عداوة نحو مسيح الله في كل رحلة حياته، وبلغت العداوة ذروتها في الصليب، عندما تكتل العالم كله بزعامة الشيطان، وثار ضد ابن الله. لقد رفضوه وأهانوه وقتلوه معلِّقين إيّاه على خشبة. العالم بفئتيه (يهود وأمم) اتفق على صلب المسيح. وعقوبة الصلب تتضمن كل معاني الكراهية والإهانة والتشهيير والتعيير والقسوة واللعنة والنجاسة. فإن «المعلَّق ملعون من الله» (تث21: 23). لقد قصّرَ الرومان الإعدام بالصلب على العبيد عقاباً لأشنع الجرائم وعلى الثوار والمتمردين. وكان المحكوم عليه يحمل صليبه ويعلَّق في عنقه لافته عليها اسمه والجريمة التي ارتكبها، إمعاناً في التشهير به وهو يسير أمام المارة في شوارع المدينة حتى يصل إلى مكان التنفيذ. وقد كتب بيلاطس عنوان المسيح ووضعه فوق الصليب، وكان مكتوباً «يسوع الناصري ملك اليهود». وكان مكتوباً بالعبرانية (لغة الدين)، واليونانية (لغة الفلسفة)، واللاتينية (لغة السياسة والدولة). وكأن العالم كله اشترك في جريمة صلب ابن الله. لقد قال الرب يسوع فى حديثه الأخير للجموع قبيل الصليب «الآن دينونة هذا العالم» (يو31:12). كان العالم على وشك أن يصلب رب الحياة والمجد بعد رفض واحتقار. والصليب قد أظهر حقيقة هذا العالم وموقفه من المسيح البار. لقد أظهر الخيانة والغدر، والجفاء والهجر، أظهر الجمود والجحود، والجهل والغباء، أظهر الظلم والفساد، والعداوة والشراسة. ولم يحدث أن ظهر العالم بوجهه القبيح مثلما ظهر فى أحداث الصليب. فالصليب قد فضح شرّ العالم بكل فئاته وحكوماته. العظماء والأدنياء، رجال الدين والسياسة، اليهود والأمم بلا استثناء. لقد حوكم رب المجد أمام رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. فكانوا يطلبون شهادة زور على يسوع ولم يجدوا. ويا للعار! لقد أوثقوه ومضوا به إلى بيلاطس (مت1:27). أخذوا مسياهم مقيَّداً إلى حاكم أممي، وطلبوا أن يصلبه. وأكثر من ذلك أنهم طلبوا أن يوهَب لهم رجل قاتل ورئيس الحياة قتلوه. فيا للغباء! أما بيلاطس ذلك الحاكم الروماني فمع أنه اقتنع تماماً أنهم أسلموه حسداً وأنه لم يفعل شيئاً يستحق الموت وليس فيه علة واحدة؛ قال «أنا أؤدبه وأطلقه» فحكم عليه بالجلد، ولم يستطع أن يطلقه، فأسلمه إليهم ليصلب. ويا للظلم!. هذا ما فعله العالم بالمسيح. لقد رفضه ومايزال يرفضه. والمؤمن المسيحي الذي ارتبط بالمسيح يدرك أنه يتبع مسيحاً مرفوضاً، وأن هذه التبعية ستكلّفه حمل العار والاحتقار لأجل خاطر سيده. إن الصليب الذي يجسِّم كل رموز العار والهوان، قد صار موضوع الفخار والإعزاز للمؤمن. وهذا ما قاله الرسول بولس «أما من جهتى فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به قد صلب العالم لى وأنا للعالم» (غل14:6). إن المسيحي الحقيقي يرى العالم في الصليب. عظمته وغناه ومجده ومباهجه وامتيازاته ومسراته قد ذهبت وانتهت للأبد. ولن يعود يبحث عنها أي يلهث وراءها. وكيف يمكن أن يصبح هذا العالم غرضاً له أو مكاناً لراحته وسعادته بعد أن ظهرت حقيقته في الصليب. «إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب» (1يو15:2). إن محبة العالم هي خيانة للآب وللابن. فكيف أضع يدي في يد العالم الملطخة بجريمة صلب ابن الله. وكيف أرضى أن أكون في توافق وود مع هذا العالم والكتاب يقول إن «(صداقة) العالم هي عداوة لله» (يع4:4). ثم أنا نفسي صُلبت للعالم ولم أعد من خاصته. والصليب قد قطع العلاقة بيني وبين العالم. والمسيحي الحقيقي سيظل محتقَراً ومكروهاً من العالم، وعليه أن يقنع بذلك. عندما يؤمن شخص ويرتبط بالمسيح ويسير وراءه، فإن العالم يقول له "وداعاً"، فقد مات في نظره. وهو من جانبه يقول بكل ثبات للعالم "وداعاً للأبد". فهو من ناحية لم يعد ذو قيمة في نظر العالم. ومن جانبه لن تبهره أضواء العالم ولن يصبح شغوفاً بمسراته العابرة، لقد فقد كل بريق وجاذبية له وكل قوة للسيطرة عليه. لن يسعى لكسب رضاه، ولن ينخدع بابتساماته الزائفة. كما أنه لن يعبأ بعبوسته وعداوته. لقد صار الصليب هو الحاجز العظيم والخط الفاصل بين المؤمن والعالم. إن التأمل في صليب المسيح والآلام التي لاقاها من هذا العالم هو القوة التي تحرر عواطفي من سيطرته. وإدراك اتحادي بالمسيح المُقام ينقلني إلى دائرة جديدة وإلى عالم جديد صار المسيح هو مركزه. |
||||