يوم أمس, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 177481 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دعاوي قضائية مرفوضة «أَيَتَجَاسَرُ مِنْكُمْ أَحَدٌ لَهُ دَعْوَى عَلَى آخَرَ أَنْ يُحَاكَمَ عِنْدَ الظَّالِمِينَ، وَلَيْسَ عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ؟» كان مؤمنو كورنثوس مُولعين بالفلسفة البشرية، فكانوا دؤوبين على تصديق وفعل ما يريدون، حتى إنهم انقسموا وتناحروا، وكانوا في حالة لا أخلاقية استثنائية، وعادت طرق تفكيرهم وتصرفهم القديمة تغزو حياتهم مجددًا. وأما نموذج البر والتعبير عن الإنسان الباطن الجديد الناتج عن الطبيعة الإلهية فكان مكسورًا فيهم إلى الدرجة التي يصعب فيها التمييز بين العديد منهم وبين أقرانهم الوثنيين. وهذا المقطع يكشف لنا الحسد والحساسية بينهم وبين إخوتهم المؤمنين، بل سباق المصالح والمكاسب المادية بينهم، حتى وصل بهم الأمر إلى حد شكوى بعضهم البعض أمام القضاء، القضاء المدني الوثني حينذاك. لقد نشروا غسيلهم القذر أمام العالم ليراه. وعلى الأرجح كان الوضع القانوني في كورنثوس مشابهًا لذاك الذي في أثينا حيث كانت الدعاوى القضائية جزءًا من الحياة اليومية، فكانت نوعًا من التحدي بل من الترفيه. لقد شهد أحد الكتاب القدماء أن كل أثيناوي كان محاميًا؛ فعند حدوث مشكلة بين طرفين لم يستطيعا تسويتها فيما بينهما، كان المرجع الأولى هو التحكيم الخاص، وفيه يعين كل طرف مواطن محايد كحكم خاص به. وهذان الحاكمان، مع شخص ثالث حيادي مستقل، يحاولون حل المشكلة، وإذا فشلوا تُحوَّل القضية إلى محكمة من أربعين شخص تُحدد حَكَم عام لكل طرف، ومن الغريب أن كل مواطن كان لا بد أن يعمل كحكم عام خلال السنين الستين من حياته. وإن فشل التحكيم العلني تُحوَّل القضية إلى محكمة قضائية مُكونة من بضع مئات من المحلفين إلى بضع الآلاف، وكل مواطن فوق سن الثلاثين يمكنه أن يخدم كمُحلف، وبالتالي كان معظم المواطنين مُدمجين بانتظام في خطوات قضائية بطريقة أو بأخرى، سواء كطرف في قضية أو كحكم أو كمحلف. لقد كان مؤمنو كورنثوس معتادين على المنازعة والمعارضة والوقوف أمام المحاكم قبل أن يخلصوا، حتى إنهم حملوا هذه التوجهات والعادات الأنانية إلى حياتهم الجديدة كمسيحيين، لكن هذا الطريق لم يكن خطأ روحيًا فقط، بل أيضًا غير ضروري عمليًا. وعلى العكس تمامًا كان شعب الله؛ فلقرون عدة سوى اليهود نزاعاتهم إما في خصوصية أو في محكمة مجمعهم، ورفضوا أن يذهبوا بمشاكلهم أمام القضاء الوثني، مؤمنين أنهم إن فعلوا هذا فسيعطون انطباعًا أن الله - من خلال شعبه وباستخدام مبادئه الكتابية - ليس أهلاً لأن يحل كل مشاكلهم، فاعتُبر نوع من التجديف أن يقفوا أمام محاكم الأمم. وسمح كل من الحكام اليونانيين والرومان لليهود أن يستمروا في هذه الممارسة حتى خارج فلسطين. وتحت الحكم الروماني كان من حق اليهود أن يمارسوا مباشرة أي نوع من التأديب، وأن يصدروا أي حكم ماعدا الحكم بالموت. وكما نعلم من محاكمة الرب يسوع، كان من حق السنهدريم أن يقيدوا المسيح ويضربوه كما أرادوا، لكنهم طلبوا تصريح روما الممثل في بيلاطس حتى يتسنى لهم قتله. ولأن الرومان اعتبروا المسيحيين طائفة يهودية، فكان المؤمنين الكورنثيين على الأرجح في حرية أن يسووا نزاعاتهم فيما بينهم، وربما لأنهم لم يتمكنوا من إيجاد تسويات مرضية من إخوتهم المؤمنين، اختار الكثيرون منهم أن يقاضوا بعضهم البعض في المجامع أمام قضاة يهود، أو في محاكم وثنية عامة. لقد كان التحكيم العلني إظهارًا لتوجهاتهم الجسدية، وهي قطعة خميرة أخرى (ظ،كوظ¥: ظ¦-ظ¨)، أدخلوها إلى حياتهم الجديدة في المسيح. وفي مواجهة هذا الشر في كنيسة كورنثوس ذكر الرسول بولس ثلاث مجالات لسوء الفهم الذي كان لهؤلاء المؤمنين. لقد أساءوا فهم مقامهم بالنسبة للعالم، والتوجه الحقيقي الذي كان يجب أن يكون في علاقتهم بعضهم ببعض، والطابع الحقيقي الذي كان يجب أن يكون فيهم من جهة مقاييس الله للبر. أولاً: المقام الحقيقي للمؤمنين «أَيَتَجَاسَرُ مِنْكُمْ أَحَدٌ لَهُ دَعْوَى عَلَى آخَرَ أَنْ يُحَاكَمَ عِنْدَ الظَّالِمِينَ وَلَيْسَ عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ؟ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْقِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ الْعَالَمَ؟ فَإِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُدَانُ بِكُمْ أَفَأَنْتُمْ غَيْرُ مُسْتَأْهِلِينَ لِلْمَحَاكِمِ الصُّغْرَى؟ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ! فَإِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَاكِمُ فِي أُمُورِ هَذِهِ الْحَيَاةِ فَأَجْلِسُوا الْمُحْتَقَرِينَ فِي الْكَنِيسَةِ قُضَاةً! لِتَخْجِيلِكُمْ أَقُولُ. أَهَكَذَا لَيْسَ بَيْنَكُمْ حَكِيمٌ وَلاَ وَاحِدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ إِخْوَتِهِ؟ لَكِنَّ الأَخَ يُحَاكِمُ الأَخَ وَذَلِكَ عِنْدَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ» (ظ،كوظ¦: ظ،-ظ¦). إن عبارة “دَعْوَى عَلَى” هي ترجمة لثلاث كلمات يونانية ”اسم وفعل وحرف جر“، تُستخدم عادة لتعني دعوى قضائية أو محاكمة. ومن القرينة نعرف أن المقصود بــ”آخَر” هو قريبه من المؤمنين. أما “الظَّالِمِينَ” فلا تشير إلى الحالة الأدبية، بل إلى الحالة الروحية التي لأولئك الذين أقام المؤمنون دعواهم أمامهم. لقد كان المُحكمون والمُحلفون غير مُخلَّصين، وبالتالي أشرار. وكان المؤمنون يأتون بقضاياهم ضد بعضهم البعض أمام غير المؤمنين، فصُدم بولس وحزن، ولأنه كان يعلم الإجابة مسبقًا، كان سؤاله استنكاريًا. وكأنه يقول: “كيف يكون هذا؟ هل حقًا يقاضي بعضكم البعض، وتفعلون هذا حتى في المحاكم العامة الوثنية؟!” ويأتي الفعل ”يَتَجَاسَرُ (tolmao)“ في المضارع، كناية عن واقع مستمر. لم يكن انشغال بولس بأن المؤمنين لا يحصلون على فرص عادلة للاستماع لهم في المحاكم العامة، لأنهم كثيرًا ما حصلوا على محاكمات عادلة كالتي كانوا سيحصلون عليها من المؤمنين رفقائهم، بل كان اهتمام بولس بضآلة احترامهم لسلطة الكنيسة وقدرتها على تسوية نزاعاتهم. إن المؤمنين هم أعضاء جسد المسيح، وروحه يسكن فيهم لكونهم قديسين؛ قديسي الله الذين قال لهم الرسول بولس: ”اسْتَغْنَيْتُمْ فِيهِ“ و”لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا“ (ظ،كوظ،: ظ¢-ظ§)، فيتساءل الرسول “كيف لكم أن تفكروا في عرض مشاكلكم خارج العائلة لحلها؟” إن كل مصادر الحق والحكمة والعدل والعدالة والمحبة واللطف والجود والفهم متوفرة في شعب الله. ينبغي ألا يُحاكم المؤمنون بعضهم البعض في المحاكم العالمية، لأننا إن وضعنا أنفسنا تحت سلطة العالم، فبهذه الطريقة نحن نعترف بأننا نفتقر إلى التصرفات السليمة والتوجهات الصحيحة. إن المؤمنين الذين يذهبون إلى المحاكم ضد أقرانهم المؤمنين مهتمين بالثأر والمكسب أكثر من وحدة الجسد ومجد المسيح. لا بد للنزاع بين المؤمنين أن يحل وسط المؤمنين، فإن كنا نحن المؤمنين - بكل مواهبنا النافعة ومصادرنا في المسيح - لا نستطيع حل نزاع فكيف نتوقع من غير المؤمنين أن يفعلوا هذا؟ يؤكد الرسول بولس أن المؤمنين يقدرون على حل النزاعات دائمًا «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْقِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ الْعَالَمَ؟ فَإِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُدَانُ بِكُمْ أَفَأَنْتُمْ غَيْرُ مُسْتَأْهِلِينَ لِلْمَحَاكِمِ الصُّغْرَى؟». فإن كنتم في يوم ما ستجلسون في محكمة الله العليا على العالم أفلستم مؤهلين لأن تحكموا في الأمور اليومية الصغيرة التي تظهر بينكم الآن؟ ولنلاحظ أن كلمة ”مَحَاكِمِ“ يمكن أن تترجم أيضًا “قضايا”. عندما يعود الرب يسوع المسيح ليؤسس ملكه الألفي، سيشاركه فيه مؤمنو كل العصور ويجلسون معه في عرشه (رؤظ£: ظ¢ظ،؛ داظ§: ظ¢ظ¢) وجزء من مسؤوليتنا كحكام مع المسيح هو دينونة العالم، وسيكون للرسل سلطان خاص حيث ”سيَجْلِسُونَ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا يَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ“ (متظ،ظ©: ظ¢ظ¨)، لكن كل مؤمن سيشارك بطريقة ما «وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِي إِلَى النِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلَى الأُمَمِ، فَيَرْعَاهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ، كَمَا تُكْسَرُ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ، كَمَا أَخَذْتُ أَنَا أَيْضًا مِنْ عِنْدِ أَبِي» (رؤظ¢: ظ¢ظ¦، ظ¢ظ§). فإن كان القديسون في يوم قادم سيُشاركون في دينونة العالم، فبالتأكيد هم قادرون أن يحكموا على أنفسهم في الكنيسة الآن، وهذا الحكم القادم أساسه الالتصاق التام بكلمة الله، والتوجه التقويّ السليم، وهو موجود الآن أيضًا، ولن يكون وقتئذ أي مبادئ مختلفة للحكمة والعدل عن التي عندنا الآن، والمُعلن عنها في المكتوب. لكن مؤمني كورنثوس لم يحكموا على أنفسهم وليس هذا فحسب، بل جعلوا أنفسهم أضحوكة أمام غير المؤمنين، بسبب كبريائهم، ولكونهم جسديين وطماعين وبينهم مرارة، وكل هذا أمام العالم؛ العالم الذي في يوم آت سيدعوهم الرب ليكونوا أعوانًا في دينونته، والحكم عليه بالبر. بل إن المؤمنين - في يوم قادم - سيدينون ملائكة، والكتاب لم يذكر لنا أي ملائكة سندينها. أما الملائكة الساقطة فسيدينها الرب (ظ¢بطظ¢: ظ¤؛ يهظ¦)، لكننا لم نُخبَر إن كان المؤمنون سيشتركون في هذه الدينونة أم لا. والكلمة اليونانية للدينونة (krino) ويمكن أن تعني أيضًا أن “يقضي ويحكم” وهذا هو بالتأكيد المعنى المقصود. فإن كان لنا سلطان على الملائكة الأطهار الذين سيكونون بلا خطية يدانوا عليها. وأنا لا يُمكنني أن أكون جازمًا في هذا الصدد، لكنى أميل إلى الاعتقاد بأن المؤمنين المُمجَّدين سيساعدون في دينونة الملائكة الساقطين، ويمارسوا بعض الحكم على الملائكة الأطهار. وإن كان المسيح مُرفعًا فوق كل الملائكة (أفظ،: ظ¢ظ*-ظ¢ظ£)، ونحن فيه ومثله، وسنملك معه، فلا بد أن نشترك معه في سلطانه بطريقة ما. ومهما كانت دائرة ومدى هذا الحكم السماوي وهذا السلطان، تبقى وجهة نظر بولس كما هي: إن كنا سنقضي ونحكم على العالم، وعلى ملائكة في الدهر الآتي، فبكل تأكيد نحن قادرون أن نحل أي مسألة موضوع خلاف فيما بيننا اليوم، تحت إرشاد الكلمة والروح القدس. «فَإِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَاكِمُ فِي أُمُورِ هذِهِ الْحَيَاةِ، فَأَجْلِسُوا الْمُحْتَقَرِينَ فِي الْكَنِيسَةِ قُضَاةً!» (عظ¤)؛ إن كانت لكم محاكم تتعامل مع أمور هذه الحياة، فهل تعتبرون أولئك قضاة وهم لا ينتمون للكنيسة؟ وبما أن الترجمات المختلفة تطرح معانٍ لعدد ظ¤ فهو صعب الترجمة ويجب ألا نكون جازمين في التحديد اللفظي، لكن المعنى الأساسي واضح: عندما تكون بين المؤمنين خلافات ومشادات أرضية، يستحيل أن من سيحكمون العالم في المستقبل، ويحاكمون ملائكة يلجؤون إلى محاكم يديرها غير المؤمنين، وبقضاة ليسوا من الكنيسة مطلقًا، فإن تعذر على فريقين مؤمنين الاتفاق فيما بينهما، فعليهم سؤال إخوتهم المؤمنين ليحلوا لهم المسألة، ويكونوا مستعدين لأن يخضعوا لهذا القرار. والمؤمن الأقل إمكانيات الذي يسعى إلى مشورة كلمة الله وروحه، هو الأكفأ في حل النزاعات بين إخوته المؤمنين، من القضاة غير المؤمنين الذين يجهلون الحق الإلهي، رغم كونهم الأكثر تمرسًا وخبرة. ولأننا في المسيح فإننا أعلى في المقام من العالم، وحتى من الملائكة، وبتسوية نزاعاتنا فيما بيننا فإننا نعطي شهادة عن مصادرنا ووحدتنا واتفاقنا واتضاعنا أمام العالم، وأما إذا ذهبنا إلى المحاكم العامة فشهادتنا تكون معكوسة. لقد خجل بولس من تصرف مَن علَّمهم وخدم بينهم، لذلك قال عن المحتقرين أنهم يعرفون أكثر «لِتَخْجِيلِكُمْ أَقُولُ» (عظ¥)، ويستطرد بنغمة نقد «أَهكَذَا لَيْسَ بَيْنَكُمْ حَكِيمٌ، وَلاَ وَاحِدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ إِخْوَتِهِ؟ لكِنَّ الأَخَ يُحَاكِمُ الأَخَ، وَذلِكَ عِنْدَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ!» (عظ¥، ظ¦). إن أكثر علامة ينبغي أن تُميز الإخوة المؤمنين هي المحبة، ويوضح ذلك يوحنا «بِهذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ: كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ. لأَنَّ هذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا» (ظ،يوظ£: ظ،ظ*، ظ،ظ،)، إلا أن المحبة لم تميز إخوة وأخوات كورنثوس، بل كانوا يتصرفون كغير المفديين. ولقد ذكّرهم الرسول بولس في أصحاح لاحق أن المؤمن بدون محبة ”نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ“، بل هو ”لَيسَ شَيْئًا“ (ظ،كوظ،ظ£: ظ،، ظ¢). أحيانًا في مجتمعنا لا يمكن منع التقاضي أمام محاكم دنيوية عند نزاع بين مسيحيين على حقوق أو ملكية، مثلاً عندما يُطلّق المؤمن من الطرف الآخر يحتاج القانون إلى محكمة عامة لتتدخل في الأمر أو في قضية إساءة إلى طفل أو إهماله يضطر الطرف المؤمن للسعى إلى حماية المحكمة من زوج سابق منحرف، لكن حتى في تلك الحالات الاستثنائية، عندما يجد المؤمن نفسه لسبب ما مضطرًا أن يوجد في المحاكم مع أخ مؤمن، يجب أن يكون شغله الشاغل هو تمجيد الله وليس لكسب مصلحة أنانية، وأما القاعدة العامة فهي: لا تذهب إلى المحكمة مع أخيك المؤمن لكن سووا أموركم فيما بينكم. |
||||
|
|||||
يوم أمس, 12:42 PM | رقم المشاركة : ( 177482 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأنبياء ونبواتهم «وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بَابِلَ رَآهُ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ: ... هأَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ، وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ ... وَتَصِيرُ بَابِلُ، بَهَاءُ الْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ الْكِلْدَانِيِّينَ، كَتَقْلِيبِ اللهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ» (إشظ،ظ£: ظ،، ظ،ظ§، ظ،ظ©). في ذلك الوقت الذي فيه أوحى الله بهذه النبوة لإشعياء، كانت مملكة أشور هي القوة العظمى المُهيمنة على ذلك الجزء من العالم الذي يسلط الله الضوء عليه. وكان إشعياء قد شاهد بعينه نهاية مملكة العشرة أسباط (مملكة إسرائيل)، التي سُبي شعبها إلى أشور. وأيضًا شاهد الهجوم الضاري على مملكة السبطين (يهوذا وبنيامين). كانت بَابِل وقتها مجرد ولاية ضمن مملكة أشور العظيمة، ولم تصبح قوة عالمية إلا بعد مرور أكثر من مئة عام من ذلك الوقت. ولقد ركز إشعياء في نبوته على بابل وزناها، ولكن سقوط بَابِل - كما يذكره النبي هنا - لم يحدث إلا بعد مرور قرنين من الزمان تقريبًا على هذه النبوة. ومع ذلك فالروح القدس سجَّل بقلمه تفصيلات كثيرة ودقيقة عن هذه الحادثة ... ستسقط بابل بيد الْمَادِيِّينَ (الذين يُظن أنهم قدماء الأكراد)، وسلطانهم سينتهي سريعًا على يد ”كُورَش“، وهو الأمير الفارسي الذي ذَكره إشعياء بالاسم في أصحاحات ظ¤ظ¤؛ ظ¤ظ¥. والله يدعوه ”رَاعِيَّ“ (إشظ¤ظ¤: ظ¢ظ¨)، و ”مَسِيحِيّ“ (إشظ¤ظ¥: ظ،). وهو في هذه النبوة أيضًا يتكلَّم عن رَدّ اليهود من سبيهم، وعن أمر الله لهم ببناء الهيكل وأورشليم. ومصير بَابِل كان مصيرًا مروّعًا حقًا. فقد تحققت النبوة أنه متى تم خرابها لن تعود تُبنى بعد. وإلى هذا اليوم تلك البقعة لا يسكن فيها إلا الوحوش الكاسرة، حتى أن العرب يتحاشون السكن فيها، أو حتى قضاء ليلتهم في ربوعها. |
||||
يوم أمس, 12:44 PM | رقم المشاركة : ( 177483 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَهُورَامُ والحرب ضد مُوآبَ في هذا الأصحاح (ظ¢ملظ£)، يظهر أربعة ملوك متناقضين على المسرح السياسي. كتب سليمان قبل سنوات عديدة «حَيْثُ تَكُونُ كَلِمَةُ الْمَلِكِ فَهُنَاكَ سُلْطَانٌ. وَمَنْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟» (جاظ¨: ظ¤)، ولكن هذا كان بعيدًا عن الحقيقة في هذه المرحلة من تاريخ بني إسرائيل. كان الملوك الموصوفون هنا عاجزين في خضم الظروف التي واجهتهم. والواقع أن القوة الحقيقية كانت تكمن في «أَلِيشَعُ بْنُ شَافَاطَ الَّذِي كَانَ يَصُبُّ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا» (عظ،ظ،). كان هو الحاضر الوحيد الذي استطاع أن يقول: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ» (عظ،ظ¦). كانت قوة كلمة الرب، وليس أصوات الملوك، هي التي أحدثت فرقًا، وحددت مجرى الأحداث. (ظ،) ملك شرير (عظ،-ظ£) في نهاية الأصحاح الأول، فإن المؤرخ الإلهي قدَّم لنا ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“، الذي خلف أخاه أَخَزْيَا على عرش إسرائيل، وحمل نفس اسم ”يَهُورَام بْنِ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ (ظ¢ملظ،: ظ،ظ§). وصاية يَهُوشَافَاط مَلِكِ يَهُوذَا مع ابنه يَهُورَامَ، تُفسر بشكل أفضل التناقض الواضح ما بين ظ¢ ملوك ظ،: ظ،ظ§ مع الآية الافتتاحية لهذا الأصحاح. لم يصل يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ إلى أعماق الفساد التي شوهدت في والديه أَخْآبَ وإيزابل، إلا أن الشهادة الثابتة عنه هي أنه «وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلكِنْ لَيْسَ كَأَبِيهِ وَأُمِّهِ» (عظ¢). وعلى الرغم من أنه أظهر رغبة في إلغاء عبادة البعل، لأنه «أَزَالَ تِمْثَالَ (مَذْبَحَ) الْبَعْلِ الَّذِي عَمِلَهُ أَبُوهُ (فِي بَيْتِ الْبَعْلِ الَّذِي بَنَاهُ فِي السَّامِرَةِ)» (عظ¢؛ ظ،ملظ،ظ¦: ظ£ظ¢، ظ£ظ£). إلا أن الأحداث اللاحقة أظهرت أنه لم ينجح في تحقيق هذا الهدف. فلم يدمر «تَمَاثِيلَ بَيْتِ الْبَعْلِ»، وهكذا استمرت عبادة البعل، ووجدت السواري طريقها مرة أخرى إلى المملكة (ظ¢ملظ،ظ*: ظ¢ظ¥-ظ¢ظ¨). ومما لا شك فيه أن إيزابل استمرت في ممارسة نفوذ كبير في المملكة بعد موت أَخْآبَ، وكان يَهُورَامُ إما غير راغب أو غير قادر على كبح جماحها. وعلاوة على ذلك استمر يَهُورَامُ في الترويج لنظام العبادة الزائف الذي وضعه يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ «لَمْ يَحِدْ عَنْهَا» (عظ£). كان نظامًا فاسدًا ووثنيًا ومزيفًا، اعتمد على «عِجْلَيْ ذَهَبٍ ... وُضِعَ وَاحِد فِي بَيْتِ إِيلَ، وَجَعَلَ الآخَرَ فِي دَانَ» (ظ،ملظ،ظ¢: ظ¢ظ¨-ظ£ظ£). ربما بدا أن نظام يَرُبْعَامَ هو أهون الشرين، بالمقارنة مع عبادة البعل، لكنه كان لا يزال يعارض العبادة الحقيقية للرب، فقد «جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ» (عظ£). كتب ”ماكشين“: ”لا يزال هناك مَن يعتقدون أنه إذا رفضوا بعض الشرور المتطرفة، فإن تمسكهم ببعض الشرور الأخرى الأقل بشاعة، سيتم تجاهله من قِبَل الله”. ولكن يَهُورَامُ سيكتشف لاحقًا خلال فترة حكمه - التي استمرت اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً - أن مثل هذا التفكير خاطئ تمامًا. (ظ¢) ملك متمرد (عظ¤، ظ¥) كان الملك الثاني الذي ظهر على المسرح هو ”مِيشَعُ مَلِكُ مُوآبَ“ (عظ¤، ظ¥). ولقد اُفتُتح السفر بعبارة «وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخْآبَ» (ظ¢ملظ،: ظ،). كان هذا التمرد أحد نتائج حكم أَخْآبَ الشرير. فبعد هزيمة إسرائيل وموت أَخْآبَ على أيدي الأراميين (ظ،ملظ¢ظ¢: ظ£ظ¤-ظ£ظ§)، انتهز الموآبيون الفرصة ليكونوا أحرارًا. حتى هذه اللحظة كانوا يُعانون الفاقة بسبب دفع الجزية لملك إسرائيل. كتب ”لموبي“: ”إن طبيعة بلاد موآب وسفوح تلالها الخصبة ومجاري المياه التي تعبر وسطها، كان مناسبًا بشكل بارز لشعب من الرعاة. ومن طبيعة الجزية المفروضة يبدو من المرجح أن كل ثروة الموآبيين كانت في ماشيتهم“. وفي وقت التمرد، كان ”مِيشَعُ مَلِكُ مُوآبَ“، الذي يوصف بأنه ”صَاحِبَ مَوَاشٍ“، يُؤَّدي – سنويًا - لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ «مِئَةَ أَلْفِ خَرُوفٍ وَمِئَةَ أَلْفِ كَبْشٍ بِصُوفِهَا» (عظ¤). كان ”أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ“ مشتتًا جدًا بأمور أخرى، ليس أقلها مرضه الشخصي (ظ¢ملظ¢: ظ¢)، بحيث لم يهتم بشأن وقف دفع الجزية، لكن ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“ لم يكن مستعدًا لأن يكون متسامحًا إلى هذا الحد. وبلا شك كانت خسارة الجزية ذات أثر سلبي على اقتصاد إسرائيل. كما أظهر التاريخ الماضي أن تشدد موآب لم يكن في مصلحة إسرائيل السياسية. لذلك بدأ ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“ في بناء تحالف من القوى للتعامل مع الوضع. (ظ£) ملك تقي متساهل متهاون ومرتبك (عظ¦، ظ§) كانت الخطوة الأولى التي اتخذها ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“ هي عَدّ وإحصاء كل إسرائيل (عظ¦)، ليعرف عما إذا كان جيشه مستعدًا للحرب أم لا، ثم بدأ الاستعداد للمعركة. وكانت خطوته التالية هي الاقتراب من ”يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ وطلب دعمه، قائلاً: «قَدْ عَصَى عَلَيَّ مَلِكُ مُوآبَ. فَهَلْ تَذْهَبُ مَعِي إِلَى مُوآبَ لِلْحَرْبِ؟» (عظ§). كان ”يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ قد أضرَّ بوضعه ومركزه، كملك ليهوذا، وعرَّض نفسه للخطر في الماضي من خلال مصاهرة أَخْآبَ، والسماح لابنه بالزواج من عَثَلِيَا ابنة أَخْآب، وأخت يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ (ظ¢ملظ¨: ظ،ظ¨، ظ¢ظ§). كما دخل في تحالفات مماثلة مع أَخْآبَ (ظ،ملظ¢ظ¢: ظ¤)، ومع أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ (ظ¢أخظ¢ظ*: ظ£ظ¥-ظ£ظ§)، وكلاهما انتهى بكارثة. وفي الأساس كان ”يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ ملكًا تقيًا (ظ¢أخظ،ظ§: ظ£، ظ¤؛ ظ¢ظ*: ظ£ظ¢)، ولكنه دمر شهادته من خلال الدخول في نير متخالف مع هؤلاء الملوك الأشرار في إسرائيل. ومن الواضح أن يَهُوشَافَاط لم يتعلَّم من أخطائه السابقة، ووافق بسهولة على التهاون في موقفه مرة أخرى. لقد واجه بالفعل مضايقات من الموآبيين (ظ¢أخظ¢ظ*:ظ،-ظ£ظ*)، وكان سيُرحب بلا شك بهذه الفرصة الإضافية لإخضاعهم. والواقع أن انتصاره السابق ضدهم كان من شأنه أن يجعله حليفًا جذابًا ليَهُورَام بْنُ أَخْآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. لذلك كان رده على طلب يَهُورَام هو نفس رده على أَخْآبَ: «أَصْعَدُ. مَثَلِي مَثَلُكَ. شَعْبِي كَشَعْبِكَ وَخَيْلِي كَخَيْلِكَ» (عظ§؛ ظ،ملظ¢ظ¢: ظ¤). وبرهنت الأحداث اللاحقة أن الرجلين كانا ينظران إلى الأمور من وجهات نظر مختلفة تمامًا. لقد فشل يَهُوشَافَاطُ في رفع أَخْآبَ وأَخَزْيَا إلى مستواه الروحي في الماضي، وسوف يفشل أيضا مع يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ. (ظ¤) ملك عاجز مغلوب على أمره (عظ¨، ظ©): كان أول استفسار من يَهُورَام إلى يَهُوشَافَاط هو: «مِنْ أَيِّ طَرِيق نَصْعَدُ (ضد ملك موآب)؟» (عظ¨). واتفقوا معا على عدم الهجوم من الشمال، الذي كان الطريق الأكثر مباشرة، ولكن «مِنْ طَرِيقِ بَرِّيَّةِ أَدُومَ» (عظ¨)، أي من الجنوب. تعليقات ”كيل“ مفيدة: ”الطريق الأخير كان أطول بين الاثنين، وتكتنفه الصعوبات والمخاطر، لأن الجيش كان عليه عبور الجبال التي كان من الصعب صعودها. ورغم ذلك قرر يَهُوشَافَاطُ ذلك لصالحه، لأنهم إذا سلكوا الطريق الشمالي، فإنهم سيواجهون الأراميين في راموت جلعاد، وهو ما كان يرغب في تجنبه. وأيضًا لأن المؤابيين، من ثقتهم في عدم إمكانية الوصول إلى حدودهم الجنوبية، لن يتوقعوا أي هجوم من هذا الجانب، وبالتالي، سيُؤخذَون على حين غره، وهكذا ستسهل هزيمتهم“. كان للخطة ميزة إضافية تتمثل في المرور عبر أراضي الأدوميين، الذين كانوا يخضعون ليهوذا في ذلك الوقت. لم يكن أمام ملك أدوم الوثني خيار سوى السماح للجيشين بالمرور عبر أراضيه، وأيضًا الانضمام إليهما في حملتهما العسكرية ضد المؤابيين. وهكذا لن تتاح لأدوم الفرصة للتمرد على يَهُوشَافَاط، بينما كان منخرطًا في معركة في مكان آخر. لذلك شرع الملوك الثلاثة في الرحلة التي استمرت سبعة أيام (عظ©)، واثقين من أن الظروف كلها في صالحهم. ولكن – للأسف الشديد - لم تكن هناك محاولة للحصول على إرشاد الرب فيما يتعلق بالخطة، وهكذا سرعان ما ستأخذ الأحداث مسارًا مزعجًا. كانت الأفكار والأفعال المشتركة لملك شرير، وملك تقي مرتبك متساهل، وملك وثني، تمهد لكارثة. لم يُدخِلوا الرب في المعادلة إلا عندما بدأت الأمور تسوء . يذكر يعقوب المؤمنين من جميع الأجيال بأن النهج الصحيح لجميع خططهم هو: «أَنْ تَقُولُوا: إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ» (يعظ¤: ظ،ظ¥). (ظ¥) نبي النعمة (عظ©-ظ¢ظ¤) بدأت خطة الملوك الثلاثة تنهار عندما تركتهم الرحلة الأطول التي قاموا بها لمهاجمة الموآبيين، مع كمية غير كافية من الماء لإكمال الرحلة: «وَدَارُوا مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلْجَيْشِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي تَبِعَتْهُمْ» (عظ©). كانت استجابات يَهُورَام ويَهُوشَافَاط للأزمة متناقضة بشكل ملحوظ مع بعضها البعض، وأكدت كذلك أن تحالفهما لم يكن من الرب. انقلب يَهُورَامُ على الفور على الرب، ووضع اللوم عليه: «فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: آهِ، عَلَى أَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ!» (عظ،ظ*). لقد مات ضميره تجاه الرب، ورفض الاعتراف بسيادته في حياته اليومية. ورغم ذلك كانت لديه الجرأة لإلقاء اللوم عليه لتبرير حماقته. ويجب على المؤمنين الحرص على عدم الوقوع في نفس الخطأ. كان يَهُوشَافَاطُ قد تورط في تحالف غير مشروع، لكن رده الفوري على الموقف كان روحيًا: «فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: أَلَيْسَ هُنَا نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ الرَّبَّ بِهِ؟» (عظ،ظ،). كان من المؤسف أنه لم يسع لمعرفة فكر الرب قبل أن ينطلق، لكنه على الأقل اعترف بأن الرب وحده هو الذي يُمكنه إرشاده خلال الأزمة، في حين أن يَهُورَام كان مستعدًا لإلقاء اللوم على الرب الذي طلب يَهُوشَافَاط مساعدته. ومن المثير للاهتمام أن وَاحِدًا مِنْ عَبِيدِ يَهُورَام مَلِكِ إِسْرَائِيلَ هو الذي أجاب: «هُنَا أَلِيشَعُ بْنُ شَافَاطَ الَّذِي كَانَ يَصُبُّ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا» (عظ،ظ،). وكان رد يَهُوشَافَاط الفوري هو: «عِنْدَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ» (عظ،ظ¢). ولربما كان له دور فعال في إقناع الملوك رفقائه بالنزول إلى إليشع (عظ،ظ¢)، بدلاً من الإصرار على إحضاره إليهم. ومن غير المرجح أن يكون يَهُورَامُ قد قام عن طيب خاطر بمثل هذه الخطوة المتواضعة. ولكنهم على أي حال: «نَزَلَ إِلَيْهِ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ وَمَلِكُ أَدُومَ» (عظ،ظ¢). |
||||
يوم أمس, 12:47 PM | رقم المشاركة : ( 177484 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملك شرير (عظ،-ظ£) المؤرخ الإلهي قدَّم لنا ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“، الذي خلف أخاه أَخَزْيَا على عرش إسرائيل، وحمل نفس اسم ”يَهُورَام بْنِ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ (ظ¢ملظ،: ظ،ظ§). وصاية يَهُوشَافَاط مَلِكِ يَهُوذَا مع ابنه يَهُورَامَ، تُفسر بشكل أفضل التناقض الواضح ما بين ظ¢ ملوك ظ،: ظ،ظ§ مع الآية الافتتاحية لهذا الأصحاح. لم يصل يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ إلى أعماق الفساد التي شوهدت في والديه أَخْآبَ وإيزابل، إلا أن الشهادة الثابتة عنه هي أنه «وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلكِنْ لَيْسَ كَأَبِيهِ وَأُمِّهِ» (عظ¢). وعلى الرغم من أنه أظهر رغبة في إلغاء عبادة البعل، لأنه «أَزَالَ تِمْثَالَ (مَذْبَحَ) الْبَعْلِ الَّذِي عَمِلَهُ أَبُوهُ (فِي بَيْتِ الْبَعْلِ الَّذِي بَنَاهُ فِي السَّامِرَةِ)» (عظ¢؛ ظ،ملظ،ظ¦: ظ£ظ¢، ظ£ظ£). إلا أن الأحداث اللاحقة أظهرت أنه لم ينجح في تحقيق هذا الهدف. فلم يدمر «تَمَاثِيلَ بَيْتِ الْبَعْلِ»، وهكذا استمرت عبادة البعل، ووجدت السواري طريقها مرة أخرى إلى المملكة (ظ¢ملظ،ظ*: ظ¢ظ¥-ظ¢ظ¨). ومما لا شك فيه أن إيزابل استمرت في ممارسة نفوذ كبير في المملكة بعد موت أَخْآبَ، وكان يَهُورَامُ إما غير راغب أو غير قادر على كبح جماحها. وعلاوة على ذلك استمر يَهُورَامُ في الترويج لنظام العبادة الزائف الذي وضعه يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ «لَمْ يَحِدْ عَنْهَا» (عظ£). كان نظامًا فاسدًا ووثنيًا ومزيفًا، اعتمد على «عِجْلَيْ ذَهَبٍ ... وُضِعَ وَاحِد فِي بَيْتِ إِيلَ، وَجَعَلَ الآخَرَ فِي دَانَ» (ظ،ملظ،ظ¢: ظ¢ظ¨-ظ£ظ£). ربما بدا أن نظام يَرُبْعَامَ هو أهون الشرين، بالمقارنة مع عبادة البعل، لكنه كان لا يزال يعارض العبادة الحقيقية للرب، فقد «جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ» (عظ£). كتب ”ماكشين“: ”لا يزال هناك مَن يعتقدون أنه إذا رفضوا بعض الشرور المتطرفة، فإن تمسكهم ببعض الشرور الأخرى الأقل بشاعة، سيتم تجاهله من قِبَل الله”. ولكن يَهُورَامُ سيكتشف لاحقًا خلال فترة حكمه - التي استمرت اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً - أن مثل هذا التفكير خاطئ تمامًا. |
||||
يوم أمس, 12:48 PM | رقم المشاركة : ( 177485 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملك متمرد (عظ¤، ظ¥) كان الملك الثاني الذي ظهر على المسرح هو ”مِيشَعُ مَلِكُ مُوآبَ“ (عظ¤، ظ¥). ولقد اُفتُتح السفر بعبارة «وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخْآبَ» (ظ¢ملظ،: ظ،). كان هذا التمرد أحد نتائج حكم أَخْآبَ الشرير. فبعد هزيمة إسرائيل وموت أَخْآبَ على أيدي الأراميين (ظ،ملظ¢ظ¢: ظ£ظ¤-ظ£ظ§)، انتهز الموآبيون الفرصة ليكونوا أحرارًا. حتى هذه اللحظة كانوا يُعانون الفاقة بسبب دفع الجزية لملك إسرائيل. كتب ”لموبي“: ”إن طبيعة بلاد موآب وسفوح تلالها الخصبة ومجاري المياه التي تعبر وسطها، كان مناسبًا بشكل بارز لشعب من الرعاة. ومن طبيعة الجزية المفروضة يبدو من المرجح أن كل ثروة الموآبيين كانت في ماشيتهم“. وفي وقت التمرد، كان ”مِيشَعُ مَلِكُ مُوآبَ“، الذي يوصف بأنه ”صَاحِبَ مَوَاشٍ“، يُؤَّدي – سنويًا - لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ «مِئَةَ أَلْفِ خَرُوفٍ وَمِئَةَ أَلْفِ كَبْشٍ بِصُوفِهَا» (عظ¤). كان ”أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ“ مشتتًا جدًا بأمور أخرى، ليس أقلها مرضه الشخصي (ظ¢ملظ¢: ظ¢)، بحيث لم يهتم بشأن وقف دفع الجزية، لكن ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“ لم يكن مستعدًا لأن يكون متسامحًا إلى هذا الحد. وبلا شك كانت خسارة الجزية ذات أثر سلبي على اقتصاد إسرائيل. كما أظهر التاريخ الماضي أن تشدد موآب لم يكن في مصلحة إسرائيل السياسية. لذلك بدأ ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“ في بناء تحالف من القوى للتعامل مع الوضع. |
||||
يوم أمس, 12:49 PM | رقم المشاركة : ( 177486 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملك تقي متساهل متهاون ومرتبك (عظ¦، ظ§) كانت الخطوة الأولى التي اتخذها ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“ هي عَدّ وإحصاء كل إسرائيل (عظ¦)، ليعرف عما إذا كان جيشه مستعدًا للحرب أم لا، ثم بدأ الاستعداد للمعركة. وكانت خطوته التالية هي الاقتراب من ”يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ وطلب دعمه، قائلاً: «قَدْ عَصَى عَلَيَّ مَلِكُ مُوآبَ. فَهَلْ تَذْهَبُ مَعِي إِلَى مُوآبَ لِلْحَرْبِ؟» (عظ§). كان ”يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ قد أضرَّ بوضعه ومركزه، كملك ليهوذا، وعرَّض نفسه للخطر في الماضي من خلال مصاهرة أَخْآبَ، والسماح لابنه بالزواج من عَثَلِيَا ابنة أَخْآب، وأخت يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ (ظ¢ملظ¨: ظ،ظ¨، ظ¢ظ§). كما دخل في تحالفات مماثلة مع أَخْآبَ (ظ،ملظ¢ظ¢: ظ¤)، ومع أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ (ظ¢أخظ¢ظ*: ظ£ظ¥-ظ£ظ§)، وكلاهما انتهى بكارثة. وفي الأساس كان ”يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ ملكًا تقيًا (ظ¢أخظ،ظ§: ظ£، ظ¤؛ ظ¢ظ*: ظ£ظ¢)، ولكنه دمر شهادته من خلال الدخول في نير متخالف مع هؤلاء الملوك الأشرار في إسرائيل. ومن الواضح أن يَهُوشَافَاط لم يتعلَّم من أخطائه السابقة، ووافق بسهولة على التهاون في موقفه مرة أخرى. لقد واجه بالفعل مضايقات من الموآبيين (ظ¢أخظ¢ظ*:ظ،-ظ£ظ*)، وكان سيُرحب بلا شك بهذه الفرصة الإضافية لإخضاعهم. والواقع أن انتصاره السابق ضدهم كان من شأنه أن يجعله حليفًا جذابًا ليَهُورَام بْنُ أَخْآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. لذلك كان رده على طلب يَهُورَام هو نفس رده على أَخْآبَ: «أَصْعَدُ. مَثَلِي مَثَلُكَ. شَعْبِي كَشَعْبِكَ وَخَيْلِي كَخَيْلِكَ» (عظ§؛ ظ،ملظ¢ظ¢: ظ¤). وبرهنت الأحداث اللاحقة أن الرجلين كانا ينظران إلى الأمور من وجهات نظر مختلفة تمامًا. لقد فشل يَهُوشَافَاطُ في رفع أَخْآبَ وأَخَزْيَا إلى مستواه الروحي في الماضي، وسوف يفشل أيضا مع يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ. |
||||
يوم أمس, 12:50 PM | رقم المشاركة : ( 177487 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملك عاجز مغلوب على أمره (عظ¨، ظ©): كان أول استفسار من يَهُورَام إلى يَهُوشَافَاط هو: «مِنْ أَيِّ طَرِيق نَصْعَدُ (ضد ملك موآب)؟» (عظ¨). واتفقوا معا على عدم الهجوم من الشمال، الذي كان الطريق الأكثر مباشرة، ولكن «مِنْ طَرِيقِ بَرِّيَّةِ أَدُومَ» (عظ¨)، أي من الجنوب. تعليقات ”كيل“ مفيدة: ”الطريق الأخير كان أطول بين الاثنين، وتكتنفه الصعوبات والمخاطر، لأن الجيش كان عليه عبور الجبال التي كان من الصعب صعودها. ورغم ذلك قرر يَهُوشَافَاطُ ذلك لصالحه، لأنهم إذا سلكوا الطريق الشمالي، فإنهم سيواجهون الأراميين في راموت جلعاد، وهو ما كان يرغب في تجنبه. وأيضًا لأن المؤابيين، من ثقتهم في عدم إمكانية الوصول إلى حدودهم الجنوبية، لن يتوقعوا أي هجوم من هذا الجانب، وبالتالي، سيُؤخذَون على حين غره، وهكذا ستسهل هزيمتهم“. كان للخطة ميزة إضافية تتمثل في المرور عبر أراضي الأدوميين، الذين كانوا يخضعون ليهوذا في ذلك الوقت. لم يكن أمام ملك أدوم الوثني خيار سوى السماح للجيشين بالمرور عبر أراضيه، وأيضًا الانضمام إليهما في حملتهما العسكرية ضد المؤابيين. وهكذا لن تتاح لأدوم الفرصة للتمرد على يَهُوشَافَاط، بينما كان منخرطًا في معركة في مكان آخر. لذلك شرع الملوك الثلاثة في الرحلة التي استمرت سبعة أيام (عظ©)، واثقين من أن الظروف كلها في صالحهم. ولكن – للأسف الشديد - لم تكن هناك محاولة للحصول على إرشاد الرب فيما يتعلق بالخطة، وهكذا سرعان ما ستأخذ الأحداث مسارًا مزعجًا. كانت الأفكار والأفعال المشتركة لملك شرير، وملك تقي مرتبك متساهل، وملك وثني، تمهد لكارثة. لم يُدخِلوا الرب في المعادلة إلا عندما بدأت الأمور تسوء . يذكر يعقوب المؤمنين من جميع الأجيال بأن النهج الصحيح لجميع خططهم هو: «أَنْ تَقُولُوا: إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ» (يعظ¤: ظ،ظ¥). |
||||
يوم أمس, 12:52 PM | رقم المشاركة : ( 177488 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نبي النعمة (عظ©-ظ¢ظ¤) بدأت خطة الملوك الثلاثة تنهار عندما تركتهم الرحلة الأطول التي قاموا بها لمهاجمة الموآبيين، مع كمية غير كافية من الماء لإكمال الرحلة: «وَدَارُوا مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلْجَيْشِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي تَبِعَتْهُمْ» (عظ©). كانت استجابات يَهُورَام ويَهُوشَافَاط للأزمة متناقضة بشكل ملحوظ مع بعضها البعض، وأكدت كذلك أن تحالفهما لم يكن من الرب. انقلب يَهُورَامُ على الفور على الرب، ووضع اللوم عليه: «فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: آهِ، عَلَى أَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ!» (عظ،ظ*). لقد مات ضميره تجاه الرب، ورفض الاعتراف بسيادته في حياته اليومية. ورغم ذلك كانت لديه الجرأة لإلقاء اللوم عليه لتبرير حماقته. ويجب على المؤمنين الحرص على عدم الوقوع في نفس الخطأ. كان يَهُوشَافَاطُ قد تورط في تحالف غير مشروع، لكن رده الفوري على الموقف كان روحيًا: «فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: أَلَيْسَ هُنَا نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ الرَّبَّ بِهِ؟» (عظ،ظ،). كان من المؤسف أنه لم يسع لمعرفة فكر الرب قبل أن ينطلق، لكنه على الأقل اعترف بأن الرب وحده هو الذي يُمكنه إرشاده خلال الأزمة، في حين أن يَهُورَام كان مستعدًا لإلقاء اللوم على الرب الذي طلب يَهُوشَافَاط مساعدته. ومن المثير للاهتمام أن وَاحِدًا مِنْ عَبِيدِ يَهُورَام مَلِكِ إِسْرَائِيلَ هو الذي أجاب: «هُنَا أَلِيشَعُ بْنُ شَافَاطَ الَّذِي كَانَ يَصُبُّ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا» (عظ،ظ،). وكان رد يَهُوشَافَاط الفوري هو: «عِنْدَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ» (عظ،ظ¢). ولربما كان له دور فعال في إقناع الملوك رفقائه بالنزول إلى إليشع (عظ،ظ¢)، بدلاً من الإصرار على إحضاره إليهم. ومن غير المرجح أن يكون يَهُورَامُ قد قام عن طيب خاطر بمثل هذه الخطوة المتواضعة. ولكنهم على أي حال: «نَزَلَ إِلَيْهِ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ وَمَلِكُ أَدُومَ» (عظ،ظ¢). |
||||
يوم أمس, 12:55 PM | رقم المشاركة : ( 177489 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السهر والعمل «وفيما هو خارِجٌ مِنَ الهَيكلِ، قالَ لهُ واحِدٌ مِنْ تلاميذِهِ: يا مُعَلِّمُ، انظُرْ! ما هذِهِ الحِجارَةُ! وهذِهِ الأبنيَةُ! فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ: أتَنظُرُ هذِهِ الأبنيَةَ العظيمَةَ؟ لا يُترَكُ حَجَرٌ علَى حَجَرٍ لا يُنقَضُ. وفيما هو جالِسٌ علَى جَبَلِ الزَّيتونِ، تُجاهَ الهَيكلِ، سألهُ بُطرُسُ ويعقوبُ ويوحَنا وأندَراوُسُ علَى انفِرادٍ: قُلْ لنا مَتَى يكونُ هذا؟ وما هي العَلامَةُ عندما يتِمُّ جميعُ هذا؟» (مرظ،ظ£: ظ،-ظ¤). في السؤال الذي يسجله هذا المقطع، يمكن ملاحظة أن بطرس مرتبط بالآخرين. يتصدر اسمه القائمة، وليس ثمة شك في المكانة الخاصة البارزة التي يحتلها، بصفته السائل الفاحص على صفحات الإنجيل، كان هو المتحدث مجددًا في هذه المناسبة. ومهما كان الأمر، فقد كانت هذه المناسبة بالغة الأهمية. وردًا على السؤال الذي طُرح على الرب يسوع، كانت إجابة الرب كاملة للغاية، متضمنة نظرة عن تاريخ اليهود المبكر واللاحق، ودعوة الكنيسة وطابعها، وأخيراً بركة الأمم والدينونة المزمع أن تقع عليهم. أعطى الرب تفاصيل هذا في (متظ¢ظ¤-ظ¢ظ¥) بصورة أكمل مما هو وارد في هذا المقطع المقتبس أعلاه في إنجيل مرقس، والذي ورد فيه اسم بطرس. يوضح متى تطور التدبير وطرق الله فيما يتعلق بالملكوت. من ناحية أخرى، يتناول مرقس خدمة الرسل –متوافقـًا مع طبيعة إنجيله - التي سيقومون بها في وسط إسرائيل في ظل الظروف التي ستحيط بهم. إذ كان عليهم أن يشهدوا ضد كل السلطات المُضطهِدة، ويكرزوا بالإنجيل بين جميع الأمم قبل أن تأتي النهاية. كان عليهم أن يأخذوا مكان الرب كشاهد هنا بين إسرائيل، وكواعظين لتقديم شهادة مميزة، ليس فقط لتلك الأمة، ولكن لجميع الأمم، وبعد ذلك سيرجع الرب بالقوة والمجد. لم يعرف أحد عن ساعة ذلك المجيء أو يومه، ومن هنا جاء الأمر الخاص، «اُنظُروا! اِسهَروا وصَلّوا، لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ مَتَى يكونُ الوقتُ». (آية ظ£ظ£). وتتبع هذه الوصية تعليمات محددة للخدام، وهي ذات تطبيق عام، وذات قيمة أدبية كبيرة لكل من يحب الرب. لذا دعونا نقتبس منها هذه الأعداد «كأنَّما إنسانٌ مُسافِرٌ ترَكَ بَيتَهُ، وأعطَى عَبيدَهُ السُّلطانَ، ولِكُلِّ واحِدٍ عَمَلهُ، وأوصَى البَوّابَ أنْ يَسهَرَ. اِسهَروا إذًا، لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ مَتَى يأتي رَبُّ البَيتِ، أمساءً، أم نِصفَ اللَّيلِ، أم صياحَ الدّيكِ، أم صباحًا. لئَلّا يأتيَ بَغتَةً فيَجِدَكُمْ نيامًا! وما أقولُهُ لكُمْ أقولُهُ للجميعِ: اسهَروا». (مرقس ظ،ظ£: ظ£ظ£-ظ£ظ§). لدينا نقطتان بارزتان يجب مراعاتهما. إن كان السهر هو توجه الخادم، فالعمل هو الطابع المميز له. ما أجمل أن نعلم أن الرب قد أعطى “لكل واحد عمله”. هناك مجال، ومكان، وعمل لجميع الذين يحبونه. لا يوجد اثنان لديهما نفس العمل، ولا يمكن لشخص آخر أن يقوم بما هو مخصص لآخر. لذلك، فإن معرفة العمل، ثم التمسك به، له أهمية قصوى. لك أن تتأمل معي، إن تمسك كلٌ منا بهذا المبدأ الإلهي المهم، كم سيدعم هذا المبدأ عمل الرب! يا له من علاج للغيرة، التي وللأسف، غالبًا ما تنشأ بين خدام الرب وتعيق عمله. إنها لحظة سعيدة في تاريخ الروح حين يمكنها أن تقول: “لدي عمل قليل أوكلني الرب لأقوم به، ولا أستطيع أن أقوم بعمل أي شخص آخر، ولا يمكن لأحد أن يقوم بعملي”. إلى جانب الاجتهاد والمسؤولية في الخدمة، كم هو جميل هنا دعوة الوجدان إلى “السهر”. أيها السيد المبارك، ساعدنا جميعًا لكي نترقب مجيئك بلا كلل؛ وأن نجاهد في العمل بلا هوادة في حقل حصادك منتظرين عودتك! العاطفة ونتائجها «لَمّا قالَ يَسوعُ هذا اضطَرَبَ بالرّوحِ، وشَهِدَ وقالَ: الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ واحِدًا مِنكُمْ سيُسَلِّمُني! فكانَ التلاميذُ يَنظُرونَ بَعضُهُمْ إلَى بَعضٍ وهُم مُحتارونَ في مَنْ قالَ عنهُ. وكانَ مُتَّكِئًا في حِضنِ يَسوعَ واحِدٌ مِنْ تلاميذِهِ، كانَ يَسوعُ يُحِبُّهُ. فأومأَ إليهِ سِمعانُ بُطرُسُ أنْ يَسألَ مَنْ عَسَى أنْ يكونَ الّذي قالَ عنهُ. فاتَّكأَ ذاكَ علَى صَدرِ يَسوعَ وقالَ لهُ: يا سيِّدُ، مَنْ هو؟ أجابَ يَسوعُ: هو ذاكَ الّذي أغمِسُ أنا اللُّقمَةَ وأُعطيهِ! فغَمَسَ اللُّقمَةَ وأعطاها ليَهوذا سِمعانَ الإسخَريوطيِّ» (يوظ،ظ£: ظ¢ظ،-ظ¢ظ¦). لقد وصلنا هنا إلى نهاية الرحلة الأرضية للرب، حين طُرح السؤال الذي كشف عن الخائن. أثناء العشاء الأخير، بكل ما صاحبه من خدمة المحبة، لامس بطرس على وجه السرعة اِضطراب الرب بالروح. إذ كان قول الرب: “إنَّ واحِدًا مِنكُمْ سيُسَلِّمُني” كافياً بالتأكيد لإيقاظ كل قلب حقيقي، مقتنعًا بصدق كلامه. نظر جميع التلاميذ بعضهم إلى بعض بإخلاص بريء، فيما عدا شخص واحد. وليس هذا كل ما فعلوه، بل نقرأ في إنجيل آخر «وابتَدأَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُمْ (بما فيهم يهوذا) يقولُ لهُ: هل أنا هو يا رَبُّ؟» (متظ¢ظ¦: ظ¢ظ¢-ظ¢ظ¥). من الواضح أن الرب، بالرغم من معرفته لمن هو، كان بطيئًا في الإشارة إلى هذا المذنب، بينما بطرس، الذي كان متحمسًا دائمًا «أومأَ إليهِ (أي إلى يوحنا) ... أنْ يَسألَ مَنْ عَسَى أنْ يكونَ الّذي قالَ عنهُ». قد نتساءل الآن، لماذا لم يطرح بطرس هذا السؤال بنفسه مباشرة إلى الرب؟ يبدو الجواب واضحًا جدًا. كان يوحنا قريبًا من الرب، ولم يكن بطرس كذلك. كان يفتقر إلى ما كان لدى يوحنا من يقظة الروح، ومشغولية القلب المستمرة بالرب يسوع، ما جعله قريبًا من شخصه المحبوب. لم يضع يوحنا نفسه بالقرب من الرب ليحصل على هذا التواصل، لكنه نال ذلك؛ لأنه في اللحظة التي كان فيها هذا القرب أمرًا ضروريًا للحصول على ما في قلب الرب من أسرار، كان هو أَهْلاً لذلك، وفقًا لما اعتاده قلبه في أن يكون بالقرب من الرب يسوع. كان يتحدث عن نفسه باعتباره “التلميذ الذي كان يسوع يحبه “. مستندًا على أن هذا الحب يحلو له الاقتراب منه، فقد أتكأ رأسه في حضن يسوع، مدركًا كم الحزن الذي يمتلئ به هذا الصدر في هذه اللحظة. لذا كان حضن الرب هو المكان المناسب الذي يمكنه فيه أن يتلقى اتصالاً بالرب؛ فالحب الذي حمله يسوع له شكّل قلب يوحنا وصاغ حياته. لقد أعطاه ذاك الحب ثباتًا جميلًا من العاطفة نحو الرب. كان لدى يوحنا ثقة تتسم ببساطة الأطفال والتي تقصد إسعاد السيد بوجود تلميذه المحبوب بالقرب منه. لم يكن دافع آخر سوى هذا الدافع يجعله قريبًا جدًا من الرب، قربًا ربما كان متاحًا أمام الآخرين ليحظوا به، لكنهم لم ينالوه. ولكونه الدَّاني قربًا لسيده، استطاع أن يتلقى اتصالاً بالرب يسوع، ليس بغرض الاتصال في حد ذاته كان يفعل ذلك. لقد كان قريبًا من الرب لأنه أحب أن يكون في حضنه، وكان على يقين أن يسوع مسرور بذلك. قد نعرف أيضًا مكان القرب هذا، حيث يتمتع القلب بمشاعر المخلص الغالي، وحيث يمكن لسيدنا المبارك أن يخبرنا بما في قلبه. إذا كان لدينا هذه الاتصالات، قطعًا سنكون قريبين منه أيضًا. القرب من المسيح هو سر كل قوة ونمو روحيين. وبعد أن رأينا شخصًا كيوحنا، فإننا نشكر الرب، إذ يمكنا أن نتعلم كيف نعرف المسيح. وكلما عرفنا محبته لنا، زاد سرورنا بالاقتراب منه والبقاء في حضنه. يعرف بطرس أن الرب يحبه وأن هذا الحب ليس موضع شك على الإطلاق، كذلك حب بطرس للرب هو أمر مؤكد، لكن يُظهر بطرس الكثير من الحميمية في مشهد كهذا. لكن فيما بعد، حين يصبح وعاءً محطمًا مفرغًا من ذاته، يستخدمه الله في الخدمة ببركة عظيمة. على أي حال، لكي نتعلم الحميمية مع الرب يسوع، من الطبيعي أن يلجأ المرء إلى يوحنا، بل ويجده ، بدلاً من بطرس. الثقة بالنفس وعاقبتها «فلَمّا خرجَ (يهوذا الإسخريوطي) قالَ يَسوعُ: الآنَ تمَجَّدَ ابنُ الإنسانِ وتَمَجَّدَ اللهُ فيهِ. إنْ كانَ اللهُ قد تمَجَّدَ فيهِ، فإنَّ اللهَ سيُمَجِّدُهُ في ذاتِهِ، ويُمَجِّدُهُ سريعًا. يا أولادي، أنا معكُمْ زَمانًا قَليلًا بَعدُ. ستَطلُبونَني، وكما قُلتُ لليَهودِ: حَيثُ أذهَبُ أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا، أقولُ لكُمْ أنتُمُ الآنَ ... قالَ لهُ سِمعانُ بُطرُسُ: يا سيِّدُ، إلَى أين تذهَبُ؟ أجابَهُ يَسوعُ: حَيثُ أذهَبُ لا تقدِرُ الآنَ أنْ تتبَعَني، ولكنكَ ستَتبَعُني أخيرًا. قالَ لهُ بُطرُسُ: يا سيِّدُ، لماذا لا أقدِرُ أنْ أتبَعَكَ الآنَ؟ إنّي أضَعُ نَفسي عنكَ!». أجابَهُ يَسوعُ: أتَضَعُ نَفسَكَ عَنّي؟ الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكَ: لا يَصيحُ الدّيكُ حتَّى تُنكِرَني ثَلاثَ مَرّاتٍ» (يوظ،ظ£: ظ£ظ،-ظ£ظ¨). إن مشهد هذا السؤال هو نفسه المشهد الأخير- مائدة العشاء. بعد أن تناول يهوذا اللقمة التي غمسها الرب وأعطاه، كُشِف الطمع الذي كان يهيمن على قلبه في ذاك اليوم. وإذ اتخذ الشيطان من هذا ذريعة لإهلاكه، قسى قلبه ضد كل مشاعر الإنسانية الطبيعية، وضد أي مشاعر مأنوسة من الإنسان تجاه إنسان من معارفه، وضد كل إحساس ودي رقيق تفرضه الطبيعة داخل الكيان الإنساني. إن القرب من يسوع، إذا لم يكن مصحوبًا بالإيمان، وإذا لم يتأثر القلب بحضوره، فإنما يقسى القلب بصورة بشعة. وحينئذ يدخل الشيطان في هذا القلب ليُقسيه أكثر وأكثر، ويقوده اقتيادًا إلى القيام بأحقر الأعمال والدنايا التي يندى لها الجبينُ - أن يخون إنسانٌ إنسانًا رفيقًا حميمًا، بل ويكسوه بالقبلات – وأخيرًا يتخلى هذا العدو، أي الشيطان، عنه تاركًا إيَّاهُ غارقًا في يأسه في محضر الرب. عندما خرج يهوذا انتهى كل شيء فعليًا بالنسبة له، بينما في قلب الرب كل دلالات هذه اللحظة المهيبة التي لا توصف صارت حاضرة أمام نفسه. أعلن الرب قائلًا: «الآنَ تمَجَّدَ ابنُ الإنسان». يرتسم أمام نفسه كل ما تَخطط من جانب الله، غير مُعْتَد بعاطفته الجريحة. إنه يرتقي إلى أفكار الله فيما يتعلق بمسألة خيانة يهوذا. كان يمكن أن يكون الفعل الدنيء الحقير لهذا الأخير وسيلة لإحداث أزمة، إلا أن الصليب الذي يقف منفردًا في تاريخ السرمدية، والذي تعتمد عليه كل نعمة من الله للإنسان بنفس القدر منذ لحظة سقوط الإنسان وصولًا إلى ظهور سماء جديدة وأرض جديدة. هناك تجلت القداسة والمحبة في الصليب وهناك تلاثما معًا، هذه القداسة التي يجب أن تدين الخطية، وتلك المحبة التي يمكن أن تخلص الخاطئ. بعد أن تمجد الله هناك من قِبل ابن الإنسان، يمجده الله مباشرة بأن يُجْلَسَ الرب يسوع، كابن الإنسان، عن يمينه. لكن على الرغم من أن نهاية الطريق كانت مجدًا، فالطريق ذاته كان من خلال الصليب، حيث لا يمكن لأحد أن يتبعه. مَنْ سواه يستطيع أن يجوز الموت، وينتصر على قوة الشيطان، ويُترك من الله إذ يصير خطية، ومن ذا الذي يتحمل دينونة الله وميازيب غضبه، وأن يبقى بالقبر، وفي النهاية يجوز كل هذه الأمور إلى المجد؟ لم يسبر بطرس غور كلام سيده ولم يفهم مغزاه، فقال: «يا سيِّدُ، إلَى أين تذهَبُ؟». أجابَهُ يَسوعُ: «حَيثُ أذهَبُ لا تقدِرُ الآنَ أنْ تتبَعَني، ولكنكَ ستَتبَعُني أخيرًا». ويقصد الرب بقوله “ولكنكَ ستَتبَعُني أخيرًا” ما حدث بعد ذلك، أي استشهاد بطرس. كان ينبغي أن يكتفي بطرس بذلك، لكنه بحماسة جياشة وثقة تملأ نفسه، يستمر في التساؤل، قائلاً: «يا سيِّدُ، لماذا لا أقدِرُ أنْ أتبَعَكَ الآنَ؟» وبدون انتظار رد الرب، يصر على “إنّي أضَعُ نَفسي عنكَ!”. سيرى الجميع مهابة ما سيرد الرب به على بطرس. كان تصريح الرب تصريحًا مطلقًا بشأن استحالة بطرس أو أي شخص آخر اتباعه له في ذلك الوقت. كان من المفترض أن يكتفي بطرس بما سمع بأنه لا يقدر أحد أن يتبع الرب، لكنه كان دائمًا واثقًا بنفسه. يرتبط بطرس ارتباطًا وثيقًا بالرب، إلا أنه حماسته الطبيعية خذلته في إثبات تكريسه، الذي يعرف الرب أن مثل هذا التكريس ما إلا طاقة جسدية، وليس قوة الروح. كان ينبغي عند سماعه بأنه لا يقدر أن يتبع الرب أن يتوقف، بدلاً من إطلاق إعلاناته الجريئة عن التكريس. التباهي دائمًا فعل سهل، ولكنه دائمًا عمل حزين. لذا يوبخ الرب بطرس بإعلانه بحزنٍ بأمر سقوطه. يا له من درس لنا جميعًا أن نسير بهدوء! |
||||
يوم أمس, 12:56 PM | رقم المشاركة : ( 177490 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سؤال سمعان بطرس عن السهر والعمل «وفيما هو خارِجٌ مِنَ الهَيكلِ، قالَ لهُ واحِدٌ مِنْ تلاميذِهِ: يا مُعَلِّمُ، انظُرْ! ما هذِهِ الحِجارَةُ! وهذِهِ الأبنيَةُ! فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ: أتَنظُرُ هذِهِ الأبنيَةَ العظيمَةَ؟ لا يُترَكُ حَجَرٌ علَى حَجَرٍ لا يُنقَضُ. وفيما هو جالِسٌ علَى جَبَلِ الزَّيتونِ، تُجاهَ الهَيكلِ، سألهُ بُطرُسُ ويعقوبُ ويوحَنا وأندَراوُسُ علَى انفِرادٍ: قُلْ لنا مَتَى يكونُ هذا؟ وما هي العَلامَةُ عندما يتِمُّ جميعُ هذا؟» (مرظ،ظ£: ظ،-ظ¤). في السؤال الذي يسجله هذا المقطع، يمكن ملاحظة أن بطرس مرتبط بالآخرين. يتصدر اسمه القائمة، وليس ثمة شك في المكانة الخاصة البارزة التي يحتلها، بصفته السائل الفاحص على صفحات الإنجيل، كان هو المتحدث مجددًا في هذه المناسبة. ومهما كان الأمر، فقد كانت هذه المناسبة بالغة الأهمية. وردًا على السؤال الذي طُرح على الرب يسوع، كانت إجابة الرب كاملة للغاية، متضمنة نظرة عن تاريخ اليهود المبكر واللاحق، ودعوة الكنيسة وطابعها، وأخيراً بركة الأمم والدينونة المزمع أن تقع عليهم. أعطى الرب تفاصيل هذا في (متظ¢ظ¤-ظ¢ظ¥) بصورة أكمل مما هو وارد في هذا المقطع المقتبس أعلاه في إنجيل مرقس، والذي ورد فيه اسم بطرس. يوضح متى تطور التدبير وطرق الله فيما يتعلق بالملكوت. من ناحية أخرى، يتناول مرقس خدمة الرسل –متوافقـًا مع طبيعة إنجيله - التي سيقومون بها في وسط إسرائيل في ظل الظروف التي ستحيط بهم. إذ كان عليهم أن يشهدوا ضد كل السلطات المُضطهِدة، ويكرزوا بالإنجيل بين جميع الأمم قبل أن تأتي النهاية. كان عليهم أن يأخذوا مكان الرب كشاهد هنا بين إسرائيل، وكواعظين لتقديم شهادة مميزة، ليس فقط لتلك الأمة، ولكن لجميع الأمم، وبعد ذلك سيرجع الرب بالقوة والمجد. لم يعرف أحد عن ساعة ذلك المجيء أو يومه، ومن هنا جاء الأمر الخاص، «اُنظُروا! اِسهَروا وصَلّوا، لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ مَتَى يكونُ الوقتُ». (آية ظ£ظ£). وتتبع هذه الوصية تعليمات محددة للخدام، وهي ذات تطبيق عام، وذات قيمة أدبية كبيرة لكل من يحب الرب. لذا دعونا نقتبس منها هذه الأعداد «كأنَّما إنسانٌ مُسافِرٌ ترَكَ بَيتَهُ، وأعطَى عَبيدَهُ السُّلطانَ، ولِكُلِّ واحِدٍ عَمَلهُ، وأوصَى البَوّابَ أنْ يَسهَرَ. اِسهَروا إذًا، لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ مَتَى يأتي رَبُّ البَيتِ، أمساءً، أم نِصفَ اللَّيلِ، أم صياحَ الدّيكِ، أم صباحًا. لئَلّا يأتيَ بَغتَةً فيَجِدَكُمْ نيامًا! وما أقولُهُ لكُمْ أقولُهُ للجميعِ: اسهَروا». (مرقس ظ،ظ£: ظ£ظ£-ظ£ظ§). لدينا نقطتان بارزتان يجب مراعاتهما. إن كان السهر هو توجه الخادم، فالعمل هو الطابع المميز له. ما أجمل أن نعلم أن الرب قد أعطى “لكل واحد عمله”. هناك مجال، ومكان، وعمل لجميع الذين يحبونه. لا يوجد اثنان لديهما نفس العمل، ولا يمكن لشخص آخر أن يقوم بما هو مخصص لآخر. لذلك، فإن معرفة العمل، ثم التمسك به، له أهمية قصوى. لك أن تتأمل معي، إن تمسك كلٌ منا بهذا المبدأ الإلهي المهم، كم سيدعم هذا المبدأ عمل الرب! يا له من علاج للغيرة، التي وللأسف، غالبًا ما تنشأ بين خدام الرب وتعيق عمله. إنها لحظة سعيدة في تاريخ الروح حين يمكنها أن تقول: “لدي عمل قليل أوكلني الرب لأقوم به، ولا أستطيع أن أقوم بعمل أي شخص آخر، ولا يمكن لأحد أن يقوم بعملي”. إلى جانب الاجتهاد والمسؤولية في الخدمة، كم هو جميل هنا دعوة الوجدان إلى “السهر”. أيها السيد المبارك، ساعدنا جميعًا لكي نترقب مجيئك بلا كلل؛ وأن نجاهد في العمل بلا هوادة في حقل حصادك منتظرين عودتك! |
||||