منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 11 - 2024, 01:43 PM   رقم المشاركة : ( 177441 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بصمة الله التي نراها في كل خليقته، هي فكرة “المركزية”، أو بعبارة أبسط: إن كل خليقة الله، بدون استثناء تقريبًا، تخضع لهذا القانون، أن هناك مركزًا له توابعه.
فلو تأملنا في الفلك، سنجده مكوَّن من ملايين المجرَّات، والمجرة تتكون من ملايين المجموعات الشمسية، والمجموعة الشمسية هي عبارة عن شمس تكون هي المركز، ومجموعه من الكواكب تسير في مدارها، بل ومعظم هذه الكواكب تكون هي مركز لمجموعة من الأقمار تدور حولها. فلو تأملنا في الكواكب نفسها مثل كوكب الأرض، فسنجد أن هناك مركز يُسمى لب الأرض “The core” يحيط به عدة طبقات بسمك مختلف حتى تصل إلى القشرة الخارجية والتي نعيش فوقها.
وكل الفلزات والمواد المختلفة الموجودة في الكون تتكون من ذرات ذات مركز هو النواة، تدور حولها إلكترونات.
بل لو تركنا عالم الجماد وتأملنا في عالم النبات والحيوان والإنسان، سنجد البصمة ذاتها؛ فكل الأنسجة الحية تتكون من خلايا، والخلية تتكون من مركز، وهو النواة، وحولها جُسيمات كثيرة لها وظائف مختلفة تدور في سائل السيتوبلازما لخدمة النواة وتتبع أوامرها في منظومة ما أروعها.
ولو ذهبنا إلى عالم الحشرات سنجد أن مملكة النحل - على سبيل المثال - تخضع للملكة التي هي المركز، وملايين من النحل - والذي نُطلق عليهم تعبير “شغالة” - تتحرك من حولها ولخدمتها.
وهذا قليل من كثير، فأينما توجَّهنا، سواء صعدنا إلى السماوات، أو نزلنا إلى الأرض، بل لو غُصنا في أعماق البحار، أو نزلنا إلى باطن الأرض؛ سنجد دائمًا فكرة المركزية موجودة. بل لكي يحافظ الله على هذه المنظومة، سخَّر كثير من القوانين الفيزيائية والكهربائية والكيمائية بل والمغناطيسية لكي يجعل لهذه المنظومة استمرارية دائمة تتلخَّص في مركز له توابعه. والكارثة تحدث في أي من هذه المجالات حينما يختل هذا النظام. وكل ما نراه من سرطانات، من حولنا هي نتيجة لحياد الخلية عن نواتها المركزية وأخذها في التصرف باستقلاليه عن الترتيب المعمول لها. إن هذه الفكرة باتت دائمًا مجالاً لبحث العلماء في نظريات مختلفة لمعرفة ما يُسمَّى بمركزية الكون.
 
قديم 03 - 11 - 2024, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 177442 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ؟» (1كو11: 14).
فحينما خلق الله الإنسان جعله مركزًا لكل الكون، وأخضع له كل شيء، فالكون بجملته تابع له، على شرط واحد: أن يكون هو تابع لله، والله هو المركز النهائي. غير أنه بالسقوط كسر الإنسان هذه المنظومة وأتلفها، وكانت النتيجة ما نراه من حولنا من تشويش وكوارث. ويحدِّثنا المزمور الثاني عن نسل آدم في صورة الملوك والأمم التي أرادت أن “تكسر نير الله ومبادئه”.
وفي زمان العهد القديم أراد الله أن يؤكِّد هذا الفكر فأتمن شعبه على سره، وأعلن لهم أنه المركز وهم تابعون له، فأمرهم أن يبنوا له مقدسًا “ليسكن في وسطهم” (خر25: 8). ومن بداية علاقته بشعبه جعله يدرك أنه هو المركز ممثِّلاً ذلك في أهم أجزاء خيمة الاجتماع وهو “التابوت”. كما جعل الخيمة في الوسط أو في مركز المحلة، يُحيط بها ثلاثة أسباط في كلٍّ من الاتجاهات الأربعة (عد:1-34). بل نجد فكرة مركزية المسيح عينها في ارتحال الشعب (عدد10: 11-28)، وفي توزيع الأسباط مرة ثانية في الملك الألفي (حز 48: 1-10).
واليوم فإن المسيح وسط اجتماعات الكنيسة مكانه هو الوسط (عب2: 12). وهكذا سيكون أيضًا في كل الأبدية كما نتعلم من سفر الرؤيا (رؤ4: 4).
 
قديم 03 - 11 - 2024, 01:51 PM   رقم المشاركة : ( 177443 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أرقام توضِّح إعجاز الله في خلق الإنسان




«أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِينًا» (مز139: 14)
«I will praise thee, for I am fearfully and wonderfully made. Marvellous are thy works; and that my soul knoweth right well»
هل تعلَّم أن:
ïپ¶ 6500 لتر دم يضخها القلب يوميًا، أي حوالي 2200 جالون دم يرسله القلب من الدم يوميًا. 15000 لترًا يوميًا يضخها القلب في حالة الحمل. 70 ضربة للقلب في الدقيقة أي 100 ألف مرة يوميًا، 40 مليون مرة سنويًا، أو 2000 مليون مرة في متوسط العمر بدون توقف أو راحة. وكمية الدم التي تضخها هذه الضربات لو صُبَّت في وعاء أسطواني قُطرة متر مربع سيطول طوله بمقدار نهر النيل من منبعه حتي المصب.
ïپ¶ 25 مليون مليون كرية دم حمراء في دم الإنسان الواحد، لو وُضعت في خط لطوَّقت الأرض 6-7 مرات.
ïپ¶ لو استطعنا فرد DNA الموجود في خلايا جسم الإنسان سيبلغ طوله نفس المسافة من الأرض للقمر ثماني مرات.
ïپ¶ 300 مليار خلية في الكبد، تقوم بأكثر من 50 وظيفة، لو أردنا إنشاء مصنع يقوم بهذه الوظائف فسنحتاج لمساحة أكثر من 80 فدان مستخدمين أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا.
ïپ¶ تُصفّي الكلية 1800 لترًا من الدم يوميًا.
ïپ¶ 1000 مليون مليون خلية في جسم الإنسان.
ïپ¶ 125مليون خلية يستهلكها الجسم في كل ثانية، أي 7500 مليون خلية في الدقيقة.
ïپ¶ في رئتي الإنسان 750 مليون حويصلة هوائية رئوية يمكن أن تفرش سطح مساحته 70 متر مربع لتبادل الغازات.
ïپ¶ ألف مرة يتنفس الإنسان في اليوم الواحد، أي 204 مليون مرة في متوسط الحياة.
ïپ¶ 140 مستقبل للضوء في العين الواحد.
ïپ¶ 120 مليون حيوان منوي في الدفقة الواحة من السائل المنوي.
ïپ¶ 3000 مليار مرة يزداد حجم الجنين من بداية التلقيح إلى الولادة.
ïپ¶ 3-4 مليون خليه تختص بالألم، 500 ألف خلية للمس والضغط، 200 ألف خلية حساسة للحرارة تُكوّن 100 مليون إشارة قادمة من الأعضاء الحسّية كل ثانية، ينقيها الجهاز العصبي إلى 100 إشارة ويصدرها إلى الدماغ، وكمية هذه الإشارات تسير في شبكة عصبية أطول من كل الأسلاك الكهربية المغذية لمدينة نيويورك.
ïپ¶ نصف مليون صورة يتم تخزينها في الدماغ يوميًا ويمكن تخزين 90 مليون مجلد مليء.
ïپ¶ 14 مليار عدد الخلايا العصبية منها 9 مليارات في الدماغ تتوزع على 64 منطقة من مناطق الدماغ.
ïپ¶ خلايا الجهاز العصبي لا تتكاثر ولا تتغير ولو تغيرت لاحتاج الإنسان لتعلم اللغة كل 6 أشهر، وهي الخلايا الوحيدة التي تعيش أكثر من مئة عام، في حين أن بعض الخلايا الأخرى تموت يوميًا.
 
قديم 03 - 11 - 2024, 02:01 PM   رقم المشاركة : ( 177444 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




خدمة متضعة



«لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ»

(لوظ،: ظ¤ظ¨)

«أَمَةُ الرَّبِّ» ... ما أجمل هذا الاسم الذي تطلقه فتاة على نفسها. فالأَمَةُ هي واحدة تُكرّس نفسها لخدمة شخص آخر. وعندما تُعطي فتاة شابة نفسها للرب، فإنها تُصبح أَمَةٌ له، وبالتالي تعيش كل حياتها لتُرضيه وتخدمه. ولكن لا يعني هذا أنها تتخلى عن بيتها وعن وسائل الراحة والرفاهية المتاحة لها في وطنها، لتذهب إلى بلاد وثنية. أحيانًا قد يعني ذلك فعلاً. وهذا ما حدث فعلاً لمئات من الشابات المسيحيات على مدار أعوام طويلة. ولكن الأمر يعني لغالبية الشابات المؤمنات أن يخدمن المسيح، وأن يعشن له فقط، كل يوم، في الحياة العادية المألوفة. وتوجد الكثير من الوسائل لخدمة المسيح. وإحدى هذه الوسائل أن يفعل المرء دائمًا ما هو صحيح في نظر الرب. ونحن نخدم الرب حينما نُصغي لصوته، فنلبي النداء على الفور، ونتبعه. وقد قال المسيح: «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ» (يوظ،ظ¤: ظ،ظ¥).

ووسيلة أخرى أن نصنع أصدقاء للرب بجعل الآخرين يحبونه ويخدمونه. وتكون الطفلة الصغيرة ”أَمَةُ الرَّبِّ“ عندما تُحاول أن تجعل البنات الصغيرات الأخريات يحضرن مدرسة الأحد. أيضًا وسيلة ثالثة بأن نقوم بكل فعلٍ متسمٍ باللطف والعطف نحو الآخرين، باسمه.

وعندما كان المسيح إنسانًا على الأرض، تركت بعض النساء بيوتهن، وذهبن معه ليخدمنه. ومن المحتمل أنهن كن يصنعن ملابس له، أو يجهزن الطعام لوجباته، أو أن يفعلن كل فعل متسم باللطف الشخصي نحوه. كان هذا امتيازًا حلوًا للغاية. ولا شك أنه لو كان في الإمكان أن يكون الرب معنا هنا، لكانت الكثيرات من فضليات الشابات والسيدات يفعلن نفس الشيء. ولكنه ليس هو الآن هنا، ولكنه قد أخبرنا بأننا إذا فعلنا نفس أعمال اللطف والعطف، حتى لأبسط واحد من أصدقائه، أو حتى لأكثرهم اتضاعًا، عندما يكون في احتياج، فإننا نكون قد فعلنا نفس الشيء له (متظ¢ظ¥: ظ£ظ¤-ظ¤ظ*). ولهذا فليس من الصعب لكِ أن تكوني ”أَمَةُ الرَّبِّ“.
 
قديم 03 - 11 - 2024, 02:03 PM   رقم المشاركة : ( 177445 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




خلاص الله ودينونة المستهزئ




«لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ» (يونظ¢: ظ©) ... هذه المقولة نطق بها يونان قبلما خلَّصته ذراع الرب من بطن الحوت، لكن بعد أن تعلَّم الدرس الذي قصد الرب أن يعلمه إياه. «لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ» تعني أن الخلاص بنعمة الله كليةً. ربما يسد الله عوزي، وشكرًا لله، لأنه يسده بالفعل؛ أما عن الحالة التي أنا عليها، سواء كانت مرتفعة أو منخفضة، فلا تأثير لها على نعمة الله مطلقًا؛ في الواقع كلما كان الإنسان أسوأ، كلما كان أكثر ملائمة للخلاص، لأنه وقتئذ لا يكون لديه ما يتكل عليه، ولا يمكنه خداع نفسه بفكرة أنه أفضل من غيره. إن الملك، في هذا الأصحاح، هو صورة للإنسان في كبريائه وتدينه، والبُرص هم صورة للإنسان في شره وهو بدون إله، والله يتعامل مع كلتا الحالتين. أما أليشع فهو صورة للمسيح، مملوءًا نعمة وحقًا؛ الوحيد الذي يتعامل مع الإنسان في ذنبه، مهما عظم هذا الذنب.

لقد تركت السامرة الرب، ونتيجة هذا الترك أصعد الرب ملك سوريا وجيوشه عليهم، فحاصروا مدينة السامرة بإحكام، حتى صارت حالة الجوع والخواء هناك تفوق كل وصف. ولا يمكن تخيل أسوأ من أن تسلق امرأة ابنها، وتأكله! عندما يرسم الله صورة، فهو يرسم صورة حقيقية. الإنسان يحب أن يرسم صورة مشرقة، ويحجب الناحية المظلمة؛ لكن الله يصف بأمانة من هو الإنسان.

إننا نرى في الملك مقدارً ا ضئيلاً من النظر إلى الله؛ لقد كان لابسًا مِسْحًا على جسده (ظ¢ملظ¦: ظ£ظ*). والمِسْحُ في الكتاب المقدس هو رمزٌ معروف للتوبة؛ وإذ كان الملك متكبرًا جدًا عن أن يُعلن للشعب أن يد الرب كانت عليه، لبِس المِسْح من الداخل، لا من الخارج. إنه يشبه الكثيرين اليوم، مِمَن لديهم شيء من الرغبة والجدية، لكنهم لا يريدون أن يعلم أحد بذلك. لم يرد أن يتحمل خطيته، وكان على استعداد أن يلوم الله - أو خادمه - على هذه الحالة التي كانت نتيجة خطية إسرائيل. وبالرغم من وجود صورة الدين والشكل المثالي، لكن من الواضح أنه لم يكن هناك تحوّل قلبي من الملك، إلى الله. أعتقد أنه لو كانت هناك توبة حقيقية، لكان لبِس المِسْح من الخارج، وليس من الداخل. بالإضافة إلى ذلك، إنه يلوم النبي، وعازم على إنزال النقمة به. لقد فعل الإنسان ما هو أشر من ذلك، فقد أنزل الإنسان نقمته على ذاك الذي أتى للبركة؛ الذي جال يصنع خيرًا، وشفى مرضاهم، وأقام موتاهم؛ ففي كراهيتهم المُرة صلبوه وقتلوه.

كان أليشع رمزًا للرب يسوع في كونه سبب بركة لإسرائيل، ولكن الملك في عجرفته قرر إنهاء حياة النبي، كما أنهى الإنسان - في شره - حياة الرب يسوع. هل لفت انتباهك يومًا دورك في موت الرب يسوع؟ أنا أعلم أن صوتك لم ينضم لتلك الصرخات المرة: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ! ... دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا»، لكن قلبك متعاطف مع من صرخوا هكذا؛ لأنك لو لم تكن ابنًا لله بعد، فأنت عدو له، لأنه ليس هناك سوى فريقين: أولاد الله، وأعداء الله. هل تقول: أنا لست عدوًا؟ هل أنت صديق إذًا؟ هل أنت ابن؟ هل ولدت ثانيةً؟ هل أقامك الروح؟ هل لك حياة أبدية؟

ربما تجيبني: ”لا أحد يعلم“. عذرًا صديقي؛ أنت على خطأ، لأن المؤمن مدعو لأن يعرف بكل يقين أنه ابن لله: «كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ» (ظ،يوظ¥: ظ،ظ£). هناك أمر آخر نتعلَّمه عن السلطان الإلهي «أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ» (يعظ¤: ظ¤). فمن المستحيل أن تكون مُحبًا للعالم ومحبًا لله في آن معًا «إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ» كما يقول الرسول يوحنا (ظ،يوظ¢: ظ،ظ¥). ويقول الله إننا كنا أعداءه؛ «لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ» (روظ¥: ظ،ظ*). هل تعلم أنك كنت عدوًا؟ إن كان جوابك كلا، فأنت تعرف القليل عن تاريخك؛ أعد النظر إليه. هل أحببت الله؟ ليس كما يجب. يا له من جواب مراوغ! والواقع هو أن الناس لا يحبون الوصول إلى هذه النقطة. لهذا السبب؛ لأننا ونحن بعد أعداء، بُشرنا بالإنجيل الذي خرج كرسالة من الله للبعيدين عنه؛ لذلك يقول الرسول بولس: «إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ» (ظ¢كوظ¥: ظ¢ظ*).

كان الملك، في هذا الأصحاح، كما ذكرت، صورة للإنسان المتدين غير المولود من الله؛ له تدين ظاهري، أما من الداخل فمملوء كراهية، لذلك كان يطلب قتل أليشع! أليشع الذي لم يفعل سوى الخير لإسرائيل، الذي كان يدعوه في اللحظة السابقة «أَبِي» (ظ¢ملظ¦: ظ¢ظ،). فلتتأمل بعمق في تاريخ الإنسان وانظر؛ ففي لحظة كان الشعب ينصت للرب يسوع متعجبين من نعمته، وبعدها مباشرةً أخذوه على حافة الجبل ليطرحوه إلى أسفل! لماذا؟ لأنه عَرَّفهم بحالتهم، ولم يستطيعوا أن يحتملوا (لوظ¤: ظ،ظ¦-ظ£ظ*). الناس لا تحب إزعاج ضمائرهم. لذلك غضب الملك، وأنا لا أحزن لما أرى الناس غاضبة من بشارة الإنجيل، لأن هذا دليل على أن الضمير قد لُمس. لكن هل أنت عدو للمسيح، ولا تعلم؟ هل أغراك الشيطان بخدعة، تلهو بها في أمان وهمى؟ آه يا عزيزي، استيقظ؛ انتبه الآن؛ احذر الخطر الداهم من أن تبقى ليوم آخر عدوًا لله!

أنا أناشدك، تأمل نعمة الله! لقد نزل رسول إلى أليشع، يتبعه الملك. لماذا لم يُقتص من الرسول؟ لأن النعمة تدخلت. هذه صورة للإنسان في خطيته، الإنسان في ذنبه، الإنسان في كراهيته، لتواجهه النعمة. والآن إذ وصل شرّك إلى مداه، والآن إذ قد افتضح تدينك المزيف، وعدائك لأقصاه، الآن إذ قد وصَلَت خطيتك إلى ذروتها، الآن يتدخل الله ويخلصك؛ تتدخل النعمة لتواجه احتياج الإنسان المُلِح عند خرابه التام.

من أنت إن لم تكن ابن لله؟ أنت خاطئ. ربما تكون متدينًا، كما كان الملك، وساعتها تكون خاطئًا متدينًا. ربما تكون مهذبًا، وعندها تكون خاطئًا مهذبًا. ربما تكون مُتعلِّمًا، فأنت خاطئ مُتعلِّم. يقول لك الله: ”ليس في قلبك سوى العداوة لي؛ أنا أعرف من أنت، والآن دعني أقول لك من أنا“: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: فِي مِثْلِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِل، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِل فِي بَابِ السَّامِرَةِ» (ظ¢ملظ§: ظ،). إن النعمة تقتنص اللحظة التي تصنع فيها الكراهية أسوأ ما عندها لتقول: ”الآن هي لحظة الخلاص“. كان الصليب هو أشر ما صنع الإنسان، حيث سمر الرب يسوع عليه، وعندما وصل شر الإنسان وكراهيته عنان السماء، كانت هي اللحظة التي اختارها الله، ليعكس كل شيء، فاتخذ هذه اللحظة ليكشف عن حبه، وليُزيل عار البشر. كان الصليب هو المكان الذي تصارع فيه الخير والشر، المحبة والكراهية، في معركة الفناء، وانتصر الحب؛ وانفجر الحب من جنبه الطعين، الحب لله ولمجده، الحب للخاطئ المسكين في حالته الخاطئة، لأنه ليس سوى دمه ما يستطيع أن يجابه تلك الحالة الخاطئة وينزع ذنبه. هناك انتصر الحب على الخطية والبغضة، وعلى كل العداوة القاتمة التي في قلب الإنسان.

«غَدًا» ... كانت تلك الكلمات لسكان السامرة الجياع تعني الخلاص؛ تعني عتقًا تامًا من حالتهم التي يُرثى لها. لكن عدم الإيمان دائمًا ما يرفض أخبار الله السارة. إن عدم الإيمان الأسود المريع، دائمًا ما يتشكك في أخبار إنجيل الله؛ قال الجندي: «هُوَذَا الرَّبُّ يَصْنَعُ كُوًى فِي السَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ هذَا الأَمْرُ؟» (ظ¢ملظ§: ظ¢). ”هل الخلاص يتم غدًا؟! أنا لا أصدق!“. هكذا يقول الجندي: ”أنت تقول لي يأتي غدًا تحرير تام. لا يمكن؛ إلا إذا أمطرت به السماء، ولا يمكن بأي وسيلة أخرى أن يحدث هذا ”فِي بَابِ السَّامِرَةِ“. لكن هذه هي النقطة، وكل الحق، أن الخلاص يأتي إلى حيث أنت. قارئي العزيز: عندي لك أخبار أفضل من تلك التي كانت للسامرة يومئذ. أنا أبشرك، لا بخلاص غدًا، بشاقل من الفضة، بل خلاصًا اليوم، في هذه اللحظة، حيثما توجد الآن، خلاصًا بلا مال وبلا ثمن. «فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، أَنَّهُ بِهذَا يُنَادَى لَكُمْ بِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، وَبِهذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى» (أعظ،ظ£: ظ£ظ¨، ظ£ظ©)، «لأَنَّهُ يَقُولُ: فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ. هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (ظ¢كوظ¦: ظ¢). لقد أُعلن لك الآن الخلاص بدم يسوع، على أساس كونك خاطئ وتائه. إنه يعرف حقيقة حالتك، ويُقدِّم لك الخلاص الآن، بلا مال ولا ثمن، الخلاص اليوم. من قلب الله تنزل لك الرسالة وأنت في خطاياك اليوم، ومفادها أن الخطية والذنب والدين والدينونة التي على الإنسان حملها آخر، ودفع ثمن كل الديون الثقيلة. والله الروح القدس مستعد لامتلاك القلب الذي يؤمن برسالة الله.

لكن ماذا عن غير المؤمن؟ «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ». هذه المعاملات ختامية، لاحظها جيدًا. أيتها النفس المتهاونة المستهترة، يا من لا تعرفين المسيح، ولا تريدينه، ولا تريدي الرجوع، ربما تضحكين الآن، لكنك لن تضحكي في الجحيم، فليس من مستهزئين في بحيرة النار. ربما تضحك وتمرح والمبشر يذيع الإنجيل، لكن تذكر، "إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ"، عندما يفوت وقت قبولك للكلمة. ”يَا ابْنِي، اذْكُرْ!“ (لوظ،ظ¦: ظ¢ظ¥)، نعم ”يَا ابْنِي، اذْكُرْ!“، أنه حتى عندما تتأكد من صحة الأمر، ربما لا يمكنك الحصول عليه. ستسمع أصوات الموسيقى السماوية داخل الأسوار التي يستحيل دخولك إليها: موسيقى كان بإمكانك الانضمام إليها، لكن يستحيل الآن. سوف ترى - من بعيد جدًا - مشهد فرح وبهجة المفديين المُقدَّسين، «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ»، لكنه سيكون بعيدًا عنك جدًا، وأما أنت فستكون مطروحًا خارجًا ومُهانًا: مطروحًا خارجًا للأبد. «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ»، نعم ترى، لكنك لن تذوق منه. يا لها من عبارة محبطة! يا لها من عبارة رهيبة!

إن من قال: «فِي مِثْلِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِل، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِل فِي بَابِ السَّامِرَةِ»، أي أن الخلاص يأتيكم غدًا، قال أيضًا: «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ». لقد تحققت كل كلمة؛ كما الأولى، كذلك الثانية. إن ذاك الذي تكلم كما لم يتكلم أحد قط، يقول: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ» (يوظ¦: ظ£ظ¥)، «مَنْ آمَنَ واعتمد خَلَصَ»، ولكنه أيضًا يقول: «وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ» (مرظ،ظ¦: ظ،ظ¦).

إن الدقيق رمز للمسيح؛ خبز الحياة، خبز السماء، المُعطَى للناس؛ المسيح المُعطَى لاحتياج الإنسان. فلا تحتقر نعمته، ولا تستخف بمحبته، ولا تغامر بمصير ك الأبدي، لا ليوم آخر، ولا للحظة واحدة! ارجع إليه، ثق فيه؛ دع البرص يُرشدونك الطريق. لقد خرجوا ليلقوا بأنفسهم على شفقة غير مضمونة، أما أنت فعليك فقط أن تلقى بنفسك على رحمة الله، على حنان الله؛ لقد أتوا إلى محلة الأراميين، ووجدوا كل ما كانوا يحتاجونه، ولم يكن ما يعوق أخذهم كل ما يحتاجون. ولو أخذت مكان البرص، المُعوزين، وذهبت إلى الله، بالرغم من زعمك أنه عدوك (كما ظنوا هم أن الآراميين أعدائهم، إلا أنهم وجدوا كل ما يحتاجون إليه، كما لم يجدوا أي معوق لأخذه)، لن تجد ما يعوق تمتعك بالخلاص والإمداد الكافي الذي منحه الله. ليس عليك سوى أخذه، ثم تلتفت لتخبر الآخرين: ”يوجد لكم الكثير أيضًا، ما يكفي، بل يزيد؛ هناك كل ما أحتاج، وما يحتاجه الآخرين أيضًا“.

إن الله لا يمنع خيرًا عن أولئك المؤمنين به، عمن يدنون من ابنه الحبيب. ثق فيه الآن، لتجد فيه الفادي والصديق، المُعين والشفيع، ستجد فيه كل شيء للزمان كما للأبدية، ستجد معي أن «لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ» (يونظ¢: ظ©). لكن آه، لو تهت في عدم إيمانك، ستجد أنها حماقتك، ولن تلوم عليها إلا نفسك «فَدَاسَهُ الشَّعْبُ فِي الْبَابِ، فَمَاتَ». لقد رأى الطعام، خلاص السامرة، لكن متأخرًا جدًا؛ وها هو الدليل القاطع على صدق قول النبي، لكن ليس له. وذلك ما قد يحدث معك، كما مع الرجل الغنى المسكين في لوقا ظ،ظ¦؛ سيُمكنك أن ترفع عينيك وترى ما احتقرته؛ أنا لا أقول كم ستطول رؤيتك له أو كم مرة، لكنى أقول إنه في تلك المرة، ستكون نظرة طويلة، مركزة على خلاص الله، الذي كان ممكنًا أن يكون ملكك لكن بسبب عدم إيمانك: «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ». آه، يا صديقي، لقد احتقرت الرحمة طويلًا، لا تحتقرها أيضًا؛ لقد ابتعدت عن المسيح طويلًا، تحوّل إليه الآن، واقبل من يده الآن الخلاص المستعد أن يودعه لك، ليكون له المجد، ولتنال نفسك السعادة الأبدية!

 
قديم 03 - 11 - 2024, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 177446 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ» (يونظ¢: ظ©) ... هذه المقولة نطق بها يونان قبلما خلَّصته ذراع الرب من بطن الحوت، لكن بعد أن تعلَّم الدرس الذي قصد الرب أن يعلمه إياه. «لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ» تعني أن الخلاص بنعمة الله كليةً. ربما يسد الله عوزي، وشكرًا لله، لأنه يسده بالفعل؛ أما عن الحالة التي أنا عليها، سواء كانت مرتفعة أو منخفضة، فلا تأثير لها على نعمة الله مطلقًا؛ في الواقع كلما كان الإنسان أسوأ، كلما كان أكثر ملائمة للخلاص، لأنه وقتئذ لا يكون لديه ما يتكل عليه، ولا يمكنه خداع نفسه بفكرة أنه أفضل من غيره. إن الملك، في هذا الأصحاح، هو صورة للإنسان في كبريائه وتدينه، والبُرص هم صورة للإنسان في شره وهو بدون إله، والله يتعامل مع كلتا الحالتين. أما أليشع فهو صورة للمسيح، مملوءًا نعمة وحقًا؛ الوحيد الذي يتعامل مع الإنسان في ذنبه، مهما عظم هذا الذنب.

لقد تركت السامرة الرب، ونتيجة هذا الترك أصعد الرب ملك سوريا وجيوشه عليهم، فحاصروا مدينة السامرة بإحكام، حتى صارت حالة الجوع والخواء هناك تفوق كل وصف. ولا يمكن تخيل أسوأ من أن تسلق امرأة ابنها، وتأكله! عندما يرسم الله صورة، فهو يرسم صورة حقيقية. الإنسان يحب أن يرسم صورة مشرقة، ويحجب الناحية المظلمة؛ لكن الله يصف بأمانة من هو الإنسان.

إننا نرى في الملك مقدارً ا ضئيلاً من النظر إلى الله؛ لقد كان لابسًا مِسْحًا على جسده (ظ¢ملظ¦: ظ£ظ ). والمِسْحُ في الكتاب المقدس هو رمزٌ معروف للتوبة؛ وإذ كان الملك متكبرًا جدًا عن أن يُعلن للشعب أن يد الرب كانت عليه، لبِس المِسْح من الداخل، لا من الخارج. إنه يشبه الكثيرين اليوم، مِمَن لديهم شيء من الرغبة والجدية، لكنهم لا يريدون أن يعلم أحد بذلك. لم يرد أن يتحمل خطيته، وكان على استعداد أن يلوم الله - أو خادمه - على هذه الحالة التي كانت نتيجة خطية إسرائيل. وبالرغم من وجود صورة الدين والشكل المثالي، لكن من الواضح أنه لم يكن هناك تحوّل قلبي من الملك، إلى الله. أعتقد أنه لو كانت هناك توبة حقيقية، لكان لبِس المِسْح من الخارج، وليس من الداخل. بالإضافة إلى ذلك، إنه يلوم النبي، وعازم على إنزال النقمة به. لقد فعل الإنسان ما هو أشر من ذلك، فقد أنزل الإنسان نقمته على ذاك الذي أتى للبركة؛ الذي جال يصنع خيرًا، وشفى مرضاهم، وأقام موتاهم؛ ففي كراهيتهم المُرة صلبوه وقتلوه.
 
قديم 03 - 11 - 2024, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 177447 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كان أليشع رمزًا للرب يسوع في كونه سبب بركة لإسرائيل، ولكن الملك في عجرفته قرر إنهاء حياة النبي، كما أنهى الإنسان - في شره - حياة الرب يسوع. هل لفت انتباهك يومًا دورك في موت الرب يسوع؟ أنا أعلم أن صوتك لم ينضم لتلك الصرخات المرة: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ! ... دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا»، لكن قلبك متعاطف مع من صرخوا هكذا؛ لأنك لو لم تكن ابنًا لله بعد، فأنت عدو له، لأنه ليس هناك سوى فريقين: أولاد الله، وأعداء الله. هل تقول: أنا لست عدوًا؟ هل أنت صديق إذًا؟ هل أنت ابن؟ هل ولدت ثانيةً؟ هل أقامك الروح؟ هل لك حياة أبدية؟

ربما تجيبني: ”لا أحد يعلم“. عذرًا صديقي؛ أنت على خطأ، لأن المؤمن مدعو لأن يعرف بكل يقين أنه ابن لله: «كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ» (ظ،يوظ¥: ظ،ظ£). هناك أمر آخر نتعلَّمه عن السلطان الإلهي «أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ» (يعظ¤: ظ¤). فمن المستحيل أن تكون مُحبًا للعالم ومحبًا لله في آن معًا «إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ» كما يقول الرسول يوحنا (ظ،يوظ¢: ظ،ظ¥). ويقول الله إننا كنا أعداءه؛ «لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ» (روظ¥: ظ،ظ*). هل تعلم أنك كنت عدوًا؟ إن كان جوابك كلا، فأنت تعرف القليل عن تاريخك؛ أعد النظر إليه. هل أحببت الله؟ ليس كما يجب. يا له من جواب مراوغ! والواقع هو أن الناس لا يحبون الوصول إلى هذه النقطة. لهذا السبب؛ لأننا ونحن بعد أعداء، بُشرنا بالإنجيل الذي خرج كرسالة من الله للبعيدين عنه؛ لذلك يقول الرسول بولس: «إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ» (ظ¢كوظ¥: ظ¢ظ*).

كان الملك، في هذا الأصحاح، كما ذكرت، صورة للإنسان المتدين غير المولود من الله؛ له تدين ظاهري، أما من الداخل فمملوء كراهية، لذلك كان يطلب قتل أليشع! أليشع الذي لم يفعل سوى الخير لإسرائيل، الذي كان يدعوه في اللحظة السابقة «أَبِي» (ظ¢ملظ¦: ظ¢ظ،). فلتتأمل بعمق في تاريخ الإنسان وانظر؛ ففي لحظة كان الشعب ينصت للرب يسوع متعجبين من نعمته، وبعدها مباشرةً أخذوه على حافة الجبل ليطرحوه إلى أسفل! لماذا؟ لأنه عَرَّفهم بحالتهم، ولم يستطيعوا أن يحتملوا (لوظ¤: ظ،ظ¦-ظ£ظ*). الناس لا تحب إزعاج ضمائرهم. لذلك غضب الملك، وأنا لا أحزن لما أرى الناس غاضبة من بشارة الإنجيل، لأن هذا دليل على أن الضمير قد لُمس. لكن هل أنت عدو للمسيح، ولا تعلم؟ هل أغراك الشيطان بخدعة، تلهو بها في أمان وهمى؟ آه يا عزيزي، استيقظ؛ انتبه الآن؛ احذر الخطر الداهم من أن تبقى ليوم آخر عدوًا لله!

أنا أناشدك، تأمل نعمة الله! لقد نزل رسول إلى أليشع، يتبعه الملك. لماذا لم يُقتص من الرسول؟ لأن النعمة تدخلت. هذه صورة للإنسان في خطيته، الإنسان في ذنبه، الإنسان في كراهيته، لتواجهه النعمة. والآن إذ وصل شرّك إلى مداه، والآن إذ قد افتضح تدينك المزيف، وعدائك لأقصاه، الآن إذ قد وصَلَت خطيتك إلى ذروتها، الآن يتدخل الله ويخلصك؛ تتدخل النعمة لتواجه احتياج الإنسان المُلِح عند خرابه التام.
 
قديم 03 - 11 - 2024, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 177448 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من أنت إن لم تكن ابن لله؟ أنت خاطئ. ربما تكون متدينًا، كما كان الملك، وساعتها تكون خاطئًا متدينًا. ربما تكون مهذبًا، وعندها تكون خاطئًا مهذبًا. ربما تكون مُتعلِّمًا، فأنت خاطئ مُتعلِّم. يقول لك الله: ”ليس في قلبك سوى العداوة لي؛ أنا أعرف من أنت، والآن دعني أقول لك من أنا“: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: فِي مِثْلِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِل، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِل فِي بَابِ السَّامِرَةِ» (ظ¢ملظ§: ظ،). إن النعمة تقتنص اللحظة التي تصنع فيها الكراهية أسوأ ما عندها لتقول: ”الآن هي لحظة الخلاص“. كان الصليب هو أشر ما صنع الإنسان، حيث سمر الرب يسوع عليه، وعندما وصل شر الإنسان وكراهيته عنان السماء، كانت هي اللحظة التي اختارها الله، ليعكس كل شيء، فاتخذ هذه اللحظة ليكشف عن حبه، وليُزيل عار البشر. كان الصليب هو المكان الذي تصارع فيه الخير والشر، المحبة والكراهية، في معركة الفناء، وانتصر الحب؛ وانفجر الحب من جنبه الطعين، الحب لله ولمجده، الحب للخاطئ المسكين في حالته الخاطئة، لأنه ليس سوى دمه ما يستطيع أن يجابه تلك الحالة الخاطئة وينزع ذنبه. هناك انتصر الحب على الخطية والبغضة، وعلى كل العداوة القاتمة التي في قلب الإنسان.
 
قديم 03 - 11 - 2024, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 177449 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«غَدًا» ... كانت تلك الكلمات لسكان السامرة الجياع تعني الخلاص؛ تعني عتقًا تامًا من حالتهم التي يُرثى لها. لكن عدم الإيمان دائمًا ما يرفض أخبار الله السارة. إن عدم الإيمان الأسود المريع، دائمًا ما يتشكك في أخبار إنجيل الله؛ قال الجندي: «هُوَذَا الرَّبُّ يَصْنَعُ كُوًى فِي السَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ هذَا الأَمْرُ؟» (ظ¢ملظ§: ظ¢). ”هل الخلاص يتم غدًا؟! أنا لا أصدق!“. هكذا يقول الجندي: ”أنت تقول لي يأتي غدًا تحرير تام. لا يمكن؛ إلا إذا أمطرت به السماء، ولا يمكن بأي وسيلة أخرى أن يحدث هذا ”فِي بَابِ السَّامِرَةِ“. لكن هذه هي النقطة، وكل الحق، أن الخلاص يأتي إلى حيث أنت. قارئي العزيز: عندي لك أخبار أفضل من تلك التي كانت للسامرة يومئذ. أنا أبشرك، لا بخلاص غدًا، بشاقل من الفضة، بل خلاصًا اليوم، في هذه اللحظة، حيثما توجد الآن، خلاصًا بلا مال وبلا ثمن. «فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، أَنَّهُ بِهذَا يُنَادَى لَكُمْ بِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، وَبِهذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى» (أعظ،ظ£: ظ£ظ¨، ظ£ظ©)، «لأَنَّهُ يَقُولُ: فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ. هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (ظ¢كوظ¦: ظ¢). لقد أُعلن لك الآن الخلاص بدم يسوع، على أساس كونك خاطئ وتائه. إنه يعرف حقيقة حالتك، ويُقدِّم لك الخلاص الآن، بلا مال ولا ثمن، الخلاص اليوم. من قلب الله تنزل لك الرسالة وأنت في خطاياك اليوم، ومفادها أن الخطية والذنب والدين والدينونة التي على الإنسان حملها آخر، ودفع ثمن كل الديون الثقيلة. والله الروح القدس مستعد لامتلاك القلب الذي يؤمن برسالة الله.

لكن ماذا عن غير المؤمن؟ «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ». هذه المعاملات ختامية، لاحظها جيدًا. أيتها النفس المتهاونة المستهترة، يا من لا تعرفين المسيح، ولا تريدينه، ولا تريدي الرجوع، ربما تضحكين الآن، لكنك لن تضحكي في الجحيم، فليس من مستهزئين في بحيرة النار. ربما تضحك وتمرح والمبشر يذيع الإنجيل، لكن تذكر، "إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ"، عندما يفوت وقت قبولك للكلمة. ”يَا ابْنِي، اذْكُرْ!“ (لوظ،ظ¦: ظ¢ظ¥)، نعم ”يَا ابْنِي، اذْكُرْ!“، أنه حتى عندما تتأكد من صحة الأمر، ربما لا يمكنك الحصول عليه. ستسمع أصوات الموسيقى السماوية داخل الأسوار التي يستحيل دخولك إليها: موسيقى كان بإمكانك الانضمام إليها، لكن يستحيل الآن. سوف ترى - من بعيد جدًا - مشهد فرح وبهجة المفديين المُقدَّسين، «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ»، لكنه سيكون بعيدًا عنك جدًا، وأما أنت فستكون مطروحًا خارجًا ومُهانًا: مطروحًا خارجًا للأبد. «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ»، نعم ترى، لكنك لن تذوق منه. يا لها من عبارة محبطة! يا لها من عبارة رهيبة!

إن من قال: «فِي مِثْلِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِل، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِل فِي بَابِ السَّامِرَةِ»، أي أن الخلاص يأتيكم غدًا، قال أيضًا: «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ». لقد تحققت كل كلمة؛ كما الأولى، كذلك الثانية. إن ذاك الذي تكلم كما لم يتكلم أحد قط، يقول: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ» (يوظ¦: ظ£ظ¥)، «مَنْ آمَنَ واعتمد خَلَصَ»، ولكنه أيضًا يقول: «وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ» (مرظ،ظ¦: ظ،ظ¦).
 
قديم 03 - 11 - 2024, 02:22 PM   رقم المشاركة : ( 177450 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إن الدقيق رمز للمسيح خبز الحياة خبز السماء المُعطَى للناس؛ المسيح المُعطَى لاحتياج الإنسان. فلا تحتقر نعمته، ولا تستخف بمحبته، ولا تغامر بمصير ك الأبدي، لا ليوم آخر، ولا للحظة واحدة! ارجع إليه، ثق فيه؛ دع البرص يُرشدونك الطريق. لقد خرجوا ليلقوا بأنفسهم على شفقة غير مضمونة، أما أنت فعليك فقط أن تلقى بنفسك على رحمة الله، على حنان الله؛ لقد أتوا إلى محلة الأراميين، ووجدوا كل ما كانوا يحتاجونه، ولم يكن ما يعوق أخذهم كل ما يحتاجون. ولو أخذت مكان البرص، المُعوزين، وذهبت إلى الله، بالرغم من زعمك أنه عدوك (كما ظنوا هم أن الآراميين أعدائهم، إلا أنهم وجدوا كل ما يحتاجون إليه، كما لم يجدوا أي معوق لأخذه)، لن تجد ما يعوق تمتعك بالخلاص والإمداد الكافي الذي منحه الله. ليس عليك سوى أخذه، ثم تلتفت لتخبر الآخرين: ”يوجد لكم الكثير أيضًا، ما يكفي، بل يزيد؛ هناك كل ما أحتاج، وما يحتاجه الآخرين أيضًا“.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024