26 - 10 - 2024, 03:32 PM | رقم المشاركة : ( 176751 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول يوحنا أن نيقوديموس جاء لكي يتحدث مع المسيح ليلاً. ويعتقد الكثيرين أن نيقوديموس كان خائفاً أو خجلاً من زيارة المسيح في وضح النهار، لهذا جاء في زيارة ليلية. ولكن يوجد عدد من الأسباب الأخرى المحتملة. طرح نيقوديموس أسئلة على المسيح. وكعضو في المجلس اليهودي الحاكم، ربما كانت مسئوليته التحري عن أي معلمين أو شخصيات عامة يضللون الشعب. وفي هذا الحوار، واجه المسيح نيقوديموس فوراً بحقيقة أنه "يجب أن يولد ثانية" (يوحنا 3: 3). وعندما بدا نيقوديموس متشككاً، ذكَّره المسيح (بلطف ربما) بأنه من المفترض أن يعرف هذا الأمر بإعتباره قائداً لليهود (يوحنا 3: 10). ثم فسَّر له المسيح معنى الولادة الجديدة، وفي هذا السياق نجد الآية الواردة في يوحنا 3: 16 التي ربما تكون أشهر الآيات الكتابية وأكثرها تفضيلاً. |
||||
26 - 10 - 2024, 03:33 PM | رقم المشاركة : ( 176752 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نرى نيقوديموس يقوم بعمله الرسمي كعضو في السنهدريم إذ كانوا يتباحثون بشأن ما يجب أن يفعلوه بيسوع. وفي يوحنا 7، أرسل بعض الفريسيين والكهنة (مع إفتراض أن لهم السلطة في ذلك) بعض من حراس (خدام) الهيكل لإلقاء القبض على يسوع، ولكنهم رجعوا دون أن يتمكنوا من ذلك (أنظر يوحنا 7: 32-52). وبَّخ الفريسيون الحراس ولكن نيقوديموس إقترح عليهم أنه لا يجب ترك المسيح ولا إدانته دون أن يسمعوه شخصياً: "أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَاناً لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلاً وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟" (يوحنا 7: 51). ولكن رفض باقي أعضاء المجلس إقتراح نيقوديموس بوقاحة – فيبدو أنهم كانوا قد حسموا رأيهم بشأن المسيح بالفعل. |
||||
26 - 10 - 2024, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 176753 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرة الأخيرة التي ذكر فيها نيقوديموس في الكتاب المقدس هي بعد صلب المسيح في يوحنا 19. فنجد نيقوديموس يساعد يوسف الرامي في دفن المسيح. يقول إنجيل متى أن يوسف كان رجلاً غنياً، ويقول إنجيل مرقس 15: 43 أنه كان عضواً في المجلس. ويقول لوقا 23: 50-51 أن يوسف كان رجلاً باراً ولم يوافق على قرار المجلس بشأن يسوع. يقول إنجيل يوحنا 19: 38 أن يوسف كان تلميذاً للمسيح، وإن كان سراً، لأنه كان يخاف من اليهود. طلب يوسف من بيلاطس أن يعطيه جسد المسيح. وأحضر نيقوديموس 75 رطلاً (مائة مناً) من مزيج المر والعود لإعداد الجسد للدفن، ثم ساعد يوسف في تكفين الجسد ووضعه في القبر. وتدل كمية المر والعود المستخدمة في الإعداد للدفن أن نيقوديموس كان رجلاً ثرياً وأنه كان يكن إحتراماً عظيماً للمسيح. |
||||
26 - 10 - 2024, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 176754 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الأسئلة حول نيقوديموس دون إجابة هل كان مؤمناً حقيقياً؟ ماذا فعل بعد قيامة المسيح؟ لا يجيب الكتاب المقدس عن هذه الأسئلة، ولا توجد مصادر خارج الكتاب المقدس يمكن أن تعطينا إجابات. فمن المحتمل أن نيقوديموس كان مثل يوسف الرامي تلميذ للمسيح، ولكنه لم يكن يمتلك الشجاعة بعد لإعلان إيمانه علانية. ربما كان آخر أعمال نيقوديموس التي يسجلها الكتاب المقدس بمثابة إعلان لإيمانه – رغم أن الكتاب المقدس لا يخبرنا مدى علانية ما فعله. يقدم إنجيل يوحنا نيقوديموس بصورة إيجابية، مما يوحي بأن إيمانه كان صادقاً بالفعل. |
||||
26 - 10 - 2024, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 176755 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الزواج المفتوح؟ هل يتناول الكتاب المقدس تعدد الزيجات أو التأرجح في العلاقات؟ الجواب يُعرَّف الزواج المفتوح عمومًا بأنه الزواج الذي يسمح فيه أحد الزوجين أو كلاهما للطرف الآخر بممارسة الجنس مع أشخاص آخرين. النوعان الأساسيان من الزواج المفتوح هما تعدد العلاقات والتأرجح بين العلاقات. تعدد العلاقات هو وجود علاقات عاطفية خارج نطاق الزواج. التأرجح بين العلاقات هو ممارسة الجنس الترفيهي/العرضي خارج نطاق الزواج. بالتأكيد، لا يتناول الكتاب المقدس في أي مكان صراحة تعدد العلاقات أو التأرجح أو فكرة الزواج المفتوح. كما أن فكرة موافقة أحد الزوجين على ممارسة الطرف الآخر الجنس مع أشخاص آخرين هي فكرة غريبة تمامًا عن الكتاب المقدس. يتحدث الكتاب المقدس عن الجنس في اطار الزواج على أنه طاهر (عبرانيين 13: 4). يتحدث الكتاب المقدس عن الجنس خارج الزواج باعتباره فجور وزنى (كورنثوس الأولى 6: 13، 18؛ 10: 8؛ غلاطية 5: 19؛ أفسس 5: 3؛ كولوسي 3: 5؛ تسالونيكي الأولى 4: 3). يُثار السؤال أحيانًا حول ما إذا كان ينبغي اعتبار العلاقات المتعددة زنا إذا سمح بها الطرف الآخر بها أو وافق عليها أو حتى شارك فيها. الجواب نعم دون شك، إنه زنا! الله هو الذي يحدد ما هو الزواج وما هو الزنا. أعلن الله في كلمته أن الجنس خارج الزواج زنى (خروج 20: 14). لذلك فإن منح الزوج الإذن بالخطية لا يبطل شريعة الله. ليس لدينا السلطة لخلق استثناءات لما أعلن الله أنه خطية. بصرف النظر عن التصريحات الكتابية عن كونها خطية، فإن العلاقات المتعددة لا يمكنها أن تحقق ما يقول الكتاب المقدس أن الزواج يجب أن يكون عليه. لا يمكن للزوجين أن يكونا "جسدًا واحدًا" (تكوين 2: 24) إذا كان الأمر ينطوي على عدة "أجساد". لا يمكن للزوجين أن يحب أحدهما الآخر تمامًا إذا كان هذا الحب منقسمًا على أشخاص آخرين. لا يمكن أن تكون هناك علاقة حميمية حقيقية إذا كان ما هو من المفترض أن يكون حميميًا مشتركًا مع الآخرين. العلاقات التعددية ليس زواجًا. لا يُفترض بأي حال من الأحوال أن يكون الزواج منفتحًا على النشاط الجنسي خارج نطاق الزواج. صمم الاتحاد الجنسي بين الزوج والزوجة لكي يكون حصريًا و "لا يتم تقاسمه أبدًا" مع آخرين: اِشْرَبْ مِيَاهًا مِنْ جُبِّكَ، وَمِيَاهًا جَارِيَةً مِنْ بِئْرِكَ. لَا تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى ظ±لْخَارِجِ، سَوَاقِيَ مِيَاهٍ فِي ظ±لشَّوَارِع لِتَكُنْ لَكَ وَحْدَكَ، وَلَيْسَ لِأَجَانِبَ مَعَك" (أمثال 5: 15-17). العلاقات التعددية، هي في الواقع، "شهوانية تعددية". لا يوجد فيها شيء من المحبة. هذا الانحراف في الزواج هو تأكيد على أن الإنسان "كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ"، وأنه بدون الله يعمل كل واحد "مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ" (انظر تكوين 6: 5 وقضاة 21: 25). |
||||
26 - 10 - 2024, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 176756 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل المزاح خطية؟ ماذا يقول الكتاب المقدس عن النكات؟ المزاح موضوع مثير للاهتمام ويصعب تحديده ومناقشته كشيء واحد. من وجهة نظر الكتاب المقدس، فإن المزاح بحد ذاته لا يعتبر خطية، على الرغم من أنه يمكن أن يكون كذلك في بعض الحالات. يخبرنا سفر الأمثال ظ،ظ¨: ظ¢ظ، أن "اَلْمَوْتُ وَظ±لْحَيَاةُ فِي يَدِ ظ±للِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ". يقارن يعقوب 3: 3-12 اللسان بلجام الحصان ودفة السفينة والنار. اللسان هو شيء قوي، والكلمات يمكن أن تجلب حياة عظيمة أو أذى عظيم. هناك أساليب بناءة في المزاح. "ظ±لْقَلْبُ ظ±لْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ ظ±لْجِسْمَ، وَظ±لرُّوحُ ظ±لْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ ظ±لْعَظْمَ" (أمثال 17: 22). المزامير مليئة بالإشارات إلى الضحك، وهو ما ينتج عن المزاح الجيد. ولكن هناك أيضًا أساليب مهينة وضارة في المزاح، ونحن مدعوون أن "لَا تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ حَسَبَ ظ±لْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ"(أفسس 4: 29). يجب أن تكرم كلماتنا الله دائمًا وتعبّر عن تقديرنا لصنيعه. أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان مزاحنا يقترب من كونه خطية هي أن نطلب تبكيت الروح القدس. يمكنه أن يجعلنا نشعر بالحساسية عندما تكون النكتة مناسبة ومتى قد لا تكون كذلك. إذا كان هناك أي شك في أذهاننا، أو إذا شعرنا بوخز ضمائرنا في مزاحنا، فمن الأفضل التخلي عنه. هناك أيضًا مسألة جعل الآخرين يتعثرون، وهو ما يمكننا فعله بسهولة من خلال النكات التي قد نشعر بأنها بريئة تمامًا، ولكن يراها الآخرون مسيئة أو مؤذية. لا ينبغي أبدًا أن نمارس حريتنا على حساب ضمير الآخرين (رومية 14: 13-17). من الممكن أن يكون المزاح، في الوقت المناسب، بريئا في الغالب. ولكن هناك من يلقون النكات كثيرًا لدرجة أنهم بالكاد يستطيعون قول جملة دون أن تحتوي على نكتة من نوع ما. ليس هذا هو نمط الحياة الأنسب للمؤمن، على أية حال، حيث توصينا كلمة الله أن "َنَعِيشَ بِظ±لتَّعَقُّلِ وَظ±لْبِرِّ وَظ±لتَّقْوَى فِي ظ±لْعَالَمِ ظ±لْحَاضِرِ" (تيطس 2: 12). كما هو الحال مع جميع "المناطق الرمادية" في الحياة المسيحية، فإن طلب حكمة الله فيما يتعلق بكلامنا هو الطريق الأفضل (يعقوب 1: 5). |
||||
26 - 10 - 2024, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 176757 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا كانت المثلية الجنسية خطية فلماذا لم يذكرها يسوع على الاطلاق يجادل العديد ممن يؤيدون زواج المثليين وحقوق المثليين بأنه بما أن المسيح لم يذكر المثلية الجنسية قط، فإنه لا يعتبرها خطية. ويقولون أنه إذا كانت المثلية الجنسية سيئة، فلماذا لم يتعامل يسوع معها على أنها قضية هامة؟ صحيح، لم يتطرق الرب يسوع إلى المثلية الجنسية في الروايات الإنجيلية؛ ومع ذلك، فقد تحدث بوضوح عن الجنس بشكل عام. قال يسوع فيما يتعلق بالزواج: "ظ±لَّذِي خَلَقَ مِنَ ظ±لْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ ظ±لرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِظ±مْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ ظ±لِظ±ثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ ظ±ثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَظ±لَّذِي جَمَعَهُ ظ±للهُ لَا يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ" (متى 19: 4-6). كان يسوع يشير هنا بوضوح إلى آدم وحواء ويؤكد على تصميم الله الذي يقصده للزواج والعلاقة الجنسية. الممارسات الجنسية محدودة بالنسبة للذين يتبعون الرب يسوع. وبدلاً من اتخاذ وجهة نظر متساهلة مع الفسق والطلاق، أكد يسوع أن الناس إما أن يكونوا عازبين وأنقياء أو متزوجين ومخلصين كل لشريك حياته من الجنس الآخر. اعتبر يسوع أي تعبير آخر عن النشاط الجنسي خاطئًا. ويشمل هذا المثلية الجنسية. أيضًا، هل نصدق أن أي عمل يكون صالحًا ما لم يمنعه يسوع بشكل محدد؟ لم يكن هدف الأناجيل هو إعطائنا قائمة شاملة بالأنشطة الخاطئة، وهناك العديد من الخطايا الواضحة التي لم يتناولها يسوع على وجه التحديد. الخطف مثلا. لم يقل يسوع أبدًا تحديدًا أن الخطف خطية، لكننا نعلم أن سرقة الأطفال أمر خاطئ. النقطة المهمة هي أن يسوع لم يكن بحاجة إلى تصنيف الخطية، خاصةً عندما يعمل الإعلان الإضافي الوارد في الرسائل على إزالة كل الشكوك حول خطية المثلية الجنسية. الكتاب المقدس واضح في أنه لا علاقة للمؤمنين بالفجور الجنسي: "اُهْرُبُوا مِنَ ظ±لزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا ظ±لْإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ ظ±لْجَسَدِ، لَكِنَّ ظ±لَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ" (كورنثوس الأولى 6: 18). الفجور الجنسي، سواء أكان نشاطًا جنسيًا أم غير ذلك، هو خطية ضد جسد الإنسان. من المهم أن نلاحظ أن الفجور الجنسي، بما في ذلك المثلية الجنسية، مذكور إلى جانب الخطايا الأخرى في الكتاب المقدس، مما يشير إلى أن الله لا يصنف خطية على أنها أسوأ من الأخرى. في حين أن عواقب بعض الخطايا أعظم من الأخرى، فإن الكتاب المقدس غالبًا ما يذكر الخطايا جنبًا إلى جنب. على سبيل المثال، قال يسوع: "مِنَ ظ±لْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنًى، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ" (متى 15: 19-20؛ انظر أيضًا رومية 1: 24-31). يعلّم الكتاب المقدس أتباع يسوع ممارسة الطهارة الجنسية، وهذا يشمل الامتناع عن ممارسة المثلية الجنسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن غير المؤمنين الذين يمارسون المثلية الجنسية يحتاجون إلى الخلاص مثلهم مثل أي شخص غير مؤمن آخر. المؤمنون مدعوون للصلاة من أجل الذين لا يعرفون المسيح، وخدمة الآخرين بمحبة، ومشاركة رسالة يسوع مع جميع الناس، بما في ذلك أولئك الذين يمارسون المثلية الجنسية. |
||||
26 - 10 - 2024, 03:43 PM | رقم المشاركة : ( 176758 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا يقول العهد الجديد عن المثلية الجنسية يؤكد الكتاب المقدس في كل من العهدين القديم والجديد على كون المثلية الجنسية خطية (تكوين 19: 1-13؛ لاويين 18: 22؛ 20: 13؛ رومية 1: 26-27؛ كورنثوس الأولى 6: 9؛ يهوذا 1 : 7). يؤكد العهد الجديد ما أعلنه العهد القديم في هذا الموضوع منذ أن أعطيت الشريعة لموسى (لاويين 20: 13). الفرق بين العهدين القديم والجديد هو أن العهد الجديد يقدم الرجاء والاسترداد من خلال قوة فداء يسوع لأولئك الذين وقعوا في خطية المثلية الجنسية. إنه نفس الرجاء الذي يُمنح لمن يختار أن يقبله (يوحنا 1: 12؛ 3: 16-18). لم تتغير معايير الله في القداسة مع مجيء يسوع، لأن الله لا يتغير (ملاخي 3: 6؛ عبرانيين 13: 8). العهد الجديد هو إعلان مستمر عن تفاعل الله مع البشرية. كره الله عبادة الأصنام في العهد القديم (تثنية 5: 8) وما زال يكرهها في العهد الجديد (يوحنا الأولى 5: 21). ما كان غير أخلاقي في العهد القديم لا يزال غير أخلاقي في العهد الجديد. يقول العهد الجديد أن المثلية الجنسية هي "أَهْوَاءِ ظ±لْهَوَانِ" (رومية 1: 26)، و"ظ±لْفَحْشَاءَ"، وتخلي عن "ظ±لظ±سْتِعْمَالَ ظ±لطَّبِيعِيَّ" (رومية 1: 27)، و"ظلم" (كورنثوس الأولى 6: 9)، و"زنى وشذوذ" (يهوذا 1: 7). تحمل المثلية الجنسية "عقوبة مستحقة" (رومية 1: 27)، و"تتعارض مع العقيدة السليمة" (تيموثاوس الأولى 1: 10)، وهي مدرجة ضمن الخطايا التي تمنع الناس من دخول ملكوت الله (كورنثوس الأولى 6: 9). ). على الرغم من محاولات البعض التقليل من أهمية هذه الآيات، إلا أن الكتاب المقدس لا يمكن أن يكون أكثر وضوحًا بشأن كون المثلية الجنسية خطية ضد الله. الشذوذ الجنسي ليس سبب تدهور المجتمع، ولكنه أحد أعراضه. إنه نتيجة جعل الناس أنفسهم السلطة النهائية. تشرح رسالة رومية 1 التدهور الطبيعي لمجتمع اختار عبادة الأصنام واللذة الخاطئة بدلاً من طاعة الله. تبدأ دوامة الهبوط بإنكار أن لله سلطان مطلق على خليقته (رومية 1: 21-23). ونتيجة لرفض المجتمع لسلطان الله: "أَسْلَمَهُمُ ظ±للهُ أَيْضًا فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى ظ±لنَّجَاسَةِ، لِإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. ظ±لَّذِينَ ظ±سْتَبْدَلُوا حَقَّ ظ±للهِ بِظ±لْكَذِبِ، وَظ±تَّقَوْا وَعَبَدُوا ظ±لْمَخْلُوقَ دُونَ ظ±لْخَالِقِ، ظ±لَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى ظ±لْأَبَدِ" (رومية 1: 24-25). تقول الآيات 26 و27 "لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ ظ±للهُ إِلَى أَهْوَاءِ ظ±لْهَوَانِ، لِأَنَّ إِنَاثَهُمُ ظ±سْتَبْدَلْنَ ظ±لظ±سْتِعْمَالَ ظ±لطَّبِيعِيَّ بِظ±لَّذِي عَلَى خِلَافِ ظ±لطَّبِيعَةِ، وَكَذَلِكَ ظ±لذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ ظ±سْتِعْمَالَ ظ±لْأُنْثَى ظ±لطَّبِيعِيَّ، ظ±شْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ ظ±لْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلَالِهِمِ ظ±لْمُحِقَّ". تعني عبارة "أسلمهم الله" أننا عندما نصر على تحدي الله، فإنه يتركنا أخيرًا نحصل على الانحراف الذي نطلبه. وهذه دينونة في حد ذاتها. السلوك المثلي هو نتيجة تجاهل الله ومحاولة خلق حقيقتنا بأنفسنا. عندما نتحدى تعليمات الله الواضحة، فإننا نحصد "جزاء" عصياننا (تسالونيكي الثانية 1: 8-9؛ رؤيا 21: 8). الخبر السار هو أن المثلية الجنسية ليست خطية لا تغتفر. يوجد غفران، كما في حالة الجشع والسرقة والقتل، عندما نتوب ونأتي إلى يسوع (أعمال الرسل 2: 38). ويمنحنا هوية جديدة (بطرس الأولى 1: 14؛ كولوسي 2: 13). تقول رسالة كورنثوس الثانية 5: 17 "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ظ±لْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: ظ±لْأَشْيَاءُ ظ±لْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا ظ±لْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا!" تتضمن تلك الأشياء "العتيقة" خطايا سابقة كانت تأسرنا ذات يوم. وفي حين كنا معروفين من قبل بخطيتنا، فإن كوننا وُلِدنا مرة أخرى (يوحنا 3: 3) يعني أننا قد صرنا نعرف الآن على أساس يسوع وبره (كولوسي 3: 3). لم يعد على اللص أن يعرّف نفسه على أنه لص. لقد تطهر من طرقه السابقة وأصبح جديدًا في المسيح. القاتل - مثل شاول قبل أن يصبح الرسول بولس - يُغفر له ويتغير إلى صورة المسيح (غلاطية 1: 13؛ كورنثوس الأولى 15: 9؛ رومية 8: 29). ويمكن لأي شخص مقيّد بالمثلية الجنسية أن يتحرر للسير في نقاء عندما يتفق مع الله بشأن الخطية ويثق في قدرة الله على الغفران والتعويض. كما ذكرنا، تضم رسالة كورنثوس الأولى 6: 9-10 المثليين في قائمة أولئك الذين لن يكون لهم نصيب في ملكوت الله. لكن الآية 11 تقول: "وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ ظ±غْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِظ±سْمِ ظ±لرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا". الحقيقة هي أن بعض القديسين في كنيسة كورنثوس كانوا مثليين سابقًا. يمتليء ملكوت الله بالخطاة. لا أحد يأتي إلى الله باستحقاق شخصي. نأتي جميعًا بنفس الطريقة: من خلال التوبة، والتخلي عن الخطية التي مات المسيح من أجلها، وقبول بر المسيح بدلاً منها (كورنثوس الثانية 5: 21). يقدم العهد الجديد بشرى سارة لجميع من يصارعون مع الهوية الجنسية. يريد يسوع أن يعطينا بره بدلًا عن أنماط حياتنا الخاطئة حتى نصبح أكثر شبهًا به. |
||||
26 - 10 - 2024, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 176759 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مادة الخدمة «إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ!» (إش8: 20). فإن «الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ» (أم6: 23)، وبدونها يتخبَّط الإنسان في الظلام والجهل. ونحن لا يمكن أن نعرف الله، ولا شخص المسيح، ولا أنفسنا، ولا بطلان هذا العالم ومصيره، ولا الشيطان وأساليبه، ولا الطريق الصالح الذي يؤدي إلى الحياة لكي نسير فيه، إلا من خلال الإعلان المُقدَّم لنا في المكتوب. إن الإنسان الطبيعي يحب الظلمة أكثر من النور، ولا يريد أن يأتي إلى النور لئلا توبَّخ أعماله (يو3: 19، 20)، والعالم الذي حولنا تحكمه مبادئ شيطانية تجنح بالنفوس بعيدًا عن الله. لهذا فإن كثرين قد هجروا كلمة الله، ونصَّبوا أنفسهم حُكَّامًا ونُقَّادًا عليها. والشيطان يخدع النفوس بالبدائل من الفلسفات البشرية والمبادئ العالمية، والموضوعات العلمية والنفسية والاجتماعية، التي تحاول أن تحل مشاكل الناس بالاستقلال عن الله. وهذه الأفكار تروق للإنسان، وتُخدِّر ضميره، وتحتفظ به بعيدًا عن الله. والنتيجة أن ازدادت المشاكل وتفاقمت. وقد انطبقت عليهم كلمات إرميا النبي القائل: «هَا قَدْ رَفَضُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَأَيَّةُ حِكْمَةٍ لَهُمْ؟» (إر8: 9). لهذا قال الرسول لتلميذه تيموثاوس: «اكرِِزْ بالكلِِمَةِ». فهذا حقًا ما تحتاجه النفوس. ونحن عندما نتأمل فيما تعني هذه الكلمة الإلهية، وما هو تأثيرها، وكمّ الفوائد التي نجدها فيها، وكيف أن الإنجيل هو «قوة الله للخلاص»، وقوة التغيير الأدبي في حياة الناس، عندئذ سنقدِّر وندرك أهمية الكلمة التي نكرز بها على النحو التالي: 1- قال الرب يسوع: «فَتِّشُوا الْكُتُبَ... وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي» (يو5: 39 انظر أيضًا، لو24: 44). فإن «شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ» (رؤ19: 10). إننا من خلال المكتوب نعرف الرب يسوع المعرفة الصحيحة، ونستطيع أن نقدمِّه للآخرين. وبعيدًا عن هذه الكلمة لا يمكن لإنسان أن يعرف المسيح في لاهوته أو ناسوته. 2- الكلمة هي الوسيلة التي بها يُولَد الإنسان من فوق. «شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ» (يع1: 18؛ انظر أيضًا يو3: 5؛ 1بط1: 23؛ 1كو4: 15). لهذا نحن نكرز بالكلمة للخطاة، فهي التي تُحيي النفوس المائته، وبها يحصل الشخص على طبيعة الله الجديدة. 3- هي الغذاء الذي نحيا وننمو به. إذ مكتوب «لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ» (مت4: 4). وهي تناسب كل المستويات في عائلة الله. فيقول بطرس: «وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ الآنَ اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ» (1بط2: 2). ويقول بولس: «وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِين» (عب5: 14). وعلى الخادم أن يُطعم القطيع بهذه الكلمة. 4- هي كالماء الذي يغسل ويُطهِّر. مكتوب «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا ... مُطَهِّراً إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ» (أف5: 25، 26). ونحن إذ نسير في عالم ملوث بالخطية، فإننا مُعرَّضون أن تتسخ أرجلنا، ويلحق بنا شيءٌ من الدنس. ولا شيء يغسل أفكارنا وينقي سلوكنا سوى هذه الكلمة المُشبَّهة بالماء (يو13: 1- 11). وقد قال الرب يسوع للتلاميذ: «أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ» (يو15: 3). 5- هي الدواء لكل داء. «أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ» (مز107: 20). فهي تُعطي راحةً للمُتعَبين، وسلامًا للخائفين، وعزاءً للنائحين، ونورًا للحائرين، ورجاءً لليائسين، وعونًا للخائرين، وتشجيعًا للفاشلين، وإنهاضًا للعاثرين، وتعضيدًا للساقطين، وتقويمًا للمُنحنين، وبَلَسانًا للمتألمين، وفَرَحًا للمحزونين، وتعويضًا للمحرومين، وحكمةً للجاهلين. 6- هي وسيلة الخلاص. «فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ» (يع1: 21 انظر أيضًا 2تي3: 15). وهذا الخلاص ليس فقط الخلاص الأبدي من الدينونة الذي نحصل عليه عند الإيمان، لكنه يتجاوزه ليشمل أيضًا الخلاص اليومي في الطريق. 7- الكلمة ترد النفس (مز19: 7). فهي التي تحرِّك الضمير وتلمس القلب، وتقود المؤمن رجوعًا إلى الرب، وإلى الشركة معه. ونحن كم من المرَّات سمعنا صوت الرب من خلال كلمته، وكانت كافية لإنهاضنا وعلاجنا ورد نفوسنا. لهذا علينا أن نكرز بالكلمة لكل مَنْ تاه عن الدرب الصحيح ليرجع إلى راحته وشركته مع الرب. 8- الكلمة نار ومطرقة تُحطِّم الصخر (إر23: 29). فمهما كانت قساوة القلب، وتحجُّر الفكر، وتصلُّب الإرادة، وعناد الإنسان ورفضه لله، وإصراره على العيشة في الشرور والفجور، فإن كلمة الله قادرة أن تهُزَّ الضمير، وتزلزل الكيان، وتكسر الإرادة العاصية، وتقود النفس إلى الخضوع والخشوع أمام سلطانها وتأثيرها. إن الكلمة نار تُذيب الثلوج من التبلُّد والجمود وعدم الاكتراث. كما أنها نار تحرق الهشيم من الخرافات والضلالات التي لا يمكن أن تثبت أمام قوة كلمة الله. وأي شيء يمكن أن نُقدِّمه للنفوس يُحدث فيها هذه التأثيرات الخطيرة؟! إن «كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ» (عب4: 12). والكلمة تُميِّز بين النفس والروح، أي ما هو نفسي وما هو روحي. فقد يتأثر الشخص ويبكي، لكن هذا ليس دليلاً على الولادة من الله، وقد يفرح وينتشي، لكن هذا أيضًا قد يكون انفعالاً عاطفيًا فقط. وكلمة الله وحدها هي التي تُميِّز بين المشاعر النفسية، وبين الخضوع القلبي وتسليم الإرادة للرب والتوبة الحقيقية. إن الكلمة لا تأتي لتستجدي إرضاء الناس وموافقتهم، بل تأتي من الله مباشرة لتدين أفكار القلب وتحكم على الدوافع الخاطئة. إنها تفعل كما يفعل الله تمامًا، لهذا يقول بعد ذلك: «وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ (أي قدام الله)، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا» (عب4: 13). مع أنه كان يتكلَّم عن كلمة الله. ذلك لأنها تأتي بنا إلى حضرة الله. وأيّ كلام من أقوال البشر، ولو كانوا أعظم المُفكِّرين والمُصلحين، يُمكن أن يفعل ما تفعله كلمة الله؟ لهذا قال الرسول: «اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ». ن كل نهضة حقيقية حدثت في تاريخ شعب الله قد اقترنت بالرجوع إلى كلمة الله والخضوع لسلطانها. وعلى قدر احترام القادة والشعب لكلمة الله وطاعتها، على قدر البركة الغزيرة التي أغدقها الرب على شعبه. فمثلاً، بعد الرجوع من السبي، في أيام نحميا، في النهضة الأخيرة التي حدثت وسط البقيَّة الراجعة، «اجْتَمَعَ كُلُّ الشَّعْبِ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِلَى السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ وَقَالُوا لِعَزْرَا الْكَاتِبِ أَنْ يَأْتِيَ بِسِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى... فَأَتَى عَزْرَا الْكَاتِبُ بِالشَّرِيعَةِ أَمَامَ الْجَمَاعَةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَكُلِّ فَاهِمٍ مَا يُسْمَعُ... وَقَرَأَ فِيهَا ... مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ أَمَامَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْفَاهِمِينَ... لأَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ بَكُوا حِينَ سَمِعُوا كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ» (نح8: 1- 9). هل رأينا تعطُّش الشعب لكلمة الله، واحترامهم لها، وخضوعهم لسلطانها، وكيف أنها تلمس الضمير وتُبكِّت وتقود إلى الحزن والتوبة والدموع، كما أنها تقود إلى الفرح والقوة والسجود؟ وهذا ما ينبغي أن نركِّز عليه في الخدمة إذا أردنا نهضة حقيقية، وليست شكلية، وسط شعب الرب. إن كلمة الله لها القوة على هدم حصون الشيطان وظنونه وكل ما ارتفع ضد معرفة الله. وإن كان لها هذا التأثير الفعَّال على النفوس، فلا عجب إن كان الشيطان يجمع كل طاقته ويهاجم هذه الكلمة بالتشكيك في صحتها، أو بإضاعة تأثيرها. إنه يخطف الكلمة التي سُمعَتْ سريعًا، أو يقنع النفوس ويخدعها بالتأثيرات الوقتية العاطفية، أو يخنق الكلمة في القلب بواسطة هموم العالم، وغرور الغنى، وشهوات سائر الأشياء، فتصير بلا ثمر (مر4: 14- 19). «مَا لِلتِّبْنِ مَعَ الْحِنْطَةِ يَقُولُ الرَّبُّ؟» (إر23: 28). «اَلْحِنْطَةُ تُنْمِي الْفِتْيَانَ» (زك9: 17)، أما التبن فماذا يفعل؟ والحنطة هي كلمة الله، والتبن هو أفكار الإنسان الباطلة والخرافات والمبادئ العالمية أو الفلسفات البشرية التي لا يُمكن أن تُفيد النفوس أو تُحييها، والتي مع الأسف تنتشر الآن بوفرة في أيامنا. إن النفوس الحائرة تبحث عن نور يُرشد إلى الطريق الصحيح، وإلى مشورة تهدي الأقدام في طريق السلام. والمُخْلِصون سيبحثون عن خادم حقيقي للرب، «عِنْدَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ» (انظر 2مل3: 11، 12). والمؤسف حقًا أن مَنْ عندهم كلام الرب ليُقدِّموه للنفوس ليبنيهم ويقويهم، يتحولون إلى الأساليب العلمية والفلسفية والموضوعات الاجتماعية والنفسية، لمجرد أن هذا هو المطلوب أكثر في ساحة الخدمة، وأكثر جاذبية وإثارة للسامعين، ويحقق الانبهار والشهرة أكثر مِمَنْ يُقدِّم كلمة الله وحدها. دعونا نُقدِّر امتياز أن يكون عندنا كلام الرب، ونقنع أنها هي حاجة النفوس الحقيقية، وليس شيء آخر. وفي رسالة الأيام الأخيرة، وقبيل رحيل الرسول بولس إلى المجد، يوصي ابنه تيموثاوس قائلاً: «أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذاً أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ: اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذَلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ» (2تي4: 1، 2). إنه يدعوه أن يكرز بالكلمة لأولئك الذين خدَّرهم العدو، وهم منحدرون إلى الهلاك وممدودون للقتل. وهنا يقول بولس: بما أنك تمتلك هذا الكتاب النافع، فلا تتوانَ في الكرازة للنفوس بكل نشاط القلب وعزمه، في وقت مناسب وغير مناسب، لأن الموقف خطيرٌ للغاية. وقبل أن يقول له: اعكف على الكرازة بالكلمة، قال له: اعكف على القراءة (1تي4: 13). فالخادم يظل تلميذًا للكتاب مدى الحياة، وإذا توقف عن أن يكون تلميذًا، فإنه ما عاد يصلح للخدمة في أي صورة. إنه يحيا بها قبل أن يكرز بها. ثم يستطرد قائلاً: «لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ (وقد أتى فعلاً هذا الوقت الآن)، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ» (2تي4: 3، 4). إنه الآن يتكلَّم عن حالة الناس السامعين في الأوساط الكنسية. لقد سمعوا مرارًا كلمة الحق التي تُبِكِّتْ ضمائرهم، وتصرخ في أعماقهم: لا يحل لكم. ولأنهم يرغبون في العيشة في الشر والنجاسة دون إزعاج، فهم لا يحتملون التعليم الصحيح الذي يطالب بالقداسة. وهم حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم مُعلِّمين يوافقونهم في رغباتهم، ولا يعترضون على ما يفعلونه، ويُقنِّنون الخطية، ويعطونها مُسمَّيات بريئة وجذَّابة. هذه الجماعات من المسيحيين والقادة المسؤولين عنهم، يعنيهم بالدرجة الأولى إرضاء الناس، وزيادة الأعضاء، وتسكين الضمير. من أجل هذا يبحثون عن معلِّمين لا يعتمدون على كلمة الله في عظاتهم، بل على الأفكار البشرية وعلى القصص والروايات من الواقع أو من الخيال التي تُسلِّي السامعين. ويستشهدون لا بآيات من الكتاب بل بأقوال الفلاسفة أو الفنانين. وهكذا نرى كيف انحرفتْ المسيحية بعيدًا عن الحق، وعن الهدف الأسمى وهو استحضار النفوس إلى علاقة صحيحة مع الله، وتحوَّلتْ إلى ما يعجب ويبهر وينعش الجسد أو يغذِّي العقل. هؤلاء المعلِّمون سيصرفون مسامع الناس عن الحق، وينحرفون إلى الخرافات. وبدلاً من الاهتمام بإطعام الخراف بكلمة الله، انصرفوا إلى مُداعبة الجداء. وهذا ما يرغبه الناس في الأيام الأخيرة. إن الكثير من تعاليم الكتاب، خاصة تعاليم بولس، تتعارض مع الفكر الحديث، ولذلك يرفضها وينقدها كل المُفكِّرين العصريين والوعَّاظ الذين يحرصون على أن تتوافق خدماتهم مع آخر موضات التفكير العلمي، وأحدث صيحات التطور الاجتماعي والثقافي، لكي يُقدِّموا ما هو جديد مما يُطرب السامعين ويجعلهم مُنتشين. وهذا ما أسماه الرسول هنا: «الخرافات». إنهم يحتقرون الثقافة الكتابية ويعتبرونها نوعًا من التخلُّف الذي لا يناسب العصر. وإذا كانت هذه هي حالة المسيحية في الأيام الأخيرة، فإن هذا يُحتِّم على الخادم الأمين أن يقف ضد التيار الجارف، وأن يتمسك بالحق، ولا يسعى لإرضاء وإطراء الناس ليكسب المزيد من الشعبية والشهرة والمُعجَبين. بل يواصل طريقه كارزًا بالكلمة، تاركًا النتائج بين يدي الرب. إن هذه المفشلات تفرض عليه أن يصحو في كل شيء، ويحتمل المشقات (2تي4: 5)، بالنظر للشرور التي حوله. ويتوقع أن يكون مرفوضًا من الأكثرين الذين سينفضُّون عنه، وربما يقاومونه. لكنه يتمم خدمته التي أخذها من الرب، وسيُعطي عنها حسابًا أمام كرسي المسيح. ليس المطلوب أن يتكلَّم بالناعمات (إش30: 10) أو أن يحك آذان ومسامع الناس، بل أن ينذر ويوبِّخ وينتهر كل ما لا يتفق مع قداسة الله. كثيرون يكرزون بأنفسهم أو باختباراتهم وإنجازاتهم، ويتَّخذون من الخدمة سُلَّمًا يصعدون عليه لمجد أنفسهم. لكن إنسان الله يكرز بالكلمة وشعاره: «يَنْبَغِي أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ» (يو3: 30). لقد نجح الشيطان في أن يُغلق شهية الناس عن كلمة الله، ويفتحها بشدة على المواد العالمية وما تبثُّه وسائل الإعلام والفضائيات. وكما حدث مع إسرائيل قديمًا في البرية حيث اشتهى اللفيف الذي في وسطهم طعام مصر الأول، فسئم الشعب من المَنْ وتذمَّروا عليه. هكذا في المسيحية لا يطيقون كلمة الله ويقنعون بالفتات مع أكبر قدر من التسليات. لكن الخادم الأمين يظل يكرز بالكلمة مُدركًا أهميتها وتأثيرها الحي، وحاجة النفوس الحقيقية إليها. إنه يُقدِّمها كما هي بالحقيقة ككلمة الله. وهذا ما كان يفعله بولس إذ قال: «لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ» (2كو 17:2)، أي يُقدِّمها دون تخفيف أو تحوير أو حذف أو إضافة. وهذا ما علَّمه لتيموثاوس وأوصاه به. |
||||
26 - 10 - 2024, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 176760 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال الرب يسوع: «فَتِّشُوا الْكُتُبَ... وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي» (يو5: 39 انظر أيضًا، لو24: 44) فإن «شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ» (رؤ19: 10). في الخدمة إننا من خلال المكتوب نعرف الرب يسوع المعرفة الصحيحة، ونستطيع أن نقدمِّه للآخرين. وبعيدًا عن هذه الكلمة لا يمكن لإنسان أن يعرف المسيح في لاهوته أو ناسوته. |
||||