29 - 10 - 2024, 10:15 AM | رقم المشاركة : ( 176981 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«الْمَنّ» رمزًا جميلاًً للإنسان الكامل ربنا يسوع المسيح، في اتضاعه العجيب في حياته على الأرض. وقد أشار الرب نفسه إلى هذه الحقيقة في كلامه مع اليهود الذين تفاخروا بالْمَنّ الذي أكله آباؤهم، فقال لهم: «الحقَّ الحقَّ أقول لكم: ليس موسى أعطاكم الخبز مِنْ السَّماء، بل أبي يُعطيكم الخبز الحقيقيَّ من السَّماء، لأن خُبز الله هو النَّازل من السَّماء الوَاهبُ حياةٍ للعالم» (يو6: 32،33). والتغذي بالْمَنّ معناه التأمل في المسيح كالإنسان الكامل المتضع الذي أعلن الآب للعالم، والتفكر في نعمته وصلاحه، وحنوه وعواطفه، ورقته ومحبته، ووداعته وتواضع قلبه، وصبره واحتماله، وطول أناته ومثاله الكامل. |
||||
29 - 10 - 2024, 10:17 AM | رقم المشاركة : ( 176982 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«الحقَّ الحقَّ أقول لكم: ليس موسى أعطاكم الخبز مِنْ السَّماء، بل أبي يُعطيكم الخبز الحقيقيَّ من السَّماء، لأن خُبز الله هو النَّازل من السَّماء الوَاهبُ حياةٍ للعالم» (يو6: 32،33). |
||||
29 - 10 - 2024, 10:20 AM | رقم المشاركة : ( 176983 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المَنّ طعام الشعب القديم في البرية، ولكنهم لما دخلوا أرض كنعان، أكلوا من غَلّة الأرض، عندئذ «انقطع الْمَنّ في الغد عند أكلهم من غلة الأرض، ولم يكن بعد لبني إسرائيل مَنُّ» (يش5: 12). أما بالنسبة لنا نحن المؤمنين بالمسيح يسوع، فإن الأمر بخلاف ذلك، فباعتبار أننا روحيًا سائرون في البرية (1بط2: 11)، وفى الوقت نفسه، نحن - روحيًا أيضًا - في أرض الموعد، أي في دائرة السماويات (أف2: 6)، فإن طعامنا هو ما يرمز إليه الْمَنّ وغلة الأرض معًا: أي المسيح في تواضعه (الْمَنّ)، والمسيح في مجده (غَلَّة الأرض). |
||||
29 - 10 - 2024, 10:21 AM | رقم المشاركة : ( 176984 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْمَنّ كلمة عبرية معناها «مَنْ هُوَ؟» لأنه «لما رأى بنو إسرائيل قالوا بعضهم لبعض: مَنْ هُوَ؟ لأنهم لم يعرفوا ما هو. فقال لهم موسى: هو الخبز الذي أعطاكم الرب لتأكلوا» (خر16: 15). وهكذا كان الحال مع ربنا يسوع المسيح عندما أتى إلى عالمنا هذا، مُخليًا نفسه من هالة المجد، مُستترًا في الناسوت الذي تهيأ له، وساترًا صورة الله تحت صورة العبد، فكُتِبَ عنه: «كان في العالم، وكُوِّنَ العالم به، ولم يعرفه العالم» (يو1: 10) وأيضًا «لما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة: مَنْ هُوَ؟» (مت21: 10). |
||||
29 - 10 - 2024, 10:21 AM | رقم المشاركة : ( 176985 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«الْمَنّ» ليس من نتاج الأرض ولم ينمُ في البرية، بل نزل من السماء. وهكذا ربنا يسوع المسيح، الذي شهد عنه يوحنا المعمدان أنه «الذي يأتي من فوق... الذي يأتي من السماء... الذي أرسله الله» (يو3: 31،34)، فهو - تبارك اسمه - «الإنسان الثاني الرب من السماء» (1كو15: 47). وفى يوحنا 6 نقرأ سبع مرات عن الرب يسوع أنه «النازل من السماء»، وفى ذلك نرى كمال الاتضاع لمن قيل عنه «مع كونه ابنًا تعلَّم الطاعة مما تألم به» (عب5: 8). وهو – تبارك اسمه – قَبِل أن ينزل من السماء ليقدِّم نفسه للعالم كالْمَنّ الحقيقي، كان هو «خبز الله» (يو6: 33) أي موضوع فرح ومسرة قلب الآب. كان موضوع شبعه ولذته منذ الأزل (أم8: 30). وإننا نجد وصفًا جميلاًً لهذه الحقيقة في مزمور 78 «فأمر السَّحاب من فوق، وفتح مصاريع السَّماوات، وأَمطَرَ عليهم مَنّاً للأكل، وَبُرَّ السَّماء أعطاهم. أكل الإنسان خُبز الملائكة. أرسل عليهم زادًا للشبع» (مز78: 23-25). فقبل أن تُفتح أبواب السماء، وقبل أن يُمطِر الله الْمَنّ على شعبه الأرضي، كان الْمَنّ عنده، ولكنه أمر السحاب من فوق، وفتح أبواب السماوات ليُمطر الْمَنّ على الأرض، لكي يُشبع الجياع خبزًا (يو6: 35). |
||||
29 - 10 - 2024, 10:23 AM | رقم المشاركة : ( 176986 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فى خروج 16: 13 نقرأ أن الرب أعطاهم السَّلْوَى في المساء، وفى الصباح أعطاهم الْمَنّ. والسَّلْوَى تكلّمنا عن المسيح السماوي الذي ذُبح ومات تحت دينونة الله وغضبه، واكتنفته الظلمة الدامسة على الصليب. إن تمتعنا بالشركة معه، وشبع واكتفاء قلوبنا به، كان يستلزم حتمًا موته على الصليب. فعند كلامه عن نفسه، كالخبز الحقيقي، أشار إلى موته، أي إلى جسده ودمه (يو6: 53-58). وكان يعني أن التغذي والشبع به، إنما على أساس الإيمان بكفاية موته لأجلنا على الصليب. والشخص الذي يستفيد من عمل المسيح الكفاري على الصليب، هو الذي في مقدوره أن يتغذى بالمسيح كالْمَنّ. وأيضًا إن لم يطبِّق المؤمن حكم الموت على نفسه، ويحسب نفسه ميتًا للخطية، لن يستطيع أن يتغذى ويشبع بالمسيح كالْمَنّ السماوي. |
||||
29 - 10 - 2024, 10:25 AM | رقم المشاركة : ( 176987 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ارتبط إعطاء الْمَنّ بالمجد «فقال موسى وهارون لجميع بني إسرائيل... في الصباح ترون مجد الرب... وإذ مجد الرب قد ظهر في السحاب» (خر16: 6-10). ونحن لا نتعجب أن يرِد التعبير «مَجَّدَ الله» أو «يُمَجِّد الله» سبع مرات في إنجيل لوقا، ويرتبط هذا التعبير دائمًا بالرب يسوع المسيح (لو2: 10؛ 5: 25،26؛ 7: 16؛ 13: 13؛ 17: 15؛ 18: 43؛ 23: 47). مما يدل على أن الله قد تَمَجَّدَ في الإنسان الكامل هنا على الأرض (يو13: 31؛ 17: 4؛ 2كو4: 6). |
||||
29 - 10 - 2024, 10:26 AM | رقم المشاركة : ( 176988 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان نزول الْمَنّ لأول مرة في «برية سين»، أي ”برية الشوك“، وهناك «تذمر كل جماعة بني إسرائيل على موسى وهارون في البرية. وقال لهما بنو إسرائيل... إنكما أخرجتمانا إلى هذا القفر لكي يُميتا كل هذا الجمهور بالجوع» (خر16: 1-3). وعندما قَبِلَ رب المجد أن يتنازل ويأتي إلى أرضنا التي لا تُنبت إلا الشوك والحسك، وعايش ظروف البرية، فإنه في مستهل خدمته الجهارية، أُصعد إلى البرية من الروح ليُجرَّب من إبليس، وكان مع الوحوش، وبعدما صام أربعين يومًا وأربعين ليلة، جاع أخيرًا، ولكنه – له المجد – أظهر كمال الطاعة والخضوع، وكمال الاتكال والاستناد على الله أبيه، ولم تخرج من فمه الطاهر كلمة تذمر واحدة، ولا تمنى أن يوجد في ظروف أخرى. بل إنه رفض أن يتناول الخبز، وأبى أن يأخذ المجد إلا من يد أبيه (مت4: 1-11؛ مر1: 12،13؛ لو4: 1-12). |
||||
29 - 10 - 2024, 10:28 AM | رقم المشاركة : ( 176989 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان الْمَنّ كَبِزْرِ الكُزْبَرَة (عد11: 7)، ذكي الرائحة، رمزًا إلى «رائحة المسيح الذكية» (2كو2: 15)، و«لرائحة أدهانك الطيِّبة. اسمُك دُهْنٌ مُهرَاقٌ» (نش1: 3). كما أن بذرة الكزبرة هي صغيرة مستديرة. في صغرها تشير إلى تواضعه، وفى استدارتها تشير إلى أنه لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة، فهو الأزلي الأبدي. |
||||
29 - 10 - 2024, 11:03 AM | رقم المشاركة : ( 176990 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يُقال عن الْمَنّ أيضًا إنه «دَقِيقٌ» أو «رَقيقٌ» (Fine) (خر16: 14) وهنا نرى صورة للمسيح في رقته ووداعته وتواضع قلبه. ويُقال عنه أيضًا إنه «مثل قشور» أو «مستدير» (granular or round) (خر16: 14). وفى هذا نرى أيضًا رمزًا إلى أن المسيح، مع أنه أخلى نفسه وأخذ صورة عبد، لكنه هو الأزلي الأبدي. كما أن كلمة «مستديرة» ترمز إلى أن المسيح – له كل المجد – لجميع العالم، وتُرينا أيضًا كم كان المسيح قريبًا من الصغير والكبير، الغني والفقير، المتدين والفاجر، الجميع على السواء أمكنهم أن يصلوا إليه، ليتباركوا فيه. |
||||