08 - 11 - 2024, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 177941 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يمكنني معالجة مواضيع حساسة مثل المواعدة والجنس من منظور مسيحي مع ابني المراهق خلق جو من الانفتاح والثقة. يجب أن يشعر ابنك بالراحة عندما يأتي إليك بأسئلة أو مخاوفه دون خوف من إصدار الأحكام أو ردود الفعل القاسية. تذكر أنك معلمه الأول والأهم في هذه الأمور. وكما يقول سفر الأمثال 22:6: "أدّب ابنك على الطريق الذي ينبغي أن يسلكه، حتى وإن كبر فلن يحيد عنه". ابدأ هذه المحادثات في وقت مبكر، قبل أن يصل ابنك إلى سنوات المراهقة. هذا يسمح لك بتأسيس أساس للتفاهم قائم على مبادئ الكتاب المقدس. ومع نموه، يمكن أن تصبح المناقشات أكثر تفصيلاً ودقة. عند مناقشة موضوع المواعدة، أكد على أهمية الاحترام، سواء للذات أو للآخرين. علّم ابنك أن كل إنسان مخلوق على صورة الله ويستحق أن يعامل بكرامة. ناقش الغرض من المواعدة من منظور مسيحي - ليس فقط من أجل المتعة أو المكانة، ولكن كخطوة نحو إيجاد شريك حياة يخدم الله معه. شجع ابنك على البحث عن صداقات وعلاقات مع من يشاركونه إيمانه وقيمه. كما تنصح 2 كورنثوس 6:14: "لا تخالطوا غير المؤمنين على قدم المساواة". اشرح له أن هذا المبدأ لا يتعلق بالتفوق، بل بالعثور على شريك يدعمه ويشجعه في رحلته الإيمانية. عند تناول النشاط الجنسي، من الضروري تقديمه في سياق تصميم الله. اشرح أن الحياة الجنسية هي هبة من الله وجميلة في حدود الزواج. كن صادقًا بشأن تحديات الحفاظ على الطهارة في عالم غالبًا ما يروج لعكس ذلك. شارك استراتيجيات لحراسة قلب المرء وجسده، مستفيدًا من الكتب المقدسة مثل 1 كورنثوس 6: 18-20. لا تخجلي من مناقشة الجوانب الجسدية والعاطفية للنشاط الجنسي. قدم معلومات دقيقة ومناسبة للعمر. يمكن أن يؤدي تجاهل هذه المواضيع أو التعامل معها على أنها من المحرمات إلى معلومات مضللة ومواقف غير صحية. معالجة واقع الإغراء الجنسي. شارك استراتيجيات الكتاب المقدس لمقاومة الإغراء، مثل تلك الموجودة في 1 كورنثوس 10:13. شجع ابنك على وضع حدود صحية في علاقاته. ناقش عواقب النشاط الجنسي خارج إطار الزواج، الجسدية والعاطفية على حد سواء. ولكن وازن ذلك دائمًا مع رسالة غفران الله ونعمته. إذا تعثر ابنك، يجب أن يعلم أنه يمكنه دائمًا العودة إلى الله وإليك. كن مستعدًا للإجابة على الأسئلة الصعبة حول مواضيع مثل المواد الإباحية والاستمناء والانجذاب الجنسي المثلي. أجب بأمانة، مع الإشارة دائمًا إلى تصميم الله ومحبته لنا. خلال هذه المحادثات، شارك تجاربك الخاصة عندما يكون ذلك مناسبًا. كن صادقًا بشأن صراعاتك الخاصة وكيف أرشدك إيمانك. هذا الضعف يمكن أن يخلق اتصالاً أعمق مع ابنك. أخيرًا، والأهم من ذلك، وجّه ابنك باستمرار نحو محبة الله غير المشروطة. بغض النظر عن اختياراته أو صراعاته، تبقى محبة الله ثابتة. وكما تؤكد لنا رسالة رومية 8: 38-39، لا شيء يمكن أن يفصلنا عن محبة الله. تذكّر أن هذه المحادثات ليست أحداثًا لمرة واحدة بل حوارات مستمرة. كوني صبورة ومثابرة ومتاحة دائمًا. صلِّ من أجل الحكمة والإرشاد وأنت تخوض هذه المواضيع الحساسة مع ابنك. من خلال التعامل مع المواعدة والحياة الجنسية من منظور مسيحي بالحب والأمانة والحكمة الكتابية، يمكنك مساعدة ابنك على تطوير نظرة صحية متمحورة حول الله لهذه الجوانب المهمة من الحياة (بارني وآخرون، 2022؛ دينيسوفيتس وآخرون، 2022؛ إيني وفيليبس-بيك، 2013). |
||||
08 - 11 - 2024, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 177942 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأنشطة الإيمانية التي يمكنني القيام بها مع ابني لتقوية علاقتنا إن رعاية الرابطة الروحية مع ابنك خلال سنوات المراهقة التكوينية هذه هي دعوة مقدسة. وكما يذكّرنا البابا فرنسيس: "الأسرة هي المدرسة الأولى للقيم الإنسانية، حيث نتعلم الاستخدام الحكيم للحرية". مع وضع هذه الحكمة في الاعتبار، أقدم لك العديد من الأنشطة القائمة على الإيمان لتعميق علاقتك: فكر في تحديد وقت منتظم للصلاة المشتركة وقراءة الكتاب المقدس. يمكن أن يكون هذا طقسًا ليليًا قبل النوم أو اجتماعًا أسبوعيًا خاصًا. اختر المقاطع التي تتحدث عن خبرات ابنك واهتماماته. تقدم المزامير تأملات جميلة عن محبة الله وإرشاداته، بينما تقدم الأناجيل تعاليم يسوع عن الرحمة والمغفرة والعيش بهدف. أثناء القراءة معًا، ادعُ ابنك لمشاركة أفكاره وأسئلته. استمع بقلب مفتوح، لأن الله غالبًا ما يتحدث من خلال رؤى الشباب. ثانيًا، الانخراط في أعمال الخدمة معًا كعائلة. يشدّد البابا فرنسيس على أن "الإيمان يجد تعبيرًا في أعمال يومية ملموسة تهدف إلى مساعدة جيراننا بالجسد والروح". تطوعوا في أحد بنوك الطعام المحلية، أو زوروا المسنين في رعيتكم، أو شاركوا في جهود تنظيف المجتمع. تتيح لكم هذه التجارب أن تعيشوا إيمانكم معًا مع تعزيز التعاطف والامتنان لدى ابنكم. فكر في الشروع في رحلة حج أو خلوة روحية معًا. قد يكون ذلك زيارة إلى مزار قريب، أو قضاء عطلة نهاية الأسبوع في أحد الأديرة، أو حتى رحلة أكثر طموحًا إلى موقع مقدس. يمكن للتجربة المشتركة للسفر والتأمل والالتقاء بالأماكن المقدسة أن تخلق ذكريات دائمة وتعمق رابطتكما الروحية. رابعاً، استكشف تقاليد الكنيسة الغنية من خلال الفن والموسيقى. قم بزيارة المتاحف لمشاهدة اللوحات والمنحوتات الدينية ومناقشة رمزيتها والقصص التي ترويها. استمعوا إلى الموسيقى المقدسة معاً، من الترانيم الغريغورية إلى الأغاني المسيحية المعاصرة. شجع ابنك على التعبير عن إيمانه من خلال مساعيه الفنية الخاصة. وأخيرًا، اخلق فرصًا لمناقشات مفتوحة تتمحور حول الإيمان. شارك قصص رحلتك الروحية، بما في ذلك لحظات الشك والنمو. شاهد أفلامًا أو اقرأوا كتبًا ذات مواضيع مسيحية، ثم ناقشوا الأسئلة الأخلاقية والروحية التي تثيرها. تذكروا، كما يقول البابا فرنسيس: "يولد الحوار من موقف الاحترام للشخص الآخر، من الاقتناع بأن الشخص الآخر لديه شيء جيد ليقوله". في كل هذه الأنشطة، اقتربوا من وقتكم معًا بصبر ومحبة وروح من الفرح. إن رغبتك في الانخراط في رحلة إيمان ابنك ستعبر عن الكثير، وستنمي رابطًا يتجاوز الزمني ويلامس الأبدي. |
||||
08 - 11 - 2024, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 177943 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يمكنني مساعدة ابني في التغلب على ضغط الأقران مع الحفاظ على إيمانه أخي الحبيب في المسيح، إن توجيه ابنك خلال مياه المراهقة المضطربة مع مساعدته على البقاء راسخًا في الإيمان هو مسؤولية قوية. وكما يلاحظ البابا فرنسيس بحكمة: "في عالم تزداد فيه صعوبة أن تكون مسيحيًا، يحتاج الشباب إلى جذور قوية في المسيح". دعونا نستكشف كيف نغذي هذه الجذور في مواجهة ضغط الأقران. اخلق جواً من التواصل المفتوح والحب غير المشروط في منزلك. يجب أن يعرف ابنك أنه يمكنه أن يأتي إليك بأي تحدٍ أو إغراء دون خوف من الحكم عليه. وكما يذكّرنا الأب الأقدس: "العائلة هي المكان الذي يصبح فيه الآباء والأمهات أول معلمي أبنائهم في الإيمان". شاركوا تجاربكم الخاصة في مقاومة ضغط الأقران والبقاء أوفياء لقيمكم. إن هذا الضعف سيشجع ابنك على أن يكون صادقًا بشأن صراعاته. ثانياً، ساعد ابنك على تنمية إحساس قوي بهويته المتجذرة في المسيح. شجعه على المشاركة في مجموعات الشباب والأنشطة الدينية حيث يمكنه تكوين صداقات مع أقرانه الذين يشاركونه قيمه. وكما يقول البابا فرنسيس: "ليس من المفترض أن يصاب الشباب بالإحباط، بل من المفترض أن يحلموا بأشياء عظيمة، وأن يسعوا إلى آفاق واسعة، وأن يطمحوا إلى ما هو أعلى". من خلال إحاطة نفسه بأصدقاء يشاركونه نفس التفكير، سيجد ابنك القوة في المجتمع وسيكون مجهزًا بشكل أفضل لمقاومة التأثيرات السلبية. ثالثاً، علّم ابنك فن التمييز. ساعده على تطوير مهارات التفكير النقدي لتقييم الخيارات التي يواجهها. ناقش السيناريوهات التي قد يواجهها واستكشف كيفية الاستجابة بطرق تتماشى مع إيمانه. شجّعه على أن يسأل نفسه "ماذا كان يسوع سيفعل؟ وكما ينصح البابا فرنسيس: "إن التمييز لا يتعلق باكتشاف ما يمكننا الحصول عليه أكثر من هذه الحياة، بل يتعلق بمعرفة كيف يمكننا أن ننجز بشكل أفضل الرسالة التي أوكلت إلينا في معموديتنا". مكن ابنك بمعرفة أنه لا بأس أن يكون مختلفًا. ذكّره بكلمات القديس بولس: "لا تتشبهوا بنمط هذا العالم، بل تغيّروا بتجديد أذهانكم" (رومية 12: 2). ساعده على أن يفهم أن ثباته في إيمانه قد يعني أحيانًا مخالفة الجمهور، لكن هذه الشجاعة هي شهادة على شخصيته وقناعته. أخيرًا، صلّي مع ابنك ومن أجله بانتظام. أوكلوه إلى عناية الأم المباركة وملاكه الحارس. وكما يذكّرنا البابا فرنسيس: "الصلاة هي نفس الإيمان". من خلال تنمية حياة صلاة غنية، سوف ينمي ابنك القوة الداخلية لمقاومة الإغراء والحكمة لاتخاذ الخيارات التي تكرم الله. تذكر أن تجاوز ضغط الأقران هو رحلة نمو. قد تكون هناك عثرات على طول الطريق، ولكن بإرشادك المحب ونعمة الله، يمكن لابنك أن يخرج أقوى في إيمانه وشخصيته. |
||||
08 - 11 - 2024, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 177944 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب في قلب الإنجيل «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» بينما كان المبشر الشهير د.ل. مودي يعظ في مدينة دبلن بايرلندا عام 1867، طلب منه شاب في السابعة عشرة من عمره أن يرافقه إلى أمريكا لأنه يشعر بتثقل روحي أن يبشر هناك، فلم يُعطه مودي جواباً نظراً لصغر سنه وكونه غير معروف لديه. وعندما عاد مودي إلى شيكاغو، تلقى خطاباً من نفس الشاب يُخبره فيه أنه وصل إلى نيويورك وسيكون في شيكاغو يوم الخميس. لم يعرف مودي كيف يتصرف مع هذا الشاب، ولكنه أخبر الإخوة المدبرين في الكنيسة أن شاباً إنجليزياً سيحضر يومي الخميس والجمعة، أثناء سفر مودي في هذين اليومين، وليعطهم الرب حكمة في التصرف معه. ولما عاد مودي يوم السبت، أخبرته زوجته أن هذا الشاب واسمه هنري مورهاوس، تكلم في اليومين السابقين عن محبة الله في الصليب من خلال الشاهد الشهير يوحنا 3: 16 «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية». وأن الإخوة في الكنيسة في تعزية روحية عميقة بسبب كلام الرب من خلال هذا الشاب. ورغم عودة مودي إلى شيكاغو، استمر هنري مورهاوس يبشِّر الجموع التي احتشدت في أكبر قاعة في شيكاغو - حتى كان الألوف يرجعون من حيثما أتوا لأنهم لم يجدوا ولا وطأة لقدم - لسماع هذا الشاب الذي استمر طوال الأسبوع يجاهر بالبشارة السارة عن محبة الله من خلال الشاهد العظيم (يو3: 16). وقد كتب مودي في مذكراته عن هذا الأسبوع قائلاً: لم أستطع أن أمنع الدموع وهى تنهمر من عينيَّ وأنا أرى نوراً جديداً؛ كيف أن الله يحتفظ في قلبه حباً عظيماً كهذا لأجلي ولاسيما وأنا أسمع هنري مورهاوس وهو يتحدث عن محبة الله التي تجسمت في صليب المسيح من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا في قلب الكتاب المقدس: يوحنا3: 16. التهم حريق كبير مبنى الكنيسة التي كان مودي يخدم فيها في شيكاغو، فأقاموا مبنى مؤقتاً لحين بناء مبنى جديد للكنيسة. ولما عاد هنري مورهاوس من أوربا مرة أخرى، وقف على المنبر في شيكاغو في المبنى الجديد وقال: "يا إخوتي رغم أن المبنى الأول احترق، فإن الآية القديمة لم تحترق، لأنها تتحدث عن الرب يسوع الذي احترق لأجلنا في الصليب مُظهراً محبة الله لنا؛ لهذا نقرأ بإرشاد الروح القدس يوحنا3: 16". وظل مورهاوس يتحدث طوال حياته عن محبة الله في صليب المسيح، حتى أنه في آخر لحظة من حياته وقبل ذهابه إلى السماء، نظر إلى ابنه الكسيح وقال له: "يا ابني.. الله محبة.. الرب يسوع قد صُلِب".. ثم رقد. ولقد تحدثت الصحف والمجلات طويلاً عن رجل شرير من عمال مناجم الفحم يُدعى "إيك ميللر"، لم يكن قد دخل كنيسة طوال حياته، وكان قد اشتهر بشروره وعنفه وغلاظة قلبه وسوء أخلاقه واستعباده للمكيفات. وأثناء عودته من عمله في منجم الفحم في إحدى الليالي، وجد رِجلاه تقودانه إلى المكان الذي كان يعظ فيه هنري مورهاوس. جلس ميللر في الصف الأمامي، وعندما رأه الإخوة ظلوا يصلّون في قلوبهم بدموع وانكسار إلى الله لكي يرشد مورهاوس، فلا يتحدث في هذا اليوم عن صليب المسيح ومحبة الله كعادته، بل يتحدث وبقوة عن عذابات الجحيم وويلاته، لعل ذلك يُذيب قلب ميللر، أو على الأقل ليخاف فلا يصنع فوضى أو يفض الاجتماع بالقوة أو العربده. خاب ظن الإخوة عندما تحدث هنري عن محبة المسيح أيضاً، وكيف أنه كان النائب والبديل والفادي وهو يحتمل لأجلنا كل أنواع الآلام الجسدية والنفسية والكفارية على الصليب. وبينما كان إيك ميللر يستمع لقصة الصليب بكل إصغاء، كان الإخوة يشعرون بالأسى والأسف وهم يقولون في داخلهم: ضاعت الفرصة، يا ليته تحدَّث عن الجحيم، فربما كان إيك الشرير تأثر. بعد نهاية الاجتماع عاد ايك ميللر إلى بيته، وطوال الطريق، ولأول مرة طوال عمره الطويل، كانت الدموع تجري من عينيه بغزارة، وكان يتمتم بكلمة واحدة يمكن لمن يسير بجواره أن يسمعها إذ كان يقول: "صلبوه .. صلبوه .. لأجلي صلبوه .. صلبوه". وعندما قرع الباب وفتحت له زوجته، التي كثيراً ما ضربها وعذبها، كانت دهشتها لا توصف؛ فلأول مرة في حياتها ترى زوجها يبكي، فأدركت أن أمرٌ خطير جداً قد حدث. ماذا حدث، هل انهار منجم الفحم؟ كلا.. هل لم تشرق الشمس في النهار؟ كلا.. ماذا حدث إذاً؟ أجابها وهو يريد أن يخفي الدموع وهى تنهار من قلبه وعينيه أنهار غزار: "لقد صلبوه. صلبوه". جمع إيك ميللر أسرته، واعتذر لهم على كل ما فعله معهم في الماضي، وقال لهم: "هيا نصلي".. فأجابوه: "لا نعرف كيف نصلي:. قال لهم: "إذاً دعوني أصلّي"، ولكنه لم يعرف أن يقول إلا العبارة التي علّمته إياه أمه وهو طفل صغير: "يا ربي يسوع اللطيف، انظر إلى ولد صغير نظيري، وسامحني". ولكنه بعد هذه العبارة، رُسم المصلوب أمام عينيه فانسابت منه العبارات والصلوات وهو يصف محبة الله وجروح المصلوب لأجله، ويعترف أمام أسرته بكل آثامه وماضيه، وبين كل عبارة وعبارة كان يكرر الكلمة التي أذابت قلبه: "لقد صلبوه".. وصار ميللر مسيحياً حقيقياً، وشهادة مُنيرة لمحبة الله في الصليب. قارئي العزيز.. قارئتي الفاضلة.. إن هذه القصة الواقعية تذكرني بتلك اللوحة الفنية الرائعة التي رسمها الفنان الألماني الشهير "رامبرانت"، إذ أبدع في تصوير الصليب، وتصوّر الرب يسوع وهو يقاسي الآلام الرهيبة، وتحت الصليب رسم مجموعة من مختلف فئات البشر وهم جميعاً يشاركون في جريمة الصليب، وفي طرف الصورة رسم شبح رجل يختفي خلف الظلال، وتبدو في ملامح هذا الرجل صورة الفنان رامبرنت نفسه، وهو بذلك أراد أن يقول لكل مَنْ يرى اللوحة البديعة إنه هو شخصياً شارك في صلب المسيح. وكأنه يقول مع إيك ميللر: "لأجلي .. صلبوه، بل أنا قد صلبته بخطاياي. صديقي .. صديقتي، إن الصليب هو بحق مكاني ومكانك، وقد ارتضى المسيح أن يعتليه لأجلي ولأجلك. فهل تأتي إلى هذا الإله المحب الذي أحبك أنت شخصياً حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا تهلك بل تكون لك الحياة الأبدية؟ مع كَون الموت حقيقة، والنار والجحيم الأبدي حقيقة أكيدة، لكني وبنداء محبة الله لك وجروح المسيح ودماه التي سالت لأجلك، أدعوك الآن، وأنت تقرأ هذه المجلة، أن تأتي بالإيمان إلى الصليب، فتختبر ما اختبره السائح المسيحي الذي كتب عنه يوحنا بنيان في كتابه المعروف "سياحة المسيحي" عندما وقع الحِمل الذي كان قد أعيا كاهله، وقع تلقائياً عن كتفه في الحال عندما جاء إلى الصليب والتفت بإيمان للمصلوب. عندئذ ستهتف معي ومع ملايين المسيحيين الحقيقيين ما بقى من العمر وفي الأبدية السعيدة الطويلة أيضاً: في الصليب في الصليب راحتي بل فخري في حياتي وكذا لأبد الدهرِ مَنْ قضى فوق الصليب ذاك كل القصدِ سنراه عن قريب آتياً بالمجدِ |
||||
08 - 11 - 2024, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 177945 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب هو بحق مكاني ومكانك وقد ارتضى المسيح أن يعتليه لأجلي ولأجلك. فهل تأتي إلى هذا الإله المحب الذي أحبك أنت شخصياً حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا تهلك بل تكون لك الحياة الأبدية؟ مع كَون الموت حقيقة، والنار والجحيم الأبدي حقيقة أكيدة، لكني وبنداء محبة الله لك وجروح المسيح ودماه التي سالت لأجلك، أدعوك الآن، وأنت تقرأ هذه المجلة، أن تأتي بالإيمان إلى الصليب، فتختبر ما اختبره السائح المسيحي الذي كتب عنه يوحنا بنيان في كتابه المعروف "سياحة المسيحي" عندما وقع الحِمل الذي كان قد أعيا كاهله، وقع تلقائياً عن كتفه في الحال عندما جاء إلى الصليب والتفت بإيمان للمصلوب. عندئذ ستهتف معي ومع ملايين المسيحيين الحقيقيين ما بقى من العمر وفي الأبدية السعيدة الطويلة أيضاً: في الصليب في الصليب راحتي بل فخري في حياتي وكذا لأبد الدهرِ مَنْ قضى فوق الصليب ذاك كل القصدِ سنراه عن قريب آتياً بالمجدِ |
||||
08 - 11 - 2024, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 177946 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحية النحاسية والصليب (عد21: 4-9، يو3: 14،15) المشهد الذي أمامنا في سفر العدد، مشهد موت ينتهي بالحياة. وبينما الموت جماعي نتيجة لدغة الحيات «فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون»، فإن الحياة شخصية «فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا». ويظهر أمامنا في هذا المشهد؛ الثلاثة الأعداء: الجسد؛ مُمَثَّلاً في أرض أدوم (ع4)، والعالم؛ مُمَثَّلاً في مصر (ع5)، والشيطان؛ مُمَثَّلاً في الحيات المُحرقة (ع6). وتلك القوى المُعادية تؤدي بالإنسان إلى حالة الموت: فاهتمام الجسد هو موت (رو8: 6)، وصار البشر أمواتاً بالذنوب والخطايا حسب دهر هذا العالم (أف2: 1،2)، وتحت عبودية الشيطان الذي له سلطان الموت (عب2: 14،15). لكننا في المقابل مع مشهد الموت الكئيب والصراخ الرهيب، نتيجة الحيات ولسعاتها الحامية كاللهيب، نرى تدبير الله العجيب لخلاص شعبه وإحيائه بواسطة لا تخطر على بال إنسان. فقد «قال الرب لموسى اصنع لك حية مُحرِقة وضعها على راية، فكل مَنْ لُدغ ونظر إليها يحيا». لقد جاء الموت والداء عن طريق حية مُحرِقة، وها هو الله يأتي بالحياة والدواء عن طريق حيّة نحاسية، وهذا هو علاج الله الوحيد (ونحن أمام تدبير الله العظيم نخلع نعالنا من أرجلنا، فنحن أمام مشهد تقدّس هو رمز إنجيلي عظيم). فالعلاج الذي عيّنه الرب وعمله موسى لكي يُعلَّق على رايه يكن الحية الحرفية التي أتت بالضرر والموت، بل "شبه الحية"، لتكون الواسطة التي تفيض منها نعمة الله للمساكين المجروحين. ويا له من رمز عظيم للصليب! ولقد أعلن الرب يسوع أنه هو المقصود برمز الحية النحاسية، وكان رفع تلك الحية على الراية رمزاً لرفعه هو على الصليب؛ وذلك عندما بيّن لنيقوديموس كُلفة الخلاص، فقال له «وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو3: 14،15)، فلقد أوجد الله علاجاً شافياً مُحيياً في ذاك الذي رُفع على خشبة اللعنة والعار. وها هو يقدم الدعوة لكل من لدغته الحية القديمة وسرى سُمها القاتل في كيانه لكي ينظر إلى المسيح المصلوب فينال شفاءً وحياة. ذاك الذي قال «التفتوا إليَّ واخلصوا» (إش45: 22). وتخيّل معي - قارئي العزيز - شخصاً لدغته الحية ولم يقبل النظر للحية المرفوعة، فماذا سيكون مصيره سوى الموت؟ فكم بالحري مَنْ يرفض النظر للمصلوب! يقول الوحي «فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره» (عب3:2). أو شخصاً انشغل بحالته أو ترجّى الخلاص من أخر، لابد أن يكون مصيره نفس المصير، ألم تتألم نازفة الدم من أطباء كثيرين ولم تنتفع شيئاً بل صارت إلى حال أردأ؟! لقد كان النظر للحية المرفوعة هو الواسطة الوحيدة للخلاص الزمني. وهكذا التطلع للمصلوب بالإيمان هو الواسطة الوحيدة للخلاص الأبدي «وليس بأحد غيره الخلاص» (أع4: 12). أ لم يخلص اللص حين نظر بالإيمان للمصلوب إلى جواره وقال له «اذكرني يارب»، فجاءه الجواب في الحال «الحق أقول لك، إنك اليوم تكون معي في الفردوس» (لو23: 43)؟! ثم لاحظ قول الكتاب «فكل من لُدِغ ونظر إليها يحيا» إنها مسئولية شخصية، كما أنها علاقة مباشرة بين الخاطئ والمصلوب. أخيراً هناك أوجه شبه عديدة بين الحية المرفوعة وسيدنا المرفوع: 1- كانت الحية النحاسية مصنوعة على شبه الحية السامة، كذلك أرسل الله ابنه في «شبه جسد الخطية» (رو8: 3). 2- كانت الحية النحاسية خالية من السُم، وهكذا كان المسيح «بلا خطية» «قدوس بلا شر ولا دنس» (عب4: 15؛ 7: 26). 3- عُلِّقت الحية على راية مرتفعة ليراها جميع الملدوغين، ورُفع المسيح في جلجثة ليراه كل الخطاة الآثمين. 4- كان النظر بالعين الحرفية واسطة الشفاء من لسعة الحية، والآن نظرة الإيمان بالعين الروحية هى واسطة الخلاص من موت الخطية. ونلاحظ أنه في بداية سفر العدد 21 نقرأ عن تذمرات الشعب وما أعقبه من قضاء الله عليهم بلدغات الحيات. ومن ثم فقد جاء البكاء والموت والصراخ. أما بعد رفع الحية، إذ ظهر في المشهد ما يرمز للمسيح المصلوب، فقد أتى الترنم والفرح والتسبيح المترتب على الشفاء والحياة. هل قبلت المصلوب الذي كان مجروحاً لأجل معاصينا، مسحوقاً لأجل آثامنا، آخذاً مكاننا ليُعطينا مكانه ومقامه؟ إن لم تكن قد قبلته بعد، فاقبله الآن بنظرة الإيمان لتنجو من الهلاك وتنعم بالحياة. هل تبغي عتقاً من نير الآثام هيا للمصلوبْ ها قد ظفر هل تبغي قهر أعوان الظلام هيا للمصلوبْ ها قد قهر |
||||
08 - 11 - 2024, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 177947 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد أعلن الرب يسوع أنه هو المقصود برمز الحية النحاسية، وكان رفع تلك الحية على الراية رمزاً لرفعه هو على الصليب؛ وذلك عندما بيّن لنيقوديموس كُلفة الخلاص، فقال له «وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو3: 14،15)، فلقد أوجد الله علاجاً شافياً مُحيياً في ذاك الذي رُفع على خشبة اللعنة والعار. وها هو يقدم الدعوة لكل من لدغته الحية القديمة وسرى سُمها القاتل في كيانه لكي ينظر إلى المسيح المصلوب فينال شفاءً وحياة. ذاك الذي قال «التفتوا إليَّ واخلصوا» (إش45: 22). وتخيّل معي - قارئي العزيز - شخصاً لدغته الحية ولم يقبل النظر للحية المرفوعة، فماذا سيكون مصيره سوى الموت؟ فكم بالحري مَنْ يرفض النظر للمصلوب! يقول الوحي «فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره» (عب3:2). أو شخصاً انشغل بحالته أو ترجّى الخلاص من أخر، لابد أن يكون مصيره نفس المصير، ألم تتألم نازفة الدم من أطباء كثيرين ولم تنتفع شيئاً بل صارت إلى حال أردأ؟! لقد كان النظر للحية المرفوعة هو الواسطة الوحيدة للخلاص الزمني. وهكذا التطلع للمصلوب بالإيمان هو الواسطة الوحيدة للخلاص الأبدي «وليس بأحد غيره الخلاص» (أع4: 12). أ لم يخلص اللص حين نظر بالإيمان للمصلوب إلى جواره وقال له «اذكرني يارب»، فجاءه الجواب في الحال «الحق أقول لك، إنك اليوم تكون معي في الفردوس» (لو23: 43)؟! ثم لاحظ قول الكتاب «فكل من لُدِغ ونظر إليها يحيا» إنها مسئولية شخصية، كما أنها علاقة مباشرة بين الخاطئ والمصلوب. |
||||
08 - 11 - 2024, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 177948 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب ومشورة الله المحتومة يظن البعض، لقصور في الفكر عندهم، أن الصليب بمأساته كان أمراً عارضاً أو مفاجئاً لخطة الله. لكن من كلمة الله نرى عكس ذلك على خط مستقيم؛ فلا هو كان أمراً اضطُرّ الله عليه، ولا هو كان قاصراً وعاجزاً عن منعه، حاشا. إن الصليب هو ترتيب أزلي وذبيحته مقرَّرة، والحمل كان معروفا سابقاً قبل تأسيس العالم. وعن هذا قال الرسول بطرس «هذا أخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه». وسنذكر هنا أدلة سباعية على سيطرة يد الله على كل الأمور في مسالة الصليب، حتى أنه في ذلك اليوم، عندما بدا وكأن الشيطان انتصر والشر غلب، فإن يد الله العلية وخطته الحكيمة كانت مسيطرة على أكبر الأمور وأصغرها على السواء. هذه الأدلة السباعية هي: ميعاد الحكم طريقة الحكم مكان الحكم حيثيات الحكم عنوان علة الحكم خاتمة الحكم ما بعد نهاية الحكم. أولاً: ميعاد الحكم من متى 26 نفهم أن قادة أمة اليهود كانوا قد قرروا نهائياً قتل المسيح، لكنهم قالوا «ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب». فهم تفادوا قتل المسيح في العيد حيث تكون أورشليم مكتظة بالقادمين إليها من كل حدب وصوب، وخشوا أن يسبب القبض على يسوع المحبوب من الكثيرين هياجاً لا تُحمد عقباه. كان العيد يدنو بسرعة، وكانوا هم يجهزون أنفسهم للجريمة بعد أن يمر العيد بسلام، لكن موت المسيح جاء أسرع مما خططوا هم أنفسهم. ومات المسيح، ليس بعد العيد ولا قبله، بل يوم عيد الفصح نفسه. أتعرف لماذا؟ لأن المسيح هو حمل الفصح الحقيقي. وما كان خروف الفصح المذبوح والمشوي بالنار إلا صورة باهتة لشخصه الكريم في موته فوق الصليب. فلأن الفصح رمز له، فكان من الضروري لينطبق الرمز على الحقيقة انطباقاً مذهلاً، أن يموت المسيح، لا كما قال قادة اليهود، بل كما قال الكتاب المقدس. ثانيا: طريقة الحكم لقد حاول اليهود قتل المسيح مِراراً. مرة بسيف هيرودس، ومرة ثانية بمحاولة طرحه من فوق جبل الناصرة، وثلاث مرات في الهيكل برجمه. هذه المحاولات كلها لم تنجح. أما محاولتهم هذه المرة فكانت أن يُصلب المسيح لا أن يُرجم، وذلك لأنه قبل مولد المسيح بنحو ألف عام تنبأ داود بطريقة الموت هذه عندما قال «ثقبوا يديَّ ورجليَّ». لكن ليس فقط داود تنبأ بهذه الميتة، بل إن المسيح نفسه حدد ميتة الصليب. فلقد قال لنيقوديموس «كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان». فكان ينبغي أن يموت مصلوباً. إن ميتة الصلب هي ميتة اللعنة، و«المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لنه مكتوب ملعون كل من عُلِّق على خشبة». ويعلق يوحنا قائلاً «ليتم القول الذي قاله مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت»! (يو18: 32). ثالثا : مكان الحكم كان لابد أن يموت المسيح في أورشليم، فهو الذي قال لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم. ثم كان لابد أن يموت خارج المحلة، تماماً كما كانت «الحيوانات التي يُدخل بدمها إلى الأقداس تُحرق أجسادها خارج المحلة» (لا16؛ عب13). لكن ليس فقط مات المسيح في أورشليم خارج المحلة، لكن كان لابد أن يُصلب على الصليب الأوسط. ولقد اهتمت البشائر الربع بإبراز هذا الأمر، لكن علق مرقس عليه بالقول «فتم الكتاب القائل وأُحصي مع أثمة». رابعا: حيثيات الحكم لقد حاول بيلاطس أن يوفِّق بين شراسة وحقد اليهود، وبين اقتناعه ببِرّ المسيح، ففكر، ضمن ما فكر، أن يصدر الحكم باستذناب المسيح ثم يطلقه حراً كهدية العيد، وبذلك يرضي اليهود ويرضي ضميره. لكن مشورة الله كانت عكس ذلك تماماً: أن يعلن الحاكم برائة المسيح ثم يصدر حكماً بصلبه. فالمسيح لو كان فيه أي عيب لما صلح أن يكفِّر عن الخطاة. وخروف الفصح لو كان به عيب أو دنس لَمَا صلح أن يكون فصحاً. وهكذا فقد فحص الوالي يسوع وشهد مراراً ببراءته، ثم أمر بصلبه! خامسا: عنوان على الحكم بحسب قوانين الدولة الرومانية كان ينبغي أن يُعلَّق فوق صليب المحكوم عليهم حيثية الحكم التي صدرت على المصلوب. فماذا يُكتَب بيلاطس كعنوان لعلة من اقتنع هو نفسه ببرائته؟ هذ هو لقد كتب يسوع الناصري ملك اليهود. ولما احتج رؤساء كهنة اليهود على هذا العنوان رفض بيلاطس التغيير المقترح بقول صار فيما بعد بمثابة مثل، إذ قال «ما كتبت قد كتبت». ونحن ندهش كيف خضع الوالي لإرادة أولئك القتلة في أن يحكم بصلب البريء، رغم اقتناعه ببراءته، ثم يرفض في تصميم الخضوع لإرادتهم في مسالة تبدو شكلية. لكن الحقيقة العجيبة أن بيلاطس عندما خضع لليهود كان يتمم دون أن يدري مشورة الله، وعندما رفض الخضوع لهم كان أيضاً يتمم مشورة الله. ويا له من عنوان لعلّة لا تتضمن أي عِلّة على الإطلاق، إلا إذا كانت عِلّة في اليهود أنفسهم، الذين صلبوا ملكهم، رافضين أي ملك آخر سوى قيصر. ولقد كان العنوان الذي كتبه بيلاطس مُساقاً بيد علوية هو أول نبذة تُكتب في العالم، خلص بواسطتها اللص الذي عرف منها مجد المصلوب إلى جواره، فقال له «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك»، فجاءه الجواب «الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس». سادسا: خاتمة الحكم كان الوضع الطبيعي أن يظل المحكوم عليهم بالصلب يومين أو ثلاثة أيام، فيها يذوق المصلوب ألواناً من العذاب وهو يقاسي الموت البطيء. وكان من الممكن أن يحدث هذا مع المسيح لو سارت الأمور في مسارها الطبيعي، لكن الله في هذا الأمر، كما في كل أمر آخر، كان مسيطراً تماماً، فطلب اليهود من بيلاطس أن تُكسر سيقان المصلوبين ويرفعوا، لا إكراماً للمصلوبين طبعاً، بل إكراماً للسبت العظيم! وفعلا أصدر بيلاطس الأمر، وبدأ جنوده في التنفيذ. لكنهم بعد أن كسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه أتوا إلى يسوع لكنهم لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات. لكن يوحنا رأى في هذا الأمر إتماماً لنبوة وردت عن المسيح «عظم لا يكسر منه». وطبعاً نحن لا نقول إن المسيح لم تكسر ساقيه لأن خروف الفصح ما كان يكسر منه عظم، بل العكس هو الصحيح، فلقد كان لا بد أن الفصح، لكي يشير إلى المسيح، أن لا يكسر منه عظم. وأما المسيح فلأنه هو التقي الحقيقي فلقد حفظ الرب جميع عظامه وواحد منها لم ينكسر. لكن أحد العسكر، ولكي يقطع الشك باليقين في أمر موت المسيح فإنه غرز حربته القاسية في جنب يسوع، فخرج دم وماء. ونلاحظ أن هذه الطعنة في جنب المسيح لم تكن عادة رومانية متبعة، ولا هي أمر من بيلاطس. فماذا إذا؟ إنها ببساطة لكي يتم الكتاب. فذلك الجندي لم يكن في طعنة الحربة مُنفِّذاً لأمر بيلاطس، لكنه دون أن يدري نفذ أمر الله. سابعا: ما بعد نهاية الحكم لقد مات يسوع فعلاً. وكان كل تلاميذه المخلصين قد هربوا إذ ملأ الخوف قلوبهم، وكان هذا تتميماً للنبوة «اضرب الراعي فتتبدد الغنم». ولقد كان تصور اليهود، بل ومنتهى أمانيهم، أن يُدفن المسيح بلا كرامة مع المذنبين، وتعلوه رجمة من الحجارة، وينتهي كل شيء. لكن عين الله الساهرة ويمينه العلية رتبت شيئاً آخر، بل إن مشورة الله المحتومة كانت قد خططت ذلك الأمر وسجلته في التوراة التي بين أيدي اليهود أنفسهم. ففي نفس أصحاح آلام المسيح، أعني إشعياء 53، ترد هذه النبوة «جُعل مع الأشرار قبره (لكن) مع غني عند موته (لأنه) لم يفعل ظُلماً ولا وُجِد في فمه غش». ولذلك فلقد تقدم أحد أثرياء اليهود واسمه يوسف الرامي تلميذ ليسوع في خفية، لم نسمع عنه من قبل، ولا سمعنا عنه بعد ذلك، تقدم إلى بيلاطس وطلب أن يُعطى جسد يسوع فأذن له. والأرجح أنه هو لم يفكر ولا فكر سواه في نبوة إشعياء، وبدا وكأن الأمر محض صدفة. شأنه شأن كل ما تم في ذلك اليوم العصيب بأحداثه السريعة المتلاحقة. وكان لهذا الأمر، بالإضافة إلى أنه كان إتماماً للنبوة، له أهمية مزدوجة: الأولى لإكرام جسد المسيح القدوس «لن تدع تقيك يرى فساداً»، وثانيا: ليمكن إعلان حقيقة القيامة، والتي تُعتبر مع موت المسيح ركناً أساسياً في الإنجيل الذي آمنا به. نعم قارئي العزيز إن كان الصليب من جانب هو مأساة الدهور، لكنه في نفس الوقت هو العمل الذي وضع أساساً لنهاية كل المآسي. وإن كان قد ظهر عند الصليب أعظم شر، فقد نتج عنه أيضاً أعظم خير. وإن كان هو أفظع ظلم، لكننا ايضاً في الصليب نشهد العدل الدقيق، إذ استُعلِن برّ الله. وإن كان الشيطان بدا ووكأنه منتصر، لكن في الصليب وُضع أساس إبادته إلى أبد الآبدين. مُبْدِعُ الكَونِ القَديرُ فَرَّ عَنهُ كلُّ خِلٍّ حَسِبُوهُ كأثيمٍ ألبَسوهُ تاجَ شوكٍ سُمِّرَ فوقَ الصليبْ مِثلَ إنسانٍ غَريبْ مُستَحقٍ للغضَبْ بَدَلَ تاجِ الذهبْ قَاسَى ربي كلَّ هذا بل وسيفُ العدلِ جازَ نكَّس الرأسَ أخيراً فلَكَ نجثو بحبٍ وتحمَّلَ العنا فيه كي أنجو أنا مائتاً عن الخطاةْ أيُّها الربُّ الإلهْ |
||||
08 - 11 - 2024, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 177949 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ميعاد الحكم متى 26 نفهم أن قادة أمة اليهود كانوا قد قرروا نهائياً قتل المسيح، لكنهم قالوا «ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب». فهم تفادوا قتل المسيح في العيد حيث تكون أورشليم مكتظة بالقادمين إليها من كل حدب وصوب، وخشوا أن يسبب القبض على يسوع المحبوب من الكثيرين هياجاً لا تُحمد عقباه. كان العيد يدنو بسرعة، وكانوا هم يجهزون أنفسهم للجريمة بعد أن يمر العيد بسلام، لكن موت المسيح جاء أسرع مما خططوا هم أنفسهم. ومات المسيح، ليس بعد العيد ولا قبله، بل يوم عيد الفصح نفسه. أتعرف لماذا؟ لأن المسيح هو حمل الفصح الحقيقي. وما كان خروف الفصح المذبوح والمشوي بالنار إلا صورة باهتة لشخصه الكريم في موته فوق الصليب. فلأن الفصح رمز له، فكان من الضروري لينطبق الرمز على الحقيقة انطباقاً مذهلاً، أن يموت المسيح، لا كما قال قادة اليهود، بل كما قال الكتاب المقدس. |
||||
08 - 11 - 2024, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 177950 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طريقة الحكم لقد حاول اليهود قتل المسيح مِراراً. مرة بسيف هيرودس، ومرة ثانية بمحاولة طرحه من فوق جبل الناصرة، وثلاث مرات في الهيكل برجمه. هذه المحاولات كلها لم تنجح. أما محاولتهم هذه المرة فكانت أن يُصلب المسيح لا أن يُرجم، وذلك لأنه قبل مولد المسيح بنحو ألف عام تنبأ داود بطريقة الموت هذه عندما قال «ثقبوا يديَّ ورجليَّ». لكن ليس فقط داود تنبأ بهذه الميتة، بل إن المسيح نفسه حدد ميتة الصليب. فلقد قال لنيقوديموس «كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان». فكان ينبغي أن يموت مصلوباً. إن ميتة الصلب هي ميتة اللعنة، و«المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لنه مكتوب ملعون كل من عُلِّق على خشبة». ويعلق يوحنا قائلاً «ليتم القول الذي قاله مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت»! (يو18: 32). |
||||