الشباب النمو المتكامل:
في نهاية الأصحاح الثاني من بشارة معلمنا لوقا يتحدث عن الرب يسوع قائلًا: "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو 2: 52) هذا النموذج الذي ينبغي أن يوضع أمامنا، يعطينا فكرة عن النمو المتكامل، من كافة الوجوه... وسمة العصر تلح علينا بفكرة التكامل، كما أن لاهوتنا الأرثوذكسي يحتم التكامل أيضا... الأرثوذكسية هي الإستقامة، استقامة في السيرة والمنهج، في الخارج والداخل: في الجسد والروح معًا، فيما هو بشرى وما هو سماوى أيضا.
- كيف يمكن أن يكون هناك شاب متقدم في الروحيات، ولا يعرف كيف يحيا وسط الناس!!
- وكيف يمكن أن يكون هناك شاب يريد أن يكون مسيحيًا، ويكتفي بالعلاقات الاجتماعية دون الحياة الباطنية؟!
فمبدأ التكامل إذًا فلسفة وسياسة ونمط حياة، تلتزم به الخدمة بين الشباب... إن فقدان أي جانب من جوانب النمو، يضعف تكامل الشحصية، ويشوه خليقة قال عنها الكتاب إنها على صورة الله ومثاله... على أنه يلزمنا أن نوضح أن مبدأ التكامل لا يعني أن الحياة الروحية مجرد جانب من جوانب الشخصية: وإنما يعي أن لها مركز هو البؤرة، والمحور، والمركز الذي تدور حوله الأنشطة...
فنحن نرفض الإنجيل الإجتماعي الذي يسود البلاد الغربية الآن، عندما إكتفت بالخلقيات والفضائل الإجتماعية، وألقت وراء ظهرها رسالة الصليب والخلاص. الطرق التربوية التقدمية قد تنشئ إنسانًا، ونحن نحترم إنسانية الإنسان... ولكن الحياة الروحية تخلق قديسًا.. ونحن نسعى أن نمتد بالمولود من الجسد ومشيئة الرجل، إلى أن يحيا وفقًا للميلاد الجديد بالماء والروح...
قد رأيت بعيني رأسي الكنائس الغربية في الخارج تبذل جهدًا جبارًا، وقد نجحت في كل شيء إلا أن توصل المسيح إلى الناس!! إن كثيرا منها يفتقر إلى شخص الرب يسوع وعمل الروح القدس... إن لم تكن خدمة الشباب هادفة نحو خلاص الإنسان وتحريره من الخطيئة والذات والخوف من الموت، فإن عملها خارج عن متن رسالة الإنجيل وبشارة الملكوت...
نحن نستطيع أن نقيم جميع أنشطتنا على هذا المعيار؟ هل عملنا هذا متكامل ومكثف نحو الأبدية هادف إلى خلاص النفس أم لا؟!