26 - 10 - 2024, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 176801 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"نفس الكسلان تشتهي ولا شيء لها، ونفس المجتهدين تَسمَنُ" [ع 4] في الأمور الروحية كما في الأمور الجسدية، "إن كل أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضًا" (2 تس 3: 10). من يطلب باجتهاد الحق في كلمة الله يفرح بالكلمة كمن وجد غنيمة. وكما يقول المرتل: "اَبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة" (مز 119: 162). يليق بنا أن نعمل باجتهاد: "اجعلوا قلبكم على طرقكم" (حج 1: 6). "أرأيت رجلًا مجتهدًا في عمله، أمام الملوك يقف، لا يقف أمام الرِّعاع (أم 22: 29). "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق" (لو 13: 24). "لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين، لأنكم إن فعلتم ذلك لن تزلوا أبدًا" (2 بط 1: 10). "اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب في سلام" (2 بط 3: 14). "أكتب إليكم واعظًا أن تجتهدوا لأجل الإيمان المُسلم مرَّة للقديسين" (يه 1: 3). * يا ابني... فكِّر في أعمال الله ولا تكسل، لأن صلاة الكسلان كلام باطل. اجتهد أن تبتعد من الناس عادمي الرأي. إذا صنعتَ أعمالًا فاضلة، فلا تفتخر وتقول إني صنعتُها. لأنك إن ظننتَ أنك صنعتَها فلستَ بحكيمٍ. عار عليك أن تأمر غيرك بأوامر لم تصنعها في ذاتك، لأنك لا تنتفع بعمل غيرك. الرجل الحكيم يعرف طريق سلوكه، فلا يبادر بالكلام، بل يتأمل ما يقول وما يصنع. القديس أنبا أنطونيوس الكبير * هكذا أراكما ساقطين تحت هذا الضعف من الكسل الذي يصفه سفر الأمثال: "نفس الكسلان تشتهي ولا شيءَ لها"، وأيضًا "شهوة الكسلان تقتلهُ" (أم 13: 4؛ 21: 25). لأنه لا يليق بنا أن نستريح من جهة احتياجاتنا الزمنية ما دامت هذه الاحتياجات ضرورية ومتناسبة مع دعوتنا. فإذا ظننا أننا نستطيع أن نقتني لنا ربحًا عظيمًا من تلك المباهج التي تنبع عن المشاعر الجسدية، فلا ننزع عنا سلوان أقاربنا، أما يصدنا قول مخلصنا الذي يستبعدنا عن كل ما ينسب إلى حاجات الجسد، قائلًا: "إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباهُ وأمهُ وامرأتهُ وأولادهُ وإخوتهُ وأخواتهِ... فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا" (لو 14: 26)؟(381) الأب إبراهيم أما فيما يتعلق بهذا الفقر الذي يلحق المتكاسل أي الضجر، أيضًا يكتب: "الكسلان يكتسي بالخِرق" (أم 23: 21)، فمن المؤكد لا يستحق أن يتزيَّن بتلك الحُلة التي لن يعتريها البلاء أو الفساد، والتي يقول الرسول عنها: "البسوا الرب يسوع المسيح" (رو 13: 14) وأيضًا: "لابسين درع الإيمان والمحبة" (1 تس 5: 8)، والتي تكلم الرب ذاته عنها إلى أورشليم بلسان النبي قائلًا: "استيقظي، استيقظي، اِلبسي عِزِّك يا صهيون" (إش 51: 1). أي شخص يستبد به نوم التراخي أو الضجر يفضل أن يكتسي لا بعمله وكده، بل بخرق التكاسل، مقتبسًا عبارات من الكتاب المقدس الراسخ (ويسيء استخدامها)، دون أن يكسو تكاسله بحُلة مجد وفخار، بل برداء العار وتلمس الأعذار. أولئك هم الذين يؤثرون هذا الكسل ولا يودُّون إعالة أنفسهم بكد أيديهم، كما كان الرسول يفعل دائمًا ويكلفنا أن نفعل، قائلين إنه مكتوب: "اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27)، وأيضًا: "طعامي أن أعمل مشيئة أبي" (يو 4: 34). ولكن هذه الأدلة هي خِرق منتزعة من حُلة الإنجيل المكين الراسخ، اُقتبست لهذا الغرض، أعني تغطية فضيحة تكاسلنا وعارنا، بدلًا من أن توفر لنا الدفء، وأن نتزين بحلة الفضيلة الفخمة الكثيرة الثمن، إذ قيل إن المرأة التي ورد ذكرها في سفر الأمثال والتي كانت ملتحفة بالعز والبهاء، كانت تصنع ثيابًا إما لنفسها أو لزوجها، حتى يُقال عنها في كل حين: "العز والبهاء لباسها، وتضحك على الزمن الآتي" (أم 31: 25). يعود سليمان مرة أخرى إلى ذكر آفة التكاسل، فيقول: "طرق الكسلان مفروشة بالأشواك" (أم 15: 29)، أي مفروشة بهذه وغيرها من النقائص المماثلة التي سبق أن ذكر الرسول أنها تنبعث من البطالة. كذلك يقول: "نفس الكسلان تشتهي ولا شيء لها" (أم 13: 4)، ويشير الرسول إلى هذا الاشتهاء حين يقول: "ولا تكون لكم حاجة إلى أحد" (1 تس 4: 12). أخيرًا عدَّد الرسول تلك الآفات التي ذكر سليمان الحكيم أنها غرس البطالة والملل، في الفقرة الآنفة الذكر، بقوله: "لا يشتغلون شيئًا بل هم فضوليون" (1 تس 4: 11). ويضيف إلى هذه الآفة آفة أخرى إذ يقول: "وأن تحرصوا على أن تكونوا هادئين"، ثم "أن تمارسوا أموركم الخاصة، وتشتغلوا بأيديكم وتسلكوا بلياقة عند الذين هم من خارج، ولا تكون لكم حاجة إلى أحد" (1 تس 4: 11). أما أولئك الذين يسلكون بلا ترتيب ولا يطيعون الوصايا، فالرسول يوصي أبناء الطاعة الجادين أن يعتزلوهم، فيقول: "تجنبوا كل أخٍ يسلك بلا ترتيب، وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2 تس 3: 6). القديس يوحنا كاسيان |
||||
|
|||||
26 - 10 - 2024, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 176802 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب في سلام" (2 بط 3: 14). "أكتب إليكم واعظًا أن تجتهدوا لأجل الإيمان المُسلم مرَّة للقديسين" (يه 1: 3). * يا ابني... فكِّر في أعمال الله ولا تكسل، لأن صلاة الكسلان كلام باطل. اجتهد أن تبتعد من الناس عادمي الرأي. إذا صنعتَ أعمالًا فاضلة، فلا تفتخر وتقول إني صنعتُها. لأنك إن ظننتَ أنك صنعتَها فلستَ بحكيمٍ. عار عليك أن تأمر غيرك بأوامر لم تصنعها في ذاتك، لأنك لا تنتفع بعمل غيرك. الرجل الحكيم يعرف طريق سلوكه، فلا يبادر بالكلام، بل يتأمل ما يقول وما يصنع. القديس أنبا أنطونيوس الكبير |
||||
26 - 10 - 2024, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 176803 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* هكذا أراكما ساقطين تحت هذا الضعف من الكسل الذي يصفه سفر الأمثال: "نفس الكسلان تشتهي ولا شيءَ لها"، وأيضًا "شهوة الكسلان تقتلهُ" (أم 13: 4؛ 21: 25). لأنه لا يليق بنا أن نستريح من جهة احتياجاتنا الزمنية ما دامت هذه الاحتياجات ضرورية ومتناسبة مع دعوتنا. فإذا ظننا أننا نستطيع أن نقتني لنا ربحًا عظيمًا من تلك المباهج التي تنبع عن المشاعر الجسدية، فلا ننزع عنا سلوان أقاربنا، أما يصدنا قول مخلصنا الذي يستبعدنا عن كل ما ينسب إلى حاجات الجسد، قائلًا: "إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباهُ وأمهُ وامرأتهُ وأولادهُ وإخوتهُ وأخواتهِ... فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا" (لو 14: 26)؟ الأب إبراهيم |
||||
26 - 10 - 2024, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 176804 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* يشير سليمان، أحكم الرجال، إلى هذه الرذيلة في كثير من كتاباته إذ يقول: "تابع البطالين يشبع فقرًا" (أم 28: 19)، إما عيانًا أو خفية، حيث لا مناص من أن يتورط المتراخي. ومن تلاحقه النقائص، فلا يفطن قط للتأملات الإلهية أو الكنوز الروحية، التي يشير إليها الرسول المبارك بقوله: "إنكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة وكل علم" (1 كو 1: 5). أما فيما يتعلق بهذا الفقر الذي يلحق المتكاسل أي الضجر، أيضًا يكتب: "الكسلان يكتسي بالخِرق" (أم 23: 21)، فمن المؤكد لا يستحق أن يتزيَّن بتلك الحُلة التي لن يعتريها البلاء أو الفساد، والتي يقول الرسول عنها: "البسوا الرب يسوع المسيح" (رو 13: 14) وأيضًا: "لابسين درع الإيمان والمحبة" (1 تس 5: 8)، والتي تكلم الرب ذاته عنها إلى أورشليم بلسان النبي قائلًا: "استيقظي، استيقظي، اِلبسي عِزِّك يا صهيون" (إش 51: 1). أي شخص يستبد به نوم التراخي أو الضجر يفضل أن يكتسي لا بعمله وكده، بل بخرق التكاسل، مقتبسًا عبارات من الكتاب المقدس الراسخ (ويسيء استخدامها)، دون أن يكسو تكاسله بحُلة مجد وفخار، بل برداء العار وتلمس الأعذار. أولئك هم الذين يؤثرون هذا الكسل ولا يودُّون إعالة أنفسهم بكد أيديهم، كما كان الرسول يفعل دائمًا ويكلفنا أن نفعل، قائلين إنه مكتوب: "اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27)، وأيضًا: "طعامي أن أعمل مشيئة أبي" (يو 4: 34). ولكن هذه الأدلة هي خِرق منتزعة من حُلة الإنجيل المكين الراسخ، اُقتبست لهذا الغرض، أعني تغطية فضيحة تكاسلنا وعارنا، بدلًا من أن توفر لنا الدفء، وأن نتزين بحلة الفضيلة الفخمة الكثيرة الثمن، إذ قيل إن المرأة التي ورد ذكرها في سفر الأمثال والتي كانت ملتحفة بالعز والبهاء، كانت تصنع ثيابًا إما لنفسها أو لزوجها، حتى يُقال عنها في كل حين: "العز والبهاء لباسها، وتضحك على الزمن الآتي" (أم 31: 25). يعود سليمان مرة أخرى إلى ذكر آفة التكاسل، فيقول: "طرق الكسلان مفروشة بالأشواك" (أم 15: 29)، أي مفروشة بهذه وغيرها من النقائص المماثلة التي سبق أن ذكر الرسول أنها تنبعث من البطالة. كذلك يقول: "نفس الكسلان تشتهي ولا شيء لها" (أم 13: 4)، ويشير الرسول إلى هذا الاشتهاء حين يقول: "ولا تكون لكم حاجة إلى أحد" (1 تس 4: 12). أخيرًا عدَّد الرسول تلك الآفات التي ذكر سليمان الحكيم أنها غرس البطالة والملل، في الفقرة الآنفة الذكر، بقوله: "لا يشتغلون شيئًا بل هم فضوليون" (1 تس 4: 11). ويضيف إلى هذه الآفة آفة أخرى إذ يقول: "وأن تحرصوا على أن تكونوا هادئين"، ثم "أن تمارسوا أموركم الخاصة، وتشتغلوا بأيديكم وتسلكوا بلياقة عند الذين هم من خارج، ولا تكون لكم حاجة إلى أحد" (1 تس 4: 11). أما أولئك الذين يسلكون بلا ترتيب ولا يطيعون الوصايا، فالرسول يوصي أبناء الطاعة الجادين أن يعتزلوهم، فيقول: "تجنبوا كل أخٍ يسلك بلا ترتيب، وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2 تس 3: 6). القديس يوحنا كاسيان |
||||
26 - 10 - 2024, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 176805 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الصدِّيق يبغض كلام كذب، والشرير يخزي ويخجل" [ع 5] القلب الملتزم بالحق يصير مصدرًا للبرّ العملي في المسيح يسوع. يصير عرشًا للقدوس، ويبغض الرجاسات الباطلة والكذب. يجد سعادته في الشركة مع الله وتمجيد اسمه القدوس في وسط هذا العالم الشرير المقاوم للحق. أما الإنسان الشرير فيفسد أعماقه بخطيته، ليحمل في داخله رائحة الموت والنتانة. يصير عاريًا في هذا العالم، ويُطرح في الظلمة الخارجية في يوم الرب العظيم. إنسان الله ليس فقط يتجنب الكذب، وإنما يبغضه ولا يطيقه. إيّاك والكذب، فهو يطرد خوف الله من الإنسان. القديس أنبا أنطونيوس الكبير * لنرفض شرف العالم وكراماته لنتخلّص من المجد الباطل، ولنستعمل اللسان في ذكر الله والحق لنتخلّص من الكذب. القديس أنبا موسى الأسود |
||||
26 - 10 - 2024, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 176806 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنسان الله ليس فقط يتجنب الكذب، وإنما يبغضه ولا يطيقه. إيّاك والكذب، فهو يطرد خوف الله من الإنسان. القديس أنبا أنطونيوس الكبير |
||||
26 - 10 - 2024, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 176807 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لنرفض شرف العالم وكراماته لنتخلّص من المجد الباطل، ولنستعمل اللسان في ذكر الله والحق لنتخلّص من الكذب. القديس أنبا موسى الأسود |
||||
26 - 10 - 2024, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 176808 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غنى البرّ 6 اَلْبِرُّ يَحْفَظُ الْكَامِلَ طَرِيقَهُ، وَالشَّرُّ يَقْلِبُ الْخَاطِئَ. 7 يُوجَدُ مَنْ يَتَغَانَى وَلاَ شَيْءَ عِنْدَهُ، وَمَنْ يَتَفَاقَرُ وَعِنْدَهُ غِنًى جَزِيلٌ. 8 فِدْيَةُ نَفْسِ رَجُل غِنَاهُ، أَمَّا الْفَقِيرُ فَلاَ يَسْمَعُ انْتِهَارًا. "البرّ يحفظ الكامل طريقه، والشر يقلب الخاطئ" [ع 6] من يرغب في جدية أن يسلك ببرّ المسيح في استقامة، فإن البرّ يحفظه من الأخطاء الخطيرة، يحفظه كاملًا في عينيّ الله، لينال شركة المجد الأبدي. أما المصمم على الشر، فإن هلاكه يأتيه من داخله، من الشر واهب الفساد. |
||||
26 - 10 - 2024, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 176809 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"يوجد من يتغانى ولا شيء عنده، ومن يتفاقر وعنده غنى جزيل" [ع 7] يتظاهر البعض بالغنى وهم في داخلهم فقراء. هذه هي خطية المجد الباطل وحب العظمة مع الرياء. بينما يوجد أغنياء في أعماقهم يفيضون بالخيرات، وفي تواضعٍ يحسبون أنهم فقراء يحتاجون إلى نعمة الله المستمرة وصلوات الآخرين. يقول الرسول بولس الغني: "كفقراء ونحن نغني كثيرين، كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء" (2 كو 10: 6) بينما يوبخ الرب ملاك كنيسة اللاودكيين، قائلًا: "لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمي وعريان" (رؤ 3: 16-17). هذا هو عمل طبيعة الإنسان القديم التي ورثناها عن أبينا آدم، مع فقرنا الداخلي نتظاهر كمن هم أغنياء! * مرض الغني هو الكبرياء الخطير. الروح الكبيرة بالحقيقة في وسط الغنى لا تنبطح وتسقط في هذا المرض. الروح أعظم من غناها، وتسمو فوقه، لا باشتهائها له، بل باستخفافها به. عظيم بالحق ذاك الغني الذي لا يظن أنه عظيم بسبب غناه. أما إذا حسب نفسه عظيمًا، يكون بهذا متكبرًا ومُعدمًا...! إنه شحاذ في قلبه (الفارغ). إنه منتفخ وغير ممتلئ. إن شاهدت زقي خمر، زق مملوء، والآخر منفوخ، فإن لهما ذات الحجم وذات الاتساع، لكن ليس فيهما ذات المحتوى. اُنظر إليهما، فلا تقدر أن تميز بينهما، أوْزِنهما فستجد الفارق بينهما. الزق المملوء يصعب تحريكه، والمنفوخ يمكن تحريكه بسهولة... لست أخبركم أن تبددوا ثروتكم بل أن تنقلوها، إذ يوجد كثيرون رفضوا أن يفعلوا هذا، وللأسف الشديد لم يطيعوا، فقدوا ليس فقط غناهم، وإنما بسببه فقدوا أيضًا نفوسهم... ليتواضع (الغني). ليُسر أنه مسيحي أكثر من كونه غنيًا. ليته لا ينتفخ أو يتعالى أو يتجبر. ليهتم بأخيه الفقير، ولا يرفض أن يدعو الفقير أخاه. فوق هذا كله، مهما كان غناه فالمسيح أكثر غنى، وقد أراد أن يكون كل الذين سفك دمه من أجلهم إخوته. القديس أغسطينوس |
||||
26 - 10 - 2024, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 176810 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* مرض الغني هو الكبرياء الخطير. الروح الكبيرة بالحقيقة في وسط الغنى لا تنبطح وتسقط في هذا المرض. الروح أعظم من غناها، وتسمو فوقه، لا باشتهائها له، بل باستخفافها به. عظيم بالحق ذاك الغني الذي لا يظن أنه عظيم بسبب غناه. أما إذا حسب نفسه عظيمًا، يكون بهذا متكبرًا ومُعدمًا...! إنه شحاذ في قلبه (الفارغ). إنه منتفخ وغير ممتلئ. إن شاهدت زقي خمر، زق مملوء، والآخر منفوخ، فإن لهما ذات الحجم وذات الاتساع، لكن ليس فيهما ذات المحتوى. اُنظر إليهما، فلا تقدر أن تميز بينهما، أوْزِنهما فستجد الفارق بينهما. الزق المملوء يصعب تحريكه، والمنفوخ يمكن تحريكه بسهولة... لست أخبركم أن تبددوا ثروتكم بل أن تنقلوها، إذ يوجد كثيرون رفضوا أن يفعلوا هذا، وللأسف الشديد لم يطيعوا، فقدوا ليس فقط غناهم، وإنما بسببه فقدوا أيضًا نفوسهم... ليتواضع (الغني). ليُسر أنه مسيحي أكثر من كونه غنيًا. ليته لا ينتفخ أو يتعالى أو يتجبر. ليهتم بأخيه الفقير، ولا يرفض أن يدعو الفقير أخاه. فوق هذا كله، مهما كان غناه فالمسيح أكثر غنى، وقد أراد أن يكون كل الذين سفك دمه من أجلهم إخوته. القديس أغسطينوس |
||||