29 - 10 - 2024, 11:04 AM | رقم المشاركة : ( 176991 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لون الْمَنّ «أبيض» (خر16: 31). رمزًا إلى حياة ربنا يسوع المسيح الطاهرة «حبيبي أبيض وأحمر» (نش5: 10). ففي المسيح – له المجد – كمال أدبي فائق لا أثر للعيب فيه، وهو فريد في هذا الكمال وليس له نظير. فالمولود من العذراء هو «القدوس» (لو1: 35)، وهو الذي في كل حياته «لم يفعل خطية» (1بط2: 22) و«لم يعرف خطية» (2كو5: 21) و«ليس فيه خطية» (1يو3: 5). |
||||
29 - 10 - 2024, 11:05 AM | رقم المشاركة : ( 176992 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْمَنّ حلو المذاق «طَعْمُهُ كَرِقَاقٍ بعَسَلٍ» (خر16: 31). هكذا الرب يسوع المسيح، ما أحلاه! وما أشهاه! فهو «جميل... وحلو» (نش1: 16) و«حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وكُلُّهُ مُشتهياتٌ» (نش5: 16) وأيضًا «ثمرته حُلوةٌ لِحلْقِي» (نش2: 3). ولكن الأكل من الْمَنّ والتمتع بالخبز النازل من السماء يحتاج إلى ذوق سماوي، أما الإنسان الطبيعي فلن يجد في هذا الطعام لذة، فيشتاق إلى طعام مصر، ويميل للرجوع إلى الوراء (عد11: 4،5). وواضح أننا إذا أردنا التمتع بنصيب كهذا فعلينا أن نفطم قلوبنا عن كل ما في العالم الحاضر الشرير، عن كل شهوة نرغب فيها بحسب الإنسان الطبيعي، أي كأناس أحياء في الجسد (1يو2: 15-17)، وعندئذ نستطيع أن نختبر المكتوب «ذُوقُوا وانظُروا ما أطيب الرب» (مز34: 8)، «إن كنتم قد ذُقتُم أن الرب صالحٌ» (1بط2: 3). |
||||
29 - 10 - 2024, 11:06 AM | رقم المشاركة : ( 176993 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْمَنّ «منظره كمنظر المُقْلِ». والمُقْل من الأحجار الكريمة (تك2: 12) وهذا يرمز إلى الرب يسوع المسيح المكتوب عنه «الذي إذ تأتون إليه، حجرًا حيًا، مرفوضًا من الناس، ولكن مُختَارٌ من الله كريمُ». وقد ارتبط نزول الْمَنّ بالسبت (خر16: 22-40). والكلمة «سبت» كلمة عبرية ومعناها بالعربية «راحة». ومن الجدير بالملاحظة أن السبت (راحة) جاء ذكره في تكوين 2، قبل دخول الخطية في تكوين 3، ثم لا نعود نقرأ في الكتاب المقدس عن السبت حتى نصل إلى خروج 16، بعد أن تم فداء بني إسرائيل من أرض مصر وبيت العبودية؛ صورة لخلاص الله في المسيح. وارتبط السبت في هذا الفصل بإعطاء الْمَنّ للشعب. وهذا في تمام المناسبة مع الْمَنّ السماوي الذي يستطيع أن يهب الراحة الحقيقية لكل من يطيع دعوته الكريمة: «تعالوا إليّ يا جميع المُتْعَبِين والثَّقيلي الأحمال وأنا أُريحكم، احملُوا نيري عليكم وتعلَّموا منِّي، لأني وديعٌ ومُتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم» (مت11: 28-30). |
||||
29 - 10 - 2024, 11:08 AM | رقم المشاركة : ( 176994 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في خروج16: 4 نقطتان فيما يتعلق بجمع الْمَنّ وكيفية استعماله. فكان الإسرائيليون يخرجون من المحلة «ويلتقطون حاجة اليوم بيومها» (خر16: 4). وهكذا يجب أن نخرج نحن لهذا الغرض عينه. وطبعًا كان عليهم لكي يجمعوا ويلتقطوا الْمَنّ أن ينحنوا أو يركعوا. وهذه صورة للسجود والشكر على هذه النعمة الغنية التي لا تقدر للنفس المتجددة؛ نعمة ربنا يسوع المسيح الذي نزل من السماء ليكون طعام شعبه. وأما النقطة الثانية فهي أن الْمَنّ لا يمكن أن يُخزن لاستعماله في المستقبل « يلتقطون صباحًا فصباحًا كل واحدٍ على حَسَبِ أُكلِه» (خر16: 21). وإذا التقط أحد أكثر من حاجته كان يفسد وينتن إلا ما كان يُجمع لأجل السبت (خر16: 19-24). وهكذا معنا الآن، فنحن علينا أن نلتقط من الْمَنّ السماوي يوميًا. وطعام اليوم لا يكفي للغد، إذ يجب أن نتغذى بالمسيح باستمرار، يومًا بعد يوم، وساعة بعد الأخرى، ولا يمكننا أن نأخذ منه أكثر من حاجتنا الوقتية، وهذا يقودنا إلى الاستناد المستمر عليه والشخوص دائمًا إليه «كما أرسلني الآب الحيُّ، وأنا حيٌّ بالآب، فَمَنْ يأكُلني فهو يَحيَا بي» (يو6: 57). أما عندما كان الإنسان يحفظ الْمَنّ لنفسه، فكانت علامات الفساد تدب فيه. وذلك يشير إلى أن حقائق المسيحية لا تُحفظ في الذهن. فالذي فهمناه وتعلمناه، نحن مسئولون أن نسير بموجبه ونحققه عمليًا. فالحياة المسيحية ليست مجرد حفظ حقائق والتمسك بمعتقدات والمجاهرة بنظريات دينية لاهوتية، بل هي عيشة عملية تظهر في حياتنا. |
||||
29 - 10 - 2024, 11:10 AM | رقم المشاركة : ( 176995 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان على الشعب أن يلتقطوا الْمَنّ قبل شروق الشمس، لذلك كانوا يبكرون إليه فيجدونه كل صباح «وإذا حَمِيَتِ الشمس كان يذُوب» (خر16: 21). وحمو الشمس يشير إلى الانشغال بالأعمال اليومية. فإنه يجب أن يكون المسيح – له كل المجد – غرض قلوبنا الأول، وينبغي أن نبكر إليه قبل كل شيء آخر لئلا تتعلق قلوبنا بسواه «أنا أُحبُّ الذين يُحبُّونني، والذين يُبكِّرُون إليَّ يَجدُونَني» (أم8: 17). كما أن التقاط الْمَنّ باكرًا يُذّكرنا بالْمَنّ الحقيقي الذي كان لسان حاله: «يُوقِظُ كل صباحٍ، يُوقِظُ لي أُذنا، لأسمع كالمُتعَلِّمين» (إش50: 4)، والذي كان من عادته أن يقوم في الصبح باكرًا جدًا ويخرج ويمضي إلى موضع خلاءٍ ليصلي هناك (مر1: 35). |
||||
29 - 10 - 2024, 11:11 AM | رقم المشاركة : ( 176996 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
14- ونلاحظ أن الْمَنّ كان يسقط ليلاًً على النَّدَى حتى لا يُلامس الأرض «ومتى نزل النَّدَى على المحلَّة ليلاًً كان ينزل الْمَنّ معه» (عد11: 9). والليل هنا يشير إلى فشل الإنسان، وهكذا أيضًا جاء المسيح بعد أن تبرهن فشل الإنسان «ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأةٍ، مولُودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التَّبنِّ» (غل4: 4،5). والنَّدَى يشير إلى الرضى والإنعاش الإلهي. والرب يسوع المسيح كان دائمًا موضع الرضى الإلهي لكماله المطلق كإنسان «أنت ابني الحبيب، بك سُررت» (لو3: 22 قارن قض6: 37). |
||||
29 - 10 - 2024, 11:14 AM | رقم المشاركة : ( 176997 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْمَنّ يمكن أن يُحتقر. فقد اُحتقر في بداية رحلة الشعب من اللَّفيف الذي في وسطهم (عد11: 4-6 ؛ مز106: 14،15) واللَّفيف هم جمع مختلط ويُقصد بهم أُناس من غير بني إسرائيل خرجوا معهم عند خروجهم من أرض مصر، ربما كانوا من عشرائهم أو ارتبطوا بهم بالمصاهرة أو بالصداقة. وكما أُحتقر الْمَنّ في بداية الرحلة، هكذا أيضًا أُحتقر في نهاية الرحلة، ولكن في هذه المرة كان الاحتقار شديدًا «وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين: لماذا أصعدتُمانا من مصر لنموت في البرية؟ لأنه لا خبز ولا ماء. وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف» (عد21: 5). وما أكثر اللَّفيف الآن، في دائرة الاعتراف المسيحي، من المسيحيين الاسميين، المهتمين بأمور هذا العالم وبما نهى الله عن الاهتمام به، والذين لا يفهمون للْمَنّ السماوي معنى، ولا يدركون له قيمة، ولا يقدرون أن يعيشوا عليه، ولا يجدون كفايتهم ولذتهم وشبعهم فيه. بل إنه كلما قاربت رحلة الكنيسة في البرية على نهايتها، كلما كثر «المعلَّمين الكذبة» من القادة الدينيين واللاهوتيين العصريين الذين «يَدسُّون بدع هلاكٍ» (2بط2: 1) ويتهجمون على شخص الرب يسوع المسيح: الْمَنّ السماوي، فيشككون في أزليته ولاهوته، وفى حقيقة ميلاده العذراوي، وفى حقيقة موته الكفاري بديلاً عن الخطاة، ويشككون في حقيقة قيامته في الجسد، وينكرون ما لموته تحت الدينونة الإلهية من قيمة كفارية غير محدودة لكل من يؤمن به، وينكرون أنه يجب أن يملك ويُستعلن مجده للعالم الذي أهانه، ليسترد لنفسه اعتباره، ويضع جميع الأعداء تحت قدميه. |
||||
29 - 10 - 2024, 11:15 AM | رقم المشاركة : ( 176998 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربنا المبارك يسوع المسيح كان «خبز الله» من قبل نزوله من السماء، أي أنه موضوع سروره ولذته من الأزل، وكما أنه هو أيضًا الْمَنّ الحقيقي الآن، أي طعام وشبع الحياة الجديدة في المؤمنين به. فإنه في المجد العتيد سيكون هو نفسه مكافأة الغالبين باعتباره «الْمَنّ المُخْفَى». والْمَنّ المُخْفَى هو الذي كان في قسط من ذهب وكان موضوعًا داخل التابوت لا تراه إلا عين الله (خر16: 33؛ عب9: 4). ووعد الرب للغالب في برغامس «سأعطيه (أن يأكل) من الْمَنّ المُخْفَى» (رؤ2: 17)، هو إشارة إلى التمتع بكمالات وفضائل وسجايا الرب يسوع المسيح في حياته هنا على الأرض، كما يراها الله نفسه، وإن اختلف القياس، لأنه سيظل طوال الأبدية «وليس أحدُ يعرف مَنْ هوَ الإبن إلا الآب» (لو10: 22؛ مت11: 27). فَشَخْصَهُ مَنْ يَعْرِفُ وحُبَّهُ مَنْ يَصِفُ فإنِّهُ سَمَا وفاقْ فلاسمِهِ المديحُ لاقْ |
||||
29 - 10 - 2024, 11:20 AM | رقم المشاركة : ( 176999 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصداقة "اِذْهَبْ مِنْ قُدَّامِ رَجُل جَاهِل إِذْ لاَ تَشْعُرُ بِشَفَتَيْ مَعْرِفَةٍ" [ع 7] ليهرب الإنسان من حضرة الجاهل الذي لا ينطق بكلمات المعرفة كمن يهرب من عدوه، لأنه يسبب متاعب ويضر من حوله. يدرك الإنسان المسيحي قيمة كل ثانية من ثواني حياته، فمع محبته لكل البشرية، لا يسمح لنفسه أن يفسد وقته بالصداقة مع الأغبياء الأشرار، الذين يرون في الحياة كأنها لهو لا قيمة لها. وفي تركه لصداقتهم لا يستخف بهم ولا ييأس من خلاصهم، إنما يبذل بالحب كل ما استطاع لأجل بنيانهم، لكن ليس على حساب نفسه. * "الصديق الأمين دواء الحياة" (سي 6: 16). لا يوجد علاج مؤثر في شفاء الأوجاع مثل الصدِّيق الصادق الذي يعزيك في ضيقاتك، ويدبرك في مشاكلك، ويفرح بنجاحك، ويحزن في بلاياك. من وجد صديقًا هكذا فقد وجد ذخيرة. فالصديق الأمين لا شبيه له، فوزن الذهب والفضة لا يعادل صلاح أمانته [انظر (ابن سيراخ 6: 14-15)]. بحق ليكن لك صديق تدعوه "نصف نفسي". * لا توجد صداقة حقيقيّة، ما لم تجعلها كوصلة تلحم النفوس، فتلتصق معًا بالحب المنسكب في قلوبنا بالروح القدس. القديس أغسطينوس مرة أخرى إن ارتبط بشخصٍ متكاسلٍ يقيمه ويدفعه للعمل. قيل: "أخ يعينه أخ هو مدينة قوية". هذه لا يفوقها بعد المسافة ولا السماء ولا الأرض ولا الموت، ولا أي أمر آخر، إنما هي أقوى وأكثر فاعلية من كل الأشياء. هذه وإن صدرت عن نفسٍ واحدةٍ، قادرة أن تحتضن كثيرين دفعة واحدة. اسمع ما يقوله بولس: "لستم متضايقين فينا بل متضايقين في أحشائكم. كونوا أنتم أيضًا متسعين". القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
29 - 10 - 2024, 11:23 AM | رقم المشاركة : ( 177000 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* "الصديق الأمين دواء الحياة" (سي 6: 16). لا يوجد علاج مؤثر في شفاء الأوجاع مثل الصدِّيق الصادق الذي يعزيك في ضيقاتك، ويدبرك في مشاكلك، ويفرح بنجاحك، ويحزن في بلاياك. من وجد صديقًا هكذا فقد وجد ذخيرة. فالصديق الأمين لا شبيه له، فوزن الذهب والفضة لا يعادل صلاح أمانته [انظر (ابن سيراخ 6: 14-15)]. بحق ليكن لك صديق تدعوه "نصف نفسي". * لا توجد صداقة حقيقيّة، ما لم تجعلها كوصلة تلحم النفوس، فتلتصق معًا بالحب المنسكب في قلوبنا بالروح القدس. القديس أغسطينوس مرة أخرى إن ارتبط بشخصٍ متكاسلٍ يقيمه ويدفعه للعمل. قيل: "أخ يعينه أخ هو مدينة قوية". هذه لا يفوقها بعد المسافة ولا السماء ولا الأرض ولا الموت، ولا أي أمر آخر، إنما هي أقوى وأكثر فاعلية من كل الأشياء. هذه وإن صدرت عن نفسٍ واحدةٍ، قادرة أن تحتضن كثيرين دفعة واحدة. اسمع ما يقوله بولس: "لستم متضايقين فينا بل متضايقين في أحشائكم. كونوا أنتم أيضًا متسعين". القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||